كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
لطيفة...
انت الآن اون لاين
سيأتي يوم ينظر الجميع لأسمك ليجدوا بجانبه..!
) غير متصل (Off line ينتظرك أحبتك فلا تدخل ..!
ويرسلون على بريدك فلا تجيب
..!
ينتظرونك بالساعات على المسنجر
..!
...لا تدخل ..!
مازالت الحالة ..!
Off line..!) غير متصل (
يومها ستتوقف مشاركاتك عند عدد معين ..!
لأنك ستكون قد رحلت عن الدنيا ..!
لن تكون قادرا على الاتصال حتى ترد أو تعلق ..!
أو حتى تعدل أو تعتذر على ما فعلته يوما لمن أخطأت في حقهم ..!
فأنت لست معنا ..!
انك هناك في حفرة ضيقة ..!
من غير أحد يؤنسك وحدك هناك ..!
تتحسر على أعمالك ..!
أو ربما تؤنسك أعمالك ..!
رحلت عنا ولم يتبقى لنا سوى ما سطرته لنا يداك ..!!
فاحرص و احرصي ..!
على أن تكون سطورك ..!
حسنات جارية لك في قبرك ..!
فكل إنسان محاسب ..!
حاول بسرعة أن تغير وتعدل ..!
لأنك ببساطة ..!
أنت الآن
online
اللهم ارزقنا حسن الخاتمه وتوفننا وانت راضى عنا يآآ رب
*****************
في القصر...
بعد أن أصرت الجدة على صبا أن تبيت هذه الليلة معها في القصر هي و بناتها...و ذلك لأن لها أكثر من أربعة أيام مع يسار و نورة...و لقد اشتاقت الجدة لها...
قالت بابتسامة..\هذي نورة قالت لازم تذوقها...عملتها من يدها...
أخذت منها الجدة القليل...لتتذوقها و تقول...\ما شاء الله طبخها حلو..مو زيك انتي من يومك ما تعرفي تسوين أي شي...و كل ما...من تلك السيرة تذكرته!!!...ذلك الحاضر الغائب!!...لكم كان يطلق عليها لقب..(الطباخة الفاشلة!!) سرحت بفكرها لذلك الماضي الذي اعتاد على زيارتها..لتلك الأيام...تلك الليالي...
لمحة من الماضي...
تأمل شكلها المضحك للغاية...كانت قمة في البراءة بتلك الصورة...مرتدية ذلك الشئ المعد لتجهيز الطعام..و غطاءا في رأسها و قفازات بلاستيكية...و منتبهة بكل حواسها مع ذلك الكتاب الموضوع أمامها على منضدة الطعام...تقرأ تلك الوصفات المكتوبة عليه و تحاول تنفيذها...كل ذلك فقط لأنه قد أغاظها و عايرها بعدم معرفتها بالأكل...
نظرت له و هو يتأملها قالت بغضب شديد و هي تشير له بالمعلقة الكبيرة التي تمسكها في يدها...\شنو اللي يضحك؟!!
وضع يده على فمه وهو يقول...\ولا شي..سلامتك حبيبتي...
تناسته و رجعت لذلك الكتاب و باندماج..و لكن قطع عليها عملها صوت قهقهاته التي قد بدأت تعلو...نظرت له بغضب أشد و قالت...\فهددددد!!...لا تضحك؟!!
فهد \شنو هذا اللي انتي لابسته؟!!
أنزلت رأسها لتتأمل نفسها و قالت...\شنو فيه؟!
فهد \ههههههه
صبا \فهددد!!....لا تضحك؟!!...شنو فيه لبسي؟!!
فهد \يا بنت الناس اللي يشوفك يقول بتذبحين خروف مو شوية شوربة تبين تسوينها!!!
رمت الملعقة على المنضدة و هي تقول...\خلاص عاد دامنك سويتها مسخرة فماله داعي أسوي شي..و تعال انت و سوي الأكل...
فهد \لا خلاص عاد آآآآسف..خلصي لنا هالشئ..بموت من الجوع و الله و انتي لك ساعة تقولين بتسوي هالأكل...
صبا \خلاص عاد اطلع و خليني اشتغل براحتي...
فهد \أوكي..
خرج ليتنظر ذلك الأكل المزعوم...لتأتي هي بصحن و حيد...عندما رآها قادمة كتف أكمام قميصه في استعداد للهجوم على الأكل...و ضعت الصحن على الطاولة و نظر لها و كأنه ينتظر أن تدخل المطبخ و تأتي بالطبق الثاني و الثالث..و لكنها لم تتحرك...فهد .\و ين البقية؟!
صبا \بقية شنو؟!
فهد \بقية الأكل...
صبا \مافي بقية...
نظر لذلك الأناء الوحيد الذي وضعته أمامه و تأمل ذلك الحساء الموضوع عليه...\هذا هو الأكل؟!
صبا \إي...
فهد \هذا اللي لك سااااعة مبلشتني فيه و تقوليلي اطلع ما اطلع عشان تسوين هذا...!!
قالت و الإبتسامة على وجهها كالطفلة...\إيه...
فهد \هذا اللي جايبة كتاب طبخ عشانه و تشيلين منه الوصفة..هذا اللي لابسة هالحزام الواقي عشانه...
صبا \فهدددد!!!...
فهد \شنو فهد ما فهد..يا بنت الناس و الله حرام عليكي!!!...أنا حدي جوعان و بموت و تجيبيلي شوربة!!...
كشرت ملامحها و قالت..\هذا بدل ما تقول لي شكرا يا حبيبتي انك تعبتي و سويتيها لي...
فهد \سويتي شنو..هذي كان فخمس دقايق جبت شوربة ماجي و سويتها!!
أخذت الطبق بيدها و قالت و كأنها ستهم على الذهاب..\خلاص عاد دامنك ما تبي أكلي أنا بروح..و لكن أمسك يدها ليقول...\تعالي هنا...أمري لربي وش أسوي اذا ربي كتب على أتزوج و حدة ما تعرف للمطبخ شي...
وضعته أمامه و هي تترقب تعابير وجهه عندما يتذوقه...أخذ ملعقة و تبدلت ملامح وجهه للإختناق حتى تحول للأزرق و كأنه سيوشك على الموت...نظرت له بقلق شديد و قالت..\فهد شنو فيك؟!
فهد \بموووت...بختنق...
صبا \يا روحي بسم الله عليييك فهددد...
فهد \ههههههههه...
ضربته بقوة على كتفه و هي تقول...\غلطانة أنا اللي بصدق خرابيطك هذي...
فهد \يا بنت الناس شليتي يدي من كثرة الضرب فهالمكان...و بعدين شنو هذا اللي سويتيه؟!
صبا \شوربة...
فهد \هذي تسمينها شوربة؟!!...هذي السم القاتل..الأكل المميت...مو شوربة...و الله حرام عليك تجيبيلي شوربة بعد كل هالإنتظار...و بعد كل ذا بتكون بهالسوووء !!...نظر للسماء و قال وهو يرفع يديه بالدعاء...\يا ربي الصبر على هالبلوي اللي بليتني فيها...
قالت له بزعل...\أنا بلوة!!!
فهد \لامانك بلوة يا قلبي..الحين جيبي الجوال خلينا نتصل و نطلب بيتزا و لا شي جاهز..أصلي بيجيني مرض من كثرة الأكل الجاهز...
قطع عليها تفكيرها صوت الجدة..\صبا...صبا يابنتي وش فيك؟!
صبا \ها..
الجدة \وين رحتي؟!!
صبا \لا و لا شي..
وضعت الجدة يدها على حجر صبا و هي تعلم تماماً أين ذهبت بأفكارها و أخذها ذلك القلب المرهق... قالت و بنبرة هادئة..\انسيه يابنتي...
تفاجأت صبا من أمها...كيف علمت ما يدور في فكرها؟!!...او مثل ما يقال..قلب الأم!!..\شنو اللي جاب سيرته؟!
ابتسمت لها الجدة و قالت...\عيونك...!!
شتت صبا نظرها لتمسح تلك الدمعة الوحيدة التي قد تمردت عليها و أعلنت النزول...قالت بضيق...\نسيته..
الجدة \تكذبي علي يا قلبي؟!
أخرجت تنهيدة قوية من صدرها لتقول...\يمة كيف تقوليلي أنساه و الله مقدر..
الجدة \صبا يا بنتي...هذا مو حال لك!!..ماهو ممكن تكونين عايشة على ماضي ما بيرجع...فهد راح و الله تولاه برحمته سواء رضيتي و لا رفضتي...و ماهو ممكن و انتي عندك طفلتين صغار منه تعيشي على ذكرياته...عيشي حياتك يا بنتي..
صبا \يمة أنا عايشاها ومافي مشكلة؟!
الجدة \لأ فيه مشكلة..و بعيد هالمشكلة للمرة الألف...انتي مو ممكن تكونين بروحك فبلد الغربة من غير رجال و لا سند لك انتي و بناتك...و ماهو ممكن ترفضين أي عريس يجي يتقدم لك...
صبا \يمة!!..سند غير فهد الله يرحمه مالي عوزة...و أنا و بناتي بأحسن حال..
الجدة \يا بنتي انتي صغيرة و لسة قدامك كثير فليه تمنعي نفسك من هالشي عشانه...
صبا \لأني عفت الزواج بعده...و مابي شي من الدنيا غير اني أربي بناتي بروحي...و مانيب حاجة رجال..!!
************************
في اليوم التالي...
منزل يسار...
نظرت لنفسها في المرآة...ستسمع نصيحة خديجة و تحاول مسايسته...ربما يلين لها و يفعل ما تريد...و يجعلها تنزل لذلك الشغل ...تنظر لشكلها في المرآة و هي تحاول أن تنزل ذلك الفستان القصير جدا...تحاول أن تنزله قدر الإمكان كيف لها أن تظهر بهذا الشكل أمامه؟!!...كم هو ضيق...تضايقت جدا من فكرة أن يعتقدها تريد استمالته و لكن ستحاول معه....
خرجت من غرفتها و هي تنوي النزول الى مكتبه و هي تعلم أن هذا وقت قهوته...ستأخذها هي له..و ستحدثه عن موضوع عملها...و سيرضي...نزلت خطوة وراء الأخرى حتى وصلت الى الصالة الكبيرة في الأسفل...لتجد صينية موضوع عليها كوبان من القهوة على الطاولة...استغربت و لكن لم تعر الموضوع ذلك الإهتمام...
أخذت الصينية في يدها و دخلت المكتب و إذا بها تفاجأ بذلك الرجل الجالس معه وهو ينظر لها...من شدة صدمتها رمت الصينية على الأرض و خرجت مسرعة خارج المكتب...جرت بكل ما لها من قوة حتى دخلت غرفتها و أغلقت الباب عليها لتتكل عليه ...صرخت و شهقت...
من ذاك الرجل الذي معه؟!!!...و كيف رآها بهذا الشكل؟!...ماذا ستفعل؟!!...يا ربي؟!!... يسَار أكيد أنه قد نوى الآن على قتلها لا محالة....ماذا ستفعل؟!!..تدعو الله أن يسترها ...و خائفة...بل مرعوبة..بل كل معاني الخوف قد اجتمعت داخل هذا الصدر الضعيف!!...تحس بخوف مطلق و هي تعد الدقائق لأنها تعلم جيدا أنه سياتي بعد أن يذهب هذا الضيف!!!
و يعد نصف ساعة..مستلقية على السرير و مغمضة عينيها تحاول أن تنام أو يغمى عليها أو تفقد الوعي أو أي شئ غير ان تواجهه...سمعت وقع خطواته و هو يقترب من الغرفة لتسمع صوت طرق الباب و كأنه ضرب على قلبها...رجفة قد اعترت سائر جسدها حتى أصغر شعيرة فيه...و لم تستطع الحركة و هي تسمع صوته يقول لها أن تفتح....
اقتربت من الباب بخوف شديد و فتحته لتجده و عينيه المحمرتان تشتعلان غضبا أحست أن بركانا أمامها و ليس شخصا...أمسكها من يدها بقوة ليقول وهو يصرخ...\شنوووو هذاااا اللي سوييتييه يا هااانم؟!!!...انجنيييتيي؟!!!
قالت و هي تحاول تبرير موقفها...\آسفة أقسم لك اني....أسكتها و هو يطبع ألما قويا على خدها جعلها تفقد توازنها...\أنتِ شنووو ها؟!!!....قولييييي؟!!!!....وش كان يدور فعقلك لما دخلتي المكتب و انتي بهالمنظر هااااا؟!!!!....ما تدرين انه في شخص معاي ؟!!!...الظاهر اني تساهلت معك زيادة...
كانت تريد تبرير موقفها و قالت...\أنت حقييير...ابتعد عن....قاطعها كف آخر قد طبع على خدها و ثالث و رابع...حتى سقطت على الأرض من شدة عدم احتمالها...
هو أحس بأنه لو ظل أكثر من ذلك في هذه الغرفة سيقتلها لا محالة ...خرج من الغرفة و ضرب على لوحتها المعلقة في منتصف الغرفة لتقع أرضا و تتكسر...ضحية أخرى من ضحايا غضبه!!!
نزل و قاد سيارته لا يعلم الى أين و لكن يريد الإبتعاد عن هذه الكائنة التي قد أججت كل براكين غضبه قدر الإمكان...
**********************
لبنان..
بيروت...
متحف روائع البحر...
مرت مدة ربما كانت كفترة تعارف أو اقتراب أكثر بين هذين الغريبين عن بعضهما...كانت فترة مخيفة لنادية..ربما لأنها اضطرت للكذب في الكثير من الأشياء التي قد سألها عنها...و اضطرت لإرتداء ذلك القناع الذي لطالما قد كرهته..كان لابد لها من الكذب في ما يخص ماضيها..فلم يكن باستطاعتها البوح عن تلك الليالي التي قد عاشتها...عن تلك الأفعال التي قد فعلتها...أو أولئك الناس الذين فارقتهم...أو ذلك الماضي الذي يطارد ذاكرتها ليل نهار...
و لكنها لم تكن على علم بأنها ليست الوحيدة التي تحمل وجهين في هذه المبارزة..بل أنه هو أيضاً يتقنع بقناع ليس له...و يخفي عنها ماضياً هو نفسه لا يتشرف به..و الأهم!!..أنه يخفي عنها نواياه لها..
سياف \أنا أدري انه بيخطط لشي..و شي كبير كمان..انت لازم تضلله..قوله اني بجيب له هالأوراق اللي يبيها فأقرب وقت...انت بس قوله اني قربت أتحصل على هالأوراق و ما باقي إلا القليل...
كان يتأملها بينما هو يتحدث في الهاتف...حقيقة...هو لم يكن يعلم مع من يتكلم...و عن ماذا هم يتكلمون!! و لكن كل تفكيره, نظره, تركيزه....معها...
كان شكلها قمة البراءة و هي تتأمل في المخلوقات المائية الغريبة..و تستكشفها كالأطفال الصغار...
أردف مستعجلا لقفل تلك المكالمة التي لا يريد اكمالها...\عادل...اسمعني زين..مابيه يخفى عن نظرك ولا ثانية..أبيك تراقب لي كل أفعاله...و أبي أعرف لشنو بيخطط...و مثل ما قلت لك قوله اني بجيب له هالأوراق..يلا انا مشغول الحين و لازم أسكر..سلام... و لم يترك له مجالا للرد على كلامه مغلقا الخط في وجهه...
ادخل الهاتف في جيبه اليمين...وقف مدة يتأملها من بعيد و هي ملصقة وجهها في الزجاج...و كانها حين تلصقه سترى تلك المخلوقات بوضوح أكثر...من يراها بتلك الصورة حتماً لن يصدق أنها في الثلاثينيات من عمرها...كانت مبتسمة ابتسامة لم يراها من قبل...ابدا...تمنى لو يستطيع الوقوف هكذا طوال العمر...فقط ليتأملها...
هي...لا تعلم...و لكن معه...الحياة لها طعم اخر...قبل مدة كانت هي من أشد الناس معاكسة لهذا الكلام الفارغ و المبني على الأفلام..و لكن الان...هي تحس به...لم تذهب في حياتها ابدا الى حديقة حيوان حتى!!...حتى حين كانت صغيرة في المدرسة لم تكن تذهب للرحلات المدرسية و ذلك لأن زوج والدتها كان يمنعها...لم تذق معنى الطفولة...
التفتت فجأه...لا تعلم لم فعلت ذلك؟! لتفاجأ به يتأمل فيها و ابتسامة جذابة مرسومة على شفتيه...كان واضعا كلتا يديه داخل جيوب البنطال...و تلك الساعة المربوطة على يده اليسري...كان جذابا بكل ما للكلمة من معنى...لا تعلم لكم من الوقت تما على حالهما...و لكن أحست أنه دهرا.!!
ابتسمت أكثر...اقترب أكثر و هو ما زال واضعا يديه على نفس وضعهما... و هو يركز عينيه على عينيها...لم تستطع كان لا بد لها أن تهرب من نظراته...التفتت على جهة الاسماك و اردفت وهي تشير على سمكة بارتباك...\ حلوة..مو كذا؟!
لم تحصل أي رد منه...نظرت اليه نظره خاطفة و فوجئت أنه ما زال يتأملها و الأبتسامة التي على وجهه قد زادت...
انتبه لنفسه أنه قد غاب عن الوعي قال..\ ها....سكت مدة ثم نظر الى الجهة التي تشير عليها...و اردف\ نعم..!!!
*******************
جالس في سيارته...في تلك البقعة من الأرض...أوقف السيارة في رصيف لتقف السيارة و يقف هو عن التفكير..او ربما يأخذ وقفة مع نفسه في كل ما يحدث له في حياته...خرج من السيارة و اتكل بجسده عليها...سحب ذلك النفس القوي من تلك السيجارة التي تتوسط أصابع يده...رمى تلك العلبة التي قد فرغت من السجائر أرضاً و ضغط عليها بقدمه...إنها العلبة الثالثة التي يكملها في هذه اللحظات!!...و يا ليت لها القدرة على شفاء ما بداخله من آلام!!...يا ليت لو بمقدرته أن ينفث كل ذكرياته المؤلمة كما ينفث دخان تلك السيجارة في ذلك الهواء...
سمع صوت الهاتف وهو يرن..لم يكن يريد أن يخرجه من جيبه حتى..اخرجه ليقرأ ذلك الإسم...ابتسم و هو يحس بشوق لهذا الشخص الذي يتوسط اسمه شاشة الهاتف...رفع وهو يتكل ظهره على السيارة..
\يالأخووو !!!...
\ههه...وينك يا أستاذ؟!
سياف \أنا موجود انت اللي وينك..يعني الواحد ما يصدق يسافر بجهة و انت ترفسه بالجهة الثانية؟!!..يعني من يومي سافرت لا تتصل و لا تقول أي شي؟!!
لم يجد رداً...ليقول ....\يسااار!!
يسار \ها؟!!!....
سياف \وش فيك..أنا أتحدث و انت مانك معاي و فعالم ثاني....
ضحك ضحكة خفيفة على تلميح صديقه...\لا ثاني و لا ثالث..كل مافي الموضوع إني مخنوق...
سياف \ههه..أنا عزابي..بحقي أساهر...ان شا الله لنص الليل...و ماهو مهم..بس انت وراك زوجة و بيت!!...
يسار \أوووهووو السيد سياف المحترم صار يقدم نصائح للأسرة؟!
سياف \هههه رجعنا للتريقة؟!!...وأردف بجدية...\وش فيك؟!!
نظر له يسَار..\وش فيني ؟!!...بأحسن حال و الحمد لله ؟!!
سياف \مثل مانت و ما بتتغير أبداً...ما بتحكي اللي جواك!!
يسار \هههه أنت تكبر المواضيع مو أكثر من كذا....ها قلي انت وش هي أخبارك؟!!..و ليش ما تبي تتزوج و تصير مثلي؟!!..
سياف \ههههه....مثلك..لا مشكوووور يالأخ....و الله ماني مصدق انه ..يسَار عبد الرحمن الراضي...تزوج و وقع في فخ الزوجية!!!
يسار \فخخخخ!!!!...ههههههه...
سياف \اي والله فخ؟!!...و أنت أكثر واحد كنت تهرج و تمرج انك ماتبي تقع فيه...بس... لله في خلقه شؤووون!!!
يسار \ههههههههه...رح أدعي ربي ليل نهار عشان تجي اللي توقعك فنفس الفخ...
سياف \لااااااااا...أعوذ بالله....أعوذ بالله...
يسار \كل هذا رفض ههههههه؟!!!
سياف \لا أخذت كفايتي من الحريم..و مابي مصيبة مثل هذي...
يسار \هههه يا المجرب!!!..الحين قلي وش هي أخبارك؟!
سياف \مافي شي..كالعادة مشاكل ويا هالسافل كمال...
يسار \و شنو اللي استجد في الموضوع؟!!...طبيعي أنتم متشاكلين...
سياف \اللي استجد انه هددني بالشريط...و اخترع لي قصة ان فيه وحدة من اللي قابلهم سرقت أوراقه و معاها الشريط ...
ركز يسَار معه و قال بإهتمام...\انت مو قلت انه عطاك الشريط بعد هذاك التهديد اللي هددناه فيه؟!
سياف \اي..و خذيته منه بس....الحقير كان يحتفظ فنسخة ثانية للزمن!!..
يسار \و الحين و ينها هالبنت؟!
سياف \أنا لقيت كل شي..و قريب بلقا هالشريط...
يسار \سيَاف...حذارى...و لا تسوي شي تندم عليه..كافي اللي صار في الماضي و انت لساتك تدفع ثمنه الحين...
سياف \أدري...أدري..و بحاول أرسم خطة مظبوطة..لا تخاف...
*****************
منزل عبدالعزيز...
وضعت ذلك الكوب من الشاي أمامه...فركت يديها بصعوبة لتقول...
\ليش سويت كذا ؟!
سكت وهو يحاول تجاهلها...تقف أمامه تماما في المكتب...و لكنها عادت سؤاله ليرجع للوراء في جلسته و يقول...\ما بلقا لها أحسن منه...
\عشانها مشلولة...
\أيو..لازم أكون واقعي و أقولك عشانها مشلولة...ما بتلقا أحسن منه...و لو لقت بيكون أكيد طمعان فثروتها...
\أنت تدري أنها تحبه...
\إي...
\و بتقوله الحقيقة...؟!
\مادري..بس...
\بس شنو؟!...مو ممكن تتركه يتزوجها قبل لا يعرف حقيقتها؟!...ربي بيسألك!!
\اللي صار كان ماضي..
\ماهو ماضي بس..هذا شي بيكون معها لين تكبر..
\مادري..
\آسفة أستاذ على التدخل بس انتا لازم تقوله الحقيقة...و بعد كذا له مطلق الحرية انه يوافق او يرفض...و لا تخاف على روح...لأنه لو رفض هي بتستحمل و مصيرها تتعود على الوقوف قدام الصدمات اللي بتواجهها فحياتها...مثل ما تحملت توقف قدام اعاقتها...فكر في اللي قلته.....و غادرت الغرفة لتتركه يتحلطم بين ضميره و خوفه من الله...و بين خوفه و حرصه على ابنته!!!.
***********************
دخل المنزل وهو يعلم يعلم اليقين أنها لن تنام الليلة في غرفتهما!!..و إنما ستنام في غرفتها و خاصة أن صبا في القصر..و هما لوحدهما في المنزل...
كان يهم على دخول غرفته و لكن راودته نفسه بأنه لابد أن يري ما فعل...فتح الباب ببطء..تأملها وهي مستلقية على السرير و يبدو أنها لم تتحرك من مكانها من شدة ارهاقها...لاحظ آثار غضبه في اللوحة التي كسرها و في وجهها...ماذنبها هي...لا ذنبها نعم ذنبها...ذنبها أنها تزوجته و لابد لها أن تحتمله...فلا يمكن لأحد أن يحس بتلك النار التي أحرقته عندما ظهرت أمامه هو و سطام...
سطام بدوره اعتذر و كان يريد الخروج و ذلك لعلمه بعصبية يسَار و ربما سيقتلها و يقتله معها أيضا لأنه رآها...و لكن يسَار أرغمه على الجلوس حتى يكملوا حديثهم...
استغفر على عصبيته...تذكر شكلها و هي تقف أمامهم...بذلك الفستان الملتصق بجسدها و الذي يبدي أكثر مما يغطي من جسدها....كانت لا تقاوم بالنسبة لأي رجل يراها...وهو لا يستطيع تخيل أن رجل رآها بهذا المنظر و أحس بنفس إحساسه...يحترق كالبركان عندما تراوده هذا الفكرة...أغلق باب الغرفة و هو يستغفر مرة أخرى و توجه لغرفته...
حاول النوم ألف مرة و لكن لم يستطع...نزل إلى مكتبه ليجد ذلك الجواب الموضوع عليه...تعجب؟!!..ما هذا الجواب؟!..و كيف أتى؟!..و من اين أتى؟!...اقترب ليحمله بيده و يتأمله...
فتحه ليقرأ تلك الكلمات...
(تقول انك ما بترتاح إلا لما تدخلني السجن؟!...تدري انك ما رح ترتاح لما تدري بالحقيقة اللي يخفيها عبدالرحمن عنك؟!...و لا تستغرب من وين أعرفه...فصدقني..أعرفه حق المعرفة..و أعرف كل شي عنك؟!...فلا تتشاطر على يا بابا!!!)
*********************
في تلك الشقة الوحيدة...
غسلت وجهها وفمها جيدا بالماء بعد أن أخرجت كل ما في أمعائعا من شئ...مسحت وجهها بالمنشفة...نظرت الى تلك التي أمامها في المراة...لم تكن الدنيا منصفة معك...أعطتك أملا تتشبثين به..و لكن...
هذه المرة الرابعة تستفرغ...علمت ما بها...فكل هذه أعراض معروفة...هي تحمل بين أحشائها جزءا منه...ستلد من يشبهه في...ابتسامته..ضحكته...بروده...عقله...قسوته!!
و سيناديها أمي...اااه ان كان ما في فكرها صحيح ستصبح أسعد امرأة في الدنيا...و لكن!!!....لا..عندما تنجب ابنه سيجب عليه تركها...و هو لم و لن يحبها...أكيد سيتركها...كانت على أمل أن يحبها...و لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن!...هذا كان اتفاقها مع سماح...أن تلد له ابنا...و تتركهما..و مقابل ذلك ستتلقى المال الكافي...و لكن هي لا تريد المال...ولا حتى كنوز الدنيا كلها..هي تريده هو..و هو فقط...ماذا تفعل يا تري...هل تسقطه؟!..لا و لكن ان لم تنجب له ستزوجه والدته امرأة أخرى...و هي ان كانت على حق تحمل بين أحشائها ابنه...فلن تتخلى عنه مهما كان...
لا تعلم..حقاً هي لا تعلم ماهي فاعلة!!...
