لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-01-13, 03:16 AM   المشاركة رقم: 121
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2012
العضوية: 248410
المشاركات: 428
الجنس أنثى
معدل التقييم: ترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالقترانيم الصبا عضو متالق
نقاط التقييم: 2549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ترانيم الصبا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

هلا روووح سعيده بعودتك وأن شاءالله أخر الغيبات

يسار بالله هذي طريقه تعامل فيها زوجتك بجد عمله ما أثر عليه طريقة الاستجواب والاستفزاز وكان نوره متهمه عنده ماقول غير ياشين السرج على البقرة والمواجهة قويه بينهم هذا والموضوع وليد وهو مادرى عن الحقيقة وان جراح هو عدوهم
احس جراح بيضربه الضربه القاضية بنورة وبيشغله عنهم بس الخبل مادرى يسار ارسل جواسيس في قعر داره
الي فاجأني ايش السر بين عبدالرحمن أبو يسار وحمزه

خالد ومرضية وأخيراً تحركت ونفست عن نفسها يستأهل خالد يبيله قرصة اذن عشان يحس بالمسكينة
ماهو جدار كل جاع جاها كنه قاعد بفندق بس متى يعترف لو بنفسه انه بدأ يحبها
روووح ايش سمعت الله يستر لا تنكس حالتها اكثر


حبيبتي أخذي راحتك ولا تضغطين على نفس وننتظرك بشوق كبييييييييير

 
 

 

عرض البوم صور ترانيم الصبا  
قديم 16-01-13, 11:04 PM   المشاركة رقم: 122
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ترانيم الصبا مشاهدة المشاركة
   هلا روووح سعيده بعودتك وأن شاءالله أخر الغيبات

يسار بالله هذي طريقه تعامل فيها زوجتك بجد عمله ما أثر عليه طريقة الاستجواب والاستفزاز وكان نوره متهمه عنده ماقول غير ياشين السرج على البقرة والمواجهة قويه بينهم هذا والموضوع وليد وهو مادرى عن الحقيقة وان جراح هو عدوهم
احس جراح بيضربه الضربه القاضية بنورة وبيشغله عنهم بس الخبل مادرى يسار ارسل جواسيس في قعر داره
الي فاجأني ايش السر بين عبدالرحمن أبو يسار وحمزه

خالد ومرضية وأخيراً تحركت ونفست عن نفسها يستأهل خالد يبيله قرصة اذن عشان يحس بالمسكينة
ماهو جدار كل جاع جاها كنه قاعد بفندق بس متى يعترف لو بنفسه انه بدأ يحبها
روووح ايش سمعت الله يستر لا تنكس حالتها اكثر


حبيبتي أخذي راحتك ولا تضغطين على نفس وننتظرك بشوق كبييييييييير

مشكوورة حبيبتي و ان شاء الله ربي يستجيب منك و تكون آخر الغيبات :)
و أما عن السر فبيظهر في الوقت المناسب بإذن ربي...و أنا بمهد له فكل بارت...
و أما عن خالد و مرضية فربي يهديه قبل يفوت الأوان..
و روح بنشوف شنو سمعت في البارت القادم
شكرا حبيبتي :)

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 17-01-13, 02:43 AM   المشاركة رقم: 123
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165533
المشاركات: 19
الجنس أنثى
معدل التقييم: اتاويا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اتاويا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

عوداً حميداً حبيبتي روح بارت جميل

نورة قصتها قصه يسار والله ما فهمته !!! يحبها ولا ماتأكد من مشاعره ولا هو يحبها ولا يبيها تعرف لان مشاعره ملخبطه ..
مرضيه ربي يرضيك بما تشتهيه نفسك وروح خفي علينا قطعت قلبي هالانسانه 8 فيس يبكي

ودي لك ،، بانتظاااارك

 
 

 

عرض البوم صور اتاويا  
قديم 18-01-13, 01:50 AM   المشاركة رقم: 124
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

بسم الله الرحمن الرحيم...



السلام عليكم...



البارت هذا آلمني... و أنا أكتبه!!!



قصيدة إعتذار


وعذرته لما تساقط دمعهُ
ونسيت أياماً بها أبكاني
وأخذته في الحضن أهمس راجياً
جمرات دمعك أيقظت نيراني
أتريد قتلي مرتين ألا كفى
فامنع دموعك واحترم أحزاني
لا صبر لي وأنا أراك محطماً
يا من يجرح دمعه أجفاني

***

تغريك فيّ يا مشاكس طيبتي
فأنا سريع العفو والغفرانِ
بيديكَ تحمل وردةً مبتلةً
دعني أكفكف دمعها بحناني
ولك السماح وحيد عمري وابتسم
وأقسم بأنك لن تكون أناني
وبأن تعود كما عرفتك أولاً
قلباً بريئاً طاهر الوجدانِ

***

كريم العراقي...




البارت هذا إهداء منى لوحدة من قرائي الجميلات حبوبة بس مرجوجة لانها تفوقت في امتحاناتها و جابت 96% و بقولها ألف ألف مبروووك...
عقبال كل الممتحنين ربي يوفقهم...




الطية الواحد و العشرون...

أحداث ليس إلا....
الحياة عبارة عن أحداث متتالية...
بعضها مفرح...و البعض الآخر محزن..
و البعض الآخر يكون خليطاً بين الإثنين حتى يبعث الحيرة لأرواحنا...






منزل عبدالعزيز...


تجر كرسيها الحديدي...متجهة نحو مكتب والدها...فهي منذ الصباح لم تقابله....و تحس بشوقها الشديد لرؤيته...جرت كرسيها و رأت باب المكتب مفتوحاً قليلاً و هنالك إضاءة خافتة فيه...إذا حتماً هو بالداخل...و لكن عندما اقتربت من المكتب سمعت صوتاً آخر... اقتربت أكثر كانت ستهم بفتح الباب و لكن توقفت عن ذلك عندما سمعت تلك الكلمات التي جردتها عن الحركة و أحست بأن روحها كانت ستوشك على الخروج من فاهها...
أحست بأنفاسها التي ستوشك أن تتوقف عند فاهها...أضلع صدرها التي سرعان ما أصبحت تطبق على صدرها حد الألم...رؤيتها التي أصبح يغشاها الضباب..تحاول جاهدة أن تسحب أكبر قدر من الهواء عله يستطيع حفظ توازنها...


في الداخل...
يقلب في تلك الأوراق التي بين يديه...\أنا لو ماني داري بأخلاقه ما كان سويت هالشي...
الدادة...\بس انت تدري زين مدى تعلقها فيه...اخاف تكتشف يوم و تسوء حالتها...
نظر لها بقوة وهو يقول..\مافي حد بيقول لها...و بعدين أنا ما سويت شي عيب..أنا عرضت عليه إنه يتزوجها وهو وافق..وين المشكلة في الموضوع؟!!..و انتي تدرين زين انه مافي أحد بيتقدم لها إلا عشان بيكون طمعان فمالها فما كان قدامي أي طريق غير كذا...هذا هو الحل الوحيد..و بعدين...قطع كلماته بذاك الصوت القوي الذي قد أتى من الخارج...صوت ارتطام شئ بقوة بالأرضية...
كل منهما نظر للآخر نظرة فهمها كل منهما و كانا خائفان من أن تكون شكوكهما صحيحة..أسرعت الدادة للخارج لتجد ذلك الجسد الملقي على الأرض وهي تهتز بقوة و تحاول أن تتنفس..و قد تلون وجهها و أصبح يميل للزرقة...أسرعت لتجلس قربها وتصرخ...\رووووح...رووووح حبيبتي وش فيك؟!

سمع عبد العزيز صوت صراخ الدادة ليسرع لها و يرى روحه..نبض قلبه...عيناه التي يرى بها ملقية على الأرض...أسرع بسرعة ليأتي بدواءها و بخه بقوة داخل فمها لتستعيد نفسها بإنتظام بعد مدة...و لكنها كانت تصرخ بقوة..\ليييييييه...لييييييه تسوي كذا..ليييييه...
كانا يحاولان تهدئتها و لكن دون جدوى ليسرع عبدالعزيز و يأتي بتلك الحقنة المهدئة و يغرزها بقوة في عضدها ليستكن جسدها و يهدأ عن انفعالاته...


************************


سويسرا...
رنغنبيرق...
فندق ميلان...

ممسكة بستارة تلك النافذة...تتأمل في المارة...لكم هي متعبة و مرهقة...تود لو تمكث هنا في هذا المكان و لا ترجع للبنان...تذكرت كيف غصبت سياف على رأيها في النهاية و أنها تحتاج لهذا الكورس..كورس تدريب في السياحة...صراحة هذه المهنة في البداية قد كانت مهنة تمثيلية فقط و لكن في النهاية وجدت انها ترتاح فيها..و أنها ستستمر فيها...
كم ألحت على ذلك السياف لكي يدعها تسافر لوحدها لهذه البلاد...و أقنعته أنه سيكون معها سيدتان و رجل واحد من الشركة...تأملت أثاث الغرفة...الفندق جميل و قد نزلت على حساب الشركة...و ربما هي حقاً في حاجة للراحة بعيداً عن ذلك السياف...!!

تذكر عندما أخبرها أنه سيسافر عودة للمملكة و ذلك لكي يزور أهله...لا تعلم و لكنها أحست بالضيق وقتها أنه لم يقل لها أن تذهب معه لتقابل أهله..و مما يعني أنه لم يخبرهم بزواجه منها...و مما يعني أنه ليس راضياً بزواجه منها...!!...كانت ستصارحه بأفكارها و لكنها أجلتها لأجل غير معروف حتى لا ينتهي النقاش بحرب و تكون هي الخاسرة برفضه لسفرها...
سحبت نفساً و هي تحس بنوع من الضيق و كأنما هنالك شئ سئ سيحدث و لا تعلم ما هو...استغفرت و استعاذت بالله...


*********************


في اليوم التالي...
المملكة...
إحدى المنازل...


...\يمة سارة قومي شوفي ولدك من يومه وهو يصارخ يبي يرضع...
قالت لها تلك التي كانت تسرح في شعر تلك الصغيرة الجالسة على حجرها...\يمة و الله رضعته قبل شوي...مادري ليه يبكي...
قالت لها تلك الممسكة بسبحة في يدها...\ما عليه يمة..قومي شوفيه و جيبيلي سما أنا اللي بسرحها...
قامت سارة من مكانها لتتناول ذلك الصغير من ذلك المقعد و تجلسه في حجرها لترضعه...و هي تقول لوالدتها...\يمة؟!
جاءها الرد من تلك التي تسرح لحفيدتها...\أي يمة!!
...\وش هالجفا اللي عند ولدك...ليس ما يسأل كنه ما عنده خوات و لا أم؟!
تألمت تلك المرأة من تلك السيرة التي تبعث الألم لصدرها...و كيف لها ألا تتألم و هي تتذكره كل ليلة وهو لا يبدي أدنى اهتمام بأن يتصل بهم...أستطاع أن ينسى تلك البطن التي احتوته لتسع شهور...أم تلك الروح التي تعبت و سهرت لكي ينمو و يكبر...لماذا يجحدها لهذه الدرجة...قطع عليها تفكيرها صوت ابنتها...\يمة..وش فيك وين سرحتي؟!
أم سياف \مافيني شي يمة...بس لا تجيبيلي طاريه...

