لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-13, 10:44 PM   المشاركة رقم: 166
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهيناز مشاهدة المشاركة
   تسلمى يا رووووحى والله الروايه رائعه ماشاء الله عليكى عجبتنى جدا وعجبنى شخصياتك وقصتك وسلاطاتك وبابا غنوجك هههههههههه اتمنى انك تكملى الرواية اجلا غير عاجلا يارب لانى بجد متشوقة موووت للباقى ويارب تكون النهاية سعيده كفايه علينا كأبة ههههههههههه يسلمو يا احلى روووح اتوقع ان الكئيب جاسر بيخطف نوره واتوقع كمان ان يسار يكون لى علاقه بالجراح يعنى يكون والده من علاقه غير شرعيه وبسببها امة دخلت المصحة احتمال ربنا يستر من القلدم يسلمو مره تانيه وبليييز متطوليش علينا وشكرا لكى

أولا أشكرك جدا جدا على مشاركتك اللي بعثت السعادة لقلبي...
و أخجلت تواضعي...و ان شاء الله الرواية مكملة مهما كانت الظروف...
و بقولك ان النهاية بتكون سعييدة وواقعية ان شاء الله ...عشان كذا تطمني...
و عموماً توقعاتك رااائعة..بس خلينا نشوف في القادم :) و كل شي بيوضح و يبان فوقته...

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 15-02-13, 09:42 PM   المشاركة رقم: 167
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2013
العضوية: 250253
المشاركات: 7
الجنس أنثى
معدل التقييم: لمسة روح عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 17

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لمسة روح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

يااااااااا الله يا روووح..!!!
الطية رائعة رائعة رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى, و أعترف لك اني قريته أكثر من 3 مرات و كل مرة احس اني أبي أقراه مرة ثانية
و يا ربييي على موااقف يسااار و نروة..و الله بحس قلبي بيوقف لما تجي مواقفهم و كل كلمة يقولها من كثر ما تأثر فيني من جوة
أما صبا, و ألمهاا, أنا لسة على أمل ان فهد مااااا زال حياً, و إلا بالجد رح تتألم لمتى؟!!!!!
موقف خالد و يسار الأخير آلمني و بشدة, و كنت أتمنى انو يفهم يسار و مو يحكم عليه من الظاهر

روح!!!
يا روح!!
وش أقولك!!؟؟؟, أنا صرت مغغغغغرمة بروايتك و بكتابتك و بحروفك و بكل شي, و صرت أنتظر البارت القادم بفاااارغ الصبر و ياليت ما تطولي علينا

 
 

 

عرض البوم صور لمسة روح  
قديم 16-02-13, 03:23 PM   المشاركة رقم: 168
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

السلام عليكم...

بشكركم جداً على مشاركاتكم الرااائعة و التي لن أستطيع وصف مدى تأثيرها على روحي...أشكركم حقاً جزيييل الشكر و لولا الظروف لرديت عليكم واحد واحد..و بعد كذا اذا لقيت وقت بإذن الواحد الأحد برد عليكم كلكم...

صراحة فيه القليل فاجئوني بتوقعاتهم الرائعة...والقريبة جداً من الصحة...و بخصوص سر عبدالرحمن فيه عدد قليل اللي قربوا جدا من التوقع الصحيح...و وحدة بس هي اللي عرفت التوقع الصحيح جداً و بذكرها فوقتها ان شاء الله... :)

و كثير سألوني متى نهاية الرواية فبقولكم اني ما بقدر أحدد باقي كم بارت بس بقولكم ان لسة فضل كثييييير للنهاية..و النهاية بعيدة كل البعد عننا.. و ذلك لأن فيه كثير من المفاجآت و الأحداث الصادمة في القادم...و هذاني بعيدها للمرة الثانية..فيه أحداث ما ظنيت و لا واحد منكم رح يتوقعها...بس لسة شوية عليها ..و فقط خلونا نترقب...

ههههههه صراحة بقولك انكم تبهروني بقدرتكم على إختلاق دعوات عجيييبة على سماح...و الله أموت من الضحك و أنا أقرى دعواتكم عليها....

فهد و ما أدراكا ما فهد!!!!....الكل صار يحب فهد بطريقة أحس اني لو ما خليته حي في القادم رح تقتلوني؟!...هههه...صراحة ما رح أقدر أجاوب على سؤالكم بخصوص فهد و بترككم كذا على أعصابكم...ههههه..و كل شي بيبان و يوضح فوقته المناااسب..



قبل كل شي لازم ندعي لأخواننا المستضعفين في كل بلاد المسلمين...و ندعي لكل موتى المسلمين ان ربي يرحهم و يغفر لهم و ينير قبورهم و يجعلها قطعة من الجنة يااا رب...

و لا تشغلكم الرواية عن كل عمل يقربكم إلى الله...




الطية السابعة و العشرون...
جرح لم و لن يلتئم...!!


الجروح أنواع...
بعضها يشفى بسرعة كبيرة...
و البعض الآخر يشفى..و لكن ببطء كالسلحفاة..
و هنالك البعض..مما لا يشفى أبداً...
و كلما حاول أن يلتئم..
أوجع صاحبه أكثر ليصبح أعمق مما مضى..
وهو جرح الروح...!!





أقول وقد ناحت بقربي حمامة
أيا جارتا هل تشعرين بحالي ؟
معاذ الهوى ما ذقت طارقة النوى
ولا خطرت منك الهموم ببالي
أتحمل محزون الفؤاد قوادم
على غصن نائي المسافة عالي؟
أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا
تعالي أقاسمك الهموم تعالي
تعالي تري روحًا لدي ضعيفة
تردد في جسم يعذب بالي
أيضحك مأسور وتبكي طليقة
ويسكت محزون ويندب سالي !؟
لقد كنت أولى منك بالدمع مقلة
ولكن دمعي في الحوادث غالي

أبو فراس الحمداني و هو يخاطب حمامة...!!






واضعاً رأسه على ذلك السرير بإرهاق و كل علامات التعب الجسدي و النفسي معلمة على روحه...رفع رأسه ليتأمل ذلك الممدد على السرير الناصع البياض...تأمل ملامحه و عينيه مغمضتان...تأمل ملامحه الشامخة حتى وهو نائم..و لكن يشوبها نوع من الحزن...أهو حزن على ما حدث؟!!...استغفر وهو يتذكر كلمات الطبيب...
(..\الظاهر انو الأستاذ عبدالرحمن اتعرض لصدمة أوية أدت لأنو يدخل في غيبوبة..
خالد بألم...\طيب دكتور يعني متى ممكن يفيق منها هالغيبوبة؟!
الطبيب \و الله حكون معاك صريح و أأولك ان دي مشكلة الغيبوبة...ممكن تستمر لشهر واحد بس..ممكن لسنة..ممكن سنتين و ممكن أكتر من كدا كمان...
مسح وجهه بيديه في ألم شديد..\يعني مافيه أمل دكتور؟!!
الطبيب \و الله نحن حنعمل كل اللي نئدر عليه و الباقي على ربنا...فكتروا الدعوات...)

تألم و بشدة من واقع أن يكون هو السبب في حدوث مكروه لعبدالرحمن..فإن أصابه شئ فهو لن يسامح نفسه أبداً...وآخر جملة قد قالها له كانت بصراخ و بطريقة لا تحترمه....
فهو قد خرج عن طوره و بشدة..!!
تأمل تلك الجالسة في ذلك الكرسي البعيد و غطاءها عليها و تقرأ تلك الآيات من القرآن...انتقل بنظره لتلك الأخرى و هي جالسة متكلة على تلك العصاة الخشبية و هي تتمتم بكلمات مما يبدو و كأنما تدعو...
قام من مكانه بإرهاق شديد ليقترب من والدته و يضع يده على كتفها ليقول..\يمة خلاص قوموا روحوا على البيت و أنا اللي باجلس معاه...
أزاحت كتفها منه بغضب و كأنها لم تسمع كلمة مما قال...جلس على قدميه على الأرض وهو يقول لها...\يمة..لا تزودينها علي...
خرجت من فمها تلك الكلمات...\ماربيتك على كذا يا ولد بطني..!!
تألم جداً من كلماتها..و بعد كل ما حدث تلومه هو؟!...هو؟!..و ليس ذلك الآخر؟!...قال بألم شديد..\عشانه حبيب قلبك..تظلميني يالغالية..؟!!
الجدة بوقار..\أنا عمري ما ظلمت أحد..و لو كان يسار سوا نفس سواتك كنت كسرت رقبته...سكتت مدة لتردف...\تهون عليك...تهون عليك العشرة عشان تشك فيه..أدري انك بتقول كلام ماله عازة بس انت تدري رايي عنها من البداية ؟!

قام من مكانه في يأس ليقول...\خلاص يمة...خلاص..و ترك لهما الغرفة ليخرج للممر الخارجي...أتكل جسده على الحائط...و لكن لم تكن له قوة على الوقوف لذلك جلس على الأرض...وضع رأسه بين يديه و تلك الذاكرة الأليمة ترجع له...


لمحة من الماضي...
قبل عدة ساعات...

كان عائداً من ملكة محمود..أصلاً هي لم تكن عزيمة كبيرة و إنما ذهب ليبارك له و يخرج و ذلك لأنه صديقه المقرب...تذكر أنه قد نسي هاتفه الجوال في المجلس و لم يأخذه معه للخارج...دخل المجلس ..و لكنه تفاجأ بتلك الأصوات القادمة منه...
توقف لوهلة وهو يحاول أن يستوعب لمن تنتمي تلك الأصوات...بادرته فكرة..و لكنه استغفر بقوة على تلك الفكرة...و هز رأسه و كأنه ينفض تلك الفكرة من رأسه...اقترب أكثر من باب المجلس لتوضح له الأصوات و هو يسمع تلك الكلمات و هي كالسهم الموسومة تقذف على روحه..
أحس بأنه سيتهاوى على الأرض من هول الصدمة...بأن روحه ستخرج من فاهه لا محالة...بأن عقله قد احترق بهكذا صدمة...و كيف لبشر أن يستوعب هكذا صدمة..كيف له أن يستوعب؟!!...
و كل ما ورد لروحه هو

(منذ متى؟!!..)...

(منذ متى و هذه المهزلة تحدث؟!!)...


عودة للوقت الحالي...

رجع ليتكل رأسه على الحائط وهو يحس بأن أشواكاً تغوص في أعماق صدره...
لماذا؟!...لماذا يراب؟!...أوقن بأن لك الحكمة في كل شئ!!...
و لكن...هذه لم تكن محض صدمة؟!...و إنما كانت صدمة قاتلة..مميتة...مشوهة لروحي...كيف لنفس أن تستوعب هكذا ألم...
زوجتي..!!
روحي التي أحببتها...
وهبتها كل قلبي...
و ظلمت تلك الأخرى من أجلها....
تصفعني بهذه الصورة؟!...
تصفعني بهذه الطريقة المميتة؟!!...
و كأن الله يأخذ مني حق تلك اليتيمة التي قد ظلمتها معي؟!!!...
و الآخر..
أخي...
ابني...
صديق دربي...
و ابن أخي...
ان كانت ما فعلته هي قد آلمني حد الموت...فما فعله ذلك الآخر..!!!
قتلني بحد سكين ميتة...ثم أحياني ليقتلني مرة أخرى...
حجم الألم الذي أحسه منه أضعاف أضعاف الذي أحسه تجاه تلك الحقيرة...
فكل ما أحسه تجاهها الآن هو التقزز...التقرف...الكره الأعمى...أنني أريد أن أقطعها لأشلاء بيدي هاتين...!!
فمهما كانت شخصيتي هادئة و مسالمة و لكن...في عرضي...فلا تفاهم...!!
أقسم أن روحها كانت ستخرج بين يدي لولا أن وقف عبدالرحمن في وجهي...
أقسم أنني كنت سأختلعها بأصابع يدي هاتين و لا أبالي...
أقسم أنني كنت سأرسم بدمها على جدران المكان و لا أبالي...
و لكن هو...
أحسست تجاهه بالألم...و محض الألم...
و كأنه قد طعنني في ظهري..و طعنني..و طعنني ألف مرة بدل الواحدة!!!
آلمني حد تهاوي الروح...
و يلومونني ...يلومونني على أنني قد خنت العشرة...خنت العشرة...و من الذي خانها بحق الله!!!
من الذي خان ذلك العهد الوثيق الذي قد كان بيننا...من؟!!!
و هل لهم أن يلومونني؟!!




*************************


سلمت من صلاتها و قرأت أذكارها ثم طبقت سجادتها...كانت في شدة قلقها عليه..فالآن موعد صلاة الفجر وهو لم يأتي حتى الآن..أين هو؟!..قلقة حد الرهبة عليه؟!...و كلما اتصلت بهاتفه تجده مغلقاً...!!
استغفرت و هي تحاول طمأنة روحها عليه...
في الجهة الأخرى...نزل من سيارته..توقف لمدة متكلاً بجسده عليها...لم يستطع حتى أن يغمض عينيه بعدما حدث...و كيف له أن يغمضهما؟!...

و كان يحس بحجم من الغضب كان بإمكانه أن يحرق الكرة الأرضية بأكملها و يحولها لمحض رماد...!!..
نعم فهو غاضب...!!
غاضب حد عنان السماء...!!
يشتعل بحجم براكين الأرض مجتمعة داخل أضلع صدره...!!

فهو يسار!!...اليسار الذي يعيش كقنبلة موقوتة مستعدة للإنفجار في أية لحظة و لأسباب تافهة أحياناً...
هكذا هو...عصبيته لا حدود لها...
فكيف و إن حدث الكبير..!!!
كيف..؟!!.
وبعد أن ذهب لمقر المخابرات و حاول إفراغ ولو القليل من غضبه في إطلاق الرصاص...و لكنه الآن...
ما زال يشتعل كبركان هائج....
رجع بذاكرته لتلك اللحظات العقيمة..!!
كيف؟!...و متى حدث كل ذلك؟!...فها هو قد كان قادماَ ليخبر خالداً بنفسه...و يقول له كل شئ...ها هو قد كان سيقول له عن كل الحقيقة...و لكن هي؟!...
هي؟؟!
تلك ال....آآآآه...فإن أطلق عليها كل الألقاب القذرة في العالم لن يكفيه...
لكم تمنى لو أطبق يديه على عنقها و قتلها من أول ليلة قد خانت فيها خالد...!!
لكم تمنى لو أخرج تلك الروح من جسدها لينتهي كل شئ...
لكم تمنى لو صوب كل تلك الرصاصات على جسدها..جمجمتها...قلبها و لا يبالي...

و لكن...

كل شئ و ألا يغضب عليه خالد...!!
كل شئ و لا أن يغضب عليه أخيه الأكبر....!!
كل شئ و لا أن يحس بإحساس الخائن...!!
فها هو اليوم قد حاز على غضب خالد ووالده!!
استغفر وهو يمد يده يضغط على ذلك الجرح الذي قد شوه فمه...
و كيف لجرح الروح أن يبرى؟!!
هو قد كان بإمكانه أن يرد لخالد لكماته...و لكنه لم يستطع..وهو يعلم علم اليقين أنه كان سيقتل خالداً من شدة غضبه...و أن حجم خالد و قوته مقارنة بحجمه و قوته لا يساوي شيئاً...
و أنه و إن أراد لكان خالد الآن مغماً عليه...
ولو أراد لتكلم..لصرخ...لهتف...ليبرر عن موقفه...
و لكن كل ذلك لن يفيد...
كل ذلك لن يفيده شيئاً...
أمام ذلك البركان الهائج أمامه....


رجوعاً لزاوية أخرى...

طبقت جلالها...و جلست على السرير و هي تترقب قدومه...و لكنها شهقت من ذلك الذي قد دخل الغرفة...
اقتربت منه و قالت بنبرة غضب يشوبها الخوف عليه...\وين كنت؟!
لم يرد عليها بكلمة وهو يجلس على السرير و يقوم بخلع حذائه..لتعيد جملتها...\يسار وين كنت لين هالوقت؟!
لم يرد عليها و دخل الحمام...غاظتها و بشدة تجاهله لها و كأنها غير موجودة...كانت ستذهب للنوم و تتناسى وجوده الذي يقهرها و لكنها لم تستطع...ببساطة لم تستطع...
مازالت جالسة تنتظره إلى أن خرج من الحمام وهو يلف تلك المنشفة السوداء حول جسده ليتسارع الدم لوجنتيها من الخجل...حاولت أن تتحلى بالقوة في نبرتها لتقول..\يسار ماني قطعة أثاث فهالبيت...سألتك وين كنت؟!

وقف أمام التسريحة ليقوم بتنشيف شعره...\نورة..فأوقات...لما مارد عليكي أحسن لك تبعدين عني...أحسن لك..!!!
أخافها جدا أسلوبه...و في نفس الوقت...استفزها..و بشدة..!!...تفاجأ بها تقترب لتقف أمامه تماماً و هي تقول...\أنا سألتك مجرد سؤال بسيط مافيه داعي تهددني بهالطريقة...و بع...و لكنها توقفت عن الكلام عندما انتبهت لتلك الكدمات التي تغطي وجهه...
شهقت...
و بقوة...
مدت أنامل يدها الرقيقة لتتحسس تلك الكدمات..\يسار!!...شنو صار؟!!
أزاح يدها بقوة آلمتها وهو يقول..\ما يخصك...
فهو ليست له طاقة على مقاومتها...حقاً ليست له أية طاقة..!!

و هي آلمها تعامله الجاف معها...فهي لم تطالبه بشئ و إنما سألته مجرد سؤال بسيط...قالت له و العبرة تقف لها..\إلا يخصني و ألف...سكتت مدة وسط شهقاتها لتقول..\انت ليه تعاملني كذا؟!
لماذا؟!..لماذا تزيد له العيار وهو ليس حملاً لكل هذا؟!..لماذا؟!...فلتبتعد عنه و تتركه في سلام...فلتبتعد عنه أميالاً...عل روحه تهدأ و نبضات قلبه تعود لمعدلها الطبيعي...
أزاح نظره عنها و ابتعد ليجلس على السرير في تعب شديد...تأملها و هي تفتح الأدراج واحدة تلو الأخرى بحثاً عن شئ...لتخرج بتلك اللصقات الصغيرة...
اقتربت و جلست قربه لتتناولها بيدها و تضعها ببطء على وجهه...قرب حاجبه اليسار...تحت عينه اليسار أيضاَ...قرب شفته..
أتتحامل على كلماته الجارحة لها و تتناسى لتداوي جرحه؟!!..
ألا تستوعب أنه لا يريدها قربه؟!!
ألاتستوعب أنه ليست له قوى على مقاومتها؟!..
فلترحم روحه الهزيلة و تتركها بسلام...

كانت لمساتها تزيده ألماً على الذي يسكن روحه..أوقف يديها و قال بغضب..\أنا مو قلتلك ابعدي عنيييي...انتي ما تفهميييين شي...فزززييي من قدامييي...
ارتجفت و بشدة من نبرة صوته...ارتجفت حد الرعب...قامت من مكانها وسط شهقاتها المتعالية التي تحاول جاهدة كتمها...\حرام عليك...!!
و ها هي تزيده ألماً على الذي فيه..!!


***********************


في بقعة أخرى....

ضربات قلبها في تزايد غير طبيعي و هي تحس أنها حتماً ستقع مغشياً عليها...تتأمل أصابع يدها التي قد آلمتها من شدة فركها ببعضها...كانت تنظر لهما و لم تقو على رفع نظرها لأي شئ آخر و خاصة...
هو...!!
تتمنى من كل قلبها لو أنها لم توافقه على الذهاب لمنزله و إنما كانت قد مكثت مع والدها...فهي لا تقو على تحمل هكذا إرتباك...!!
سمعت منه تلك الكلمة الوحيدة...\روح...؟!!

لم تجبه...و كيف تجبه و هو يسلب روحها بصوته الذي لطالما عشقته...أنزلت رأسها لأسفل أكثر في خجل عارم...لتسمعه يقول لها...\نصلي ركعتين؟!
و كيف لها ان تصلي و هي لم تغير حتى ملابسها؟!...يا الله!!...أحست بإحراج شديد و هي معتادة على تواجد الدادة حولها في كل شئ...سمعت منه تلك الكلمات...\تبين تروحين الحمام؟!
احمر وجهها بصورة غير طبيعية على جملته التي قد كانت إعتيادية بالنسبة له و لكنها قد كانت محرجة بالنسبة لها..أومأت له رأسها بإيجاب...و هي تتقدم نحو غرفة التبديل لتأخذ لها ملابساً....سمعته..\أساعدك فشي؟!

قالت بزعل طفولي...\أنا قلتلك من البداية ناخذ معانا الداد...
بداخله..(يا ربي وش هالبلوة و الظاهر ان هالطفلة ما رح تعقل!!)
قال لها وهو يقترب منها..\نعم؟!!....ما شاء الله؟!..تبين الدادة تجي معانا يوم زواجنا؟!!
احمر وجهها بشدة لتقول بنبرة ضعيفة..\وش فيها؟!
اقترب أكثر بصورة أخافتها..\فيها...لا طبعاً ما فيها شي...و لو تبين كمان تجي تنام معانا هنا كمان...
كان وجهها سينفجر من شدة الخجل...لتقول له بنبرتها الطفولية..\دمك ثقيييل...
ابتسم على ردود فعلها التي دائماً ما تفاجئه و غير متوقعة من فتاة ليلة زفافها...قال لها بنفس ابتسامته التي تذيب روحها كالثلج...\مشكوورة أدري من يوم يومي...سكت مدة ثم أردف بنبرة أخجلتها..\لو تبين مساعدة أنا في الخدمة...
روح وسط إرتجافها...\لا شكراً أقدر أتصرف بروحي...
هو يعلم أن عرضه لمساعدتها قد استفزها و ذلك لأنه يعلم جيداً انها لا تحب أن تحس بالعجز أمام إعاقتها...

جرت كرسيها المتحرك لتدخل الحمام و هي تحس بانها سيغمى عليها لا محالة...وضعت يدها على صدرها و هي تحس أن أضلع صدرها ستطبق على بعضها من شدة ارتجافها...
يالله..!!
لم تستوعب أن الموضوع كبير و مخيف بهذه الطريقة؟!!
ما الذي كانت تفكر فيه حين وافقت على الزواج منه؟!!
و ما الذي قد كان يفكر فيه حينما فكر الزواج من معاقة مثلها؟!!...حقاً ما الذي يدفعه ليعيش حياة كهذه؟!..
نزلت دمعة صغيرة كانت حبيسة جفنها منذ مدة...مسحتها لتنتبه للحمام...شهقت و هي تنتبه أن الحمام معد بطريقة تناسب ذوي الإحتياجات الخاصة..!!!
متى فعل ذلك؟!..أفعل كل ذلك من أجلها؟!..
و بعد مدة من الزمن...
خرجت و هي تجر كرسيها لتتقدم و تقف عند منتصف الغرفة و هي ما زالت منزلة رأسها للأسفل...هو ابتسم حينما رآها و قال لها...\يلا تعالي..ولا تبين أجر لك الكرسي؟!
قالت له..\لا شكراً...
اقتربت ليصليا ركعتان لعلها تكون البركة لهما في حياتهما...انتهت الصلاة ليضع يده على رأسها و يدعو ...

بعدها جر كرسيها ليقابل ذلك الكرسي الذي جلس عليه...قال لها بإبتسامة..\تعشيتي؟!
قالت له..\مابي...
محمود \مو بكيفك يا هانم...بنتعشى الحين..
قالت لتستدركه..\لأ شكراً أنا تعشيت...
محمود \هههه..يعني ما شاء الله أكلتي و سبتيني بروحي اللي ما كلت...
أنزلت رأسها من شدة خجلها ليقترب هو أكثر في جلسته في قرب حبس أنفاسها...\تدرين؟!!
رفعت رأسها لكلمته التي قد لفتت انتباهها...ليردف..\اليوم ما تعرفت عليك...صدق المكياج بيعمل عمايل...!!
غاظتها جدا جملته لتقول بردود فعلها الطفولية..\دكتووور...
اقترب أكثر ليقول...\شنو؟!!..ما سمعت؟!...يا بنت الناس أنا صرت زوجك شنو دكتور هذي..!!
تأمل أناملها الناعمة التي قد احمرت من شدة فركها لها...قال لها بإبتسامة..\ريحي يدك شوية و الله طلعتي روحها من شدة ما فركتيها...
توقفت لوهلة بعد انتباهه لحركتها...قالت له بخجل..\شكراً...!!
انعقد حاجباه ليقول..\شكراً على شنو؟!
روح \على انك حضرت لي الجناح بصورة أقدر أتحرك فيها بروحي...
محمود \مو مشكلة و..و لكن قطع عليه كلماته ذلك الإتصال...\ألو...شنو؟!..و متى هالكلام؟!...لا خلاص خلاص أنا جاي الحين...
أحست بأنها ستوشك على البكاء من كلماته التي قد فهمت مغزاها..و ما معناه أنه سيتركها ليلة زفافها...هو اقترب منها وهو يحيط كفيها بيديه...\أنا لازم أروح الحين...
روح \شنو؟!
محمود و قد تبدلت ملامحه \ لازم أروح...حصل شي ضروري..
قالت و قد امتلأت عيناها بالدموع...\و بتتركني بروحي؟!!
محمود \وش بيصير لك يعني؟!
قال بحزن قد استوطن روحها..\لا خلاص خليني أروح لبيت أبوي...
محمود \روووح بلا دلع ماسخ معاك..أنا رايح و ما رح أتأخر...
و خرج ليتركها وسط دوعها...ما هو هذا الأمر الطارئ الذي قد دفعه لهكذا فعل...؟!
أن يترك عروساً ليلة عرسها..!!


************************


بريطانيا..
لندن...

ممسكة بذلك الهاتف في يدها لتعاود الإتصال للمرة الألف دون أن يرد عليها...تتذكر ذلك الخبر الذي قد أتاها...
لمحة من الماضي...
قبل عدة ساعات...
كانت ترتب في ملابس كل من ملك و شهد...و لكنها فجأة أحست بألم غريب يعتصر روحها...أحست بطعنة عجيبة في صدرها...ذهب تفكيرها فوراً تجاه كل من صغيرتيها..تتمنى ألا يكون قد حدث لهما مكروه ما...كما حدث لوالدهما..و كيف لها أن تنسى شيئاً كهذا؟!!

تناولت الهاتف فوراً لتتصل بالروضة التي تذهب لها صغيرتاها لتتحدث مع المعلمة و تخبرها بانهما في أحسن حال و لم يحدث لهما مكروه و لكنها لم تطمئن حتى تحدثت لهما و سمعت صوتهما...
و لكن الإحساس الغريب لم يزول...تناولت الهاتف و اتصلت بيسار فوراً و لكن هاتفه قد كان مغلقاً...و ذلك أقلقها...عاودت الإتصال أكثر من مرة و لكن دون جدوى...اتصلت بوالدتها علها تخبرها بشئ...أحست أن هنالك شئ ما من نبرة والدتها و لكنها كانت تطمئنها بأن كل شئ على ما يرام...و لكن صبا لم تصدقها و ضغطت عليها لتخبرها...حينها أخبرتها الجدة بما حدث بين يسار و خالد...لتصدم صبا تماماً...و لتفسر كل شئ للجدة التي منذ لبداية لم تصدق شيئاً و كانت متأكدة من براءة يسار...

طلبت منها الجدة التحدث مع خالد و ذلك لأن صبا تعلم جيداً اللغة التي تتحدث بها مع كل من خالد و يسار...أغلقت صبا الهاتف من والدتها و هي تود فقط الإطمئنان على يسار و هي تعلم مدى حبه لخالد و كيف سيؤثر ذلك الأمر عليه...
فخالد بطبعه يستطيع أن يفرغ ما بداخله...يصرخ يتكلم ...و لكن يسار..!!!
فإنه كتوم بطريقة مخيفة؟!..و يدفن كل أحاسيسه في أعماق صدره و هو ليس بالأمر الجيد...حاولت الإتصال أكثر من مرة بيسار و لكنها كانت تجد نفس الإجابة كل مرة...(الهاتف الذي تحاول الإتصال به مغلق حالياً..!! )
ضغطت على تلك الأرقام لتتصل بذلك الآخر و هي تعلم حجم الغضب الذي ستلاقيه...رن الهاتف عدة مرات ليأتيها صوته..\هلا...
صبا \أهلاً خالد..كيفك؟!
علم أنها قد علمت بما حدث من نبرتها..لأن هذه ليست نبرة صبا الطبيعية (هلا خوييلد..يعني إلا الواحد يدق من نفسه عشان يتكلم معاك و لا ما صدقت اني حليت من خلقتك و ارتحت؟!...)
أكيد هذه ستكون نبرتها الطبيعية و هذا سيكون صوتها الطبيعي...
قالت له...\ما هقيتها منك يا خالد..!!!
قال و قد وصل حده من الكل..\انتم وش فييكم على؟!..هااا؟!..وش فيكم؟!..إذا تبين تبرري لي موقف هذا اللي ما يتسمى فبقولك من الحين اني بسكر الخط فوجهك...
صبا و هي تحاول أن تكون هادئة قدر الإمكان \خالد هذي عمرها ما كانت صفاتك و لا أخلاقك اللي أنا أختك أموت فيك عشانها...انت دايماً تكون الهادئ الوقور و الطيب و المحترم..وش اللي التغير؟!
علمت صبا جيداً كيف تتحدث معه..ليقول لها بألم...\تسأليني أنا وش اللي التغير؟!..لا مافيه أي شي تغير ..كل شي تمام...!!!

صبا و هي تتوقع رد فعله مما ستقوله...\خالد أنا كنت أدري بكل شي من البداية...


خالد بصدمة...\نعمممممم؟!!!...

صبا...\إي كنت أدري بكل شي من البداية و....و لكنها توقفت عن الكلام عندما سمعت صوت الهاتف و قد أغلق في وجهها...توقعت أن يفعل ذلك و من كان في مكانه لفعل أكثر من ذلك بكثييير...و هي تعلم أن خالد بطبعه انسان هادئ...و لكنه عندما يغضب...لا يرى أمامه من شدة الغضب...و لكنها لن تيأس منه..و لا بد أن تدافع عن يسار...

ما زالت ممسكة بالهاتف في يدها و هذا قد كان الإتصال الألف بخالد دون أن تجد منه أي رد...أخيراً قررت أن ترسل له رسالة...

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 16-02-13, 03:37 PM   المشاركة رقم: 169
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 



لطيفة...

☼ نــفـسي أتــــوب ☼☼

قال تعالى(( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون))
معنى التوبة: 1- الندم على ما مضى. 2- العزم على عدم المعاودة. 3- استبدال السيئات بالحسنات فاءذا كانت حقوق عباد ردها لأصحابها.
* لابد في البداية أن تعلم أمور:
1- التوبة وظيفة العمر حتى في الجنة قال تعالى عن أهل الجنة (( يقولون ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا))
2- ورد عن جميع الأنبياء الاستغفار والتوبة قال –صلى الله عليه وسلم- ( انى لأتوب إلى الله تعالى في اليوم أكثر من سبعين مرة)
3- أن كلنا يقع في ذنوب ومعاصي صغرت أو كبرت فلا تنظر لصغر المعصية ولكن انظر إلى عظم من عصيت ولا تستخف بالذنوب والمعاصي.
4- لابد أن تستشعر انك على خطر فكيف يكون حالك إذا مت وأنت على هذه الذنوب والمعاصي؟
قال تعالى(( حتى إذا جاءتهم بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهو يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون))

* فــضـل الــتـوبة:
1- اكتساب حب الله بالتوبة: قال الله( إن الله يحب التوابين)
2- فرح الله بك: قال –صلى الله عليه وسلم- (( لله افرح بتوبة أحدكم بضالته إذا وجدها))
3- تبديل الله السيئات الى حسنات: قال تعالى( إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فاوئك يبدل الله سيئاتهم حسنات)
4- التمتع: قال تعالى( وان استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا)
5- أنها سبب للنصرة والفوز والفلاح: قال تعالى( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)

^_^





و في الطرف الآخر...

في المستشفى...

هذا هو الإتصال الألف منها دون أن يرد عليها..و كيف يرد عليها بعد أن علم منها أنها قد كانت تعلم بكل شئ و هو قد كان مثل (الأطرش في الزفة)...كيف وافقتهم أرواحهم أن يفعلوا كل ذلك به..؟!..كيف..؟!!
كان يود أن يرمي ذلك الهاتف حتى يرتطم بالحائط و يعلن تحوله لأشلاء..و لكن هذه ليست من شيمه...

قطع عليه حبل أفكاره صوت الهاتف الذي أعلن عن وصول رسالة...فتحها ليقرأ...

(خالد...و ربي أدري انك زعلان و مقهوور و متألم و غاضب و تحس كن شخص طعنك في ظهرك بس أنا ما رح أسكت عن الحق ولو لزم رح أرجع و أقول لك الكلام فوجهك لين تفهم كل شي و ما تظلم نفسك و تظلم يسار معك...أنا دريت في الموضوع فيوم لما كان يسار معاي في لندن كان جته رسالة...و شفت كيف كل ملامحه تغيرت و صار كنه بيقتل حد فذيك اللحظة و رمى الجوال لما جسمي كله رجف من الخوف..سألته و قال لي هذا شي كان في الشغل...و عصبه و قام قال بيتسبح...أنا شكيت و ما مرت على مخي هالحجة الواهية...رحت و ركبت أجزاء الجوال اللي طارت في كل حتة و فتحته و شفت الرسالة...كان رقم من المملكة..ما عرفته لأنه كان مو مسجل في الجوال...بس لما قريت الرسالة دريت من المرسل...(اشتقت لك موت..و اشتقت اني أشوفك في القصر...ترى حتى لو مسحت رقمي من جوالك ما رح تمسحني من قلبك...سماح)
تدري لما قريت هالرسالة حسيت ان روحي كانت بتطلع و اني بموت...حسيت بإحساس عمري ما حسيته حتى فموت فهد الله يرحمه..بس أنا لأني أدري فيسار زين قلت عمره مو ممكن يسوي فيك كذا...و لما طلع من الحمام كنت ماسكة الجوال فيدي و رميته له و قلت له يفسرلي كل شي...و كان غضب الدنيا كلها فوجهي...

هو ...

استغفر و مسح وجهه بيده بتعب..و قال لي...قال لي بالحرف الواحد...انه قبل ما انت تتزوج سماح بكثير هو كان يعرفها و هذي هي البنت اللي كان يقولي انه بيتزوجها بعد ما يكون نفسه و انه سافر عشان يكون نفسه رجع و لقا ان عمه تزوجها... هو كان بوده انه يقتلها...يخنقها...يرميها من جرف بس لازم ينتقم منها...بس لما شاف انك تحبها و تموت فيها قرر انه يتنازل عن كل شي و يحتفظ بكل اللي جواه فروحه...بس هي بعد مدة بدت تسوي له حركات و هو كان بيتهرب منها و بيقولها تخاف ربها و تروح من قدامه...بس هي كانت مصرة و انه حاول أكثر من مرة انه يقول لك الحقيقة و يخليك تطلقها لأنها ما تستاهل ظفرك بس إنت كنت فكل مرة تصده بإنك تحكي له حجم حبك لها و تعلقك فيها يوم ورا الثاني....
تدري أنا صرخت فيه و قلتله انه شي مثل هذا مو ممكن يخبيه عنك و هددته اني أنا اللي رح خبرك بكل شي و أقولك الحقيقة لاني ما رضاها فيك يا خوي...بس هو صرخ فيني و قال لي انه مو مفروض تسمع أي شي من أي شخص ثاني غيره...هو و بس...و إنه رح يقولك...قالي انتي تعتقدينها شي ساهل اني أقوله ان مرتك..حرمتك..تخون عرضك و تتعرض لي..و أنا ابن أخوك؟!!...أكيد هي ماهو بشي ساهل...
تدري أنا سكت و كنت كل ما أقابله بعدها أسأله إذا قال لك أو لا..و يقول لي انه رح يسويها...و لما وصلت لحدي رحت و اتكلمت معاها...و هددتها إنها تطلب الطلاق منك أو أنا رح اقول لك بكل شي...و هي كان آخر كلامها انها رح تطلب منك الطلاق بعد ما هددتها...

خالد...
لا تخلي الغضب يعميك...أنا متأكدة انك فصميم قلبك تدري بإن يسار مستحيل يسوي شي مثل كذا فيك...بس الغضب هو اللي معمي قلبك...
خالد سامحه...سامحه و تفاهم معاه...و الله ما تدري منو اللي بيفارق الدنيا بعد ساعة...صدقني و هذاني بقولها لك عن تجربة...

سامح قبل لا تفارق...!!! )



أنزل الهاتف من يديه وهو يحس بأحاسيس تعتصر أضلع صدره في بعضها..و الضيق يتزايد..

أيسامح...؟!!

و بهذه السهولة؟!...

أيعتقدونه مجرد حجر و من غير مشاعر؟!...

كيف يطلبون منه طلباً كهذا؟!..

هو يعلم أن كل كلمة قد قالتها هي حقيقة...و يعلم في قرارة نفسه أن يسار مستحيل أن يفعل شيئاً كهذا به..و هو قد بدأ بتذكر الحوار الذي قد دار بين يسار و بين تلك الحقيرة و مما كان ظاهراً أنها هي من كانت ترمي نفسها عليه...
و لكن و إن لم يخطئ..!!
فالخطأ الأكبر قد كان في عدم إخباره...؟!!
كيف يجعله يعيش مع إمرأة كهذه؟!...كيف ينام وهو يعلم أن من تنام في حضن عمه هي محض خائنة و لا تصون عرضه...
كيف؟!!...


**************************


في نفس اليوم...

في زاوية أخرى...

غاضب حد قتل كل من يلاقيه في طريقه...نعم هو غاضب...و سيقتل كل شئ..كل شئ...كيف لهم ألا يخبروه عن ما حدث لوالده..كيف يكون آخر من يعلم...
و يعلم من الغريب؟!!
تذكر عندما اتصل به أحد زملائه وهو يعمل طبيباً في المستشفى...اتصل به ليطمئن على أحوال والده...

أحوال والده التي هو نفسه لايعلمها..!!

طبعاً لم يوضح لزميله عدم معرفته بما ألم بوالده و إنما شكره على اهتمامه و أنهى الإتصال وهو يود حرق كل شئ أمامه...يود لو يحول كل الدنيا لفتات بيديه هاتين و لا يبالي...و يحس بأنه سيقتل نفسه بحادث من شدة غضبه...
دخل المستشفى ليستفسر عن رقم الغرفة...دخل الغرفة لينتبه لوالده ممدداً على ذلك السرير و تلك الأسلاك المختلفة موصولة به من كل جانب...
اسرع ليجلس على الأرض بالقرب منه...و من حظه أن الغرفة قد كانت فارغة و والدته و الجدة و خالد لم يكونوا موجودين...و إلا لفرغ كل غضبه فيهم و لا يكترث...تناول كفه بين يديه ليقبلها...ليقبلها وهو يحس بأن روحه ستخرج من فاهه...
لن يسامح نفسه..لن يسامح نفسه أبداً إن حدث له مكروهاً ما...!!
مع أن علاقته بوالده لم تكن بذلك العمق... إلا أنه والده..!!...والده ...!!
كيف سيعيش بعده و ما زالت آخر كلمات له ..صداها يدمي قلبه قبل مسمعه..

(فزززز من قدامي ألا لا يردك...أشوف الموت و لا أشوفك..و مانك بولدي من اليوووووم...
مانك بولدي من اليوم..
مانك بولدي من اليوم...!!! )

يالله لكم كان وقع هذه الكلمات كالأسهم المسمومة على صدره...و الآن...
وقعها كحجارة كبيرة تقذف على رأسه من كل صوب...
كيف؟!
كيف سيلاقي ربه ووالده غاضب عليه بهذه الطريقة؟!..
كيف؟!!
يالله...يا واسع الرحمة فليحيا هو..فليحيا هو أموت أنا و لا أبالي..خذ روحي و أفقه هو..يا رب...
لا إله إلا أن سبحانك إني كنت من الظالمين...


*******************


في زاوية أخرى...

في تلك الشقة الوحيدة...

رمى ذلك الصحن بالقرب منها في تقزز شديد...فهو إن كان رهناً عليه لتركها تتضور جوعاً و تموت و أضلع صدرها مطبقة على بعضها من شدة الجوع...نعم؟!..
فكل هذا أهون مما يحز في نفسه فعله...
سمع منها تلك الكلمات و هي تحاول الإمساك بقدميه...\خااااالد..و ربي هو اللي اتعرض لي وربييييي هو اللي جاني فمكاني و هو اللي...أسكت سيل كلماتها الكاذبة ذلك الألم القوي الذي قد أتى دويه ليرج أركان المكان...ليأتي أخيه خلفه..و الآخر..و لم يستطع التوقف إلا وهو يحس بأنها ستموت على يديه لا محالة...

ابتعد عنها و هو يذفر أنفاساً من شدة قهره ..ألمه...كل الأحاسيس القاتلة في صدره...\و تحلفيييين كمان؟!...تحلفيييييين؟!!...انتي ما تخافييييين ربك؟!...تعتقدين اني بستمر في الغباء اللي كنت عايش فيه طول السنين اللي مضت...
رجع للخلف خطوة وهو يضع يده على رأسه من شدة إحساسه بالصداع...\ياخي الله لا بارك فاليوم اللي حبيتك فيه...!!!

توقف لوهلة وهو يتأمل جسدها الملقي بتعب في الأرض...و هو يحس بأن روحها ستوشك على مغادرة جسدها من شدة الضرب الذي قد نفذه على كل جزء من جسدها...فهو يتذكر كيف حبسها بعدما رجع القصر...حبسها في جناهما في القصر وهو يتوعدها حين رجوعه...و عندما رجع للقصر أخذها لتلك الشقة التي كانت ملكاً له...شقة وحيدة غير مفروشة..هنا سيستطيع تنفيذ كل ما يريده لها...
فلو كان رهناً عليه لطلقها...ليتخلص من إثم كإثمها...ليتخلص من إحساس التقزز الذي يراوده عند رؤيتها...و لكن...لكنه يعترف أنه يريد أن يذيقها العذاب...سيذيقها عذاب فعلتها كل ليلة...سيحبسها في هذا المكان وحيدة تفكر في فعلتها الشنيعة...
تأمل أنفاسها التي تتعالى واحدة تلو الأخرى...و وجهها المعلم من كل زاوية بضربة قد كان من يديه أو صفعة قوية قد شدت رحالها لخدها...يتأمل ذراعها التي قد طبع عليها في كل زاوية بيده إثر ضربة...يتأمل..و لكنه لم يتألم أبداً من فعلته..!!!
فهو بطبعه لا يحب هذا الطريق..طريق العنف..و لكن معها...!!!

فلن ينفذ غيره.!!!

سيجعلها تندم على فعلتها في كل ثانية...!!

سماح بضعف شديد...\خالد هو اللي....
خالد...\قلت لك اسكتييييييييييي...انتي ما كفاكي الضرب اللي ضربته لك....ياخي لو شنو صار و لا شنو قلتي ما رح يحل شي...و ما رح يغير شي من اللي بسويه فيكي...سكت مدة ثم أردف...\ياخي انتي وش كنتي تعتقديني؟!!
طرطووور.!!!..عشان ما تلقين غير ولد أخوي تنفذين قذاراتك فيه؟!!
و لا ما كنتي تعتقدين ان ربي رح يكشفك لي فيوم من الأيام؟!!
قال لها وهو يرفع أصبعه في السماء بصورة قد أرعبتها..بل بعثت القشعريرة لكل خلية في جسدها...

...\أقسم برب الكعبببببة...!!!
أقسم لك باللي رفع السماء بلا عممممد...أقسم لك بالواحد الأحد الذي لا يموت...!!
اني رح ضوقك العذاب بمعناه الحقيقي...!!
و بتشوفين خالد...غييييييير عن اللي شفتيه من قبل....!!!


********************


حزينة لاقصى درجات الحزن..كيف سمحت له نفسه أن يتركها ليلة زفافها؟!...مهما كان السبب فهو ليس قاهراً لهذه الدرجة...غاضبة منه جداً جداً...
كانت جالسة على السرير و متكلة ظهرها له...و لكن عندما سمعت صوت الجناح وهو يفتح أسرعت لتمثل النوم...مع أن تغيير الوضعية قد كان صعباً عليها نوعاً ما...
هو..دخل الغرفة و هو مرهق لمجرد التفكير أن أخ صديقه العزيز في المستشفى...و في غيبوبة مجهولة المدى...

دخل لينتبه لجسدها المستلقي على السرير و لكن معدل أنفاسها قد بين له جيداً أنها مازالت مستيقظة و لكنها تمثل النوم عليه...ابتسم على حركتها التي كان يتوقعها منها تماماً...
تجول بنظره في الغرفة ليجد كرسياً يجلس عليه و سهل الحمل و لكنه لم يجد..إنتهى في النهاية بأن قدم كرسيها الحديدي حتى أصبح مقابلاً للجهة المقابلة لها...جلس على كرسيها وهو يبتسم..\روح..!!
لاحظ لإرتجافها من نبرته...\تراك ممثلة فاشلة...
علمت ألا مفر منه..فتحت عينيها ببطء...\وش تبي؟!
تفاجأت بأنه يجلس على كرسيها الحديدي...قالت له ..\هذا الكرسي بتاعي..
محمود \أدري...يلا قومي عشان أبي أسولف معاك..
قالت بنفس نبرتها الطفولية..\و أنا مابي أسولف معاك...
محمود \مو بكيفك..انا مو جاييني نوم..يلا يا هانم قومي..
روح \لا مو بكيفي لكن بكيفك...تسيبني وقت ما تبي و تجي تصحيني وقت ما تبي...يلا لو سمحت مابي ازعاج...بنوم..و أغمضت عينيها و هي بالكاد تستطيع النوم و هي تحس بنظراته تجاهها...كانت تحس و كأنما هي في مسرح و امامها ملايين المتفرجين...كانت تتوقع أن يعكر عليها جوها و أن يصر عليها أن تصحو و تتحدث معه...و لكنه و كما هي العادة يفاجئها بانه ابتعد عنها ليخلع حذائه و يدخل الحمام ليستحم...

مرت الدقائق و هي لم تستطع النوم و هي تستمع لوقع خطواته و عندما صلى الشفع و الوتر...لتستمع لخطواته وهو يقترب ليستلقي بالقرب منها و يعطيها ظهره...كان كل منهما يعطي الآخر ظهره...سمعت منه تلك الكلمة...\خلاص يلا نامي...
قالت له بضعف انثوي..\يعني بعد ما فوقتني من نومتي و النوم طار مني تبيني أنام؟!...
محمود \ههه...يلا بلا دلع ماسخ..أنا حدي تعبان و ابي أرتاح...
ربما هو ليس مرهقاً لتلك الدرجة و لكنه حقاً غير مستعد لمواجهتها..لمعاملتها كزوجة و لا غير...
لابد أن يعترف لنفسه أنها ما زالت تمثل له تلك المريضة...تلك الحالة التي قد كانت تزيد فضوله كل ليلة لمعرفتها...و ها هي الآن بين ليلة و ضحاها قد أصبحت..
زوجته..!!

يعلم أنه يحتاج لوقت طويل حتى يستطيع استيعاب فكرة أن هذه الطفلة القابعة قربه لم تعد طفلة..و لم تعد مريضة..و لم تعد مجرد حالة..
بقدر ما هي زوجة..!!
أما تلك الانثى القابعة قربه فقد كانت حقاً متألمة من تصرفه...فكيف لهذه الليلة أن تكون ليلة زفافها؟!..
مع أنها ليست مستعدة لشئ الآن و لكن مجرد الحديث معها لن يقتله؟!!
هي منذ البداية تعلم أنه شخص باااارد...و لكم أغرقها في بحر بروده القاتل...و لكن لم تعتقد أنه سيمارس طقوسه الباردة عليها حتى ليلة زفافها..!!
و مما يبدو أن الحياة تحت سقف واحد ستكون أصعب مما كانت تعتقد...!!


********************


في بقعة أخرى...

مر أكثر من ثلاثة أيام وهو لم يظهر لها حتى...و كلما اتصلت عليه كان هاتفه مغلق...خائفة عليه و بشدة...خائفة أن يكون قد أصابه شئ ما و قد كان آخر لقاء بينهما غير جيد أبداً...كيف لها أن تحتمل إن أصابه شئ..؟!!
و الأسوأ هو أنها ليست لها أدنى علاقة بالجدة أو رجاء لتتصل لتطمئن عليه..فربما هو مع زوجته الأخرى؟!..
و لم يرد لها أبداً أن تتصل بنورة...كانت كمن يحس بنفسه في بئر شديدة العمق..مظلمة...لا مقر لها...!!
ممسكة بتلك الستارة...تتأمل في ذلك الظلام الدامس علها تلمح ظله في الطرقات...رفعت رأسها للسماء لتدعو الله...يااا رب..من لي غيرك...يا رب فقط أريد الإطمئنان عليه و لا أكثر!!
اقشعرت و بشدة عندما سمعت تلك الكلمة الوحيدة تأتي من خلفها...\السلام عليكم..!!

اقشعرت..!!

انتفضت..!!

و كأن الله يجيب دعائها...!!

وضعت يدها على بطنها المنتفخ من شدة الصدمة خوفاً على تلك الروح المتكونة داخلها السقوط من هول صدمتها...
التفتت لتجده يجلس على ذلك السرير و يقوم بخلع حذائه...تأملته لوهلة من الزمن...
إذا هو سليم و معافى..!!!
و لم يصبه أي شئ....!!
أين كان؟!...و لماذا يفعل ذلك بروحها الهزيلة؟!...و لماذا يتركها دون حتى مجرد السؤال عنها؟!
هل كان مع تلك الأخرى؟!...هل كان معها؟!..

لماذا لا يراعي أنه قد ترك قلباً لهفاً عليه...لا ليس قلباً واحد..!!

و إنما قلبان..!!

وضعت يدها على بطنها لتؤكد كلمة قلبان..!!

قطع عليها حبل أفكارها صوته الذي يسلب روحها رغماً عنها...\رد السلام فرض...و انتي لمتى بتتمين تطالعيني كذا؟!
حاولت أن تخرج كلمات تعبر عما بداخلها من قهر...و كيف لها أن تعبر عما بداخلها...و إن صرخت فيه بحجم السماء فلن يعبر عن ذرة مما تحس به...سمعت منه تلك الكلمة الوحيدة..\كيفك؟!
ابتسمت بألم..\يهمك كثير أمري أنا وولدك؟!...بس أبي أعرف..كيف طاوعتك نفسك انك تتركني بهالحالة...مو مشكلة أنا بالطقااااق!!!
بس لو لا سمح الله صار لي مضاعفات أو أي شي و أنا بروحي...
ما كلفت نفسك ولو لثانية انك تفكر وش كان رح يصير لي و أنا بروحي و مالي أحد؟!...و على كل ذا جوالك مسكر..!!!
قال وهو مازال على وضعيته جالساً في السرير..\مرضية..أنا ماني حمل كلام كثير...و مالي خلق مناوشات...
اقتربت و هي تقول بألم..\مالك خلق؟!..ههه..مالك خلق؟!..بس قولي وين كنت و انت سافهني بهالطريقة؟!...مع زوجتك؟!!

منذ أن ذكرت اسمها و ها هي تشعل غضبه و بشدة...\مرضيييييية..قلت لك اخرسي و لا تجيبين سيرتها على لسانك فااااهمة؟؟!!!
امتلأت عيناها بالدموع من شدة الألم..و يصرخ فيها بسبب تلك الأخرى...ولو كان رهناً عليه لقتلها من أجل تلك...حب حياته...!!
تراجعت خطوة للخلف و هي تقول وسط شهقاتها...\آسفة...
قام هو و دخل ليستحم في الحمام و هي كانت تبكي بقهر و هي لم تستطع حبس نفسها عن البكاء...و هل لها شئ غير البكاء ؟!!
بعد عدة دقائق خرج وهو يلف تلك المنشفة حول جسده...التفت ليجدها تجلس على طرف السرير و متكلة ظهرها على ظهر السرير و تشهق بقوة...لاحظ لها و هي تحاول كتم شهقاتها حين خروجه...تألم و بشدة؟!...فها هو يظلمها وللمرة المئة بعد الألف...كان مرهقاً...متعباً...متألماً و لا غير...
حمد الله أنه قد صلى الشفع و الوتر في المسجد مع صلاة العشاء و إلا لصعبت عليه وهو بهذا الإرهاق...
هي ..كانت تحاول جاهدة كتم شهقاتها و لكن دون جدوى...مدت يدها لتمسح دموعها التي قد غسلت وجهها و لكنها تفاجأت بتلك اليد القوية الممسكة بكفها لتطبع تلك القبلة اليتيمة في باطنها بدفئ أحرق كل خلايا حسها...دفء قد بعث لها كل معاني القشعريرة...
دفء قد علقها ما بين السماء و الأرض...!!

...\آسف...!!

كانت كمن صب عليه ماء بارد كالثلج في ثانية و بعدها صب عليه نفس الماء و لكن بدرجة الغليان...
كمن زلزلت الأرض من تحته...بمجرد..
لمسة..!!!
قالت له وقد زادت شهقاتها بشدة...\تظلمني كثير...كثير يا خالد...سكتت مدة لتردف..\أنا مابي منك غير...و لكنه أسكتها وهو يضع يده بخفة على شفتها...\شششش...
اقترب منها ليطبع أثراً من شفتيه على تلك المنطقة بالقرب من عينها...قال لها بهمس...\هذي المرة اعذريني...و تقبلي هالكلمة من غير نقاش...
!!!!


************************


في زاوية أخرى..

فتح ذلك الدرج..أخرج منه ذلك الملف...هذا هو الملف الذي أعطته له تلك التي قد أرسلها لزوجة ذلك الجاسر..يعلم أنه في هذه الأوراق سيجد شيئاً يستخدمه ضد ذلك الجاسر..بدأ يقلب فيها واحدة تلو الأخرى عندما قطع عليه خلوته صوت باب المكتب يفتح...\يساار!!!
أدخل الملف بسرعة داخل الدرج و لفته نبرتها الجزعة...لتقترب بلهفة و هي غاضبة و سط دموع قد كان تغطي وجنتيها...\ليييش ما قلتلي؟!!...ليييش؟!!
بنفس بروده الظاهري..\على شنو؟!!
نورة و هي تبكي...\ان عمي في المستشفى...
يسار ببرود قاتل..\من وين دريتي؟!!
نورة...\من جدتي بعد ما ألحيت عليها و حسيت من نبرتها ان فيه شي...بس ليه انت ما قلت لي...ليه يا يسار...
يسار \ما كان فيه داعي اني أقلقك...
نورة و هي غاضبة بشدة منه...\مافيه داعي انك تقلقني؟!!...عمي في المستشفى فغيبوبة وش الداعي الأكبر من كذا عشان تكلمني...لما يفارق الدنيا لا سمح الله....
قال وهو يحك ما بين حاجبيه بألم و كأنه يحس بصداع قاتل بنهش كل خلايا عقله...\نورة..لا تصدعي لي راسي أكثر ماهو مصدع...معرفتك ما كانت رح تزيدك أو تزيده شي...
نورة بقهر...\و انت اللي قررت من نفسك؟!...هذا عمي مثل ماهو أبوك...أنا أبي أروح له..أبي أروح له الحين..
يسار وهو يغرقها في وحل بروده القاتل...\لأ..!!
نورة بيأس...\يسااار..ترجيييتك؟!!
يسار وقد بدأ الغضب يتسلل لخلايا مخه...\نووووورة...أقولك فاااااارقي من قدامي...
نورة بقهر شديد...\انت ما عندك قلب؟!!!...أنا أكرهههههك....
رمت عليه هذه الكلمة و خرجت تاركة له المكان ليمرر يده على تلك الطاولة و يرمي كل ما بها من أشياء أرضاً بحركة واحدة...غاضب..غاضب هو إلى حد لا يمكن إحتماله...!!
فها هو يتذكر عندما ذهب اليوم للمستشفى..و لكنه وجد خالداً عند أبيه...ألقى السلام ليجد خالداً تاركاً له الغرفة باكملها دون حتى أن يرد عليه السلام...

تألم...!!

و بشدة...!!

فمهما تصور الأمر لم يكن كما في الواقع...فأين ذلك الخالد الذي كان يحتضنه بقوة عندما يراه؟!..أين هو؟!!
أحس بأن الصداع قد تزايد عليه و بشدة...خرج من مكتبه و صعد للأعلى ليدخل جناحهما و يجد تلك الأخرى تجلس على السرير و جسدها يهتز من شدة بكائها...و شهقاتها تتزايد بشدة...اقترب حتى جلس على السرير و ارتمى بجسده عليه وهو يضغط على رأسه...
هي..سمعت منه تلك الكلمات وهو مغمض عينيه...\خلاص عاد...ليش كل هالبكا...؟!
قالت له و ضيقها يتزايد..\انت مالك قلب؟!..ما تحس؟!
لم يرد عليها..لم يتحدث..لم يتكلم..و إنما تفاجأت به يزيح يديها من على حجرها و يقترب بجسده ليضع رأسه عليه..أحست بأن كل جسدها يرتجف من حركته...وهو بدوره قد لاحظ ذلك...
أخذ كفها ليضها بين حنايا شعره وهو يقول....\طالبك...لا تبعدين الليلة...بس خليكي كذا..!!
كانت روحها حبيسة اللحظة و أنفاسها على وشك التوقف عن الخروج و هي تتأمل رأس ذلك القابع على حجرها....!!

للحظة شكّت أنه يسار..!!

أن هذا القابع على حضنها هو يسار ابن الراضي بأم عينه..!!
بسطوته و حماقته و عصبيته و جموده..!!

و لكنها أحست الآن و كأنه قد كسر بعضاً من الجليد الذي قد كان يبنيه حول نفسه و لم تستطع أن تبعده عنها...و كيف لها أن تبعده و هي تحس بذلك القرب منه...؟!!
في حركة لا إرادية منها غرست يدها بين حنايا شعره و كأنها ستفهم شيئاً مما يدور في عقله بلمس رأسه...!!


*********************


استنزف تلك السيجارة الضخمة التي تتوسط أصابع يده حتى أصبحت خائرة القوى...نقر بأصابع يده الأخرى على طاولة مكتبه إصبعاً وراء الآخر ..ليخرج ذلك الصوت الذي يغيظ كل من يتواجد في المكان معه...
تأمل تلك الأوراق جيداً...ابتسم ابتسامة ربما تكون هي التي قد أبكت الطفل المولود حين ولادته خوفاً من تلك الإبتسامة...قال لذلك المواجه له...\كل شي ماشي حسب المخطط؟!
ابتسم له ذلك الآخر ليقول..\زي العسل...!!
ضحك بصورة هزت أركان المكان...\هههههههه...الحين حن ما نبي نلفت الإنتباه و رح يكون في شحنات بكميات خفيفة خفيفة...و الثقييييل...بيكون لما نرتب له زييين...
جاسر \و ليه يابو جاسر؟!...ما نخلص و نجيب الثقيل مرة واحدة!!
ابتسم وهو يرجع بجسده للخلف في الكرسي الذي ينضح فخامة..\له له له...مو هذا اللي دربتك عليه...الشفقة هذي أسوء شي...أسوء شي...و بعدين مانبي أي غلطة...و خاصة ما نبي منغصات ...و خصوصاً من ولد الراضي...سكت مدة ليردف..\مادري ليه اختفى هالفترة...أخاف يكون ناوي على شي و احن مو دارين...
قال ذلك الآخر وهو يقلب ذلك القلم بين يديه..\ما ظنيت..عموماً لا تخاف...أنا محضر له مفاجأة من العيار الثقيل و اللي تخليه يبعد عنا...
حمزة \أخاف تكون مهبب لك شي..
جاسر \لا تخاف يابو جاسر...كل شي بيكون تحت السيطرة...و بكرة بتجي و بتشكرني على هالتفكير العبقرييي...


********************


بعد إلحاح منها أن تأخذه لرؤية أبيه...أخذها للمستشفى لتراه و تطمئن عليه...و هل هنالك إطمئنان و حالته غير معروفة؟!!
دخلا الغرفة ليجدا خالداً فقط من في الغرفة لتسرع نورة و تجلس على الأرض بالقرب من عمها و تتناول كفه بين يدها و تبدأ في نحيب لا نهاية له..و شهقاتها كانت كالسهوم المسمومة في صدر كل من أولئك الرجلين القابعين في الغرفة...
فكل منهما يعلم أنه سبب فيما حدث لذلك الملقي على السرير...
لم يحتمل خالد شهقات نورة و الأكثر منه أنه لم يحتمل وجود ذلك الآخر في المكان ليعلن خروجه من الغرفة دون قول أية كلمة...
ظل يسار مدة من الزمن وهو يتأمل تلك القابعة أمام والده و كأنه غريب عنهما...!!
يالحظكم أيها الإناث؟!...فأنتم قادرات على التعبير عما بداخلكن بكل الطرق...!!
أما هو..مع أنه متأكد من أنه يتألم ألف مرة و أكثر من تلك القابعة و هي تبكي...و لكنه لا يستطيع حتى التعبير بالكلام...
فهذا هو يسار!!...
ما بداخله..لا يشارك به أحداً..أياً كان..!!

تلقى يسار اتصالاً ليخرج لخارج الغرفة...و لكنه تفاجأ بذلك الواقف قرب الغرفة و يبدو أنه ينتظر خروجهم ليرجع و يجلس بالقرب من عبدالرحمن...
أنهى مكالمته و كان سيهم بدخول الغرفة و لكنه توقف لوهلة ليقول لذلك الآخر...\ظلمتني يا خالد..!!
قال له خالد بكل برود..\ظلمتك؟!...و انت اللي سويته وش تسميه ؟!
كان يتأمل في تلك النقطة الوهمية في الحائط الذي أمامه ليقول...\انت حتى ما عطيتني فرصة عشان أفسر لك شي...
ذلك الآخر أيضاً قد كان يتأمل في نقطة وهمية في الحائط المقابل..و كأن كل واحد منهما جبل صامد يخرج كلمات كفوهات من بركان هائج..لتستقر في قلب ذلك القابع أمامه...\تفسرلييي؟!...وش رح تفسر يا يسار؟!...انك خنتني؟!
يسار وهو يحاول السيطرة على غضبه..\أنا ما خنتك...!!
خالد \و اللي سميته بيدرج تحت أي قاموس من قواميس اللغة؟!...انك تدري ان اللي أسكن معاها تحت نفس السقف تخوني..و مو مع غيرك لأ معك...انك تدري بكل اللي سوته و تخبي عني وش تسميه هذا...؟!
يسار \لا تتكلم عن شي وانت ما جربته...وش كنت تبيني أقولك...أقولك اسمع يا خالد المرة اللي تحبها و تموت فيها ترا تخونك و مع مين..لا هذي رح تموتك من الضحك..لانها تخونك معي...لا تحكي فشي ما تدريه يا خالد...
خالد \و انت ما تحكي عن شي ما جربته...لما تجرب احساسي بعدها تعال و اطلب مني السماح...
سكت مدة ليردف من صميم قلبه...\أقسم لك باللي رفع هالسماوات انك ما جربت وجعتها...فلا تحكي عن السماح و خليه للي يستحقه...أردف وهو ينظر له في عينيه..\انت خنتني يا يسار...تدري وش معناها هذي...انت كنت تكن مشاعر لمرتي..حرمتي..انت...و لكنه توقف عن الكلام عندما سمعا صوت إرتطام شئ بالأرض في الغرفة...

ليتفاجآ بتلك الملقية على الأرض...!!


********************


لا أعلم ما الذي حدث له..و لكني أحس بأن هنالك وجع و الم يغزو روحه و هو لا يريد أن يفصح عما به...و كلما سالته ينكر وجود أي شئ...
أحبه...!!
أقسم أن كل خلية في جسدي ترتعش له...
و له وحده...!!
أرهقني هذا الحب...استنزفني...آلمني حد الوجع...!!
لا أعلم إلى أي بر سيرسي بي هذا الحب السقيم...أخاف أن لا ارى الشاطئ لترتاح روحي...أخاف أن يظل قلبي على نفس حالته وسط تلك الأعاصير الهائجة و الموج المتدافع الذي قد أرهق روحي..
أخاف مما يحمله غد لي؟!..
حقاً أخاف..
و لكني دائماً ما أتحلى ببصيص أمل..أن غداً سيحمل الخير و إن كان مؤلماً...
ما زلت آمل أن...

لغد طيات أخرى...!!




أبنيّتـي لا تـحزنـي كل الأنام إلى ذهـــابْ

أبنيّتـي صبراً جـميلاً للجليل مـن الـمـصابْ

نوحي علـيّ بحسـرةٍ من خلفِ ستركِ والحجابْ

قولـي إذا ناديتنـي وعييتُ عـن ردِّ الجوابْ

زين الشباب أبو فراسٍ لم يمتَّعْ بالشبــــابْ

ومن روائع شعره ما كتبه لأمه وهو في الأسر:

لولا العجوز بـمنبجٍ ما خفت أسباب المنيّـهْ

ولكان لي عمّا سألت من فدا نفـس أبــيّهْ


أبو فراس الحمداني مخاطباً ابنته حين وفاته












هنا محطة الوقوف و انا كلي أمل أن تزينوا صفحتي بعبير مشاركاتكم...و أن تنال الطية اعجابكم...
ادري انكم اغتظتوا جدا و كنتم رح تقتلوني لأني ما خليت يسار يشوف الصورة بس بقولكم اتحلوا بشوية صبر يا جمااعة الخير...و يسار رح يكتشف كل شي قريييب يعني في الفصول القادمة بإذن الله...و لان لازم الأحداث تكون بترتيب معين موضوع لها ...اصبروا شويتين...
و البارت القادم سامحوني ما ظنيت أقدر انزله يوم الإثنين عشان كذا غااالباً بيكون الجمعة...و بحاول يكونوا بارتين لأني أبي الرواية تصل لمرحلة معينة و هي بتكون المرحلة الفاصلة...
لا تنسوني من صالح دعواتكم و إلى لقاء آخر...

[/color]

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 16-02-13, 07:30 PM   المشاركة رقم: 170
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2012
العضوية: 246855
المشاركات: 342
الجنس أنثى
معدل التقييم: ماهيناز عضو سيصبح مشهورا قريبا جداماهيناز عضو سيصبح مشهورا قريبا جداماهيناز عضو سيصبح مشهورا قريبا جداماهيناز عضو سيصبح مشهورا قريبا جداماهيناز عضو سيصبح مشهورا قريبا جداماهيناز عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 633

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ماهيناز غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

الله يبارك فيكى اختر روح اينعم انتى بطلعى روحى معاكى هههههههههههه لا والله روايتك ممتعة جدا وانا عن نفسى بنتظرها بفارغ الصبر مشكورة حبيبتى الله يكرمك اعتقد ان نورة هى اللى وقعة اكيد وجاء الدور على يسار انه يبوح بحقيقة مشاعرة ليها بس اكيد مش هيلحق لانه طبعا هيشوف الصورة والدنيا هتضلم معاه خخخخخخخخ بصراحة اللهم لا شماته انا كنت سعيده جداوسماح بتضرب ياريت تطربينى كمان هههههههه عامة هو بداية العتاب بين يسار وخالد خير ان شاء الله يصطلحو مع انى اعتقد ان الصلح هيتم بعد حدوث موقف رهيب يجمعهم اعتقد كمان ان لو يسار كلم باباه ممكن يفوق من الغيبوبة خخخخخ ياله شدى حيلك ادينى خلصت لك القصة باقى تتنقلى خخخخخخخخخخخخخخخ يسلمو حبيبتى الف شكر احبك فى الله

 
 

 

عرض البوم صور ماهيناز  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة رووح, ليلاس, معاقه, معي, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, الماضي, المستقبل, روايات رومنسيه اجتماعيه, روايات سعوديه, روايات و قصص, روايات طويله, روايتي ولغد طيات أخرى, روايه بالفصحى, روح, طيأت اخرى
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t181600.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ط§ظ„ط£ظˆظ„ظ‰ طµط­ ظپظ‚ظٹط±ط© ظ„ظƒظ† This thread Refback 25-08-14 07:35 PM
Untitled document This thread Refback 23-08-14 09:22 PM
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ظˆظ„ط؛ط¯ ط·ظٹط§طھ ط£ط®ط±ظ‰ ظ…ظ†طھط¯ظ‰ This thread Refback 09-08-14 01:57 PM


الساعة الآن 05:43 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية