كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
أنتبه ؟؟؟
أنتبه ؟؟؟
أخي المسلم اختي المسلمة أنتبه ....؟
عن بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رءوسهم شبرا رجل أم قوما وهم له كارهون وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط وأخوان متصارمان).
عن أبي خراش السلمي- رضي اللّه عنه- أنّه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم يقول: « مَنْ هَجَرَ
أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ » (صححه العلامة الألباني في السلسلة
الصحيحة برقم:928)
كان جالسا في الكرسي الأمامي للسيارة..كرسي القيادة...واضعا يده على المقود...و يضرب بأصابعه عليه...لا يعلم احساسه..أهو توتر..أم مجرد قلق من القادم...أم هو خوف من تغير مجرى الحياة...فلو أخبره اي شخص قبل شهر بأنه سيتزوجها ...هي الخادمة...لحكم عليه بالجنون..و لكن..ها هو الان ينتظرها لتأتي و يأخذها لبيتهما!!!
بيتهما؟!!....بيتهما؟!!...وقعها غريب على نفسه...لا يحتمل..نعم لا يحتمل..لا يحتمل أن يكون مع غيرها..فقط في هذه اللحظات القليلة قد اشتاق لها..جدا...و اذا به يفاجأ بفتح نورة للباب الذي بقربه..و تدخل و تجلس ساكتة...
عدت اللحظات من وداع لنورة وحدها و ذلك لأن يسار قد كان مسافراً في رحلة عمل كما زعم
أصبحا وحدهما في السيارة...تفاجأ برائحة تتغلغل لداخل صدره...و تملأ السيارة..الان هو لا يستنشق سوى رائحتها...ضايقته هذه الفكرة...
فتح نوافذ السيارة و قال و هو يصطنع اختناقه بالرائحة \وش هالريحة ؟!..مرة ثانية مابي أشمها ...
انتفضت من كلامه..اذن رائحتها لم تعجبه؟!...هي لم تكن تريد أن تضع عطرا منذ البداية..و لكن نورة أصرت عليها أن تضع منه قليلا.. انتفضت أيضا من صوته..صوته الان بالنسبة لها غير..هي قد سمعته من قبل..و لكنه الان أكثر رجولة...سكتت لم تقل شيئا فقط ما زالت تفرك يديها لتقلل التوتر الذي يعتريها...
أما هو فانتبه لنفسه أنه حتى لم يرها جيدا..لم يركز في ملامحها...لفت نظره يديها التي قد انتهت من شدة فركها لها...شدته تلك الخطوط الناعمة التي تغطي يديها بالسواد...انتبه لها..مرتدية عباءة و طرحة سوداء...ما هذا؟!..لماذا لم ترتدي فستانا أو ثوبا؟!!..لم تغطي نفسها بالعباءة و كانه ليس يوم زواجها...
نظر لنفسه...ابتسم...ينتقد لبسها المعتاد..و هو الذي يرتدي ملابس اليوم الاعتيادية..و كأنه ذاهب للنادي و ليس لزواجه!!..و لكن لا...ليلة زفافه واحدة..هي التي قضاها مع حب حياته...و كلما غير ذلك فهو أيام اعتيادية...
أما هي فتحس و كأنها الآن معلقة بين السماء الأرض..سماء عشقه...معلقة بكم من المشاعر لا تعلم مصدره..و لكنها تحس بالقشعريرة من فكرة تواجدها معه في سيارة واحدة...في بقعة واحدة...
لو بيدها لتمنت ان تحفر حفرة داخل العربة لتدخل وجهها فيها...لا تريد رؤيته من الخجل..تحس أنها على وشك ان تبكي..ليس حزنا..و انما فرحا...خجلا..سعادة لا توصف..فهي معه...نعم معه الان..و بقربه...
***************
في تلك الشقة التي أصبحت منفى لأحدهما و جنة للآخر..!!!
فتح باب الشقة و قال و هو يريد الدخول ..\تفضل...و لكن قطع كلامه تفاجأه من ملمس يد رقيقة تمسك يده...اقشعر سائر جسده...وقف مدة..انزل رأسه لينظر..ليجد يدها الصغيرة ممسكة بيده..و سمع صوتها المنخفض...
مرضية \باليمين....و كانه أول مرة يسمع صوتها...
سرح بفكره..لا يعلم أين ذهب و لكن حاول تدارك نفسه و قال\ ها؟!!..
استغرب من رده الدال على البلاهة التامة ..ها؟!!...أهاذا رد لرجل في عمرك؟!!!
عادت بنبرة أوطأ ...\ أدخل برجلك اليمين...
انصدم أكثر من تفكيرها...نعم اليمين من السنة و لكن من الذي سيفكر في هذا الشئ في هذا اليوم و في هذه الساعة بالضبط؟!!!
اما هي فسحبت يدها بسرعة عندما أحست بملمس يده المشعرة...أحست انها على وشك ان يغمى عليها...ستسقط على الأرض لا محالة...تمنت لو بإمكانها قطع يدها...و لكن لا تعلم ما الذي جعلها تفعل ذلك؟!!
اضاء انوار المكان...وضع مفاتيح السيارة على المنضدة...وقف و لم ينظر لها...ولكن أحس بوقوفها متسمرة لا تعلم ماذا تفعل...مازال لا يريد النظر لها...قال و هو يشغل نفسه بخلع حذائه...
خالد \تقدرين تجلسين...
نظرت له..كان يقف على بعد مسافة منها...الان فقط انتبهت لملابسه البسيطة و شكله..سكتت مدة ثم استوعبت ما قال...و جلست...
لم يكلف نفسه بالنظر لها...قال و هو يشير الى الأماكن المختلفة في الشقة...
خالد \هذي الصالة...المطبخ من هذي الجهة..و هذي غرفة النوم..ومعاها حمام..و فيه غرفة اضافية...من هالجهة...
هي لم تستمع لأي كلمة قالها و كانت فقط تنظر في الأرض...
و هو استغرب منها...ساعة تمسك بيده..و ساعة أخري لا تستطيع اخراج حرف!!!
قطع عليه تفكيره صوت الهاتف...أحس بأنه هو المنقذ الوحيد من هذا الموقف الغريب...أسرع ليري من المتصل..ابتسم..و قال لها
\أنا بروح..في شي ضروري في الشغل.....أخذ مفاتيح السيارة وقال\ تقدرين تاخذين راحتك...
و تركها حتي من دون ان ينتظر منها ردا...
***********
و في القصر...
بخت من العطر على عنقها...ابتسمت و هي تنظر لنفسها في المراة...امرأة تنبض بالأنوثة...مرتدية قميص نوم اسود طويل..و حمالات...كانت جميلة بمعنى الكلمة...ابتسمت أكثر و هي تفكر...
لم يجب أن تخاف..و من من؟!!...من أخري معاقة..و لا تحمل ذرة من جمالها؟!...لا..فهو لها...و لها وحدها..حتى و ان لم يكن هو من يسكن قلبها...فهو سيظل لها و لها وحدها...وضعت من احمر الشفاة الفاقع اللون لتكمل لوحة الجمال التي تعلم بعشقه لكل ذرة منها...
نظرت لأنعكاسه في المراة...واقفا يتأمل فيها...ابتسمت له بدلع...و قالت وهي تصطنع اللهقة
سماح \تأخرت؟!...
اقترب منها..وطبع قبلة عميقة على عنقها..و قال بلهفة صادقة
خالد \مادري انتي كيف ساحرتني؟!
ضحكت بغنج و قالت و هي تقوم لتقف أمامه بالضبط\تحبني؟!
قال و هو يرفع حاجبا\ و انتي تشوفين فيه مبرر ثاني لتصرفاتي؟!
اقتربت منه أكثر و قالت \ما قدرت أتخيلك مع وحدة ثانية غيري..
ابتسم و قال ممازحا لها\ لو كنت أدري بهالغيرة ..كنت تزوجت من اول يوم..عشان أسمع هالكلام الحلو...
وضعت يديها لتحاوط عنقه...قالت و هي تصطنع الزعل\ خااالد..
قل لها بوله بعد ان حاوط خصرها بيديه\ قلبه الشمال !
سماح \ما بتتركني هالليلة..مو كذا؟؟
خالد \...و أنا أقدر و انتي تسوين فيني كذا؟... تسأليني أسئلة تدرين اجاباتها مسبقا....
ابتسمت..فقد أثبتت لنفسها انها هي وحدها من تجلس على عرش قلبه...وهي وحدها من ينبض قلبه لها...وهي وحدها من تتحكم في خلايا عقله...
*************************
في نفس الوقت...
في مكان آخر...
في القصر...
قالت له و هي تدخل في مجوهراتها في تلك الخزانة...\أمك نامت و أعطيتها حبة مهدئة من شدة صدمتها في اللي سوته سماح فيها...و الله سماح قدرت تمشي كلامها فهالبيت و زوجته لهالمرضية...لكن ما توقعت إن سماح بتقترح له مرضية...مرضية؟!!..أكيد لأنها معاقة و كمان خدامة و بتقدر سماح تسيطر عليها و تخليها خدامة لها طول العمر...و لأن هذي شخصية سماح...واصلت كلامها دون أي رد من ذلك الآخر القابع معها في نفس الغرفة...
أما هو فقد كان يرتب في أوراق و مستندات ليضعها داخل خزنته....فتح الخزنة..و بينما يحاول إدخالها فيها تسقط تلك الصورة الوحيدة!!!...وتتخللها تلك الشقوق الدالة على قدمها...انتبه لها...
صورة لثلاث...ولد يبدو أنه في العاشرة من عمره و ملامحه ناعسة و يبدو عليه و كأنما قد تم إيقاظه من نومة هنيئة لأخذ تلك الصورة...و في الطرف الآخر ولد آخر يبدو أنه في نفس سن الآخر و لكنه يبدو عليه أنه أكثر هدوءاً...و تتوسطهما تلك الفتاة البالغة الجمال...و كأنها آية من الجمال و على ملامحها ابتسامة تشرق لها كل ظلمة الأرض...!!
جلس على الكرسي من هول الصدمة التي قد أتته...و ذلك الشريط من الذكريات التي تزاحمت في مخيلته....واحدة تلو الأخرى...وضع يده على صدره ليوقف ذلك الكم من المشاعر المتأججة في صدره...يا الله!!!...من أين له قوة لإحتمال ذلك الحزن الذي قد غشى على صدره..من تلك الصورة...و مِن مَن كان فيها!!!...صورة قد بعثت لروحه كل أحاسيس الحزن العتيق...كل الظلام الذي قد كان مدفوناً بين أضلع صدره...
كانت رجاء تتحدث و تتحدث دون أن تبالي ذلك الذي قد قلب كل كيانه...كانت تتحدث...\...ما ظنيت خالد بيتم معها أكثر من شهرين و بيطلقها..و الله هذا ال..و لكن توقفت عن الكلام عندما انتبهت لملامحه المتغيرة مئة و ثمانون درجة..اقتربت منه لتقول بقلق شديد...\عبدالرحمن!!...شنو فيك؟!..
لم يجبها لتقترب و تتناول تلك الصورة من يديه و تخرج تلك الشهقة القوية من فمها..رجعت للوراء في رعب شديد و قال...\عبدالرحمن...ليه ما حرقتها؟!!!...لم يجبها...لتكمل كلامها..\مو قلنا بنحرق أي شي؟!!!...
رجاء \قولي ليه تاركها للحين معك؟!!..ها...ليش ما حرقتها...و لم يجبها أيضاً...قالت بعد أن يئست من الحصول على رد منه...\أنا بروح أحرقها الحين و لكن أوقفها هو بصوته الذي أضعفته تلك الذكريات...\لا...ما بتحرقينها...أنا بحتفظ فيها معاي و مافي أحد بيلقاها...
رجاء \عبدالرحمن..!!!
عبدالرحمن \قلتلك ما بيلقاها أي أحد!!...
************************
في نفس الوقت...
في منزل يسار...
خرجت من الغرفة...تتسحب...حافية..جائعة جدا جدا..و من مكابرتها له لم تتناول أي شئ...و رفضت الطعام الذي أحضرته لها خديجة في غرفتها بأمر منه...و ذلك فقط لتغيظه..تريد فقط و لو القليل...
نزلت الى الأسفل و في الظلام..لم تفتح نور المطبخ لكي لا ينتبه...
تسحبت برقة..و كانت تمشي على أطراف أصابعها...و فتحت باب الثلاجة..وجدت جبن..و كأس عصير..أخذت الكأس و علبة الجبن تريد اخراجها...و فجاة..
يسار \شنو تسوييين؟!!! قالها بصرخة..
نورة \اااه...لم تنتبه الا و علبة الجبن التي على يدها قد وقعت في الأرض و تكسرت...أضاء النور..ليري ما الذي حدث...
و اذا به يفاجأ بشكلها...
مرتدية قميص نوم قطني وردي..و تحت الركبة...حمالات...و شعرها ملخبط بطريقة مضحكة و كأنما كانت في حرب و ليست نائمة...و...حافية القدمين!!!
نورة \اااوه...أممم...أنا...
يسار \أنتِ شنوو؟؟!! ...قالها محاولا رسم تكشيرة على وجهه...و لكن بانت تلك الأبتسامة التي أراد ان ينفجر بالضحك بعدها...
نورة \أنا... أرادت ان تهرب..و لكن ضغطت برجلها علي زجاجة و جرحتها...\اااه..و امسكت رجلها...
يسار \يا مجنووونة!!...وقفي و لا تتحركين...
نورة \اااي رجلي توجعني...
يسار \قلت لا تتحركين... قالها متوجها ناحيتها...و.. حملها بين ذراعيه..
تخدرت بالكامل من لمسة يديه!!...تجمدت...تفجرت كل خلاياها...تجردت من قواها!!...حاولت أن تقول...
نورة \وش تسوي انت ؟!!! أقدر أمشي عليهم...أخرسها بقول\ ولا كلمة....
ووضعها في العتبات التي تفصل بين المطبخ و الصفرة...
و جلس بالقرب منها...\احمدي ربك انه ما صار لك شي...لأني كنت ناوي أضربك...نظرت له مصدومة...قال مردفا\شخص ينسحب بنص الليل فأكيد حرامي.... سكت مدة و قال وهو يريد استفزازها\ يا مجنونة...خليني أشوفه للجرح؟!
قالت و الشرار بدأ يتطاير من عينيها \ لا شكرا مابي...
يسار \ما هوب مزاجك يا ماما..
نورة \قلتلك مشكوور مابي منك أي شي...
يسار \ماهوب عشانك يالأخت...بس مابي جدتي تجلطني فيك و تقولي أهملت البنت...و دحين خليني أشوفها....و أخذ قدميها بالغصب و لم يعطيها فرصة للرفض...
أحست بالقشعريرة في كل جسدها من لمسة يديه...جنود قد تسللت من تلك اليد القوية لتغزو ذلك الجسد الهزيل..بلمسة واحدة..أعلن كل جنودها الإستسلام التام...من أين له كذلك قوة على سلب كل أنفاسها؟!!..و فقط بلمسة؟!!..يا الله!!...اعطها القوة لتتحصن ضد جنود رجولته...اعطها القوة ولو لبضع ثوان لكي لا تخر مغشياً عليها...يسار \انتظري هنا و لا تتحركين..لين أجيب شي..
كانت الإسعافات بأحد الأدراج... في المطبخ...
هذه المرة جلس بالقرب منها جدا..و بدا بتنظيف الجرح و وضع المعقم..
نورة \أأأي...
يسار \هذي نتيجة تصرفاتك الطفولية...
نورة \همجي...!!
يسار \أنا!!!!....غلطتي من البداية اني أساعدك؟؟ اللي مثلك ما يستاهلون...
لم ترد عليه و سرحت في ملامحه و هو مندمج مع الجرح..مع انه ليس عميقا لم جعله موضوعا كبيرا!!
مرتديا شورت أبيض..و تشيرت كحلى...و ذقنه يبدو انه لم يحلقها منذ مدة...و لكن شكله هكذا جذاااااب...و غمازاته....كم هي ....سااااحرة!!!..لا..فهي غمازة واحدة..في خده الأيسر...لأول مرة تنتبه لها...تلك النقطة التي تحفر بإبتسامة واحدة منه...وسط تلك الرجولة البحتة...هناك غمازة!!!...و على خده الأيسر!!..
يسار \أقولك شي يا حرامية..قاطعته لتقول بغضب شديد..
نورة \أنا ماني حرامية...و يا الذكي انت..إذا كان مثل ما تقول حرامي وش اللي يبيه بالثلاجة...؟!!
يسار \الجوووع كاااافرر....و المرة الجاية لما تجوعين انزلي مثل بقية خلق الله و افتحي النور..و كلي..الأكل ماهوب جريمة...
أأأأأه لماذا تتحدث..ألتلقي عليّ ذلك الوابل من الكلمات المؤلمة؟!!...الصمت فيك اجمل...لماذا تحب اغاظتي...؟!!
نورة \لا ماني جوعانة...
يسار \ههه...ظااااهر جداً إنك مو جعانة..و الدليل إنك تتسحبين بنص الليل عشان تتطمنين علي الثلاجة مو أكثر...!!
نورة \ظرييييف...
يسار \من يومي...
نورة \و الحين..مشكور على مجهودك...ممكن تروح عشان أنظف المكان؟؟
يسار \لاااا يا ماما..أنا اللي بنظف...كافي خساير لليوم...خلع صندله..و مده لها...\ خذي هذا إلبسه عشان تطلعين لفوق..مادري شنو اللي يخليك تنزلين من غير شي فرجلك مثل البزران الصغار؟!!...
ترددت...ثم اخذته و لبسته...
يسار \ههههههههههههههه...
انصدمت بطريقة ضحكه!!!....ما الذي أضحكه لهذه الدرجة!!!...و لكن...قاااااتل مع هذه الضحكة..أول مرة..لتري تلك الغمازة الوحيدة تحفر و بسرعة فائقة وسط تلك الخشونة المغطية لوجهه...
قالت بتكشيرة\ وش اللي يضحك ؟!!
يسار \هههه..شوفي رجلينك..انتي تسبحين جوات الصندل سباحة...
انزلت رأسها لتنظر الي قدمها الصغيرة..جدا...جدا...مقارنة بصندله...
وصلت لحدها..من أسلوبه...
نورة \خلقة رب العالمين..عندك أي اعتراض...؟!
يسار \لا..هههه...و نعم بالله..
حاولت الوقوف على قدميها..و عندما وقفت...انتبهت لنظراته المتفحصة لها!...انتبهت لملابسها...اكتساها الخجل..و اصبحت تحاول انزال القميص لتغطية اكبر قدر ممكن من جسدها...
كم كانت جذابة و هي منفعلة..و تلك التكشيرة التي على وجهها...احس انه اذا استمر بالنظر اليها أكثر من ذلك..سيحدث ما لا يريده...
يسار \ليش ما تحركتي للحين..!! يلا يلا لفوق..و أخذ المنشفة في طاولة المطبخ و وضعها علي كتفيها...و اردف\ السترة واجبة...
انخرست!!!!...لم تقو على التعبير..اااه...قاااتل..مستفز...
نورة \مممم...اااه....هذا كل ما قوت علي قوله و اخذت نفسها و انسحبت من المكان...تاركة وراءها....رائحتها...!!
رجع لتلك الطاولة التي كان يجلس عليها..نظر لتلك الكومة من الملفات و الأوراق...يحمد الله أنها لم تنتبه لها...يجب أن يحذر بعد الآن...كل هذه الأوراق قد كانت في رحلة البحث عن ذلك المدعو بحمزة...
*********************
في مكان بعيد كل البعد....
كانت تنظف في المكان..و هي خائفة من الكلمة المقبلة التي سيطلقها عليها...مما سيفعله بها مجددا...كانت بالأحرى ترتجف من نظراته...ينظر لها و بكل حقارة...
قال لها ذلك الذي يشرب في ذلك السم ليجعله يتخلل كل خلاياه و أوردته...جاسر \شنو هذا اللي لابسته؟!!
ارتجفت كل أواصلها و قالت بخوف شديد..أسيل \شنو؟!
جاسر \شنو هالقرف اللي لابسته..أنا مو جبتلك ملابس تغيرين فيها..ليش تمرضيني بهالقرف...رووووحي غيري هالقرف...
لا..و إن عذبها..فهي لن ترتدي له تلك الملابس الخليعة..حتى و إن كان زوجها...فهي لن ترضي بتلك المهانة...يكفيها ما ذاقته للآن...قالت و بضعف شديد و هي خائفة من ردة فعله...\ما قدر...
جاسر \شنووووووو؟!!
أسيل \ق..قل...قلت ما قدر...
اقترب منها ليمسك شعرها بقوة و يقول...\هذا كلامك؟!!...تعاااالي معاااي...الحييين أعلمك كيف ما تقدرين...و جرها من شعرها وسط صرخات منها و استنجادات باللاشئ...و دخل للغرفة ليخرج كل ملابسها الواسعة و التي لا يريدها من الخزانة و يأخذها بيده ليرميها على الأرضية و يأتي بتلك العلبة من السائل ليدفقها على الملابس و يتناول علبة الثقاب و يشعل النيران على ملابسها...
أما هي فكانت تصرخ..و فقط تصرخ لا غير...\لااااااا...تكفيييي...الله يخليييييييك...لاااااا....و كانت تمسك بقدمه ليرفسها بقوة و يخرج من الغرفة وهو يقول....\الله يااااخذك يالقرففففف...
هي أسرعت بجسدها الضعيف و المتهاوي لتحضر ذلك الكوب من الماء و تدفقه على ملابسها لعل تلك النيران ستنطفئ و لكن دونما جدوى..فلو انطفأت..من الذي سيطفئ نيران قلبها..صدرها..جسدها..أحشائها!!!...
تألمت..و لكن..ما الجديد فكل يوم هي في ألم و لكن بشكل جيدي و بحلة جديدة...يمكنها ان تنشئ قاموساً عن القسوة..المرارة ..و الألم...تذكرت...نعم تذكرت ذلك الماضي الأليم الذي قد عاشته...
لماذا تركها؟!!...لماذا قد تخلى عنها و تركها لتقع بين يدي هذا المريض نفسياً...لماذا تخلى عنها في ليلة كانت من المفترض أن تكون أجمل ليلة في حياتها..و لكنها أصبحت أتعس ليلة في حياتها و منذ ذلك اليوم فالتعاسة قد أحبت مصادقتها و أصبحت صديقتها الصدوقة!!!
و في الجهة الأخرى...
و خرج و الغضب يتأجج في صدره...مقرفة..لماذا بلاه الله بهكذا زواجة...لماذا أصر عليه والده أن يتزوجها؟!!...نعم هو قد انتهكها و فعل بها كل السوء...و لكن هو قد سبق و فعل ذلك بالكثيرات...لماذا وقع مصيره مع هذه؟!!!..
يشتاق لتلك!!...تلك التي قد أخذت روحه منذ ذلك اليوم...كل ليلة هي في باله..في تفكيره..في أنفاسه!!...يعشقها حد الثمالة!!...حد الجنون!!...حد التمرد على كل القوانين!!...
و لن يتخلى عنها أبداً...مهما حدث...فهي له...و له وحده ...و لو بعد قرن!!!...و لو اضطر لقتل كل من يقف في طريقه للوصول لها...
**************************
في الشقة..
استيقظت...أخذت مدة لتستوعب المكان الذي هي فيه الان...نظرت للمكان...نظرت لنفسها...مازالت عباءتها عليها..لم تخلعها...مسحت رأسها بيدها...اعتدلت في جلستها...تريد ان تعرف كم الساعة الان...
تركها ليلة زواجها وحدها هنا...من دون ان يطمئن عليها...ههه..و ماذا تتوقع منه أن يعامل خادمة؟!!...ماذا كانت تنتظر منه؟!...أن يأخذها في أحضانه؟!..أن يخبرها بحبه لها منذ اول يوم راها فيه؟!....يجب أن تستيقظ من أحلام السندريلا التي تعيش فيها..فهذا هو الواقع...
دخلت غرفة النوم...وقفت أمام المرأة...الكحل قد سال من عينيها و تلخبط أحمر الشفاة على وجهها...بحثت عن منديل و لكن لم تجد...أخذت طرحتها التي كانت ترتديها وبللتها بالماء و مسحت بها وجهها...نظرت الى نفسها مرة أخري...و لكن ما زال شكلها متعب...
فتحت الحقيبة الوحيدة الموضوعة على الأرض و التي كانت لها..فهي لم يكن لها حق الشراء و التسوق كبقية النساء...فتحت الحقيبة...قلبت بين ملابسها شيئا لتلبسه...حاولت أن تجد شيئا يجذبه...أخرجت فستانا زيتي اللون و كمه طويل..نظرت له..أنسب شئ لديها...
دخلت الحمام...اخذت مدة في الاستحمام ثم خرجت و قدمها تؤلمها من النوم بطريقة غير صحيحة...جلست على الكرسي و ضغطت عليها لتقليل الألم...
جلست مرة أخرى امام المراة و هي تجفف شعرها الطويل من الماء...فتحت حقيبة صغيرة قد أعطتها لها نورة...نظرت للأشياء التي فيها...
نظرت للساعة المعلقة على الجدار...تشير على الثامنة الا ثلث صباحا...وضعت يدها على رأسها\ أوووه الصبح...
أخرجت سجادة الصلاة من حقيبتها...وضعتها..وصلت..طبقتها..
ذهبت أمام المراة مرة أخرى...أخرجت قلم كحل..خطت منه على حدود عينيها...ووضعت قليلا من أحمر الشفاة على شفتيها...أخرجت علبة عطر صغيرة..بخت منها على نفسها..أخذت نظرة صغيرة لنفسها..ابتسمت..الان يمكنها انتظاره حين يأتي من العمل...
لماذا لم يأت لهذا الوقت؟!!.. نعم هي مجرد خادمة..و لكن ليس عليه تذكيرها بهذا الواقع بهذه الطريقة...يرميها ولا يسأل عنها...
فوجئت بصوت هاتف في المنزل..خرجت للصالة لتجد هاتفا أرضيا موضوعا على الطاولة...ذهبت لجهته...
ترددت أترد أم لا..وقفت مدة..ثم رفعتها..
سكتت و لم تقل شيئا حتى سمعت صوته...
خالد \ألو...مرضية...ألو..
قالت ببطء\ ألو...
خالد \ أنا حأضطر أسافر عندي شغل...و ما بقدر أحدد المدة...سكت مدة ثم قال\ حارس العمارة بيجيب لك أي شي تحتاجينه... سكت مدة أخرى و قال\ محتاجة أي شي... لم ترد عليه و هو اعتبر هذا السكوت دلالة على عدم احتياجها لشئ...و قال خاتما مكالمته\ حسنا وداعا...
و انما لم يعلم أن سكوتها قد كان صدمة...صدمة قوية منها...لم تعتقد أنه بهذا البرود كله...لا يمكن...
***************
عيادة الدكتور محمود...
قام من مكانه ليجلسه على الكرسي المقابل له و هو يقول...\لو كنت عارف انك برا..كنت أمرتهم يدخلونك على طول..
جلس وهو يقول بوقار..\ماهوب مهم ياولدي...
\شنو تشرب؟!!
\لا شكرا ما بي شي...
\لا ...لازم أضيفك..هذي أول مرة تزورني فالعيادة يا عمي...
ابتسم له و قال ..\إذن بطلب قهوة سادة...
ضغط على الهاتف الموضوع على مكتبه ليأمر العامل بأن يحضر كوبان من القهوة...جلس عبد العزيز وهو يتأمل في عيادة محمود المرتبة...يتوسطها كرسي مفرود للمرضي...و تلك الأرفف المرصوصة عليها أعداد مهوولة من الكتب بنظام مطلق...و المكان الذي يغلب عليه اللونان الأبيض و الرمادي...نظر له محمود مدة و هو متعجب من سبب هذه الزيارة المفاجئة ...
قال له عبد العزيز بوقار...\كيف حالك؟!
\بأحسن حال و الحمد لله...كيف أنت و كيفها...الآنسة روح؟!
ابتسم له عبد العزبز وهو يقول...\بأحسن حال...سكت مدة عندما سمع صوت طرق على الباب و إذا به العامل قد أتى و في يده صينية..وضع الكوبان أمامهما و خرج...
التفت عبدالعزيز على محمود و قال..\أكيد أنك الآن متعجب من سبب زيارتي لك؟!
********************
أسيل...
لم تعد لي قدرة على احتمال المزيد من الألم معه...يكفيني ما عشته من ألم مع ذاك الأول...فكيف أعيش الألم مع اثنين!!!...
كيف لي أن أحتمل ألم الذل في الماضي...و ألم القهر في الحاضر؟!!
يا ربي... ياذا الجلال و الإكرام...يا قريباً غير بعيد...ما من انت أقرب إلى من حبل الوريد...يا من بيدك ملكوت كل شئ....
يا رب...يا رب أرحني من هذا الألم الذي أعيشه كل ليلة...يا رب خلصني منه..يا رب ليس بيدي حيلة ..و أنا ضعيفة و لكني واثقة بأنك معي...و أنت الذي تقول...(أنا عن ظن عبدي بي)...يا الله...ألهمني الصبر.. و أجعل لي من كل هم مخرجا و أرحني.. يارب خلصني منه..هذا الجسار..خلصني منه يا رب...
يا رب أنا واثقة أن غدا سيكون أفضل..و لكن..متى يكون هذا الغد...
متي سيأتي؟!!..
أنا واثقة أن..
لغد طيات أخرى..
ماذا أخْبِرُكُمْ عن نَفسي ؟ مِنْ قَلبي... تَنبعُ آهاتي
أقضي للنَّاسِ حَوائِجَهُمْ وَأنا لا تُقضى حاجاتي
أكتُبُ لِلعِشقِ وَيُؤسِفُني أنْ أنسى حُبّي.. وَحَياتي
أمسَحُ للعاشِقِ.. أدمُعَهُ وَأنا تُحرِقُني.. دَمْعاتي
وَحَبيبةُ قَلبي... راحِلَةٌ تُبْحِرُ في عَكْسِ المَوْجاتِ
مَنْ يَشعرُ في هذي الدنيا؟ مَنْ يَشعرُ بي وبمأساتي ؟
أسْهَرُ في الليلِ وَأوراقي وَأعُدُّ... قَصائِدَ أنّاتي
كَمْ هذا الحزنُ.. يُؤَرّقُني يَحرِمُني لَمْسَ وِساداتي
مازالَ الهمُّ... يُرافِقُني وَيَعيشُ عَلى حِبرِ دَواتي
يَتَغذَّى شِعراً.. أو وَرَقاً يَتَسلَّلُ... بينَ الكَلِماتِ
يَشربُ مِنْ جُرحي خَمْرَتَهُ وَيَثورُ.. يَثورُ عَلى ذاتي
فَمَتى أتَخَلَّصُ مِنْ حُزني ؟ وَأعيشُ... بدونِ الآهاتِ
طارق علي الصيرفي
لمحات من القادم...
(قال لها..\أنا أبيك...!!!)
(استغفر على عصبيته...تذكر شكلها و هي تقف أمامهم...بذلك الفستان الملتصق بجسدها و الذي يبدي أكثر مما يغطي من جسدها....)
(قال له...\أبي أطلقها...أجابه ذلك الآخر بنبرة غاضبة...\لو مت ماااافي طلاااق...و بتم معها...فاااهم...)
هنا أقف و أنا على أمل أن يكون الفصل قد نال اعجابكم..
و أتمنى ألا تحرموني من مشاركاتكم التي تبعث السعادة لقلبي و تفرحني...
و الأهم أرجووووكم لا تنسوني بالدعوات... :)
إلى لقاء آخر...
|