لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-12-12, 07:32 PM   المشاركة رقم: 116
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اتاويا مشاهدة المشاركة
   ياربي يسلم هالييدين روح حبيبتي شكرًا لك ،

نبدأ بالأشخاص اللي استنكفوا مشاعرها فهالبارت الدسسسسم ،

صبا ؛ ذكريات مع فهد حبيبها وكل هاللمحات المذكورة تعذبنا ولكن مالقصد منها هل فهد شخصية تحت الثرى أم ماذا ؟! > بديت اشك ان له دور من جديد فالرواية ههههه

سماح وخالد ؛ قوله تعالى (( فإن خفتم الا تعدلوا فواحدة .. )) ي إنسان حرام عليك انت وهالزفت سماح ياعل ماكو سماح ليلة مرضيه

مرضية المصليه الحبيبة :سيعود لها وسيهيم بها ولكن م أتمناه منها ان تذيقه مر ماذاقت هالدب ههه ~ ع فكرك روح هالشخصية اعشقها حيل ربي يخلي، ي مبدعتنا

ناديه : حكايتها أليمة جداً ؛( تعذبت في حياتها والقسوة الي فيها ناتجة من مر ماذاقت وجاسر ان شاء الله هو اللي بيداويها


بانتظاااارك عزيزتي (( روح )) ء... ودي

حبيبتي أتاويا..
أشكرك كل الشكر على رايك الجمييل..و أنا سعييدة جدا ان البالرت أعجبك :)
و أما عن توقعاتك لفهد فبنشوف إذا هي صحيحة و لا لأ...
و مرضية لسة في الكثيير في انتظارها في القادم :)
فقط لنترقب :)

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 30-12-12, 08:02 PM   المشاركة رقم: 117
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224836
المشاركات: 14
الجنس أنثى
معدل التقييم: وردة حائرة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 22

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وردة حائرة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

السلام عليكم

بارت جميل كالعادة

مممم فهد وصبا
فى حاجة كده مش مريحانى فى قصتهم
خصوصا انه مات وهى لسة فىالغربة
هل هناك نار تحت الرماد؟؟

الثلاثى (مرضية وخالد وسماح)
لسة بدرى على ما مرضية تلبس ثوب الجامحة
بس قوية بصراحة تسمع مكالمة طولها 9 دقايق
وكمان تبتسم ؟!!!!!
سماح
عقربة ...انتى اللى حكمتى من البداية يبئى تسكتى وانتظرى ليلتك
مش تسرقى ليلة ضرتك
خالد
احترت فيك بصراحة
صحيح الحب أعمى

يسار ونورا
طلعت أوت
شكلك مش هتقدرى تعترفى فى الوقت الحالى
وربنا يستر
يسار
بدأت الغيرة تظهر من شبح وليد
وما خفى كان أعظم
لما يعرف بجاسر بئى هيولع الدنيا

تسلم الأيادى

وردة حائرة

 
 

 

عرض البوم صور وردة حائرة  
قديم 31-12-12, 07:04 PM   المشاركة رقم: 118
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 


السلام عليكم...
أتمنى أن تلتمسوا لي العذر و اني ما حقدر أنزل بارت اليوم و يمكن تاني أستمر أسبوع ماقدر أنزل,,,و ذلك لظروف خارجة عن إرادتي و إن والد أعز صديقاتي توفي اليوم...
أرجوكم ادعوا له بالرحمة و المغفرة...
و أتمنى تلتمسوا لي العذر و تسامحوني...
وأعدكم....ان شاء الله الأسبوع القادم بكون معاكم ...
و آسفة للمرة الثانية...

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 12-01-13, 09:35 PM   المشاركة رقم: 119
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 


بسم الله الرحمن الرحيم...


كنت قد قلت في الفصل السابق ان هذا الفصل سيشهد تغير مرضية..و لكني قد عدلت عن رأيي و سيتم تأخير هذا التغير لقليل من الوقت... 
صراحة اشتقت لكم جدا جدا...و ها انا أعود و كلي أمل أن تنال هذه الطية اعجابكم...


لا أحلل نقل الرواية دون اسمي...
**روووح**


الطية العشرون...
تدافع اللحظات...
تتدافع اللحظات خلف بعضها...
بعضها أليمة..و الأخرى سقيمة..
و البعض الآخر يحمل القليل من الأمل...
كلها تتدافع واحدة تلو الأخرى لتكون منظومة الحياة...



لو كنت أدري
أنه نوع من الإدمان .. ما أدمنته
.. لو كنت أدري أنه
باب كثير الريح ، ما فتحته
.. لو كنت أدري أنه
عود من الكبريت ، ما أشعلته
هذا الهوى . أعنف حب عشته
.. فليتني حين أتاني فاتحا
يديه لي .. رددته
.. وليتني من قبل أن يقتلني
.. قتلته
.. هذا الهوى الذي أراه في الليل
.. أراه .. في ثوبي
.. وفي عطري .. وفي أساوري
.. أراه .. مرسوما على وجه يدي
.. أراه .. منقوشا على مشاعري
.. لو أخبروني أنه
.. طفل كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته
.. وأنه سيكسر الزجاج في قلبي
.. لما تركته
نٍزار قبّاني...








