كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
لطيفة...
مـؤلـم للغـايـة :
.
.
.
عـندمـا نشـتـاق للأنترنت إذا تـركـنـاه يـومـاً أو يـومـين ...
و لا نـشـتاق لكـتـاب الله عـز و جـل إذا تـركـنـاه شهـوراً و أسـابيـع ...
اللهم اهدينا و ثبتنا على الطريق المستقيم...
أتمنى أن تتذكروا جميعاً أن هذا الكتاب سيكون رفييقكم في القبر...فالزموا صحبته في الدنيا..ليلزم صحبتكم في الآخرة...و يكون لكم شفيعاً...
يمكنكم قراءة صفحة واحدة كل يوم...لن تأخذ أكثر من 3 دقائق...
[COLOR="Black"]
القصر الكبير...
دخل الغرفة وهو يتمنى أن يجدها أمامه؟!!...يحتضنها...يشتم رائحتها..و لكن...أحس بوجودها..نعم لقد كانت هنا قبل قليل...نعم فهو يحس برائحتها في صدره...تفاجأ ليجدها تقف أمامه و هي تلف المنشفة على جسدها المبتل...و تقترب منه لتطبع تلك القبلة الدافئة على خده...
و لكنه حاوط خصرها بيديه ليقبلها قبلة طويلة..أحس بنفسه تشفى فيها..أما هي فقد أحست بالإختناق فيها ليس الا...بعد مدة استطاعت الفرار من أحضانه و هي تجلس أمام المرآة...قال وهو مازال واقفا...\ اشتقت لك....
ابتسمت له و قالت...\و أنا اشتقت لك...
ابتسم على تصرفاتها..فهو على يقين أنها قد سمعت أصواته هو ووالدته يتحدثان...و تتصرف بكل برود او تصطنع البرود ..قال لها بجدية...\أدري انك سمعتي اللي الصار بيني أنا وأمي؟!!
قامت من مكانها لتقف و تقترب منه جدا حتى لم يفصل بينهما شيئا...قالت له بغنج شديد...\حبيبي...هي أمك..و أكيد بتوافق في النهاية...انت بس اصبر عليها شوية...
طوقها مرة أخرى بيديه وهو يقرب وجهه منها ليشتم رائحتها التي لطالما عشقها....قالت له و هي تجره ليجلس بالقرب منها على السرير...\و دحين قلي كيف كانت رحلتك ؟!..
*********************
كان جالساً على طاولة الطعام...و لكن دون أن يمس شيئاً...يشغل باله الكثير و الكثير من الأشياء...تقدمت تلك لتأتي و تجلس في الكرسي المجاور...كان الهدوء يعم المكان...هو لاحظ لعينيها المتورمتان و كأنها قد كانت تبكي...و لكن لم يكلف نفسه بالسؤال...هي..سكتت مدة متوقعة منه أن يجيب كل تساؤلاتها و يخبرها بما حدث و ما سببه و لكنه لم ينطق بأية كلمة...
قالت بإرتباك شديد..\كيفك الحين؟!
قال وهو يصب كل انتباهه على الأكل....\أحسن...
فتحت فمها وكأنها ستوشك على قول شئ..\يسا...و لكن قاطعها وهو يعلم علم اليقين ما تود قوله و قال...\أدري انك تبين تسأليني عن أشياء كثيرة...بس مافيه شي...
قالت كردة فعل ..\كيف مافيه شي؟!!...و اللي صار أمس...و هالكدمات اللي بوجهك..شنو تفسيرها؟!!!
قال ببروده الذي قد اعتادته...\تفسيره ما يهمك...و لا يخصك؟!!
نظرت له و هي تحاول التجلد بالقوة...\ما يخصني؟!!!...و لا يهمني؟!!...لا ...هو يخصني...بعد الرعب اللي عشته امبارح يهمني اني أعرف مين هالناس...و ليش يسوون فيك كذا؟ّ...و شنو يبون منك؟!...و إذا انت...قاطعها ليقول بحزم...\نورة...قلت ما يخصك!!..
نورة \لا...يخصني...و..قاطعها للمرة الثانية و قال بصوت أرعبها وهو يقوم من مكانه...\قلت ماااااا يخصك و اللي صار أمس بتنكتمين فيه و ما بتحكينه لجنس مخلوق و بتموتين فيه الحين...فهمتي...!!!
