بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم للجميييع...
أنا حبيت توقعاتكم جدا جدا..و في بعض التوقعات كانت صحيحة...
بس لسة في ما يخص يسار و نورة مافي حد توقع شنو اللي بيصير لهم بعدين؟!..لسة شغلوا مخيلتكم شوية...
و أما عن تصرف سماح فتوقاتكم أيضاً كانت جميلة بس لسة محتاجة شوية تشغيلة للمخ...
و أما عن اللي بيقولوا لي استعجلي...و الله ماقدر لأني بحاول أرتب الأحداث ككل عشان تكون مقنعة للقارئ بعدين...و في القادم حتعرفوا ليه أنا ماشة ببطء...
و اعذروني اذا كان فيه أي تقصير مني...لأني و الله العظيم ما ممكن تتصوروا مضغوطة لأي درجة!!
لا أحلل نقل الرواية بدون اسمي....
**روووح**
...اللهم صلي على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم...
الطية الثانية و العشرون
بعض ملحٍ...!!
لولا مرارة الملح لما أحسسنا بحلاوة تذوق السكر...
و كذلك هي الحياة...
لولا المواقف المؤلمة...
لما أحسسنا بحلاوة المواقف المفرحة...!!
أول يوم أُولد فيهِ.. يُكتبُ اسمي فوقَ الورقةْ
حين أباشر في المدرسةِ.. يُكتبُ اسمي فوقَ الورقةْ
أكتبُ درسي فوقَ الورقةْ
أُهندسُ بيتاً فوقَ الورقةْ
أكتبُ شعراً فوقَ الورقهْ
أُثبتُ لحناً فوقَ الورقهْ
لا أصعدُ طائرةً إلا.. في كفْي تذكرة ورقهْ
لا أركبُ قاطرةً إلا.. أعَرضُ للمسؤولِ الورقهْ
لو أدخل مسرحاً أو مطعَماً أو دكاناً
حتماً أتعاملُ بالورقهْ
تنظيمُ حياةِ البشريهْ.. وحضاراتِ الإنسانيهْ
بدأت بحروفٍ في ورقهْ
فاكتبُ شيئاً ينفعُ بشراً لو كانتْ بيديكَ الورقهْ
كتب الله تعالى كانت.. نور مرسوم في ورقهْ
كريم العراقي...
بعد عدة أيام...
في القصر...
فتح باب الجناح وهو يريد الإطمئنان عليها لا غير..أو ربما يريد أن يرتوي قليلاَ من نار حبه لها..ذلك الحب الذي يتغلغل من طرف واحد...يعلم أنها لا تكن له شيئاً..و هي يوم بعد يوم تثبت له ذلك...تثبت له برودها و ردات فعلها الباردة تجاه حبه...لكم يؤلمه ذلك الحب في صميم قلبه...حب حكم عليه بظلم تلك اليتيمة..و ذلك لأن قلبه هو من يسيره و يتحكم به و لا غير..!!...كيف لرجل كامل العقيلة أن تتحكم به أنثى بهذه الطريقة؟!...
دخل الغرفة وهو يستنشق
عبير رائحتها التي قد تغلغلت لدواخل صدره...علم أنها في الحمام...أزاح كم يده ليتأمل تلك الساعة و أنه تأخر على تلك الأخرى...
خرجت هي من الحمام و هي ترتدي ذلك القميص الذي يظهرها كلوحة فنية بديعة...قميص ذو لون بنفسجي غامق..تعلم علم اليقين انه يعشق هذا اللون عليها...تفاجأ بابتسامتها له عندما رأته و اقتربت منه لتقف على أطراف أصابعها و تطبع تلك القبلة على خده...
سماح \حمد الله على السلامة..
تفاجأ وبشدة من تصرفها و هي من تفعلها للمرة الأولى لإستقباله..جلس على السرير و قال..\الله يسلمك...
قالت و هي تبتعد عنه لتجلس أمام تلك المرآة و تسرح شعرها...\كيف كانت سفرتك؟!
و أيضاً تسأله كيف كانت سفرته؟!!..حقاً ما بالها هذه الأنثى؟!...\الحمد لله عادية...قام من مكانه وهو يترقب ردة فعلها ليقول...\حبيبتي ترا أنا لازم أروح الحين لأن ...
قاطعته لتقول وهي ما زالت منشغلة بشعرها...\أوكي...
اعتقد أنه لم يسمعها جيداً أو أنه قد أخطأ في فهم ردة فعلها ليقول وهو يرفع حاجبه...\شنو قلتي؟!
قامت من مكانها لتقف أمامه و تتناول ياقة قميصه...\قلت لك أوكي...حبيبي أنا اكتشفت اني كنت انانية بتفكيري..و مو لازم تظلم البنت معاك...هي لها حقها فيك..مع اني بتألم لما اشوفك تروح لها بس بستحمل وش أسوي...
اعتقد لوهلة من الزمن أنه قد فقد حاسته السمعية و ان هذه المتمثلة أمامه ليست بسماح..و إنما شخص آخر غيرها...غيرها تماماً...ما الذي حدث لها في هذه السفرة؟!..ما الذي أصابها؟!..قال لها وهو يحاول التأكد من شكوكه..\انتي جادة؟!...
ابتسمت لتقول بدلع أنثوي أذابه..\نووو...ماقدر أمنعك حبيبي..روح لها..و أنا بنتظرك لين تجيني ...و طبعت تلك القبلة على خده..لتغرقه في قمة استغرابه من هذه الكائنة المتمثلة أمامه؟!!
*******************
تأملت تلك الواقفة أمامها على تلك المرآة..تحس بوخز قوي في صدرها..فهي لا تعتقد أنها تتحلى بالشجاعة الكافية لفعل ما تريد الإقدام عليه!!...نعم فهي مازالت ضعيفة...ما زالت هشة كورقة شجرة في فصل الخريف...ورقة يمكن لنفخة هواء أن تزيحها من مكانها...نعم هكذا هي..!!..و كل يوم تضعف و تصبح أكثر وهناً مع ذلك المستنزف لكل قواها...و إن استمرت في ذلك فستنتهي لا محالة...
تتذكر كلمات صبا التي كانت تتردد بقوة في مخيلتها...كلمة تلو الأخرى تقبع داخل عقلها...نعم و كيف لا تقبع هناك و هي النصيحة الأولى التي تأخذها في حياتها...و هي التي في أوج الحاجة لنصيحة أخت أو أم أو خالة أو عمة أو أي شخص..و لكن!!
أين الأخت....
أين الأم...
أين الأهل...
أين السند..أين المرجع الذي ترجع له وقت حاجتها...
فكل أنثى تكون في حاجة اللجوء لوالدتها في هذا الوقت و في هذه المواقف..و لكن هي!!
فلها الله....!!!
و هل للعباد المستضعفين غيره...!!
وهو خير العون...!!
و لكن صبا...فليجزيها الله خير الثواب على أن عاملتها كأختها الصغيرة..و احتوتها كما لم يحتويها شخص من قبل...استغفرت...فها هي قد سمعت نصائح صبا..و لكن!!...
كيف التنفيذ...؟!!
كيف ستأتيها القوة لفعل ذلك...؟!!
أمام من يسلب كل أنفاسها...؟!
و لكنها ستحاول..نعم و هل لها غير شرف المحاولة؟!!
و مهما كانت النتيجة...فذلك أفضل من الذل الذي تعيشه...
هو...مضى أكثر من يومين على ذلك الموقف الأليم الذي فعله بتلك الضعيفة...يعلم انه مخطئ..و بشدة..و الخطأ يتلبسه من رأسه حتى أخمص قدميه...و لكن...كيف له أن يعتذر منها...يعلم أنها الآن ستكون في شدة غضبها منه..و لكن غضب؟!!...متى غضبت منه تلك الصغيرة؟!!...فهي دائماً تحزن...تبكي..تتألم..تشهق..و لكن غضب!!!...