منزل يسار...
دخل المنزل وهو مرهق من كل شئ...مرهق من تلك الأفكار و التساؤلات الكثيرة التي تنهش عقله...سمع أصواتاً قادمة من الصالة الداخلية...دخلها..كانت كل من ملك و شهد جالستان على الأرض و حولهما كمية من الألعاب و كل واحدة منهما ممسكة بلعبة في يدها و تحركانهما في اتجاهات مختلفة و تتحدثان كأن اللعبتان هما اللتان تتحدثان...انتقل بنظره لصبا التي كانت ممسكة بجهاز التحكم عن بعد للتلفاز و تقلب بين القنوات...توجه بنظره لجدته..حب حياته الأول و الأبدي!!...ممسكة بيتك العصاة الخشبية التي تزينها نقوش ..في يدها التي قد علم عليها الزمن بتلك التجاعيد...و أخيراً و ليس آخراً!!...توقف نظره عند تلك التي كانت جالسة قرب الجدة و يبدو أنها تتحدث معها...قطع عليه حبل أفكاره صوت الجدة...\هلا بروح قلبي...
اقترب منها ليطبع تلك القبلة المعتادة على جبهتها...و يقول..\هلا جدتي..كيفك؟!
الجدة \زينة يا ولدي و الحمد و الشكر لربي...كيفك إنت...من زمان و أنا أنتظرك..سألت زوجتك تقول ما تعرف...ليه ما تخبرها قبل لا تطلع؟!
تأمل نورة التي كانت تمثل عدم الإنتباه معهما و ذلك بالتحديق في شاشة التلفاز...\و من متى أنا أخبر أحد وين أطلع ووين أروح؟!!...علمت نورة علم اليقين أن كلامه موجه لها...قاطعته الجدة لتقول...\أسئلتك لا توجها لها كلامك قوله لي...
ابتسم على دهاء جدته و قال...\جدتي وش تبيني أقول..
ابتسمت بمكر لتقول..\متى بتجيبون لنا طفل صغير يسلي دنيتكم...؟!!
وخز قد طعن صدرها...أحست بإنقباض شديد في قفصها الصدري لتتجاهل الحديث و كأنما لم تسمعه...قامت من مكانها و ابتعدت لتجلس مع ملك و شهد لتقضي معهما الوقت...
هو...انتبه لها و لهروبها من السؤال..قال ببرود وهو يتكل جسده للخلف...\لما ربي يريد...
قالت له صبا...\ان شاء الله ربي يرزقكم بأمور صغير كذا عشان أزوجه لوحدة من بناتي..
قال لها ممازحاً...\يا شيخة اتقي الله!!!...بيكونون أكبر منه بكثير..وش بلوته عشان يتزوج بناتك؟!
صبا \تخسى..انت تلقي وحدة من بناتي!!...ثم أردفت و كأنما استدركت شيئا..\إلا بالحق يسار أبيك تحجز لي في الأسبوع الجاي على لندن...
استدركتها الجدة لتقول..\شنوو؟!
قالت...\يمة أنا لازم أرجع عشان الدكتوراة و ما يصير أقعد أكثر من كذا...
الجدة \لا و اللي خلق هالسموات ماني بتاركتك تروحين إلا بعد ما شبع منك..
صبا \يمة أنا لازم أرجع...نظرت ليسار لتقول...\يسار!!...قولها شي؟!
رمى بجسده على الأريكة و أرجع يديه وراء رأسه...\مالي دخل..
صبا \يسااار!!...
نظر لها بإستهبال..\قلتلك مالي دخل يا بنت الناس..وش دخلني فيكي انتي و أمك...
صبا \يمة أنا لازم أروح و ما بيرضون لأن...كانت هذه هي الكلمات الوحيدة التي قد سمعها يسار من صبا و البقية..فلا يعلم أين ذهبت!!!...فقد كان كل تركيزه مع تلك الجالسة مع ملك و شهد...تأملها و هي تبتسم لهما و تتبادل معهما الحديث..جلستها...مسكتها لإحدى اللعب و التي كانت عبارة عن سيارة صغيرة...تلك التعابير التي كانت تصبغ بها وجهها و هي تحرك السيارة الصغيرة يمنة و يسرة لتنفعل كل من شهد و ملك معها...تأمل يدها اليمنى و هي تقترب من وجهها لتتناول تلك الخصلة المتمردة من شعره و ترجعها لما وراء أذنها...و تأمل كل من ملك و شهد و هما تريانها ألعابهما و بإنفعال طفولي شديد...سرح بفكره لأسئلة لطالما قد كان يتجاهلها...لطالما كان يجعلها تقبع في ذلك الركن المظلم...
لماذا لا تريده ان يقترب منها؟!!...لماذا يرى في عينيها ذلك الرفض؟!...و من هذا الوليد و ماذا فعله لها؟!...أحس بنار تحرق صدره مع تذكر تلك السيرة؟!...لن يتركها و لا بد أن يعرف ما علاقتها بذلك الوليد!!...قاطع أفكاره صوت صبا...\يسااار...يساار!!
يسار \ها؟!
صبا \وين سرحت و أنا أتكلم من صباح ربي؟!
يسار \ها وش كنتي تقولين؟!
قالت الجدة و هي تستدركها...\تقول إنها بتجلس كمان زيادة عشان خاطري...ابتسمت صبا على كلام والدتها لتقول ليسار...\الظاهر إن جدتك ماهي ناوية تعتقني لوجه الله...
الجدة \و الله لو بيدي ما بتروحي لأي مكان...
مرت مدة من الزمن كانوا يتحدثون فيها...بعدها خرجت الجدة و أوصلها يسار للقصر...كانت صبا تريد المبيت معها و لكن الجدة أصرت عليها بأن تمكث مع يسار و نورة في المنزل...
*****************************
القصر...
الساعة العاشرة ليلاً...
بعد أن أوصل الجدة للقصر كان يعلم جيداً ان والده ليس بالقصر..و لكنه أخبرها أنه سيذهب للمكتب لعله يجده هناك...
دخل ذلك المكتب الذي كانت العتمة تغطي كل زواياه...يعلم في قرارة نفسه أن ما يفعله هو جريمة و لكنه قد حاول الحصول على معلومات بالأسلوب الصحيح و لم ينجح لذا سيتخذ كل الطرق ليحل ذلك الغموض الذي يلف هذا الموضوع...يحفظ المكتب عن ظهر قلب...دخل إلى أن وصل لتلك الطاولة و أنار تلك الأنارة الخافتة لتبين له حدود الجمادات التي تتوسط المكتب...تقدم حتى وصل إلى تلك الخزانة الصغيرة التي توجد في إحدى أركان المكتب...أزاحها ببطء ليبين له ذلك الباب الصغير الموجود خلفها...(خزنة والده)...يحس بالوقاحة فيما يفعله و لكن لابد له من الوصول لما يريد...هو يعلم أرقام السر التي تفتح الخزنة و لكن لم يستخدمها يوماً ما...و لكن اليوم يحس بأنه في حاجة لها...
ضغط على تلك الأرقام راجياً أن تكون صحيحة...أغمض عينيه في أمل أن تكون هي الأرقام الصائبة...و في محض ثوان فتح ذلك الباب الصغير...تأمل ما بداخل جوفها ليجد تلك الملفات و الأوراق المرصوصة فوق بعضها البعض...تلفت يمينا و يساراً خوفاً من تواجد والده و لكنه يعلم أنه غير موجود و ذلك لأن لديه عشاء عمل مهم...تناول إحدى تلك الأوراق ليجدها تشير على ملكيات لبعض الأراضي في أماكن متفرقة...أرجع تلك الأوراق لمكانها ليتناول ورقة أخرى يبدو أنها قد أهلكها الزمن و تقطعت أطرافها...تناولها ليقرأ بداياتها...
مستشفى ... النفسي...
نزل بنظره ليتأمل تلك الكلمات...
اسم المريض...و لكن قاطع أفكاره ذلك الصوت الذي قد سمعه آت من الخارج ليغلق تلك الاوراق بسرعة و يرجعها لمكانها...و أغلق الخزنة و أرجع كل شئ لمكانه بأقصى سرعة...ليفاجأ بوالده واقفاً امامه...
عبدالرحمن \يسار!!
التفت عليه و بابتسامة باردة كبرود ملامحه...\هلا...
عبدالرحمن و قلبه يقفز من شدة الخوف..\وش كنت قاعد تسوي؟!
تقدم ليجلس على ذلك الكرسي الذي يوجد على طرف المكتب و قال بكل أريحية...\كنت أنتظرك...
تقدم ليجلس على الكرسي الذي يتوسط المكتب..\من متى؟!
يسار \من شوية...كيفك يبة؟!...قالها بهدوء و لكن سؤاله كان يتشرب في حناياه الكثير من الأسئلة الأخرى...
عبدالرحمن \الحمد لله...قال وهو يخلع شماغه و يضعه على المكتب...\كيفك انت و كيفها نورة؟!
يسار \الحمد لله بأحسن حال...رجع في جلسته ليسقط ثقله على كرسيه و قال...\يبة...
انتبه له عبدالرحمن...\إي...
بكل جمود الدنيا...\ليه موكل شخص يتبعني؟!
تفاجأ عبدالرحمن!!...بل تجمد عن الحركة ...ربما لم يتفاجأ بقوة و ذلك لعلمه بيسار و سرعة البديهة التي يتمتع بها...
ربما توقع حدوث شئ كهذا...
كيف لا و هو حفيد الراضي؟!..
كيف لا وهو يتشرب الكثير من صفات ذاك!!!...
سكت مدة وهو يعلم أن كل حركة منه مراقبة من ذلك القابع أمامه...قال وهو يرسم ابتسامة صغيرة في طرف شفاه...\دريت؟!
ابتسم له يسار وهو يقلب ذلك التمثال الصغير و الموضوع على طرف المكتب...\وش كنت تتوقع؟!
عبدالرحمن \ههه...ضحك ضحكة خفيفة و بعدها تقدم للأمام و انتبه بكل جوارحه مع يسار ليقول له بإهتمام...\إنا مو قلتلك تبعد من هذي السكة!!
يسار \هذا قرار يخصني أنا و بس...
عبدالرحمن \و ما بتسمع كلامي و أنا أبوك و بعد كل هذا تخبي علينا؟!
قال وهو ما زال يصب تركيزه على ذلك التمثال المقابل له...\أنا ما خبيت هذا الموضوع إلا لمصلحتكم...
يعلم عبدالرحمن أنه مهما حاول أن يقنع يسار بترك تلك المهنة المشؤومة فإن كل محاولاته ستبوء بالفشل الشديد...و لن تؤدي إلى أية نتيجة و ذلك لعلمه بذلك اليسار و بعقله اليابس كالحجر...\يعني مهما حاولت ما رح تتراجع عن اللي تسويه؟!
يسار \أنا مو قاعد أسوي شي غلط أنا بخدم وطني....و هذا موضع منته و ماني متراجع عنه...
عبدالرحمن \ما بيدي شي غير إني أقول لك تاخذ حذرك لأنك مهما حاولت ..فهذا الموضوع بيمس أهلك سواء شئت أم أبيت و سواء حاولت تحميهم و لا ما حاولت...
يسار \اللي كاتبه ربي بيصير...سكت مدة ثم أردف وهو يركز في ملامح والده...\إلا قولي...مين اللي قالك تراقبني؟
تلعثم عبدالرحمن و قال وهو يحاول جاهدا التجلد بالقوة...\احساس الأبوة...!!
**************************

