كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 14- هروب - مارغريت فراي - قلوب عبير القديمة ( الفصل الخامس)
لم يحل العصر سريعاً , عند الثانية والنصف اجلس غرانت ادريان على مقعد المرسيدس الامامي ولوح بيده مودعاً السيدة ماننغ التي خرجت لتعطيهما تعليماتها الاخيرة, قالت:
- استرخي ياعزيزتي, ولا تجلسي على طرف المقعد.
استوت ادريان على مقعدها وهيأت نفسها للتمتع بالرحلة, عندما بلغا الطريق العام سألها غرانت على نحو عرضي وبطريقة اظهرت ذكاءه:
- ماالذي جعلك تتركين بيتك الوالدي يا ادريان؟ اهي زوجة والدك الشريرة؟
- ليست شريرة, لكنها لم ترغب في وجودي داخل المنزل لأني شكلت عائقاً في طريقها , في اي حال انها تحب والدي , وهذا اهم مافي الأمر.ريحانة
- كم مضى على وفاة والدتك؟
- عشر سنوات, اذكر انني ظفرت قبل وفاتها بقليل بمدالية اثر نجاحي في فحص الموسيقى, رغبت في اطلاعها على النبأ وهي في المستشفى الا اني لم اتمكن من ذلك, ولم تعرف هي النبأ , ارجوك الا تسألني ثانية عنها.
غصت بالبكاء فنظر اليها بعينين تحاكيان عيني ماريون عذوبة ولطفاً, قال:
- يمكنك ان تبكي قليلاً بقربي, قد يساعدك البكاء ويريحك, لا اتصور انك بكيت عليها كثيراً.
نمت نبرة صوته عن المؤاساة , لكنها لم تعد الى ذكر والدتها ثانية, بعد بضعة اميال فاجأها بسؤاله الآتي:
- كيف تنقلين نبتة جميلة من تربة الى اخرى؟
لم تظن انه يهتم بمثل هذه الامور, فاجابته بسذاجة:
- لست ادري, الا اني اتصور انه من السهل عليك اكتشاف الامر.
- ما ابعدك عن الغرور! اني اقصدك بحديثي.
اخجلتها ملاحظته, غير انها اجابته في رد فعل آلي:
- سألني كريستوفر السؤال نفسه, لكنه لم يعبر عن نفسه بهذه البلاغة.
- هل فعل؟
نظرت اليه لترى انه غرق في تفكير عميق وتغيرت ملامحه الدقيقة, واقل مايقال ان تغييره اربكها فتراجعت في مقعدها وسكتت, ساد الصمت الى ان وصل المدينة واوقف السيارة امام المبنى التذكاري , سألها:
- هل تريدين شراء حاجة ونحن هنا؟
- اجل (بودرا) لما بعد الحمام.
عقب وهو يساعدها على الترجل من السيارة ويشير عبر الشارع:
- صحيح؟ هذه هي الصيدلية! خذي وقتك, ارجعي بعد خمس وعشرين دقيقة.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
اغمضت عينيها بسبب وهج الشمس الحاد, عبرت الشارع وهي مصممة على التجول بعض الوقت في المدينة, لاحظت انها تجذب الابصار وتعرفت على بعض الوجوه التي لمحتها في اجتماع لجنة المستشفى وبادلت المارة الابتسام.
كان الامر جديداً بالنسبة اليها خصوصاً وانها اعتادت على التجول في شوراع سيدني من دون ان تثير اهتمام احد.
اشترت من الصيدلية بعض المساحيق اضافة الى احمر الشفاه الذي لا تكتمل زينة النساء بدونه كما يقول الرجال , كم مرة انتقدها والدها لأنها كانت قد استعدت للخروج وتزينت وتبرجت لكنها لم تستعمل احمر الشفاه, هنا التقت نظراتها البائعة التي تنم عن الفضول فابتسمت لها ثم شكرتها وخرجت.
طارت في الطريق امامها ورقة حمراء, قذفها احد المارة من احدى المارة من احدى علب الاحذية , راقبتها وهي تسقط في القناة بجانب الطريق بلامبالاة, لكن لم تلبث ان خطرت لها فكرة , ان السيدة ماننغ تنوي ان تغطي الطاولات المكورة بازهار اصطناعية تعدها من هذه الاوراق ! ان الازهار الطبيعية لا تلائم المناسبة.منتديات ليلاس
ازدادت حماستها وتعاظم اندفاعها, لكنها تساءلت لماذا لا تحمل معها عادة سوى بضعة دولارات! لقد انفقت اليوم معظم ماحملته من نقود وهي تريد الآن ان تبتاع المواد اللازمة لصنع تلك الازهار, صحيح ان الاوراق لا تكلف كثيراً, لكنها تحتاج الى اوتاد خشبية ومادة لاصقة ومشك سلكي.
دفعتها حماستها المتزايدة للبحث عن غرانت, فاسرعت الى مركز وكالة الشؤون الرعوية حيث ابلغت انه ربما كان في المصرف, توجهت الى المصرف المكيف وتقدمت من رب عملها قائلة:
- لدي فكرة!
|