كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
لطيفة...
.. أطلب قلبك في ثلاث مواطن :
.. عند سماع القرآن .. وفي مجالس الذكر .. وفي أوقات الخلوة ..
.. فإن لم تجده في هذه المواطن .. فسل الله أن يمن عليك بقلب .. فإنه لا قلب لك ..
******************
.
و في طريق العودة للمنزل...
في السيارة...
قالت و هي تتأمله\يسَار...
قال ببرود قاتل...\ليش تمسك راسك بهالطريقة...شنو فيك؟!؟
لم ينظر لها حتى و قال...\مافي شي..بس صداع.
نورة \أوكي بنوقف عند أي سوبرماركت و بنشتري لك دوا...
يسار \ما شاء الله !!..و قررتي كذا بروحك.؟!!
و كما هي العادة..ها هو يستفزها مرة أخرى...!!..نورة \أيوة...
يسار \ما شاء الله ومنو قالك اننا بنفذ أوامرك...
نورة \ وكأن هالدوا أبيه لروحي؟!!...مفروض تاخذ شي عشان يقلل الصداع...
يسار \مابي...مشكورة..
نورة \ ماهوب على كيفك...
يسار \بالله؟!!
نورة \ يسار أرجوك ...
قال \ما بنلقا مكان فاتح فهالليل ...و الموضوع ماهوب بهالأهمية...
قالت له بخوف..\لا مهم..لم يعبرها...و لكنها قالت له بنبرة منخفضة ...\يسَار ارجوك..هذا سوبرماركت فاتح..و أشارت له...
تأفف بصوت عال حتى تسمعه و استغفر...ركن في الخارج و بينما هو ينزل من العربة..تفاجأ بأنها تريد النزول أيضا...نظر لها بغضب و قال..\على وييين ؟!!!
قالت بتردد...\بنزل معاك؟!!
يسار \انتي من جدك!!...اهجدي هنا لين أجيك...
اطاعت أمرة و جلست في العربة..و بعد مدة تذكرت أنها لم تشتر للجدة دواءها...امسكت يد الباب تريد فتحه و لكن توقفت عندما تذكرت أوامره لها بعدم النزول...أخذت هاتفها لتتصل عليه و لكنها تفاجأ بتركه لهاتفه في السيارة...وقفت مدة مترددة أتنزل أم لا...و قررت النزول في الاخر...
و بينما كانت تتجه نحو السوبرماركت...اذا بها تفاجا بشابين اثنين يحاولا التقرب منها...توقفت و اصيبت بالشلل..كانت خائفة جدا...ليس منهما..و لكن من ردة فعل ذاك المجنون ان راهما..سيقتلهما لا محالة...كانت تستغفر..و اذا بها تفاجأ بقدومه لينهال عليهما بالضرب..
أصبحت تصرخ بكل ما فيها من قوة...و لكنه صرخ عليها ان تذهب و تركب في السيارة..ترددت و لم تود تركه...و الصرخة الثانية منه كانت كفيلة باخافتها و جعلها تهرول نحو السيارة...دخلت السيارة و كانت تدعو الله أن يخرجه منها سالم...و حمدت الله بقدوم الحارس و فضه للنزاع الذي بينهم...
نظرت ليديها كانتا كالثلج ترتجفان...حاولت ايقاف حركتهما و لكن لم تستطع...أول مرة تراه بهذه الصورة...و كأنه وحش و ليس من جنس البشر..تذكرت صورته وهو يصرخ عليها...وضعت يدها على صدرها...سيقتلها لا محالة!!
اتى كالثور الهائج..فتح باب السيارة و أغلقه حتى كاد أن ينخلع من مكانه...و كاد قلبها أن يتوقف عن النبض مع صوت إغلاق الباب بقوة... اهتزت...اقشعرت...و كل معاني الخوف لم تكن كفيلة بوصف احساسها...وقف مدة عن الحركة و أدار السيارة...لا يريد أن يتحدث معها لأنه لو تحدث سيقتلها..أمجنونة هي؟!!...ألا تعلم كم هو عصبي..و حاد المزاج؟!!...
حاولت التقاط أنفاسها و بتردد شديد قالت محاولة اخراج الكلمات من فمها...\يسَا...قاطعها صوته الغاضب الذي هز السيارة بأكملها...\و لا كلمة...مابي أسمع و لا كلمة...
كانت كل عروقه خارجة و ظاهرة على يديه...أحست بأنها ستوشك على الإنفجار من شدة انتفاخها...منظر عروقه فقط قد أخافها..فكيف ان تلقت تلك النيران من عينيه؟!!...عروقه بارزة وكأنما يجري فيها ذلك البركان من النار التي تغذي كل جسده.. و عنقه مستعدة للأنفجار في اية لحظة...لاحظت لتورم وجهه وخده و ذلك الاحمرار الذي عليه...و لم تستطع منع نفسها من الكلام...\يسَار أنت...قاطعها للمرة الثانية و بغضب أكبر...
يسار \نوووورة!!!...مابي أسمع منك أي مبرررر...سبق و حذرتك و قلتلك لا تنزلي من السيارة...ليش نزلتي؟!!!...مابتفهمين انتي؟!...غبية؟!!..ما عندك مخ؟!! في بنت بكامل قواها العقلية بتنزل فهذا الوقت؟!!...انخبلتي فراسك؟!!... ؟!!..
بدأت تلك العينين أن تغرقا في بحور من الماء المالح الذي كانت تحاول جاهدة أن تمنعه من الإنهمار...قالت محاولة ان تبرر موقفها...\أنا ما ....قاطعها أيضا...قائلا و هو يصرخ...
يسار \نوووووووورة...قلت لك مابي أسمع منك أي شي...لو شنو صار ما عندك أي مبرر يخليكي تنزلين من السيارة...
نورة \ يسا..و لكن قالها للمرة الأخيرة...\نوووورة...قسماً بالله لو نطقتي بحرف زيادة بتكون نهايتك فهالسيارة...!!!
تفجأت من شدته و غضبه و حماقته..لا هذا الذي أمامها ليس يسَار و انما شخص اخر..لا..ليس شخص..و انما حيوان اخر!!...لم تستطع كبت الدموع التي تجمعت عند مقلتي عينيها...الصقت رأسها للنافذة و هي تحاول أن تداري دمعتها...فلا تريده أن يراها و هي تضعف أمامه و اكتفت بالصمت..و لكن لم تستطع كبت شهقاتها التي بدأت بالخروج و لم تستطع كبتها..جارح بكل ما للكلمة من معنى...جارح لحد الألم...لماذا يلقي عليها ذلك الوابل من الكلمات التي إن سقطت على جبل لهزته من شدتها...لماذا يلقي عليها تلك الحمم من ذلك البركان المتأجج بداخله..أكل ذلك لأنها نزلت من السيارة؟!!..و ستكون نهايتها هنا؟!!!..أبهذه السهولة يلقي عليها كلمات لا يحسب مدى عمقها في قلبها؟!!...يسقط عليها تلك الكلمات كسهام تغرز في صدرها..و يخرجها..ليدخلها مرة أخرى..و هكذا هي تعيش في ألم الجرح و الشفاء!!....
أما هو فسمع شهقاتها و لكن لا يستطيع فعل شئ..الأفضل لها ان تعلم طبيعة من تعيش معه...هو مجنون..نعم مجنون و يخلو من المبادئ و العقلانية عندما يحدث موقف مثل ذلك..و حينها يتصرف بدون عقل..و فقط ما تقوده هي قواه المجنونة...كان سيقتلهما لا محالة بين يديه دون قدوم الحارس لفض النزاع..و ربما يموت هو أيضاً!!...
ظلا على حالهما في هذا السكوت المطلق و لا يوجد صوت غير صوت تلك المحركات التي تقود السيارة..و أيضاً صوت...شهقاتها!!..التي تحاول جاهدة حبسها... حتى وصلا للمنزل...و نزلت متجهة بسرعة نحو الداخل...
و هو توجه نحو الغرفة ..وقف مدة أمام المراة يتأمل في وجهه المتورم و المحمر...و تلك الرضوض التي عليه...و لكن تفاجأ ليرى انعكاسها على المراة و هي تحمل كيسا و تنظر له...انتبه ليدها المرتجفة...أكل ذلك خوف منه؟!!...أيبعث لأطرافها ذلك الكم من الإرتجاف؟!! ...قالت بتردد و خوف شديد من رد فعله...
نورة \ لازم أحط عليها ثلج..
ما بالها هذه المجنونة..ألم تخف من تلك النيران التي قذفها عليها في السيارة؟!!..أتريد مزيداً منها؟!!
يسار \مابي..!!!.
كم هو أحمق...متغطرس..متعجرف..و كل الكلمات التي تندرج تحت ذلك المعنى...و لكن ستحتمله لا تعلم لماذا و لكنها ستحتمله...و قالت وهي تحاول أن تكبت أعصابها معه...\ما بتخف لبكرة..بتروح كذا الشغل؟!
جلس على السرير و هو يخلع حذاءه و قال ببرود...\مو مهم...
و لكن تفاجأ بأنها لم تعر له أي اهتمام و اتت لتجلس قربه و وضعت الكيس على وجهه ببطء...نظر لها وهو متعجب من اصرارها...استغرب منها و هي مغمضة عينيها و خائفة من ردة فعله...كانت يدها ترتجف بذلك الكيس الموضوع على وجهه و لكنه فقط جلس يتاملها..وهي بهذا المنظر المضحك...و بعد مدة استوعبت أنه لم يقتلها...و لم يستل روحها بمزيد من الكلمات الحارقة التي يقذفها على أرضها... و جلست تمرر الكيس الثلجي على وجهه...
وضعت الكيس على جنب و اصبحت تمرر اصابعها ببطء..و تضغط على أماكن الورم برقة متناهية...كانت مركزة بالكامل مع الورم..و لكن هو...
هو كان كل تركيزه مع ملامح وجهها البريئة و الآسرة...لم يسبق له أن راقبها عن هذا البعد...لا يعلم ما الذي أصابه و لكن لم يقو عن انزال عينيه منها...و هي على هذا القرب منه..لا ذلك كثير..كثير جدا على قدرته التحملية......
صدمت بانزاله ليدها بقوة و هو يقول بعصبية..\قلت لك مابييي....ما تفهمين انتي!!
نظرت له بصدمة قوية و الدموع قد امتلأت في عينيها..و قفت أمامه و قالت بنبرة مهزوزة...\بعد ذيك التهزيئة و الكلام الجارح اللي قلته لي فالسيارة...تنازلت و قلت ما رح أتركك و انت بهالحالة و جيت...جيتك عشان تذلني مرة ثانية!!!...انت شنووو؟!!...ما تحس؟!!...انت..انسااان متسلط و كريه و عصبي و أحمق و...سكتت مدة ثم قالت..\و أنا أكرهك ..أكرررررهك...
و تركته و خرجت من الغرفة....كل ما قالته من صفات هو يعلمها علم اليقين...و ليست معلومة جديدة...مسح وجهه بيد وهو مستعجب من حاله...
نعم هو عصبي و لكن ليست لهذه الدرجة فاليوم هو قد خرج عن طوره..أهي غيرة أم ماذا؟!!...لا ليست غيرة..و لكن..لكن...لم أحس بتلك النار تحرق جوفه عندما قالت..اكرهك؟!...لم احس بأنه يمكنه قتل روح من اجلها...لا يستطيع تحمل فكرة قربها من احد اخر...لا يستطيع حتى التفكير بالموضوع...لم أحس بتلك المشاعر الجياشة عندما كانت بقربه....لم.لم كل هذه الأحاسيس الغريبة؟!!!
أغلقت باب الغرفة بقوة و انهمرت في البكاء...جرحها و ما زال يجرحها مرة تلو الأخرى...لا تستطيع الاحتمال...فهو متعجرف و لم يصدق حين وجد فرصة...و كانها تفرق معه حتى!!...هههه...و الدليل على ذلك تلك المعاملة الجافة له...و كأنها لم تأت لتداويه...احتملته بما فيه الكفاية..و لكنها كانت تعلم أنه سيعاقبها..لماذا ذهبت له في مكانه..نعم خافت عليه و أحست ان قلبها سيتوقف عن الخفقان..!!.
********************
بريطانيا...
لندن...
في تلك الشقة في ادجور رود..
تتأمل في المارة من تلك النافذة...ربما هي عادة قد عشقتها منذ ذلك الماضي الجميل...شارع ادجور رود...من أكثر الشوارع اكتظاظا بالبشر و كل من يقطنه ينتمون للعرب...لها أكثر من سنة في هذا الحي و لكنها لم تتعرف على أحد بتلك الصورة....
ممسكة بكتابها و كما هي العادة...فقد اعتادت على القراءة التي تأخذ كل وقتها...فليس لها أي طريقة أخرى سوى ذلك...لكي تتم الدكتوراة...تذكرت..نعم تذكرت ذلك الماضي الذي لطالما كان يزورها...لا هو لا يزورها..بل يقطن في دواخلها...يقبع في ذلك الركن من قلبها..كلما احتاجته لجأت له...لتزور تلك الإبتسامة طرف شفاهها....تذكرت تلك اللحظة التي لن تعوض ولو بملئ الأرض ذهباً...
لمحة من الماضي..
نظرت له...بخيبة أمل شديدة و كأنها ستوشك على البكاء...\أنا ما اعرف ولا شي..أنا رح ارسب في الإمتحان...أأأأه يا ربي...
وضع الكتاب الذي في يده...نظر لها بتلك الإبتسامة التي لطالما عشقتها...\يا الخبلة منو اللي قالك انك ما تعرفين شي...
صبا \انت!!
فهد \أنا؟!!..
صبا \إي..كل ما أسمّع لك شي تقولي غلط و مو هيك و تحسسني كأني ما حفظت أي شي..
فهد \يابنت الناس تبيني أكذب عليكي.؟!!..
صبا \لا ما تكذب...و انا ما رح أمتحن هالإمتحان..مابي دكتوراة و لا أي خرابيط...
بضحكته التي لطالما بعثت القشعريرة لكل جسدها...\ههههههه...الحين بعد كل هالتعب و هالدراسة هذي بقت خرابيط؟!!
صبا \ إي..قالتها بنبرة طفولية بحتة و هي تكتف يديها...
سحرته تلك النبرة الطفولية التي دائما ما تدك كل حصونه...ضرب لها رأسها بخفة بالكتاب و هو يقول...\حسافة تدريسي و تسميعي لك...
صبا \آآآآي...عورتني..!!
فهد \لا يالرقيقة..الجميلة...انتي..ما تعرفنا!!!
صبا \فهييييد!!...تتمسخر علي!!
قال باستهزاء..\لااا عاد من قلتي فهييد أنا أسكت لهنا و خلاص...ماقدر أتكلم ..
صبا \تمسخر تمسخر...أنا أعرف أوريك..و بعدين تعال هنا..أنا شكلي برسب بس بسبب تدريسك الفاشل هذا...
فهد \أوووهووو علينا...الحين صار تدريسي فاشل؟!!...من اليوم شوفي من يعطيكي وجه و يسمع لك...
اقتربت منه لتمسك يده و تقول بنبرة ضعيفة..\فهووود..حبيب قلبي انت...من لي غيرك فهالدنيا...
فهد \أوووو..ياااا ناااس..يااا عااالم...من وين هالكلام..يت صبصوبة قلبي انتي...
أشارت على قلبها لتقول...\من هنا...
وضع يديه على رأسه و قال...\أوهوووو أموت أنا...و الله انك شاطرة جدا جدا..و بتمين هالدكتوراة فوق راس الكل..
صبا \و بعدين تعال هنا...مو قلت لك ألف مرة لا تقولي صبصوبتي!!
فهد يمثل البلاهة المطلقة...\وش فيها؟!
صبا \فهيييد...تدري زيين وش فيها....
فهد \ خلاص عاد من فهيد هذي أنا اسكت....
قالت له بابتسامة...\يا لب قلبي انت...
قطع عليها ذلك الحقل من الذكريات تلك الصغيرة التي أتت لتتوسط قدميها و تمسك بها...\مامي..مامي...
نظرت لها و قالت..\أنا مو قلتلك ما تقوليلي مامي؟!!..قوليلي يمة..
\momi am so hungry.((أمي أنا جائعة
تجاهلتها و كأنها لم تسمعها لتعيد تلك الصغيرة كلماتها...و لكنها لم تعرها أي انتباه..ليس لأنها لم تسمعها و لكنها قد سئمت من بناتها الإثنتين و عدم تحدثهن بلغتهن الأم...و هي تريد تعليمهم أن تتحدثا بالعربية...قالت لها تلك الصغيرة بعد أن تعبت من الكلام...ملك \مامي..أنا جوعانة؟!
صبا \الحين أقدر أفهمك حبيبتي..انا مافهم إنجليزي...
قالت لها تلك الصغيرة بعتاب طفولي..\مامي انتي تعرفي تحكي انجليزي بس ما تبي...
صبا \إي مابي...هذي لغتنا و لازم نحكي فيها..
ملك \اوكي الحين أنا جوعانة..
صبا \أوكي بروح أسوي لكم شي تاكلونه..و ينها أختك؟!
ملك \فغرفتها..
وضعت الكتاب الذي في يدها و ذهبت مع تلك الصغيرة للمطبخ..
**************************
في اليوم التالي..
ذلك المكتب السري...
غرفة مجردة من الكراسي..فقط تتوسطها طاولة وحيدة و عريضة..موضوعة عليها تلك الخريطة الكبيرة و المرسومة عليها عدد من العلامات و تلك اليد العريضة و المشعرة تؤشر فيها...
يسار \نحنا بنحاول نداهمهم من هذي الجهة...لأن بالأغلب هم ما بيتوقعونها لأنه فيها سكان و هم بيتوقعون انه اذا فيه مداهمة بتكون من الجهة المفتوحة....
صوت رجولي آخر...\بس شنو اللي يخليهم يفكرون بهالمنطق..؟!
يسار \بيظنون ان جهة السكان ما بيقدر أحد يدخلها بأسلحة ...و لأن جهة الصحرا دايما بتكون المداهمات منها...و اما عن موضوع ادخال الأسلحة الثقيلة فهالمنطقة ..فللأسف بنتخلى عنها و بنستعين بالأسلحة العادية و يكون فحالة الإضطرار فيه اتصال مع القيادة اذا صار اي فخ...
صوت رجولي آخر...\طيب فموضوع أجهزة التصنت اللي قدروا يخترقونها...
أمسك يسار بجهاز صغير في يده و قال...\هذا الجهاز اللي هم يتصنتون عليه..بنسمعهم فيه اللي يبون يسمعونه ..و هذا الجهاز الثاني اللي بنتحدث فيه...
تلقي أحدهم اتصالاً ليبتعد عنهم و يتوجه للخارج...و دخل مرة أخرى ليقاطع يسار و يقول له..\يسار...لحظة؟!!
استأذن يسار تلك الكومة من خير رجال البلاد المدربين جيدا..ليخرج و يقول..\سطام..شنو فيه؟!
سطام \الرجال اللي كان خليناه تحت رعايتنا بعد ما اعترف على الجراح...سكت مدة ليقول..\لقوه مقتول و مرمي قدام باب بيته...
وضع يسار يده على رأسه ليقول..\لا حول و لا قوة إلا بالله!!.
سطام \بس ماقدر افهم ليه يسوون كذا ؟!..و في العلن؟!...
يسار \طبعا عشانه يكون عبرة لغيره....
سطام \يسار...هذا يعني انهم يدرون بكل شي..و يدرون انه خبرك بشي...انت قلت لأي أحد...
يسار \لا...ما قلت لأي أحد..!!!
****************
في تلك الشقة الصغيرة...
فتح باب الشقة...مرهق.هو مرهق من كل شئ...من تلك النفس التي تتجرع دواخله...و من تلك الأخرى التي تتربع على عرش قلبه..و من تلك الصغيرة التي لا يعلم بأي ترتيب إلهي وقعت في طريق حياته؟!..
أجهده التفكير و نهش كل خلايا عقله...يتمنى لو لم يحدث كل ذلك ...يتمنى لو لم تدخل هذه الصغيرة في حياته...لكن الآن هو لا يعيش ألم فقدان إحساس الأبوة فقط...ولكنه الأن يعيش شعورا مختلفا من الألم...
ألم حبه المخدوش...
ألم ظلم فتاة صغيرة...
ألم فقدان الإحساس بالأبوة...
و الكثير و الكثير من الأشياء التي تعايشه...
تأمل في الصالة و لم يجدها...لم يكن يراوده أي نوع من الفضول ليعرف أين هي...و لو اختفت لحمد الله!!...كان سيهم بدخول الغرفة و لكن جذبته تلك الأنات القادمة من الغرفة المجاورة...تقدم بقليل من الخطوات نحو مصدر الصوت...وقف مدة مسبهلاً في تلك الصورة القابعة أمامه...كانت الغرفة مظلمة قليلاً ومرضية مرتدية لجلالها و جالسة على تلك السجادة تقرأ في تلك الآيات...أيات من كتاب الله الكريم...لا يعلم ما الذي حدث..و لكن هذه الصورة قد طبعت وصما على صدره...و إن سأل نفسه لماذا؟!..لتملكته الحيرة الكاملة؟!...ربما لأنه لم يري سماح تفعل هذا المنظر من قبل..
تركها و توجه للصالة مرة أخرى..يريد أن يخرج من هذه الشقة..أن يتوجه بعيدا عن تلك المخلوقة...و لكن استوقفه صوتها الرقيق...مرضية \السلام عليكم...
لم يلتفت عليها و قال بهدوء...خالد \و عليكم السلام...
سكوت قد حل في المكان...صمت قد ملأ كل أركان الشقة و لم يكن هنالك أي صوت سوي صوت تلك الأنفاس...فركت يديها في حركتها المعتادة في التعبير عن مدى قلقها...و قالت بإرتباك واضح...مرضية \ت..تبي شي؟!
التفت خالد عليها ليقول بنفس هدوئه...\لا..جيت أشوف إذا محتاجة لشي...
قالت مرضية بإبتسامة بريئة...\لا..شكرا...الحارس مكفيلي كل طلباتي و مخليني مو محتاجة شي...
هو استغرب جدا من ابتسامتها..مابالها هذه الأنثى؟!!...البارحة قتلت كرامتها و عاملتها بكل قسوة.. وهي الآن ترد بكل ابتسامة؟!...هل هي طبيعية ..أم هل تنتمي لفصيلة الإناث أم ماذا؟...فما يعرفه هو عن الإناث أنهم لا يسكتن عن حقهن!!!
قالت له ويديها قد تآكلتا من شدة فركها لها... مرضية \محتاج شي...أحطلك عشا؟!
هز رأسه وهو يقول..\لا شكرا...و نظر لساعته وهو يقول...\دحين أنا لازم أمشي...و توجه ليعطيها ظهره و يتوجه نحو الباب ليستوقفه صوتها الرقيق...\فمان الله...
لم يرد عليها و خرج..
******************
الساعة الثالثة و الربع صباحاً..
متعب..من تلك الحياة المزدوجة التي يعيشها...و مرهق من كل شئ..ربما لأنه يحارب أي شئ في حياته...
يحارب احساسه تجاه تلك السماح...
يحارب تلك الفرصة بولادة أي إحساس داخله تجاه تلك النورة...
يحارب فكرة الفشل في مهماته...
يحارب..و يحارب و يحارب..حتى أصيب بالإرهاق الشديد...كانت الصالة مظلمة إلا من تلك الإضاءة الخافتة القابعة في ركن من أركانها...تفاجأ بتلك القابعة في ذلك الركن الوحيد من الصالة...استغفر قبل كل شئ..لأنه يعلم أنها لن تتركه دونما تعرف سبب ذلك التأخر...تقدم و كان سيطلع في السلم و لكنه استوقفه صوتها...
نورة \وين كنت؟!
هو ليس في حمل للمهاوشات في تلك اللحظة و لكن اسلوبها قد استفزه جداً...توقف لمدة من الزمن ثم نزل تلك العتبات القليلة التي قد طلعها..و توجه نحوها ببطء ليقول...\شنو قلتي؟!
مع كل خطوة كان يتقدمها كانت هي تأخذ خطوة أخرى للوراء...قالت و بارتباك قد بدى له ..\س..سألتك وين كنت؟!
قال وهو مازال يقترب منها...\يخصك؟!!
بدأت أطرافها بالإرتجاف..لا تعلم ما الذي جعلها تتدخل و تسأله..و لكنها متعجبة من سبب تأخره لذلك الوقت...\إي يخصني...
يسار \و السبب؟!!
نورة \السبب اني..زو..زوجتك..و لازم أعرف..
نورة \بالله!!!...و أنا أقول ما يخصك فشي ..مرة ثانية يا هانم ما تتدخلين في اللي ما يخصك...
وجدت أنه قد اقترب منها حتى أصبحت محصورة بين تلك الطاولة و جسده الضخم...قالت بتلك القوي القليلة التي تبقت لها...\بتدخل...شنو بتسويلي يعني...
اقترب أكثر ليقول...\تبين تعرفين شنو بسوي؟!!..بسوي...
******************
لبنان...
بيروت...
لأول مرة في حياتي تخرسني كلمات رجل بهذه الطريقة...تسكتني..تخدرني..تجردني من عقلي..تستل كل قواي..!! أقسم أنني قد سمعتها ألف مرة هذه الحروف...(أنا أبيك)...و لكن هذه المرة قد كان وقعها مختلفاً بكل المقاييس...لا أعلم ما السبب؟!!
ألأنها المرة الأولى التي لم أخطط لها...لأنها قد أتت بمحض الصدفة التامة؟!!..ماذا سأفعل؟!!..أهو حقاً يريدني أم لأنه وجدني تحد في مشواره...فيبدو أنه ليس معتاداً على الرفض..لذلك قد وجدني ضمن تلك المقولة..(الممنوع مرغوب)!!..لا أعلم فأنا أحس بأن عقلي ذو التفكير و التدبير قد تلاشا مع تلك الكلمات..و ليست لي قدرة على استيعاب أي شئ...
أما حدث كان ضمن هذياني المستمر أم هو محض أحلام أم ماذا؟!!...و كيف سأوافق على شي كهذا؟!..كيف سأتمكن من العيش مع شخص تحت سقف واحد دون أن أخبره بأي ماض يشوب حياتي...كيف سأتمكن دون أن أخبره بتلك الآلام التي قد عشتها...كيف سأتمكن من العيش معه دون أن يرى ذلك التشوه الذي يغطي جسدي؟!!...كيف سأتمكن من بدء حياة معه دون أن أخبره بكل الرجال الذين عرفتهم..خدعتهم...سرقتهم من قبل!!!
يا رب..أنا قد تعبت من كل ذلك...كل ما أريده أن تعطيني القوة لأوقف ما أفعله...لأضع حداً لتلك النفس المريضة التي تتشربني...أن أوقف تلك الذنوب التي أكسبها...أن أبدأ بناديا جديدة و بعيدة كل البعد عن سابقتها...يا رب ساعدني....
فأنا في حيرة لم أعهدها من قبل في حياتي...كل شئ محض رؤية شائكة...لا أعلم ما ستجلبه الأيام لي من طيات...و لكن أعلم أن...
لغد طيّات أخرى...!!!.
.
.
نشرب شاي الصلح في المقهى
وتقول هل ما زلت تهواني
فأقول لا أحلى ولا أبهى
فتقول صدقتك يا جاني
تعال يا محبوبَ أيامي
يا ظالمي ومحطّماً صبري
خلفتني بجحيم آلامي
وراء وهمك طفلة أجري
ما كان يُشفى جرحك الدامي
لو لم يكن طبيبُه عمري
كيف لماذا خنت أحلامي
إن كنت لا تدري فمن يدري؟
كانت تقول ولم أقل حرفاً
أخرسني الحق وأعماني
قبلت كفيها ووجنتها
وحملت أدمعها بأجفاني
أخطأت والأمرُ لكِ قولي
هذا أنا الخاطىء والنادمْ
وابتسمت لكنها غابت..
وغاب عني وجهها الباسمْ
وصحوت مشتاقاً لضحكتها
وصحا ضميري المتعب الظالم
هل سامحتني كي تعذبني
أم سامحتني .. أم أنا واهمْ ؟
كريم العراقي..
لمحات من القادم...
(وصل حده من القهر...يريد أن ينهي هذه المهزلة التي يعيشها..و هنا الحد!!..اقترب منها ..و روحها توشك على الخروج من فاهها من شدة ارتجافها من ذلك القرب....).
(أغلق الباب بغضب شديد حتى أحست أنه سيخلعه من مكانه...أحست أنها لابد لها ان تفر و تبعد عنه أبعد مسافة ممكنة فهي تعلمه جيدا عندما يعضب..يشتعل!!...
صعدت الدرجات بسرعة مطلقة و لكن قطع عليها خطة هربها صوته المخيف الذي اقشعر له جسدها...\)
(...\أبييييه هنا و بسرررعة..أبي اعرف أي صغيرة و كبيرة عنه ..أي شي..).
هنا أقف و أنا على أمل أن أجد طلتكم و مشاركاتكم التي تبعث السعادة لقلبي...
إلى لقاء آخر...و أتمنى ألا تنسوني بصالح الدعاء...
|