كاتب الموضوع :
غَبَش
المنتدى :
الارشيف
رد: نيسان حكايا لا تنتهي
( 6 )
في الصاله الكبيره تتفاقم الُمشكلات وتتصاعد نبراتِ الحديثِ عَالياً .. جاهِدين في مداوات جرحاً غائِرا وَمُداراة مُصيبه كبيره
سالم يصرخ بكل ما اوتي من قوه: يالكلب يالنذل يالحقير ..ان ما علمتك ان الله حق
جابر وسعود ممسكين ب سَالم من كِلتا ذراعيه كيف لَهُ ان يَهدأ الامر ليس بِـ الهين شرف ففضيحه فَـعرارٌ سيبقى مَوشوما بِه ابد الدًهر ما حي
ياسر ممسك ب فهد اللذي بدأ في حاله سيئه جدا منكسر العينان ذابل الوجه مبيض الشفتان مرتجف اليدان بقايا رجوله قد شاخت بينَ جَنَباته ونَظرات الاشمِئزاز من الجميع اوجَعت اعمَاقِه
اخذ يتحدث بكلمات متقطعه : انا ما سويت شي هي راحت هي اصرت .!!
النٍساء جميعهم لازالوا ينظرون من الدًرج بِ خفيه بِ استِثناء الجده التي فضلت ان تحضر ما سَيحدُث عن قُرب
صرخ سالم بِحُرقه قل لي وينهم من هم كم عددهم ؟ انت حسابك معايه عسير قل لي من هم ؟
لا زالت نوره تذرفُ اطنانا من الدموع خوفا على ابنها وغضبا منه ..
بهيه تَضع كِلتا يديها على رَأسها والجميع في وضع الاندِهاش يُشاهدون ما سَيحدث وَكأنهم يحضرون مسلسل خليجي من النوع الدٍرامي البَحت !!
اخبرهم فهد بما حدث وماكان يلبث بين الفينة والاخرى ان يبين لهم انه لم يكن بكامل الوعي وانً المُخدٍرحينها قد بدأ يسري مفعولَه في اوردته وشَرايينه
..
: حسبي الله ونعم الوكيل فيك الله يجازيك يا النذِل حقك من جاب الفرد وفضاه في راسك لكن ما لقيته .. صَرخ سَالم بِهستيريا .: كُلهم خايفين مني لا اذبحك شالوه عني .. ثار من جديد : لكني بأذبحك لا تخاف والله لأرميك للكلاب تنهش في لَحمك ..
الجَد اللذي فوجِع صَباح اليوم بالخبر عندما عاد من غياب خَمس ايام في المَزرعه تَحدًث بِحزم صارم
: هدي نفسك يا سالم .. يتزوجها ورجله فوق رَقبته .. دراسه يا فهٍيد معد فيه من بكره يا ياسر تدخله اللي يداوي هذا السم الهاري بعد ما تطلع تداوم مع ابوك في الشركه ..رَفع ناظريه للأعلى : لو وحده منكم يا الحريم تطلع هرجه برى هذا الباب والا تقول لأحد عن اللي صار والله وما حلفت بالله كذاب انها ما بتشوف الخير مني
..
فهد يقف بدون دِفاع او حتى مُقاومه يعي جيداً حجم الخَطأ الفادح اللذي وَقعَ بِه ولكنه بالرغم من هذا
تحدث على خجل : لكن يا جدي هذي ذحين في مستشفى المجانين ما تدري عن نفسها كيف تزوجوني وحده مجنونه
ضاج سالم من جديد وهجم عليه هَذه المره ممسِكا بِيده ( العِقال ) وبدأ في ضرب فهد لامتهانه الكرامه وتجاوزه الحدود لقلبٍ بين جنباته قد تحجر حاول الجميع ابعاده ولكنه لازال هائجاً يضرب ويضرب ونوره تصرخ وتنتحب حتى هدأ اخيرا من التعب فتهاوى على الارضِ مثقلا
اخرج ياسِر حبلاً ذا لونٍ ازرق يستطيع جيدا فهم الطًريقه التي يُفكٍر بِها فَهد وانه سيهرب قبل ان يعالجوه او حتى يزوجوه ..
