كاتب الموضوع :
سيمفونية الحنين
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 30- رواية أحيا بقلبك بقلم سيمفونية الحنين .. الفصل الـ 21
الفصل الواحد والعشرون
على أطلال الجبال جلست
أتأمل طائر النورس
يحلق عاليا ليهبط مقتحم أسوار البحر
ويعود يرتفع من جديد يحمل طعامه ليوم أخر
حيث كنت أجلس أودع حياتي الماضية
وأخط حروف النهاية على سطح مياه بدت لي بالبداية سوداء قاتمة
وجدت نفسي بعد تلك اللحظة
أخطك بأنامل ذهبية
تتحرق شوقاً لتنهي حروفها
وتحثني على النظر إليها
لأطيعها مسيرة
ليبهرني ضوء ساطع
حروف مضيئة بنور القمر على مياه الكريستال
وقطرات الندى التي ما زالت معلقة
تترقص متلألئة في وضح النهار
وغيوم البيضاء تنحني لشمس تشرق من جديد
وتبعث بأشعتها لتتعالى حروف البداية
فالنهاية السوداء القاتمة التي كنت أراها بعيون عمياء
لم تكن سوى نقطة البداية لمسيرة أخرى
درب لا اعلم ماذا ستضع فيها الحياة من خيارات
وأجهل بما سأتخذه من قرارات
لكن موقنة أنها ستكون بداية جديدة أبذل فيها
كل ما أملك من أجل حياة أفضل
من أجل أمل ينبض كجنين ما زال في أحشاء والدته ويتوق لنور الحياة
من أجل أمنية سكنت قلبي منذ سألت في عيد ميلادي ما هي
مر الوقت لتنذرني الشمس وتعلن عن مغيبها
أراقب لحظات الغروب وأسبح بحمد الله لعظمته وحسن خلقة
وأغادر لمنزلي وابتسامة تشق ثغري
وأنا أردد بداخلي فما نقطة النهاية سوى نقطة لبداية جديدة
نظرت الى النافذة تتأمل السماء الصافية ها قد عاد الصيف متوهجا بأشعته البراقة محمل بنسيم الليالي المقمرة ابتسمت وهي تفكر بهذا اليوم ستذهب الآن لتعلم بأي جامعة ستقدم وأي تخصص ستدرس برغم من أنها تعلم الجواب مسبقا فتخصصها ومعدلها العالي يسمحان لها بدراسة بأية جامعة وأية تخصص خرجت بسعادة وهي تلقي التحية على والديها وتولي خارجة
قالت سلمى – أخيرا رأيتها سعيدة
قال أيمن بسعادة – أجل حتى بيوم النتائج لم تكن سعيدة بهذا القدر
قالت سلمى – بالتأكيد فاليوم ستكمل أوراقها برغم من أنني معترضة على الجامعة فهي بعيدة جدا كما أن تخصصها صعب
قال أيمن بحدة- لا تخبريها بذلك يكفيني عامر
قالت بحدة – أخبرتك من البداية أن قرار ارتباطهما هكذا خاطئ لكنك لم تستمع إلي
قال بحدة – هو لن يجبرها على شيء بالمناسبة ذاك الشاب لم يأتي لزيارتها بعد تلك المرة
- لا منذ تشاجرت معه على طلب الجامعة لم يعاود زيارتها
قال بسخرية – لقد مر أربعة شهور على خطبتهما ولم يلتقيا سوى مرات قليلة وكل مرة ينتهي الأمر بهما للشجار
قالت بقلق – أخشى أن يستمر الأمر هكذا غروب لا تهتم لأمره أتعلم أنها لا تقابله سوى بملابس النوم وترفض الاعتناء بنفسها من أجله وذلك ليس جيدا غروب عنيده جدا وهي تصعب الأمور
قال بحدة – وهو أيضا تصرفاته مستفزة كل ما يريده فرض سيطرته عليها
قالت بسخرية – أليس هو الرجل لما أنت معترض
قال بغضب – لا يحق له ذلك هو تقدم إليها ويعلم ما هي شخصيتها وطموحاتها ليس له حق الآن في الاعتراض
قالت تحاول أن تنهي النقاش – هما يستطيعان تدبر أمرهما وحدهما
*****
توجه ليجلس على مائدة الفطور القي التحية وجلس
قال سامر – هل صالحت خطيبتك لذلك تبدو بهذه السعادة
قال عامر بمرح – لا ليس بعد
قالت سامية بغضب – ولماذا هذه السعادة أذن
قال بمرح – لان ما أريده هو الذي سيحصل أمي
قالت بحدة – طبعا هذا ما يهمك أيها العميل ما تريده أنت أما ما يريده الأخوين فذلك لا يعنيك
قال جابر – ما بك سامية لما هذا الغضب
قالت بسخرية – ولما أغضب الأول يعمل عمل خطير ويخفي أمره عنا والأخر يتزوج بالسر وينجب طفل ويحضر ليعلمنا بوجوده والى الآن يرفض أخبارنا الحقيقة والأخرى تعلم بمرضها وتخفي الأمر وتخطط مع الشاب ليحضر ويتزوجها وأخاها يعلم ويخفي الأمر وتقول لماذا الغضب ماذا برأيك جابر متى أغضب
قال جابر – لا تفزعي الطفل بصراخك سامية
نظرت للطفل الذي التصق بوالده وقالت قبل أن تنهض – أرجو أن تجد حلا مع أولادك فقد تعبت
تبعها جابر ليقول عامر – يبدو أن والدتي ندمت على اللحظة التي أنجبتنا بها
قال سامر ساخرا – لو أننا تقصدنا أن تكشف كوارثنا بآن واحد لما كنا نجحنا
قال عامر ساخرا – كنت أحسب نفسي صاحب النصيب الأكبر لكن انا نقطة ببحرك أنت وجنى
قال سامر – وماذا أفعل ؟ كل من حولي يلومني وكأني كنت اعلم بإمرة أنظر الى والدتك لا تتحدث بغضب سوى أمامي لكن بالحقيقة هي بقمة سعادتها من أجل جابر الصغير
قال عامر – وكأن حالي أفضل ألم ترى وما زاد الأمر سوءً غروب هي تمضي الوقت بالشجار وحين تأتي لزيارة عائلتي تختار الوقت أكون فيه بالخارج كي لا تراني وأمي تحملني الذنب بأنني أنا من أعاملها بطريقة سيئة
نظر إليه سامر بمكر وقال – أذا ماذا تخطط لهذا اليوم
قال عامر وابتسامة شيطانية تداعب ثغره – لنقل بأنني خططت وانتهيت من الأمر
قال سامر ساخر – هل يمكن أن تقتلك غروب
أطلق ضحكة صاخبة وقال – أصدقك القول أن أخبرتك بأنني لا أتوقع ما هي ردة فعلها حتى الآن
قال سامر – أتوقع لأشاهد وليس لأسمع
ضحك وقال – تحلم بذلك عزيزي تحلم
****
قالت جنى بغضب – سأقتله ياسمين أن أستمر بذلك
قالت ياسمين – لماذا يعاملك هكذا أذن
قالت بغضب – لا اعلم لماذا لا اعلم
سمعت إغلاق صنبور المياه لتقول بعجلة – أحدثك لاحقا
أنهت المكالمة لتنظر إليه وهو يخرج من الحمام وقد ارتدى بنطال أسود وقميص رمادي وقف أمام المرأة يمسك بزجاجة العطر ويعطر نفسه
قالت بسخرية – يكفي لقد أفرغت الزجاجة
قال بسخرية وهو ينظر إليها بمكر – صباح الخير حبيبتي
نظرت إليه باستعلاء وهي تنهض من السرير تسير بخطوات متغنجة نحوه وهي ترتدي قميص نوم أزرق بحري طويل حمالتان رفيعتان
حبس أنفاسه قبل أن تصل إليه وهو يتأمل جمالها وشعرها الذي يحيطها من كل مكان كرداء أسود رائع تقول – صباح الخير يا سيد ولن أقول زوجي لأن ما أراه أمامي ليس زوجي بل شخص أخر
تجاهل سخريتها وقال – حقا هل أزداد وزني لذلك لا تتعرفين إلي
أجابته بسخرية لاذعة – لا فأذكر أنك قلت بأنك خسرت الكثير من وزنك بسبب سهرك بجوار زوجتك المحتضرة عوضا عن الاستمتاع بالسنة الأولى لزواجك
علمت كيف تخرسه فتلك الجملة أحد الجمل التي وجهها إليها في أحد خلافتهما
أردفت – ماذا أليس لديك ما تقول لا تخبرني بأنك ندمت
قال مؤيد بحدة – توقفي
اقتربت منه لتصبح أمامه وتقول بسخرية – لا تخبرني بأنني جرحت مشاعرك مؤيد لان ذلك سيكون سخيفا
قال بحدة – أنت تستمرين بتهامي لما لا تراقبي أفعالك وتعلمي ماذا فعلت وما السبب في تغييري
قالت بحدة – أنت تتصرف هكذا قبل العملية كنت أتجاهل ذلك وأقول لنفسي بسبب الضغط الذي يتعرض إليه كنت أتجاهل الذعر الذي يؤرقني وأفكر بك وأنت لا اعلم بماذا كنت تفكر منذ تلك المدة وأنت تتباعد عني يوم بعد يوم ولا اعلم السبب لماذا تفعل ذلك مؤيد هل ندمت على ارتباطك بي أم لم أكن الفتاة التي تتمناها هل كان حبك كذبة أم هناك أخرى أنت تريدها
لم يكن منه سوى أن يخرج من المنزل يتركها وحيدة تصارع هواجسها
***
جلست أمام الخالة أم صالح التي جالستها طوال المدة الماضية
قالت بنبرة تحمل الألم – خالة أعدك أن أثأر لأمي وجدتي ولن أدع الأمر هكذا
قالت الخالة – لكن والدك وجدك ليسا الهدف حبيبتي المرة الماضية كدت أن تقتليه
قالت تتجاهل ما حدث – كنت غاضبة ولا أزن كلماتي لا تنسي أن ما علمته الجبال تعجز عن تحمله فكيف أن ومن الناحية التي أنظر إليها للأمر أبي أذنب لأنه لم يستطع أن يحمي أمي وجدي تخلا عنها ووقف بجوار ابنه ذاك الثعلب الماكر ليرضي سكان القرية
نظرت للخالة لتقول – لكن ما يحيرني حقا لماذا لم تخبري العائلة بما أخبرتني به
قال الخالة بألم – كيف أفعل وقد هددني رأس الأفعى كما أن النذل الأخر يتلاعب بعقل الشيخ فهو بكره ولا يرغب بمخالفته أبدا
قالت درّه – وماذا يرغب الذي يدعى عمي الآن
قالت بسخرية – أولا يود أن يزوجه من أبنته هو حاول ذلك مع أبنته الكبرى لكن زياد تزوج بذلك الوقت كان ما زال في بداية العشرينات لذلك تزوجت أبنته من أحد الأغنياء وبعد وفاة زوجت زياد قرر أن يزوجه أبنه الصغرى لكن زياد رفض ذلك ومر سنوات على ذلك وفي احد المرات قابل فتاة لكن رفضوه مرارا بسبب اختلاف في وجهات النظر وها هو الآن يحاول أن يزوجه من ابنته
قالت درّه – ولماذا جدي لا يجبر زياد على الزواج من أبنت عمه
قالت الخالة – لآن زياد على يرغمه أحد على أمر ما هو يفعل ما يريده وحده ويصل الى هدفه مهما كان الأمر وأن سألت لماذا لم يصل الى الفتاة التي أرادها فذلك لأنه تهمه كرامته ولا يفرض نفسه على أحد لا يريده
قالت درّه – إذن عمي المصون يرغب بالحصول على زياد كصهر له وهذا أول ما يجب علي أن أحبطه
قالت بريبة – وكيف بذلك
أجابت بمكر – ستعلمين قريبا
قرع الجرس لتقف درّه وتقول – هذا زياد فقد حضر لاصطحابي الى منزل جدي , أوه بالمناسبة هل ما زال زياد معلق بتلك الفتاة
قالت الخالة بريبة – أيهما زوجته أم جنى
قالت درّه بمكر – الاثنتين
قالت الخالة – زوجته الأولى تزوجها بدافع الواجب والنخوة لكن في حين مرضها لم يفارقها لا اعلم أن كان ذلك لأنه يحبها أم ماذا أم الأخرى فقد أعجب بها وأيضا لست متأكدة من ما يدور بقلبه فزياد غامض بعض الشيء
قالت بدهاء – سأنسيه كلتيهما
قالت الخالة بتوتر – ماذا تخططين يا فتاة لا تقولي بأنك ترغبين أن تنتقمي منه أيضا كان مجرد طفل قال ما رآه ولم يدرك ما يحصل
قالت بمكر – وماذا سأفعل له أنا فقط أرغب أن أساعده وأنسيه آلامه والآن علي الذهاب فهو ما زال ينتظر بالخارج أراك لاحقا
خرجت مسرعة لتقابل زياد وهو يقف بجوار سيارته ينتظرها نظرت إليه لتبتسم بمرح وتتقدم منه بقامتها الممشوقة وهي ترتدي بنطال من الجينز وقميص قصير الأكمام وترفع شعرها على شكل ذيل حصان
نظر إليها متفحصا وهو يدرك أنها تخفي أمر ما خلف تلك الابتسامة فبرفقة تلك الفتاة لا يتوقع ماذا سيحصل بين الدقيقة والأخرى
قالت بمرح وهي تركز نظراتها علي – مرحبا زياد
|