كاتب الموضوع :
سيمفونية الحنين
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 30- رواية أحيا بقلبك بقلم حنين سعيد .. الجزء الاول من الفصل الـ 12
كانت ياسمين تنظر الى الصور التي التقطتها في الحفلة ما زالت ترتدي عبائتها وحجابها .. نهضت من مكانها تتوجه لتصعد الى غرفتها ولكن صوت رنين جرس المنزل اوقفها فذهبت لترى من اتى لزيارتهم في مثل هذا الوقت المتأخر .. اقتربت من الباب وفتحته لترى وليد يقف امامها بكل اناقته يرتدي بنطال من القماش الاسود وقميص اسود كان قد فك الازرار العلوية نظرت اليه بدهشة لم تكن تتوقع ان يكون هو .. حدق فيها فهي المرة الاولى التي يراها فيها وهي تضع مساحيق التجميل فزاد جمالها كانت عيناها تضيئان والدهشة تعلو وجهها لانه يقف امامها فقال
- مرحبا
- اهلا تفضل سأستدعي والدي
- لا يوجد داعي لذلك اعطه هذ الملف كان ينتظرني لاحضاره البارحه لكنني نسيته
اخذته منه
- حسنا ساخبره بذلك هل تريد امر اخر
- لا عمتي مسائا
- عمت مسائا
كانت تهم باغلاق الباب وقال من دون تفكير
انتظري-
-ماذا هناك
- ما علاقتك بمروان
- ماذا مروان ...؟
قالتها وكانت متفاجئة من كلامه
او عامر او سامر لما يخافون عليكِ ويحموكِ لهذه الدرجة وماذا فعل فايز معكِ قديما
شعرت بغضبها عندما ذكر اسم فايز ولمح الحزن في عينيها وقالت بصوت بارد كجليد
- لا شأن لك بهذا ولا تتدخل فيما لا يعنيك والان ارجو المعذرة انا متعبة واريد ان انام
واغلقت الباب في وجهه كان ينظر اليها بغضب ود لو يقتلها لكلامها ولكنها محقة وشتم نفسه لانه سئلها وتوجه الى سيارته لينطلق بغضب ووقف ينتظر مؤيد الذي اتى بعد ثوان ووجهه يشرق بسعادة .. اوصل مؤيد الى المنزل.
*******
وقفت السيارة امام القاعة التي حجزو بها من اجل حفلة الحنة ونزلت منها جنّى برفقة امها واختها توجهت الى غرفة تخلع عبائتها وحجابها وتعدل زينتها وتوقفت تستعد الى دخول القاعة المليئة بالمعازيم تتقدم بخطى ثابته كانت قد ارتدت فستان حفلة الخطوبة فالعروس تبدل اكثر من فستان بحفلة الحنة وتنتهي بالثوب المطرز لتبقى فيه الى نهاية الحفلة كانت تسريحتها بسيطة مثل تسريحة ياسمين في اليوم السابق ووضعت هي تاج فضي ترفع غرتها الطويلة وبعض الخصلات من جانبي وجهها .. وصلت لوسط ساحة الرقص تفتتح هي الحفلة بالرقص وحدها على اغنية ( بروح بدم لنجوى كرم ) والكل يصفق لها
عندما انتهت الاغنية وبدأت اخرى شاركتاها بالرقص امها وياسمين وعندما انتهت صعدت الى مكانها وكل الشابات يرقصن وبعد وقت قصير ذهبت لتبدل فستانها بلفستان الارجواني الاخر وساعدتها بذلك ياسمين وعدلت مساحيق التجميل بسرعة فعادت جنّى للرقص على اغنية اخرى
********
حضر اخيرا كل المدعوون الى منزل مؤيد وجهزن انفسهن ليركبن بالحافلات .. ركبن بالحافلة وبدئت احد الشابات تضرب على الطبلة الاخرى تغني ويرددن خلفها الى ان وصلن الى الصالة التي تقام فيها الحنى ونزلن من الحافلة ودخلن الى الصالة وخلعن العبائات وصففن خلف بعضهن يستعدن للدخول بعد سماع الاغنية
انتهت الاغنية التي كانت ترقص عليها جنّى وعلمت ان اهل العريس وصلو فأخلو ساحة الرقص لاهل العريس وبدأت اغنية ( يا ظريف الطول ) تملئ المكان ودخلن النسوة وكانت حماتها اولهن كل واحدة منهن تحمل صينية على رأسها وتمسكها بيد واليد الاخرى تلوح فيها بمنديل ملون وهن يزغرتن الى ان وصلن الى مكان الرقص .. فأخذن يدورن حول بعضهن بدائه كبيرة وام العريس وأخواته يرقصن بالوسط
“يا زريف الطول وراحوا وشمالوا/ كل ما نلتقي بعودوا بيرحلوا
غابوا الحبايب ما عادوا يسألوا/ يا طير الطاير سلم عحبابنا”
“وقفت عالباب وصارت تومي لي / والهوى يلعب بالجداديلي”
“وانا بتلفت تشوفلي حيلي/ قالت اطمن ما حدا هونا”
اتت غروب تنزلها لترقص مع حماتها بالوسط وناولتها حماتها صينية الحنة المزينة بلورود والتي غرست فيها الشموع وأضيئت ..
اخذت تتمايل فيها ولم يكن بالوسط سوى هي وحماتها وبعدها اقتربت لتشاركهما سامية ناولت والدتها الصينية لتذهب وترتدي فستانها واسرعت بذلك ولحقتها ياسمين تساعدها ارتدت ثوبها وحذائها الذهبي ونزعت التاج لتضع بمكانه كردان الذهب .. وتدبرت ياسمين امر ظلال العين ومسحتها بسرعة لتضع اللون الذهبي الممزوج بلفضي ببراعة وعدلت على احمر الشفاه وناولتها العصا الذهبية التي زينتها من قبل وخرجت تتقدم بخطى ثابته تمسك العصا بكلتا يديها وترقص فيها بأتزان من المكان الذي خرجت منه بعدما بدلت ثيابها الى مكانها في الوسط وكان مقطع الاغنية حينها
“كَحَلي يُمه الغزال مكحلي/واردة عالعين وتمشي حنجلي”
ظلي حدي إوعي عني ترحلي/ يا اللي من دونك شو رح بعمل أنا”
طلبت الغمزة من البنت قالت عيب/ خايف يا صبيحات الناس تشوفنا”
“بالله شوفوا هواها فيي شو سوا/ حَرَق فتايل قلبي من جوه”
“الله يجازيكم يا جنس حوا/ الله خالقكم تتشحططونا”
كانت جنى تتمايل بكل خفة مع الالحان ولا تبالغ برقصها وتتحكم بلعصا بكل براعة تنقلها بين يديها وتلوح بها وتحيطها بخصرها وشعرها يتراقص معها بكل حركة تقوم بها كانت ترقص لوحدها بالوسط وغروب تصورها بكاميرة الفيديو ليراها فهو لا يحق له ان يشاهد شريط الحنة لذلك تصورها وحدها وخصوصا انها ارتدت الثوب ولم تخبر احد بهذا وفاجئت الجميع بذلك كانت ام مؤيد تشعر بسعادة كبيرة ليس من اجل الثوب ولكنها كانت تخاف ان تكون عنيدة ولا تحترم رغبة زوجها وتتعب ابنها بالمستقبل ولكن موقف جنّى جعلها تشعر بالراحة فقتربت منها تقبلها فكانت كالفراشة الجميلة فثوبها الذهبي والفضي يظهر جمال بشرتها السمراء الصافية
“يم الفستان الاخضر رماني/ مالك علينا نفسك كبراني”
“يابا لو رحتي تلفي الشام ولبناني/ مردك إلنا بأرض الزيتونا
انتهت الاغنية وعادت الى مكانها لتحنيها حماتها ... جلست حماتها بجانبها تنقش الحنة على يدها بكل مهارة ... لم تتصور جنّى انها ماهرة بنقش الحنة ...حنة يدها اليمين وأوكلت غروب نقش الحنة على قدمها اليسار ... بعدما اصرت جنّى على ذلك فلم تدع حماتها ان تنزل تحت قدمها لتنقش الحنة عليها شعرت بإن ذلك اهانه لها واحترمت حماتها موقفها ودعت غروب لهذه المهمة ولاحظت جنّى ان غروب لا تقل مهارة عن امها بنقش الحنة
- اوه انتهيت من قدمك
- شكرا غروب انها رائعة
- والان هيا بقي مكان واحد
- اين
- بجانب قلبك
- ماذا .. لا افهم
- جنى سانقش حرف اخي على جانب صدرك من اليسار ليكون قريبا من قلبك
- تمزحين غروب لن اسمح بهذا وليس كل عروس تفعل ذلك
- ولكن العروس التي تحب زوجها تفعل ذلك لتدخل السرور الى قلبه كما انه هو سينقش حرفك بلحنة وسيحتمل رائحتها التي يكرهها جدا
- ماذا هل مؤيد يكره رائحتها لما لم تقولي ذلك من قبل
- اوه جنّى يكره رائحتها قبل ان تجف والان هيا
سمحت لها ان تنقش حرفه على الطرف الذي يعلو تدويرة ثوبها كان المكان اقرب الى كتفها لم تكن تريد ان تنزع ثوبها بلحنة فلو اتت نقشة عليه لن تذهب ابدا .. شعرت جنّى ان اسمه يحفر في قلبها ويحفظ هناك وليس حرف فقط .. انتابها شعور انه يسكن في اعماقها منذ مدة طويلة سرحت حالمة بخطيبها الذي اشتاقت له وتريد رؤيته ولكن سامر لن يسمح لها بذلك ابدا
- جنى اين ذهبتِ
- انا هنا
- اوه منكِ .. اسمعي ابقي مكانك ولا تتحركي حتى تجف لا تذهبي بتعبي سدى
- كما تأمرين غروب
- فتاة مطيعة سيعجب هذا مؤيد بتأكيد
- اه نعم .. كيف حاله
- هل اشتقتي له
- نعم كثيرا غروب
- البارحة كان عندك يا فتاة
- البارحة وليس قبل خمس دقائق
- هههههههه مساكين ماذا يفعل الحب بحالكم
- لا تهزئي سيأتي يوم وتكونين مكاني
- لا مستحيل انا قوية ولا اسلم قلبي لرجل
- سنرى
ظلت جنّى تلازم مكانها وتتحدث مع ياسمين وغروب وشروق التي كان التعب ظاهرا عليها فقد اقتربت ولادتها وكن باقي الفتيات يوزعن المطبقانيات والحنة على المدعووين ..
غادر اهل العريس واكملت جنى الحفلة مع اهلها واقاربها الى حين انتهت حفلتها وعادت الى منزلها وعندما دخلت لترتاح قليلا في غرفتها وتناول دوائها فقد شعرت ببعض التعب والارهاق ولكن كان طعمه مختلفا كان ارهاق بسبب سعادتها وفرحها الذي بدون مؤيد لما كانت قد عاشته ..
انتقلت افكارها الى مؤيد فهي لم تحدثه اليوم كانت مشغولة وهو الاخر كان كذلك .. تذكرت حوارها مع غروب لقد جارتها بالكلام وسلمت انها تحبه .. سئلت نفسها هل تحبه حقا ام انها .. انها ماذا لم تعد تعلم ما الذي يحصل لها ولكن ما تعلمه انها تشعر بمشاعر واحاسيس لم تعشها من قبل .. قالت لنفسها مع الايام اعلم ذلك .. فاجئها صوت رنين هاتفها علمت انه هو فقد خصصت له نغمة معينه اجابت عليه بسرعة ولهفة وقالت قبل ان يقول اي كلمة
- اشتقت لك
**********
في الطرف الاخر كانت تقام حفلة الشباب في الساحة الخلفية لمنزل اهل مؤيد كانو قد احاطوها بالأضواء وصفو الكراسي واحضرو سماعات كبيرة وحضرت الفرقة لتغني اجمل الاغاني الشعبية والالعاب النارية تملئ السماء التي ينيرها القمر والنجوم .. اصطف الشباب بخط مستقيم واحاط كل واحد منهم ذراعيه على اكتاف من بجانبه وعندما سمعو صوت المسيقى ابتدئو الدبك بطريقة جميلة ورائعة بخطوات سريعة ومنظمة وحين تخف الموسيقى تدريجيا ليغني المطرب بهدوء يخففون من خطواتهم وما يلبث ان تصدح مدويه ويقفز المطرب من مكانه ليضع يده على كتف من يترأس الدبكة ويسرع بخطاهم وينطلقون هم على اثره كالبرق يبدلون اقدامهم وثني ركبهم للأسفل قليلا ولعودة للقفز والركض بسرعة على ايقاع النغمات الجميلة المحفزة للرقص
وكانت الاغنية ( يا حالالي يا مالي )
لمثمن ردت شعار شو حلوه بمعانيها
تحتاجه لشاعر جبار مثل القلعه يبنيها
مثل البرق ومثل الرعد مثل الرعد يقويها
ياحلالي يامالي
اول مانبدى ونقول صلو عالنبي الهادي
تنغني القول المعقول شدولي هالايادي
في الميدان نصول نجول يويل الي بيعادي
بيعود ديارو مخروب وصايبلو عمى الوان
ياحلالي يامالي
سمعو اصوات حافلة النساء فاسرعو يجهزون انطلاق الالعاب النارية مع دخول النساء .. فتقدمن يصفقن ويغنون واحدهن تضرب على الطبلة بكل مهارة .. وصلن الى الساحة وانطلقت الالعاب النارية واخذ المطرب يرحب بهن وتقدمن الى الطرف الاخر من الساحة بعيداً عن الرجال وجاراتهم ومعارفهم وام طاهر ووالدته يرقصون معه وامه تحمل صينية الحنة التي حنت منها العروس وترقص بها وبعدها وضعو كرسي بالوسط ليجلس عليه العريس وتقدم منه مروان ينقش اسم ابنت اخيه على راحت يده وكان الجميع يغنوون ويمرحون ويلقون النكت عليه وخصوصا معرفتهم بانه لا يطيق رائحة الحنة
- مؤيد كيف الرائحة
- اصمت وليد
- مروان اكثر منها
- هههههههه اتمنى ذلك من كل قلبي ولكن لا يجوز سوى نقس الحرف الاول
- جيد وإلا كان قد علم الكل ان زوجتي اسمها جنّى
- وهل اجبرك احد على الزواج ... قالها وليد ممازحا
- اصمت وليد اصمت .. اوه منكما انتما الاثنين ستدفعان ثمن ما تفعلانه بي يوم زفافكما
ضحك كلاهما على كلامه وقال وليد
- لن تراني في تلك الحالة ابدا لن اسلم رقبتي لأمرأه
- وانا اوافق الرأي وليد لا افكر بالزواج الان
- هههههههه اذن ستهرمان لوحدكما في هذه الدنيا
- انت ستكون بجانبنا مؤيد
قال وليد - هل جننت مروان ابنة اخيك لن تسمح له بمغادرة البيت بعد الغد سأنسى اصدقائي للأبد
- اعلم ذلك وليد هو خائن ليته ظل يكرهها
- ومن قال لك يا احمق كنت اكرهها احببتها منذ سقطت بين ذراعي
- هكذا وتخدعني طوال الوقت ايها الماكر
- لم يقل لك احد ان لا تتزوج الشركة عندك مليئة بالفتايات اختر واحدة يا اخي
- لا شكرا ابعد عن الشر وغني له لا أريد
- انت احمق وانت كذلك وليد تماثله بالحماقه بل اكثر منه
- وانت اصمت سنراك غدا كيف ستكون مع جنّى لن نسمع صوتك انسيت انها تجاهلت طلبك امام الجميع ولم ترتدي الثوب
- مؤيد مؤيد
كانت غروب قد اقتربت منه
- ماذا هناك
|