و من ذكر السيرة تفاجأ الإثنان لصوت الخادمة و هي تقف عند باب الصالة لتقول..\ماما هذا باب سياف جا...!!
انتفضت كل منهما..فكل منهما تحمل له ما تحمل من الغيظ و الجرح...همت سارة لتحمل رضيعها بين يديها لتقول لأمها...\يمة أنا بروح مافيني أشوفه...
و بينما هي تهم بالخروج إذا بذلك الآخر يدخل ليزاحمهم المكان بوجوده الطاغي...و قبل أن تخرج أمسكها من يدها ليقول لها...\ما تبين تقابليني؟!
لم ترد عليه لتفلت يدها و تهم بالخروج هي و رضيعها و ابنتها الصغيرة...و تترك له المكان هو و من اشتاقت روحه لها...و بشدة!!...يعلم أن مافي صدرها الآن هو الغضب..و جم الغضب...و يعلم أنها مجروحة منه و بشدة...كيف وهو لا يسأل عنهم و كأنهم غير موجودين...وكأنهم ليس لهم سند بعد وفاة والده...و هو السند الضعيف لهم!!..
اقترب منها ليحاول تقبيل جبهتها و لكنها أزاحت وجهها عنه..لتتأكد له أفكاره...أخرج تنهيدة من صدره ليجلس في الكرسي المقابل لها...
سياف \يمة!!
لم يجد رداً...
سياف \يمة...جاوبيني؟!!

لم يجد منها أي رد...بل أزاحت وجهها للجهة الأخرى وهي لا تريد أن تريه حجم الألم الذي قد أقربه لصدرها...قام من مكانه ليجلس على الأرض أمامها و يمسك يديها بين يديه...ولكنها سرعان ما أبعدت يديها من يديه...قال لها وهو يحاول التقاط نظرها...
سياف \ليش كل هالزعل !!
نظرت له و قد امتلأت نظرتها بالدموع...\تتزوج دون ما تعلمنا يا سياف...هذه آخرتها؟!!...ولدي الوحيد و سندي و عزوتي في الدنيا بعد أبوك... أدري انك تزوجت من كمال...يا حسافة تربيتي لك...
أمسك يدها ليقبلها بين يديه...\يمة و الله ماهو بيدي...و لي ظروفي....
أم سياف \اللي هيا؟!!
سكت مدة لأنه بالطبع لا يستطيع أن يشاركها تلك الظروف...\تدرين اني ما رح قول شي...بس والله ماقدر على زعلك...
أم سياف \وش مشكلتك..وش فيك...ناقص يد و لا عقل عشانك تتزوج سكيتي كذا؟!!...
رجع ليجلس في ذلك الكرسي القريب منها و يقول بنبرة جادة...\يمة سبق و قلتلك..ظروف و ماقدر و لا رح أقدر أقولها..بس أبيك تقدرين ظروفي...و أنا و الله ثم والله ماقدر على زعلك...قام من مكانه ليقبل جبهتها و يمسك كفها بين يديه ليطبع عليه قبلة كانت كفيلة أن تداوي جراحها...قالت له بهدوء...\ليش ماجبتها معك؟!

سياف \نفس الظروف...بس و الله أوعدك ..متى ما جتني فرصة رح أجيبها لك تحب على راسك...ثم نظر للباب ليقول..\وينها هديل؟
أم سياف \في مدرستها يمة...
سياف \ووش فيها سارة؟!
أم سياف \مافيها شي يامك...بس استأذنت من رجالها انها بتقعد معاي كم يوم...و هي شايلة على قلبها منك..تدري وش كثر هي تحبك...قوم راضيها ياولدي..



أما في تلك الغرفة...

وضعت ذلك الصغير على السرير بعد أن تأكدت من نومه...و تأملت سما التي قد نامت على السرير هي أيضاً بعد أن سرحت لها شعرها...وضعت يدها على صدرها وهي تحاول استيعاب ذلك الألم الذي يغشى صدرها...و بشدة!!...من زوج سكير و يعذبها فوق الإحتمال...من أخ ليس بأخ..بل هو قطعة أثاث زائدة في حياتها...لا تحس أبداً بوجوده...و حتى و إن كانت لها الرغبة في الإحتماء في صدره من ذلك الزوج الظالم..لم و لن تستطع...
قطع تفكيرها صوت طرق على الباب..علمت علم اليقين من يكون خلف الباب..تمنت لو تستطيع أن تقول له لا...لا تدخل..و لكنها حقاً لا تستطيع...حاولت الإلتهاء بتلك الملابس الموضوعة على السرير و تمثيل تطبيقها و تنظيمها لتقول بصوت متحشرج...\ادخل...
دخل ليتقدم ببطء و يجلس قربها في السرير وهو يتأمل سما و حمد النائمان على السرير...صمت قد حل بالمكان لمدة ظن أنها كدهر كامل...بعدها كسر صمته وهو يقول..\أدري انك شايلة كثيير فصدرك...
فكرت بداخلها..
(تدري؟!!...بس تدري؟!!..أكيد مانت داري باللي جواتي..شايلة إي و ربي شايلة حمل الأرض لك فصدري يا سياف..حمل يهد جبال...و ماني قادرة أصفي قلبي عليك...)
قالت بنبرة استهزائية...\شايلة!!...و ليه أشيل عليك و انت أخوي و عزوتي فهالدنيا....
علم علم اليقين بنبرتها الإستهزائية و التي لم تخف عليه...طعنته تلك النبرة حد الألم...غرست ألماً لا حدود له في صدره..قال لها...\سارة...ليه مانك فبيت زوجك؟!
كانت تريد صفعه على سؤاله القاتل لروحها...يأتي بعد غياب وهو لا يسأل عنها و بكل برود الدنيا يقول لها (ليه مانك فبيت زوجك)...قالت في داخلها...(لأسباب كثيرة ماقدر أحصيها لك يا أخوي)
اعتدل في جلسته ليقول...\سارة...زوجك مهما أخطى و مما هو سئ فإنتي تقدرين تغيرينه و تخلينه يتصلح..و مالك غير بيت زوجك...و أما عن زعلك منى فموضوع زواجي...فإنتي تدرين أخوك زين...يحصله كل شي في الدنيا و ما يقوله لحد...أنا زواجي ما كان إلا لأسباب مهمة و مهمة جدا...و ماقدر أقولها...
قام من مكانه واقترب منها ليطبع تلك القبلة على جبهتها...\ما تزعلين منى...تدرين غلاك فقلبي!!!
و تركها وسط تلك المشاعر المبعثرة لروحها...تركها وحيدة آلامها...تركها تتخبط بين شعور الشوق وبين شعور التأنيب و بين الكثير من المشاعر التي تحكم لقبض على صدرها....


***********************

القصر...
مجلس الرجال...

أرجع ظهره ليتكله على ذلك الكرسي...و قال بصيغة ممازحة...\يعني ما تبي تضيفنا يالأخ؟!
قال له ذلك الآخر وهو يشير بإصبعه...\بالله و انت وجه ضيافة انت؟!
رد عليه ذاك بنصف ابتسامة \ يعني تبي تذلني عشاني فبيتك..ياخي و الله العظيم أنا اللي ما عندي كرامة و ذوق يومك هذه المرة الألف بعد المئة اللي تبهذلني فيها...
ضربه خالد بخفة على كتفه ليقول...\و الله ما عاش و لا كان اللي يبهذلك يا خوي..الحين أجيب لك أحسن شي...و تحرك ليقف على قدميه و لكن استوقفه محمود ليمسك يده بقوة و يقول...\ياخي اجلس أنا أمزح معك..من متى انت تصدق مزحي؟!!!

أزاح خالد يده و قال...\دقيقة ياخ و أجيك...تحرك تاركاً المجلس لمحمود وهو ينتظره...أرجع جسده ليتكله للمرة الثانية على ظهر المقعد و رفع رأسه ليتأمل السقف و تلك النقوش البيضاء الفخمة التي تزين أركانه...خرجت آهة صغيرة من صدره و لكن قاطعها دخول مفاجئ..إلتفت إلى مصدر الصوت ليجد تلك الفتاة الصغيرة التي تقف عند باب المجلس و تمسك تلك اللعبة بين يديها...تأملها لوهلة و على وجهها علامات إبتسام...استغرب!!!...لمن تنتمي هذه الطفلة...؟!!

كان سيهم بالوقوف ليتوجه ناحيتها و لكنه تجمد عن الحركة عندما قاطعه دخول تلك...


\ملللللللللك...و الله العظيييم شليتيني يا بنت الناس و أنا أتبعك فكل زاوية عشان تسرحين شعرك المعفوس هذا..و بع....و لكن تبعثرت الكلمات عند شفاها..تبعثرت هناك و ذهبت مع الرياح...تجمدت عن الحركة...لم تقو على فعل شئ...و عندما استوعبت موقفها...سحبت ملك بكل قوتها و ابتعدت عن المكان بأقصى سرعة...


ياااااااااه!!!


حقل أليم من الذكريات تدافع لمخيلته...يا سبحانك يالله!!!...أبهذه السرعة مرت السنين؟!...أبهذه السرعة؟!!..أهذه الطفلة التي تحمل وجهاً كالقمر المضئ في ليلة ظلماء هي طفلتها؟!...

هذه صبا؟!!...

نعم..إنها صبا؟!...

حب قد تولد لها في ذلك القلب و لكن حكم عليه بالإعدام...لكم توسدت هذا القلب!!...لكم بعثت فيه..الدهشة...اللوعة...اللهفة..القشعريرة..و كل ما ينضم تحت مسمى الوله...و الوله الذي ليس له حدود...يا سبحانك يا رب السماوات...نفس الموقف...نفس اللحظة و نفس كل شئ...
بل...
نفس الصبا...!!!
هي كما كانت قبل أكثر من عشر سنين...ذلك الوجه المضئ...و ذلك الشعر بلون العسل المنساب على كتفيها...عيناها...مع أنه لم تتحح له رؤيتها جيداً..و لكن يتذكرها...
و كيف لا يتذكرها...؟!!
و هي من حاول جاهداً أن يجمع القوى لكي يطلبها من خالد..و عندما أتته الجرأة و الشجاعة الكافية لفعل ذلك...كانت آلامه من كلمات خالد...
(بعزمك من الحين الأسبوع الجاي ملكة صبا أختي...و انت لازم تكون حاضر...و ما تتحجج لي بمشغولياتك)
يتذكر!!....نعم يتذكر!!...يتذكر احساسه في تلك اللحظة تجاه ذلك الفهد من اختطفها منه!!...يتذكر كيف وقفت تلك الغصة عند حلقه و لم يستطع التنفس وقتها...يتذكر تحول ملامحه الذي قد كان بادياً كالشمس لخالد الذي سارع ليسأله...