منزل يسار...
الساعة الثانية بعد منتصف الليل...
صعدت نورة لغرفتها و حاولت أن تغمض تلك العينين المرهقتين من فرط التفكير... و لكن لا تعلم لماذا لم تستطع...ربما قلقها عليه هو ما يمنع عينيها من أن ترتاح...كانت تنتظره فقط قابعة في تلك الزاوية قرب النافذة... و تترقب ممسكة الستارة كما هي العادة...كانت تراقب في ذلك الظلام الدامس الذي يغطي المكان...احساس غريب اعتراها عندما رأت سيارته و ذلك الحارس يفتح له الباب لكي يدخلها في المنزل...راقبته جيداً...وهو بذلك الطول و الجسد الفتي ينزل من سيارته...استغربت عندما لم يدخل مباشرة للمنزل و إنما مكث في مكانه متكلاً بجسده على السيارة...تأملته وهو يزيح كم ثوبه قليلاً ليتأمل تلك الساعة التي تتوسد معصمه...انتقلت عينيها ليده التي أدخلها في جيبه ليخرج تلك العلبة و يخرج منها ذلك الشئ الرفيع...أخرج معها تلك الولاعة و أشعلها لينفث ذلك الدخان من بين شفتيه...شهقت..ربما...
خوفاً عليه!!...
لماذا يحب الضرر لنفسه بهذه الطريقة؟!..تأملت تلك السيجارة التي تتوسط أصابع يديه...حالها كحال هذه السيجارة!!...فهو يستنزفها بكل قوته لتصبح هزيلة...ضعيفة خائرة القوى تماماً...هكذا هو حالها !!!...
مما يبدو أن هنالك شئ ما يشغل باله....تأملت يده الأخرى و هو يمسح بها ذلك الذقن الملئ بالشعر المرتب بصورة جذابة...بعد أن استنزف كل قوى السيجارة رماها ليرفع قدمه و يضغط عليها بكل قوته...تفاجأت عندما رفع رأسه لتلتقط عينيه و هي تنظر لها...شهقت و ابتعدت عن النافذة بسرعة و هي تضع يدها على صدرها...رآها؟!...إذاً هو يعلم أنها تراقبه كل هذه المدة؟!..احتارت..كيف لها أن تمثل النوم الآن وهو قد رآها..لا يمكنها...سمعت و قع خطواته المقترب من الغرفة و كأنها خطوات تحكم عليها بالموت..اعتراها الخوف و بشدة...حاولت أن تمسك أي شئ بين يديها و تمثل الإلتهاء به و لكنها لم تجد..أسرعت لتقف أمام المرآة و تمثل تسريح خصلات شعرها...
هو...دخل الغرفة ليجدها تقف أمام المرآة...علٍم عٍلم اليقين انها تمثل ذلك و لا غير...وقف مدة يتأملها و ذلك قد زاد من ربكتها...كانت تحس بنظراته التي تحرقها...سمعت منه تلك الكلمات...\منو وليد هذا؟!
من هول صدمتها رمت الفرشاة التي قد كانت في يدها..و لم يخف عليه تلك القشعريرة التي قد سرت جسدها مع ذكر إسم ذلك الوليد..مما زاد ذلك البركان المتأجج في داخله...فإن لم تكن شكوكه صحيحة لما اعترى جسدها ذلك الإرتجاف...قالت و هي تحاول أن تكون اعتيادية...\ولد خالتي!!
يسار \و بس...؟؟؟!
طعنة قد اعترت صدرها لسؤاله الغريب..التفتت عليه لتقول...\شنو قصدك؟!
يسار \وش هي علاقتك فيه؟!
قالت و هي لازالت لا تفهم قصده و لا تفهم سبب ذكره لهذا الوليد فجأة...\علاقة بنت فولد خالتها..عادي...
يعلم في قرارة نفسه أنها تكذب عليه..فهو قد دُرب على ذلك في عمله...رجفة يدها..حكتها لعنقها..نظرها لكل شئ في الغرفة إلا هو...حركة رموشها الكثيرة...كلها علامات على أن تلك القابعة أمامه محض كاذبة!!...قال لها و الغضب بدأ يتسلل لخلاياه..\كذاابة!!!
سكتت مدة ... تحاول فيها استيعاب مقصده...من هول الصدمة امتألأت عينيها بالدموع كبركة ماء...قالت له و بضعف شديد...\انت وش دخلك...و شنو هالأسئلة الغريبة!!!
اقترب منها أكثر ليقول...\جاوبييينيييييي!!!
استفزها أسلوبه التشكيكي...قالت و بغضب شديد..و تحد تعلم أنها أضعف منه...\ماا بجااوب أسئلتك المريييضة!!
أمسك يدها بقوة و اقترب أكثر لتنحصر بينه و بين المرآة...صرخ في وجهها...\نوووورة...قوليييي وش اللي بينك و بينه؟!!!
حاولت أن تدفعه بيديها الضعيفتان أمام قوته...\بعددد عني انت و ريحة هالسممم اللي تشربه!!!
لم يعر لما قالته إي انتباه و قد ملأت كل شعيراته بنيران حماقته...\نووورة...
دفعته بقوة و هي تقول...\ياخي هو اللي كان يتعرض لي!!!
توقف عن الحركة لوهلة من الزمن قال بهدوء يبدو أن بعده ستأتي عاصفة هوجاء...\كيف؟!
نورة \يسار...قالتها بنبرة تسترحمه فيها..هذا و إن كانت لديه ذرة رحمة في قلبه...و كانما تقول له..(أرجوك..لا أريد فتح هذه الجراح...)..
يسار \قوووولي...كيييييف كان يتعرض لك....و إلا و اللي رفع سبع سماوات لكون عارف كل شي منه هو!!!
حاولت أن تجمع الحروف عند شفتيها...و قد تلألأت عينيها من تلك الدموع المتراكمة عندها...\كان يحاول بس أنا ما كنت بعطيه فرصة...و ربي ما عطيته أي فرصة...و ما لمس ولا شعرة مني...أقسم لك...و ربي ما عطيته فرصة انه يقرب لي...
كانت ملامح الغضب بادية عليه و بقوة...كان كالبركان المتمثل أمامها...أحكم قبضة يده بقوة حتى أحست أنه سيفتتها لأشلاء صغيرة...\و بعد كل هذا تروحي لهم في بيتهم؟!!...وبكل بجاحة؟!..شنو أفهم من هالسواة!!!
أصبحت كالمتهم الضعيف الذي يدافع عن نفسه..\أنا ما رحت إلا عشان زياد ..أصلاً مالي أحد غيره فهذاك البيت...أنا ماني مضطرة أشرحلك..لأنك ظلمتني بالحكم بدون حتى لا تسألني!!!
يسار \عشان كذا ما تبيني أقرب لك؟!!!!
لم تجبه بكلمة و إنما كانت دموعها هي الجواب لتساؤلاته...
وهو..لم يضف كلمة...بل أعطاها ظهره ليعلن خروجه من الغرفة..لا يعلم لماذا تصرف بهذا الشكل و لكن ربما لأنه إن مكث فيها أكثر من ذلك فلا يعلم ما ستكون ردة فعله...فهو إن غضب!!...تحول لحيوان دون عقلانية!!!...
إذا لهذا السبب هي ترفض إقترابه منها؟!..لهذا السبب يرى تلك النظرة في عينيها كلما قام بلمسها...لهذا السبب يحس بالرفض الشديد منها!!!...يقسم أنه كان سيوشك أن يقتلها ثم يقتل ذلك الوليد بعدها و إن كان في سابع أرض...و لكن حتماً لن يترك حقيراً مثله ينفذ بفعلته و سيعلمه جيداً كيف يتحرش بها!!...
أما هي فتهاوت على ذلك الكرسي لتطلق سراح تلك الشهقات من فاهها...استغلته..نعم قد استغلت ذلك اليسار..
لماذا عندما سألها عن كون هذا هو سبب لفضها لإقترابه منها لم تعارضه...لماذا لم تقل له الحقيقة...لماذا تركته في غفلته...لماذا لم تفصح عن كل شئ و ترتاح وقتها؟!!...لماذا تصرفت بهذه الدناءة معه؟!!!
فجأة أحست بأن كل الغرفة قد امتلأت برائحته..رائحة عطره المختلطة برائحة السيجارة!!...
كانت رائحة منفردة له..و له وحده!!!
***********************
في اليوم التالي...
في ذلك المنزل الصغير....
تتأمل تلك الرضوض التي تزين كل بقعة من جسدها....لم يتبق إلا القليل الذي لم يعلم عليه بيديه...يديه التي قد كانت تضع بصمة كل ليلة على موضع من جسدها الهزيل...تحس بأنه لم تعد لها أية قدرة على تمييز الألم من غيره...فكل حياتها قد أصبحت ألماً لا يطاق...ألماً لا يمكن لنفس بشرية استيعاب مداه...ألم ينهش كل خلاياها...
قطع عليها حبل أفكارها صوت طرق على الباب...استغربت فمن المؤكد أنه ليس بذلك الجاسر...لأنه حتماً لن يطرق أي باب..فمن يكون يا ترى؟!!... و هي لا تعلم أي شخص في هذه المنطقة...استغفرت و ارتدت عباءتها لتتقدم و تقف خلف الباب تماماً...قالت بصوت مسموع...\مين؟!
ليأتيها صوت أنثوي من خلف الباب...\السلام عليكم...
قربت أذنها من الباب حتى التصقت به لتقول..\و عليكم السلام ..بس مين معاي؟!
..\أنا جارتك في البيت الثاني و قلت أزورك...
استغربت فهي تعيش هنا منذ مدة...\آسفة أختي بس زوجي ماهو موجود و أنا بروحي...
...\ماهي مشكلة حببتي أنا قلت أزورك بس...
ابتعدت عن الباب و هي في تردد شديد ماذا ستفعل؟!..خائفة من رد فعل جاسر إن علم بها!!...وقفت مدة ممسكة بيد الباب و هي في حالة تردد شديد...سحبت نفساً قوياً...تبعه زفير لتفتح الباب و هي ترى تلك السيدة المغطاة بالسواد كانت على وشك الذهاب و لكن استوقفتها لتقول...\أختي...التفتت عليها السيدة لتقول لها أسيل...\تفضلي...
مر الوقت بسرعة لتتعرف أسيل على جارتها التي كانت فتاة في الخامسة و العشرين من عمرها...اسمها منى...و التي أخبرتها أنها تسكن في الحي مع أختها ووالدتها و أن والدها متوفي و هي تعمل لتصرف على أسرتها...ارتاحت أسيل نسبياً لتلك المنى...مر الزمن بسرعة و هما تتحدثان...
*********************
منزل عبدالعزيز...
كما هي عادتها دائما ما تلجأ لذلك القابع أمامها لتعزف معزوفة أحاسيسها على نوتاته...كم تحب تلك الخطوط التي تتخلله و اللونان اللذان يميزانه..الأبيض و الأسود...لا تعلم ما سر تعلقها الأبدي لهذا الشئ...ربما لأن شخصيتها مثله..إما أبيض أو أسود...و لا توجد هنالك أي شوائب بينهما...كانت في خضم أفكار عدة...لقد قرب موعد زواجها من تلك الكتلة الثلجية التي لطالما عشقتها!!!!
ستصبح معه تحت سقف واحد...ستتمكن من إيقاظه....من إستنشاق عبير رجولته...من الغوص بين أضلع صدره...آآآه...لكم تغزو فكرها الكثير و الكثير من الأمنيات التي تحس أنها قاب قوسين أو أدنى من تحقيقها...
قطع عليها حبل أفكارها دخوله...لم تتوقع قدومه...حاولت الإستمرار في عزفها لكي تثبت له أنها لا تعر لقدومه أي اهتمام..و لكن القول شئ..و الفعل شئ آخر تماماً...كيف لها أن تحاول لملمة شتات فكرها...مواصلة التنفس بنفس الوتيرة...تقليل ضربات قلبها المتعالية...و في نفس الوقت العزف!!!...كيف لجسدها الهزيل أن يفعل كل ذلك في آن واحد...!!!
هو انتبه لتلك الربكة التي أضفاها عليها...اقترب حتى أصبح واقفاً بالقرب منها وأتكل جسده على البيانو...واضعاً يديه داخل جيوب بنطاله...\السلام عليكم...
قالت بعد صمت دام مدة من الزمن...\و عليكم السلام...
حل الصمت مرة أخرى و أحست بأنه لا يوجد هنالك أي صوت سوى ضربات قلبها المتزايدة...من علوها أحست أنه هو نفسه سيسمعها...قالت بنبرتها الطفولية...\ليش جيت؟!
ابتسم بهدوء على سؤالها...توقع و كما هي العادة دائماً أنها هي من ستكسر الصمت...قال بنفس هدوئه المعتاد...\و المفروض ما أكون هنا؟!
روح \إي...
محمود \ليه؟!
تدافع الدم بقوة لوجنتيها حتى صارتا كتلة من الإحمرار...سكتت مدة وهي تحاول تجميع الحروف في جملة مفيدة...\لأن..لأن ما يصح تشوفني قريب الزواج...
قال بابتسامة ماكرة...\ليه؟!
روح \لأن..لأن...مادري ياخ!!
محمود \هههههه...هذا شغل و المفروض إنه يكون بعيد كل البعد عن حياتنا الشخصية...
*************************
في القصر...
دب الخوف في قلبه من احتمالية رؤية يسار لإحدى هذه الأوراق التي بين يديه...لذلك لابد أن يبعدها عن هذا المكان...تناول تلك الأوراق بين يديه...تأملها لوهلة وهي تعيد عليه حقلاً من الذكريات السقيمة التي لا نهاية لها...أغلق تلك الخزنة..و أعاد تلك الخزانة الصغيرة لمكانها ليغطيها بها...
حمل تلك الأوراق بين يديه و توجه نحو الأعلى ليدخلها في الخزنة الموجودة في غرفته...و لكن بينما هو متوجه نحو الأعلى جذبه ذلك السلم المظلم...توقف مدة يتأمله...توجه نحوه ليقف مدة امامه ليتأمله...تقدم في ذلك السلم عتبة تلو الأخرى حتى صار في الطابق العلوي...ضغط على ذلك الزر الموجود في الحائط لينير تلك الصالة....
تقدم حتى صار أمام ذلك الباب و عليه ذلك القفل القوي...ابتعد عنه ليقف أمام تلك الطاولة...رفع تلك المزهرية من عليها ليبين ذلك المفتاح الذي كان يقبع تحتها...تناوله بين يديه ليقلبه لوهلة من الزمن...تقدم حتى صار أمام الباب للمرة الثانية...منذ دهر لم يفتح تلك الغرفة...نعم كان يأتي لذلك الطابق فقط ليتأمل ذلك الباب الذي يدفع لخلاياه الكثير و الكثير من الذكريات...فما باله إن دخل الغرفة...ماذا سيحدث بروحه الضعيفة...؟!!!
تناول ذلك المفتاح و برجفة أدخله في ذلك القفل ليفتح..ظل مدة من الزمن واقفاً متسمراً هل يدخل أم لا؟!...كان الظلام الحالك يغطي كل المكان...و لكنه كان يحفظ مكان كل شئ في الغرفة عن ظهر قلب...لذلك تحرك يميناً قليلاً...مد يده لذلك الذر في الحائط لينير له المكان....
كانت الغرفة عبارة عن كتلة من الغبار المتكوم كطبقة فوق الأثاث...تقدم وهو يمرر يده على كل شئ في الغرفة لتتدافع الذكريات...المشاهد..اللحظات...و الثواني لذاكرته...كانت كالوخز الأليم يغشى كل أوردته في كل ثانية...توجه نحو تلك الخزانة...كما هي...بداخلها تلك الملابس..الأحذية..و كل شئ...كل شئ في مكانه...و كأنما هو نفس اليوم و لكن يتخلله الغبار!!...تذكر..نعم تذكرها وهي واقفة عند تلك النافذة...و هي مرمية على ذلك السرير...و هي جالسة على ذلك الكرسي...و هي واقفة عند باب الحمام...تذكرها في كل اللحظات...و كيف لا يتذكرها..كيف له ألا يتذكرها و هي السبب في كل ما يضيم روحه!!...
تقدم حتى فتح إحدى الأرفف الموجودة في تلك الخزانة...ليتفاجأ بتلك الأدوية التي قد غطاها الغبار...تناول إحداها بين يديه و نفض الغبار منه حتى تعلقت ذرات الغبار بشعبه الهوائية و سببت في اختناقه...كح بقوة وهو يرجع ذلك الدواء في مكانه...تأمل تلك الأوراق التي بين يديه...ظل مدة من الزمن يتأملها...و ضمها لتلك الأدوية في ذلك الرف ومن ثم أغلق الرف...
ظل مدة من الزمن جالساً على ذلك الكرسي و لم يكترث لإتساخ ملابسه بالغبار...ظل مدة..
جامداً...
صامتاً...
تاركاً المجال لتلك الذكريات بأن تتدافع لمخيلته...


***************************

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
قديم 12-01-13, 09:44 PM   المشاركة رقم: 120
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247575
المشاركات: 240
الجنس أنثى
معدل التقييم: **روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع**روووح** عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 472

االدولة
البلدUnited_Kingdom
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
**روووح** غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : **روووح** المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...

 

*******************

لا تسأم من الوقوف على بابه، ولو طُردت ، ولا تقطع الاعتذار ، ولو رُددت ، فإذا فتح الباب للمقبولين، فادخل دخول المتطفلين ، وابسط يدك على بابه وقل له: مسكين ... فتصدق عليّ فإنما الصدقات للفقراء والمساكين !!!
و هو سبحانه و تعالي يقولك ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون )





**************************

بعد أن أرغمتها صبا على الذهاب معها للمشغل و أن تصبغ شعرها ...كان يوماً حافلاً بداية بالسوق و بعده المشغل أحست نورة أنها قد ارتحات قليلاً بالتحدث مع صبا...دخلتا المنزل لتقول صبا و هي تشير للصغيرتان...\يلا كل وحدة تروح و تتحم و ما تلبشوني...
أشارت ملك لنورة بصورة بريئة جدا و هي تقف أمامها...\نوورة شووفي سوييت قصة فشعري...حلوة؟!
نزلت نورة لمستواها و قالت بابتسامة...\تهبلللللل يا قلبي...لتأتي شهد و قد أحست بالغيرة لتدفع ملك بقوة و تقف هي أيضاً أمام نورة و تقول..\وأنااا؟!!!....قصتي ماهي حلوة؟!
قرصتها نورة بخفة على خدها لتقول...\ههههه و انتي كمان يا عمري حلوة كثيير...
لتنفرد ملامحهما بقوة دلالة على فرحهما الشديد من تعليق نورة...قالت لهما صبا...\تعبتوووني ما كنت أبي أسويلكم قصة و لا غيرها بس أبلشتوني وش أسوي..الحيين يلا عشان تغيروا ملابسكم...اقتربتا منها لتقولا..\بس مااما نحنا جوعانين..و نبي ناكل...

قالت و هي تشير لهما بإصبعها...\مافي أكل قبل لا تغيروا ملابسكم ..يلا يلا على فوق...و التفتت على نورة لتقول..\وينه زوجك لمصون؟!
طعنة غزت صدرها على ذكره لتقول..\ها؟!
ابتسمت صبا لتقول..\من نجيب سيرته تصيرين فوادي ثاني...قلت ويييينه زوجك؟!
نورة \مادري...
صبا \روحي شوفيه لأني أظن سيارته برا...بيكون فوق..
نورة \أوكي...


تقدمت لتصعد الدرجات واحدة تلو الأخرى و هي خائفة ...لا تريد مواجهته..رؤيته..او أي شئ يختص به!!...فما حدث بالأمس كان كفيلاً بأن تمقته...لكن!!...هو من حقه أن يغضب إن علم بقرب أحد من زوجته...هي المخطئة في كل هذه المعمعة...هي التي قد استغلت الموقف لصالحها...هي من لا تستطيع رؤيته بعد هكذا استغلال قد كان منها!!!....و خائفة أيضاً...من ردة فعله على لون شعرها لا تعلم لماذا يهمها رأيه...صعدت للطابق العلوي حتى وصلت لجناحهما فتحته ببطء لتجده فارغاً...و لا يوجد به أحد..استغربت و بشدة... انتبهت للحمام خال تماما من أي شخص...أحست بالراحة نوعاً ما..ربما لان قلبها سيرتاح قليلا من النبض بقوة و سيحظى لبعض الراحة ولو قليلاً...

استغلت الوقت لتأخذ حماماً ينعشها...خرجت و ارتدت بنطالاً أسود اللون و بلوزة يتشربها اللون البنفسجي القاتم بلون الكرز برزت مدى رونق بشرتها...وقفت أمام المرآة لتتأمل شكلها...ذلك اللون كلون القهوة الذي قد صبغت به خصلات شعرها أعطاها بريقاً آخر...لا تعلم و لكن القليل من التغيير بعث الإنتعاش لروحها....استغربت من كون يسار لم يزاحمها المكان حتى الآن...ربما هو موجود في غرفة مكتبه...فكرت أن تنزل له و لكنها تراجعت فهي لا تقوى على مواجهته...و لكنها اتخذت قرارها...
تأملت شكلها مرة أخرى...و شعرها المنسدل بإنسيابية على كتفها ..لا لن تدعه ينتبه له فهي ليست بحاجة لتعليقاته الإستهزائية...تناولت تلك العصاة الخشبية الصغيرة المصنوعة لربط الشعر و رفعت بها شعرها بإهمال لعله لن ينتبه لها...

هو.......ينهش خلايا عقله الكثير و الكثير من التساؤلات التي لايجد لها أية إجابة...ماذا يريد الجراح منه؟!...ما علاقته بوالده؟!...ما الذي يخفيه عنه والده؟!..و لمن هذه الشهادة؟!...شهادة في مصح عقلي؟!...لمن تكون؟!....ضرب بيده على المكتب وهو يتحسر على دخول والده عليه..و لولا حدوث ذلك لتمكن من قراءة ذلك الإسم!!...يحس أن هنالك حلقة تربط كل هذه الشخصيات و لكنها مفقودة؟!..و التساؤلات قد أحرقت تفكيره...و أخيرا و ليس آخراً...تلك التي تعيش معه تحت سقف واحد...لا يعلم ماهية احساسه لها...لا يعلم ما يقبع في ذلك القلب لها..ربما لأنها مجرد زوجة لا غير..أو ربما بدأت تغزو حصوناً قد كان يحاول جاهداً ترميمها...لا يعلم و لكن ما يعلمه أنه يريد الإبتعاد عنها قدر الإمكان حتى يعيد ترميم تلك الحصون...

استنشق نفساً آخر من تلك الصغيرة التي تتوسط أصابع يديه...لعلها تستطيع حرق تلك الأفكار التي تنهشه...لعلها توقف عقله عن التفكير ولو لثانية...تأمل تلك الظلمة التي تغشى زوايا المكتب...إلا من تلك الإنارة الصغيرة الموجودة قربه...ربما يحب العتمة...لأنها تجرده من كل شئ إلا من تلك الأفكار...
و لكن سرعان ما قطع عليه ذلك الهدوء تلك التي تكسر كل قواعده...و هي تفتح باب المكتب...
فتحت باب المكتب لتجد الضباب يغطيه بالكامل و تلك الأبخرة من الدخان تملأ كل زواياه..كحت و بقوة لتنتبه لذلك القابع في نهاية مكتبه...علمت أنه تناول ذلك السم...تقدمت و هي ما زالت تكح بقوة...
نورة \كح..كح...شنو هذا؟!

توجهت نحو النوافذ لتفتحها واحدة تلو الأخرى و هي تقول بضيق شديد...\شنو ها السواد اللي جالس فيه..كح..كح..و ليه تشرب هالسم؟!

فتحت النوافذ واحدة تلو الأخرى لتدخل أشعة الشمس للمكتب ربما تقلل تلك الأبخرة التي كانت تخنقه...هي كانت منتبهة بالكل على كيفية التخلص من تلك الكمية من الدخان بفتح النوافذ...
أما هو...فكان يتأملها و هي تتحرك بين كل نافذة و الأخرى و هي ترفع قدميها لتقف على أطراف أصابها و تفتح النافذة...و هي تكح بقوة و يبدو أنها تهذى بكلمات توبخه فيها على ذلك السم الذي يتناوله...لم يستوعب أية كلمة مما تقوله بل كانت الصورة التي أمامه صامتة و كأنما شفتيها تتحرك و لكن دون خروج أي صوت...يتأمل حركتها...نظراتها المتأففة..تمللها منها...فتحت كل النوافذ و انتهت عند ذلك القفص الذي يتوسطه عصفوران...ذلك القفص الذي قررت وضعه في مكتبه...كلما حاول الهروب من التفكير فيها يتذكرها بتلك العصافير التي تغرد...


انتهت في كلامها ب...\يعني ماهو ممكن تبي تتسمم اتسمم بروحك..ما تسمملي عصافيري معاك...و كانت تتأمل العصافير التي بدأت تختنق من شدة الدخان السام...أكملت كلامها و هي منتبهة معهم...\كم مرة قلتلك ما تشرب هالسم..ليه تسجر..وش بتستفيد يعني...غير انك تضر نفسك...ماهو...و تجمدت الكلمات في شفاهها عندما استوعبت أنه يقف خلفها تماماً...شهقت...أحست بروحها التي ستوشك على مغادرة صدرها...التفتت لتجد جسده الضخم يحجب عنها الرؤية...
أحست بأن رائحة عطره المختلطة برائحة السجائر قد تغلغلت داخل مسامها لتقبع هناك!!...حيث اللامكان!!...قالت و هي تبلع غصتها...\ليش تشرب هالسم؟!

