كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
لطيفة...
10 فضائل للصدقة
* الصدقة تجعل الملائكة تدعو بالخلف على المتصدق فتقول "اللهم اعط منفقا خلفا"
* الصدقة تنتصر على الشياطين ,قال صل الله عليه وسلم "لايخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك على لحييها سبعين شيطانا"
* الصدقة تعالج المرضى ,قال صل الله عليه وسلم "داووا مرضاكم بالصدقة "
* الصدقة تطفئ غضب ربك ,قال صل الله عليه وسلم "ان الصدقة لتطفئ غضب الرب"
* الصدقة تمحو خطاياك ,قال صل الله عليه وسلم "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار"
* الصدقة تمحي عرضك وشرفك ,قال صل الله عليه وسلم "ذبوا عن اعراضكم بأموالكم"
* الصدقة تحسن ختامك ,قال صل الله عليه وسلم "صنائع المعروف تقي مصارع السوء", قال صلى الله عليه وسلم "ان الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء"
* الصدقة ظلك من اللهب ,قال صل الله عليه وسلم "كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس"
* الصدقة تفك رهانك يوم القيامة ,قال صل الله عليه وسلم "من فك رهان ميت (عليه الدين) فك الله رهانه يوم القيامة"
* الصدقة سترك من النار ,قال صل الله عليه وسلم "يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة ,فأنها تسد من الجائع مسدها من الشعبان".
و بعد مدة جلست في الحديقة العامة تتأمل في الطبيعة الخلابة و في ذلك الطفل الذي يجري خلف ذلك الكم من الحمام الذي يفر هارباً عند اقتراب الطفل...تأملت ذلك العجوز الذي يمسك يد زوجته و يمشيان ببطء شديد و على وجههما علامات السعادة...و أخيراً و ليس آخراً تأملت ذلك القابع في مكان بالقرب من مكانها و لكن في نفس الوقت بعيداً عنها...و مما يبدو أنه يحاول الإنشغال بهاتفه...اغتاظت منه و بشدة...أيريد أن يثبت لها أنه مازال غاضباً منها؟!!
(الأخ جاي معاي بس عشان يمغصني و يقعد بروحه..يعني ما يبي يعتذر..طب شنو اللي جابه!!)...أحست بالقهر منه و بشدة...و كانت تود لو تذهب إليه و تصرخ في وجهه...
و لكن في بعض الأحيان ربما يجب أن يتم كسر الرتابة لتحل الامور!!!
نادت على ملك التي كانت تلعب بتلك البالونة...أتتها ملك تجري بطفولة...قالت لها صبا بإبتسامة...\ملك حبيبتي ممكن طلب يا روحي..روحي قولي لبابا بلاش حركات البذران ذي...و قوليله اللي بيجلس بروحه مجنون !!
سألتها ملك بدهشة وهي ترفع حاجبيها..\ماما صح اللي يقؤد بلوحه بيدن!!...(صح اللي يقعد بروحه بيجن)
مشتها صبا و هي تقول لها..\إيه حبيبتي يلا روحي لبابا...
جرت ملك بسرعة لتقف عند مكان فهد و تقول له تلك الكلمات...لمحت صبا طرف ابتسامة على شفتيه لتختفي سرعة و يهمس بكلمات في أذن ملك....لتأتيها ملك مسرعة...و تقول و هي تومئ بحركات طفولية \ماما..بابا يدولك مين اللي بدا هلكات (حركات) البذران..أنا ولا إنتي؟!...قالت ملك بطفولة..\ماما أنا هلكات بذلان؟!
ابتسمت لها صبا لتطبع قبلة على خدها و تقول لها بإبتسامة...\لا حبيبتي انتي بنت عاقلة و حلوة...و قالت لها...\روحي قوليله...الحين جاي معنا عشان تتخاطب ويانا بالبلوتوث؟!...
تبدلت ملامح ملك للإرتباك لتقول بنبرتها الطفولية و هي تحك رأسها...\ماما هدي الدملة طويييييلة و ماقدل أدولها..
ابتسمت لها صبا لتقول لها..\قوليله ليه خليت الشغل..حبيب قلبك...
جرت ملك بسرعة لتقف عند قدمي فهد و تقول له كلمات صبا ليقول لها وهو يصلح طرف فستانها... لتأتي مسرعة لصبا و تقول...\ماما بابا يدولك لأنه يبي يتوف البنات الهلوات هنا...
تفاجأت صبا من جملته لتلتفت عليه و تجده يتأمل في المارة..انقهرت و بشدة على جملته...لتقول لها...\روحي قوليله ينفعووك..بالعافية عليك!!!
قالت لها ملك بيأس..\ماما أنا تعبت..لوحي دوليلو انتي!!
قالت لها صبا و هي تقبل خدها..\خلاص حبيبتي هذي آخر مرة...
جرت ملك لتقول الكلمات لفهد لتفاجأ صبا بأنه يحمل ملك على خصره ليقترب منها..لا تعلم ما هذا الإرتباك الذي قد راود روحها..و لماذا قد بدأ قلبها يعزف طبولاً..!!...و كأنما هي طفلة مراهقة لأول مرة تحب و ليس كأنه زوجها...اقترب ليجلس قربها وهو يحمل ملك و قال بنبرة جدية..\انتي من جدك...تخلين ملك مرسال لنا..البنت رجولها وجعوها من كثر المشي ؟!
قالت له و هي تميل فمها بقهر..\مادري عاد انت اللي الظاهر تبي الواحد يتخاطب معاك بالتخاطب الفكري ..و لا أقولك شي..إحتمال تبي الحمام الزاجل عشان يجيك!!
قال لها بإبتسامة فاجأتها...\أنا رح ارفع عليكي قضية تستخدمين بنتي و تطلقين عليها الحمام الزاجل..هذا كلام ما أرضاه فهالقمر...قالها وهو يقرص خدي ملك بطريقة مضحكة..
قالت صبا بقهر و غضب..\و انت من جدك تمزح انت ووجهك..و بعدين ما تلعب بوجه البنت مثل العجين..ندمتها على اليوم اللي صرت فيه أبوها
قال لها وهو يرفع حاجبيه بطريقة خبيثة...\وش فيه هاليوم؟!!...ترا أسعد أيام حياتي..و انكري كمان؟؟
قالت له بقهر..\فهدددد..لا تمزح.!!!!
قال وهو يرفع حاجبه بإستنكار..\و متى مزحت..
صبا بغضب..\مزحك البايخ هذا..قال عشان أناظر البنات الحلوات قال...!!!...يا بااايخ!!
ابتسم بقوة لدرجة بعثت طعنة لذيذة في صدرها...لتقول بقهر..\وش فيك تبتسم!!..وش اللي يضحك!!
قال وهو يقترب أكثر..\هذي ملك الله يجزاها خير نقلت الكلام بالغلط...أنا قلت لها اني أبي أناظر البنت الحلوة اللي جنبي..و قال وهو يغمز لها...\و كنت أقصدك يا جمييل!!
ابتسمت بالرغم عنها و لكن سرعان ما طردت هذه الإبتسامة...و هي تقول...\فهد!!!...وش تبي مني...ياخي أنا طلعت مالبيت مخصوص عشان أخلي لك الجو انت و شغلك تحبون بعض مثل ما تبون...قولي وش تبي!!
قال بإبتسامة...\الحين من اللي أرسل ملك للثاني..مو انتي؟!..
عضت شفتها بقهر..\أرسلتها و لا ما أرسلتها مو مهم...انت ليه تجي ورانا دامك مو طايق القعدة معاي أنا و بناتك!!
قال وهو يفتح عينيه بقوة..\لااااا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظييييم...الحيييين أنا قلت اني مو طايقكم..يا شيخة اتقي الله!!!...قال لها وهو يشير على ملك الجالسة على حجره..\شوفي حتى ملك انصدمت من كذبك!!!...و أشار على شهد النائمة على العربة...\حتى شهد النايمة صحيتيها من شدة كذبك..!!
ابتسمت...و أزاحت وجهها للجهة الأخرى حتى لا يرى ابتسامتها...سمعته..\صبا..خلاص و ربي أنا آسف...أدري اني غلطت بس انتي كمان غلطتي و انتي تدرين وش كثر هالبحث مهم لي...
قال وهي ما زالت تعطيه ظهرها..\إيه مو أهم مني عاد !!!
لم تسمع منه كلمة لتفاجأ بملك التي قد أتت و اقتربت من خدها لتطبع قبلة طفولية عليها و تقول...\هدي بابا دالي أبوسك!!
و أسرعت لفهد لتمد يدها و تقول...\يلا بابا وينها الهواوا (الحلاوة) !!...
قال لها فهد ..\هواوا!!!...وش هاللغة الهندية اللي عندك انتي و أختك!!..عاد الله يعيني فيكم...الهواوا ما بتطلع إلا لما الأخ اللي عامل فيها زعلان يرضى علينا...
عقدت ملك حاجبيها في عدم فهم ليعيد جملته...\سمعت يا الأخ....يالأخ..ياللي عامل فيها زعلان..يالأخ..يا بروزر!!...يا عم..يا خااال...يا هوووه..يااا عااالم...ياااا ناااس..ياااا م..و لكن قطع كلماته يدها التي وضعتها على شفته لتسكته بإبتسامتها..\خلاااص خلاااص...كافي...
قال لها في ممازحة..\انتي وش اللي دخلك أنا مو قصدي انتي قصدي ذيك الموزة الحلوة اللي ماشة قدامي..
ضربته ملك بقوة على فخذه لتقول بتكشيرة تشبه تكشيرة صبا...\بابا..إيييييييب!!!
رجع للوراء وهو يضحك بقوة على تصرف ملك ليقول...\ههههههههههههههههههههههههههه...الظااااهر مشغلة بناتك محاامين دفاااع لك...و بتسوون حزب على المسكيين الغالبان العبد لله!!!
فرحت صبا من تصرف ملك لتقرص خدها برقة و تقول..\يالبي قلبي انتي..ربي يخليهم لي....!!
نزلت دمعة بالرغم منها..أحست بالألم من هذه الذكريات المتدافعة لعقلها..
ياااه..
متى أنساك يا فهد!!...
رن هاتفها لتلتقطه و تتأمل الرقم...إنها نورة...!!
رفعته لتفاجأ بنبرة نورة التي أخافتها...
**********************
ألمانيا...
ميونخ...
متحف الفن...
تأمل تلك التي قد أصبحت تشغل قلبه...و هي تتمشى ببطء على تلك اللوحات..تأمل ملامح وجهها المبتهجة..و تلك الإبتسامة الشفافة التي تغشاها...تأمل حركتها و هي تمد وجهها للأمام لتتأمل اللوحات بإنتظام و تركيز...أتى لهذا المتحف و لم ينتبه لأي لوحة فيه..و إنما قد كان كل إنتباهه مع هذه اللوحة المتمثلة أمامه...!!!
كل تركيزه معها...و كأنها تجذبه بقوى سحرية...!!
تأملها و هي تقف عند لوحة معينة و على وجهها علامات إعجاب شديد...هي شهقت عندما أحست بقربه الشديد منها و لقد قارب ظهرها أن يلتصق بصدره...قال لها وهو يتأمل اللوحة...\لو عرفتي لمين هاللوحة رح اعطيك اللي تبينه...
فكرت بداخلها..(لو جاوبت بتعطيني قلبك؟!!...)
التفتت عليه و بكل ثقة قالت..\أي شي.. أي شي...؟!!
قال لها وهو يضع يديه على جيوب بنطاله رمادي اللون...و قد ازدادت ابتسامته..\أي شييي!!
قالت له بكل ثقة..\هاللوحة لفان جوخ!!
بانت على وجهه علامات التعجب الشديد منها...و لم تغب تلك العلامات عليها..ليقل لها...\غريبة!!
