المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الادارة العامة فريق كتابة الروايات الرومانسية عضو في فريق الترجمة ملكة عالم الطفل |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 14- هروب - مارغريت فراي - قلوب عبير القديمة ( الفصل الثامن)
توقع الجميع مئات المحتفلين القادمين من اماكن بعيدة وكانت النساء المنتظرات اشتراك ازواجهن وأبنائهن في ركوب الخيل أو اللواتي يراهن على الجياد يتطلعن بحماسة الى المهرجان, وعهدت اللجنة الى ثلاثة من مستشاري الحكومة المحلية بادارة السباق.
انسلت ادريان من القاعة قبيل انتهاء الاجتماع لابتياع بعض حاجاتها, بينما هي خارجة من المتجر تعد النقود التي اعادتها اليها البائعة البليدة كادت تصطدم بفيرا التي أملت الا تلتقيها ابدا, صاحت الاخيرة بصوت عال جعل البعض يلتفت اليهما:
- صباح الخير ياآنسة برنت, ياذات العينين الزرقاوين.
امسكت ذراعها وأخرجتها الى مدخل المتجر , فشعرت بتبخر السعادة التي نعمت بها هذا الصباح, ان اي شيء تقوله فيرا مؤلم ويعبر عن لؤمها وخبثها, قالت ادريان:
- علي الاقرار بأنك تحسنين الفرار والتواري.
اجابتها والحقد باد في عينيها:
- لاتزعجيني ايتها الماكرة, اوتحسبين اني كنت اريد الابتعاد عن المسرح؟
- كلا, في اي حال, لا اريد تبادل الشتائم معك هنا, كما لا اود مناقشة عملك الطائش.
منعتها فيرا من الانصراف واظهرت هدوءاً غريباً:
- لا تكوني مثلي , غرانت يطارد برو غوان.
اصابت فيرا هدفها بدقة, فشحب لون ادريان , كل من يقرأ صفحات المجتمع في المجلات يعرف من هي برو غوان الوارثة الوحيدة لثروة ضخمة جمعها والدها من مصنع توضيب اللحم, وهي الى ذلك حسناء, تكلمت ادريان ببرودة:
- لا يعنيني ابداً الفتاة التي يطاردها غرانت.
- اخبرني والدي انه اكثر من لقاءاته معها في الآوانة الاخيرة.منتديات ليلاس
احست بالقشعريرة في جسمها بالرغم من حر الجو وأحست بشيء من الدوار, ونظرت الى الفتاة الواقفة قبالتها لترى ان عينيها قد غارتا, فحزنت من اجلها , فجأة قالت:
- آسفة من اجلك خصوصاً وان غرانت لايحبك , لست ممن يسهل حبهم, اليس كذلك؟ لماذا لا تحاولين تغيير تصرفاتك فقد يحبك احدهم يوماً.
تركت رفقيتها واقفة في مكانها لعجزها عن النطق بكلمة اخرى وخرجت الى الشارع , قرقع صندلها على الرصيف الملتهب, وأحست كآبة وانقباضاً عظيمين في نفسها, يالها من فتاة يائسة لاتعرف كيف تقيم الرجال والأوضاع المحيطة بها وتسلم قلبها لرجل لمجرد ان يطبع على وجنتيها وشفتيها بضع قبل لا اكثر, رددت بصوت عال:
- عليه اللعنة.
دل عليها سائق شاحنة مر بقربها لأنك لا ترى فتاة تحادث نفسها في الشارع وبصوت عال خلال النهار الا اذا كانت مجنونة, الآن فقط تدرك مدى حمقها وسخافة احلامها و آمالها , انها تستحق الشفقة تماماً مثل فيرا, قالت:
- يكتب لنا القدر مصيرنا ويحفظ لنا خطواتنا.
توجهت فوراً نحو السيدة ماننغ وليلا التي قررت قيادة السيارة بنفسها لاستيائها من بطء الرحلة الأمر الذي تفضله السيدة ماننغ, وصلوا الى المنزل بسرعة مذهلة جعلتالركاب يتصورون وجود بعض الفساد في دائرة السير التي منحت اجازة قيادة لليلا.منتديات ليلاس
كم فرحت ادريان لعدم حضور غرانت العشاء, فهي لاتستطيع مقابلته بسبب كآبتها , اما ليلا والسيدة ماننغ فلم تنتبها الى وضعها وغرقتا في حديث طويل, انها أول فتاة تحب رجلاً متجاهلة الواقع ومتنكرة للحقائق الثابتة في حياتهما لإيمانها بالمستحيل. صاحت بصوت عال:
- أف!
تطلعت ليلا اليها وسألتها:
- ماذا دهاك يا فتاتي حتى تحادثي نفسك طوال السهرة؟
كفاهما تغاضياً! ياللعجوز الوقحة! اوضحت بانتباه:
- تشغلني بعض الامور.
- امورك لا تدعو الى السرور.
اقترحت السيدة ماننغ تناول طبقاً آخر من الحلوى الا ان الفتاة استأذنتهما بالانصراف لأنها لم تحس بالبهجة, انها تعيسة , ورغم ذلك لن تجعلهم
يرون دموعها التي تجاهلناها, تذكرت القول المأثور:
( الحزن العظيم يظل دفيناً في قلوب المحبين )
جلست الى البيانو واخذت تعزف لحناً مؤثراً الى ان دخلت عليها ليلا حاملة قهوتها قائلة:
- أوتندبين حظك؟
- كلا, بل لعل المقطوعة من اجمل الالحان.
- بالنسبة اليك يا آنستي, اما انا فلا اطيقه. اسمعينا شيئاً من الفالس.
منتديات ليلاس
باشرت بعزف فالس الدانواب الأزرق, بعد عشرين دقيقة تركتها السيدتان وتوجهتا الى غرفتي نومهما الا انا لم تستطيع ان تستريح او تقرأ كتاباً,
بل جلست على احد المقاعد الوثيرة وشرعت تحدق الى سقف الغرفة, بعد قليل نهضت وادارت الفوترغراف , هدأتها الموسيقى الصاخبة وانسته
واقعها الأليم برهة استغربت بعدها ان يدوس غرانت على قلبها, وتصورت نفسها تنهار, لقد وصفه والدها بالمستقيم , لكن على الرجل المستقيم ان
يعرف اين يضع قدمه ( سر بخفة لأنك تدوس على احلامي) , تشنجت عضلات فكها وسالت دموعها على وجنتيها الى ان سمعت صوت غرانت يقول:
- ماذا تفعلين ياصغيرتي؟
بذلت جهداً للسيطرة على نفسها ثم نهضت وأدارت له ظهرها , جلس على الكرسي وهو يقول مبتسماً:
- كم أنا متعب! أدريان.
عليها الاقرار بانها تشعر بالهدوء والارتياح في حضرة الخليع الغشاش, غير ان كبرياءها تمنعها من التطلع اليه وتلبية رغبته, حاولت ان تتخطاء وتهرب الا انه امسكها وطوقها بذراعيه , تشنجت وأغمضت عينيها كيلا يلاحظ التغير فيهما , سألها برقة:
- ألن تفتحي عينيك ياصغيرتي المليئة بالألغاز؟
- بل قلبي ايضاً, عند سماع صوتك العذب.
لم تقو على التفكير لحظة, كان عليها النهوض , بعد الافلات منه , سعت الى التخلص من دوامتها, ماهي سوى لحظة حتى تغيب فيه الى الابد,
التمع برق امام عينيها وصاحت في وجهه:
- انك تسير سيراً حديثاً نحو الثروة والجاه.
ظهر الغيظ في عينيه, فأدارت له ظهرها وولت الادبار.
بعد نوم طويل متقطع ملأته الأفكار الفلفسية او الزوجات, من المنطقي ان يفرح المرء بعصفور في يده اكثر من عشرة على الشجرة,
لماذا اذن تهتم بالغد , لكن من يضمن الغد؟ لعل من الأفضل للمرء ان يختزن ذكرياته الحلوة لأنه لن يعرف طعم السكينة والسلام بل سيظل يجد
في القلق حافزاً للإندفاع الى الامام ومصدر سحر لا ينتهي.ريحانة
داعبت الدموع جفونها , انها كسائر بنات جيلها تكشف كل أسرارها مع الصباح قررت التصرف ببرودة مقبولة.
تعاظم اندفاع ماريون الحاضر دائماً والدفين احياناً, للرسم فأقنعت ادريان بأن تسمح لها برسمها.
أدركت انها تملك موهبة عظيمة وان زواجها المبكر في سن التاسعة عشرة كان نقطة تحول خرجت معها من دائرة اهتماماتها, لا لعجزها
عن ممارسة الرسم في الريف , ولكن لطول اعتمادها على التقدير والتشجيع اللذين وجدتهما في معهد الفنون حيث تنبأ اساتذتها لها بمستقبل زاهر
, لكن حياتها تحت منحى مختلفاً وهي في عز شبابها وعنفوان حبها الممتع لتوم, صحيح انهما نضجا معاً وعاشا اياماً الا انهما اخفقا في ايجاد انسجام
فكري بينهما, فتوم رجل ريفي لايهمه من الحياة غير اسرته ومزرعته, في حين ان زوجته خسرت معه المناظرات الفكرية والطروحات الفنية التي كان يتبادلها
والداها وهما من كبار ملاك الأراضي , طالما عرضت على توم رسومها بادئ الأمر اذ لم تدرك عجزه عن التمتع بأي نمط من انماط الفنون, لقد
كان يكتفي بالقول :( هذا جميل ياحبيبتي).
ثم يغير الموضوع من دون ان يهتم بأبدع رسومها , لم يكن ذلك خطأه, بل نجم عن عدم وجود قواسم مشتركة تجمعهما سوى بينهما وأسرتهما,
لذا تركت عملها واهتمت بكريستوفر وهو شاب تفخر به كل أم علماً انه يشبه اباه في كثير من جوانب شخصيته, لذا لم لم تشجعه على زيادة تعلقه
بأدريان التي تضمر له الاعجاب فحسب.منتديات ليلاس
|