******************
لم تكن نائمة...أحست بدخوله للغرفة...خافت..و كان صدرها يعلو و يهبط بقوة من الخوف...أجزمت أنه قد أتى لقتلها....تصنعت النوم...و لكن هيهات للنوم ان يأتيها و هي تحس بتلك الآلام على خدها..و تحس برأسها سينفجر من الصداع القوي...
بعدما تأكدت من مغادرته للغرفة و إغلاقه للغرفة المجاورة لها...قامت من سريرها بضعف لتقف أمام المرآة و هس تتأمل تلك الآثار الحمراء على وجهها..و طبع مسكة يده على ذراعها...مررت أصابعها برقة عليها...
نزلت دمعة على خدها...إلى ممتى؟!!...إلى متى ستستطيع أن تصبر؟!!...لماذا يفعل بها ذلك؟!!...هي ليست جارية لديه ليضربها بهذه الطريقة؟!...ماذا فعلت له؟!!...ما ذنبها الذي اقترفته؟!!
انهت كتاباتها بجملتها المعتادة و هي تحاول التفاؤل مع هذا الكم من الألم...
و أنه لا محالة لغد طيات أخرى!!!
***************
الحزنُ يسيرُ بأَعصابي..
وأنا أتَقَلَّبُ فوقَ الجَمْرْ
ويسيرُ بأَورِدَتي
وبأَقلامي..
حتى يتغلغلَ في أوزانِ الشِعْرْ
وتسيرُ الأَحزانُ..
بعينيكِ كَبَحْرْ
قدْ ضاعَ الأَملُ وضاعَ الصَّبْرْ
قدْ ضاعَ الصَّبْرْ
سبحانَ الله..
فبَعدَ العُسرِ يجيءُ الـيُسْرْ
بعدَ الظلماءِ أتانا الفجْرْ
وَنجونا سيّدتي.. مِن هذا القَهْرْ
مِن هذا القَبْرْ
آهٍ.. آهٍ.. آهٍ..
لكنَّ فؤادي يا سيّدتي
يلهَثُ في وَسَطِ الصَّحراءْ
سبحانَ الله..
فكيفَ أكون بعمقِ البحرِ..
وقلبي يلهَثُ ..
في وَسَطِ الصَّحراءْ؟!!
لا ظِلَّ هناكَ سِوى ظِلّ فُؤادي
لا يُوجَدُ إنسٌ أو جِنٌّ.. لا يُوجدُ ماءْ..
هل يمكِنُ أنْ يحيا قلبي مِن غيرِ الماءْ؟
مِن غيرِ هَواءْ؟
مِن غيرِ رَجاءْ؟
هل يحيا مِن غيرِ لَيالٍ ظَلماءْ؟
مِن غيرِ الحزنِ القادمِ مِن خَلـفِ العَينَيْنْ؟
أبَدَاً.. أبَدَاً يا سيّدتي
لولا عيناكِ..ولولا الليلُ..
ولولا الحزنُ لما عِشتُ..
ولا عاشَ فؤادي في حُبّكِ يَومَيْنْ
طارق علي الصيرفي
لمحات من القادم...
(لا تصدق ما قاله الطبيب لها...هي في حالة حزن شديد قد اعترى ملامحها...كيف لها أن تختار بين هذين الخيارين..ابنها...و ...صحتها..!!)
(قال له بهدوء شديد..\انت تعرف واحد اسمه حمزة الجراح؟!)
(حاول الإقتراب منها...و لكنه تفاجأ بردة فعلها...التي تظهر له رفضها الشديد لذلك القرب...!!)
(تفاجأت من ذلك الواقف أمامها..كانت ستوشك على أن تتهاوي على أرضية المكان...هو..هو بأم عينه واقف أمامها!!...من كان السبب في كل الألم الذي اعتراها و ما زال يعتريها حتى الآن...)
هنا أقف و أنا على أمل أن تنال هذه الطية اعجابكم..و ألا تحرموني من تعليقاتكم التي تبعث السعادة لقلبي...
و أن تدعو لي بحسن الخاتمة...
إلى لقاء آخر بإذن ربي...
|