ما زال يتجلد بالصمت التام...كانت نظراته لها غريبة و لم تعهدها منه من قبل...كم هو مزاجي هذا الذكر القابع أمامها!!!...لكم تعبت من مزاجيته الغريبة!!...في لحظة هو اعتيادي..و في أختها يكون كالبركان الهائج!!...كيف لها أن تعتاد على هكذا تغيير مفاجئ!!...كيف لروحها المستنزفة أن تحتمله!!...مد يده لتستقر خلف رأسها و تتفاجأ بإنسياب شعرها على طول ظهرها...شهقت...سحب ذلك الشئ الصغير الذي كان يربط خصلات شعرها بين يديه وهو يتأمل ذلك اللون الذي يحيط بوجهها...خصلات كانت كالإطار لذلك الوجه...قال لها بنبرة شبه همس...\منو أذن لك؟!
لم تفهمه و قالت بعد مدة و هي تحاول ترتيب الكلمات في رأسها...\شنو؟!
قال وهو يقترب أكثر...\منو أذن لك تلوني شعرك؟!
قالت و هي تحاول التجلد بالقوة قدر الإمكان..\أنا!!!
مرر يديه بخفة على خصلات شعرها الغجرية...\بس أنا ما أذنت لك؟!
قالت بتحد تعلم أنها ليست لها القدرة عليه...\و إذا؟!!...ما بيخصك فشي؟!
تأملت تلك الإبتسامة التي قبعت في ذلك الطرف من شفتيه...\ما بيخصني؟!
(ما الذي قد حل بعقل هذا الإنسان؟!!...مابه؟!!..و ماذا يدور في تفكيره المتمثل كمخطوطة فرعونية لا يمكنها فهمها...!!) ...سحبت نفساً قوياً لعله يمدها بالقوة لمواجهته...\إي...
و بنفس نبرته الغريبة عليها...\بيخصني..انتي نسيتي إنك ملكي؟!...

(ملكي)....كان لهذه الكلمة وقع خاص بين حنايا صدرها...أثر له مذاق آخر...

مخدرة!!...

مسكرة!!...

لا...بل مذهبة للعقول!!!...

أحست أن الحوار سيأخذ مجرى غير مرغوب فيه و لابد من تغييره...\ليه تشرب؟!
ابتسم لأنه علم بنيتها لتغيير مجرى الحديث...\لأني أفك غضبي في السيجارة...اعتلت ملامحه تلك الإبتسامة الماكرة...و أردف...\ماهو أحسن من إني أفك غضبي فإشيا ثانية....
لم تفهم مقصده إلا بعد مدة ليتدفق الدم لوجهها و تكتسي الحمرة تلك الوجنتان بقوة...كان لابد لها من الإبتعاد منه حتى تستطيع أن تلتقط أنفاسها...دفعته ببطء و ابتعدت عنه لتقول...\وش ذنبها عصافيري عشان تفك غضبك فيها؟!
ابتسم للمرة الثانية على أسلوبها في الهرب من يديه...و قال..\ذنبها إنك انتي اللي حطيتيها هنا..أنا سبق و قلتلك ما تحطيها هنا...

تقدمت نحو مكتبه لتتفاجأ بتلك المطفأة الموضوعة على المكتب و عليها عدد مهوول من السجائر التي يبدو أنه قد ملأ جسده فيها...شهقت و قالت بنبرة طفولية بحتة...\ليه تسوي فنفسك كذا؟!
ابتسم على نبرتها و قال...\يهمك؟!
ابتعدت لتحاول التجلد باللامبالاة...\لأ طبعاً...
اقترب منها ليقول ..\كذابة!!
و يصارحها؟!...لكم هو حقير؟!...و بكل بجاحة يصارحها بإهتمامها به...قالت و قد وصلت حدها منه...\آسفة بس جد ما يهمني اللي تسويه فنفسك...الحين أنا لازم أروح...و خرجت تاركة له المكان...و رائحة الإستحمام التي قد تركت أثرها في المكان...لتمحو كل أثر لذرات الدخان التي كانت تملأه!!!...


***************************


الساعة الثامنة مساءاً من نفس اليوم...
في تلك الشقة...


تأملت شكلها في المرآة ...تغيير صغير في شعرها أضاف لشكلها الكثير...هي لم تكن تريد فعل ذلك و لكن صبا و نورة قد أصرتا عليها أن تذهب معهما للمشغل..و أن تحدث تغييراً ما في شكلها ولو القليل...لم تغير لون شعرها بل قامت بقص أطرافه و صففته حتى أصبح في شكل تموجات أعطاها شكلاً غجرياً مختلفاً عن ذلك الشعر الأملس...

هذه التصفيفة جريئة نوعاً ما على شخصيتها...فهي لم تعتاد على أن يكون شكلها جريئاً...سمعت صوتاً قادم من الخارج...قفز قلبها من مكانه فمن المؤكد أن هذا هو السيد خالد قد أتى...خائفة مما ستكون ردة فعله...ارتدت جلباب الصلاة على رأسها بسرعة و ذلك لأنها غير مستعدة بأن يرى ذلك التغيير عليها...
خرجت لتجده جالساً في تلك الصوفا يتأمل في اللاشئ...أخرجت صوتاً ضعيفاً لعلها تلفت انتباهه..\أحمم...
التفت عليها لوهلة ثم رجع ليتابع النظر في اللاشئ...قال...\السلام عليكم...
مرضية \و عليكم السلام...حكت يديها بقوة ثم قالت...\كيف كان يومك؟!
خالد \اعتيادي...صمت قد حل بالمكان...فكرت في داخلها أنه حتى لم يكلف نفسه بالسؤال عن حالها...ههه...و لماذا تتوقع منه شيئاً كهذا و هي لا تمثل له أي شئ...قطع تفكيرها بقول...\بس حاس بشوية صداع...وهو يفرك جبهته بيده اليمنى في ضيق شديد...
كردة فعل لم تنتبه لها حتى..اقتربت لتجلس قربه بسرعة و تضع يدها على جبهته في قلق شديد...\شنو فيك؟!
لوهلة لم يستطع الرد عليها ربما لأنه قد سرح في ردود فعلها التي تبعث إحساساً غريباً لتلك الرجولة الكامنة بداخله!!...عادت ما قالته ليستفيق من لا وعيه...\خالد فيك شي؟!
خالد \ها....لا بس شوية صداع مو أكثر...
قالت بنبرة تتشرب أنوثة و رقة..\أجيب لك بندول...
خالد \لا شكراً...أصلاً الظاهر عشاني ما شربت شاي الصباح...
حاولت أن تقوم من مكانها..\خلاص بقوم أسوي لك...و لكن سكتت عندما استدركت شيئاً في ذاكرتها لتقول..\بس...و سكتت...
قال لها باستفهام..\بس شنو؟!
رجعت لتقول..\لا مافيه شي...
خالد \شنو فيه قولي...
قالت و هي تنظر للأرض..\مافيه شاي..لان الحارس هاليومين ما بيجي قال بياخذ إجازة يروح لأهله...و مافي أحد يجيب هالأغراض...
سكت مدة وهو محتار كل الحيرة...
من هذه الكائنة البريئة القابعة أمامه...
من نفسه و من ظلمه و إهماله لها...
من قلبه الغير قادر على تمييز المقارنة الواضحة بين هذه و بين سماح...
قال لها بنبرة ضيق..\و ليه ما قلتيلي؟!
مرضية \قلت ما أضايقك!!
(ما أضايقك!!!)...ما هذه الإنسانة الغريبة!!!....
قام من مكانه ليقول...\روحي ألبسي عباتك...
قالت له بلهفة..\بس صداعك!!...عضت شفتها على تلك اللهفة التي قد أظهرتها له لتقول..\ماهو ضروري نروح...
رجع ليجلس و يتكل جسده في الصوفا...رفع رأسه و أغمض عينيه...قال بهدوء...\روحي البسي عباتك...
انصاعت لأوامره...و ليس بيدها فعل شئ آخر...


******************************


في مكان آخر بعيد كل البعد...

سحب من تلك السيجارة السميكة التي يمسكها بين أصابعه...نفث ذلك الدخان الذي قد سحبه منها و قال لذلك القابع أمامه...\أمك تهرج و تمرج تقول تبي تشوف أولادها....
قال ذلك الآخر وهو يقلب تلك الطفاية للسجائر بين يديه...\مافي لها طريقة...
حمزة \إذا عندك وقت روح معاها و سافر خليها تشوف عيالها...
جاسر \يبة!!...إنت تدري زين إني ما عندي أي طريقة...و عيالها أنا قاعد أرسل لهم مصاريفهم على التمام و الكمال..يعني ما يحتاجونا...
حمزة \طيب هي امك..ترا شوف لها صرفة لأنها صنتلي اذوني بهالسيرة...سكت مدة ثم أردف وهو يرجع بجلسته للخلف...\الحين خلينا نتكلم في المهم...الشحنة الجاية بتكون اهم شحنة على الإطلاق...لازم نركز في الجاي...
قال له ذلك اللامبالي و الذي قد ارتمى بجسده على الكرسي...\و يعني..نحنا دايماً مركزين؟!
حمزة \هذي يبيلها تركيز أكثر...و لازم..لازم..نبعد هاللي اسمه يسار عن طريقنا....
ابتسم جاسر بخبث ثم قال...\هذي حلها عندي...
حمزة \وش بتسويله؟!
ضحك ضحكة اهتزت لها أركان المكان و قال...\عندي له خطة...سكت مدة ثم أردف...\إبدااااااع...و ان شاء الله بتشغله عنا مية في المية.!!!
رد له حمزة الإبتسامة بالمثل و قال \أنا واثق فيك...


**********************



و بعد مدة من الزمن كانا قد وصلا للمجمع التجاري...مرت عدة دقائق و هما يجوبان في طرقات المجمع ليأخذا كل إحتياجاتهما...هي كانت تحاول جاهدة التجلد بالقوة أمام ذلك الشئ الذي يمشي أمامها...لكم هو ساحر لروحها..آخذ للب عقلها...يرنو بروحها لسابع سماء...هذه اللحظات القليلة التي تقضيها معه في شراء الأغراض المنزلية من أسعد لحظات حياتها...لأنها تحس فيها بأنها زوجة...كانت سارحة في عالم يستوطنه هو بكيانه الآخذ لروحها...و لكن قطع عليها تفكيرها صوته...\مرضية..مرضية!!
التفتت عليه لتقول...\ها؟!
خالد \شنو ها؟!..لي ساعة أناديك و انتي مانك معاي؟!

