كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) .رواه البخاري و مسلم
**************
في السيارة...
قالت نورة ليسار أنها ستذهب لزيارة خالتها..و أنا ستذهب مع السائق..و لكنه رفض و عرض عليها هو ايصالها...حقيقة هي لا تريد زيارة خالتها...و لكنها تريد زيارة ذلك الصغير الذي قد اشتاقت له...
تأملت تلك المنطقة..تلك الشوارع..تلك الأزقة ..تلك الوجوه التي قد تركتها من مدة...ذكريات تدافعت لذاكرتها المريرة...واحدة تلو الأخرى..و مشهداً تلو الآخر...فتحت باب السيارة لتخرج منها و انتبهت لنزوله هو أيضا عن السيارة..قالت..\ماهو ضروري تجي معاي..
لم يعرها أي اهتمام وهو يغلق السيارة بذلك الزر عن بعد لتصدر ذلك الصوت الدال على إغلاقها...و تحرك لتتحرك هي خلفه...تذكرت كل لحظة قد عاشتها في هذه الأزقة..تذكرت كل احساس قد راودها في هذا المكان...الوجوه..الحوائط..و الحجارة التي على حافة تلك الأزقة...كلها ملامح قد اعتادت عليها يوما ما...تأملت ذلك الشامخ الذي يمشي أمامها...لكم هو مسيطر في كل وقت و في كل لحظة..حتى و إن كان في مكان سكنها الذي لا يفقه عنه شيئاً...فمن يراه..يوقن حتماً أنه من سكانها الأصليين بتلك الثقة التي تتشرب ملامحه...!!
هو...تذكر ذلك اليوم...ذلك اليوم الذي قد أوصلها فيه لهذه البقعة من الأرض..كم كانت غريبة عليه هذه الأزقة و هذه البيئة من البشر...و كم كانت غريبة عليه هذه الكائنة التي تمشي قربه..يا سبحان الخالق؟!!..من كان سيصدق يوماً ما أن هذه الكائنة هي نفسها من ستعيش معه تحت سقف واحد..من سينتهي به المطاف معها بعد حياة عزوبية ثلاثين سنة!!...هذه الكائنة المغطاة بالسواد و تمشي بالقرب منه...ابتسم داخلياً على ثقته العارمة بنفسه..هو لا يعلم الطريق و لكنه يقودها ولا يعلم إلى أين؟!...قاطع فكره صوتها الأنثوي...\يسار!!
التفت عليها ليجدها قد توقفت منذ مدة عند طرف الطريق و مما يبدو أنه قد واصل المشي دون أي احساس بتوقفها...أشارت له بيدها..\من هنا!!
قادته حتى وصلا لذلك المنزل الذي قد تغير نوعاً ما..بتلك التغييرات التي قد طرأت عليه..و مما يبدو أنه قد تم تغيير ذلك الباب الهرئ..و تلك الحوائط التي كانت آيلة للسقوط...بأخرى مطلية بلون ملفت..استغربت نورة جداً من تلك التغييرات التي لم تعلم ممولها...مسكينة هي لا تعلم أن ممولها هي تلك الأموال التي دفعتها تلك الجدة لخالتها لكي تتركها بحالها!!...
طرقت الباب ليفتح الباب بعد مدة و يظهر لها ذلك الصغير الذي قد كان حافياً...شهقت من شدة اشتياقها لهذا الوجه البرئ و الذي كان سبب صبرها على تلك المعيشة...كان الطفل يتأمل تلك الغريبة المغطاة بالسواد الحالك و بعلامات استفهام طفولية...نزلت لمستواه لتحتضنه بقوة...لكم اشتاقت له..لكم اشتقات لتلك ال(نووونة) منه!!...و قالت له بفرحة عارمة...\زيااااااد حبيييب قلبييي...
ما زال الطفل مستغربا منها و لكن سرعان ما قالت له..\أنا نوونة..نسيتنييي؟!!
تهللت ملامحه لتتبدل لفرح طفولي بحت..و احتضنها بتلك اليدين الصغيرتين جداً...كانت تلك اللحظات على مراقبة من ذلك الواقف و المنتبه لذلك الحب المتدفق لذلك الزياد...
قطع عليهما ذلك الحب ذلك الصوت الذي لطالما قد كان صوتاً بغيضاً على روحها...خالتها \زياااد..منو فييه؟!
تسللت لذاكرتها تلك المشاعر التي قد كانت تجتاحها..أحاسيس بالقهر و الألم ...لتقول..\خالتي...هذي أنا نورة...
يسار \ادخلي لها و إذا فيه رجال بدخل..إذا مافيه بنتظرك هنا...
نورة \أوكي..و دخلت..لتجد تلك المرأة التي لطالما احتقرتها واقفة و على وجهها ملامح الكراهية الشديدة...و ربما الحقد..الحسد..لا تعلم ؟!...أو ربما خليط من الكل!!...اقتربت لتسلم عليها..\كيفك خالتي؟!
قالت و هي تلوي فمها...\الحمد لله...شنو جابك؟!
توقعت هذا السؤال..\جيت أسلم عليكم...و التفتت لتقول...\وينها يسرا؟!
كانت تقلب تلك العلكة في فمها بطريقة مستفزة..و تضرب بقدمها على الأرض...\عند صاحبتها...
نورة \وينه عمي؟!
\كلهم برا بس فيه أنا و زياد...إلا بالحق قوليلي..كيفك بعد ما ربي فتح عليك و بقيتي تعيشين في القصور؟!...و لا جيتي و اشتقتي لحياة الفقر اللي كنتي عايشة فيها؟!
واصلت نورة في محاولة احتمال تلك الكلمات الجارحة من خالتها و ذلك فقط لأنها كانت تريد أن تطمئن على زياد في هذه الحياة التي يعيشها وسط هذه الأسرة المفككة...خائفة عليه أن يكبر و يتحول مثلهم...
و في الخارج...
متكلاً بجسده على ذلك الحائط و تقريباً هو في وضعية الجلوس و فاتحاً قدميه ليقف ذلك الصغير بينهما و بملامحه الطفولية كان يمسك طرف شماغه بيده و يجره تارة و يتأمل لونه الناصع تارة أخرى...ليبتسم يسار على براءة ذلك الكائن القابع بين قدميه...أمسكه بيده ليقول بإبتسامة...\شنو اسمك؟!
قال له الطفل و قد بانت تلك التكشيرة بين حاجبيه..\ليش تبي تعرف؟!
ابتسم يسار بشدة على تساؤله و قال...\عشان نصير أصحاب...
و بنفس تكشيرته الطفولية..\ما بقولك...هي قالتلي ما تقول لأي غريب اسمك..
يسار و ذلك الطفل قد زاد فضوله..\منو هي؟!
زياد \نوونة...قالتلي ما تقول لأي غريب عن اسمك..
يسار \طيب أنا مو غريب..
نورة \لأ انت غريب...
يسار بفضول..طيب الحين قولي...انت ليه زعلت من نورة لما جت؟!
قال الطفل وهو يتأمل تلك الساعة التي على ذلك المعصم البارزة عروقه بيديه...\لأنها تركتني بروحي هنا...
يسار \طيب ليه؟!...مافيه أهلك؟!...
زياد \لأ..نووونة كل أهلي..هي أختي و أمي..و أبوي..و أخوي...ضحك يسار بخفة على كلام ذلك البرئ...و قال...\انت تحبها؟!
زياد \ايه..كثيييير...
يسار \قد شنو؟!
فرد ذلك الطفل يديه حتى أصبحتا في استقامة مع كتفه و قال...\قدر كذا...
ابتسم يسار على طفولته و قال...\ليش؟!
زياد \لأنها تحبني..و تحكيلي قصص دايماً قبل أنام و دايماً أنام معاها...و تسويلي أكل...و هي تحبني أنا بس...و مو بتحب و لا حد في البيت...
يسار \ليه؟!
رفع كتفيه بطريقة بريئة و قال...\ما عرف...و تتضايق لما وليد يضايقها...
(وليد؟!)..قال له بتعجب..\وليد منو؟!
قال الطفل بتعجب و هو يرفع حاجبيه بتلك النبرة الطفولية...\ولييييد ..أخوي...
يسار و قد راوده احساس غريب من ذكر اسم رجل قرب تلك الأنثى!!...\و ليه يضايقها؟!
رفع كتفيه للمرة الثانية دلالة على جهله الشديد..\مادري...
لا يعلم؟!..و لكن أحس بنار تغلي في احشائه من ذكر ذلك الوليد!!...أمسك هاتفه...و ضغط على تلك الأرقام...
هي في الداخل انتبهت لإسمه الذي قد توسط الشاشة..و كما هي العادة انتفض قبلها من اسمه فقط..رفعت لتسمع صوته الرجولي...\يلا اطلعي...
و أغلق الهاتف في وجهها...كم هو قاتل بأسلوبه المستفز لأعصابها؟!..إلى متى ستحتمل هذا الإسلوب...و لكن ما فعله أفضل لأنها لن تستطيع احتمال ثانية أخرى بقرب خالتها...ودعت خالتها و خرجت لتنحني و تضم زياد الصغير في حضنها..و لو كان بإمكانها لأخذته معها..اختطفته..أو أي شئ أفضل له من هذه الحياة....
زياد و بملامح حزن قد غشت وجهه..\نوونة...لا تروحي و تتركيني...
قالت و هي تقرص خده بخفة..\ما بتركك يا روحي و بجيك كل فترة..
أمسك عبايتها بقوة ليقول..\لا..نووونة لا تروحي...
الدموع بدأت تتجمع عند تلك المقلتين...\أنا وعدتك يا قلبي..لا تخاف ما بتركك...و أخرجته للخارج حتى لا تراها خالتها لتعطيه مبلغاً من المال و تقول..\زياد حبيبي...
قال لها بانتباه شديد..\ها؟!
نورة \هذي لك..و اوعدني انك ما بتقول لأي أحد في البيت عنها...و بتشتري فيها اللي تبيه...
زياد \بس؟!!
نورة \مو بس..لااازم توعدني يا بطل...
ابتسم وهو يقول..\وعد...و أخذ منها النقود ليدخلها في ذلك الجيب الصغير بأسلوب طفولي و هو منفعل..مسحت تلك الدموع التي قد نزلت من عينيه و قبلته لتقول...\يلا يا روحي ادخل لماما و لا تلعب في الشارع بروحك..أوكي...
أومأ لها برأيه..\أوكي...
كان كل ذلك الموقف على مرأى من ذلك الغاضب...لا يوجد سبب يغضبه و لكن هكذا هو..هكذا هي شخصيته..أحمق لدرجة غير محتملة!!...تقدمها لتمشي هي وراءه...و يصلا للسيارة...
*******************
منزل عبدالعزيز....
تقرأ بتمعن في صفحات ذلك الكتاب..لعلها تستفيد مما يتخلله من نصائح...كانت منتبهة معه بكل حواسها...و لكن فاجأها ذلك الصوت الرجولي الذي تقشعر له كل خلاياها...\احمم احمم...
أخفت ذلك الكتاب بسرعة خلف ظهرها لكي لا يراه..اقترب ذلك الآخر و كما هي العادة واضعاً يديه داخل جيوب بنطاله...اقترب ليجلس على الكرسي المقابل لها تماماً...لاحظ و بسرعة ذلك الإرتباك الذي كان بادياً عليها...\كيفك؟!
روح \زينة...سكتت مدة ثم أردفت..\الليلة مو موعدنا؟!
محمود \هفتلي اني أجي كذا...
قالت بنبرتها الطفولية..\بكيفك يعني؟!
ابتسم بخفة على غضبها الطفولي و قال...\شنو هذا اللي خبيتيه عني؟!
قالت بإرتباك واضح..\ولا شي...
قال وهو يرفع حاجبيه..\يا شيييخة!!!...على فكرة إنتي ممثلة فاشلة...
روح \أوكي فيه شي و ما بيخصك...
محمود \مممم...
استغربت جداً من سكوته ...وكونه لم يتخانق معها في الموضوع و قالت بعد صمت قد طال...\ها؟!
محمود \ها شنو؟!
اسلوبه مستفز جداً جداً...!!...\ما بنبدا؟!
اقترب منها في جلسته و قال..\اليوم بتكون جلستنا عن هالكتاب اللي كنتي تقرينه...
قفز قلبها من تلميحاته التي يعلم جيداً أنها تلعب بأعصابها...\هذا كتاب بنات...
محمود \هههههههه...هههه..كتاب بنات!!..هههههه...
استغربت جداً من ضحكته الشديدة...و ارتفع حاجباها في استغراب من هذا القابع أمامها...قالت بغضبها الطفولي..\شنو اللي يضحك؟!
محمود \هههه...كيف يعني كتاب بنات؟!
روح \يعني كتاب بنات!!!...ما يصير تقراه...
محمود \بالله!!!
روح \دكتوور!!!
اقترب ليقول..\شنو دكتور هذي!!...على ما اعتقد أنا اسمى محمود !!!
تحول وجهها لنفس لون تلك السجادة الحمراء القابعة على أرضية الصالة من كلماته...رجع للوراء في جلسته...و ابتسم بقوة على براءتها و قال..\تبي تقنعيني انك تخجلين؟!
قفز قلبها من أسلوبه الجرئ معها!!...ما باله اليوم؟!!...قال لها..\انتي لساتك صغيرة على هالأحاسيس؟!!
روح \أنا ماني صغيييرة!!!...سكتت مدة و بعدها أردفت بنفس الغضب...\و انت الحين كبير...حسيت من قبل!!..إنت ما عندك احساس...!!
اقترب بصورة مفاجئة في جلسته حتى أربك خلاياها...\يا شيييخة!!!
انزلت نظرها للأرض لتقول..\إي...
فجأة سقط ذلك الكتاب الذي كانت تحاول جاهدة إخفاءه...هو انتبه له ليحمله بين يديه و يتأمل تلك الحروف التي تتوسط غلافه...ابتسم بقوة وهو يتأمل ملامح تلك الصغيرة التي قد انكمشت و هي تغلق عينيها بقوة و بخجل شديد...
محمود \كيف تعلم إن كان الطرف الآخر يحبك أم لا!!!!
قال لها و هو يبتسم بقوة على اسم الكتاب...\شنو هذا؟!!!
اغتاظت و بقوة من بجاحته...\ما يخصك!!
محمود \بالله...و منو هالطرف الآخر اللي تبين تعرفين إذا كان يحبك أو لا؟!!
وجهها احمر و بقوة و لا تستطيع احتمال احراجاته لها...\قلت ما يخصك...
محمود \بالله!!..من وين جايبة هالكلام الفاضي؟!
روح \من السما!!...
محمود \ههههههه...ضحك بقوة على ردودها المصبوغة بروحها الطفولية...\و قريتي الكتاب...الحين قدرتي تعرفي؟!
روح \دكتووور...الكتاب مو لي....
محمود \لمين بالله؟!
روح \للدادة...
محمود \هههههههههههههه...ههههههههه...هذي مو بالغتي فيها حبتين!!!
قالت و هي تحاول رسم الجدية على ملامحها...\دكتور!!..هذي جلسة و لا شي ثاني..انت قاعد تلعب و مو قاعد تشتغل!!!...
كتم ضحكته و هو يقول بملامح جادة نوعاً ما...\أنا آسف...أوكي الحين بنكون جديين!!...سكت مدة ثم أردف...\إلا ما قلتيلي ..عرفتي و لا لأ؟!!...
روح \دكتوووور!!!
******************
يسار أتاه ذلك الإتصال المهم لينزل نورة في القصر و يتحرك فوراً...
يتأمل تلك الأوراق الموضوعة أمامه بإنتباه شديد...قال له ذلك الجالس في الكرسي المواجه له...\كانت غلطة إننا خلينا كل تخطيطتنا لهالليلة و اللي ما صار فيهها و لا شي...
قال وهو يقلب ذلك القلم بين كفيه...\كنت حاس إن فيه غلط في الموضوع...و ان هذي العملية هي قناع و مو أكثر من كذا...
سطام \بس من وين درى إننا ندري عن العملية...
رجع للوراء في كرسيه...\الأكيد إن فيه يد كبيرة في الموضوع..و يد نحنا نوثق فيها جداً...
تقدم سطام بجلسته للأمام..\تظن؟!
يسار \مو أظن؟!..أنا متأكد من هالشي...بس لو لميت فيه..ما برحمه!!...
سطام \تدري إن ولده هو ساعده اليمين...و له سوابق في قضايا تحرش بس كلها كان يطلع منها زي الشعرة من العجين..دون أي شكوى...و كان له شقة يجيب فيها البنات.. استغفر الله...و له قضايا مخدرات و غيره من هالبلاوي...
قال وهو يحك ذقنه...\ممكن ندخله من هالناحية...أنا متأكد من هالجراح شخص قوي و مسيطر و ذكي..بس الأكيد ان ابنه ماهو مثله...لأنه بيكون اتربى تحت يد شخصية مسيطرة...
سطام بإبتسامة...\شنو هالخبرة يا رجال...
يسار \صاحبك عالم بهالإشياء بس....قلب الأوراق التي أمامه ليقرأ...\جاسر حمزة الجراح...و قال بنبرة استهزائية...(الجراح الصغير)!!...تأمل تلك الصورة الموضوعة له على ذلك الملف...
لا يعلم و لكن احساس غريب قد راوده و كأنما قد رأى هذا الشخص في مكان ما!!....و كأنما قد رأى وجهه في بقعة ما....!!!
قاطع تفكيره صوت سطام...\بس كيف بندخله من هالطريق؟!
يسار \هذي خليها علي أنا...أنا اللي بتصرف...
قاطع كلامهم صوت طرق الباب...ليأتي ذلك الرجل و في يده أوراق...و يقول..\هذه هي الأوراق اللي طلبتها...
يسار \مشكور..و أخذ منه الملف ليضعه على جنب...ليقول له سطام...\شنو هذي؟!
يسار \و لا شي...
ابتسم سطام على أسلوب يسار الذي قد اعتاد عليه و قال...\يا شيخ الله يخليلك هالأشيا اللي تسويها ..أنا بروح للرائد أبو فيصل لأنه يبيني ...يلا سلام...
يسار \أوكي سلام...
و بعد خروج سطام تأمل ذلك الملف لمدة من الزمن...و هو يحس بأنه سيجد شيئاً منه...أو سيكتشف شيئاً لم يعلمه من قبل...لا يعلم لماذا يراوده هذا الإحساس الغريب...فهو قد وكل شخصاً ليتحصل له على معلومات عن ذلك الجراح..فلا بد له أن يعلم بأمر ذلك الماضي الذي يجمعه بوالده...يعلم أن تصرفاً كهذا غير مسموح به في النظام و يمكن أن يؤدي له مشاكل...و لكن هذه دائما أساليب ذلك اليسار...لا يكترث لأمر أي شخص أياً كان...
****************
في القصر....
قابع على ذلك الكرسي في مكتبه...يتأمل في تلك الورقة التي تتوسط يديه...ورقة قد كان الحبر الذي كتب عليها بمثابة نيران حارقة كتبت على صدره...كم هي مؤلمة تلك الذكريات...كم هي مؤلمة عندما تتدافع على عقله الضعيف...كيف له أن ينسي كذلك ماض مؤلم...كيف له أن ينسي كتلك لحظات...تأمل عنوان الورقة و للمرة الألف بعد المائة...
(شهادة وفيات)!!..
لماذا؟!!...لماذا كتب اسمها على تلك الورقة منذ ذلك الزمن؟!!...لماذا؟!...نعم يجب ألا يشكو من حكم الله و قضائه و لكن!!...لماذا؟!...لماذا هي؟!...لماذا هي من بين كل نساء العالم؟!...هي من كانت ضحكتها تملأ أنحاء القصر...و عيناها التي قد كانت بإتساع الفنجان...كم كانت جميلة..كم كان يشرق لضحكتها كل ركن من أركان القصر..و بعدها!!...
أظلمت دنياه..أظلم كل شئ....!!
قطع عليه حبل أفكاره صوت العاملة الفليبينية و هي تقول..\مستر عبدالرحمن فيه هذا جواب لك!!
(جواب!!)...قال باستغرب..\من منو؟!
العاملة \ما أرف...هذا واهد قال يدي حق مستر عبدالرحمن...
عبدالرحمن \جيبيه..
اقتربت العاملة لتمد له الجواب و تخرج....تأمله لمدة..ثم فتحه وهو لا يعلم ما سيأتيه منه...
(عبدالرحمن!!!....أولاً...كيفك؟!...و الله زمن!!...حبيت أقولك..انت ما تدري وش يشتغل ولدك!!...ما ظنيتك تعرف!!...
نزل بنظره للسطر الثاني ليتأمل تلك الأحرف...
حمزة الجراح)!!!!
انه هو...نعم هو!!...بنفس أسلوبه الإستهزائي...الذي لطالما كان يمقته...رجع بجسده على ذلك الكرسي و فتح الزرارات العلوية من ثوبه لعله يستطسع التنفس...
انتفض قلبه ليرمي الورقة بقوة على المكتب و ترتجف يداه من هول الصدمة...با الله!!!...سترك يا رب السماوات!!...ما هذا الذي يحدث...قبل ثوان معدودة كنت أتذكر ذلك الماضي السقيم وها هو الآن يعود بقدميه له؟!!...ها هو يفاجئه كطعنة قوية في صدره!!...ها هو بأم عينه يعود !!...يا الله!!!...ما هذه الدنيا!!...من أين يعلم بيسار؟!..و كيف يعلم به!!...يا الله فلتعطه القوة على احتمال هكذا صدمة..!!..
و لكن!!...جوابه يثبت أنه لا يعلم الكثير من ذلك الماضي...لا يعلم !!..نعم إنه لا يعلم!!!...
وضع يديه على رأسه وهو يحاول تقليل ذلك الأدرينالين الذي قد ملأ خلاياه...من تلك الأفكار التي قد تزاحمت لمخيلته...
من أين أتى؟!
و كيف أتى؟!
و بأي وجه يأتي؟!
وهل يعلم السر؟!
و كيف علم بيسار؟!
وهل يعلم بحقيقة يسار؟!
و الأهم...ما هو ذلك العمل الذي يخفيه عنه يسار؟!
******************
يكفي...
نعم يكفي..
هنا قد وصلت قوتي الإحتمالية لحدها...حتما سيتغير كل شئ...يجب أن أصبح أقوى من ذلك...يجب أن أضع حداً لما يحدث...يجب أن أغير تلك المرضية الضعيفة...ب
نعم..منذ الغد...سيرى مرضية أخرى أمامه....ليس لشئ...و لكن رما لأسترد ولو القليل من تلك الكرامة المهدورة...ليس لشئ..و لكن ربما لكي يحظى ذلك الطفل القادم بحياة لها أمل,,,ليس لشئ...
و لكن...لأنني قد سئمت...!!!
حقاً سئمت...!!
سنري ما سيحدث غداً...و مؤكد أن غداً يحمل معه الكثير من التغييرات...
و حتماً...
لغد طيات أخرى...
امرأة من الورق، لكنه أيُّ ورقْ؟
النارُ والريحُ معاً أحرقتاه ما احترقْ
شفافة، بسامة، صافية، مثلَ الشفق
زنبقة، نورسة، أغنية شفي القلق
مكياجها متواضعُ، جمالها مترفعُ
معها الحوار ممتعُ
رزق من اللهِ هي سبحان ربي إن رزقْ
عاشقة ذكيةٌ، صبورة نقيةٌ
فأنت محظوظ بها، إن كنتَ في أعينها
من أين يدخلُ الأرقْ؟
كريم العراقي...
هنا محطة الوقوف و أنا على أمل أن تكون الطية قد نالت اعجابكم....
و ليس لدي لمحات للقادم و لكن سأقول أن الأحداث ستصبح أكثر تشويقاً...
و ستأخذ منحى غير متوقع..
و عن مرضية..سيحدث تغيير ..فقط لنترقب...
في لقاء آخر...
و ربي يرزقني و اياكم حسن الخاتمة....قولو آميييييين :)
|