بَصق الجَد في وجه فَهد بعدما احكم ياسر رَبطه في احدى االعواميد!! : يالنًذل بَعد ما بهذلتها ومرغت سمعتها في التراب وفَقدتها عقلها جاي تقول ما ابيها
صرخ فَهد : انا ماظربتها على يدها
صَفعه الجد الكبير بيداه المتجعده على وجهه : كذوب هي كانت قايله لحرمة جابر عن كل شي
لازالت اصابع الجد مَطبوعه على خده الايمن : فَتحدث بِسخريه : ونقالة الحكي اللي دوب عمي جايبها ما يندرى من أي زباله بتصدقونها وتكذبوني .. اصلن لو انها طبيعيه وما عليها كلام كان يمدي اهلها مازوجوها عمي اللي كبر ابوها ومعاه ثلاث قبلها
بدأ يبحث عن الشًماعات التي يُعلق اخطائهُ عليها ولم يعلم انهُ لازال يغوصُ في وحلٍ عميق
في هذه الاثثناء جابر بدأت الدماء تحتقن في وجهه وعلامات الغضب تتعلى محياه
رفسه بِرجليه رَفسات متواليه : قطع لسانك يالوصخ .. ما ربيت يا ياسر ولا عرفت تربيه
انا اليوم اللي بربيه
صرخ وتأوه من ضربات جابر : روح شوف صقر اللي تحسب انه كفو تربيه كل يوم مع وحده بشقه .. اتسعت عينا جابر اكمل فَهد اللذي عمى قَلبه الحِقد : والا روح شوف خالد اللي سافر من ثلاث سنين وماعاد شفناه بلكي جاه الايدز هناك ومات
ثارت ثائرة جابر وبدأ في ضربه ضربا مُبرِحا في كُل مَكان
صَرخت نوره ونزلت مُسرعه تترجى جابر ان يبتعد عن ابنها فَ الجميع يعرف غضب جابر الكَاسِركيف لهُ ان يستطيع تحطيم جَميع من امامه دون ان يرى انسحب الجميع ففي نظرهم انه يستحق
ولم يتبقى الا نوره التي تتوسًل
جابر ان يبتتعد عن ابنها قبل ان يفقد روحاً بين جنباته لم يَأبه جابر لها
وفهد المُقيد لازالت صَرخاته تتعالى حتى اقتربت هديل التي لا تَحتمِل ان يتَألم امامها اياً من كَان
: جابر خلاص تكفى خلاص امسكت بكتفه مُحاوِلَه ثنيه عن الظرب عندما شَعرَ بِهَا
زفر الهواء المُحتَبِس بين رأتيه : والله لو عاد تجيب طاري عيالي بالشينه اني لادفنك حي يالكلب ع الاقل محد فيهم قدم بنت عمه ضحيه عشان ياخذ ابرة معفنه
اخذت نوره تتفقد ابنها والكَدَمات التي نالَها والدماء التي نَزفَها ::
عِندها صَرخ ياسر : لا تفكينه من الحبل بَكت نوره وانتحبت اخذت تَهمس لابنها : ليش كذا سويت عجبك ؟ يومنك ادمنت ليش ورطت نفسك فيها ليش اخذتها ..
نيران الغضب لازالت تشتعل في صدر فهد يُفكر فقط في الانتِقام هديل التي لازالت ممسِكه بيدين جابر اجلسَته واحضرت لَهُ الماء ..
سُعود كادت عيناه ان تتسمر على هديل الا انه يُحاول بين الفينةِ والاخرى ان يقتلع ناظريه ويشتتها في ارجاء المَكان خوفا مِن مُلاحضة احد
......
تَجلِس سَمر في احد زوايا المنزل العِلويه بِجانبها منيره ..
التي اخذت تتحدث : جابر معمي شفتي كيف وقفته يوم كان يضرب فهد
انسابت مَدامِع سَمر : تخيلي انه امس يوم جا يروح لها تِعطًر نظرت الى منيره وحَلًق وما شفت السقاره بِفمه
ابتَسَمت منيره : عادي عادي عشنها عروسه ركًزت نَظرها على عيناي سمر بتشفي يوم
كان يجيك كان يسوي فيني كذا
نظرت اليها مره اخرى : بس شوفيه الحين خلاك زيك زينا .. محد ياخذ زمنه وزمن غيره
همت بِ الذهاب تاركه سمر تُفكر وَتخطط في كيد المَكائِد .. وَزِراعة الالغام
لأقتِلاع الحُب اللذي استوطن قلب زوجها ..
...
النــوم بَدأ يُجافي سُعود جاهلاً ذاك الاحساس اللذي قادهُ لَها مُكبلا مُقيداً !!
ييقن في قرارة ذاته انًه كبيرا بِما يَكفي وذا عَقلااً رزيناً ومتزننا كما يَقولون وَلكن ما بالُه قد اصبح مُراهِقا بل حتى ساذِجا يتسكًعُ على شفى حُفرةٍ من مستنقعٍ جَارِف ضَحَكاتُها وتعجباتها ردات فِعلها وكَلِماتها بل حتى انحناءات ملامحها عينيها ونظراتها كُل هذه الامور بات يَترقبها ويرقُبَها دون ان يعلم ماهُوَ فَاعِل .. هُوَ تيارٌ جارف ووَحلٌ لا خلاص لَهُ منه ..
خَرجَ من غُرفته قرابة الثانيه ليلاً يتخبط يُريد ان يشتت التفكير ويتجاهل ذاك الاحساس اللذي لازال ينغز قلبه بين الفينة والاخرى ..
نَزَل السًلالم واذا بِه يستمع الى صوتِها نعم نبرتها التي عشق دون ان يعلم وهام دون ان يتنبه انها لن تَحِلٌ لَه مُطلقا
عِدنما لمع ضوء البرق رآها في الاسفل تَقِف امام النوافِذ الزجاجيه تتأمل المطر وتتحدث في هاتِفها تمسِك بيدها كوبا من شيئٍ ساخن يتصاعد منه البُخار حاول جاهداً ان يستمع لحديثها في الهاتف ولكن دون جدوى صوت المَطر طااااغي على كُل شيء وظُلمة المنزل قاتِمه لايَكاد يَراها الا عندما تَبرق السماء اقترب أكثر فَ أكثر حتى حاول ان يسترق السمع لبعضِ حديثها مع والدتها
: لا توصين حريص يالغاليه .أبشري من عيوني
صمتت لوهله ثم ردت على والدتها : ببدا ان شاء الله ادور لي وضيفه
: ايه ايه مستشاره اجتماعيه او مرشده طلابيه والا أي شي وباذن الله راح الاقي
: اهم شي انتبهي لنفسك وخذي ادويتك بوقتها
تَلعثمت بعض الشي : بخير كل اموري تمام قلت لك لا تشيلين همي ياربي لك الحمد
: لا بس نزلت اشوف المطر وسويت لي نسكافه والحين بطلع ..
: مع السلاهه الله معك
كَلما لمع البرق وتعالى اصوات الرًعد يَلمح لمعة ما في عينيه واهتزازات شفتيها
لازالت تنظر الى الخارج وتحدق في الشجر اللذي يتمايل ولازال هُوَ يرقبها وقلباً بين حناياهُ يرتجف
استعاذ بالله الكريم من الشيطان الرجيم عندما سَمِعها تُردد يارب وتتمتم بدعوات ثم يترفع صوتها بِ يارب ..
اغمض عينيه وابتعد عنها وبخ نفسه ونهره كيف له ان يفعل هذا بِ اخيه كيف له ان يتجاوز الحدود والخطوط الحمراء عاد من حيث اتا استغر الله كثير توضأ فَ صلى ثم دعى بين يدي العزيز الجبار : ربي انزعها من قلبي ومن تفكيري ياكريم يا مُتعال ..
توسد وِسادته وهو عازم على ان يُخبر والدته صباح الغد ان تَخطب لهُ ايٌ فَتاةٍ كانت لَعلهُ يستطيع ان يغفو بِراحةِ ضمير ويتناساها !!
...
صَباحٌ آخر مُشرق الشًمسُ فيه لم تَظهر بَعد و رائِحة الطين المُبلل بِمياه المَطر تَعج في المَكان كم تَهِب هذه الاجواء لها راحه نفسيه فَريده من نوعَها لا تتكرر الى عند هطول المطر ..
الساعه تُشير الى السادِسه وهي لازالت مستيقضه تهامست مع النجوم ووشوشت القمر ثم صلت الفَجر قَرأت الاذكار ارتدت ملابس شتويه بِأكمام طويله وجوارب سميكه فَلفلفت شالاً ذا لونٍ ذهبي على رقبتها ثم اخفت شَعرها بِ آخر
مَع قطعه علويه تفاوتت الوانها بين البني والجملي ..
فَتحت بابها وقبل ان تنزل جذبها صوت الصٌراخ فَتبعت المنبع ورأت هيا التي خرجت من مَكانها بِ استنكار استيقض المنزل وهَبوٌ لِغُرفة خلود التي باغتتها الآمُ المِخاض وما ادراهُم ما آلام المِخاض هو امرٌ ما شبيهُ بتهشيم عظام الجسم عظمةً عظمه
فَهب الجميع لِمساعدتها اتكأت على يد منيره والجهه الأخرى هيا ..
انزلوها وهي تصرخ تاره وتَكبُتُ تاره ..المها النفسي شديد كَيف لها ان تَلِد طِفلَهُ الاول وهو يتسكع بين البارات ويلهو ممع الفَتيات
واذا بِ زينه وسهام يتبعانِهم سالت زنه عن ابنها : وين صقر خلوه يجيب السياره
اصرت خلود على اسنانها : من امس ما جا
رتبت زينه على كَتِف خلود : معليك يا بنتي شده وتزول وان شا الله ربي ييسرها لك : هيا جيبي مفاتيحك
الجده تتبعهم وهي تدعي : يارب ياكريم يامن نزلت لنا هذا الخير وهذا المطر انك تسهل لها ولادتها يارب ..
ادخلوها السيارة جلست هيا في مقعد السائِق والجده بِجوارِها وسهام تُمسك بِيدي خلود في الخلف وزينه بجانبَها كانت تصرخ وتهذي باسم زوجها الحبيب الخائن
........
لازال المَطر ينقطِع تاره ويتساقط تَارَه أخرى ولازالت هي تَجلسُ امام النوافذ : يا صباح الوَرد تناغمت على شفتاي جابر اللذي جَلس بِ القُرب منها ثم تلفت يمنةً فَيسره طبع قُبله على خدها الايمن ..
عقدت حاجبيها صمتت قليلا ثم اجابت صباح النور ..
سمرعندما رأت من اعلى الدًرج مارأت تَسمًرت رجليها ازدادت غضباً فَوق غضب وغيضاً فَوق غيض حتى فاجَأها سعود عندما تَحدث من خَلفَها : وش تسوين ..
ابتسمت بِ ارتباك : لا بس احاول اشوف من فيه تحت ماشاالله اليوم عشان المطر شكل البيت كله قايم بدري الساعه دوبَها سبع ونص
ابتسم سعود : فيه احسن من المطر شمي ريحته كيف تجنن
نَزَلَ وهو يدندن في حين وَقفت سمر امام المِرئاه التي في منتصف الدًرج عدلت من هِندامها بَعض الشي واخرجت لمعه من جيبها وضعتها على شفتاها كما يُحب جابر هِي تتميز بِقوام جميل وطول مناسب عينان مُتسٍعه وبشرتها بيضاء اضافه الى شَعرها الحريري الطويل واللذي لَطالما سَحَر جابر
نَزلت الدًرجات وهي تنظر لهم من جديد جابر لازال يجلس بجانب هديل وهديل لازالت تُحدٍق في النوافِذ ونوره تتحدث مع سعود اللذي لا تفتر عينيه بين الفينةِ والاخرى ان تلتقط صوره او تعبيرا ما لِـ هديل
:السلام عليكم
رمت بِها سَمر ثم اقتربت من جابر طَبعت قبلةً على احدى خديه : صباح الخير تمايلت بِغنج امام هديل التي ابتسمت لها
جَلَست سَمر وهي تتحدث بتعجب : وين عمتي ..؟
هديل : خلود جاتها الولاده وراحت هي وزينه وهيا يودونها !!
ابتسمت لانها لا تجلس في مَكان الا وأكلت اجواء الحديث فيه : يالله اذا جاها ولد المفروض تسميه مطر ..
ابتسم سعود : من جد والله ما شاءالله ماسمعت صوته انقطع البارح متواصل
نَظرت الى هديل : كيف العروس ؟ ابتسمت هديل وهي تومِئ لها بِرأسِها : الحمد لله
انتي كيفك وكيف اولادك ؟
لازالت سمر مبتسِمه : بالف خير ونعمه الحمدلله
عادي اسألك سؤال وما تتضايقين ؟ هديل : خذي راحتك
سعود قلبه يتراقص فَرحاً من حديثٍ كَهذا يُريدها ان تتحدث كثيرا ولا تصمت ابدا
: جابر قال انك ارمله عندك اولاد .؟.
اصطبغ الوجه بالصٌفره ثمً عاودت النظر الى النافِذه ولم يَكُن سعود وحده المُنشد حتى جابر كان يُريد ان يستمِع الى مُعاناتِها ليعرف سبب تمٌنٌعاتِها سبب بكائها وذكرها لزوجها الراحل
في بادئ الامر عندما لم يَكُن مُهتما لِشأنها سَألها سؤالاً مُشابه في الطائِره ولكن بطريقه فَظه لانها لم تَكن آنَ ذاك تُشغل حيزا من عالمه
همَست بِأختناق وَهي تنظر الى يديها : كَان عندي ولد وتوفى مَع ابوه .. تلألأت العينان بالدموع
ارادت سمر ان تَحرجها اكثر وتجعلها تذكر زوجها الراحل ليغضب جابر منها
سمر : الله يرحمهم ا نشاء الله تجبين بدل الواحد خمس . بس كيف ماتوا وش كان احساسك احكي لي قصتك من الاول
صمتت لوهله ثم اردفت : اذا ما تبين عادي !!
ابتسمت هديل وَكَأنها كانت تُريد ان تُخبر كائنا من كان عن ُمعاناتها حتى وان كانت تنظر لها سمر على انها عدوٌتَها فَ للأجواء المُحيطه دورٌ كبيره في استخراج ما يستَكِنٌ بالاعماق ولم تَكن تعلم في هذه الاثناء ان هُناك اخوين قد تَشاركا في ذات التفكير في ذات الحُب كان يستطيع جابر ان يوقِفَ سمر عن الاسأله الا انه اراد ان يسمعها اكثر مُتظاهِرا انه مشغول عنهم بِهاتِفِه النًقال :
أجابت هديل بعد ان استقامت في جلستها : تزوجت ولد عمي وعمري 18 سنه كملت الجامعه وعمري 22 او 23 حملت بعدها
وجبت ولد سميته بَدر ابتَلعت غصتها واعادت عبرتها المُختنقه
محاولها جاهِده لا تذرف قطره واحده من الدًموع ..
هِيَ تُيقن ان المَرأ عندما يبدأ في الحديث عن شيئاً ما احدث فجوه كبيره في حياته دون ان يذرف الدموع فَ انه بدأ يمتثل للشفاء
:في يوم بعد ما كمل 3 سنين رحت انا لأمي ومارضي بدر ينزل معايه راح مع ابوه انقلبت بهم السياره اكثر من قلبه في حادث كُل من شَهده قال انه كان شنيع جداً ولحد يومك هذا ما احد حَكا لي تفاصيل الحادث المهم اني عرفت انها انفجرت في الاخير
رَكزت عينيها على عيني سَمر : الكلام هذا له اربع سنين وطول الاربع سنين وهذي السنه الخامسه
كُنت شبه منقطِعه عن العالم .. تداركت غصتها ثم ابتسمت .. وسبحان الله ما تواصلت مع العالم اللي كنت منقطعه عنهم الا يوم جيت هذا المَكان
ابتسمت سَمر .. وصوت الرًعد يتعالى .. : الحي ابقى من الميت وان شاء الله تجيبيلك عيال ينسونك كُل اللي صار انهت الموضوع وهي ترى ان زوجها اللذي كان يلعب بِأزرار الهاتف قد امسك بالهاتِف مَقلوب لان جميع تركيزه كَان مع هديل فَ ايقنت انها لم تفعل لهديل السيئ بل منحت جابر تَعاطُفا مَعها استائت من غبائها واسترسالها مع هديل في الحديث اعتذرت منهم ثم صعدت للأعلى
........
فـي المَشفى زينه تُحاول الاتصال بِصقر ولكن دون جدوى لا يُجيب على الهاتِف ارسلت له :
حرمتك في المستشفى تولد تعال بسرعه
وما هي ساعه واحده فقط حتى كان يقف امام والدته : يمه ولدت والا باقي .
: دوبك تجي حسابك مع عسير
عاتبته الجده : فيه واحد حرمته بالتاسع ويطلع من البيت لين الصبح وَكزته بِعصاها .
: في عقلك انت ؟
تحدث هيا : ما علينا الحين اهم شي انه جا روح للدكتوره تعسرت الولاده وبيسوون لها قيصري تسال عنك اكيد تبغاك توقع ع الاوراق
ذهب الى الطبيبه مُسرعا وَقع الاوراق وقبل ان يُدخلوها غرفة العمليات طَلب منهم ان يراها
دَخل اليها ثم قبل جبينها واحتضن وجهها الذابل بِ كلتا يديه همس لَها قُرب اذنها :
ورب الكون اني احبك
هُوَ لا يَعلم انً كَلِمةً كَهذه منه قد تُحييها تُنسيها اوجاعها ووحدتها
ابتسمت له : يارب اني اولد احس بموت من الوجع
: معليه تِحملي عشان تجيبيلي كتكوت صغيرون
قهقهت بِتعب شديد : يــارب .. قبلها قبله ثانيه وخرَج ..
.....
تَوقف المَطر وظهر قوس المَطر في الارجاء لازالت تَجلِسُ في غُرفَتها
تحديدا في البَلكونه ترقبهم من الاعلى اطفال سمر يَلعبون في العُشب الاصفر الباهت واللذي لايخلو ان يَكون في بعض البُقع اخضر قاني
سمر تجلس بِ القُرب من جابر ومنيره في الجِهه الاخرى
اغمضت عينيها كيف لهم ان يَتَقاسمو فُتات حُب على شَخص واحد حياه بلا امان او حتى استقرار
مَكثت على حَالها الى ان حَلً الظًلام ثم دخلت صلت المغرب عندما انتهت وسلمت وجدته امامها نظرت اليه بِ استنكار : اعتقد الليله مو ليلتي
جابر : زينه منومه مع خلود في المستشفى وضع شِماغه على السرير بِطريقه روتينيه وجيت عندك تراني عازمك على العشاء
جلست ثم تنفست بعمق فـ همست اول ما اخذتني كنت سيئ مره لدرجة كنت اقول كيف متحميلنه حريمه
عندي سؤال بس محيرني : وش اللي غيرك كذا
جابر انا ما تغيرت اقترب منها اكثر ثم جَلَس امامها وامسك بيديها : انا حبيتك واحاول انك تبادليني هذا الحب .. شتت نظرهُ عن عينيها الآسِره : انا الكُل يَهابني يخاف مني ويعمل لي الف حساب
يوم ادخل الشركه كُل اللي امر من عندهم يوقفون لي كلمتي ما تنثني لا عند حريمي ولا في علاقاتي بالناس ولا في شغلي
نظر اليها بصمت اقدر آخذ كُل شي غصب عنك .. بس ابغاك تحبيني
ركزت عينيها عليه : انت ما تحبني ابدا انت بس تعودت ان الكُل يلبون اوامرك ويشتاقون لك بالذات حريمه ويتهاوشون عليك يغارون من بعض يقطعون بعض ما يهمك اهم شي انك مبسوط ولمن لقيت ان فيه وحده اللي هي انا ما اسوي نفس كُل اللي يسوونه الناس اوهمت نفسك انك تحبني وانك هايم فيني واني لازم احبك
اشتاطَ غَضباً ونفذت طاقته هُوَ احبها ولكنه تستفزه دائما هي الوحيده الذي شعر انها مرئاه له صَارحته بِعيوبه اذن هي صريحه جريئه لا تَخاف وجوده او تَهابه ولكنه لم يستطع مُقاومت نفسِه اخرجها من شَرشف صَلاتِها وهي تتأفأف
لم يَأبه لِ تمنٌعاتَها وًصرخاتها قبلها رُغماً عنها وهو يهذي بِ : احبك احبك
اخذ مايُريد بعد عِراكٍ طويل وصراخٍ منها عَقيم على ان يتوقف
اخذ منها ما يرود فـ ابعدته عنها مسرعه تَلفلت في شرشرف صَلاتِها اللذي كان ثم ذهبت مُسرعه الى دورةِ المِياه وهي تبكي وتتقي منه
.......
بعد شهرين
لازالت بهيه حبيسةَ غُرفَتها تندب حظ ابنتِها ولازالت سَلوى سجينة مشفى الصٍحةِ النفسه اكدو لهم انً عَقلها سَليم ولكنها تصحو على مُهدٍئات وتنام على المٌهدٍآت لم يُخبرها احدا بعد ان فهد كَتَبَ كِتابئُه عليها ُ واصبحت زوجته رسميا رغماً عنه بعدما اخرجوه من مصحة الادمان
قُلب جَابِر لازال يتفطٌر شوقاً لليوم اللذي تَأتيه هديل فيهِ بِكلتا رِجليها .. وتمنحَهُ حباً واهتِماما كذاك اللذي تمنحه لهُ سمر او كَلِمات الغزل كتِلك اللتي تمنحها لَهُ منيره لم يَكن يعلم انه بِفعلته الاخيره قد بَعُد عَنهُا اميالاً واميال
تمنٌعاتها تُصيبه بالالم والاحباط .. كَون انه متولع في الطرف الآخر والطرف الآخر لا يُلقي لَهُ بالا بل يَكاد ان يُجن لِوجوده امرٌ مُخزي جدا
سعود اخبر والدته انه يريد الزواج وجدت لهُ العروس المناسبه ولكنً قلبه لازالَ مُعلقاً بِسالِبته زوجة اخيهِ الاكبر ..
هيا تحدثت في الهاتف مع ابنها اللذي وعدها يالقدوم لحضور مِلكة خاله سعود
خلود خَرَجت مِن الاربعين وطفلتها اكملت الشهرين ولكن صقر لازال على ما كان !!
.......
وَجدت وظيفه مستشاره اجتماعه في احدِ دورِ الايتام .. تريد اان تَشُق طريقَها بَحثاًعن الحياه العمليه تريد ان تخدم من ستطيع ففي العطاء سعاده لا منتهيه تتطلع للافضل وتطمح بالكثير تريد استعادة حياتها بِكامِل الطٌقوس التي كانت تطمح للوصول اليها .. استيقضت من السادِسه .. اخذت شور دافئ وهي تتذكره ليلة الامس كيف كان لطيف يُحاول جاهداً الفوز بِقلبها الذي يحزن عليه جدا ..
نَظرت اليه وهو مستَلقٍ في فِراشَها ثم ارتدت ما ارتدت اتصلت بِها هيا التي لازالت تنتظرها في الاسفل حتى توصِلَها خرجت من الغُرفه وتركته ..
وماهي الا ثوانٍ نزلت فيها الدًرَجات حتى دَخلت سمر التي كانت تُراقبها وتَعلم انهُ اولَ يومِ لها في الدوام خبأت شيئاً ما في خِزانت هديل وهي ترى زوجها العزيز في سُباتٍ عميق خرجت من المَكان وَكَأن شيئاً لم يَكُن
غَبَش
|