(محمووود..وش فيك يالأخ؟!!)

يتذكر تلك الليلة أنه حاول جاهداً ألا يذهب...و أن يجلس قابعاً في غرفته...ليلة ملكتها...و لكن فضوله قد ساقه بالغصب ليرى ذلك الفهد..ذلك الفهد الذي قد اغتصب منه حب حياته و رغبته العارمة...ذلك الفهد الذي قد حظى بجوهرته...يتذكر جيداً أنه قد (عاف) كل النساء بعدها...و رغم الحاح والدته عليه بأنه لابد أن تزوجه إلا و أنه قد كان رافضاً و بقوة...

لا يعلم ما الذي حدث و جعله يرتبط بعدها بتلك الطفلة...(روح!!)...نعم هي طفلة!!...ربما لأنه يعلم بأنه لايحتاج لفعل الكثير لكي يسعدها..فهي طفلة تتعلق بأبسط الأشياء...شفافة..و لن يحتاج لوقت لدراستها...و ربما الأغلب لأنها تعتبر بالنسبة له مسألة شهامة...فكيف و والدها يعرضها عليه...كيف يرفض منه ..كيف يحرجه...؟!!!
مسح على صدره بيده لعل ذلك الإحساس الذي قد غشاه يزول...يا سبحان الله!!!...أصبحت تلك الصبا لديها طفلة و بهذا العمر!!...قدر الله...نعم فهو لم يعرض عليها الزواج بعد وفاة زوجها و ذلك لعلمه برفضها التام لفكرة الزواج بعده..و أنها قد رفضت كل من تقدم لها بعده...و اعتزلت هذه السيرة...و ربما لم يقم بخطوة لأنها قد كانت بعيدة...في تلك البلاد...و ظن أن المسافة ستنسي...و حقاً بعد المسافة أدى واجبه من جهة مسح القليل من ذكراها من ذاكرته...

و لكن!!!
ربما بالقلب قليل من رفات الروح...!!

قطع عليه ذلك الحبل من الأفكار صوت خالد...\هييييي....انت!!!
انتفض محمود ليعتدل في جلسته و يقول...\بسم الله وش فيك صنيت لي أذوني!!!
قال خالد...\لي ساعة أناديك و انت و لا كنك هنا؟!...وش فيك؟!
أخرج تنهيدة قوية من صدره ليقول وهو يرجع ليتكل بجسده على المقعد..\ما فيني إلا الخير...!!!..بس قولي...و لكن قطع جملته صوت هاتفه الذي يرن...تأمل الإسم الذي يتوسط الشاشة...رد..
محمود \هلا عمي...شنو؟!...أنا الحين جاي!!!
نظر له خالد بتعجب ليقول وهو يراه يقوم..\وش فيك..وين رايح؟!
محمود \بقول لك بعدين...


**************************


يتأمل ملامحها التي تنضح طفولة...تصرخ براءة...طفلته!!...صغيرته!!..ولو كبرت ألف سنة فستظل في نظره تلك الطفلة التي تبكي و تصرخ لأتفه الأسباب!!...لكم كان خائفا من حدوث ذلك..توقع حدوثه يوما ما و لكن ليس بهذا القرب...ليس وهو غير مستعد لشئ يقوله لها...ليس مستعداً للكلمات التي سيواجه بها عتابها...كيف سيواجهها..كيف سيواجه دلاله لها بعد هذه الحقيقة التي قد علمتها...يعلم حقاً ما سيدور في خلدها من تفكير...ستفكر بأنه قد استرخصها و هي الثمينة في نظره و لا يمكن أن يسترخصها و لو بأغلى كنوز الكون...ستفكر بانه خدعها وهو لم يفعل ذلك إلا لمصلحتها...ستفكر بأنه جرح إعاقتها وهو الذي يجرح ألف مرة عندما يري عجزها...ستفكر أنه قتل أنوثتها وهو الأنثى الوحيدة في حياته...سخرها لها و لها وحدها هي ابنته...كيف له أن يحتمل غضبها عليه...؟!
يعلم علم اليقين أن القادم سيكون صعباً وهو الأدرى بعناد طفلته...لن تسامحه بسهولة أبداً...هذا و إن سامحته...مسح بيده ملامح وجهها البريئة وهو يدعو الله أن يحفظها له...خائف أن تنتكس حالتها بعد هذه الحقيقة التي علمتها...خائف أن تعود لذلك الإكتئاب الذي قد حارب جاهداً لتخرج منه...و كيف إن عادت بعد كل هذا الجهاد...
استغفر الله للمرة الألف وهو يدعو من كل قلبه راجياً الله أن يهون القادم عليه....


****************************


القصر...
غرفة صبا...

تأملت تلك الصغيرة و هي تبكي بقوة...اقتربت منها و هي تحتضنها لتعاتب تلك الواقفة...\صبا حرام عليكي بكيتيها للبنت؟!
قالت صبا و قد وصلت حدها من الإحتمال من هاتين الطفلتين...\خليها تستاهل..بسبتها ظهرت قدامه للدكتور محمود صديقه لخالد بشكلي هذا...
وضعت نورة يدها على فمها لتوقف ضحكاتها...لتقول لها صبا..\اي اضحكي زين و الدنيا دوارة يوم بيجيك...
نورة \ههههه...و الله نفسي أتخيل شكلك و انتي وجهك مثل الطماطم...
صبا \طماطم و بس و انتي الصادقة...و الله حسيت اني مثل المراهقات بهالمواقف و كنت رح ابكي...وش اسوي خلو فيني عقل هالمخابيل الثنتين..!!!..
نورة \وهو وش سوى لما شافك؟!
صبا \لا بالله كان المفروض يسوي شي و لا يقولي تفضلي يا هانم جلسي معانا في المجلس...و الله ما تدرين قلبي وقف و خفت خالد يلقطني و أنا راجعة من المجلس و يبلشني...و العجب لو كان يسار و الله كنت الحين أكون فسيارة الإسعاف...
قالت نورة و هي تحاول تجاهل ذلك الإسم الوحيد الذي بعث لروحها قشعريرة غريبة لمجرد ذكره...\الحين رضيها لبنتك و الله عيونها صاروا حمر من كثر البكي...
نادتها صبا لتأتي ملك و تقف عند قدميها و هي تمسح عينيها بزعل طفولي بحت...قبلتها عند خدها بحنان و قال لها...\حبيبتي ثاني مرة لا تخليني أجري وراكي فكل مكان في القصر...خلاص...
قالت ملك و قد تسللت لملامحها ابتسامة طفولية صغيرة و هي تقترب أكثر لتطبع قبلة على خد والدتها و تقول..\آسفة ماما ما رح اعيدها...
ابتسمت لها نورة و قالت..\و ماما نورة ما لها بوسة بعد؟!
اقتربت منها ملك لتطبع قبلة على خدها وتبتسم بعفوية..
قالت لها صبا و هي تقرصها في خدها بخفة...\الحين لو كنتي نمتي و ريحتيني مثل أختك مو كان أحسن من هالسواة اللي سويتيها فيني...الحين كيف بيكون وجهي قدام الرجال؟!!


...\وش رجال؟!!!


تجمدت كل من صبا و نورة لدخول ذلك الذي قد ملأ المكان بكيانه و هيبته التي تطغى في كل زمان و مكان...ابتسمت له صبا و كانت ستتحدث لولا تلك الصغيرة التي قد تقدمت لتقف أمامه و تقول كرد فعل طفولي و عفوي منها...\هذا كان فيه رجال برا و ماما شافها..و أنا جيت...لتسكتها صبا واضعة يدها على فمها بقوة و تقول في ابتسامة مرتبكة ليسار...\ههههه...ملك حبيبتي وش قاعدة تخبصين؟!
قال يسار باستغراب..\وش فيك عالبنت كتمتي نفسها..خليها تتكلم...
صبا \لا هي كانت بتقول انه رجال شفناه في التلفزيون...و كان يرقص...
يسار\انتو وش فيكم..مانتو عاجبيني...
قالت نورة ....\ما فينا إلا الخير...
تقدم يسار ليقول...\صبا..أبيك فكلمتين...على انفراد..
اغتاظت نورة و بشدة من طريقته و أسلوبه الفظ في الحديث...فلو احتفظ بالكلمة الأخيرة لنفسه لفهمت هي منذ البداية أنه يود التحدث مع صبا على انفراد...اقتربت من ملك و قالت لها...\حبيبتي ملك تعالي أشربك الحليب عشان تنامين...و خرجتا هي و ملك من الغرفة لتتحدث صبا بسرعة...\يسار شنو هالأسلوب اللي تتكلم فيه؟!!
يسار ببرود...\أسلوب شنو؟!

صبا \يعني كان لازم تحرجها؟!!

لم يعر لما قالته أي انتباه و تقدم ليجلس على الكرسي و يقول لها...\أكيد تدرين السالفة اللي أبيك فيها....
تنهدت بقوة و هي تعلم علم اليقين ما يريدها فيه...فهي قد حفظت هذا السيناريو عن ظهر قلب...

((أبيك فكلمتين))
((تأمرني؟!!))
((جاك خطاب...!!))
((سالفة منتهية و مابيه...عفت سيرة الزواج!!!))

قالت بضيق..\قول اللي عندك؟!

رجع ليتكل ظهره في الكرسي و يكتف كفيه ببعضهما و يقول...\صبا..تدرين انه ما يصير قعدتك فبلد الغربة بروحك...و كن ما عندك أهل و عزوة..انتي أرملة و ان قدرتي تربين ملك و شهد من قبل فما بتقدرين في المستقبل..و بيكبروا و بيصيرون بنات فتاوي...كيف بتجلسون هناك ثلاث حريم بروحكم...و الله هذا ما يرضي ربي..و انتي تدرين اني مابي أغصبك على شي..بس هالخطاب رجال و نعم الرجال..ما يصير تضيعينه من يدك...
قالت له بنبرة جادة...\يسار...سكتت مدة لتردف...\من متى و أنا بروحي مع بناتي ..خلاص تعودت على حياة الإستقلال...و ما بيصير لنا شي...اللي ربك كاتبه لي هنا بيصير لي ولو بينكم...و بعيدها للمرة الألف..أنا عفت هالسيييرة...
اقترب منها ليمسك كفيها الصغيرين بين يديه و يقول..\تراني حاولت أغير صيغة الطلب لعل و عسى تغيرين رايك هالمرة ..بس الظاهر كذا مافي شي بيتغير...سكت مدة ثم أردف بنبرة قلما يتحدث بها...قلما تصدر عنه وهو ابن الراضي!!!...قلما تصدر من ذلك اليسار الذي تتمثل الحماقة فيه...أمسك يديها بحنو و قال...\و الله أنا ماني قاعد ألح عليك إلا لأني أبي مصلحتك...و ان ماحتجتي رجال فهالزمن بتحتاجيه لقدام...و انتي لازم تنسيه لفهد..فهد ربك تولاه برحمته...خلاص.عيشي لك و لبناتك وش ذنبهم انهم يعيشون من دون أب...
قالت و هب تشيح وجهها عنه...\انت و خالد و عبدالرحمن بتصيرون لهم أباء...وش يبون أكثر من كذا...ولا تضايقت من وجودي و تبي تفتك مني؟!!
ابتعد قليلا ليقول..\أفاااااا...هذا كلام تقولينه و الله أزعل منك و انتي تدرين زعلي...اقترب أكثر ليضمها بين يديه و يقول..\أنتي لو ما لقيت أحطك انتي و شياطينك الثنتين ذولا جوا صدري...

ضحكت بخفة على ممازحته لها و قالت...\خلاص عاد..لا تجيب هالسيرة مرة ثانية..و الله ماقدر يا يسار..و بعدين أنا أخرت سفرتي و بتصير بعد شهر تقريباً...و بكمل هالدكتوراة اللي ما تبي تخلص و برجع و أقعد بينكم...بإذن ربي...
قام من مكانه وهو يقول..\أمري لربي..ربي يهديك...
و قام من مكانه متوجهاً ليترك لها المكان و لكنها استوقفته...\يسار!!
التفت عليها ليقول..\ها؟!
ابتسمت ابتسامة لطالما كان يعشقها...ابتسامة تحسسه بتلك العلاقة الدافئة التي تربطهما...تحسسه بأنه نعم الظهر و نعم السند لهذه الأرملة...قالت هي بهدوء..\أدري إنك بيدك تغصبني..و لو كنت تبي كنت عادي غصبتني و ألزمتني على هالشي..بس انت ما تبي تسوي كذا عشان غلاتي عندك..و ما تبي تكسر خاطر أرملة...
ابتسم لها وقال ممازحاً...و لطالما كان هذا هو أسلوبه الدائم من الفرار في المواقف المزدحمة بالمشاعر المتأججة و التي ليس لقلبه القاسي قدرة على التعبير فيها...\يختي خاطرك ماهوب مهم هالزود..فلا تغترين..و بعدين لو كنت أبي كان كفين حلوين كذا يسنعوك..
صبا \و الله وصار لك لسان يا ولد عبدالرحمن و أنا عمتك...انت نسيت اني عمتك..والله حتى أنا نسيتني كذا..
اقترب منها ليطبع تلك القبلة على جبهتها و يقول...\على راسي من فوق يا حضرت العمة...و توجه نحو الخارج لتستوقفه للمرة الثانية...\يسار!!!
يسار \أووهو علينا الظاهر اليوم مانيب طالع من هالمكان...
صبا\خلاص سؤال واحد بس..
يسار\خلصيني يا حضرت المحقق...
اقتربت منه لتحاول التقاط بؤبؤا عينيه لأنها تعلم جيداً أنه لن يخبرها الحقيقة..و قالت...\فيك شي..في شي شاغل بالك؟!
وضع يده على كتفها ليطمئنها..\مافيه إلا الخير...
صبا\من يومك كذاب...بس وش أسوي لك و هاذي صارت صفة من صفاتك..عمرك ما تقول اللي جواتك...
يسار \ربي يسامحك...و الحين أعتقتينا يا حضرت و لا لأ؟!!
ابتسمت له..\خلاص كذا اعتقنا سبيلكم...


***************************


\رووح حبيبتي..و الله ماهوب زين لك تظلين بدون أكل بهالطريقة...أرجوك..كلي لك شي...
أبعدت الصحن بألم و هي تبعد نظرها للجهة الأخرى...\مابي..قلت لك مابي...
الدادة \طيب بطلي هالبكا اللي من صباح ربي ما وقفتيه...
و بهذه السهولة تطلب منها أن توقف البكاء...و مَن مِن البشر يهوى البكاء..و لكنه شئ نضطر له للتقليل ولو عن القليل مما نحس به من قهر..قهر و ظلم الدنيا لروحنا...
لكم هي مؤلمة هذه الحقيقة التي اكتشفتها...لماذا اكتشفتها..تفضل ألف مرة لو ظلت على عماها...على جهلها..على برائتها..على استغفالها...على أي شئ آخر سوى أن تكتشف ألماً مبرحاً كهذا..الآن كيف لروحها الضعيفة أن تحتمل هكذا ألم...

أبوها!!!...

و كما تناديه أحياناً ممازحة...(أبو العز!!)

لماذا؟!!..لماذا يفعل بها كل ذلك؟!...لماذا يستغفلها بهذه الطريقة المريرة؟!..فلتظل وحيدة ألف مرة على أن يطلب والدها من احد الزواج...و هي..هي الضعيفة البريئة بأفكارها كانت تظن أنه قد تزوجها لذاتها لكونها هي..روح!!!...تظن لبلاهتها الشديدة أنه ربما يحمل لها ولو القليل مما يقبع في قلبها له...لماذا؟!!..أأحلام كهذه تكون محرمة عليها هي..من أجل اعاقتها؟!...من أجل إعاقة لم تكن لها يد فيها و إنما كانت قدر محتوم من رب العالمين...فلماذا يحملونها جرحاً أكبر من ذلك...
والدها...كيف له أن يبيعها بهذه الطريقة؟!..أأحس بالضيق منها و من إعاقتها لذلك أراد التخلص منها؟!...أستخسر عليها تقدم شخص ما من أجل إعاقتها...أهذه الإعاقة تمنع أي شخص من التقدم لها كبقية البشر..و هي لا تحمل بداخلها إلا قلباً ينبض كبيقة البشر...
جرحها و بقوة!!...نعم جرح طفولتها..جرح ابتسامتها...جرح براءتها ...عفويتها و كل شئ..كل شئ قد جرح!!!
و ذلك الآخر...من سمحت له بالوغول داخل أعماق أعماق قلبها...كيف له أن يخونها بهذه الطريقة...كيف له أن يقدم على فعلة كهذه؟!..نعم هي لم تحس بأي مشاعر منه تجاهها..و لكنها قد تأكدت اليوم أنه لم و لن يكن له أي نوع من المشاعر...سوى...

الشفقة..!!!
و محض الشفقة المطلقة...!!!

التي تكرهها..بل تمقتها حد الجنون...فهي يمكن أن تستوعب أي شئ..أي شئ..سوى أن يحس أحد تجاهها بالشفقة!!...قاطعتها الدادة لتقول...\روووح يا قلبي!!...ما صار شي ليه تسوين فنفسك كذا؟!
نظرت لها روح مدة من الزمن و قد جفت دموعها من على وجنتيها...قالت و بضعف شديد...\دكتور نفسي و شايف قدامه مريضة نفسية...و معاقة..و ما لها أحد فهالدنيا غير أبوها...اللي قلل من قيمتها و عرض عليه يتزوجها..ليه يرفض..وش اللي يخليه يرفض؟!!..أكيد بيوافق...ما يقدر يكسف هالرجال...و احتمال يكسب أجر فيها...وش مشكلته...يحن عليها و يعطف عليها و يتزوجها...أكيد..أكيد بيسوي كذا...أسكتتها الدادة لتضع يدها على فمها و تقول..\روح حبيبتي خلاص..والله خلاص اللي تسوينه فروحك...لا تقولين كذا...محمود حبك..ولو ما حبك مافي شي يغصبه يتزوجك...
صرخت بكل قوتها لتقول...\داااادة لا تكذبييييين...وش اللي يحده على حب وحدة معاااااااقة...ما تقدر تمشي...تجري..تركض..تقفز...تسوي مثل ما خلق الله يسوون...وش اللي يحده على حبها..وش اللي يحده...
ضمتها الدادة بقوة لصدرها لتقول...\كافي و الله كافي اللي تسوينه بروحك...خلاص حبيبتي...شششش..ششش...مافي شي يستاهل...




لطيفة...

قَدِمَ شاب إلى شيخ وسأله : أنا شاب صغير ورغباتي كثيرة ..
ولا أستطيع منع نفسي من ...النظر إلى الفتيات
في السوق ، فماذا أفعل؟

فأعطاه الشيخ كوباً من الحليب ممتلئاً حتى حافته وأوصاه


أن يوصله إلى وجهة معينة يمرّ من خلالها بالسوق دون أن
ينسكب من الكوب أي شيء!

واستدعى واحداً من طلابه ليرافقه في الطريق ويضربه أمام
كل الناس إذا انسكب الحليب!!

وبالفعل ..أوصل الشاب الحليب للوجهة المطلوبة دون أن
ينسكب منه شيء ..

ولما سأله الشيخ: كم مشهداً وكم فتاة رأيت في الطريق؟
فأجاب الشاب :شيخي لم أرَ أي شيء حولي ..

كنت خائفاً فقط من الضرب
والخزي أما الناس إذا انسكب مني الحليب!

فقال الشيخ: وكذلك هو الحال مع المؤمن ..
المؤمن يخاف من الله ومن خزي يوم القيامة إذا ارتكب معصية ..


هؤلاء المؤمنين يحمون أنفسهم من المعاصي
فهم دائموا التركيز على "يَــــوم الــقِيـــامة" !





***********************

كان ذلك القابع خلف الباب يستمع لكلماتها التي كانت كالحمم النارية تقذف على صدره...لكم كانت كلماتها مؤلمة على روحه...طفلته...صغيرته...يود لو يدخل و يضمها بين تلك الأضلع و لكن يعلم أنها ستنهار و يخاف أن تصيبها نوبة أخرى...فقد فعلتها المرة الأولى التي رأته فيها و هي تصرخ...

(لييييه رخصتنييي كذا..لييييه...ليييه..عشاني معاااقة...عشاني معاااقة!!!)

ألم يعتصر صدره و بقوة...يود لو يدخل و يصرخ في وجهها و يحتضنها غصباً عن روحها المدللة...عن عنادها..و غصباً عن كل شئ...اتته تلك العاملة من الخلف لتقول..\بابا عزيز هذا فيه دكتور مهمود تهت...
عبالعزيز\ضيفيه لين أنزله...


وقف مدة يتأمل باب غرفتها...غير قادر على تركها بتلك الحالة وهو يسمع صوت شهقاتها...سحب نفسه الضعيفة بقوة لينزل الدرج و يدخل تلك الصالة ليجد محمود جالساً في إحدى الكراسي التي تتوسط الصالة و يقلب مفاتيح سيارته بين يديه...و الذي عندما رآه وقف احتراماً له و اقترب ليقبل جبهته و لكن عبدالعزيز أوقفه بسرعة ليقول له..\اجلس يا ولدي...

جلس كل منهما ليبدأ محمود الحديث...\كيفها حالها الحين؟!
عبالعزيز بألم شديد...
...\يوجع!!
تنهد محمود وهو يعلم علم اليقين أن ما تمر به روح لن ينتهي في ليلة و ضحاها بل ربما يستمر لمدة طويلة و لكن لابد لهم من احتواء الموضوع...قال بصيغة عملية توضح جيداً أنه يعلم هذه الأمور و بفهم...\المهم انت أبداً ما تلاقيها هاليومين...خليها كم يوم لين تهدا و بتبدا هي بروحها تلاحظ عدم وجودك و اللي رغم انها بتكون ما تبيك موجود الا انها تبي تحس بوجودك بنفس الوقت...تناقض الحاجة و الإضطرار لعدم الحاجة فنفس الوقت...
سكت مدة ليخرج تلك التنهيدة و يقول...\في حين انك لو غصبتها الحين على تواجدك رح تهيج و تصرخ و احتمال تجيها الحالة مرة ثانية و هذا اللي نحن ما نبيه...
انتبه محمود لوجه عبدالعزيز الذي قد أثقلته الهموم و ملامحه المتعبة حد الألم...و هو يضع وجهه بين يديه الإثنين و يقول..\و الله ماني عارف وش اسوي لها...
وضع محمود يده على حجر عبدالعزيز و قال..\ان شاء الله تتحل بس يبيلها شوية وقت...عشانها مدللة حبتين فالموضوع ما بينحل بهالسهولة...
نظر له عبدالعزيز بألم و قال...\كانت تصارخ و تقول تبي تطلق منك...!!

طعنة غريبة قد غزت صدره من هذه الجملة...و لكنه احتواها ببروده الشديد ليقول..\مثل ما قلت لك يبيلها وقت و بتنحل...و أنا معاكم...


***************************


القصر...

تأملت نورة التي كانت تمازح ملك و تدغدغها في كل مكان في جسدها لتسقط ملك أرضاً من شدة الضحك...اقتربت منهما صبا و قالت لها...\طلع الموضوع المعتاد...جاي..و لكن قاطعتها نورة بإبتسامة..\صبا..ماله لازمة تقوليلي وش الموضوع اللي كان يسار يبيك فيه...
اقتربت منها صبا لتقول...\نورة..حلفتك لا تشيلي فقلبك منه..هذا هو يسار كذا..أسلوبه ناشف و ما عنده ذوق بالمرة...
نورة \ماني زعلانة..تعلم أنها تكذب على صبا أولاً و على نفسها ثانياً...قالت لها صبا..\يا ستي قالي انو جاني خطاب و أنا رفضت..
نورة \فيه مشكلة؟!
صبا \لا بس أنا عفت هالسيرة يا نورة..
نورة \صبا يا قلبي..حنا بشر و مصيرنا ننسى..خلق الإنسان عشان ينسى ..لازم تمضين فحياتك...
سرحت صبا بفكرها و لم تجب نورة على جملتها..لتسرح بعيدا ..بعيداً جداً عند ذاك الذي قد ترك روحها وحيدة هزيلة تعارك ألم فراقه...



لمحة من الماضي....

جالساً على سريرهما يتأملها و هي تخرج من ذلك الحمام و هي تلف تلك الفوطة حول خصرها بإحكام...تأمل شعرها المنسدل و تلك القطرات القليلة تتساقط منه لتنشئ خطاً على الأرض يتتبع تحركاتها...لم يستطع كبت رغبته و قام من مكانه ليحاوط خصرها بيديه و يهمس لها...\مشتاق لك...!!
صبا \مشتاق لي و أنا معاك..؟!
فهد \انتي متى كنتي معاي يا صبا؟!!..اقترب منها أكثر ليطبع قبلة على خدها علمت ما هو هدفه القادم و هي كانت متعبة و مرهقة و ليست لها أية طاقة..ابتعدت عنه و هي تحك رقبتها بضيق...\فهد..و الله حدي تعبانة و بناتك ما خلوني أرتاح من صباح ربي...

هو تنهد ثم ابتعد عنها ليقول بضيق شديد..\خلاص صبا و ربي كافي...هاذي ماهي عيشة...يعني وش نهاية هالحياة..من يوم ما جبتي البنات و انتي كنك متزوجتهم هم و أنا مالي شي فحياتك...كل ما قرب منك تقوليلي فهد أنا تعبانة..
فهد حيلي مهدود..
فهد البنات بيصحون..
فهد الأكل عالنار..
وش يسوي فهد يعني؟!!..و كل شوية أقول بصبر شويتين مصيرها تتذكر إن لها لطخة عايش معاها و له احتياجاته و بتفضى لي...بس و لا كنى هنا...حرام عليكي يا شيخة..و عشان أريحك مانيب نايم فالغرفة اليوم..و بنام لين ظهري يتكسر في الصالة....

رمى كلماته عليها و توجه نحو الخارج في ضيق شديد ليترك لها الغرفة...هي وقفت مدة و عيناها قد امتلأت بالدموع...لا تستطيع أن تصرخ بوجهه ككل مرة أو أن تقول أي شئ...لأنها تعلم في قرارة نفسها أنها هي المخطئة و الخطأ يتلبسها من رأسها لأخمص قدميها...خرجت للصالة و هي حافية لتجده ينفض تلك الوسادة بقوة ليضعها بغضب على الصوفا...تعلم جيداً أنه غاضب بشدة منها..و خائفة من ردة فعله...

اقتربت أكثر لتقول بضعف...\فهد...
و لكن لا رد...!!
\فهد...
أيضاً لا رد...
علمت أنه قد وجد الحجة ليتدلل عليها قليلاً...ألا يحق له و هي التي دائماً ما تتدلل عليه؟!...
و لكن لا..لا يحق له!!!
سحبت منه الغطاء بقوة ليقول لها بغضب..\صباااا...عطيني الغطا...
بنبرة طفولية..\لا..مارح عطيه لك..
فهد \صباااا..وش فيكي صرتي بعمر بناتك.!!!
بنبرة عتاب سحرت لب قلبه..\يعني يرضيك تنام برا الغرفة و تتركني بروحي...
فهد \لأ ما يرضيني...بجيب لك بناتك اللي مبلشتني فيهم ينامون معاك!!
كشرت ملامحها بطريقة طفولية تسكر روحه...\فهددد..و ربي حرام عليك اللي تسويه فيني...
فهد \بالله؟!!...و انتي ما حرام عليكي اللي تسويه فيني؟!..ابتسم قليلاً ليقول..\و يكون فعلمك ان لقيتيني شفت لي شوفة ثانية لا تزعلين...
ضربته بقوة بالغطاء لتقول...\شنووو؟!!
فهد \أنذرتك يا هانم...
بنبرة طفولية..\و الله أقتلها و أقتلك معاها...!!!
ابتسم بشدة على جنونها...\مجنونة و تسويها!!..كل هذا غيرة؟!!
قالت و هي تتراجع في كلامها..\لا غيرة و لا شي..بس حرقة فيك و فاللي ما تتسمى...
ابتعد عنها ليجلس على الصوفا وقفت مدة و تبدلت ملامحها و كأن شيئاً قد راود أفكارها...قال لها باستغراب..\وش فيك؟!
اقتربت لتجلس قربه و تقول..\فهد بسألك سؤال و اوعدني تقول الصراحة...
فهد \اسألي...
صبا \الأول اوعدني؟!!
فهد \يا ربي من حركات البذران هذي..ها قولي...
صبا \لو فرضاً ...فرضاً يعني قول مت قبلك..بتتزوج بعدي...
صرخ فيها بغضب عميق ليقول..\يومي قبل يومك..وش هالكلام الماسخ اللي تقولينه..
صبا \فهد ترجييتك تجاوبنيييي..بليييز؟
فهد \مانيب مجاوب هالمساخة!!
صبا \بليييز..


ابتسم ليقول..\أكيد بتزوج...و تعتقدين بقعد كذا أتحسر عليكي..
امتلأت عيناها بالدموع ليحتضنها بقوة و يقول..\خلاص عاد أنا امزح معك..و ربي ما بكون لغيرك لين ما ربي يتولاني برحمته..
صبا \بعيد عن الشر..
فهد \و انتي؟!
صبا \أنا وشو؟!
فهد \انتي بتتزوجين بعدي؟!
صبا\ربي لا يحكم كذا و يطول لي بعمرك..سكتتمدة ثم ابتسمت لتقول ممازحة...\بس إي بتزوج..و لا تبيني أظل أرملة و معاي بنتين كمان!!
قال لها..\و الله لقوم من قبري و اقتلك و أقتله معاك..و قال ليردف بابتسامة..\و بقتل روحي بعدكم...
صبا \هههه...ربي يخليك لي..و ما يحرمني منك...
فكرت في داخلها....(لو كنت أدري إنه المزح بيقلب جد و ربي ما كنت مزحت...م كنت نطقت بولا حرف...
ليش ما جيت يا فهد...ليش ما قمت من قبرك و جيت عشان تقتل هاللي يتقدمون لي..و ربي بموت بعدك يا فهد..مالي حياة بعدك...أنا من غيرك جسد من دون روح!!)
استلها من حبل ذكرياتها المرير...صوت نورة و هي تقول..\صبا؟!!...يا بنتي وش فيك؟!!


************************************


في نفس القصر و لكن في زاوية أخرى...

أغلق هاتفه لينظر لتلك الجالسة قربه و يقول..\يمة...ذا خالد يسلم عليك؟
أزاحت وجهها للجهة الأخرى في رفض و قالت...\الله يسلمه...
لم تخف نبرة الجدة عن عبدالرحمن..و الذي يعلم جيداً أن الجدة مازالت غاضبة علي خالد من زواجه لمرضية...قال بهدوئه و حكمته المعتادة...\لسى القلب ما صفى عليه؟!
تفاجأت الجدة أن ابنها قد لاحظ هذا التغير البادي على ملامحها لتقول و هي تسبح...\و ما بيصفى...!!
اقترب منها عبدالرحمن أكثر ليقول...\يا أم عبدالرحمن!!...هذا خالد!!...خالد اللي عمره ما يغلط فحق انسان...و عمره ما أغضبك...
قالت و هي تكشر ملامحها...\بس في النهاية جا و أغضبني غضباً كايد...و فضل زوجته على...
عبدالرحمن \يا أم عبدالرحمن...الحكاية مافيها فضل أو غيره...هذا كان أسلم حل...سكت مدة وهو ينظر لها و لم يرى أي ردة فعل منها...أردف...\تدرين انه ظاهر فيه الضيق...و عمره ماجاب لي سيرة بس أنا حسيت فيه...قبل شوي كان في القصر و قلتله تعال معاي سلم على الوالدة..قال لي بتكون نايمة خلينا ما نضايقها...عرفت انه يتهرب من انه يقابلك...
قالت له بغضب...\عبدالرحمن!!!...مابي كلام فهالسيرة...
عبدالرحمن...\انتي تدرين غلاك عند خالد و أكيد أهو متضايق من تعاملك له...سكت مدة ثم أردف بهدوئه المعتاد...\يمة..الحين خالد بيجيه ولد من دم هالمرضية اللي انتي مابيتها و بيصير حفيدك و ما بتقدرين ترفضينه..و البنت المسكينة وش ذنبها فكذا...يمة..ارضي بهالشي لأنه صار و خليه يشوف فرحتك بكون حيجيه طفل بعد كل هالسنين اللي كان يتمنى فيها هالشي...


******************************


منزل يسار...
الساعة الحادية عشر ليلاً...

كالعادة أصرت الجدة أن تبيت صبا و البنات معها..و لترجع نورة مع يسار...
و في تلك الغرفة...


تطبع تلك الفرشاة السميكة و المشربة باللون الأحمر على تلك الورقة البيضاء و تمررها ببطء لتشكل تلك الخطوط المختلفة و المتناسقة مع بعضها البعض و التي تنتهي بلوحة فنية تعبر عن ما بداخلها من أحاسيس...كانت مندمجة بكل حواسها مع ما تفعله...فهي حين تبدأ الرسم تنسى كل آلامها..كل ما حولها من مطبات و فقط...فقط تكون الألوان هي المتحدثة عنها...


لم تنتبه أبداً لذلك الواقف عند باب الغرفة و يتأمل حركاتها...حركة يدها الناعمة و الصغيرة بصغر ملامح وجهها...يتأمل مسكتها للفرشاة و عندما تمررها برقة متناهية على تلك الورقة لتطبع ذلك اللون الذي يتشربها...يتأمل حركتها و هي ترجع تلك الخصلة المتمردة لتضمها لبقية اخوتها خلف أذنها...يتأملها و هي تمسك تلك الفرشاة و تضعها بين شفتيها لتمسك فرشاة أخرى أصغر حجماً بيدها و تمررها على تلك الورقة...يتأمل كل شئ فيها..لا يعلم متى أصبح يتأمل كل شئ بهذه الطريقة وهو المعروف بقلة صبره...و لكن يحس بأنه يمكن أن يصبر و يتأملها إلى مالانهاية...
هي كانت منشغلة بكامل حواسها مع تلك اللوحة التي تخطها و لكن تفاجأت عندما التفتت لتجد ذلك الجسد الضخم يسد فتحة الباب...شهقت..و كما هي عادتها دائماً عندما يفاجئها بحضوره...اقترب كم خطوة للأمام و هي تحس بأن أنفاسها تسحب منها مع كل خطوة هو يقتربها للأمام...وقف وهو يكتف كفيه خلف ظهره و يتأمل تلك اللوحة...

قال بنبرته الرجولية التي لطالما يهتز لها خافقها...\وش هذي الشخابيط؟!
توقعت أن تسمع منه جملة كهذه و اغتاظت جدا..لتقول بغضب انثوي...\هذي اشيا ما تفهمها؟!
يسار \فهميني يالمثقفة انتي...
تأملت اللوحة لتسرح في ما قد رسمته..هي نفسها لا تعلم ما رسمته...لوحة عبارة عن خليط من اللونين الأبيض و الأسود..خط أبيض طويل من بداية اللوحة لنهايتها و يقاطعه ذلك الخط الأسود القوي ليشتته في كل مكان لتتناثر تلك النقط الحمراء في زوايا اللوحة...
عندما تأملت اللوحة علمت معنى ما رسمته..فالخط الأسود قد كان هذا الصنديد الواقف قربها..نعم انه هو يأتي ليشتت كل خلايا فكرها و يقلب حياتها رأساً على عقب...فهي ما عادت تعلم أولها من آخرها و لا مافي قلبها لهذا القابع قربها...ماذا يريدها أن تفهمه؟!!...

أتفهمه أن كل لوحاتها قد أصبحت كمخطوطات تعبر عن مشاعرها الملتبسة له!!!
أتفهمه أنه أصبح جزئا لا يتجزأ من كل شئ في حياتها و حتى هوايتها المفضلة!!
أتفهمه أنه أصبح يقتحم عالمها الذي تختلي فيه مع نفسها و يتربع زواياه!!

...\وش فيك سكتي؟!

نورة \مهما حاولت أشرح لك ما رح تفهم..هذي اشيا ما بيفهموها اللي مثلك!!...
اقترب ونصف ابتسامة مستهزئة على شفتيه..حتى بانت تلك الغمازة الوحيدة عند خده...\بالله؟!!
و تحرك ليجوب كل أنحاء الغرفة و هو يتأمل لوحاتها..كم تمقت تلك النظرات التي في عينيه و كأنه يستهزئ بها...تحرك حتى اقترب من لوحة كانت مغطاة بقطعة قماش و كان سيرفع عنها القطعة لولا تلك التي قاطعته لتقف أمامه تماماً و تمنعه من رؤية مابها...استغرب و بشدة...\وش فيك؟!
قالت بتردد و هي ترتجف..\مافيني شي..بس ماحب حد يعكر على مزاجي و أنا أرسم...
يسار فهم على الفور أنها لا تريده أن يرى هذه اللوحة بالذات...اقترب منها حتى بعث الرجفة لكل أطرافها و قال وهو يرفع حاجباً...\وش فيها الرسمة ما تبيني أشوفه؟!
قالت بتلعثم و هي تبلع غصة وقفت لها عن حلقها..\ما فيها شي..بس ما تخصك...
اقترب أكثر وهو يبتسم...\بالله..حاول ازاحتها عن طريقه حتى يرى اللوحة ليقول..\أبي أشوف وش في اللوحة!!!

لم تدعه يقترب ولكن و هي تحاول منعه ضربت طرف الفرشاة بعينه دون أن تقصد...\آآآه...
اقتربت منه في لهفة و هي تقول..\يسار وش فيك؟!
وضع يده على عينه و قال بنبرة غاضبة...\وش تشوفين يا هانم...كنتي بتطبظي لي عيوني...مو أكثر من كذا..!!
اقتربت أكثر وهي تقول بنبرة أنثوية بحتة...\و ربي آسفة..و بلهفة لم تستطع ايقافها هي نفسها..اقتربت منه جدا و قالت..\خليني أشوفها...
ابتعد وهو يقول..\مافيها شي..
قالت و هي تمسك يده بجرأة و تزيحها..\و الله آسفة..خليني أشوفها...تأملت عينه المحمرة جدا و اقتربت و هي تقف على أطراف أصابعها لتحاول أن توازيه في الطول و هي القصيرة بالنسبة له...نفثت ذلك الكم من الهواء برقة متناهية في عينه...وكأن نسيماً من عبير روحها قد نفث في عينه وهو يحس بانتفاضة روحه مع هذا الهواء..
اعتدلت في وقفتها و قالت بنبرة طفولية بحتة...\كذا صارت كويسة؟!

لم يستطع أن يقول كلمة وهو يتأملها...الموقف ككل و بأكمله بعث لأقصى الزوايا المظلمة في روحه نوع غريب من الرعشة التي قد توزعت لكل أطرافه...
تأمل...

نبرتها...

صوتها...

روحها..

شكلها..

و كل شئ لتبعثر بأكملها الغبار عن تلك الزاوية المظلمة من رجولته و توقظها...وهو الذي كان يحكم على ذلك الجزء بالنوم المؤبد...لم يستوعب ما يحدث و لكن كأنها بعثت نوع من المخدر لكل شرايينه..و فجأة...

دفن وجهه بين حنايا عنقها بقوة..هي لم تستوعب ما حدث...

انتفضت!!

و بشدة...!!

حاولت أن تبعده عنها و هي تقول..\يسار!!...بعد!!
و لكن كأنه لم يسمعها...و كأنه مخدر تماماً عن فهم كلماتها الراجية لرجولته المشتعلة...دفعته بقوة و هي تقول برجفة..\يسااااار..قلت لك ما تقرب مني؟!!
ابتعد عنها خطوة وهو يستوعب ما حدث...توقف لوهلة هي توقعت موتها بعد هذه الوهلة..توقعت أن تأتيها صفعة على خدها و أخرى على خدها الآخر...ابتعدت و هي تحكم لف يديها على صدرها في صورة دفاعية و تحاول أن تمنع شهقاتها من الخروج...تفاجأت بشدة عندما تحرك مبتعداً عنها ليتوجه خارجاً من الغرفة و بينما هو يخرج دفع تلك اللوحة التي مازالت رطبة بيده لتعلن سقوطها على الأرض و ينتفض كل جسد نورة لدوي صوت ارتطامها بالأرض...
شهقت..و شهقت بشدة و هي تنتحب على حالها و تنتحب على أنوثة مبتورة ..

تنتحب على حب على حافة الهاوية...

تنتحب على جرح يسكب عليه ماء مالح ليوجعها للمرة الألف....!!


**********************


في تلك الشقة...

أخذت نفسا عميقا...و آخر أعمق..و آخر أعمق منهما...
شدت على القميص الذي في يدها أكثر..و استنشقت كل ذرات العطر التي تتخلل خيوطة...أرادت الغوص فيه بوجهها أكثر...اخذته ووضعته مع الملابس المتسخة..
تناولت البنطال لترميه أيضا..و لكن أحست بأن هنالك شئ ثقيل...ادخلت يدها داخل جيوبه...ووجدت محفظته...وضعتها على السرير و ذهبت لوضع البنطال مع بقية الملابس لغسلها...اخذت المحفظة...فتحت الدرج العلوي الذي بقرب السرير..ووضعت المحفظة...أغلقته...و تحركت..توقفت فجأة...ورجعت أدراجها...فتحت الدرج مرة أخرى....أخذت المحفظة...ممسكة بها مدة مترددة أن تفتحها أم لا...عضت على شفتيها...و...أنا زوجته و لى الحق أن أفتحها!

بطاقات..كثيرة لا تعلم ما هي...نقود...من كميتها يبدو أنها كثيرة...بالنسبة لها فقط!!...و لكن...لفت انتباهها تلك الورقة الصغيرة المطبقة و التي تتوسط بقية البطاقات...توقفت مدة تتأملها..فتحتها ببطء لتتأمل تلك الثلاث كلمات التي تتوسطها...مكتوبة بقلم حبر...

(ثااانكس على الهدية...أمووت فيك...)

ومعها ذلك الأثر الصغير للون أحمر شفاة مطبوع كقبلة على الورقة...
إنها سماح..أكيد هي من سماح...و من غيرها يمكن أن يتمسك بورقة كهذه منها؟!!...
يحتفظ بورقة منها في محفظته؟!!...لماذا يفعل كل ذلك لها؟!..و لها هي فقط؟!..
أكل هذه الأفعال حصرية لها؟!و ليس لغيرها؟!
لا...لغيرها...ينهر..يتأمر..يصرخ...ي...سكتت مدة...ااه كم أنت محظوووظة!!...و غيرك منحوووس...
لماذا يا رب؟!!...قلبى له..و له وحده...و قلبه...لها...لها وحدها...
خرجت دمعة مغصوبة من عينها...عضت على شفتيها من شدة الألم الذي يعتصر قلبها...
يا رب...أخرجه من قلبي..لا أريده..لا أريد...قطع تفكيرها صوته الغاضب...

\مرضيييييية !!!....هي لم تحس به لأنها تركت باب الغرفة مفتوح..

من شدة ارتجافها..احست و كأن قلبها قد خرج من بين أضلعها...و لم تستطع التوازن...اوقعت ما بيدها من مال...و...الورقة..و تجمدت...
نظر بغضب للمال المرمي على الأرض...و اقترب أكثر...امسك يدها اليمنى بشدة و اردف و الغضب يتطاير من عينيه
\وش اللي قاعدة تسوينه؟!!...تسرقييينييي؟!!!


لا..لا..لم تقلها...!!!!

أرجوك قل أنك لم تقلها...يكفي ما تسببه لي من آلام...أتتلذذ بتعذيبي؟!...تغرس سيفا بين أحشائي..و تخرجه...لتغرسه مرة أخرى!
لا فالسيف أهون مما قد اتهمها به...من ذلك المفهوم الدنئ الذي قد شكله لها...
لم تقو على الرد...احمرت عينيها و امتلئت بالدموع...و هي تنظر له برجاء أن يعلن لها أنه كان يمزح معها...و لم يكن يقصد...و لكنه خيب امالها مغرسا سيفة بقوة اكثر...\انطقيييييي...ليشششش تسرقييي؟!!!....اسكته ألم طبع بقوة على خده...وضع يده مكان الألم..وسكت لمدة...لم يستطع الحركة...من الصدمة...لم يستوعب ما حدث...الي أن وجدها قد غادرت الغرفة...بسرعة...
هو لحقها..و لكن كانت قد أغلقت باب الغرفة الأخرى عليها...أغلقت الباب بكل قوتها و أحكمت قفله بالمفتاح...أعطت ظهرها للباب و لم تقو على الوقوف فسقطت بكل قوتها على الباب...كانت عضلات صدرها تصعد و تهبط بسرعة...وهي تسمع ضربه القوي للباب و صوته الغاضب...التزمت السكوت..و فقط..السكوت..لن ترد عليه بكلمة...احتملته...احتملت كل ما كان منه من قبل...على أمل أن يتغير و يعتبرها زوجة...و ليست...خادمة...و لكن لو اطلق عليها اسم الخادمة كان ذلك أبرد على قلبها...و لكن سارقة!!!

فلا... لن ترضاها نفسها...


نعم أحببتك لكنني فعلا خادمة...و سأظل خادمة....!!


هو..يئس من الضرب على الباب..سحب نفسا عميقا...تنهد..واستغفر..ثم اتجه نحو الباب تاركا لها المنزل بأكمله...كان بإمكانه كسر الباب..و لكن لم يرد ذلك..لا يعلم لماذا...لماذا تسرع بالحكم عليها؟!...ربما لم يكن قصدها سرقته..ردة فعلها تدل على صدمتها من ذلك التفكير الشنيع الذي راوده...لم فعل ذلك بها...لقد احتملته قبل ذلك في كثير من المواقف..و لكن هذه...هذه قد غرست في أعماق صدرها...و بسكين ميتة!!!!....لن تمحوها له أبدا...
ركب السيارة...جلس مدة...دون أن يتحرك...ثم أخذ يضرب في مقود السيارة برأسه بقوة...

نعم أحببتك...

نعم ضعيفة...

نعم دمعتي تقف على أطراف جفني...

نعم ضعيفة القوى و لست بقوتك...

و لكن...لا...

الا كرامتى....فليس لي غيرها!!

**************************************


منزل يسار...

تأملت شكلها...مازالت جالسة على الأرضية منذ ساعة تقريباً...تنتحب على حالها...حمدت الله أن صبا و بناتها اليوم عند الجدة و إلا كانوا سيلاحظون ما حدث...تأملت اللوحة التي قد تلطخت ألوانها الرطبة مع الأرضية...لكم آلمها وهي تتذكر عينيه المشتعلتان كالحيوان بلا تفكير...انقضاضه عليها كالفريسة..هذه أول مرة ترى فيها يسار بهذه الصورة...استغفرت و هي تحمد الله أنها كانت ستكون مكان هذه اللوحة لولا ستر الله...
قامت من مكانها و هي تمسح دموعها بيديها...اقتربت من تلك اللوحة المغطاة بذلك الغطاء..تلك اللوحة التي قد منعته من رؤيتها...سحبت ذلك الغطاء منها لتتأمل تلك الخطوط التي تلون اللوحة...
تأملت تلك الملامح القوية التي قد أخافتها حتى آخر عرق في جسدها...ذلك الحاجبان الكثيفان و المقرونان ببعضهما...نزلت بنظرها لعينيه..عينيه اللتان قد نحرت عندهما روحها...نزلت بنظرها لذلك الأنف الشامخ و الذي قد ذابت عنده كل نفوس النساء...و أخيرا و ليس آخراً استلت روحها..و اعترت الرجفة كل أطرافها عند فمه الذي يحيط به ذلك العارض المشعر بصورة منسقة...

ملامح...تخيفها حد الموت...!!!
و في نفس الوقت...تذيب روحها حد الثمالة...!!
فكيف يكون هذا التناقض!!

مجرد لوحة...!!!

لوحة خطتها يدها لقاتلها...!!
لمعذبها..!!
تبعث لروحها الهزيلة كل هذه الأحاسيس...!!!
فيا رب ألهمها الصبر..و مدها بالقوة...!!
لا تعلم ماذا كان سيحدث لها لو أنه رأى تلك اللوحة...رأى أنها قد رسمت لملامحه التي ترعبها لوحة...خطت لكبريائه خطوطاً على صفحتها البيضاء..تحمد الله ألف مرة أنه لم يراها...كيف كان سيكون شكلها أمامه...و كيف كانت ستبرر له فعلتها؟!!

بأنها تحبه حد الثمالة...!!!


***********************


في اليوم الثاني...
الساعة السابعة صباحاً...

مقر المخابرات...


...\بس أنا أبيه في شغلة؟!
...\أجلها...
...\و ليه أأجلها؟!
...\انت انخبلت فراسك؟!!...مانك شايفه كيف معصب و أخلاقه فخشمه كنه بيقتل قتيل اليوم...تبي تكون هالقتيل...و بعدين كل اللي كانوا في المكان تركوه له لانه معروف لما يعصب...من صباح الرحمن قالوا قاعد هنا..ما ندري وش فيه...
تأمله ذلك الرجل الآخر وهو يطلق تلك النيران من مسدسه على ذلك الهدف...ثم قال بنبرة منخفضة..\إي و ربي...زين اني سمعت كلامك...شوفه كيف بيضرب الطلق و أحس كنه بيطلع من الهدف و بيدخل لين يقتلنا..هذا لو لمست طرف يده بيقتلني..
...\هذا هو يسار الراضي...لو عصب...يصير شي ثاني بعيد عن الإنسانية فأحسن ان الواحد يبعد عنه أقل شي ميل كامل...شوف كيف عروقه باينة..
كان هذا الحديث متبادلاً بين اثنين من الذين يعملون مع يسار في المخابرات...
أما في الطرف الثاني...
لا يرى شيئاَ أمامه...و لا يسمع شيئاً..و لا يحس بشئ..

سوى...
الغضب...

و كل الغضب...!!

غضب يحرق كل خلايا عقله حتى آخر خلية!!...يحس برأسه سينفجر من شدة الغضب اللامتناهي...كيف لروحه الضعيفة أن تحتمل هكذا غضب؟!!...هكذا بركان تتأجج حممه في صدره؟!...
وعد نفسه أنه لن يقترب من تلك الأنثى القابعة معه تحت سقف واحد...وهو حين يعد يوفي...فلماذا لم يوف بوعده...لماذا لم يتحكم في روحه...في رجولته...لماذا؟!!..أتستطيع أنثى أن تقلب كيانه بهذا الشكل المرير...تغضبه هذه الحقيقة المرة و بشدة...حد الألم...فهو يكره بل يمقت أن تتحكم في مشاعره أنثى..فكيف و إن تحكمت في تصرفاته...فكيف و إن خدرته لبضع ثوان ليستيقظ و يجد نفسه يفعل شيئاً لا يريده...
و بعد ذلك!!...تدفعه بعيداً عنها..و كأنها تتقرف من قربه..و كأنها تمقت قرب أنفاسه من أنفاسها..يتذكر صورتها و هي تضم يديها على صدرها كأنها تحمى نفسها منه..هو الحيوان...شكلها جرح رجولته..و بعمق!!
لماذا كانت هذه اللهفة التي كانت منها لبضع ثوان!!...لماذا هذا الخوف الذي كان باديا منها؟!!...لماذا يحس بأنها تريده و لا تريده...

تهتم به و لا تهتم به...!!
تحبه...و تكرهه!!
لماذا هذه المشاعر المتناقضة!!!
يقسم أنها ستصيبه بالجنون الكامل...!!

يقسم أنه لو جلس ثانية أخرى لكانت الآن في عداد الموتى...لا يعلم ماذا كان سيفعل لها و لكن هو نفسه لا يحتمل غضبه..فكيف بتلك الأنثى؟!!...هذه هي طريقته الوحيدة للتنفيس عن غضبه..بأن يأتي لهذا المكان و يضغط على ذلك الزناد أكثر من مرة و يسمع دوى تلك الطلقات المندفعة من سلاحه...لا يعلم و لكن هذه الطريقة الوحيدة التي تقلل من حجم غضبه ولو قليلاً...
تذكر عندما أتى لهذا المكان الذي يتدرب فيه غيره من الضباط...تذكر عندما حضر خرج كل من كان في المكان ليتركوا له المكان وحده..ربما لأن كل من في المخابرات معه قد علموا بحجم غضبه و أنه إن أتى لهذا المكان فإنه سيطلق الرصاص في كل زاوية من المكان و ربما ينتهي بجثة نتيجة غضبه...!!!
أوقف طلق النيران ليتأمل كم قميصه المتسخ بتلك الألوان....ألوان لوحتها...و كأنها تذكره بتلك اللحظات...
أغمض عينيه بقوة ليرفع يده و يبدأ بضغط الزناد بقوة لتندفع منه تلك الطلقات...!!!


**********************


بعد أن سمعت صوتها الباكي في الهاتف ضغطت عليها مراراً لكي تبوح عما بقلبها و أن تقول لها ما الذي يبكيها و لكنها رفضت رفضاً باتاً...تعلم جيداً أنها مجروحة من ذلك الخالد...و أنه قد فعل لها شيئاً...

قبل ساعة...

قربت سماعة الهاتف لأذنها و هي تقول...\مرضية...وش فيك؟!..
مرضية \م..ما فيني شي..
صبا \و ربي فيكي شي..و باين من نبرة صوتك...


في الوقت الحالي...

أحاطت كفها بين يديها و قالت...\مرضية..يا قلبي قوليلي وش فيك؟؟؟...سكتت مدة لتردف...\أكيد انه هالمخبول خالد سوى لك شي و انتي ما تبي تحكين...
مرضية \خالد مو مقصر معاي فشي...و ما سوى لي شي...
صبا \و الله هالخرابيط ما تدخل راسي و ماني رايحة من هنا قبل لا تقوليلي وش سوا لك؟!
مسحت دمعتها بضيق قد وصل بها عنان السماء...و روحها توشك أن تخرج من فاهها...قالت بضيق...
مرضية \تعبت!!...و ربي تعبت!!...و اللي خلقني و خلقك تعبت!!!
ضمتها لصدرها و هي تقول...\يا ربي يا مرضية!!...شكلك مستحملة كثير!!..
لم تقل شيئاً و لم تخرج من فاهها كلمة سوى تلك الشهقات المتتاعبة التي كانت تحاول جاهدة كتمها...
أزاحتها صبا فجأة من صدرها لتمسح دموعها و تقول لها...\مرضية!!...اسمعيني زين؟!!...و ربي مافي شي يستاهل منك تسوين فنفسك كذا؟!!...و ربي...سكتت مدة لتردف...\أقول لك شي؟! بيخليك ترتاحين؟!
انتبهت معها مرضية وهي تهز رأسها بضعف...
ابتسمت لها صبا ابتسامة غريبة لتقول...\اسمعي اللي بقولوا لك زين...و كل كلمة بقولها لك....


************************


في ذلك المشغل...

كانت تبرد حدود أظافرها...ربما تحاول التخلص من ذلك الغضب في تلك الأظافر...تبرد إصبعاً ثم تنفخ فيه القليل من الهواء بين شفتيها ليتناثر ذلك الجزء المبرود و المتحول لذرات و يختلط بذرات الهواء المحيطة...فجأة قطع جلستها التجميلية صوت طرق على باب المكتب...
...\هلا مدام...
رجعت لتستقر بظهرها في ذلك الكرسي و تضع المبرد على مكتبها...\ها...شنو فيه؟!
...\لقيت لك معلومات احتمال تكون وايد مهمة بالنسبة لك...
سماح \هاتي اللي عندك...
اعطتها الفتاة الملف الذي بيدها لتتناوله سماح بيدها و تتأمل الأوراق التي تتوسطه...\شنو هذا؟!
...\هذا يا مدام...بعد ما أمرتيني اني أتابع هذيك البنت ياللي اسمها مرضية..لاحظت كم مرة انها تطلع فموعد محدد و تروح للمشفى...فرحت على المشفى و من حسن الحظ عندي صديقتي ممرضة هناك و طلبت منها تعطيني معلومات عنها مع انه ممنوع منعاً باتاً ان الواحد يطلع معلومات مثل كذا...قطعتها سماح لتقول بضيق..

...\ها....خلصييينيي...و نهاية هاللف و الدوران...

...\صديقتي عطتني هالملف اللي صورته لي و لما قريته ما فهمت منه و لا شي و لما سألتها قالت لي يا ستي انها عندها مرض اسمه ارتفاع ضغط الدم الحملي...
يبدو أن سماح قد انتبهت معها بكل حواسها لأهمية ما تقوله...\شنو قلتي؟!
...\مثل ما قلت لك مدام..قالتلي عندها هالشي اللي ما عرف وش اسمه وتقول انه مرض بيهدد صحتها و صحة الجنين و انه احتمال 90 % انها لو حافظت على الحمل تموت هي و يموت الجنين أثناء ولادتها...و خاصة لو كانت الحامل ضعيفة و مالها قوة...
تبدلت ملامح سماح لتمسك الملف بين يديها و تقول و هي تقلب صفحاته..\انتي من جدك؟!...انتي متأكدة من اللي قاعدة تقولينه؟!!
...\ايه مدام و قدامك الملف ممكن تتأكدي...حتى أنا خفت انها تنقلي كلام غلط و قلت لها انها تتأكد و تأكدت...
رجعت سماح لترتخي على كرسيها و تبتسم ابتسامة انتصار لا حدود لها و قالت لتلك التي أمامها...\انتي عارفة وش سويتي فيني؟!!
قالت تلك و برعب شديد من ردة فعل سماح...\و الله ما سويت شي مدام...
سماح \يالخبلة..انتي اليوم لك مكافئة كبيرة مني انتي و صديقتك...على هالخبر اللي شرح صدري..و قامت من مكانها تفتح تلك الخزنة المجاورة لها وتخرج منها تلك الرزمة من النقود و تضعها لتلك التي قد أنفردت ملامحها حالما رأت تلك الكمية من النقود و التي لم تكن تحلم بها و لا في أبعد أحلامها...
سماح \هذا لك..و هذا لصديقتك و لك مني اللي ما عمرك حلمتي فيه لو جبتيلي أخبار تبشر مثل هذي...!!!


************************


إلى مذكراتي...

لا أعلم..و لكن أحس بأن هذه الجارة التي تدعى بمنى قد بعثها الله لي..ربما لتصبرني قليلاً...ارتحت لها و بشدة...اليوم كانت المرة الثالثة التي تزورني فيها...
و لكني خائفة لو علم ذلك الآخر...حتماً سيقتلني لا محالة!!...أتمنى لو كان بإمكاني إخبارها بما يفعله لي...بأفعاله المشينة لي..أن أخرج ما بصدري لها ولو القليل...فقط القليل!!...
خائفة جدا من القادم...و لدي احساس يعتريني بأن الله لم يرسل لي هذه الجارة هباءأ و إنما هنالك ما سيحدث معها..لا أعلم ماذا سيحدث..و لكن لأترقب..أدعو رب السماوات و الأرض أن يعينني...
يا لخوفي مما تحمله لي أيها المستقبل...يا لخوفي منك!!...
أعلم أنك ستحمل الكثير من الآلام...
و لكن أتمنى أن تحمل ولو القليل من الآمال!!..
القليل من الأمل أنه حتماً....

لغد طيات أخرى...

**********************

أتمنى من كل قلبي أن أجد تفاعلا مع الرواية...و أن أجد آراءكم الصريحة حول البارت...و ما تحرموني من مشاركاتكم اللي تسعدني....


ماذا سيحدث بين يسار و نورة؟!
ماذا ستفعل مرضية لخالد؟!
ماذا سيكون مصير علاقة روح بمحمود؟!
ماذا ستفعل سماح بخصوص حقيقة مرض مرضية؟!
ماذا سيحدث لناديا في القادم؟!
و هل ستصبح سارة شخصية لها دور في القادم؟!!

فقط لنترقب؟!!

آسفة و الله لما رجعت و قريت الأسئلة أنا نفسي عقلي ضرب و مخى ولع !!! هههه





الحب يُشفي كل جرح عاصفٍ
فالجذرُ يحمل أثقلَ الأغصانِ
أغصاننا كم قطِّعت وتكسّرت
لكنها عادت بزهرٍ ثاني
فأنا وأنت كبلبلين تآلفا
وتحالفا في السعد والأحزانِ
أنا بيتُ قلبك في الفصول جميعها
يا منزلي ووسادتي وأماني

***

فعلى يديَّ أعدتُ روحك طفلةً
وعلى يديك قد انتهى حرماني
أنا لم أصادف توأماً كقلوبنا
من حضرموت إلى رُبى لبنانِ



كريم العراقي



أدعولي ربي يستجيب دعواتي :)
و ربي يستجيب كل دعوات المؤمنين يا رب :)


 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 18-01-13, 11:48 PM   المشاركة رقم: 125
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165533
المشاركات: 19
الجنس أنثى
معدل التقييم: اتاويا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اتاويا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

يالله جميل البارت ،


خالد : اسمحيلي بس (........)) وحتى لو مرتك مافيها مشكله تمسك محفظته المخبول ذا .. مرضية انفجرت ف بارت اليوم يارب ماتكره الشيخ خالد

يسار ونورة : هالاثنين مدري مدري > خانها التعبير ~_~ بس كد ليه كذا حياتهم ومعيشتهم صعبببببةةة أفكارك جهنميةة هههه

روح : يا حبيبي مرة كسرت خاطري وإحساسي يقول انه محمود رح يفسخ الخطوبة ويأخذ صبا !!!! إحساس فقط

تسلم يدينك وأفكارك ، بانتظارك عزيزتي

 
 

 

عرض البوم صور اتاويا  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة رووح, ليلاس, معاقه, معي, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, الماضي, المستقبل, روايات رومنسيه اجتماعيه, روايات سعوديه, روايات و قصص, روايات طويله, روايتي ولغد طيات أخرى, روايه بالفصحى, روح, طيأت اخرى
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t181600.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ط§ظ„ط£ظˆظ„ظ‰ طµط­ ظپظ‚ظٹط±ط© ظ„ظƒظ† This thread Refback 25-08-14 07:35 PM
Untitled document This thread Refback 23-08-14 09:22 PM
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ظˆظ„ط؛ط¯ ط·ظٹط§طھ ط£ط®ط±ظ‰ ظ…ظ†طھط¯ظ‰ This thread Refback 09-08-14 01:57 PM


الساعة الآن 03:15 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية