كاتب الموضوع :
**روووح**
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: روايتي...ولغد طيات أخرى...
المتديّن : ليس فاقدا للشهوات
والمحتشِمہ : ليست جاهلہ بالموضہ
والكريَم : ليس كارها للمال
حتى المتفَوق : ليس مُحبا للدراسہ
ولكنهم ااقوياء في مواجهہ
اهوااء اانفسهُم ~
اعظم الجهاد جهادُ النفس
اللهم احسن خاتمتنا واجعلنا ممن قدمو حبك على شهواتهم
لبنان...
بيروت..
تتأمل شكلها في المرآة...بذلك البنطال زرعي اللون..و ذلك القميص أبيض اللون...و ذلك الكعب العالي ذو اللون الأصفر الفاقع...موقنة أنها جذابة بكل ما للكلمة من معنى..و لا يبدو عليها ذلك الكبر في العمر...ههه...فهي ستقارب من اتمام ال34 سنة....!!!
تأملت ملامح وجهها...عيناها الكبيرتان بكبر الفنجان...و أنفها المدبب...و ذلك الفم المتوسط....ملامح تمكنها من جذب أي رجل...الكبير منهم و الصغير...و لكن...المشكلة أنها...تكرههم..نعم...تكرههم كلهم..بل تمقتهم...!!
توقفت عن التفكير لثانية..نظرت للهاتف و تذكرت أنها يجب ألا تتأخر على ذلك الرجل..أو كما يجب أن تطلق عليه...فريستها القادمة...فقد درست كل شئ عنه...تعرف كل معلومة...صغيرة كانت أو كبيرة عنه...و وضعت مخططها جيداً...
فهي و كما تزعم تعمل الآن في شركة سياحة و تعلم علم اليقين أنها اليوم ستأخذه في جولة تعريفية للمدينة كما أخبرتها الشركة...حملت حقيبتها و ذلك الإيشارب الصغير لتربط به رأسها...و نظارتها الشمسية....
و في الأسفل في الفندق...
تحركت بكل ثقة في إتجاه ذلك الرجل الذي يعمل في الوكالة و من المؤكد أن الجالس معه هو فريستها...لم تره لأنه كان جالساً و يعطيها ظهره...تقدمت بكل ثقة لتقترب منهم و لكن تفاجأت بذلك الرجل...هو...هو نفسه ذلك المتغطرس...هو من كان في المطار..في الطائرة..في الفندق ..و الآن هو هنا؟!!!...ماذا يريد منها؟!!...أيتتبعها؟!
توقفت جامدة و لا تقو على قول شئ لتسمع ذلك الرجل وهو يعرفها بالعميل الجديد...\آنسة نادية بقدم لِك ...و قاطعه ذلك الذي قد وقف و ملأ كل المكان بهيبته و طوله و قال...\سياف الكاسر...و مد يده ليسلم عليها...
هي وقفت مدة لا تعلم ماذا تفعل...سحبت نفساً ثم مدت يدها لتقول...\أهلاً...نادية رياض...و حاولت رسم ابتسامة على شفتيها..كانت بادية لذلك الآخر أنها مزيفة تماماً...
قال الرجل بإبتسامة لسياف...\و لهون انتهت مهمتي...و الآنسة بتتكفل بكل شي...انت بأيدي أمينة... وهم بالذهاب و لكن استوقفه صوت نادية...و عندما توقف اقتربت منه و قالت بصوت منخفض..\آسفة بس هذا مو العميل اللي كنت بأخذه...
قال لها بسرعة مقاطعا لها...\بنحكي فهالموضوع بوقت تاني...بس هذا عميل مهم كتير كتير... و تركها و ذهب و هي تتحلطم على حالها...ما الذي يحدث..أوقعت بين يديه من محض الصدفة أم كان كل ذلك من تدبير منه؟!...وان كان تدبير ما الذي يجعله يدبر لها؟!...ماذا يريد منها..أهو فقط اعجاب؟!!...
********************
منزل يسار...