نظرت له بقوة لتقول..\غريبة إن وحدة مثلي تدري بهالإشيا؟!
أحرجته بجملتها ليقول لها..\أنا ما قلت كذا..بس...
قالت له مرضية ...\بس شنو؟!.. تألمت من حقيقة أنه لا توقعها من النوع الذي يتثقف..ألأنها ما زالت خادمة في نظره؟!!
قالت و هي تحول الموضوع لمزح رغم تألمها..\ عموماً يا سيدي حضر هديتك لأن هذا فان جوخ هو من أشهر الرسامين و مولود في هولندا و كل لوحاته عندها طابع غريب كثيير..أحس إنها تاخذ الناظر لها لشعور غريب يستطونه روحه...و هو..و لكن توقفت عن الكلام عندما لاحظت نظرته الغريبة لها...قالت له و قد توردت وجنتاها خجلاً...\خالد..خالد..
قال لها ببلاهة شديد..\ها؟!..
مرضية بإبتسامة بعثت له شعوراً غريباً...ربما لأنه لم يعتد على ابتسامتها القاتلة..!!..\ها وش هي هديتي؟!.
حك حاجبه كعلامة إستهبال ليقول..\هدية..متى وعدتك بهدية؟!
قالت له بمزاح..\خلاص ما نبيها..و ابتعدت عنه بعرجتها التي قد أصبحت محببة لنفسه... لتتأمل تلك اللوحة المجاورة لها...كانت على أمل أن يأتي خلفها و لكنه قد خيب أملها عندما التفتت لتجده يمسك بكاميرا و يصور في فتاتان شقراوتان..و كل واحدة منهما ترتدي أقصر من الأخرى و هما تبتسمان...
لا تعلم ما ذلك الإحساس الذي قد غزى روحها و لكنها حتماً تحس بأنها ستحترق...و زاد إحساسها بالقهر عندما انتبهت لتلك الفتاة التي قد التصقت به و هي تبتسم لتتصور معه...لا تعلم ما تلك القوى التي تسيرها و لكنها تحركت بسرعة بعرجتها لتمسكه من يده وتقول..\خاالد تعال شوف اللوحة هذي...
و عندما ابتعدا توقف ليقول لها وهو يرفع حاجبه..\أي لوحة؟!
قالت و هي تتلعثم في كلامها..\أ..أ..هاللوحة...و قبل أن تكمل كلامها ابتسم بقوة لتغتاظ بشدة منه و تتورد وجنتاها في نفس الوقت ..ليقول لها..\هم اللي قالولي تعال صورنا...
قالت له بغيظ لم تستطع التحكم فيه...\الحين من اللي جاب سيرتهم...؟!!
قال لها بثقة..\ملامحك هي اللي جابت سيرتهم...!!
ازدادت وجنتاها تورداً لتقول و هي تعض شفتها..\يعني كل من يقولك خذله صورة تاخذله صورة؟!
ابتسم لها أكثر ليقول وهو يلتفت على الفتاتان..\و الله ماقدر أرفض..و خااااصة!!..لو كانوا مزيونيين!!
قالت بغيظ و قبل ان تتدارك نفسها..\وش هالخففففة!!..
ضحك بقوة على جملتها حتى بان صف أسنانه و هي تحس بان أنفاسها قد انقطعت مع ابتسامته...اقترب منها فجأة حتى حاصرها في زاوية...\تغيرين علي؟!!
أصبح وجهها اشارة مرور لتقول ..\خالد..نحنا في مكان عاام...بعّد ..
اقترب أكثر ليقول..\و إذا ما...و لكنه توقف من صوت هاتفه ليتأمل ذلك الرقم الذي يتوسط الشاشة...رفع السماعة لتتأمل ملامحه التي قد تبدلت تماماً...لتسمعه يقول..\شنووووو؟!!!..خلاص خلاص أنا رح أتصرف...التفت عليها ليوقول..\رح نرجع المملكة...!!
***********************
بعد ثلاثة أيام...
ثلاثة أيام مرت على نورة و هي جالسة في القصر كآلام مبرحة تصيبها..بعد كل ما فعله بها و لكنها لا تستطيع تخيله وهو مسجون في زنزانة...و ها هي و جدتها و رجاء أصبحن يترقبن أي خبر من خالد ليطمئنهن عليه...و خالد الذي أتى فور معرفته بالأمر كان يقول لهم ألا جديد في كل مرة...لماذا يضعهم خارج الصورة بهذه الطريقة؟!
و أما صبا فكانت تريد ان تأتي منذ أول يوم و لكنها لم تجد حجزاً...و قبل كل شئ لم تسمح لها الجامعة بان تقطع الدكتوراة..و أخذت إنذار بأنها ستخسرها إن رجعت..لأنها سبق و أن أخذت إجازة قريباً...و أيضاً خالد أصر عليها ألا تأتي و أنها لن تفيد يسار بشئ..
ثلاثة أيام قد مرت على تلك الحامل و هي لاتعلم سبب ذلك الرجوع المفاجئ...ثلاثة أيام و خالد يزورها مرة واحدة في اليوم و مما يبدو أن شيئاً كبيراً يشغل باله...لماذا لا يشاركها في حياته؟!!
أما ذلك الآخر....!!
فهو لم يتخيل و لا في أبعد أحلامه أن يكون حبيس زنزانة يوماً ما!!...و لكن!!...ها هو اليوم قابع بين أربعة حوائط كل واحد منها أقرف من الثانية و بين مجرمين...يالهذه الدنيا التي تعطيه صفعات كل واحدة خلف الأخرى..!!
ما الذي قد حدث؟!..و لماذا كل هذه الصفعات واحدة تلو الأخرى؟!...تدافعت الأحداث و تناوبت حتى وصلت به المرحلة أن يكون حبيس هذه الجدران؟!...
ما ذلك الذنب العقيم الذي قد فعله ليجازى بهذه الصورة المقيتة!!...أكل ذلك لعدم رضا والده عليه؟!...أكل هذه الأحداث المؤلمة عليه تحدث لتلك الكلمة التي قد قذفها عليه والده؟!...
أم أن هذا حكم من الله؟!...
كان يوقن بقرارة نفسه أن ذلك الجراح لن يتركه دون أن يؤذيه و دون أن يكيد به...و لكن لم يتوقع أن تكون الصفعة لهذه الدرجة!!...
تألم و بشدة!!...من كل شئ...و لكن ها هو يبدو بأبرد صورة يكون عليها الإنسان...
أوليس هذا بيسار كتلة الثلج!!
قطع عليه أفكاره المريرة صوت الضابط وهو ينادي بإسمه...زيارة!!
تقدم حتى دخل تلك الغرفة ليجد خالداً جالساً على ذلك الكرسي و منزل رأسه للأسفل وهو يكتف كفيه ببعضهما...تقدم ليجلس أمامه وهو صامت كالجبل الذي لم يهزه شئ...
ليرفع خالد رأسه و يتأمله لوهلة...\أبي تفسير؟!...
لم يرد عليه يسار بكلمة...
احترق خالد بشدة من برود ذلك القابع أمامه و كأن شيئاً لم يكن؟!...و كأنه ليس متهماً في قضية حيازة و تهريب مخدرات؟!..و كأنهم لا يحترقون عليه ألف مرة ؟!.. و كأنه لا يبالي لأم...لجدة..لأخت..ولزوجة يتركهم في نار عليه!!
قال له بألم...\قولي تفسيرك!!!
نظر له يسار نظرة ثاقبة...\انت آخر واحد في الدنيا أتوقع منه هالسؤال...كيف طاوعتك نفسك تصدق هالخرابيط ؟!
تألم خالد بشدة من جملة يسار...موقن في قرارة نفسه أنه من سابع المستحيلات أن تكون هذه التهمة صحيحة في يسار..و لكن ذاك القابع أمامه لا يكلف نفسه حتى بالتبرير..و يعلم علم اليقين أنه لن ينطق بكلمة..حتى و إن كانت لتبرئته... قال وهو يقترب و يضع يده في منتصف الطاولة التي تتوسطهما...\خرابيط؟!...خرابيط؟!...تدري إن الأدلة اللي ضدك كثيرة و مثبتة بطريقة قوية....تدري إن المحامي قال من الصعب جداً إن نطلعك من هالتهمة...تدري إنهم لقوا مخدرات فشقتك الثانية...فمكتبك...و حتى سيارتك...!!
لم يجد أي رد في ذلك القابع أمامه..و كأنه يتحدث مع كومة من الجليد...و كأنه يتحدث مع جدار !! أردف بغضب...\يسار!!...المخدرات ما لقوها قاعدة فمكان ظاهر عشان يثبت إن القضية ملفقة لك...المخدرات لقوها فأمكان و مدسوسة بطريقة غريقة و تدل إنك إنت اللي داسها...تدري إنهم يقولون إن ثلاثة من اللي قبضوا عليهم اعترفوا إنهم كانوا يتعاونون معك في تهريب المخدرات..رجع للوراء في جلسته وهو يمسح رأسه بقوة و كأنه قد وصل حده من الصدمات ليقول بغضب...\تهريييييب!!!...تهريييب المخدرات..!!!...يسار...قول..اتكلم..لا تخليني اتكلم مع الحايط...ق..
و لكن قاطعه يسار بقوله...\خالد!!...الحين وش تبي مني؟!..إذا أقرب الناس لي مو مصدق برائتي...كيف يكون الغريب!!
اقترب منه خالد لينظر له بقوة....\انت لييه بارد كذا؟!..ها..قولي؟!..وكأن ما شي صار؟!..
لم يرد عليه يسار بكلمة ليعلن ذلك الحارس أن الوقت قد انتهي ليقوم خالد من مكانه وهو يحس بقهر قاتل من بروده..قال وهو يبعد عنه..\رح أسوي كل اللي أقدر عليه فهالموضوع...مو عشانك...بس عشان هاللي راقد في المستشفى و عشان اللي روحهم فيك..!!
و تركه و خرج...خرج خالد..!!
ليأتي الحارس و يقوده...
خالد وقف عند السيارة و ضرب قدمه فيها بقوة آلمته بشدة...يحس بغضب عميق يغزو كل صدره..لا بل صدمة قوية كسرت كل أضلع صدره و كأن شيئاً قد تفجر بداخله...يسااار!!!
يسااار!!
يتهم بهذا الشئ؟!...لماذا؟!!
يوقن في قرارة نفسه أن يسار لن يفعل شيئاً كهذا ما حيي...و لكنه إنسان في النهاية...و الشكوك قد تزايدت في صدره..فها هو يكتشف خيانته له...و بعدها يصدم بتهمته بالمخدرات...فما بال هذه الدنيا تقتله بالصدمات!!
أما ذلك القابع في الزنزانة...فلا يمكن وصفه بكلمة...
لا يمكن لكلمة في معاجم اللغة ان تصف ما يخالج صدره من أحاسيس!!..
لا يمكن لكل معاجم اللغة مجتمعة أن تخرج وصفاً لما يمر به من ألم!!
يدعونه عليه بالبرود..!!
و لا يعلمون أن ما بصدره أبعد ما يكون عن البرود...أبعد كبعد السماء عن الأرض..!!
فهو غاااااااااضب!!!
غاااااضب لحد الللاتعبير..!!
غااااضب لحد الروح المذبوحة...!!
غااااضب بما يفوق تحمل البشر من غضب...!!
**********************
في نفس اليوم و لكن ليلاً...
كانت قابعة على ذلك السرير...دخل هو ليجدها على تلك الصورة...صرخ بقوة حتى أحس بأن جسدها قد اهتز من الرعب...\هيييي إنتي؟!!
أحس بارتجافها لتقول له سماح بألم..\ما تسوي لي شي خلاص و ربي حرمت..حرمت....
رمى عليها عبائتها بتقزز...و كأنه يسأل نفسه..(هل يمكن للعبائة ان تغطي كل هذا القبح و إن غطت الجسد؟!!)...و قال لها بنفس التقزز...\قوومي سرررعة عشان بوديك لبيت هلك...خلاص...أبي أفتك منك و من قرفك...!!
انصاعت له لتتناول العبائة و تلبسها...
******************
في بقعة أخرى...
دخل المنزل وهو مرهق بشدة..و لكن..ابتسم فجأة وهو يتذكر..
بقي القليل فقط لتصبح بين يديه...لتصبح حبيسته هو فقط..سجينته...و سيمشي على نفس المخطط...هو عرض على والده الفكرة..و لكنه اعطاه النسخة المنقحة من القصة...و لم يخبره بكل الاحداث..!!
لأنه يعلم أن والده سيوبخه بشدة..و لكنه..
حقاً يحس بالغنتصار..و يعلم أنه قد نفذ الخطوة الأولى من المخطط...
و بقي القليل!!
دخل الغرفة و استغرب أنها فارغة..تبدلت ملامحه...دخل المطبخ..
و لكن أيضاً لا أثر لها!!!
ابتعد ليدخل الغرفة المجاورة و لكن نفس النتيجة...بدأ إحساس بالغضب يغزو صدره...يحس بأنه سينفجر غضباً...لم يجدها في كل أركان الشقة...صرخ بكل قوته..\أسسسييييل...أسسسسييييل!!!..وييييينك يالقرففف!!!
و لكن لم يجد أي رد سوى صدى صوته الذي يتردد في كل أركان الشقة...
توقف لولهة وهو يفكر..تكورت عيناه وهو يفكر في إحتمال بالنسبة له مستحيلاً...أسرع بخطاه ليفتح الخزانة و لكن للمفاجئة...
لم يجد ملابسها..الخزانة قد كانت خاوية من كل شئ...!!
فعلتها..!!
نعم قد فعلتها و هربت..!!
ضرب باب الخزانة بقوة لينتشر صوته في كل أنحاء الغرفة...
خرج من الغرفة ليضرب تلك الطاولة الصغيرة بقوة بقدمه حتى تتهاوى أرضاً لتسقط منها تلك الورقة المطبقة...تناول الورقة بين يديه...
ليقرأ تلك الكلمات..!!!
*************************
و بعد مدة ليست بوجيزة..!!!
دخل وهو مرهق بشدة...مرهق حد الوهن..!!... لا يعلم كيف يلقي عليهم الخبر.!!..لا يعلم كيف يقول لهم بأن يساراً قد اتهم بقضية..لا و ليست أية قضية..و إنما هي قضية حيازة مخدرات...مخدرااات!!!
كيف سيلقي عليهم ذلك الوابل من الصدمااات!!...
كيف سيحتمل سقوطهن واحدة تلو الأخرى أمامه...!!
و في الجهة الأخرى...
تقرأ في تلك الآيات من القرآن الكريم....تحس بأن هذا الشئ الوحيد الذي تستطيع فعله...و كيف لروحها أن تشفى بشئ غيره...تحس بأن روحها متألمة بشدة...و لكم كانت تتحاشى الجلوس مع جدتها و عمتها و ذلك لأنها تحس بالقهر من كل شئ...كانت تحاول جاهدة أن تغطي تلك الآثار التي كانت تعلم على وجهها..مع أنها تحس بأن الجدة قد حست بشئ ما و لكنها كانت تحاول الفرار من كل محاولة جلوس مع الجدة...و عندما سألتها عن سبب عرجة رجلها قالت لها أنها قد وقعت من السلم و أصيبت...!!
قطع عليها حبل أفكارها صوت جدتها التي نادتها...\نورة..نورة..!!
التفتت عليها نورة لتقول..\ها يمة!!
أشارت لها الجدة لتأتي و تجلس قربها..\تعالي يمك اجلسي جنبي..
قامت من مكانها لتجلس بقربها...وضعت الجدة يدها على كف نورة بحنو لتقول لها بهمس...\يمة..وش فيك تتحاشين تجلسين معاي؟!
أنزلت نورة رأسها وهي تحس بأنها ستبكي لا محالة...لتردف لها الجدة..\يمة تدرين اني ما رح أغصبك على الكلام...بس الباب ظاهر من عنوانه...و انتي ظاهر انك متألمة و مقهورة...
نورة و هي تحاول أن تبتسم...\يمة مافيه شي..بس موضوع يسار مقلقني شويتين...
الجدة \يمة ان شاء الله ما بيكون فيه شي و بيكون تهمة زور..
تأملت نورة حال الجدة الصابرة و حال رجاء و هي تقرأ تلك الآيات من القرآن...فياسبحان الله ربما بعض المصائب تقرب لله أكثر!!
تفاجأت الثلاث نساء بقدوم خالد و مما يبدو أن وجهه لا يسر أبداً...قامت نورة بسرعة لتقف عنده و تقول له ..\ها..وش صار؟!
تقدم ليجلس بالقرب من الجدة ليمسك بيدها و يقول..\يمة تدرين ان كل شي قضاء و قدر؟!!
حينها شهقت نورة بقوة واضعة يدها على فمها...و رجاء أسرعت لتقول له و هي تصرخ..\وش صااار فييييه...قووول ولدي وش صااااار فيييه؟!!
قالت الجدة بثبات..\قول يا ولدي قطعت قلوبنا...
تأمل ثلاثتهم ليقول بقوة قد حاول التجلد بها...\يسار حكموا عليه بسجن عشرة سنين!!!
*************************
وضعت ذلك القلم على تلك المذكرة...وضعت يدها على بطنها المنتفخ...تأملتها لوهلة...
لا أعلم ما هذه التصرفات التي يتصرفها...لا أعلم ما الذي يريده مني..أحقاً هو يود ان يعيش معي حياة..حياة كبقية الزواج..
أبإستطاعتنا أن نعيش كبقة البشر..أن نربي طفلاً في جو أسري حميم؟!
أحقاً يمكن حدوث هذا الشئ؟!
أحقاً يمكن أن ينشأ جو أسري بيني أنا نادية..و بين ذلك السياف..!!
لا أعلم و لكني حقاً أصبحت أعيش في متاهات...
منذ ذلك اليوم الذي قد تعرفت عليه فيه...و أنا أحس بأني لا أعلم ما بداخلي من أحاسيس...
لا أعلم ما سيجلبه لي غد..
لا أعلم أي شئ..
و فقط ما أعلمه هو أنه..
حتماً لغد طيات أخرى..!!!
************************
أرق على أرق ومثلي يأرق ..
وجوى يزيد وعبرة تترقرق !
جهد الصبابة أن تكون كما أرى ..
عين مسهدة وقلب يخفق !
جربت من نار الهوى ماتنطفي ..
نار الغضا وتكل عما يحرق !
وعذلت أهل العشق حتى ذقته
وعجبت كيف يموت من لا يعشق !!
المتنبي...
هنا أقف و انا على أمل أن تنال الطية إعجابكم...
يااا ريت ما تحرموني من مشاركاتكم اللي تسعدنييي...
حبايبي...رح اعتذر منكم لأني رح اغيب أسبوعين لان عندي اختبارات الأسبوع البعد الجاي...و صراحة أنا مقصرة بدراستي جداً جداً....و كان من المفروض أغيب من الأسبوع اللي فات بس ما قدرت على فراقكم.. :)
لذا...
لقاءنا القادم غالباً بيكون الأسبوع اللي بعد الجاي...الأربع و الجمعة...
و بحااااول قدر الإمكان اني أنزل بارت فهاليومين...و إذا قدرت بعطيكم خبر ان شاء الله...و إذا ما قدرت سامحوووني..و ربي أنا كمان صرت ماقدر على فراقكم...
أرجوووكم لا تنسوووني من صااالح دعواتكم و ان ربي يعطيني و إياكم الجنة و حسن الخاتمة ان شاء الله...
|
01-03-13, 10:21 PM
جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
العرض العادي
