شعرت بأن قلبها يرتجف حين علمت أن نغم برفقة وليد الآن وشعرت أيضا بالغضب يتصاعد بداخلها تريد ان تعلم من تلك الفتاة التي تحاول ان تسرق منها حبيبها وليد , تقدمت من الباب تدفعه دون أن تطرقه ووقفت بذهول وهي ترى نغم تقف ملاصقة لوليد
نظر وليد بذهول وقال – ماذا تريدين ياسمين
التفتت نغم لترى فتاة محتشمة ترتدي بنطال من الجينز وقميص بلون رملي يحيط به حزام أسود وترتدي حجاب ضحكت بسخرية لترمقها ياسمين باشمئزاز وهي تنظر الى ملابسها
قالت بدلا – أذن أنتي هي ياسمين
نظرت إليها بازدراء وقالت – لا يشرفني لفظ اسمي على لسانك
رمقتها بحقد وقالت – لا تحدثيني بهذه الطريقة فأنتي لا تعلمين من أكون
- أنا لا أقابل أمثالك لأني لا اسمح لنفسي بالهبوط لهذا المستوى
ورمقتها بنظرة تدل على اشمئزازها مما ترى
ارتفع صوتها وهي تصرخ
- من أنتي لتتكلمي معي بهذه الطريقة احترميني وإلا رائيتي ما لا يسرك
قالت ياسمين بصوت هادئ - اخفضي صوتك فأنتي تقفين بمكان محترم
- من أنتي لتأمرينني وكيف تسمحين لنفسك باقتحام مكتب حبيبي بهذا الشكل
شعرت بقلبها يشتعل من الغيرة عند قولها تلك الكلمة وليد حبيبها وحدها هي ولن يكون حبيب إي فتاة أخرى
- وليد هو من يسمح لي بذلك وليس هذا فقط فإن أوامري توازي أوامره بالشركة
- أنتي من تظنين نفسك ابتعدي عنه لن اسمح لكي بالاقتراب منه افهمني
ضحكت ياسمين تحاول ان تحرق قلبها كما تفعل تلك الفتاة وكم تخشى ان يكون جفاء وليد معها في الآونة الأخيرة بسببها وما يخيفها أكثر التزامه الصمت وتقليب الأوراق التي بين يديه
- كيف ابتعد عنه وهو من طلب مني ان لا اتركه أبدا
- كم أنتي حمقاء هل تظنين ان فتاة مثلك قد تلفت نظره هو يحتقر من على شاكلتك ويكره المتزمتات كثيرا وان كان قد جن وفعل هذا الأمر فليس سوى الفضول من دفعه لذلك ربما كان قد أخبرك انه يحبك فهذا طبعه ليوقع بالنساء ويتخذنّهن عشيقات له ولكنه يعود لي مرة أخرى فهو يفعل ذلك دائما فانا اعرفه حق المعرفة فهم يحبني انا وحدي وطلب مني الزواج أكثر من مرة وقررت ان أوافق أخيرا فانا أحبه ولا استطيع العيش معه ... نظرت الى ياسمين لترى وقع كلماتها عليها وافتر ثغرها عن ابتسامة خبيثة عندما رأت شحوبها وأكملت لتقول بخبث ... وأن كنت لا تصدقين ها هو أمامك لما لا تسألينه بنفسك
اقتربت منه تسند ذراعها على كتفه وهمست بصوت خافت لم تلتقطه أذن ياسمين – أن لم تؤيد ما أقوله وتتخلص منها ستكون هذه الأوراق بين يدي الصحيفة خلال نصف ساعة
همساتها أخرجته من دوامة أفكاره التي تغرقه لينظر الى نغم ثم الى ياسمين التي تقف بذهول تتابع ما يحصل
هو الآن في موقف لا يحسد عليه لا يستطيع التحرك الأوراق أجبرته على تجاهل جدالهما وهو يفكر كيف حصلت عليها كان يضن أنهما ستكتفيان بالشجار لكن نغم تود أن تدمر علاقته بياسمين
عادت لتتقدم منه خطوه أخرى وهي تكاد تحلق من السعادة وهي تراقب انهزامه أمامها لتحيط عنقه بذراعيها وتضمه أمام ياسمين وقالت
- هو متيم بي انا وحدي ولا تستطيع ان تحل أي فتاة مكاني
شعرت بروحها تسحب منها وهي تراقبهما أمامها تكاد تجن ليقتلها كلمات وليد القصيرة – هي محقة ياسمين أنا اعتذر منكِ
قالت بصوت أجش وهي قد شارفت على النهاية – ماذا تقول وليد أنت لا تعي ما تقوله أنت تحبني أنا وحدي هل نسيت من هي التي أمامك أليست هي دمرتك أليست هي سبب تعاستك
قال بصوت قد أكنساه البرود حين ذكرته بما فعلته نغم وبما تفعله الآن
- أجل لكن أنا لا استطيع الاستغناء عنها سامحيني ياسمين
نظرة إليه وعيناها تغرقان بدموع القهر والألم – أنا لا أصدقك وليد أنت كاذب مستحيل أن تخدعني طوال المدة الماضية أنت عرضت علي الزواج وأنا وافقت قبل دقائق هي تحاول العبث بك هي حقيرة وشيطانه
نظرة إليه نغم لتهمس له – دمرها وليد وإلا أعدك أن أدمرها بطريقتي
أرتعد قلبه فهو يخشى عليها منها فهي أحقر من قابل في حياته أبعد ذراعيها عنه ليتقدم من ياسمين ويمسك بأكتافها ويقول بصوت غاضب
- أنا كاذب لا أحبك كنت أتلاعب بك فقط أخرجي من هنا ياسمين لا أريد أن أراكي مرة أخرى فقد مللت منكِ ومن دموعك وخجلك الذي يثير قرفي
لم تعد تستطيع الاحتمال أكثر لا تعلم من أين أتت بتلك القوة لكي تبعد يديه وتصفعه بكل قوتها وهي تنظر إليه بتحد وتقول بصوت أجش
- أنت وغد لا تستحق سوى حقيرة مثلها أنا أكرهك وليد بل لا أنت لم تعد تعني لي شيء أنت انتهيت من حياتي الى الأبد
وخرجت تتوجه الى مكتبها لغلق الباب وتسند نفسها عليه وتجثي ركبتيها منهارة من البكاء وهي تتساءل من أين أتى بكل تلك القسوة كيف استطاع ان يفعل ذلك كيف ؟؟ طوال الوقت كان يخدعها نعم وعندما مل منها عاد الى حبيبته .. نظرت الى السوار الذي يزين معصمها أرادت خلعه ورميه في سلة القمامة ..ولكنــــ ولكنها لم تستطع... لـــــــــم تستطع ان تتخلى عنها.... كما أنها لا تستطيع ان تتخلى عنه .. ليس بعدما أحبته ليس بعدما وقعت أسيرة حبه بجنون .. عليها ان تواجهه من جديد نعم ليست هي من يستسلم بسهولة .. ستذهب إليه مرة أخرى لتعلم سر انقلابه المفاجئ لما عاملها بتلك الطريقة ... لا تصدق انه خدعها .. عادت تلك الذكرى الى عقلها عندما أعلن حبه لها في عيد ميلادها .. أغمضت عينيها تسترجع ذاكرتها لسماع تلك الكلمة من بين شفتيه .. " احــبك " شعرت بها تخرج من أعماق روحه تلك الحروف لامست أعماق قلبها ودغدغت مشاعرها أخرجت منها أروع ما شعرت به بحياتها كلها مستحيل ان يكون كل ذلك وهم وخداع .. مستـــــحيل .. نطقت الكلمة الأخيرة بقهر وألم يمزق قلبها ويجرحها بطريقة لم تتعرض لها من قبل , ضحكت بسخرية وهي تؤنب نفسها .. هل فقدت عقلك ياسمين هو لا يريدك لا يريدك يا حمقاء ومن لا يريدك أنتي أيضا لا تريدينه ليس أنتي من تتبعين رجل ليس ياسمين العمري من تفعل ذلك أنت أقوى من ذلك نهضت من مكانها تتقدم من مكتبها تلتقط حقيبتها لتجد ظرف على سطح المكتب كتب عليه " الى ياسمين " التقطته لتضعه في حقيبتها وأخرجت نظارتها الشمسية وارتدتها لتخرج من الشركة بخطوات ثابتة لتعود الى منزلها وهي تتمنى العودة الى منزلها في بلادها والارتماء بين أحضان جنى لتبكي وتخرج كل الألم والقهر الذي تشعر به
*****
أبتعد عنها وسار باتجاه النافذة وهو يشعر بأنه يختنق أما هي جلست على حافة مكتبه وأمسكت بأحد الملفات تبعده لتلقي نظرة عليه وقالت بسخرية – هذه التصاميم جميلة
منحها نظرة احتقار وقال – أتركي الملف الآن وتحدثي إلي
قالت بسخرية – حسنا
أردف وليد بحقد – هل أنتي سعيدة الآن
قالت – أجل أكثر مما تظن
منحها ظهره لم يعد يحتمل رؤيتها أمامه
قال – صدقيني أنت رحبت هذه الجولة فقط لكن لن تربحي المعركة
قالت بحقد – أنا أنتظرك الليلة على العشاء في منزلي
قال بكره – تحلمين
قالت بتحد – من الأفضل لك أن لا تتحداني
فتحت حقيبتها تخرج علبة سجائر ووضعتها على سطح المكتب وهي تقول – لما لا تتعلم الدرس وتتبع ما أأمرك به كي لا تعذب نفسك ففي النهاية أنا الرابحة
لم يجبها لتشعل سيجارتها وهي تتصفح الملف وتخرج أحد الأوراق وتقول – أوه هذا جميل جدا حبيبي لما لا تصممه من أجلي ليكون هدية زواجنا
قال بكره – أذا كان قد نال إعجابك سأمزقه الآن أمامك
قالت بسخرية – أذا كنت ستفعل ذلك سأتخذه ليكون تذكار منك وقد أعدل عليه وأدع شخص أخر يصممه لي ويكون أمهر منك أو ربما أمنحه لشركة معادية لك وهذه حركة أخرى لهزمك بها مما لكن أتعلم تصميم لا يكفي أحتاج لأكثر من هذا
قال بسخرية – لما لا تأخذينها كلها أصابني القرف لأنك لمستها ولن أتحمل أن أحولها لتحفة فنية
قالت – بكل سرور سأفعل ذلك مم أنا أنتظرك هذه الليلة لا تتأخر
وضعت الملف في حقيبتها واقتربت منه تطبع قبلة على أحد وجنتيه لتتوجه بعد ذلك الى الخارج أما هو جلس على مقعده يفكر بتلك الفكرة التي طرأت بعقله هي لديها أوراق ضده وهو يعلم عن تاريخها القذر لكن من أين له أن يحضر شيء ضدها نظر الى الملف الذي أمامه جيد أنه نهى ذاك الملف يحوي بعض من التصاميم المقترحة للمجموعة القادمة للمجوهرات التي سيتم عرضها الصيف القادم أخرج من الدرج ملف أخر وابتسم بخبث في ذاك الملف
بعض التصاميم لم تنل إعجابه تبدو وكأنها تقليد للمجموعة السابقة هو جمعها لأنه لا يريدها لكنه الآن أستطاع أن يستفيد منها تلك الحمقاء منحته الخلاص منها وهي لا تعلم ذلك
فكر مجددا بالحوار الذي دار بينهما عليه أن يخطط بشكل دقيق وسريع قال بصوت خافت سأجعلك تندمين على ما فعلته
أخرج هاتفة ليحدثها – مرحبا
قالت بصوت ساخر – هل اشتقت لي بهذه السرعة حبيبي
قال بسخرية – بما أنك حسبت علي أمراه لما لا أستغل الفرصة التي تعرضينها علي
قالت بحدة – ماذا تقصد
قال بسخرية – العشاء سيكون في منزلي
قالت بدهاء – الى ماذا ترمي حبيبي
قال بدهاء – سلمت للأمر الواقع
قالت بسخرية – لا أصدق أنك استسلمت بهذه السرعة
قال بدهاء – يبدو أنني ذكي بما فيه الكفاية لأحافظ على ما بنيته على مدار أعوام
قالت بسخرية – حسنا وليد سنرى لكن أحذرك من العبث معي
قال بسخرية – وهل أستطيع أن أفعل ذلك أراكي الليلة وداعا
*****
جلست وفاء أمام مروان تطلعه على أخر التطورات بوجود محمود أما هو كان في عالم أخر عالم وفاء بالمدة الأخيرة تحتل جزء كبير من تفكيره يحاول قدر استطاعته أن لا يفكر بها لكن هيهات أن يحصل ذلك وهي أمامه هو الآن واثق أنه واقع في هواها لكن ما هو الحل يبدو واضحا أنها على وافق تام مع زوجها كم يحتقر نفسه حين بفكر بامرأة متزوجة فكر بأن يطلب من والدته أن تختار له فتاة يتزوجها لكنه تراجع عن تلك الفكرة فهو لا يريد أن يرتبط بأي فتاة وقلبه معلق بأخرى يكره أن يظلم أحد فكيف بأنثى لا ذنب لها
- مروان .. مروان لما لا تجبني
- أوه محمود أكنت تكلمني
- هل تسخر مني يا رجل مع من كنا نتكلم إذن
نظرت إليه وفاء تقول وهي تحاول ان تخفي ابتسامتها
- اتركه محمود إلا ترى إمارات العشق واضحة عليه
قال بمرح - دعيني انظر إليه لأتأكد من الأمر
اقترب منه يتفرس بوجهه
- أتعلمين أنتي محقة لا بد انه غارق لأذنيه ولكن من هي سعيدة الحظ تلك
- محمود اصمت
- لا لن اصمت لدينا عمل مهم لا وقت لأحلام اليقظة ألان لم يبقى سوى عشرة أيام على الافتتاح ولا نريد أي مشكلة
- لا تقلق بات كل شيء جاهز تقريبا وهذا بفضل وفاء
- أوه مروان أنت تقلل من قدرك ثانية كنت معي بكل خطوة وإنا أتنقل بين الدوائر الحكومية من اجل المعاملات وأنت من أشرف على كل حجر وضع مكانه كما انك لم تذهب لتنال قسط من الراحة منذ أيام
- ههههههه حسنا وفاء جيدا أنك تدافعين عن نفسي ضدي لا تقلقي فأنا بخير المهم ان انتهي من ذاك المركز التجاري وبإذن الله كل شيء سيكون بأفضل حال
منحته ابتسامة مشرقة وهو بادلها مثلها نظر إليه محمود وراقب تصرفاته شك بأمر ما لكنه يدعو أن يكون خاطئ فلو كان ما يفكر به صحيح فذلك يعني أن صديقه يجلب الشقاء لنفسه .
*****
عادت الى منزلها لتستلقي على سريرها غرقت بنوم عميق بعد موجة بكاء طويلة استيقظت بعدما حل الظلام وحصلت على حمام دافئ وصلت ما فاتها من صلوات ثم جلست على سريرها تذكرت ذاك الظرف الذي وجدته على سطح مكتبها التقطت حقيبتها لتخرجه فتحته بخفة لتخرج عدت أوراق كان أوراق طبية وبرفقتها تقرير مكتوب يوضح حالة صحية لمريض ما لم تنتبه للاسم إلا بعدما أنهت قراءته التقرير بلامبالاة لكن حين وقع نظرها على الاسم شعرت بان قلبها يرتجف بل أن الروح على وشك مفارقة جسدها لا تصدق ما تقراه مستحيل جنى تحتضر توقف عقلها عن العمل شريط من الذكريات يمر أمام عينيها يجمعها مع أختها منذ الطفولة الى أخر اللحظات التي جمعتهما معها نهضت من مكانها لا تحتمل ما يحصل معها بالبداية وليد والآن جنى الآن فهمت لماذا تم زواجها من مؤيد بهذه السرعة وسبب الأعراض التي كانت تداهمها عليها العودة إليها الآن لن تحتمل أن تبتعد عنها أكثر كما أن عليها الهرب من وليد فمن المؤكد أن والدها سيرغمها على العودة للعمل برفقته لكنها سترفض لكن لن تنتظر لذاك الوقت عليها مواجهته الآن , خرجت من غرفتها تتوجه الى غرفته تطرق الباب لتدخل وقفت أمام والدها وقالت بصوت حاد – أود العودة الى الأردن حالا
نظر إليها مالك بريبة وقال بصوت حاد – ماذا أنا لم أسمعك جيدا
عادت لتقول – أود العودة الى الأردن الآن
قال والدها بسخرية – ولما
قالت بحدة وسخرية والدها أثارة جنونها طالما تعامل مع حدتها بسخرية ولا يتخذها على محمل الجد – لأنني كرهت هذا المكان وأنا لن أحتمل أن أجلس هنا أكثر من هذا
قال والدها بسخرية – يبدو أنك متعبة ياسمين أخلدي للنوم
قالت بحدة – بل سأذهب لأحزم حقائبي ثم سأتوجه للمطار
قال والدها بحدة – ياسمين توقفي عن قول الحماقات
قالت بإصرار – لن أتوقف وسأفعل ما أريده أنا وليس ما تأمرني به
قال بحدة – ياسمين أخرجي من هنا
قالت بحدة – لا لن أخرج والدي عليك أن تستمع إلي لمرة واحدة في حياتك عليك أن تحترم قراري وتدعني أفعل ما أريد وليس أنت ما تريده منذ صغري وأنت تتحكم برغباتي وبكل ما هو حولي تود أن أكون نسخة طبق الأصل عنك وعن جنى طالما أحببت النقاش مع جنى والجلوس برفقتها وكنت تجبرني على أن أخوض بما تريده لا تظن أنني أغار من جنى لا هذا مستحيل لكنك لم تفهم أبدا بأنني شخصية أخرى عن جنى التي تشبهك أنت لم ستسألني ما أريده وما أحبه حتى بالوقت الذي كنت تسمح لي بالاختيار كنت تضع أمامي الخيارات التي ترضيك أنت وليس أنا أسأمت والدي أرغمتني على ترك حياتي هناك ومن أحب هناك وأحضرتني الى هنا الى حياة أخرى أنا لا أريدها أجبرتني على العمل في شركة ذاك الحقير ولم أحصل سوى على ألانكسار والألم أنا سأفعل ما أريده منذ الآن وصاعداً ولن أسمح لأحد بالتدخل في حياتي
تقدم منها والدها ليصفعها بكل قوته وقفت أمامه ودموعها تنساب على وجنتيها قالت بصوت أجش – هذه المرة الثانية التي تضربني بها أبي وما يقتلني أنك تضربني دون سبب أتذكر المرة الأولى التي صفعتني بها من أجل من ؟ كانت من أجل فايز الذي اتهمني بالباطل وأنت لم تستمع إلي وهذه المرة لأنني أريد أن أ‘ود الى مكاني ولأنني أفصحت عن رغبتي ولا أود ترك أختي تصفعني لما تظلمني دائما أبي لماذا
خرجت لتتركه واقف مكانه في ذاك الوقت حضرت صفاء التي كانت بالخارج وقالت بنبرة تحمل القلق – ما الذي حصل مالك لما أصواتكما مرتفعة
نظر إليها بضياع وقال - أذهبي وتفقدي حال أبنتك
توجهت الى غرفة ياسمين لتراها تحزم أمتعتها قالت بقلق – ياسمين ماذا تفعلين
- سأعود الى عمان
- ماذا هل فقدتِ عقلك
- أجل أمي فقدت عقلي لم أعد أحتمل هذا المكان سأغادر الليلة أمي الليلة
- ياسمين أرجوكِ عودتك الى هناك خطر على حياتك آلا تعلمين أن فايز يود الانتقام منك
- أمي أتوسل إليكِ توقفي عن الحديث عن فايز هل علي أن أمضي حياتي بالهرب خشيت من ذاك الحقير أنا سأمت أذا كان يود أن ينتقم فلينتقم لم أعد أهتم
عادت لتتابع حزم أمتعتها لم تأخذ الكثير من ثيابها حضرت أوراقها وكل ما تحتاج إليه وأخرجت هاتفها لتحدث مروان خرجت والدتها لتتركها لوحدها تعلم أنها عنيده ولن تتراجع عن قرارها عليها التحدث الى زوجها
قالت ياسمين – مرحبا مروان
قال – أهلا ياسمين كيف حالك
شعر بالريبة أن تحدثه بمثل هذا الوقت ومن بلد أخرى قالت – أنا بخير مروان أحتاج منك خدمة
قال – انا حاضر ماذا هناك
- أنا سأعود الليلة الى عمان وأود منك أن تصطحبني من المطار
- ماذا الليلية
- أجل مروان
- لكن لماذا ؟ ماذا حصل
- حين أعود سأخبرك
- حسنا لكن أي ساعة ستهبط الطائرة
- لا اعلم سأذهب الآن الى المطار وأساءل عن حجر وحينها سأخبرك
- حسنا أنتظر اتصال منكِ
- شكرا مروان
- لا حاجة للشكر
*****
تأكد من المائدة الفاخرة الني أمامه ومن الأزهار والموسيقى الهادئة التي يتردد أنغامها في أركان المكان ومن الشموع المشتعلة التي تظهر أجواء
رومانسية رائعة أمامه أجرى اتصال بأحد رجاله قال – هل فعلت ما طلبته منك
- أجل سيدي علمت هي تقطن في أحد الشقق في بناية لا تبعد الكثير عن منزلك
- هل قدمت شكوى في مركز الشرطة
- أجل
- والتسجيلات ماذا فعلت بها
- الكاميرا التي في مكتبك سجلت المشهد كاملاً وما ساعدني أنك كنت تمنحها ظهرك ولم تراها استطعت العبث بالصوت وكأنك تكلم شخص أخر وليس هي أما هي أخفضت صوتها وكأنها تتمتم لنفسها
- أحسنت عملا ومتى سيتم تقديم التسجيلات
- غداً سيدي في تمام التاسعة
- هل أحضرت نسخة عنها وعن الشكوى التي قدمتها
- اجل سيدي
- جيدا أحضرها الآن
- حاضر سيدي
أنهى المكالمة وهو يتوعد بها سيجعلها تندم على ما فعلته
قرع الجرس ليتقدم بخطوات ثابتة وهو يرتدي حلة فاخرة بالون الأسود وربطة عنق سوداء فتح الباب وابتسامته الخبيثة لا تفارق شفتيه لتقترب منه نغم بدلال وهي ترتدي معطف أسود فاخر تقدمت منه تقبل وجنتيه شعر بالاشمئزاز منها ومع ذلك أرغم نفسه على تقبيل وجنتيها والترحيب بها
قال بصوت ساحر – لماذا تأخرتِ حبيبتي
شعرت بالريبة من تصرفاته وهي تتساءل لماذا تغير بين ساعات
قالت بسخرية – هل اشتقت لي
قال بصوت ساحر وهو يقترب منها ويغرقها بنظراته العاشقة – أجل حبيبتي أنا أحسب الساعات للقائك مجددا
قالت وهي تغرق بأعينه السوداء – ماذا حصل وليد
قال بصوت ساحر – ماذا أفعل بقلبي الذي لا يرحمني منذ سنوات غرق بهواكِ والآن بعدما نال بسببك أقصى أنواع العذاب لم يصفح عمك وعاد يحن لك من جديد أهيم بك نغم أنتي نغم حياتي آن لي أن أتخلى عنكِ
قالت وهي تشعر بأنها لم تعد تسيطر على نفسها أمامه – حبيبي أنا أحبك بجنون وكل ما أفعله من أجل أن أكون معك أنت فقط أنا لم أحب أحد غيرك صدقني
قال بنبرة تحمل الدهاء – أعلم حبيبتي أعلم وأنا أيضا لم أحبك غيرك
أقترب منها يقف خلف ظهرها لينزع معطفها ويمنحه للخادمة التي اقتربت منه لتلتفت له نغم بفستانها القصير الأحمر عاري الأكمام ويلتصق بجسدها وتنحتي لتحمل كيس فاخر كان معها أمسك بيدها ليتوجهان الى المائدة نظرت إليها بسعادة لتقف أمامها وتضع الكيس على سطح الطاولة وتخرج منه زجاجة نبيذ وضعتها على الطاولة