أتى و هو متعب أشد التعب و لا يريد لقاءها فليست له القدرة على المشاحنات معها...كان متوجها لغرفته و لكن عندما وجد باب غرفتها مفتوحا قليلاً...راوده الفضول ليرى ماذا تفعل تلك الغريبة عنه!!... فتح الباب ليجد الغرفة مقلوبة رأساً على عقب و لوحات الرسم تملأ الغرفة و الأدوات المرمية على الأرض...و تلك الجالسة على كرسي و تخط بيدها خطوطاً على اللوح القماشي الذي أمامها...
تقدم ليرفع صوته...\احممم...
لم تسمع صوته من علو صوت السماعات التي تضعها في أذنيها...اقترب أكثر...\احممم...و لكن أيضا لم تحس به...و لكن تفاجأت من تلك اليدين اللتان تخرجان السماعات من أذنيها ومن شدة صدمتها رجعت الى الوراء بسرعة و كان الكرسي سيتهاوي بها لولا تلك الذراعين العريضتين اللتين قد التفتا حول خصرها لتلتقطها...
هو تدارك نفسه بسرعة و فك يديه من على خصرها عندما توازنت...و لكن هي فقدت كل توازنها الداخلى عندما أحست بذلك القرب في أنفاسه....ليس حباً فيه و لكنها لم تقترب من رجل بهذه الطريقة منذ....!!!...سحبت نفساً قوياً لتقلل من توترها...قطع عليها هذا التفكير صوته وهو يقول...\شنو هذا؟!!!
نظرت الى الغرفة و قالت و هي تحاول تجنب النظر له...\أ..أ...كنت أبي أخبرك بس...
اقترب منها أكثر و قال...\بس شنووو..ها؟!!...منو اللي جاب هذي الأغراض؟
كان يعلم مسبقاً بموضوع خروجها من خديجة و من السائق...و لكنه أراد أن يرى ما ستفعله...
قالت بارتباك...\أ..أنا!!
يسّار \خرجتيِ دون إذن مني؟!
رجعت هي خطوة الى الوراء بدورها و قالت...\أ...مو كذا بس...رحنا أنا و خديجة مع السايق....
اقترب منها مرة أخرى ..\ها؟!!...و أنا كرسي في هالبيت؟!!..ها؟!!
خافت من نبرته الغاضبة و قالت...\لا...ما قصدت بس....سكتت وهي تضع اصبعها بين شفتيها علامة ارتباكها...قالت و هي تحاول تقليل غضبه...\أنا ما شريت شي بالبطاقة اللي اعطيتها لي...بس كان عندي مبلغ و رحت مع خديجة و السايق و....هو لم ينتبه لباق الكلام الذي قالته و ربما قد سرح...
تأملها و هذه أول مرة يتأملها منذ أن تزوجا!!!....من ملابسها و ذلك الشورت الجينز الذي ترتديه و يصل الى فوق ركبتها...و ذلك القميص أبيض اللون...الكبير الفضفاض الذي يصل الى حد الشورت...و ذلك الشعر المرفوع بإهمال لتنزل خصلات منه على رقبتها...ووجهها و شعرها قد تلطخا بتلك الألوان المختلفة...و قدمها الحافية...ملامح وجهها...عينان متوسطتان ..و لايمكن القول أنهما كبيرتان...أنفها الصغير..و نزولاً لذلك الفم الصغير جداً...كل ملامح وجهها صغيرة...و لكن...لا يعلم؟!!...لم لا يستطيع الإنجذاب لها؟!!..
لماذا؟!!...فأي ذكر أيا كان سيقع في حبها...بتلك التصرفات الطفولية...و لكن قلبه هو محجوز..محجوز بتلك الأنانية...سماح!!...و لا يمكنه السماح لأخرى بالدخول...انتهي من تفكيره ليرجع للواقع و يجدها ما زالت تتحدث...\و إخترنا واحد منها و بعدها رجعنا للبيت...
لم يعلم ما قالت و لكن أراد إغاظتها ليس الا...\تظنين ان هذا منظر لغرفة انثى؟!!...ثم أردف و هو ينظر لها...\أو هذا منظر أنثى؟!!
لا لا يمكن أن يكون بهذه السذاجة؟!!...هي كانت تتحدث و تتحدث و لكن دون جدوى...فهي كانت تخاف من غضبه و لكنه يأتي ليسقط عليها بوابل الكلمات!!...تأففت بضيق ثم قالت بغضب...\ما عنك حكي غير الكلام الجارح؟!!...و ليش أكون أنثى لواحد مابي منه شي؟!!
استفزته كلماتها...و بحركة ليغيظها أكثر اقترب منها حتى أصبح لا يفصل بينهما شيئاً...و قرب يده برقة من وجهها ليمسح تلك البقعة من اللون من وجنتها اليمنى...هي لم تقو على قول أو فعل شئ بل ظلت مكانها...قال وهو يهمس لها...\هذي تصرفات مراهقة و انتي كبرتي عليها!!!..و ابتعد عنها...ليتركها تتحلطم على كلامه الحارق...
اقشعر كل جسدها من لمسة يده...تعلم جيداُ أنه لم يفعل ذلك حباً فيها...و لكنها تحس بال...بالتقزز!!...نعم تحس بالتقزز!!..من نفسها..و من ذلك الماضي الأليم الذي قد عاشته..و ها هو بلمسة واحدة من يده قد أرجعها لتلك الذكريات التي لطالما قد حاولت الهرب منها...و لكن....
لا تعلم ما السبب؟!..و لكن تجمعت الدموع في عينيها...حقيير...يقول عليها مراهقة؟!....لماذا هو صعب بهذه الطريقة معها؟!...لماذا؟!
**************
لبنان...
بيروت...
تتأمله...رجل بكل ما للكلمة من معنى...فكل من تراه حتماً...ستقع في شِباك حبه!!...تأملت شكله وهو ممسك بالهاتف و يبدو انه يتحدث في شئ مهم...ممسكاً الهاتف بيد و وواضعاً الأخرى داخل جيوب ذلك البنطال البني اللون و تلك الساعة الفاخرة تزين معصم يده...
ملامحه حادة...و لكن لا يمكن القول عنه أنه انسان هادئ...فمما يبدو أنه شخص عصبي ,متغطرس, أحمق و بكل ما للكلمة من معنى!!...ولكن لماذا شخص بمثل عمره يسافر وحده و من دون أي مرافق ليجول في شوارع بيروت و يتعرف عليها....؟!!...هنالك سر وراءه لا محالة!!
أغلق الخط و نظر لها ..لتنتبه لنفسها و أنها كانت سارحة فيه...قال بابتسامة..سياف \ها..وين كنا؟!
سحبت نفساً ربما ليكون الفاصل بين تلك الأفكار الكثيرة التي راودتها حتى الإرهاق و بين القناع الذي يجب أن ترتديه فور تحدثها...قالت...نادية \مم...هذي الصخرة اللي قدامنا اسمها صخرة الروشة...و أشارت بيدها على تلك الصخرة الضخمة جداً و التي تتوسط البحر...لتكمل حديثها...\
... يفترض بعض علماء الجيولوجيا انها ظهرت بسبب عدة زلازل قوية ضربت بحر بيروت الغربي في القرن ال13 ....توقفت عن الكلام لبرهة لتجده مندمج معها بكل حواسه مما أربك كل خلاياها...و حاولت ان تزيل ذلك الإرتباك لتكمل...\ و ...و.. هذا الزلزال سبب في القضاء على عدد من الجزر المأهولة في ذاك الوقت وظهر في محلها صخور كثيرة منها هذي الصخرة...و تسمى ب'صخرة الحب' و لها اسم ثاني هو 'صخرة الأنتحار' على الرغم من أن حالات الأنتحار نادرة وتتم في الخليج المقابل للص...و قاطع حديثها صوته و هو يقول...
سياف \شنو اللي خلاك تشتغلين كمرشدة سياحية؟!
تفاجأت من سؤاله الخارج عن إطار الموضوع و قال..\ نعم؟!
ابتسم ببطء و هي لم تخف عليها تلك الإبتسامة و قال...سياف \سألتك عن السبب اللي خلاك تشتغلين كمرشدة...ولا هذا بنعتبره سؤال شخصي و غير قابل للرد؟!
رجعت ببصرها لتسرح في تلك الطبيعة الخلابة التي أمامها...و قال..\ممم..لا أبداً...احتمال لأنب أحب الطبيعة أكثر من أي شي تاني...أحس اني حرة من كل شي قدام هذه الأشيا المخلوقة بإتقان رباني متناهي...أحس بذاك الإحساس اللي يستعمر شراييني...أحي براحة لامتناهية ...
و استمرت في الحديث دون أن تحس بنفسها...دون أن تحس بأي شئ...ربما لأن ما قالته كان حقيقة و ليس تمثيلاٌ كبقية الكلمات...نعم هي لا تحب السياحة..و لكن كل ما تبعها من كلام فهو حقيقة من قلبها..و ربما لم تنتبه لنفسها لأنها منذ مدة لم تتحدث بتلك الطريقة من قلبها...و هي حتى لم تنتبه لذلك الآخر الذي قد انتبه للكلمات الأولى من حديثها فقط و لم ينتبه لبقية كلامها لانه قد سرح بفكره....
سرح بفكره في تساؤلات كثيرة قد غزت عقله...كم هي غريبة هذه الإنسانة التي أمامه!!!
فهذا الحديث لا يمكن أن يخرج من شخص بالمواصفات التي قد عرفها عنها...هذا الكلام لا يمكن أن يخرج من فاه سارقة!!!...محال ذلك؟!...إلا و إن كانت بارعة في التمثيل لأبعد الحدود...فهي و ان استطاعت أن تخدع كمال..محال أن تخدعه هو..و هو الذي يعلم جيداً كل أصناف الجنس الناعم و يعلم كل أساليبهم...و لكنه اقترب من تصديقها...كم هي ماكرة؟!!!!...
هي تداركت نفسها بعد مدة و قالت بارتباك واضح...\أأ..أم... كانت جولة طويلة للحين..و لازم نوقف هنا...
أومأ لها برأسه دون أن يقول أية كلمة أخرى...
*******************
في بقعة أخرى بعيدة كل البعد...
سارحة بفكرها في حياتها...في الجحيم الذي تعيشه...لم تعد بها طاقة احتمال أخرى...تدعو الله أن يرسل عليها مخرجاً من أي مكان...قطع عليها تفكيرها ذلك الإحساس و كأنما قدمها قد احترقت...أنزلت رأسها لترى ما حدث...و اذا بالطعام الحار يتدفق على قدمها..
لم تصرخ..ربما لأن الألم الذي بداخل صدرها اقوى من ذلك الألم الجسدي!!..أحضرت المنشفة و بدأت بتنظيف ملابسها...
فجأة رفعت رأسها لتنظر الى الساعة..لا تعلم لماذا فعلت ذلك و لكن ربما أعتادت على ذلكالإحساس الذي يغشاها في هذه الساعة بالظبط...إحساس بالرعب..التقزز...الخوف..!!
لقد اقترب وقت مجيئه!!...يااا رب ...لا تريد رؤيته..لا تريد..أرحم لها أن تعيش في جوع و عطش من هذا الذل..اااه سينسفها إن رأى المكان بتلك الصورة المتسخة!
بدأت بتنظيف المكان بأقصى سرعة كالمجنونة...و قالت في تدارك \اااه نسيت....
هو \شنو اللي نسيتيه يا ماما؟!!... أتاها صوته مقاطعا..بطريقة استهتارية..
انتفضت...و كانما اتى ملك الموت..و ليس هو!!..لا و لكن ملك الموت أرحم...نعم أرحم!
هو \انخرستي ولا انقطع لسانكِ؟!
هي \أأأأه..أه...لا بس...
لم يعطيها فرصة الإجابة...اردف و هو يحوم داخل المطبخ و بصدمة \شنو اللي صار فهالمكان ؟! و ليش كل هالقذارة...
ادخلت رأسها بين كتفيها اكثر..و وضعت يديها و كأنما تحميه \ أنا ما...
قاطعها مرة أخرى كعادته \ القذارة اللي عشتي فيها فبيتك مابيها هنا..فهمتِي؟!!
أنزلت رأسها للأسفل\ اي...
و خرج من المطبخ و عند خروجه, وضع يديه على الباب و التفت عليها \و أنا بذكرك بالشي اللي نسيتيه...أنا مو أمرتك تنظفين الفسحة اللي برا...ليش ما نفذتي اللي أمرتك فيه؟؟!!..و لا تحبين اني أشوه وجهك مرة ثانية.. و أطبع عليه بصمتي؟!!
لم تعلم بم ترد\أنا عندي...
هو \أ أ أ أ..مابي أسمع ولا شي من أعذارك الواهية...
هي \اللي تامر فيه...(اااه يا ربي ..و هل لي غير السمع و الطاعة)..
****************
منزل يسار...
تتأمل في تلك العصافير الصغيرة التي أمامها...جميلة هي...ثلاثة عصافير..أحدها ذو لون أصفر فاقع يتخلل ريشه لون أزرق سبحانه جل في خلقه...و الآخر لونه أسود و يتخلل ريشه اللون البنفسجي اللامع...و الأخير لونه أزرق كلون البحر...كانت تفتح في القفص برفق حتى تضع لهم الماء و حبات الذرة ليأكلوها...صنع في غاية الجمال...ابتسمت لهم...
كان واقفا مدة لا يعلم ماذا يفعل أهو تأمل في تلك المخلوقة الغريبة الواقفة أمامه أم شئ آخر؟!!...واقفة وهي تصدر أصوات غريبة كصوت العصافير و تبتسم لهم...تبدو رقيقة جدا...و هي ترتدي ذاك الإسكيرت الفضفاض الواصل لحد الركبة و معه بلوزة بيضاء اللون قصيرة الكم...لا يعلم ماهية احساسه تجهاها...نعم هو لا يحس بأي انجذاب تجاهها...و ربما لن يحس بذلك أبداً...و لكن ربما يحس بأن هنالك الكثير من الأشياء التي ستفاجئه عنها..لايعلم ماهية هذا الإحساس...هي توقفت فجأة و ارتبكت عندما احست بنظراته لها...
حاولت أن تبدو عدم مبالاتها له و تكمل ما كانت تفعله و لكنها لم تستطع...فوجوده يرعبها...صوته..يبعث القشعريرة في كل جزء من جسدها...عينيه تحرق كل خلايا جلدها..لا تعلم ما السبب و لكنها تحس بالرعب..و فقط الرعب لوجوده...!!!....
وهو بدوره اقترب منها وقال بصوته الذي يرعبها...يسار \من اللي سمحلك تجيبين هالحيوانات لهنا؟!!
حيوانات؟!!...حيوانات؟!!..لا يوجد حيوان غيرك في هذا المنزل أيها المتغطرس...نظرت له بغضب شديد و قالت..نورة \يا مثقف هذي مو حيوانات ..هذي عصافير ...
ضحك بقوة على نبرتها الغاضبة مما استفزها جدا...قال...يسار \و أنتي مهمتك ف هالبيت انك تشخبطين و تأكلين العصافير مو أكثر؟!!...ما عندك أي وظيفة ثانية؟!!!...أحست بدموعها التي قد تجمعت على مقلتيها...يقهرها بتلك الكلمات و لكنها لن تضعف له...\أ..أأأ...ما رح رد عليك...
ضحك أكثر على غضبها و شكل وجهها المحمر...تجاوزها ليتوجه الى مكتبه...قالت له تستوقفه...\يسَار...
وقف و لكن دون أن يلتفت عليها و قال....\همممم؟!!
قالت له بنبرة مرتبكة...\بكرة رح أنزل للشغل...
يسَار \بفكر في الموضوع..و تركها و دخل...يفكر...يفكر في الموضوع؟!!!...و ما دخله؟!!...لا لن يستطيع حرمانها من عملها...لا يمكن أن يكون بهذه الدناءة...
*****************
بعد عدة أيام...
هولندا..
أمستردام...
فندق فريلاند...
تلك الغرفة...على ذلك السرير...
جالس يتأمل في تلك الصورة التي بين يديه...لها...من سكنت قلبه و عقله و فكره...يحبها...يحبها دون شروط..دون قيود...يمكنه فعل أي شئ من أجلها...ولكن ليس لهذه الدرجة...درجة أن يتزوج مرضية!!
مرضية!!...لم فكرت سماح فيها..ألترضي غرورها؟!!...لماذا...ياااا رب!!!ماذا سيفعل؟!!ماذا يجب عليه فعله...تذكر مكالمة والدته له و هي تصر عليه أن يخبرها برأيه فور عودته من السفر...ماذا سيقول لها..أريد أن أتزوج مرضية الخادمة؟!!....ماذا ستكون ردة فعلها...
هوعن نفسه...فالموضوع لا يفرق معه ..فمهما كانت فلن تحل محل سماح و لكن خادمة!!!...له قرابة الأسبوع وهو يفكر في الموضوع...لم تجب على مكالماته لها..لم يسمع صوتها طوال هذه المدة...أهذا عقاب له؟!!...أتؤكد له بذلك أنه لا يستطيع العيش من دونها؟!!!
يحس بالإختناق..الإشتياق...يريد أن يحتضنها بين يديه...لماذا يضعونه بين هذه القرارات المميتة...لماذا يعذبونه؟!...يعلم أن كلا منهما أعند من الأخرى و لن تتنازل عن قرارها..و هو الضائع في المنتصف...لماذا؟!
أمه...و زوجته!!!
و كل منهما تحتل جزءاً كبيراً من روحه....
كانت دائما هذه شخصيته...يتنازل...يضحي من أجل الغير...مسح وجهه بيديه وهو يستلقي على سرير الفندق...يجب أن يتخذ قرارا و بأسرع وقت ممكن...فهو سيرجع غداً إلى البلاد....
*****************
منزل يسار...
ممسكة بالستارة ببطء...لم تتحرك من هذا المكان منذ مدة...و كأنما قد اعتادت على الوقوف على هذه البقعة بالذات من المنزل...تنتظره..تنتظر رؤيته...لا تعلم لماذا اعتادت على انتظاره كل ليلة...لماذا ؟!!...أتحب سماع تلك الكلمات الحارقة منه...أم تحب احتمال غطرسته؟!...لا يوجد شئ يجعلها تنتظر!!...فالمفترض أنها مرتاحة هكذا و هو بعيد!!!
و لكن...لماذا تحس بضيق في صدرها؟!!...لماذا تحس بذلك الألم في صدرها؟!!
تتأمل في ذلك الظلام لعلها ترى نور سيارته...و لكن انتظارها دون جدوى...و فجأة إذا بها ترى تلك السيارة الغريبة تقترب من المنزل بسرعة و ترمي تلك الجثة الهامدة أمام المنزل على الأرض...شهقت بأعلى صوتها...من هؤلاء و لمن هذه الجثة؟!...و ما الذي حدث؟!...لا تعلم و لكن كانت تحس بأنها لا تستطيع التنفس...و أنها ستتهاوى على الأرض لا محالة...
ابتعدت عن الستارة بسرعة وقفت مدة جامدة و هي تضع يدها على فمها لتمنع تلك الشهقة من الخروج...لا تعرف ماذا تفعل؟!!!...بمن تستنجد؟!!...دخلت غرفتها بأقصى سرعة و تناولت غطاءاً لتضعه على رأسها...و نزلت للأسفل...لا تعلم من أين اتتها الجرأة لتنزل وحدها و ترى ماذا هناك...
فتحت باب المنزل الخارجي و صرخت...\عم حامد...عم حااااامد...كانت الحديقة الأمامية مظلمة...و لكن سرعان ما رأت عم حامد و معه تلك الجثة وهو يسندها...لا...لا...هذه ليست جثة...هذا...
.
.
.
يسَااااااااااااااااااااااااار!!!!..
***************
لبنان..
بيروت..
متعبة جدا...متعبة من كل شئ كعادتها... جلست على سريرها و تناولت تلك المذكرة لتبدأ بالكتابة...لتصل في نهاية كتاباتها....
بعض من الأيام مع هذا السياف كانت أغرب من كل شئ...نعم..فلا أعلم ما الذي يغشاني عندما أكون معه...يتخلل أواصلي رعب لا نهائي...أفقد السيطرة على تعابيري و أنا التي كنت أعلم ما أقول و ما أفعل...كنت أحسب حساب كل كلمة...و لكن الآن...
يخرجني عن قوقعتي...لا أعلم ماذا سأفعل و لكن قد خرب علي كل مخططاتي..و لا يمكن أن أجعله هو الفريسة...فهو صغير في السن...و يبدو عليه أنه متمرس جداً...لا...يجب أن أتجنبه و أنهي هذه المدة ..لأتخلص منه لا غير...
توقفت مدة عن الكتابة ..لتمسك تلك الصورة القديمة التي تحتضنها كل ليلة قبل نومها...صورة ستظل محفورة في قلبها...عقلها..و كل خلاياها...صورة لطالما كانت السبب في اندفاع الدموع خارج مقلتيها...
انزلتها و أمسكت القلم لتكمل...
مرهقة..تعبت من كل شئ..أريد أن أرتاح و لو موتاً...و لكن..كيف سأقابل ربي؟!!...و أنا أرتكب ذنباً أكبر من الذي قبله كل مرة؟!!..كيف سأستطيع المثول أمامه...ااااه...اشتقت لروحي القديمة...اشتقت لهما جداً...حتى و إن كنت أعاني وقتها...فما أعانيه الآن مؤلم أكثر!!... أتمنى ولو لحظة لأضمهما مرة أخرى...واحدة تحت التراب...و الأخرى فوقه؟!!
تعبت...و لكن فقدت الأمل في كل شئ...فقدت الاحساس...لا أعلم ما ستمطر به الأيام على مرة أخرى...و لكنني خائفة من حقيقة أن...
لغد طيات أخرى!!
تُهامِسُني.. تُحاوِرُني…تبُـــوحُ بِكُــلِّ أسْراري
أيا أنْــثى وَقدْ وَقَــَـفـَـت
تـُطيـحُ بــكُلِّ ما يُعْشَق
تـَزَمْرَدَ خـَصْرُها العَاجي
شُموسُ الكوْن ِ وَالنيزك
تـَجوبُ الليْلَ باكية تـَـلُمّ الشَوْكَ والليْلك
على رَجلٍ وقدْ ألْقى..بــكُــلِّ شُموع ِأقـْـداسِك
وداسَ رداءكِ الأحْمَر..
وَبَعْثرَ كـُلّ أشْيائِك
زُجاجَة عِطْركِ الناريّ. مِنْديلك..وأثـْوابِك
على رَجلٍ وقدْ ألْقى بــ ِكُلِّ الكـُلِّ ..ما أبـْقى.
وَما أبـْقى
دينا الطويل
لمحات من القادم...
( تجمدت...اسرعت متجهة لغرفتها...أغلقت باب الغرفة بقوة و ارتمت على الأرض من هول الصدمة )
( اقشعرت من سؤاله..كيف له أن يقلب كيانها هكذا في ثانية؟!...و كيف له ان يغير مجرى الحوار و يسألها هذا السؤال...احمر وجهها الذي كان باديا جدا له...قالت في محاولة لإستدراك أفعالها...\...)
هنا أقف و يا رب البارت يعجبكم..و اتمنى من كل قلبي ما تحرموني من مشاركاتك اللي تشجعني... :)
|