لا...فهذا ليس من قواميس لغتها...!!
متأكد كل التأكد أنه سيجدها تبكي و بشدة...و سيحاول قدر الإمكان أن يعتذر لها...فذلك أقل واجب عليه..فهو ليست من سماته ما فعله؟!...
فتح باب الشقة ليجد الهدوء الذي يعم بالمنزل دوماً...تقدم و يعتريه احساس غريب..لا يعلم ما هو...ربما هو تأنيب الضمير...تقدم حتى دخل الغرفة و لكن لم يجدها..و تأكد أنها في الحمام و ذلك لأن بابه مغلق...أتكل حقيبته التي تجاوره في كل سفرياته على ذلك الحائط..خلع قبعته ووضعها على تلك الطاولة...جلس على السرير ليقوم بخلع حذائه وهو يترقب خروجها..و يترقب وجهها المحمر كالعادة...
خرجت...وهو انتبه لخروجها و لكنه فضل ان يمثل الإلتهاء بخلع حذائه...رفع نظره ليتفاجأ بذلك الشعر الذي كان يغطي كل ظهرها...تأملها لوهلة و هي تقف أمام المرآة و تتناول تلك الخصلات الطويلة كطول الليل بين يديها و تزيحها للطرف حتى يبين عنقها الأبيض كبياض الثلج...استغرب أنها لم تعره أي انتباه...لا إرادياً خرجت تلك الكحة القوية منه ربما ليلفت الإنتباه و لكن....و كأنه غير موجود...و هو بالعادة عندما ياتي من سفرياته تستقبله و تتناول ملابسه و تجهز له ملابساً نظيفة و تسأله إن كان جائعاً...و لكن عزى عدم اهتمامها لغضبها منه...وقف حتى أصبح خلفها تماماً و لا يفصل بينهما إلا بضع سنتمترات...
هي أغمضت عينيها بقوة عل من في السماء يمدها بالقوة لتواجه هذا القابع خلفها تماماً...سمعت منه و بصوت يتشربه تأنيب الضمير..\آسف...أعترف ان تصرفي كان أغبى ما يمكن...و متوقع إنك ما تسامحيني...
لم تلتفت عليه و ذلك لأنها تعلم بحصونها التي ستنهار ان التفتت عليه...\آسف على شنو؟؟
استغرب من نبرتها...\على الموقف اللي صار بينا..!!
و مازالت تعطيه ظهرها..\مافي داعي للأسف..أنا غلطانة و ما كان لازم ألمس أغراضك من دون إذنك...
استغرب ردها و بشدة أكثر...توقع شهقات و ليس كلمات...مد يده ليضعها على كتفيها و يجعلها تلتفت عليه...و ذلك ما كانت خائفة منه و قلبها بدأ يقرع طبولاً أحست أنها تُسمع على بعد أميال...قال لها باستغراب...\انتي تحكين من جد و لا تمزحين؟
سحبت نفساً و ابتعدت عنه بسرعة حتى تكمل تلك المسرحية التي يجب أن تتقنها و هي تمثل الإلتهاء بتناول ذلك الروب و لبسه..\لا ماني قاعدة أمزح...و بعدين أنا مثل ما قلت لك غلطت و....كانت هذه هي الكلمات الوحيدة التي قد سمعها منها...وقد لفته شكلها..و للمرة الأولى في حياتهما كزوجين ترتدي ذلك الفستان الذي يصل لما أدنى من ركبتها بقليل و ذو كم قصير...يهيأ له و كأنه للمرة الأولى يرى قدميها...و كأنها تحس بالعار من تلك العرجة التي قد وصمت على إحداهما...فستان أبيض اللون ملتصق بجسدها...لبث مدة دون أن يقول أو يسمع أية كلمة...كان شكلها جذاب...و هي مشغولة بالحديث و تطبيق تلك الملابس و إدخالها في الخزانة في نفس الوقت...
هي كانت ستموت من شدة إحراجها...ستقع مغشياً عليها لا محالة...تتمنى لو يزيح عينيه من عليها...و كم كانت تتمنى أن تمد يدها لتنزل ذلك الفستان قليلاً..و لكنه سينتبه لحركتها...
(لا تمدي يدينك عشان تنزلين الفستان...اصبري و بيلتهي منك..بس و الله شكله ما رح ينزل عينيه مني..و ربي بموت من الخجل..يا ربي وش هالجنان..أنا اللي انخبلت فراسي و تابعت كلام صبا)
أكملت كلماتها ب...\أنا حاطة الأكل على النار..لازم أروح...
و تركت له الغرفة لتتركه يغرق في بحر استفساراته و استغرابه من تلك المرضية!!...ما بالها اليوم؟!...و ما الذي حدث لها في هذه السفرة..و كأنها تغيرت تماماً...
***********************
في ذلك المنزل...
....\ماما هدا بابا كمال تهت..يبي ماما سارة؟
انتفض قلبها من ذكر ذلك الذي أصبحت تمقته...حاولت تجاهل كلمات الخادمة و كأنها لم تسمعها...و لكن والدتها لم تتركها في تجاهلها لتقول لها...\يمة سارة..ادري انك سمعتيها..قومي شوفيه وش يبي...
التفتت على والدتها و قد ملأت الدموع عينيها...\يمة و تقوليلي قابليه...حتى انتي مانك حاسة فيني؟!
أم سياف\يمة أنا و ربي حاسة فيك بس هذا رجالك روحي شوفيه بس وش يبي وهو ما يقدر يطلعك من بيتك...روحي يمة...
سحبت نفساً قوياً وهو تحس بانها ستموت لو قابلته...تحمل ذلك الطفل الصغير الذي قد كانت ترضعه بين يديها...و ارتدت ذلك الغطاء في رأسها لتنزل له...
دخلت المجلس لتجده قابعاً في ذلك المكان و بين يديه تلك السيجارة السميكة...قالت قبل ان تصل له...\طفي االسيجارة هالصغير ما يحتمل...
أطاع كلماتها له...ظلا على صمتهما لمدة من الزمن...لتقطع هي ذلك الصمت و تقول..\وش اللي جابك يا كمال؟!
ابتسم ابتسامة خبيثة ليقول..\هذا سؤال تسأليه؟!...و كأنه اللي بين ايدينك ماهو ابني؟!
سارة \الحين اكتشفت ان لك عيال...وش صار؟!
كمال \سارة!!!...وش هالكلام الماسخ...
سارة \وش تبي يا كمال؟!
كمال \ما رح تضيفيني أول؟!
كانت ستهم بالخروج وقد طفح بها الكيل لتستوقفها كلماته...\ترجعي لبيتك...
توقفت لتلتفت عليه و تقول...\هذا موضوع انتهينا منه..و ما يبيله نقاش...
قام من مكانه ليقترب منها ...وقف امامها تماماً...هي لم تتحرك من مكانها و هي تحاول أن تثبت له انها قوية في مواجهته...مد اصبعه السبابة ليمرره ببطء على عنقها...\ترجعي لبيتك و لزوجك...
قالت وقد وصلت حدها منه..\نجوم السما أقربلك...
ابتعد بنظره عنها ليتأمل ذلك الصغير النائم بين يديها..و يمرر اصبعه على ملامحه البريئة...\سارة..لا تتخذين قرارات مانك قدها...أنا مسافر الحين..و برجع بعد كم يوم...بجي و باخذك انتي و عيالك عشان ترجعين لبيتك..قرار نهائي...
رمى عليها تلك الكلمات و ترك لها المجلس بطوله ليضيق على صدرها و تشهق بقوة من شدة قهرها...
********************
في اليوم التالي...
في تلك الشقة...
...\شنو قلت؟!
محمود \انت وش فيك لي ساعة كنى أتحدث مع نفسي و إنت و لا كنك معاي؟!
خالد \ها..لا مافيني شي...ها قلي وش تبي؟!
محمود \شنو وش تبي و انت اللي اتصلت فيني...خالد وينك أنت؟!
خالد \في البيت..!!
محمود \فأي بيت..القصر و لا شقة..انت ناسي ان سيادتك صار لك بيتين؟!
لم يكن خالد يولي أدنى انتباه لذلك الذي يتحدث معه و إنما كان كل اهتمامه منصباً تجاه تلك القابعة أمامه و تقرأ تلك الرواية بين يديها...(و من متى الهانم تقرى؟!!...وش صار لها هالبيت؟!)...كان يتأمل كل تفصيلة فيها ..و لا إرادياً..!!..جلستها على ذلك الكرسي و مسكتها للكتاب..اصبعها الذي تناول تلك الخصلة المتمردة لتلتف حوله و تلعب بها...و من ثم ترجعها لموطنها مع أخواتها...لا يعلم ماذا يحدث و لكنه يقسم أن شيئاً قد حدث لهذه الأنثى..و قد طفح الكيل به...
محمود \خاااالد...خاااالد...
خالد \ها...
محمود \شنو ها ها من يوم ما رديت و انت فلقتني بها هذه؟!!...وش فييك؟!!
خالد \ها...
محمود \و ربي ان قلت لي ها مرة ثانية لجيك فمكانك و أطقك كفين..
خالد \محمود أقولك شي..أنا غلطان من البداية إني اتصلت فيك...سلام..
محمود \وش فيك يالمخبول..و الله الغلط منى إنى رديت عليك بس يلا سلام..
كانت تلك الممسكة بتلك الرواية تستمع لكلماته جيداً...استغربت جداً من جلوسه اليوم في المنزل و أنه لم يذهب للقصر...تمثل القراءة و لكنها تقسم أنها لم تستوعب حرفاً من تلك الأحرف المرصوصة أمامها و هي تحس بأنها سيغمى عليها بسبب ذلك القابع أمامها...قطع حبل أفكارها صوته...
خالد \من وين لك رواية لنجيب محفوظ؟!
ابتلعت غصة وقفت لها في حلقها و قالت و هي ما زالت تمثل قراءة تلك الرواية التي لا تعلم شيئاً عنها...\جابتها لي صبا..قالت لي أتسلى فيها و أنا بروحي فهالشقة..!!
تفاجأ بوقوفها وتركها المكان لتدخل الغرفة...هي تركت المكان لانها علمت أنها لن تحتمل..لن تستطيع الإحتمال أكثر من ذلك مهما حاولت...
و بعد عدة ثوان...
تفاجأت بوجوده في المكان...يتأملها و هي ترتب تلك الوسادات على الصوفا...سمعت نبرته التي توقعتها تماماً...\انتي شنو قاعدة تسوين؟!
قالت و هي تدعو الله أن يمدها بالقوة...\وش شايف..؟!
قال وهو يكتف يديه...\اشرحيلي انتي يا هانم شنو اللي حضرتك قاعدة تسوينه...
قالت و هي تتجنب النظر له في عينيه...\برتب لك المخدات في الكنبة عشان تنام فيها...
خالد \شنووووووو....
توقعت تلك النبرة منه و التي قد اهتز لها كل جسدها...قالت وهي ترتجف...\مثل ما سمعت؟!
خالد و الغضب قد بدأ يتمكن منه...\انتي من صجك؟!
مرضية \إي...
ابتعدت لتدخل تلك الملابس في الخزانة و لكنها تفاجأت بأنه أمسكها حتى ألصقها بالخزانة و قال لها...\و ليش ان شاء الله تبيني أنام في الكنبة؟!!
أغمضت عينيها لتحاول قدر الإمكان التمسك بالقليل من رباطة جأشها..ولو القليل...تقسم أنه سيذيب حصونها كالحديد المنصهر في ثوان معدودة...\خالد..ممكن تبعد...
وهو يريد أن يرى لأين تود الوصول بتصرفاتها الغريبة...\ما ببعد..وش بتسوين يعني؟!
مرضية \خالد ممكن تبعد عشان أشرحلك...
مد يده ليرفع ذقنها ليتأمل ملامح وجهها البريئة..\ناظريني..و اشرحيلي...
(انخبل فراسه و لا شنو..يبيني أناظره؟!...و أشرحله؟!!...هذا جد يبي يهبل فيني...وأنا أدري اني لو ناظرته ما رح أشرحله شي غير حبي له !!!)
مد أصابع يده العريضة لتتناول خصلات شعرها الطويلة بين حناياها و تتغلغل بينها...هي أغمضت عينيها...نعم أغمضتهما...و كيف لها ..تذكرت كلمات صبا التي رنت في مخيلتها...
(خليه يحس بقيمتك...خليه يتعب عشان يلقاك...الرجال يحب الشي اللي يتعبه..ما يحب الشي اللي يكون جاهز )
أبعدته بكل قوتها و قالت بنبرة ضيق شديدة...\خالد..بعدددد ترى اقرف...!!!
ابتعد منها و قد تبدلت ملامحه تماماً...خائفة من ردة فعله...قال لها وهو يرجع خطوة للوراء...\شنووو..ترى ما سمعت؟!!..وش قلتي؟!!
ابتعدت حتى تسحب أكبر قدر من الهواء ليقويها...و قالت..\انت ما عطيتني فرصة عشان أشرحلك..أنا أحس بالقرف منك...!!!
خالد \شنوووو...كانت هذه ردة فعله لتقول..\ممكن تخليني أكمل؟!
كتف يديه وهو يقول...\سمعيني يا هانم؟
مرضية \أنا من قبل لا تسافر بمدة بديت أحس بالضيق لما تكون جمبي و أحس بالقرف..قلت احتمال أتوهم بس زادت الحالة و صرت أقرف من جد و أشم ريحة و ما أقدر أستحمل وجودك..و صرت أبخر البيت كثيير و أملاه ريحة قلت احتمال الريحة في الشقة..بس الموضوع تطور و صار يزيد..خجلت أقول لك هالكلام و قلت احتمال كم يوم و بتروح بس ما راحت...و الموضوع صار يزيد..و لاني ما عندي أي أحد ينصحني و لا يقلي شي سألت صبا و قالتلي إن هذا وحام..و في حريم كثير يتوحمون على أزواجهم ...
خالد بغضب...\و الحل؟!!!
مرضية \قالتلي مافيه حل غير إنك تبعد هالفترة إلين ما تروح هالحالة..
خالد بنفس الغضب \و حضرتك تبيني أنام على الكنبة عشان هالكلام الفارغ...
مرضية بهدوء \إيه..
ابتعد عنها ليرتمي بجسده على السرير و يقول...\انتي الظاهر الحمل طالع لك فوق راسك و مأثر على مخك...و انا ماني متزحزح من هنا و بنام هنا...
استغرب أنها لم ترد عليه بل حملت تلك الوسادات بيديها و توجهت لتهم بالخروج من الغرفة...استغرب تصرفها و بشدة...
هي ...حملت الوسادات و توجهت للغرفة الأخرى...و عندما دخلت الغرفة..رمت الوسادات على السرير و سحبت نفساً قوياً و هي تحس أن تلك النصائح لن تفي بالغرض و انها لن تغير من نظرة خالد لها ...و لن تؤدي أي غرض..و ستكون هباءاً..
و لكن هي وعدت صبا أنها ستسمع نصيحتها و لترى...قطع عليها أفكارها دخول ذلك ...و الذي فور ان دخل تناولت تلك المخدة و مثلت ترتيبها فوق السرير بضيق...
خالد \إنتي من صجك؟!!
مرضية \خالد وش فيك..وش اللي يخليني امزح معك؟!...سكتت مدة ثم أردفت في تمثيل..\بس مافي مشكلة و أنا بنام هنا..و انت نام في المكان اللي تبيه...
خالد \انتي الظاهر ما بتعقلين..و أنا تارك لك المكان و خارج...و خرج لترتمي هي على السرير و تحاول منع دموعها من النزول...ربما تلك النصائح لا تنفع لخادمة..ربما و فقط ربما...تذكرت صبا...
قبل عدة أيام...
مرضية \صبا بس كذا أنا بكذب على زوجي..و هذا فيه غضب ربي؟!
صبا \و اللي هو بيسويه و بيظلمك معاه ماهو بيغضب ربي؟!
مرضية \بس...
صبا \لا تقوليلي بس و لا شي...انتي وش ناقصك من سماح...بالعكس انتي أحسن منها بكثير...و مالك ذنب في اللي ربك خلقك فيه...مرضية..انتي ما تبين خالد؟!
مرضية \أبيه..
صبا \زين اسمعيني..الرجال من ربي خلقهم كلهم طينة وحدة...و فيه صفات كثيرة تجمعهم و منها ...حب الشي الصعب..يعني ما يحبون الشي الجاهز اللي يجيهم وقت ما يبونه..يحبون يتعبون لين ما يلقون اللي يبونه..و الإنسان عموماً بطبعه كذا...يعني انتي مثلاً لو رحتي سوبرماركت و لقيتي عارضين شوكولا غالية كثير...و عجبتك و كان نفسك تاخذيها...و اكتشفتي انهم عارضينها مجاني...ولو البايع عطاكي كم وحدة و قالك خذيها مجاني مو بتستغربي و بتقولي إذاً الشوكولا هذي شكلها مدتها منتهية و إلا ما كان البايع عطاها لي مجاني..و فنفس الوقت لو لقيتيها غالية بتزيد فنفسك و بتموتين على بال ما تلمين قروش و تشترينها...فهمتيني يا مرضية..أنا ماني قاعدة أقولك اعصيه لخالد أو ما تسمعي كلامه أو شي...بس بوقلك حسسيه بقيمتك...خليه يضوق شوي من النار اللي انتي فيها..أنا متأكدة انه صار يتوقع كل تصرفاتك...نفس اللبس نفس الشكل نفس لفة الشعر نفس الأكل..نفس ردات الفعل البكي...نفس كل شي..خليه يحس اني اللي يعيش معها ماهي نفس الشي..يحس بتغييرها كل شوي..يلقى منها شكل جديد كل يوم..رد فعل جديد...يحس لك شخصيتك...و الأهم...تأدبيه على كل اللي فات...
سحبت نفساً و تلك الكلمات ترن في ذاكرتها...آآآه...لكم أرهقت و بشدة اليوم...فقط يوماً واحداً قد كان كفيلاً بهد كل طاقاتها...فكيف لها ان تحتمل مواجهته لأسبوع..كيف لأسبوعين..و كيف لأكثر من ذلك؟!
تعلم ان شيئاً كهذا سيكون صعباً و بشدة..و سيحتاج منه صبراً..و لكن...من يمكن أن يكون صبوراً أكثر منها؟!...فإن كان المطلوب هو الصبر..فهي له..
أما هو...
فقد غرق في دوامة من الإستغراب اللانهائي...!!..
ما الذي أصاب نساء هذا الكوكب؟!
أنزل عليهم نيزك أصابهم و غير كل طباعهم أم ماذا؟!...
يسافر ليومين ليجد الدنيا تنقلب على رأسه بهذا الشكل؟!!
ما الذي يحدث؟!!
*******************