و قام ليتركها تتحلطم كعادتها ...بين ماض يغرس أشواك ألمه في صدرها....و بين حاضر يغرس تلك الأشواك بقوة ليؤكد ذلك الألم!!!
**************
نادية...
لبنان...
بيروت...
في غرفة القندق..
تتأمل في شكلها امام المرآة كما هي العادة...و هي تمرر يدها على تلك البقعة الكبيرة من جلدها و المشوهة...كم تؤلمها رؤية هذا الجرح...كم تتمنى لو بإمكانها محو ذلك الماضي الأليم...و لكن و إن قامت بعمل عملية جراحية لمحو ذلك التشوه...هل ستستطيع محو ما بداخلها من آلام...لا تعتقد ذلك!!
رجعت بفكرها لما قبل ثمانية عشرة سنة...
لمحة من الماضي...
\هذي قليلة جداً..و ما بتسوي لها أي شي فموضوع علاجها...هذا ما حدثتها به نفسها و هي تحاول أن تعد تلك الوريقات البالية من المال...كانت تحتفظ بها في صندوق صغير تحت سريرها...هذا ما استطاعت أن تخبئه منه حتى لا يأخذها منها ليصرفها على سكره و السم الذي يتناوله...و أولئك الساقطات اللاتي يحضرهن الى المنزل...
رفعت رأسها للسماء و لكن واجهها ذلك السقف البالي الذي تتخلله شقوق كبيرة تنذر على سقوطه...تابعت تلك الخطوط من الشقوق لتقودها لأركان الحائط الذي لا يقل قدما من السقف...نظرت الى الغرفة ككل...غرفة صغيرة جدا لا تكفي لشخص...مليئة بتلك الصناديق الكثيرة ....و ليس بها غير سرير واحد و تحته صندوق هو ما تضع به ملابسها...أو بالأحرى قطعتي الملابس التي تملكهما...
نظرت لذاك العنكبوت الذي ينسج خيوطه على ركن الغرفة...و سريرها المكسورة قدمه و الموضوعة تلك الحجارة واحدا فوق الاخر لحمله...رجعت بنظرها مرة أخرى للنقود التي بيدها...نزلت من عينها دمعة لتتسلل و تترك بقعة فوق النقود...أرجعت النقود في ذاك الصندوق البالي...ووضعته تحت سريرها في مكان لا يمكن لذاك الحيوان أن يعرفه...
تذكرته...نظرت لقفل باب الغرفة...نسيت أن تغلقه....و سيأتي ذاك المريض بعد قليل ليترنح...اسرعت و أغلقته جيدا...وحركت السرير كعادتها ليغلق الباب جيدا...و لكن بهذه الحركة أيقظت والدتها الراقدة عليه...لتعلن عن بدء ألمها بأن تكح بقوة...قربت منها و سكبت من قدر الماء الموضوع بالقرب منها وقربته من فمها لتشرب منه القليل و هي تسمي بالله...
أرقدتها مرة أخرى لتتأمل تلك الصغيرة الراقدة على اللحاف الممدد على الأرض...و تلك الابتسامة البريئة المرسومة على شفتيها...جلست قربها...واضعة يدها على شعرها برقة..ابتسمت على ملامحها..طفلة لا تتجاوز السنتين...نائمة كالملاك...و رغم كل ما حولها من الام و قهر...فهي تبتسم!!!
طبعت قبلة صغيرة على خدها...و مددت جسدها بالقرب منها ...أخرجت ذاك الدفتر الصغير من تحت اللحاف و معه قلم...بدأت بكتابة معاناتها...فذلك الدفتر هو الوحيد القادر على احتمال ما تمر به من مأساة....
رجعت بتفكيرها لهذا الواقع الذي تعيشه...كم هو عميق هذا الألم الذي تحس به....كيف تستطيع أن تعيش حياة اعتذادية كبقية البشر و هي لم تحظى بماضٍ اعتيادي كالبشر...ماضيها كان عبارة عن خليط من ألم..حزن..خزف..رعب..بكاء..تقزز...
**************
بعد ثلاثة أيام...
الساعة العاشرة و النصف ليلاً...
تحس بالضيق الشديد...لا يمكنها أن تجلس هكذا دون أي شئ...نزلت الى الأسفل تريد فعل أي شئ...أي شئ...صعدت للأعلى مرة اخرى بعدما اطمأنت على عصافيرها...كانت تريد الدخول لغرفتها و لكن تأملت باب غرفته...تلفتت و كأنها توشك على القيام بجريمة...هو لن يأتي الآن لأنه قد خرج قبل قليل...و هي لن تسكت له أبداً...كيف له أن يتركها بين تساؤلاتها و لا يجيب عليها...و في كل مرة تفتح معه الموضوع تكون النهاية بتعصيبة منه.. أو بوابل من الكلمات الجارحة يلقيها عليها..وهي يجب أن تعلم ما سبب ما حدث تلك الليلة...و ما سبب ذلك الغموض الذي يحيط به...و لماذا لا يريدها أن تخبر أي شخص بما حدث؟!!
دخلت غرفته لتتأملها..كبيرة و يغطيها اللون الأسود...لون معبر جداً عن شخصيته!!!...هذه هي المرة الأولى التي تتأملها..فالمرة السابقة كان كل انتباهها مع يسار...أخذت تقلب في الأدراج و في كل مكان عن خيط يقربها من معرفة شئ ؟!!...رائحة عطره تخنق الغرفة...أحست بتغلغلها في داخل صدرها...كانت تبحث بين ملابسه لعلها تجد شيئا...
ولكن سمعت صوتا قد اقترب من الغرفة..ارتجفت...أحست بالإغماء...أخذت تتلفت لتجد مكانا تختبئ فيه و هي تسمع صوت باب الغرفة يفتح...
دخل وهو متعب جداً...يحس بالصداع ينهش رأسه...توقف فجأة ..أحس بأن هنالك شئ مختلف في الغرفة..لا يعلم ما هو؟!!...
رائحتها!!
نعم هي رائحة عطرها؟!!...
و ما الذي جعلها تدخل هذه الغرفة؟!!... غرفته؟!...أحس بجسد صغير مكوم خلف الستارة...استغرب...هذه هي..نعم هي... لا يعلم ما سبب تلك الإبتسامة التي قد رسمت على شفتيه... ابتسم أكثر على فكرته...
هي من جهتها توقفت عن التنفس و حبست أنفاسها...تتمنى الموت فقط في هذه اللحظة...واضعة كلتا يديها على صدرها حتى تمنع قلبها من الخروج من صدرها...وفجأة شهقت عندما رأته واقف أمامها بجسده الضخم و قد سحب الستارة بقوة...و في يده عصاة يريد ضربها بها...صرخت بكل ما لها من قوة لتوقفه و هي تغمض عينيها بشدة...
مثل الصدمة المطلقة عليها و قال بغضب مصطنع ...\انتِي؟؟؟؟....وش تسويين هنا؟!!!
لم تستطع قول شئ...بماذا ستبرر له؟!!...ماذا ستقول؟!!..ما الذي أتى بها لغرفته؟!!...\كن..كن..كنت أبحث عن....قاطعها بنبرة غاضبة...
يسار \هااا...وش تسوييين هنا...جاوبينيييي؟!!...
نورة \أ.أأأ..أنا كنت أبي....أأخذ ملابسك الوسخة للغسيل....
ملابسه المتسخة للغسيل؟!!!....أهذا كل ما استطاع عقلها الخروج به من حجج؟!!!...ما هذه البلاهة التي أصابتها؟!!!...منذ متى و هي تأخذ ملابسه للغسيل؟!!...كم هي غبية؟!!...ماذا سيقول الآن...
ضحك بقوة على حجتها الواهية....\ههههههههه....هههههه...ملابسي!!!
نظرت له بغضب شديد و هي تقول...\ايوة..انت مو قلت اني لازم أأدي واجباتي المنزلية كزوجة؟!
يسار \هههه...و اذا كنتي من صجك تبين تأدين واجباتك...شنو اللي يخليكي تختبين ورا الستارة ؟!
نورة \أ..أأ..أنا ما توقعت جيتك و كنت خائفة..
يسار \ممم...خائفة...انتي انخبلتي فراسك ؟!!!...كنت رح أودي بحياتك و أنا ظنيتك حرامي...من تصرفاتك الطفولية!!
نورة \أنا تصرفاتي طفوليه؟!!!
يسار \اي..تأملت حالها...لم تستوعب إلا الآن أنه قد حبسها مع الحائط...وضعت يدها على صدره لتحاول إبعاده و لكن ما فعلته قد جعله يقترب منها أكثر حتى التصق بها...و التصقت هي بالحائط...
قال بهمس...\وعقابكِ هو...و طبع قبلة على خدها...من شدة ارتجافها وقفت على أطراف أصابعها..تجمدت...أما هو فكان سيتحرك يفعل أكثر من ذلك و لكن استدرك نفسه في اللحظة الأخيرة...و ابتعد عنها فجأة ليجدها مازالت مغمضة عينيها بقوة...كان منظرها قمة الجاذبية...فتحت عينها ببطء لتستوعب أنه قد ابتعد عنها إنحرجت جدا من منظرها...دفعته بقوة بيدها ..و هي تقول بغضب ووجه محمر من الخجل...\حقيييير....
وتركته وخرجت بسرعة من الغرفة...هو...ضرب رأسه بيده بقوة..ماذا فعل؟!!...لماذا؟!!...لطالما كان يفكر بعقلانية في أفعاله..ما هذا الطيش؟!!!...لماذا أحس بكل تلك الأحاسيس معها..لماذا لم يستطع التحكم في نفسه!!
هي ..أغلقت الباب بقوة شديدة و وقفت و أتكلت ظهرها عليه...وضعت يدها على خدها لتتحسس آثار قبلاته...ابتسمت...ثم غضبت...لم يستغلها بهذه الطريقة..و لكن هي المخطئة من البداية..هي من دخلت غرفته...
***********************
و في تلك الغرفة الصغيرة في بقعة من ذلك القصر الكبير...
مازالت مصدومة...قرصت نفسها عدة مرات و هي جازمة على أن ماسمعته كان حلماً لا غير...مرت ثلاثة أيام و هي ما زالت في صدمة قوية...ممسكة بتلك الذكرى الجميلة منه بين يديها تتأملها...و لكن سمعت صوت طرق على الباب لتقوم و تصدم من الشخص الذي أمامها...
قالت تلك بقرف..\هل يمكن أن أدخل؟!...و دخلت لتجلس دون أن تترك لها أي مجال للرفض..و كيف بمقدرتها أن ترفض؟!
مازالت صامتة دون أن تقول أي شئ...لم تقو على إخراج الكلمات...فقط تأملت تلك التي تتفحص غرفتها بقرف شديد...قالت لها...
سماح \أوكي...مرضية ...انتي تدرين الموضوع اللي أبيك فيه؟!
زادت ضربات قلبها...لا تستطيع استيعاب ما يحدث..فقط تترقب...قالت بخوف شديد..\آسفة و لكن...قاطعتها لتقول...\اللي سمعتيه هذاك اليوم من حوار بين خالد و عمتي ما كان خيال و لا تهيؤات منك...و هي كانت حقيقة !!!..
حقيقة؟!!...ماذا تقول؟؟!!..و ماذا تريد أن تقول...قالت لها سماح ...\ما بتقولين شي؟!!
حاولت مرضية تبرير موقفها الذي لا تفهمه هي نفسها!!...قالت...\أنا ما...قاطعتها لتقول مرة أخرى...
سماح \مرضية...أبي أوضح لك الصورة زين..لأنه احتمال تكونين فهمتيها غلط..أنا اللي عرضت على خالد انه يتزوجك...و قامت من مكانها لتقترب منها و تقول بنبرة حادة أكثر...\و هو رفض و بقوة كمان...و هذا أكيد عشان هو يحبني...و لأنك...سكتت مدة لتردف بنبرة استهزائة...\خدامة...و انتي تدرين سبب عرضي له...و هو عشان يجيه عيال...و هو عن نفسه ما يبي أي عيال من غيري بس عمتي هي اللي أصرت على الموضوع...
سكتت و هي تتحرك في أنحاء الغرفة الصغيرة و التي بالكاد تحتويهما...ثم أردفت لتلك المتجمدة من قوة الصدمة...\هذا عرض لا يمكنك رفضه بتاتا...و ما بيكلفك أي شي...فإنتي ما بتلقين من يتزوجك و انتي بهالإعاقة اللي فرجلك...و عموما خالد لو تزوجك ما بيظلمك...و ذا عشان اقناعي له...و عموما أنا رح أعطيك مبلغ من المال...بس بشرط...
\هو انه يطلقك بعد ما تجيبين له هذا الطفل المنتظر...و انا قلتلك كل شيعشان تكونين على دراية بالموضوع و ما تحدثك نفسك بأي أوهام...و لا تدخلى نفسك في دوامة ...و لازم ما تروحين بتفكيرك لعالم الأحلام...فانتي خدامة ..و..معاقة..و هو..ببساطة ...
خالد!!
ألقت عليها ذلك الوابل من الكلمات المتفجرة لتتركها و هي على وشك الموت...لا تحس بشئ من هول الصدمة!!...خرجت من الغرفة و أغلقت الباب و لكن تلك ما زالت واقفة لتتهاوى على الأرض من قوة صدمتها....
**************************
في القصر...
و لكن في غرفة اخرى...
الجدة \عبد الرحمن!!...انت جنيت مثل اخوك ؟!
ابتسم لها بوقاره و قال...\أنتِي اللي غصبتيه على شي ما يبيه والحين السحر بينقلب على الساحر...
الجدة \عبدالرحمن!!!
عبدالرحمن \لا تنظري لي بهالطريقة...يمة...انتي اللي غصبتيه و خالد رجال كبير و يدري اللي يسويه ...و مهو بلعبة بيدك أو بيد زوجته عشان يسمع كلامكم...و أكيد انه فكر بقراره و بيتحمل نتيجته...
الجدة \إذا أنت توافقه على هالكلام الفاضي؟!!
سكت مدة ثم قال...\ما بوافقه و لا بعارضه...و لكن مثل ما قلت خالد رجال...سيبيه يتخذ قراراته بنفسه و خليه يتحمل نتيجة أخطاءه...نظر لها ليجدها في قمة غضبها...وضع يده على حجرها ليقول بإبتسامة...\يا أم عبدالرحمن...كانت هذه جملته الدائمة لإستمالتها...و اردف..\انتي شايفة فمرضية شي يعيبها فأخلاقها؟؟
سكتت ..\لا...و لكن...سكتت مرة أخرى لا تعلم ما تقول فم أردفت...\خالد ولدي يستحق اللي أحسن منها..هي معاااقة..و البلد ملياانة باللي أحسن منها...
عبدالرحمن \يمة..انتي تدرين انه خالد ما يقدر يكسر كلمتك..أو يعصي أمرك...فهو بطبعه مطيع و مسالم...فما تعيشه فضيق ..و مرضية و ان كانت خدامة...فهي أفضل من اللي كانت زوجته بتجيبه له...عشان كذا وافقي...
اشاحت وجهها عنه في ضيق شديد...و قال ليردف و هو يعلم أن كلماته ترن جيدا في أذنيها...\انتي تبين حفيد...و لو تزوجها بينفذ طلبك......قاطعته و هي تقول...\بوافق ...بس بشرط...
قال لها بابتسامة و هو فرح من موافقتها المبدئية فقط...\يطلقها إن جابت له طفله..وبعدها أزوجه وحدة ثانية عشان أقهر السماح!!
قال عبدالرحمن بغضب يحاول السيطرة عليه أمام والدته..\و ليييش هالظلم؟؟!...وش ذنب هالمسكينة في هاللعبة المريضة اللي بينك و بين سماح؟!!...ذنبها انها انولدت معاقة و تعيش خدامة؟!! و لم هذا الظلم؟!!
الجدة \عبدالرحمن!!!...هذا شرطي الوحيد..و بوافق بعدها....
تضايق عبدالرحمن من منطق والدته و من أسلوبها...فتلك المسكينة الوحيدة ليست لعبة في أيديهم ليقرروا هذا القرار العجيب...و هو يعلم جيدا أنها لم تشترط هذا الشرط إلا وهي تعلم جيدا أنه لو عرض على مرضية سترفض رفضا باتا هذه الزيجة الغريبة...فهو يعلم جيدا مدى دهاء والدته...و ليس هنالك امرأة تفكر بكامل عقليتها و ترضى بأن تتخلى عن طفلها!!!
********************
منزل عبدالعزيز...
جالسة كعادتها...تعزف على ذلك البيانو الذي أمامها...مقهورة..من كل شئ..من إعاقتها..من عدم قدرتها على الحركة...من حبها له..من أسلوبه البارد..من أسلوبها الطفولي..من كل شئ..من كل شئ...
في الأيام الماضية قررت أن تبتعد عنه..نعم فالبعد هو أنسب حل...لقد أخبرت والدها أنها لا تحتاج للدكتور محمود مجدداً...و أنها لا تريده...وهو بدوره قد أطاع أوامرها...
تكرهه..نعم هي تكرهه...توقفت عن العزف عندما رأت تلك الدمعة التي تسقط وحيدة على تلك القطعة البيضاء من البيانو...وضعت إصبعها عليها و مسحتها برقة...تحب الإختلاء بنفسها وحدها حتى هي لم تسمح للدادة بالجلوس معها...تحس بأنه عالمها الذي يمكنها التعبير عما بداخلها فيه دون أن يحكم عليها أحد...
توقفت عن العزف مرة أخرى عندما سمعت صوت الباب و هو يفتح و تطل منه الدادة و هي تقول...\تفضل...
ليدخل هو بكل ما فيه من طول و عرض و هيبة و يتوسط الصالة..كانت مصدومة...و قالت بتعبير تلقائي منها...مستنكرة فعل الدادة...\داااادة!!!
نظرت لها الدادة بتعجب و كأنها لم تفعل شيئاً و قالت..\بجيب لك شي تشربه...
أومأ لها رأسه ليقترب من روح التي تعطيه ظهرها و يفصل بينهما عدة أقدام...لفت كرسيها المتحرك لتواجهه و هي تحاول أن تتماسك و تمثل القوة...قال هو بهدوئه المعتاد...\اهلاً...
حاولت هي أن تمثل نفس هدوئه..\هلا...شنو سبب زيارتك؟!...
قال بإبتسامة...\جيت عشان آخذ كتابي...سكت مدة و قال بإبتسامة صغيرة على شفتيه...\اللي اتصلتي فيني من كم يوم عشان تقوليلي اني نسيته!!!
اغتاظت جدا منه..أيعايرها بذلك الإتصال الذي قد إتصلته من أجله!!...و هو يعلم جيدا سبب مكالمتها له الحقيقي..و يعلم عن حجتها الواهية التي احتجت بها..ألا وهي كتابه؟!!...لماذا يريد تذكيرها دائما بتصرفاتها الطفولية معه؟!!...
قالت بهدوء مصطنع..\و هل هو بهالأهمية عندك؟!
قال لها ..\كيف حالكِ؟!
اقشعرت من سؤاله..كيف له أن يقلب كيانها هكذا في ثانية؟!...و كيف له أن يغير مجرى الحوار و يسألها هذا السؤال...احمر وجهها الذي كان باديا جدا له...قالت في محاولة لإستدراك أفعالها...\زينة..و انت؟!
قال لها بابتسامة عشقتها حد الثمالة...\بأحسن حال...
وضع يديه في جيوب بنطاله كحركته المعتادة و قال...\ روح...أنا جيت اليوم عشان أقولك اني بكمل نصي الثاني ان شاء الله....و..قاطعته هي بنبرتها الطفولية و برد فعل متوقع منها...\تبي تتزوج؟!..عضت شفتها السفلية على تسرعها المعتاد..يالغبائها!!..و لكنه يريد الزواج؟!!..يريد الزواج من أخرى....و يريد أن يقهرها بإخبارها بذلك ..إلا و لم قد تكلف ليأتي إلي المنزل؟!!
لماذا يستحقرها لهذه الدرجة؟!!...أهذا كله هو جزاء حبها له؟!!...لماذا يتعامل معها بهذه الطريقة؟!!...لم يريد جرحها...
ابتسم وهو يقول...\اي..
قالت و دون أن تفكر في جملتها مليا...\و ليش تقولي؟!!
محمود \لأنك تهميني...كحالة!!
كحالة؟!!...كحالة مرضية فقط؟!!..ليس إلا؟!!...لماذا يفعل ذلك بها؟!!...لماذا يريد قتلها؟!!..لماذا يرمي عليها تلك الكلمات الصادمة ..الجارحة...القاتلة!!!
علم أنها ستنفجر فيه الآن و مؤكد أنها ستقتله..و قال لإستدراك الموضوع...وهو ينظر لساعته ...\أوووه...أنا اتأخرت لازم أمشي الحين...و ينه الكتاب؟!!...أشارت له على الكتاب الذي كان موضوعاً فوق الطاولة ..ليتركها و يخرج تاركاً روحها لتتهاوى في دوامة من الألم...
أجهشت بالبكاء كالعادة بسببه...لم يريد إيلامها بهذه الطريقة...لماذا؟!!..لماذا يفعل بها كل ذلك؟!..
***********************
لبنان ...
بيروت...
مغارة جعيتا...
جالس في ذلك القارب يتأمل في تلك الجالسة أمامه...كل يوم يتعرف عليها فيه تزيد في نظره هالة الغموض التي تحيط بها...لا يعلم لماذا لم ينهي هذا الموضوع منذ البداية...لماذا لم يهددها أو يستخدم أساليبه معها...لماذا يماطل؟!!
لم المماطلة؟!..أهو تعجب أم فضول أم اعجاب أم ماذا؟!!...مهلاً؟!!..هل قال اعجاب؟!!..لا فمن المؤكد أنه لا يحس تجاه هذه الممثلة البارعة التي أمامه بأي نوع من المشاعر...ما هذا الهراء الذي يقوله...ههه..اعجاب؟!!
هل يمزح مع نفسه؟!!...
تأملها و هي تشير بيدها في الإتجاهات المختلفة لتخبره بمعلومة عن كل شئ في المغارة...معلومات هو لا يريدها و ليس لديه الفضول لمعرفتها...رجع لوعيه و هو يسمعها تقول...
نادية \ بيئة المغارة حساسة جدا عشان كذا ..أي خلل في نظامها يمكن يسبب ضرر للصخور الكلسية اللي فيها وتخسر جمالها و يمكن يسبب في تغيير لونها ...عشان كذا فرضوا نظام صارم عشان يحافظون على بيئتها ...و ذا بيكون باستخدام نظام اضاءة غير مؤذي وغسل هذي الصخور..قاطع كلامها ليقول...\ممكن نوقف هنا...أنا تعبت...
نظرت له مدة من الزمن ثم قالت بابتسامة..\أوكي..و أشارت على الرجل الذي يقود القارب أن يخرجهم...
و بعد مدة خرجا من المكان ليقفا مدة من الزمن..كل في تفكيره...هو..قد زادت حيرته فيها...لابد أن يختبرها...
أخذ نفساً قوياً و قال..\كان يوم طويل...سكت مدة ثم أردف...\ممكن نروح نتعشى عندي فالشقة..
قالت هي بتعجب و لم تفهم قصده جيداً...\شنوو؟!!
قال لها بإبتسامة ماكرة و هو يتوقع منها رداً معيناً...\مثل ما قلت و اعتقد انك فهمتي قصدي كو...و قبل أن يكمل جملته أتته تلك الصفعة القوية لتستقر على خده و تحدث صوتاً و صدمة قوية...
***********************
في تلك الغرفة الصغيرة ..
في ذلك الركن من القصر...
في تلك الصفحة البيضاء...
تكتب بأحرف بسيطة...
لن أقبل بهذه الإهانة؟!!..نعم لن أقبل بها...و إن كنت خادمة..و معاقة..لن أقبل بها..و لكن؟!!..
لكنني أحبه!!...و لا يمكنني تخيل و لو في أجمل أحلامي أن أنجب له طفل!!..أنا!!!...أن يكون بيننا شئ مشترك؟!...قطعة صغيرة تحمل صفاته و صفاتي..من دمه و دمي...نطفة مني...أن أكون أنا والدة طفله؟!!..
و لكن السيدة سماح...لم ألقت على ذالك الوابل من الكلمات الأليمة و التي لا يمكن لبشر إحتمالها؟!...لماذا؟!!..و إن كنت خادمة و معاقة..فأنا لم أختر ذلك..و إنما هو قدر ربي ...و الحمد و الشكر له...و تعرض على مبلغ من المال؟!!...أوصلت سذاجتها لهذه الدرجة؟!...نعم أنا أعرف الفرق الشاسع بيني و بينه...
طبقة...
ووضعا...
و تعليما...
و شكلا ..
وعمرا...
و كل شئ...و لا أحتاج لها لتعرفني بهذه الفوارق...
لا أعلم...ماذا أختار فالمقارنة صعبة؟!...أأختار حبي له و أتنازل عن كرامتي و أحظى بتلك اللحظات التي سأكون فيها بقربه و حتى و إن كنت فقط مجرد مشروع لإنتاج طفل بالنسبة له؟!!...أم أختار كرامتي و أتنازل عن حبي له فما عرضته لي سيمسح كل ما تبقى لي من كرامة في هذه الدنيا...
و لكن..هو خالد؟!!...و إن كنت سأحظى بدقيقة قربه....سأدفع ثمنها و لو كان حياتي...لا أعلم؟!!
تأملت تلك الصفحة من مذكراتها و التي اختلط فيها الحبر مع تلك البقع من دموعها...مسحت دمعتها لتكتب آخر جملة آعتادت على قولها و هي تحاول التفاؤل دائما...
أعلم أننى أحلم بالمستحيل..و لكن ليس هنالك مستحيل مع قدرة الله!!...و أكيد أن غدا يحمل طيات لا أعلم بها...
أكيد أنه..
لغد طيات أخرى....
***************
مَاذَا جَنَيتُ منَ الأَحْلاَمِ يَـا كَبِـدِي !
غَير الـمَواجِـعِ في إيقَاعِهَا الرَّاقِي ؟!
اللَّيْلُ مَأْسَاتُنَـا .. إنْ حَـلَّ أَرْهقني
فالصُّبحُ تَـهواهُ بالأفْـرَاحِ أحْدَاقِي!
فَـرُبَّ قَلْـبٍ نَسِيـمُ التَّـلِّ يُذْهِلُهُ
إنْ زَارَ ليْلَى ،.. نَسيمُ التَّـلِّ تِرْياقِي !
تَـذَلَّلَ المَوْجُ قُرْبَ الصَّخْرِ في كَمَدٍِ
وقطرةُ الدَّمعِ قدْ هـمَّتْ بـإِحْراقِي!
الحُـزْنُ طَوَّقَنِي … قدْ غَابَ زَورَقُـهُ
فَسرْبلَ النُّـورَ منْ رأسِي إلىَ سَاقِي
هَيْهَـاتَ لِلْحُبِّ أنْ يرقَى إلى عَـدَمٍ
هيهَـاتَ لليأسِ أنْ يَغْتـالَ إشْراقِي
هَيهَاتَ للْفُلْكِ أنْ تَـهْوَى سَوَاحِلنَا
والبَحْرُ أضْحَـى يُنَاجِيهَـا بإِغْراقِي !
يسين عرعار
لمحات من القادم...
( \أستاذ أنا آسفة...بس انت لازم تصارحه بالحقيقة و بعد كذا هو له مطلق الحرية بالرفض أو القبول...)
( جلس على الكرسي و هو يحاول أن يصب كل تركيزه على الأكل الذي أمامه و ليس على تلك الواقفة بتلك الملابس و ذلك الشكل و القابعة أمامه...)
( انتبهت لتلك الورقة الصغيرة و المطبقة ...تناولتها لتقرأ تلك الكلمات...(لمن تستحقها....) ...فقط؟!!..هذا ما كتبه؟!!...
( سرحت في شكله...مرتديا شورت أبيض..و تشيرت كحلى...و ذقنه يبدو انه لم يحلقها منذ مدة...و لكن شكله هكذا جذاااااب...و غمازاته....كم هي ....سااااحرة!!! )
هنا محطة الوقوف...و أنا على امل أن أجد دعمكم و تعليقاتكم الأكثر من رائعة ..و اتمنى ان ينال اعجابكم...
و لا تنسوني بالدعاء :)....
إلى لقاء آخر...
[/SIZE] [/FONT][/CENTER]
|