احمرت وجنتها في صورة كانت ستكون بادية له لولا وجود ذلك الغطاء على وجهها...و من شدة احمرارهما أحست أن ذلك سيبدو له حتى من خلف الغطاء...و قالت بارتباك..\آسفة فيه شي؟!
خالد \لأ بس قلتلك إذا محتاجة شي للحمل مادري عنه شوفيه...
و كيف لها أن تعلم ما يجب أن تاخذه للحمل..و هي يتيمة بلا أم أو أخت كبيرة لتنصحها!!!...
قالت و هي توقف ذلك الحبل المرير من الأفكار عن التدافع...\لا مابي شي...

مرت مدة من الزمن و هما يجوبان المحلات...و في إحدى المحلات جذب مسامعها صوت الفتيات الواقفات خلفها...
....\شوفي هذا اللي ورانا...خقققققة...و ربي إنه يهبل...
قالت لها الفتاة الثانية...\إيه و الله...يجنن..بس هذي اللي معاه شكلها زوجته...
...\بس شوفيها معاقة...و تمشي مشية مخلقنة...كيف رجال فزينه يتزوج وحدة معاقة مثلها...الأكيد إنها أخته و مضطر يروح معاها السوق...
...\إي والله مو ممكن واحد مثله يبتلي بوحدة معاقة....

ألقت الفتاتان كلماتهما دون أية مبالاة...دون أية مبلاة بتلك الكلمات التي كان وقعها كالسهام المتأججة يالنار على صدر تلك المسكينة...كانت كالسيخ الموشوم الذي يغرز في صدرها...يا سبحان الله...لكم هم غريبين جنس البشر...يلقي الإنسان كلمة دون أدنى مبالاة منه بمقدار الألم الذي يبعثه في صدر أخيه...أليس هذا بذنب؟!..و ذنب كبير؟!...فلٍم يبالي البشر بعقوبة ترك الصلاة و الصيام..و لا يبالون بعقوبة جرح أخيك..فالجرح المعنوي أقوي و اعظم و أكثر ألماً من أخيه المادي...و لا يلتئم بسرعة كالآخر...!!

أحكمت قبضة يدها على تلك الحقيبة التي كانت تحملها بقوة...لعل قليلا من الألم الذي تحس به يمكن لتلك الحقيبة ان تمتصه...لا يمكن لها أن تحظى بلحظة فرح في حياتها..ففي اللحظة الوحيدة التي أحست بالفرحة العارمة فيها..كلمة من نفس غير مبالية جرحتها..و بقوة...
هو سمع جزءاً من حديث الفتاتان...كان يتمنى لو بإمكانه طبع يديه على خدهما و لكن ليست من شيمه أن يتحدث مع النساء...و عزى تصرفاتهما لنقص نفسي و مرض روحهما...حقا كان يريد قتلهما..ليس حباً فيها...و إنما هو لا يرضى هذا الشئ في أي شخص مهما كان...قال لها..\تبي شي ثاني؟!
قالت له و العبرة تقف لها...\أبي أرجع البيت...


لم يناقشها كثيراً...و دفع ثمن الأشياء ليتحركا..و في السيارة كان فقط يستمع لصوت شهقاتها التي كانت تحاول جاهدة حبسها...لم ينطق بكلمة...فهو ليست له طاقة على تضميض أي جرح مهما كان...
و في الشقة...أسرعت هي بعرجتها التي اعتادها لتدخل الغرفة..بينما هي أدخل الأغراض للمطبخ...
هي أحست بالإختناق...بأن روحها ستوشك على الخروج من فاهها..خلعت نقابها بسرعة و حجابها أيضاَ...لينساب ذلك الشعر الغجري على أطراف وجهها...فتحت النافذة لتحاول استنشاق أكبر قدر من الهواء...لم تستطع منع تلك الدموع من أن تخط طريقها على وجنتيها...كيف لها أن تحتمل ذلك القدر من الألم...

أما هو فعندما دخل الغرفة تفاجأ بجسدها الصغير جداً و القابع قرب النافذة...و فاجأه أكثر شكل شعرها الذي يغطي ظهرها و تلك التموجات التي تنساب عليه...لكم كان شكلها ساحراً...مع ضوء القمر الذي ينعكس على خصلات شعرها...يقسم أنه قد كان بإمكانه أن يمكث دهراً يتأمل شكلها هكذا..و دون أدنى شعور بالملل...!! ...لم يقترب منها ربما لتجرد عقله من الكلمات التي يجب أن تقال...
قطع حبل أفكاره صوتها الأنثوي...\ليه تزوجتني؟!
فاجأه سؤالها و بشدة...لم يجد لها أية إجابة...\أعتقد إنك لما وافقتي تتزوجيني كنتي تدرين بغرض الزواج...

آلمها!!...

مع أنها تعلم الحقيقة و لكنها كانت تتمنى أن تسمع منه شيئاً غيرها...التفتت عليه فجأة ليتأمل خصلات شعرها الغجرية و هي تغطي عينيها..تأمل حركة يديها و هي تزيحها و تدخلها خلف أذنها ببطء...كانت هذه حركات اعتيادية..و لكن كانت أمامه تتمثل بالحركة البطيئة..و لها وقع خاص على روحه!!...و لا يعلم لماذا؟!...تأمل رأس أنفها الذي اعتاد على احمراره..وجنتاها...شفتيها..عينيها...كلها قد تدفق الدم لها بقوة من شدة بكائها...كان شكلها و كما هي العادة..قمة في البراءة اللانهائية...قالت له و هي تحاول التجلد بالقوة...\لساتني خدامة فنظرك؟!

أخرسه سؤالها...لا يعلم ما يجب أن ينطق به من كلمات لها؟!..لا يعلم...فتح فمه وهو على وشك الكلام و لكن استوقفه صوت الهاتف...رن لعدة دقائق...و هو لم يكن يريد الرد عليه..و لكنه قام من مكانه ليتناوله و يتأمل الإسم الذي يتوسط الشاشة...رفع السماعة ليقول...\ألو سماح!!...
هي سمعت أول كلمتين و بعدها انغمست في وحل الآلام الذي كانت تتجرعه...لبثت هنالك..و فجأة إعتراها ألم شديد في بطنها...خرجت الآه منها لينتبه لها خالد و ينزل سماعة الهاتف التي ألصقها بصدره حتى لا يسمع الطرف الآخر الكلام...\مرضية...فيك شي؟!
أشارت له بيدها و هي تقول..\لا..مافيني شي...و هي تعلم في قرارة نفسها أن هذا نتيجة لأنها لم تأخذ الدواء...خرجت تاركة له المكان بأكمله له و لتلك السماح...
فهنيئاً لهما....!!!

*********************




عجبا لمن ابتلي بخوف كيف يغفل عن قول:
(حسبنا الله ونعم الوكيل)

عجبا لمن ابتلي بالضر كيف يغفل عن قوله :
(رب إني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين)

عجبا لمن ابتلي بالغم كيف يغفل عن قوله :
( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )



***************************


لبنان...
بيروت...


تتأمل تلك العلبة التي بين يديها...

كم لبثت في هذا المكان تتأمل في هذه العلبة...أخرجت منها ذلك الشريط من الحبوب...أخرجت إحداها و تناولت ذلك الكوب من الماء ..و ابتلعتها...تأملت شكلها قليلا في المرآة...هذا هو الحل الأفضل...فهي لا تريد أن تنجب أبداً...و ليست لها أية رغبة في شئ كهذا...و متأكدة من أنها و إن أخبرته بهذا الشئ فهو لن يمانع...فهو لا يبدو عليه الرغبة في الحصول على أطفال...لا ...و لن ترغب في الإنجاب ما حييت...
فما عاشته من آلام و جروح في الماضي أماتت روحها..و لم تعد لها قدرة على الإحساس بشئ..لذا لن تسمح بقدوم طفل يتألم في هذه الدنيا...و ستكتفي بأن تعيش هكذا...حرة من أي تعقيدات...
وربما من الأسباب التي تشجعها على فعلتها أنها فعلاً لا تعلم شيئاً عن ذلك الغريب الذي يعيش معها تحت سقف واحد...!!!

غريبة هي هذي الأقحوانية من الأحداث التي يعيشونها...يعيشون كزوجين و لكنهما ليسا بزوجين طبيعيين...لا يعلمان شيئاً عن ماضيهما..و تحس أن كلاً منهما له أسرار و له جانب آخر لم ينقشع للثاني....غموض يلف كلاً منهما...فكيف لطفل برئ أن يعيش بين هكذا تعقيد!!
أدخلت قرص الحبوب في العلبة و أدخلتها في تلك الخزانة وراء عدد من المستحضرات حتى لا يراها...أغلقت الخزانة التي كان بابها هو المرآة التي فوق المغسلة...غسلت وجهها و أحكمت لف ذلك الروب حول جسدها...خرجت لتجد ذلك الآخر جالساً يقلب في تلك القنوات...منتبهاً بكل حواسه مع التلفاز....


هو....لم ينتبه لها عندما خرجت من الحمام...و لكنه إنتبه لحركة شخص ما ليلتفت عليها و ينتبه لها و هي تضع القليل من الكريم على جسدها...جذبته حركة يدها التي تتحرك ببطء على قدميها و يدها...لا يعلم و لكنها تبعث العديد من الأشياء المختلطة لصدره...حقاً لا يعلم فهي الغموض..و الغموض بحد ذاته يتمثل فيها...راقب حركة يديها و هي تضع من ذلك المستحضر على كفيها و تفركهما ببعض ببطء...ربما سرح في تقاسيم جسدها الملفوف بذلك الروب الذي يصل لحد ركبتها...لم ينتبه عليها إلا و هي تناديه...\سياف؟!...سياف؟!
سياف \ها!!
نادية \شنو فيك؟!...صار لي ساعة أناديك؟!
سياف \ها..لا مافيني شي...تبي شي؟!
نادية \بقولك إني بضطر أسافر بعد أسبوع لأن عندي شغل...
كشر ملامحه بقوة في ردة فعل متوقعة منه تماماً...و قال..\لوين ان شاء الله؟!
قالت و هي تسرح تلك الخصلات من شعرها و هي تنظر لنفسها في المرآة...\سويسرا...
نادية \و مين اللي أذن لك؟!
انتبهت له و قد تبدلت ملامحها ...\و ليش ترفض؟!
تجيب سؤاله بسؤالال آخر..لكم هي قوية في المواجهة هذه الأنثى القابعة أمامه!!....\مافي داعي تسافرين بروحك...
قالت بثقة...\ماهي أول مرة و لا آخر مرة أسافر بروحي...و ما بيصير لي شي...إلا إذا كنت تبي تجي معاي..فمافي مشكلة...
سياف \تدرين إني مشغول و ماقدر...
نادية \أوكي بروح بروحي...
قال لها و هو يرجع ليركز مع التلفاز...\ماهو مهم روحتك...أنا لي صلات و ممكن أخليهم يخلون واحد غيرك يروح...


قامت من مكانها لتقترب و تقول و هي تخرج فستاناً من الخزانة...\أنا لو كنت أبي ألجأ لصلاتك كنت قلتلك من البداية بس هذا شغلي و مافيه سبب وجيه يمنعني من إني أروح...
سياف \و لا حتى أنا؟!
نادية \و لا حتى إنت....!!...قطع عليهم هذه المواجهة التي كانت على وشك الإحتدام صوت هاتفه...أخرج الهاتف ليرى ذلك الرقم يتوسط الشاشة...قام بسرعة حتى خرج من الغرفة...استغربت هي من هذه المكالمة التي جعلته يخرج من الغرفة...خرجت من الغرفة لتلك الشرفة المواجهة للحديقة الأمامية للمنزل...تأملته وهو واقف قرب تلك الشجرة في الأسفل و على وجهه ملامح تجهم و يبدو أن الطرف الآخر الذي يتحدث معه غير مرغوب فيه...


أما هو فنزل للحديقة و فتح الخط ليحل الصمت في المكالمة...و بعد مدة بدت كقرن من الزمن سمع الصوت الأقرب لفحيح الأفعى...
....\تستغفلوووني!!!


ظل مدة من الزمن يرتب ما سيقوله...و قال بكل برود و نبرة رجولية...\من وين جبت هالكلام الفارغ؟!
كمال \من مصادري...يعني ما شاء الله!!...تروح على أساس بتجيب المستندات منها...و بعدها أكتشف إن حضرتك إنت و هالسافلة تزوجتوا!!!
احمر وجهه من شدة الغضب و تأججت كل براكين الأرض في صدره ليقول...\لاااااا تقول عليها كذا....و إلا و رب الكعبة بتكون تحت التراب فظرف يوم...و انت تعرفني..ماهي بعيدة على...
كمال \أووووهووووو علينا!!!....وقعت في شباك الهانم و لا شنووو!!!
سياف \كمال!!!!!....لا تتعدى حدووودك!!
كمال \أنا اللي لا أتعدى حدودي؟!!....بالله؟!!...الحين نحنا كان بينا إتفاق بس الظاهر إنك نسيته و لا في حد سوالك غسيل مخ...
سياف \أنا ما نسيت الإتفاق...و بعطيك مستنداتك في الوقت المناسب...
كمال \متى؟!
سياف \في الوقت المناسب قلت...و ما يحتاج أعيدها....!!
كمال \سياف...ما تنسى إن انت معاي فهالمشنقة...و هي بيدها الحبل اللي ممكن تنتهي مننا فيه...و أنا ماني مستعد أضحي بروحي عشانك تبي تقضي معاها وقت زيادة...
سياف \كمااااال!!!...قلت لك مستنداتك بتجيك فالوقت المناسب...
كمال \ماقدر أنتظر..و لو سيادتك ما تحصلت عليها بطريقتك أنا بعد كذا بتصرف بطريقتي...و إنت تعرف طرقي اللي بعيدة كل البعد عن الإنسانية...
سياف \إياك ثم إياك تلمس شعرة منها..إلا و اللي خلقني و خلقك لتكون نهايتك على يدي أنا و مو على يدها....
كمال \و الله و صرت تهدد عشان الحرم المصون؟!...إنت من جدك؟!!...وش سوت بعقلك...
سياف \ما يخصك!!!...و هي ما سوت بعقلي أي شي...و كل اللي أسويه عشان أتحصل على اللي تبيه أنت و أبيه أنا...
كمال \المهم إني حذرتك و أنذرتك...فظرف أسبوعين إن ما حصلت لي على المستندات...بتصرف أنا بمعرفتي ووقتها لا تلومني على أي شي...سلام....
و أغلق الهاتف ليضرب بيده بقوة على تلك الشجرة التي أمامه حتى اهتزت من غضبه...تلك الشجرة المسكينة لم تسلم من غضبه...
لكن...


لماذا تناسى هو الهدف الأساسي الذي تزوجها من أجله؟!...ألا وهو المستندات و السي دي؟!...لماذا و كأنما تم محو هذا الهدف من عقله تماماً...ما هذه القدرة العجيبة التي تتمتع بها هذه النادية لكي تمحو شيئاً كهذا من عقليته!!...تم محوه تماماً و حل محله ذلك الغموض الذي يلف تلك النادية!!


*****************************


بعد عدة أيام...

يتأمل تلك الشوارع الضيقة و الحوائط الموشكة على الإنهيار فوق رؤوس ساكنيها...و البشر الذين يتخللون شوارع تلك المنطقة...أوقف سيارته على مسافة بعيدة حتى لا يجذب الأنظار...تقدم وهو يحاول ألا يخطئ في المنزل..حتى وصل أمام باب قد أهلكه الزمن و هرئ من كثرة الإستعمال...و تلك الحوائط التي تحيط به و هي على وشك أن تؤول للسقوط...
وقف مدة من الزمن...طرق الباب لمرة وهو ينتظر...لم يجد رداً...طرقه للمرة الثانية ليسمع صوت أنثى من خلف الباب..\مين؟!

التفت بسرعة ليعطي الباب ظهره و قال...\السلام عليكم..
...\و عليكم السلام...مين؟!
يسار \أنا جيت عشان المهمة...!!!
من كلمة (المهمة)...فهمت من في الطرف الآخر مقصده و قالت له من خلف الباب...\السلام عليكم...مثل ما أمرت...نفذت كل اللي قلت عليه و رحت لها...و ارتاحت لي جدا..؟.بس يبيلها كم زيارة ثانية و بعدها ممكن تساعدني...
وصلها صوته الرجولي الهادئ...\زين...الحين رح حط لك عند عتبة الباب صندوق...بتلقين فيه جوال عشان تقوليلي فيه المستجدات..برسايل بس...مافي اي اتصالات!!...ومعاه مبلغ من المال...و بتلقين رقمي مسجل في الجوال..بترسلين لي كل ملاحظاتك..مفهوم...
وصله صوتها من وراء الباب..\مفهوم...

تركها و خرج...ليبتعد عن هذا المكان الغريب و يتجه نحو سيارته....
و بعد عدة دقائق...و هو يقود السيارة تصله تلك الرسالة...\الظاهر إنه يعذبها لأني لاحظت بعض الرضوض عليها..و إمكن بعد كم زيارة بترتاح لي و بنقدر نستخدمها ...بس يبيلها شوية زمن...
أغلق الهاتف ورجع ليفكر في ذلك الجراح و إبنه..الأكيد أن ابنه ستكون له الكثير من العقد النفسية التي قد فرغها في تلك الزوجة المسكينة...و لكن هو لا يهمه أمر تلك الزوجة كثيراً...كل ما يهمه هو أن يتحصل على معلومات يستطيع استخدامها ضد ذلك الجراح...!!!


*************************


تحس بقطرات الماء الملامسة لجسدها...باردة لعل لها القدرة على اطفاء ما بداخلها من نيران...لا تعلم كم لبثت تحت الماء فقد فقدت الاحساس بالزمن ...خرجت من الحمام و هي تلف الفوطة حول جسدها...جلست أمام المراة تتأمل في شكلها الذابل...جلست تجفف شعرها من قطرات الماء...و جذبها ذلك الاحمرار الذي يرسم خريطة على عنقها...

مررت اصابعها الرقيقة ببطء عليها...تحسستها...لا تعلم ماهية احساسها..فهي فقدت الاحساس منذ مدة ...منذ أن أصبحت الة له لتنفيس ما بداخله...فما بقلبه قد احتلته انثى اخري...اما هي فللاستخدام لا غير!...ارتدت فستانا فضفاضا طويل و له أكمام قصيرة ...و لكن مفتوح الصدر...احاطت كتفها بطرحة واسعة لتغطي تلك الاثار الواضحة...كان اعتياديا...فقد اعتادت على ارتداء مثل هذه الملابس...
ذهبت الى المطبخ تريد ادخال الاكل الذي اعدته له...و يبدو أنه كالعادة...لن يأتي...فستكتفي بادخاله في الثلاجة...و بينما هي تهم بوضعه تفاجأت بذلك الواقف في الباب بطوله الفارع و واضعا كلتا يديه داخل جيوب بنطاله...تلك الحركة التي اعتادتها منه...كان صامتا...و لم ينبس ببنت شفة...أحست بالقشعريرة تسري في كل أنحاء جسدها من مراقبته لها...كان لابد لها من أن تكسر هذا الصمت القاتل...
قالت و بربكة متجنبة النظر اليه..\أأ...أكلت؟!!
نظر لها و بابتسامة على طرف شفتيه...\و عليكم السلام.!!!
بكل برود...يأتي بعد أن يغيب عنها الليلة الماضية و هي ليلتها حتى دون أن يسأل عن أحوالها ...و كأنما هي جارية يأتيها وقتما يريد..و ينتظر منها أن تستقبله بكل حرارة؟!!...نعم اشتاقت له...نعم اشتاقت لرائحته...لعطره...لكل تفاصيله...و لكنها أنثى؟!!...و لها احتياجاتها ايضا...هو استغرب من هذا الصمت الذي يتخللها...نعم هي بعادتها هادئة..و لكن ليس لهذه الدرجة...

قال بنبرة يصطنع الغضب...\ليش ما رديتي على اتصالاتي؟!!...
اتصالاتي؟!!...متى اتصل بي؟!... كانت تريد الرد عليه بأنها لم تر تلك الاتصالات...و لكن أتتها جرأة مفاجأة و تجلدت بالقوة لترد...\و بيهمك ؟!
صدم من ردها...فهو لم يعتاد عليها بهذه الشخصية..دائما ما تكون هادئة و مطيعة...استفزته...مع أنه يعلم جيدا أنه مخطئ في حقها كزوجة!!...و لكن لا يجب أن ترد عليه بهذه الطريقة...
خالد \نعمممم؟!!...هذي نبرة جديدة...
انتفض كل جسدها من هذه النعم!!!...فهي ضعيفة و لكن لابد أن تكمل ما بدأته...\اللي سمعته...!!
اقترب منها أكثر و هو يقول بنبرة غاضبة...\هااا...وش هالنبرة الجدييدة يا مدام؟!! ...و تحرك متجاهلا لها و هو يقول...\حضري لي العشاء...و لكن فوجي بذلك الرد القوي منها...\لا....
التفت عليها و كل ملامح الغضب على وجهه...و هي من جهتها فأحست بأنه سيدفنها حية...قال بغضب و هو يرجع أدراجه لها...\شنووو؟!!...ما سمعت زين؟!

قالت و هي تتجلد بالقوة..\لا..ماني محضرة العشا...ليش ما أكلت مع اللي كنت معاها؟!
ابتسم بداخله على ردها الطفولي ..و لكن قال و هو يمثل الغضب عليها...\ما بيخصك...انتي تنفذين و بس...
قالت بغضب شديد...\لا يخصني يا أستاذ!!...
اشتعل الغضب في عينيه....امسك يدها بقوة حتي المتها ...و اصبح لا يفصل بينهما شئ...و من مسكته القوية لها سقط الغطاء الذي كان يغطي كتفها..لتعلن عن تلك العلامات التي تندد بفاعلها...و تصرخ باسمها....من أين أتتها هذه الجرأة...وقال و الشرار يتطاير من عينيه...\مرضيييييية...


اغتاظت و اشتعلت كل خلاياها...و قالت بكل جوارحها و هي تنتفض من الغضب...\خالد...أنا ماني آلة لك عشان تستعبدها..و ترميها وقت ما تحب...و تجي تستردها و قت ما تحب...تختفي لكم يوم و أكون قلقانة و بعد كل هذا أكتشف إنك سافرت من دون ما تخبرني...و بعد كل هذا تتوقع مني إني أجاوب على مكالماتك بكل شوق؟!!...ليش رجعت بعد هذي المدة؟!..مدامك قربها فافضل بقربها لبقية حياتك....و لا تقرب مني لأني خدامة و ماني أكثر من كذا...انت أناني و ما بتفكر فأحد غير نفسك...فلا تجي و تطلب مني أنفذ أوامرك بكل....و لكن توقفت عن الكلام فجأة عندما أحست بيده موضوعة على شفتيها لتسكتها...

لتنزل و يمررها بكل رقة على تلك الاثار...احترقت بشرتها...تحس تحت ملمسه ببراكين تحترق...الان فقط..أحست بألم هذه الاثار...حاولت..حاولت أن تفرق شفتيها لتخرج منهما كلمة ...فقط كلمة واحدة لتصده عن لمسها...فهي لا تقو على ذلك...ليست لها القدرة على احتمال أنفاسه..لمساته!!!...
أما هو فكان فقط يتأمل بشاعة فعله...و هو يمرر أصابعه ليتحسس مقدار أنانيته بنفسه...كانت تلك الاثار الدليل على...

قسوته...
قوته...
و على..
رقتها...
نعومتها..
براءتها...

اثار لها أكثر من ثلاثة أيام !!...و لم تخف..بل زادت مع الزمن...لتصبح له الوصمة على فعلته!!...
قال لها بهمس مطلق...\شنو سببها ؟!
استغربت السؤال...أيعقل أنه لم يعلم أنه السبب في رسم هذه الخريطة عليها؟!!...ردت ببلاهة و هي تنظر للأرض...\وش سبب شنو؟!!
ابتسم على بلاهتها...أو بالأحري تمثيلها البلاهة ببراعة...فتلك الصورة زادتها براءة...و اردف و قد أصبح لا يفصل بينهما غير ذرات من الهواء...\الكدمات...
انزلت رأسها للأرض بشدة...فبقدر ما هي غاضبة منه.,..بقدر ما تحس بأن الخجل سيذيبها...لم تقو الحروف على الخروج من شفتيها...قالت بصوت لا يكاد يسمع...\منك...
و هو بدوره لم يسمعها...فقال و هو يقرب رأسه أكثر...\ها...
أيستظرف هو أم ماذا؟!!...
غضبت جدا منه و قالت بصوت متحشرج و هي تحاول أن تكون قوية...\منك...تحاول تمثل البلاهة و لا شنوو...فانت عمرك ما حس....صدمت عندما أحست بملمس شفتيه على تلك الآثار...لم تقو على قول شئ و هو يتنقل بشفتيه ليتتبع اثار فعلته...صمتت...اكتفت باغماض عينيها و السكون...فهو وحده الذي بمقدرته...

اغضابها...

ااسكاتها...

ثم اذابتها...!!


************************


في مكان آخر بعيد كل البعد...

جالسة على تلك السجادة...تشكو للمولى وحده ...كم من ألم يغوص في أعماق صدرها...نهشها الألم حد اللاإحتمال...تود لو تصرخ..تبكي..أو أي شئ...هذا هو ملجأها الوحيد...بعد كل صلاة تجلس و تدعو لربها الواحد الأحد لعله يفرج كربها و يريحها من هذه الحياة السقيمة...لم تعد لها أية قدرة على إحتمال هكذا حياة!!..
لم تسمع صوت ذلك الواقف خلفها وهو يناديها...حتى أحست بألم شديد و بوجود شئ يجر شعرها بقوة شديدة...\يالقرففف أنتييي قووومي..ليي ساااعة أناديييك...
أسيل \آآآآه..و الله ما سمعتك..و ربي ما سمعتك...
قال وهو ما زال يجر خصلات شعرها التي كادت أن تتقطع بين يديه...\كذااابة..لي ساااعة أناديكي..إياكي تتجاهلييني مرة ثانية و إلا بتكون نهايتك على يدي..فهمتييييي...!!!
قالت بضعف و وهن شديد...\فهمت فهمت...و الله فهمت...
فك قبضة يده لشعرها ليطلق سراحها و تبتعد عدة خطوات للخلف من شدة خوفها منه و هي تشهق من شدة الألم و تحس بأن الرؤية قد أنعدمت أمامها من كثرة الدموع المتجمعة عند مقلتيها...
قال لها و بقرف شديد...\روووحي وضبي لي أغراااضي عشان بسافر...بسرررررعة...
انتفضت من نبرته و أسرعت لتبتعد عنه و تذهب للغرفة لتوضب أغراضه...تتمنى لو يسافر و يحل عن وجهها...يعتقها لوجه الله..أن ينساها...يبتعد عنها تماماً...تتمنى لو يحدث ذلك...و لكن على أرض الواقع...فالأمنيات تكون على حافة الهامش!!
توجهت نحو الغرفة ..أغلقت الباب لتتكل بجسدها المتهاوي على الباب و تضع يدها على صدرها في ألم شديد...أغمضت عينيها بقوة من شدة الألم الذي يعتصر روحها...لكم صبرت..و لمتى ستلبث على هذا الحال...يا رب الهمها الصبر...فتحت عينيها و تذكرت أنه إن أتى ووجدها لم تحضر له أغراضه فستصبح في عداد الموتى لا محالة...
توجهت نحو الخزانة لتقف على أطراف أصابعها وتتناول تلك الحقيبة الموضوعة فوق الخزانة..أنزلتها ووضعتها على السرير...فتحت الخزانة لتبدأ بإخراج أغراضه حتى ترتبها له في حقيبة سفره...و بينما هي تخرج الملابس سقط ذلك الشئ من بينها...لم تنتبه له في البداية و لكن بعد مدة من الزمن لفت انتباهها لتتناوله بين يديها و تكتشف أنها صورة...صورة لفتاة!!!...
وضعت يدها على صدرها..اهي عشيقته أم هي ضحية من ضحاياه مثلها؟!...
لا تعلم...لمن هذه الصورة يا ترى؟!..


**********************


في اليوم التالي...
منزل عبدالعزيز...


تجر كرسيها الحديدي...متجهة نحو مكتب والدها...فهي منذ الصباح لم تقابله....و تحس بشوقها الشديد لرؤيته...جرت كرسيها و رأت باب المكتب مفتوحاً قليلاً و هنالك إضاءة خافتة فيه...إذا حتماً هو بالداخل...و لكن عندما اقتربت من المكتب سمعت صوتاً آخر... اقتربت أكثر كانت ستهم بفتح الباب و لكن توقفت عن ذلك عندما سمعت تلك الكلمات التي جردتها عن الحركة و أحست بأن روحها كانت ستوشك على الخروج من فاهها...


*******************

انتهازية!!!

استغلالية!!

تافهة!!

نعم...فهذا ما يمكن أن أطلقه على نفسي المريضة!!...لماذا استغللت الموقف...لماذا لم أعترف له بأن رفضي لقربه ليس نتيجة لتحرشات وليد بي..و إنما هو نتيجة لشئ أكبر..و أكبر من ذلك بكثيييير!!!
و المشكلة أنني لا أتحدث عن أي رجل..و إنما عن يسار!!...عن قنبلة قابلة للإنفجار في أي وقت!!...عن فتيل من الوقود مستعد للإحتراق في أية لحظة...ها هو و الغضب قد أحرق خلاياه عندما علم بما فعله وليد بي...فكيف إن علم بالحقيقة المرة!!...كيف إن علم بأني قد كنت أستغفله كل هذه المدة.؟!!
و لكني و أقسم بالله أنني حاولت...نعم قد حاولت أن اخبره بكل شئ..و لكن في كل مرة يحدث شيئاً يصدني عن اخباره بالحقيقة....
خائفة..نعم خائفة و بشدة مما ستجلبه الأيام لي من أحداث...و لكن بالقلب بصيص..نعم بصيص من الأمل أنه...

حتماً...

لغد طيات أخرى..!!




يتيمةٌ أنا دونك ..... وحيدة هذا المساء
في قلبي شوق لحديثك ...
في نفسي طوق لحنانك....
نبضي يتسارع ... نفس مع نفسي تتصارع
أحيا أملاً يوماً أن ألقاك
أن تغفوا عيني على أنغامٍ كلماتِ العشق تتناثر عطراً من شفتاك
حرفك لدفء شعاع .... همسك للروح شراع
فكيف تغادرني..... أترحلُ عني وأنت أرضي والسماء
عد لثواني قليلة
ميساء أبوسعدة





هنا أقف و أنا كلي أمل أن تنال هذه الطية اعجابكم...
أرجوووكم لا تنسوني بصالح الدعاء...و أن يستجيب الله دعوتي...
استودعكم الله و إلى لقاء آخر...
لقاءنا القادم سيكون في أحد الأيام القادمة و لكن لا أعتقد انه سيكون الإثنين مع انني سأحاول جاهدة بأن يكون قريباً.....
يااا رب الطية تعجبكم

 
 

 

عرض البوم صور **روووح**  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة رووح, ليلاس, معاقه, معي, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, الماضي, المستقبل, روايات رومنسيه اجتماعيه, روايات سعوديه, روايات و قصص, روايات طويله, روايتي ولغد طيات أخرى, روايه بالفصحى, روح, طيأت اخرى
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t181600.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ط§ظ„ط£ظˆظ„ظ‰ طµط­ ظپظ‚ظٹط±ط© ظ„ظƒظ† This thread Refback 25-08-14 07:35 PM
Untitled document This thread Refback 23-08-14 09:22 PM
ط±ظˆط§ظٹطھظٹ ظˆظ„ط؛ط¯ ط·ظٹط§طھ ط£ط®ط±ظ‰ ظ…ظ†طھط¯ظ‰ This thread Refback 09-08-14 01:57 PM


الساعة الآن 04:10 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية