كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
لطيفة...
يحكى أن رجلا ذهب إلى أحد العلماء، وشكا إليه فقره، فقال العالم: أَيسُرُّكَ أنك أعمى ولك عشرة آلاف درهم؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم: أيسرك أنك أخرس ولك عشره آلاف درهم؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم: أيسرك أنك مجنون ولك عشرة آلاف درهم؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم: أيسرك أنك مقطوع اليدين والرجلين ولك عشرون ألفًا؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم، أما تستحي أن تشكو مولاك وله عندك نعم بخمسين ألفًا.فعرف الرجل مدى نعمة الله عليه، وظل يشكر ربه ويرضى بحاله ولا يشتكي إلى أحد أبدًا.
مختصر منهاج القاصدين .
فلتشكر الله وقتما كنت..أينما كنت...و على أي حال كنت...!!!
الحمد لله على نعمه التي لا تحصى :)... ..
*************************
بعد ثلاثة أيام..
في القصر...
كانت تنظم في ملابسها و تطبق فيها لتدخلها في تلك الخزانة...و لكن توقفت عن الحركة عندما تناولت ذلك الفستان بين يديها...سحبت نفساً قوياً و هي تتذكر جيداً تلك المناسبة التي ارتدت فيها هذا الفستان...
لمحة من الماضي...
تتأمل في شكلها أمام تلك المرآة...ذلك الفستان ذو اللون الأزرق السماوي...يصل لحد أدنى من ركبتها قليلاً و مسدلة شعرها ليصل لحد ظهرها..لم تضع الكثير من المكياج و ذلك لأنها لا تحب..بل وضعت القليل من أحمر الشفاة على شفتيها..كان شكلها جذاباً...ابتسمت..فهي تعلم أنه سيسعد جداً بشكلها..
سمعت صوت رنين الهاتف..توقعته أن يكون هو و لكن!!!..كانت هذه جارتهم سعاد...اخرجت تنهيدة من صدرها لتستعد لتحمل تلك الجارة...
صبا \ألو..
سعاد\ألو حبيبتي صبا أنا برا يا حبيبتي أصل تفتكري الست اللي ساكنة فآخر الشارع...نعمات..آه ..التونسية..تعبت حبتين يا قلبي و قلت لازم نزورها و جيت عشان آخدك معايا..أصل دا واجب يا حبيبتي..و لا نعمل إيه..أصل الدنيا كدا...
لم تستطع صبا فهم شئ من ذلك السيل المتدفق من الكلمات من تلك المرأة..فهذه هي عادتها دائماً...تتحدث دون توقف...قالت لها صبا و هي تحاول الفرار منها..\حبيبتي بس أنا ما استأذنت من زوجي و ما بيرضي..
سعاد \لأطبعاً بيرضى يا حبيبتي امال إزاي ما يرضاش و دي زيارة مريض يختي...كلها دقايق و نرجع على طول...كانت تقول كلاماً كثيراً لم تستطع صبا إستيعابه...بل انتبهت صبا مع ذلك الذي قد دخل الغرفة و اقترب منها بسرعة عندما رأى شكلها...و هي تشير له أن يبعد و لكنه رافض تماماً....قالت له بهمس و هي تبعد السماعة..\فهد..بعد شوية..
أشار لها بإبتسامة أنه لن يبعد..
أزاحت السماعة للمرة الثانية...\فهد أقولك بعد...
قالت تلك التي في الجهة الثانية..\بعد كم؟!..آه يا حبيبتي بعد خمس دقايق حكون عندك..
ابتسمت على تلك التي قد فهمتها خطأ و هي تشير لفهد..\فهد أقولك دقييقة...انتظر..
تلك الأخرى من السماعة..\أنتظرك..حاااضر يا حبيبتي حنتظرك بس ما تتأخريش...
قالت صبا و هي و ستموت من الضحك..\حاااضر يا حبيبتي يلا مع السلامة...
أغلقت الهاتف و هي تقول..\فهددد..وش فيييك؟!...ترى ما خليتني أتكلم مع الحرمة عدل..
قال بإبتسامة..\وش تبيني أسوي يعني و أنا أشوف كل هالجمال قدامي...قال بعد قال..
صبا \طيب ممكن تخليني آخذ نفس؟!!
اقترب ليقول وهو يرفع حاجبه..\طيب أسألك سؤال...
صبا \إسأل؟!
فهد بإبتسامة و ما زال رافعاً إحدى حاجبيه...\انتي لمين متشيكة كذا؟!
قالت لتغيظه..\لروحي...
فهد قال لإغاظتها...\ههههه..خلي عنك هالإستهبال..انتي متشيكة عشاني..طيب ليه هالحركات الماسخة حقت إبعد و وخر..و الذي منه...ترى انتم الحريم علييكم استهبال!!!
ابتسمت على أسلوبه..\يااا واااثق من نفسك...يعني ما ينفع اتشيك لروحي..
اقترب منها حتى حاصرها مع باب الغرفة و بإبتسامة....\لا...ما ينفع..اقترب اكثر و قال..\الحين ان..و لكن قاطعه صوت رنين جرس الشقة..استغفر بصوت عال و قال..\استغفر الله العظيم و أتوب إليه...ميين هذا اللي في الباب لأني رح نفذ فيه جرييييمة!!!
ابتسمت بشدة لأنها تعلم بأن من في الباب هي سعاد و أنها الجارة التي يكرهها فهد جداً لان كلامها كثير و لأنها تأتي دائماً في أوقات غير محببة...\روح حبيبي شوف مين في الباب...
استغفر مرة أخرى ليقول..\بشوفه و برجع لك يا قلبي...
و في ظرف ثوان...
فتح باب الشقة ليدخل ذلك الطفل مندفعاً و يدخل الشقة و يجري في كل أنحائها صرخ فيه فهد..\يااا ولد..اقعد ساكت..
قالت تلك و هي تدخل دون ان تستأذن حتى..\يا ربي ليا ساعة و أنا منتظراكم تفتحوا..حبيبي حمادة صغير خليه يلعب..و جلست عند تلك الصوفا لتقول..\كيفك يابني يا فهد؟
قال وهو يصر أسنانه في ضيق..\الحمد لله...
سعاد \اندهلي صبا..و قولها تجي بسرعة عشان نروح...مش معقولة نتأخر على الست..
ابتعد عنها و دخل الغرفة لتتأمل صبا ملامحه الغاضبة..اقترب منها و حاصرها مرة أخرى بالباب...\يعني كل اللبس ماهو عشاني؟!..عشان تروحين مع هالحية!!
صبا \فهد عيب تقول عليها حية...
فهد \عييييب؟!!...هذيي خلت للعيييب شي..و معاها هالدب ولدها الصغير تقول جايبة معاها دبابة مو طفل..قالت بإبتسامة..\فهد و الله حرام بتطق الولد عين..
فهد \أطقه!!...حسبي الله و نعم الوكيل فيهم..و قال شنو..و يحاكي نبرتها...اندهلي صبا..و قولها تجي بسرعة...ياخي جت عليها صاقعة هي و ولدها فيوم واحدة...
قالت و هي تتناول عبائتها...\فهدد عييب..الحين خليني أروح معاها..
فهد \و الله ماافيه روحة من هنا...لو على جثتي..
صبا \فهد!!..ما يصير نكسف الحرمة..
فهد \و هذي تنكسف...هذي لو تحس على دمها بس...ما بتطلعين من هنا...دايماً تجي فأوقات زي وجهها و في لحظات مهمممممة جدا جدا...أبي أطقها هي و هالشيطان اللي معاها..
صبا\حبيبي خلاص وخر خليني أروح لها..
فهد \لأ مافيه روووحة..
قالت بنبرة دلع محببة لقلبه..\فهد حبيبي يا قلبي انت..خليني أروح معاها و أنا أوعدك اني رح عوضك..
ابتسم لها و قد بدلت مزاجه تماماً..اقترب أكثر وقال بغمزة..\بس والله بهالأسلوب ما رح أقدر...
قالت بخجل..\فهددد!!
فهد \رووح فهد..قلبب فهددد..عيوون فه..و لكنه سكت عندما تفاجأ بذلك الطفل الواقف أمامهما و يتأمل فيهما...ضحكت صبا بقوة ليقول الطفل..\عموووو..
قال له فهد بغضب..\عما الدبب...مانيب عمك يا الماسخ..انت شايف ان هذا وقت تنط لنا فيه؟!..لا و بعد قاعد تتمقل فينا؟!!
لم تستطع صبا فعل شئ سوى الضحك...قال لها فهد..انا بروح أصرف هالحرمة و أقولها انك مريضة أو أي شي..و ابتعد وهو يدفع ذلك الطفل بقهر و يقول..\يلا يلا يا روح امك..جاتكم بلوة تاخذك انت و أمك..
و عندما خرج..و قفت تراقبهما من فتحة الباب...ذهب لسعاد ليقول لها..\ترا و الله آسفين يا مدام بس صبا تعبانة شويتين و تتأسف لك لانها ما رح تقدر تروح معك..
قالت تلك السيدة..\آآه...مش مشكلة بس بروح اتطمن عليها...و قامت من مكانها و كأنها تهم للذهاب لرؤيتها و لكن استوقفها فهد بإبتسامة..\لاااهي مريضة جدا و ما بتقدر..و أنا سويتلها كمادات عشان ترتاح..
اقترب ذلك الطفل بنبرة طفولية..\آآه يا ماما شفتي هوة عملها زي الكلام اللي بيجيبوه في الأفلام..كان فهد يومئ برأسه بالموافقة على كلام الطفل ليردف الطفل..\المناظر اللي لما كانت تيجي كنتي تقوليلي غمض عينك عشان عيب تشوف الحاجات دي..كان فهد يومئ برأسه وهو يعتقد أن الطفل سيؤكد كلامه و لكنه استوعب مؤخراً ما كان الطفل يقوله ليهز رأسه بالرفض ...و ليكمل الطفل كلامه..\و يا ماما قالها الولية اللي برة دي حية!!..و قال كمان..و لكن استوقفه فهد ليضع يده على فمه ليسكته وهو يقول في إبتسامة..\ههههه..الظاهر ولدك متاثر بالأفلام...عضه الطفل بقوة في يده ليقول..\آآآآي...
قالت له سعاد..\أوكي..بس قول لمدام صبا اني بقولها سلامتك..و يا ريت ما تتصرفوش قدام الطفل الصغير بالطريقة دي..
فهم فهد مقصدها ليقول..\حاضر..يلا مع السلامة..
و بعد مدة دخل الغرفة ليجد صبا غارقة في السرير من شدة ضحكها ليقف عند الباب في قهر...\اضحكي اضحكي زين..ما كل الإحراج كان فوجهي أنا و انتي ما شفتي شي..
صبا \ههههههههههههههههههههههههههه...ههههههه..و ربي ماني قادرة أمسك نفسي من الضحك..
قال وهو يمسح شعره..\ياخي شنو هالطفل و كنه وكالة أخبار..راح قلها على كل شي...و قال شنو ..أردف وهو يحاكي نبرة الطفل... (المناظر اللي لما كانت تيجي كنتي تقوليلي غمض عينك عشان عيب تشوف الحاجات دي)...طلعنا قليلين ادب هالدب..تأمل صبا التي قد أصبح لون وجهها أحمراً من شدة الضحك..\انتي وش فيك تضحكييين؟!!
صبا \هههههههه و ربي ماااني قادرة امسك نفسي من الضحك..و أحلا شي شكلك لما الولد قال لأمه على سواتنا..كاااان تحففففففة!!!
فهد بغضب ممزوج بروح فكاهة ...\تحفة فعينك...لااااا و جاية الهانم تعلمني الأدب بعدها قال شنو (و يا ريت ما تتصرفوش قدام الطفل الصغير بالطريقة دي..)...يا مما إذا كان طفلك المعجزة هذاااااا هو اللي حااااشر انفه فأي شي...و لاااا بعد مقتحم الشقة كنها شقة أبوه...!!
صبا \ههههههه...ههههه فهد استغفر حبيبي ماهو بصح نتكلم في الحرمة كذا..
فهد \ياخ هي اللي استفزتني و فقعت لي مرارتي...استغفرك اللهم و أتوب إليك...
تأملت دموعها التي قد بلت الفستان بأكمله...لكم استغربت من حالها !!..تضحك و تبكي في نفس الوقت!!!...لكم هي مؤلمة ذكراك يا نبض قلبي!!...و لكم هي مفرحة رؤياك!!..لكم تبعث الدفئ لقلبي بهذه الذكريات التي يعتبرها الغير صغيرة في حياتهم..و لكني أعتبرها كبيرة بوجودك فيها...لكم تزين لي حياتي..!!!
حتى بعد مماتك...
فإلى متى سيظل الحال هكذا؟!!
إلى متى ستظل ذكراك قابعة في روحي..!!!
****************************
في زاوية أخرى من نفس القصر..
في ذلك الجناح...
كان يغلق في زرارات ذلك الثوب...لتأتي تلك الأخرى و تقف أمامه تماماً و هي تقوم بإقفال تلك الزرارات...وتقول بدلع أنثوي..\حبييبي تكفى بس هذي المرة خليك معي...
قال وهو يحاول السيطرة على أفكاره..\حبيبتي و الله ماقدر..اليوم يومها لمرضية و ماهو بيدي...
قالت بتأفف...\مو ممكن يعني أتذل لك عشان توافق تعطيني شوية من وقتك؟!
قرص خدها بخفة..\حبيبتي انا من الصباح معاك...و من ما جيت من سفرتي و أنا جالس معاكي..خلاص حرام أظلمها للبنت...
قالت و قد وصلت حدها من الغضب..\وش فيك عليها..هي حيا الله خدااامة!!!
انتفض بشدة على كلمتها ليقول لها بغضب شدييد...\سماااااااح...إياك تقولين عنها كذا مرة ثانية..إياااكي...
قالت و هي تصرخ..\خالد..من متى و هي تهمك؟!...مو تزوجتها عشان الطفل و بس؟!!
خالد \سماح أياً كان الغرض اللي تزوجتها عشانه...هي بتصير أمه لولدي...و عمري ما رح أرضى هالكلمة تتقال عنها...
عندما لاحظت غضبه الشديد تنازلت لتقف امامه و تحاوط عنقه بيديها لتقول..\آسفة حبيبي و الله من قهري أقول كذا...أنا أحبك و ما احتمل أشوفك لغيري...
أزاح وجهه في إعراض عنها..و قد آلمته جملتها...و قد سرح في معاملته لتلك المسكينة..فهو كلمة خدامة آلمته و بشدة..فكيف و قد القى عليها كل الكلمات المؤلمة..(سارقة..معاقة..و غيرها من الكلمات الجارحة )..و ها هي تصبر عليه...!!
تناولت تلك ذقنه بيدها لتجعله يلتفت عليها..\حبيبي...و اللي يعافيك..تكفى لا تزعل مني..و ربي ما حتمل زعلك...
ابتسم لها وهو حقاً لا يحتمل أن يغضب عليها...قال لها..\خير..ما صار شي حبيبتي ..بس أنا لازم أروح..
قبل جبهتها بسرعة و خرج من المكان...
أما تلك فجلست أمام المرآة و هي تحترق بداخلها..في جوفها براكين مشتعلة من تلك المرضية...هي السبب.!!!
نعم .هي من فعلت كل ذلك بنفسها..هي من اقترحت عليه أن يتزوج تلك المرضية و قد كانت تظن أنها الرابحة في هذا العرض...كانت تعتقد أن فتاة معاقة..خادمة..و أقل منها جمالاً..لا يمكن أن تنافسها على قلب خالد...!!
و لكنها قد كانت مخطئة..فمما يبدو أنها قد بدأت بالفعل تزاحمها على ذلك القلب و دون علمه...!!!
و مما يبدو أن ذلك الشرط الذي قد مضته معها لن ينفعها بشئ...فلو تعلق بها خالد حتماً لن يطلقها و لن يرضى بذلك العقد!!
هي من حفرت تلك الحفرة بيدها لتجد نفسها هي التي تقع فيها...فخ قد حفرته لروحها..!!....أخرجت تلك الورقة من الدرج..تأملتها لوهلة...
مثلما بدأت هذه المهزلة...
ستنهيها حتماً...!!!
*************************
لبنان...
بيروت...
في تلك الشقة...
واقفة عند تلك الشرفة...مغمضة عينيها...تسمح لتلك النسائم من الهواء العليل أن تمر بين حنايا وجهها...لتعطرها بعبيرها...و تتمرد خصلات شعرها لتتشتت مع ذرات الهواء المنبعثة...
تذكرت الليلة الماضية...لكم كانت مؤلمة على قلبها...
لمحة من الماضي...
قبل ثلاثة أيام...
أزاحت تلك الخصلة عن وجهها لتتأمل ذلك الجالس بالكرسي القريب منها على تلك الشرفة...\وش أكثر شي تكرهه؟!
استغرب سؤالها و بشدة...و قال بهدوء...\كيف؟!
نادية \وش أكثر شي تكرهه و يستفزك لو الواحد سواه؟؟!
سكت مدة و هو يفكر في سؤالها المفاجئ...\إن الواحد يخوني...ممكن أقتله...!!
اقترب منها ليتناول خصلة من شعرها بين إصبعه السبابة و يقول...\تدرين انك أغرب شي ألاقيه فحياتي...!!
سرت القشعريرة في كل خلايا روحها...\ههه..ليش؟!
سياف \و تدرين انك أجمل ما شافت عيوني..
لماذا يأخذ هذا المنحدر معها؟!...لماذا يجرفها معه في هذا التيار؟!...لماذا هو غريب بهذه الطريقة معها؟!...طيلة هذا الأسبوع الذي قضياه في المنتجع وهو يتعامل معها بغرابة...و كأنه صادق معها.. لكن الصدق؟!...هو بعيد كل البعد عن الصدق...أخرجها من فوهة أفكارها صوته...\وين سرحتي؟!
لقد خرب لها كل مخططاتها..و هي التي كانت ستنفذ هذا النظام معه و ها هو ينفذه معها...\ما سرحت فشي...
قام ليجلس امامها تماماً وهو منتبه معها بكل حواسه...أربكها أسلوبه...\ممكن أسألك سؤال؟!
قالت و هي تحاول السيطرة على أفعالها و تذكر نفسها دائماً أنه يخدعها...\إسأل؟!
قال وهو لم يحرك عينيه منها...\ما رح أقول لك حبيتيني لأني أحسها بعيدة...بس..عمرك حسيتي تجاهي بشي؟!!
انتفض قلبها من سؤاله...و قامت من مكانها لأنها و للمرة الأولى في حياتها تحس بالضعف..بالوهن..و بكل الأحاسيس المرهفة...أتكلت يدها على سور تلك الشرفة...
هو يعلم أنها تهرب منه..قام من مكانه ليضع يديه على كتفها و يجعلها تلتفت عليه...تناول ذقنها بإصبعه ليرفع رأسها و يتأمل ملامح وجهها الباذخة الأنوثة...\ليش تهربين؟!
قالت و هي تحاول التجلد بالقوة...\انت كنك تنسى اني أكبر منك فالعمر...!!!
ابتسم و بشدة على أساليبها في الهروب منه...\هههه...و انتي خليتيني أنسى...!!...اقترب أكثر ليقول..\ليش تهربين من سؤالي...تدرين انه ما يفرق عندي لو كنتي أكبر مني بعشرين سنة...!!
قالت و هي تحاول أن تكسب في هذه الحرب الكامنة بينهما و هي تنظر له في عينيه...\قولي انت بالأول...أنا شنو بالنسبة لك؟!!
و هي في داخلها تفكر في العديد من الأسئلة التي فضلت الإحتفاظ بها لنفسها...
تزوجتني عشان تستغلني و تصل للسي دي؟
ولا تزوجتني عشان أنا بالنسبة لك شي غامض ولازم تكتشفه؟
و لا عشان تعلقت فيني؟!
و لا لأني أمثل لك تحدي؟!
ابتعد خطوة وهو لايعلم ما هذه الروح التي بداخله..و فجأة قد صار يتحدث بصراحة و يتكلم عما بقلبه...\الصراحة...في البداية ما كنت أدري شنو اللي خلاني أتزوجك...شنو اللي شدني لك...بس الحين...
اقترب أكثر منها وهو يتأمل عينيها الحالكة السواد و تلك الرموش الغزيرة التي تغطيها و قال بهمس...\الجواب صار باين من عنوانه...و عنوانه...
عيوني..!!!
انتفض قلبها من جملته...شهقت و دفعته لتبتعد عنه و تزفر بقوة من شدة الأحاسيس التي قد غزت روحها...ابتعدت و هي تقول...\أنا تعبانة..لازم أروح انام...
الآن...
تأملت تلك الطبيعة التي أمامها...سحبت نفساً قوياً...
تلك هي اللحظة..!!
تلك هي اللحظة التي أيقنت فيها أنني أضعف من أن أنتقم منك؟!..أضعف من أن أقترب منك أكثر؟!..أضعف من أن أمثل عليك الوله؟!...و ها أنت بكلمة واحدة بعثت بقلبي كل تلك الأحاسيس...شتت روحي كسراب في ليلة باردة..فكيف بك إن أحببتني؟!..كيف إن تعلقت بي أكثر؟!...
أعترف..
نعم أعترف..أنني أضعف من ذلك بكثير...لذا أعلن انسحابي من هذه المعركة...سأتركك و أهرب..و سأترك لك ذلك الشريط الذي قد كنت تبحث عنه يا...
سياف..!!!
*************************
في تلك الشقة...
دخل الشقة وهو مرهق..يود فقط لو يستلقي و يرمي بهمومه على الوسادة...و لكن هنالك أمور لابد من حلها...كان في قمة ارهاقه...
دخل الغرفة ليجد تلك الجالسة على السرير و في يدها كتاباً و مما يبدو انها تقرأ في مادة من موادها...تجاهل وجودها و تناول ملابسه و دخل الحمام ليأخذ له حماماً يريحه...أخيراً تقدم ليستلقي على السرير...جلس مدة يحاول النوم و لكن لم يستطع...
قام من مكانه فجأة ليتقدم و يتناول ذلك الكرسي ليجلس أمام تلك القابعة ممسكة بكتابها...تأملها لوهلة ليقول بهدوء..
..\لازم تنزليه..!!!
علمت علم اليقين ما يتحدث عنه...قالت و هي تنزل الكتاب من يدها...\بهالسهولة تبي تتخلص منه؟!!
نظر لها نظرة لم تفهمها و قال...\تعتقدين اني أبي أتخلص منه؟!...تفكيرك وصلك لهالدرجة؟!!
تناول يديها الصغيرة بين يديه ليقول..\ماهوب بكيفك ..لازم تنزليه...!!
لم تنطق بكلمة...فقط سمع صوت شهقاتها المتعالي و تأمل تلك الدمعة التي قد شدت رحالها لتحط على يده الممسكة بيدها...نفضت يديها بقوة منه لتقول...\لو أموت ما بسويها...
امسك يديها للمرة الثانية بقوة...\ليش ما قلتيلي؟!!..أنا مانيب زوجك؟!...ليش خبيتي عني شي مثل كذا؟!..ليش ما وقفتي الحمل من البداية؟!..جنيتي انتي؟!..و لا مافكرتي فروحك؟!..مستغنية عن روحك بهالطريقة؟!..اتكلمي..قولي شي..لا تسكتي..قو..قاطعته و هي تجهش بالبكاء...
قالت و الدموع بدأت تنهمر من عينيها و انفاسها تتعالا بسرعة...
... \وش تبيني أقولك؟!!..هاا..شنو بقولك؟!!
تبيني أقولك اني خدامة؟!..سبق و قلتها...
معاقة...هي كمان قلتها...
مانيب حلوة...برضو قلتها...
لكن تبيني أقولك اني مريضة...مافيني منفعة..مالي لزوم...ما رح أجيب لك الطفل اللي كنت تبيه حياتك كلها...
حاولت أقولها...بس... آآآسفة...ما قدرت أقولها...
ما قدرت أقتل الشي الوحيد اللي امتلكته منك...
ما قدرت أمتلك قلبك..روحك...وقتك..اهتمامك...ابتسامتك..
هذي كلها إشيا ما قدرت أمتلكها..
بس الشي الوحيد اللي قدرت أمتلكه...تبيني اتخلص منه!!!!
و بهالسهولة...!!!
سكت مدة و نزل ليجلس على قدميه على الأرض ليكون في مستواها...وضع يديه برقة على قدميها...و قال بهدوء و هو ينظر لعينيها...
خالد \أنا ماقلت لك تقتليه...بس كان ممكن تقوليلي..كان ممكن نلقى حل للموضوع...
وضعت يديها المبتلة بالدموع فوق يديه و اردفت بهدوء اعتنقها بعد لمسته لها.... \خالد...سكتت مدة ثم أردفت وسط شهقاتها...\أول مرة لما قلت لك ردة فعلك للموضوع عطتني احساس انك ما تبيه لهالجنين..بس بعدها أنا لاحظت عليك..لاحظت لما نروح على السوبرماركت أو أي مكان كيف كنت تناظر الأطفال الصغار..كيف كنت تشوفهم بنظرة حرمان..ما هان علي أقولك اني حامل..و بعدها أقولك انك مضطر تخسر هالطفل عشاني..بسببي أنا...!!!
وضع اصبعه على شفتيها ليسكتها و قال بهدوء أسرها...\ شششش....مافي شي بسببك..هذا قضاء و قدر من رب العالمين...سكت مدة ثم أردف...\بس انتي لازم تفكرين بحياتك...و أكيد ماهوب حرام انك تتخلصين منه...
نفضت يدها منه لتقول..\حياة من بعده مابيها...و قامت تاركة له المكان بعرجتها التي قد أصبحت كالوصمة المميزة في روحه...!!
************************
في مكان آخر...
شهقت و هي ترى تلك المرأة الواقفة أمامها..لا..لا يمكن أن تكون هي..ليست هي..اقتربت منها تلك المرأة لتقول بإبتسامة...\اشتقت لك...!!
صرخت و هي تشهق بشدة لتقول..\يمة!!!
و أنا كمان اشتقت لك..!!
قالت لها والدتها...\ليش تتعبين نفسك يا نورة؟!!
قالت وسط شهقاتها...\يممممة!!..ليه سبتيني و رحتي؟!..و الله ماني قادرة على بعدك؟!..ليه سبتوني انتي و أبوي..ليييه سبتوني...
والدتها \نورة حبيبتي..خليكي قوية...اللي بيجيكي ماهوب سهل...خليكي قوية..
كانت صورة تلك المرأة تتناثر من أمامها لتختفي و هي مازالت تصرخ..\يمممممة...يممممة...يمممة لاا ترووووحي و تسيبييينييي..يييممة!!
هو..استيقظ ليجد تلك المستلقية بقربه و هي تصرخ..و يبدو أنها تحلم بكوابيس...استغرب من حالها...اعتدل في جلسته ليضمها بين يديه و يقول..\نورة..اهدي..
نورة \يممممة..يممممممة..لييه سبتيينيي...
احتضنها أكثر بين يديه ليقول لها..\نووورة..اهدي...
سكن جسدها لوهلة و هي بين يديه...دفنها أكثر بين أضلعه ليقول لها..\إهدي..إهدي..و قرأ عليها آية الكرسي و المعوذتين...\اهدي...
تشبثت أكثر بقميصه..و هي تشهق..\لا تسيبني...لا تسيبني..و دفنت وجهها بين حنايا قميصه أكثر...
تعجب من حالها و بشدة...\ماني رايح أي مكان بس انتي اهدي..و قبل شعرها بخفة...ليضمها أكثر بين يديه..هي لمدة لم تكن مستوعبة ما يحدث و لكن عندما أفاقت ..دفعته بقوة بيدها لينظر لها بنظرة غاضبة بشدة من تصرفها...قالت بضعف و هي تعلم مدى الغضب الذي قد بعثته لروحه...\بعد عني...
توقف لوهلة وهو يتأملها بغضب و قد وصل حده منها...
...\انتي ما عندك غير هالجملة..بعد عني بعد عني؟!!!
كانت تشهق بقوة و هي غير قادرة على تبرير موقفها..و كيف ستبرر له؟!..و ماذا ستقول؟!...ابتعد عنها ليقوم من السرير و يستغفر بصوت عال... عل الإستغفار يقلل الغضب الذي فيه...قام من مكانه ليتناول تلك العلبة التي قد كانت موضوعة على الطاولة و يخرج للشرفة...أخرج منها تلك السيجارة و أشعلها...رغم سخونة الجو و رغم تلك الرطوبة التي تتشرب في الهواء..إلا أنه لم يكترث...سحب منها ذلك النفس و هو يرجو في قرارة نفسه أن يقلل غضبه..فلو لم يشرب هذه السيجارة سيفك جم غضبه فيها..هذه المخلوقة الغريبة التي قد تعلقت روحه بها..!!!
يتمنى أن تحافظ على أبعد مسافة منه...يريد الإبتعاد منها فقط...
و لكنها كالعادة..تكسر كل حواجزه لتأتي و تقف خلفه...سمع نبرتها...\ليه تضر نفسك؟!!
لم يلتفت عليها...قال بهدوء عكس ما بداخله...\انتي تبي تجننيني؟!!
قالت و هي تحاول ان توقف شهقاتها..\آسفة..بس مو بيدي..!!
التفت عليها..
...\قوليلي كيف مو بيدك..أبي أعرف...لأن عقلي توقف عن التفكير من يوم اللي تزوجتك فيه...خليتي مافيني عقل..!!!
ساعة تقوليلي لا تسيبني..و ساعة تقوليلي بعد عني...ساعة قوليلي ما تضر نفسك..و ساعة تقوليلي أكرهك!!!...كيف..بس قوليلي كيف!!...انتي شنو تبين مني بالضبط...؟!!
فتحت فاهها لتقول بضعف...\أنا ما..و لكن قاطعها و هو ينفض يديه في الهواء كتعبير على غضبه الشديد...\لا تخافين..أنا مانيب حيوان عشان يكون كل تفكيري فهالإشيا اللي تشغل بالك...ماهو كل ما لمستك يعني أبي أسوي فيكي شي...ماهو كل ما قربت منك تحسسيني اني حيوان و موب إنسان...مانيب هالبشاعة!!!
أردف و قد وصل حده منها...\ترى جننتيني يا بنت الناس...
(الله أكبر الله أكبر...الله أكبر الله أكبر...
أشهد ألا إله إلا الله...أشهد ألا إله إلا الله...)
دب صوت الآذانفي المسااااااااااااامع...
لكي يبعث القشعريرة لكل منهما و يسكن هناك...في تلك البقعة من صدورهما... اعتصر تلك السيجارة بإشتعالها بين يديه ..في حركة كانت كالطعنة في صدر تلك القابعة أمامه...خرجت تلك التنهيدة منه ليبتعد عنها و يهم بدخول الحمام حتى يستعد للذهاب للصلاة...
تركها...هذه هي المرة الأولى التي يحافظ فيها على هدوئه..هذه هي المرة الأولى التي لا يلقي عليها كلماته الجارحة أو يضربها و لكن!!...
ياليته لو فعل أكثر من ذلك...يا ليته ضربها..شتمها..أو فعل أي شئ آخر..أهون على روحها من تلك الكلمات التي و كأنما خرجت من صمييييم قلبه...!!!
*********************
في بقعة أخرى...
له أكثر من ثلاثة أيام يبحث عنها...و كلما حاول الإتصال بها وجد هاتفها مغلقاً...و بعد جهد تحصل على عنوانها...و ها هو الآن واقفاً أمام باب شقتها وهو في شدة غضبه...ثائر كالبركان...يحس بأنه سيحرق الشقة باكملها من شدة غضبه من هذه النادية...طرق على الباب مرتين...و عندما مد يده ليطرقه للمرة الثالثة إذا بالباب يفتح لتبدو له تلك واقفة عنده...
لم يتمالك نفسه و امسك يدها بقوة ليصرخ فيها...\ممكن أفهمممم...شنو اللي سوييتيييه؟!!
نفضت يدها منه بقوة لتقول..\انت اللي وش فيك؟!
دخل الشقة ليصرخ بكل قوته..\ممكن أفهممم انتي رحتي على سويسرا عشان تسوين شنووو؟!!
استغربت و بشدة من سؤاله...فهي اعتقدت أنه غاضب لأنها قد تركت الفندق و اختفت دون أن تخبره و لكن مما يبدو أنه غاضب من شئ آخر...قالت بإستغراب..\شنو قصدك...
قال و غضب الدنيا كلها يعميه..\أعتقد انك فاااهمة قصدي زيييين...اعترفييييي...منو اللي سافرتيي عشااان تقابليينه في سويسرا؟!!!
انتفضت..
شهقت..
توقفت عن الحركة و الآن فقط قد استوعبت مقصده...قالت و قد امتلأت عيناها بالدموع...\انت من صجك...؟!!
سياف \و تعتقدين اني قاعد أمزح معاااك؟!!...مييين اللي سافرتي عشان تقابلينه..قووولي...و أمسك يدها ليضغط عليها بشدة آلمتها..
أبعدت يدها عنه بشدة لتقول..\بعدددد عنيييي...تدريي انك حقيييير و تفكيييرك قذررررر!!!
أوقف سيل كلماتها ذلك الألم الذي قد طبعه بقوة على خدها لتسقط على الأرض....
*************************
إنها أول مرة أحلم بها منذ مدة؟!...ما هو قصدها؟!..و من ماذا كانت تحذرني؟!...و ماذا كانت تقصد؟!..آآآه..لم تعد لي قدرة على الإحتمال أكثر من ذلك...
لكم إشتقت لها؟!...لروحها..لرؤيتها؟!...لحضنها؟!..لماذا يا أمي؟!..ماذا أردت ان تقولي لي بكلماتك المبهمة؟!..ماذا أردت أن تقولي لي؟!...
آآآه أحس بأنني لم تعد لي قدرة على شئ...و ذلك الآخر الذي قد تركني وسط آلامي...أعلم أنني من أخطئ في حقه..أريده..أقسم أنني أريده..و لكن الواقع يفرض على شيئاً آخر..
يفرض على أن أبتعد عنه..و لكن إلى متى؟!..إلى متى سأظل بهذا الحال؟!..
إلى متى سيصبر هو على كل ذلك؟!..
واثقة أن هنالك قادم..لا أعلم إن كان جيداً أم سيئاً...لا أعلم إن كان مفرحاً أم محزناً..و لكن ما اعلمه أنه...حتماً...
لغد طيات أخرى...
********************
في وَطَنٍ يُعيدُ تَكَوُّني..
وَيُعيدُ تَكوينَ المَلامِحِ..
وَالمَلاحِمِ وَالقَصيدْ
أَنا عاشِقٌ أَنا شاعِرٌ وَمُهاجِرٌ
أنا عائِدٌ..
حُرُيَّتي بَحرٌ ، وَحُزني لا يُقَيِّدُني
وَفي ( إِلْياذَتي ) أَمْحو وَأَكْتُبُ ما أُريدْ
أَحَبيبتي..
أَمشي إِلَيْكِ وَأَنتِ تَبْتَعِدينَ..
في الأُفُقِ المَديدْ
وَيَشُدُّني شَوقي إِليكِ..
يَشُدُّني شَغَفي إِليكِ..
يَشُدُّني حُزني الشَّديدْ
قِنديلُ عُمْري مُطْفَأٌ..
وَالشَّوقُ في قَلبي يَزيدْ
هذا أَنا ، أَمشي وَلَستُ أَرى سِوايَ
عَلى طَريقِ الحُزنِ..
أَمشي لَيسَ يَتْبَعُني..
سِوى ظِلِّي فَأَبدَأُ بِالنَّشيدْ
يا مَنْ نَقَشتِ الجُرحَ في قَلبي
سَأَكْتُبُ مِن دُموعي أَلفَ أُغنِيَةٍ..
لِعَيْنَيْ مَوطِني.
لا شَخصَ يَسمَعُني
وَلكنِّي أُغَنِّي كَمْ أَنا رَجُلٌ عَنيدْ
طارق علي الصيرفي
***أتمنى من كل قلبي ألا تنسوني بصالح دعواتكم..و أن يفرج الله همي...و يفرج هم كل المسلميين***
هنا أقف و أنا على أمل أن تنال الطية إعجابكم...
بعتذر منكم لأن لقاءنا القادم بيكون يوم الجمعة القادمة و ذلك لان عندي دراسة بديت أهملها و لازم أركز فيها...
و بحاول انه يكون طوييييل أو يكون بارتين..بس ادعوا لي ربي يسهلي و أفضا لكتابته...
البارت القادم بيكون نقطة فااااااااااااااااااصلة في الرواية...
بالبارت القادم...خالد بيكتشف خيانة سماح له....!!!!!
و إلى ملتقى قريب بإذن الله...
|