كاتب الموضوع :
زهرة سوداء
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 22- سلسلة نعيم الحب الجزء الخامس نعيمي بين يديك (زهرة سوداء) الفصل الخامس
كانت عيناها تلمع باصرار "ريكاردو يجب ان نتطلق "كانت كلماتها اشد وطاة من غرز سكين في قلبه
"ماذا "سال بصدمة
"انت تحب سيلا وسيلا تحبك لم تحبني يوما ...رفعت يدها تمنع مقاطعته لقد احببتك طوال حياتي منذ كنت صغيرة اتي لمزرعتكم المجاورة لنا لمشاركتك ركوب الخيل قبل ان يحضرها غاسبار كانت صغيرة وبريئة غاسبار احبها وهي احبتك لم تره يوما وانت لم ترني كذلك كان ذلك صعبا علي وعليه كانت كلماتها تخرج بصعوبة من بين غصاتها عندما اصبحت راقصة باليه اولى وازدهرت كنت سعيدا بها تحضر كل استعراضاتها لم تكونا تريان مدى معاناتنا
كان عيد ميلادي تالمت لانك لم تحضر ابي كان مضطرا للسفر ورافقته ايريا لم يكن احد معي سواه غاسبار شعرت بالوحدة والنبذ عندما علمت منه انك معها كان ذلك كثيرا علينا شربنا كثيرا حتى ثملنا صدقني لم يكن ذلك بارادتنا لم اشا ان احمل بطفله عندما عرف بما حصل صدم وصدمت انا واتى حادث سيلا وخسارتها كليتها عرف بعد الفحص انه ممكن ان يتبرع لها انتحر وقطع عليك وعدا بان تتزوجني ظن انه يساعدني
لكنه لم يفعل سوى زيادت كراهيتك لي ...عندها عرفت انك لن تكون لي اردت ان اعوض عليك اعطائك طفلا منك لم يكن في نيتي غير ذلك اغويتك اجل لكني لم اكن اقصد اهانتك تكلمت بشكل متواصل غير سامحة له بالتعبير عن رايه لا تقاطعني ارجوك انت لا تعلم اعاني وانا اخبرك بذلك سيلا اخبرتني بمدى ندمها لانها لم تحب غاسبار وهي تتمنى لو انها شعرت به تريد الموت لتتخلص من عذاب ضميرها ...لذا ارجوك اتركني انا احلك من اي وعد قطعته عد لها ليس علينا فقدان شخص اخر من اجل هذا الحب الملعون "ماكادت تنهي عبارتها الا ودموعها تسيل على خدها غزيرة اقترب منها ريكاردو يمسح دموعها ونظرة عطف وحنان تغمر عيناه اللامعة واقترب اكثر وعانقها بشغف عاشق طال انتظاره
"ايتها الحمقاء الا تعلمين كم تمنيت ان تقولي ذلك كم تمنيت ان ان اعرف انه لاشيء بينك وبين غاسبار ولما صمتي كل هذا الوقت ...
مصدومة من ردة فعله "ما معنى هذا "سالت اناستازيا
"معناه اني لم احب غيرك منذ رايتك اول فتاة صغيرة تقف مترددة وراء والدها تريد ان تشاركنا ركوب الخيل بنظرتك المشاكسة الخائفة ظننتك انت وغاسبار متحابان لم اشا ان احطم هذا الحب كنتما متشابهان لكن عندما رايت حبه لسيلا اردت حماية هذا الحب ظننتك تلاحقينه "
"لم افعل كان كاخ بالنسبة لي الكتف التى ابكي عليها "قاطعته اناستازيا
"لم اعرف ..سيلا كانت كاختي الصغرى ايضا اردتها ان تسعد غاسبار ..لم اظن يوما انك تحبيني ..يا الهي ظننت انك السبب وراء ياس غاسبار وانتحاره انهم لم يستطع ان يبتعد عنك انك اغويته ليبقى معك ..لو كنت اعلم لما فقدنا غاسبار "
"والان سنفقد سيلا "قالت اناستازيا بحزن
"لا اريد للحزن ان يرتسم على وجهك بعد الان لا اسرار ولا شكوك ولا حزن "قال ريكادو مقربا اياها ونظرة امل تعلو وجهه
فتحت ابواب الغرفة شعر برعشة تمر عبر عموده الفقري راى ناتاشا ودناتو يخرجان من الابواب ويتبعهما الطبيب الاخر
"ما الامر "سال دانجلو وبدى القلق بصوت "كيف هي "رافضا ان يرى الحزن على وجوههم
"لقد فعلنا ما استطعنا ولكن وضعها حرج لقد نزفت كثيرا كما انها اجهدت قلبها اذا مرت الاربعة والعشرون ساعة القادمة وهي مستقرة سيكون لها امل "قال الطبيب منسجبا
"ما معنى هذا هي لن تموت "صرخ دانجلو بهما
"تحلى بالايمان دانجلو وجودك بجورها شيء مهم قالت ناتاشا تهدئه انها تحتاجك الان اكثر من اي وقت مضى شعورها انك معها حبك لها سيمنحها دفعا للحياة ...الغضب والياس لن يفيدا في شيء "نظر لها دوناتو تتبع دانجلو السائر خلف سرير زوجته المتجه الى العناية المركزة
لم تلمحه التقيا مثل غريبين
كم احتاجته ناتاشا ولم تجده كم مرة احتاجت ان تشعر بحنانه وحبه وهو لم يكترث بالعكس داس على مشاعرها كلما استطاع حارب وجودها بكل قوته ولم يدرك انه يحارب نفسه
كلمات جدته فتحت عيونه على اشياء كثيرة لم يكن يراها
هو اكتشف انه طوال الوقت حارب لكي لا يتعلق بها ... لكي لا يفقدها
كان هناك ازدحام حول غرفتها الجميع يريد الاطمئنان عليها ال الذي اتى باكيا مصليا لنجاتها هي كل حياته ومن له اذا فقدها
"الجميع الى الخارج "امر الطبيب
"اخرج الجميع واغلق الباب ورائك "اعلن دانجلو ساحبا كرسيا ليجلس جوارها نظر له الطبيب بغير تصديق
"لا انصحك ان تفعل "قال دايمون راه يهم بطلب الخروج منه
"ولكن ..."
"لا شيء ستقوله سيجعله يخرج "اكد له ديابلو فقط دعه معها هذا سيريحهما
عندما خرج الجميع متفرقين بين الاطمئان على الطفلين والاستراحة في الممرات امسك دوناتو ناتاشا
"هل لي ان اكلمك "
"لا اظن ان الوقت ..."قاطعها دوناتو
"فقط لوقت قصير "
"حسنا افضل ان نفعل هنا انا لا اريد الابتعاد عن دوناتيلا وقف الاثنان امام باب غرفتها
"ان هذا صعب انا اقدر شعور دانجلو "
"اجل للغاية دوناتيلا كاخت لي يصعب علي التفكير بحدوث مكروه لها "
"لا اعني الفراق ان تفارقي شخصا غاليا عليك ان يرحل من بين يديك ان لا تملك القوة لانقاذه لقد مررت بذلك الشعور من قبل ...لا اريد لاحد ان يشعر به "
شعرت انه يفتح لها قلبه يقول لها عن هواجسه
"عندما رحلت شعرت اني فقدت دنياي ان حياتي ناقصة لم اعد اخرج من البيت او اذهب لاي مكان لقد شعرت بالوحدة بالضعف بالخوف ناتاشا اريدك ان تعودي لي "كان يستجمع كل قوته ليقول كلماه وهي احست به
"اريد ان نعود اسرة واحدة كما كنا "
هو يريد هو يامر لكن لم يقل لها اني احب اني احبك ان حبك هو ما جعلني اعود لك وكيف يقول وهو لا يحبها هي مكمل لحياته عنصر فيها
"لم نكن يوما اسرة دوناتو ..انت تريد لكن عليك ان تتعلم ان ليس كل ما نريده ندركه "قالت ناتاشا بحزم غير عابئة بضربات قلبها المتفضة الر افضة لما تفوهت به وانسحبت تحاول الابتعاد اراد اللحاق بها ان يخبرها ان عالمه بلا معنى دونها انه لو فقدها لن يعيش مطلقا ولكن وصول شخص امامه اعاق ذلك
بعد ان ابتعدت عدة خطوات عادت وتذكرت انها يجب ان تكون مع دوناتيلا عادت الى الغرفة مرة اخرى لترى المشهد
"من انت سال دوناتو اذا كنت من الصحافة فابتعد من هنا "لكن الرجل تجاوزه بهدوء داخلا الى الغرفة
"انا ممرض يا سيدي "
"لكن شكلك لا يوحي بذلك تبدو كحارس شخصي اكثر "قال دوناتو
ابتسم الممرض بتوتر ولم يهتم لكلماته وفتح الباب ماكاد يدخل حتى وصلت ناتاشا الى الغرفة
رفع دانجلو راسه لرؤية القادم وذهل
"انه ...هو احد رجال فلاديمير "هتف دانجلو اقترب منه دوناتو ليعيق حركته اخرج الممرض المسدس كاتم الصوت يصوبه الى دوناتيلا ازاحه دانجلو
وهجم دوناتو على يديه حاولت ناتاشا الوصول ال جرس الانذار عراك عنيف قائم بين الثلاثة والمسدس التمع تحت الاضاءة الخافته وهو يرفعه الى اعلى ليحاول تخليصه وعدم تسليمه لدوناتو
"انت ابنه يوري "قال الممرض بلؤم
"هذا سلام له من فلاديمير "وضغط الزناد لتخرج الرصاصة منه متجهة الى جانب راس ناتاشا التي هوت الى الارض ركض دوناتو اليها كل شيء ابيض ساكن امسكها ليرفع راسها الملطخ بالدماء بين يديه
"ناتاشا صرخ بصوت معذب وغاب كل شيء
كانت تعيش لحظاتها السعيدة هي لا تصدق انه اخيرا قالها احبك ...هل هذا صحيح هي لا تحلم ولو انها تعيش الان اجمل احلامها
ريكاردو حلمها الجميل يتحقق
رن هاتفها لكن من المتصل الان في منتصف الليل لا بد انه امر مهم حاولت النهوض لكن يده منعتها
"ريكاردو اظن ان هناك اتصال مهم "
همست ليفيق
"ما الامر ؟"تساءل بنعس
"لا اعلم لكن اذا تركتني اجيب ساعرف "
"دعك منه "قال ريكاردو
"لا اظن انه امر مهم "
استسلم في النهاية
"الو اجل امي "قالت اناستازيا
"ماذا ..لما لم تخبروني ..حسنا قادمة اجل "
"ما الامر "سال ريكاردو عندما راها تهم بمغادرة السرير بسرعة وتحضر اغراضها
"انهما اخواي لقد تعرضا لحادث وزوجتيهما ...لا اعرف التفاصيل لكن يجب ان اغادر "
"الى اين ؟"
"اسبانيا "قالت مهتمه بحقيبتها
"ساتي معك "قال بلهجة لا تحمل مناقشة
"وعملك؟"تساءلت باستغراب
"لا شيء اهم منك "قال بصدق
نظرت له باسمة "ريكاردو "
"حسنا ..لا تنظري لي هكذا او لن نصل ابدا "قال بحب وشوق لها
"اصابتها ليست بليغة لكنها في منطقة حساسة بجانب الصدغ وقد نزفت الجيد انها لم تصيب العظم لكان الامر اصعب ستحتاج لراحة لفترة لنتاكد من كل امورها جيدة "اوضح الطبيب لدوناتو والعائلة قبل ان يغادر
نظرت ايريا "بدات احسن انكما بالفعل لعنة لحقت بهاتان الفاتاتان "فالت يائسة وارادت ان تكمل لكن نظرت الالم على وجهيهما اسكتتها
قال دوناتو بعد صمت طويل هل ذقت مرارة الفقد هل عشت لحظات تشعر بها انك تموت حي انا اتذكر يوم وفاة خالتي اتذكر شعور والدي بالضعف شعوري بالحرمان شعوري باني بت بهذه الدنيا دون حنان لا زلت اذكر كيف كان ابي يستلقى على كرسيه تمر الايام عليه لا يشعر بها ياتي يوم ويغيب الاخر دون اي فرق ثم كبرت واحببت وفقدتها بين يدي والان بعد ان احببت ناتاشا عدت وفقدتها هل تظنوا انها لعنة ترافقني "
دانجلو بات شاحبا عاجزا لا يعلم ما الذي يحدث لقد اقسم ان لا يحب ان لا يضعف ان لا يكون مصيرة معلقا باحد اخر ولكن ما الذي حدث احب فيدرا ولكنه في الواقع احب دوناتيلا احب شغفها شقاوتها كم الحب مخادع كيف ظن يوما انه يحب فيدرا وكل ما اراد هو دوناتيلا كيف خدع نفسه كيف لم يرى طوال ذلك الوقت واخيه الاخر كيف لم يرى انه يحب ناتاشا كم هما غبيان لما عليهما ان يحاربا ضد قلبيهما صحيح ان ما مرا به في طفولتهما كان صعبا ان يفقدا امهما ثم تعود ان يريا انهيار والدهما بسبب موت امهما الوهمي ان يرى والده محطم بسبب الحب اراد حياة هانئة سالمة بعيدة عن المتاعب ولكن يبدوا انه ايضا ملعون ولم يقدر له السعادة
مرت ايام والحال على ما هو عليه استقرار في حالة الاثنتان ونار في صدر دانجلو ودوناتو وجود اناستازيا مع عائلتها جعلهم يشعرون براحة اكبر
"هل انت على ما يرام "سالت مايلي حفيدتها اناستازيا
"اجل جدتي انا بخير "ل افهم انك ..."
"اه جدتي الا يفوتك شيء "قالت اناستازيا بخجل
"اذن اخبرينا على الاقل هناك احد من اولادي سعيد "قالت ايريا
"لقد تصارحنا وحلت الامور والان كل شيء جيد ونحن سعداء ..كانت فترة صعبة التي عشتها معه ولكني لن افكر بالماضي ولن الومه على ما حدث يكفي ان اعرف انه يحبني وانه يقولها بصدق "
"اتمنى ان تفكر ناتاشا ودوناتيلا مثلك " قالت صوفيا وتمنت الاخريات ذلك ايضا
ذهب ليرى المولودان كان ولدا وفتاة مثل الزهرتين نديان جميلان عندما حلها لاول مرة تذكر ظروف ولادتهما الصعبة وكيف انه كاد يفقدها وهي الان مخدرة لا تعلم بما حولها لم ترى طفليها اللذان بحملان ملامحها المشاكسة
دخل الغرفة رغم اعتراض الاطباء لقد ابتعد لايام وهو بقف خلف الحاجز يراقبها اما الان لم يعد يقدر على ذلك رائعة ملكة فارة من احدى الاساطير بشعرها المحيط بها وبياض بشرتها المماثل للفراش الذي ترتاح عليه كالجمال النائم هل اذا قبلها ستفيق هل اذا ارتوى من رحيقها سيرتجف قلبها لشغفه امسك يدها اليوم سيخفف عنها المخدر قد تفيق قد تمنحه احدى نظراتها التي لم يفهمها يوما قد تحرقه احدى شذرات عينها الكهرمانية لتصيب قلبه وتعيد له الحياة
دخل متثاقلا هي ترفض رايته منذ افاقت قبل ساعات ولكنها نائمة الان كطفلة بريئة كم يحسد الوسادة التى تحتضن راسها يحسد الغطاء الذي احتوى جسدها الضئيل الناعم يتمنى ان تمر يداه على خطوط وجهها يحفظ ملامحها شعر بغصة في قلبه كيف كانت امامه طوال كل تلك السنوات وحرم نفسه منها هل هناك اغبي من شخص يملك حياته ويضيعها
تقدم منها وجلس بجوارها يتامل ملامحها الندية فمها كرزي اللون المتكور وهي تاخذ انفاسها فتحت عينها بصعوبة وبدا من تقضيبة حاجبيها ان تتالم
"هل انت بخير "سال دوناتو
"ما الذي تفعله هنا "سالت ناتاشا بجفاف "اين والدي اريد ان اطمئنه "
"انه في البيت تحت افضل رعاية وانا اطمئنه عنك باستمرار "
"اعطني الهاتف اريد ان اكلمه "
"ولكنك متعبه "
"اعطني الهاتف "اصرت
طلبه لها وانخرطت معه بحديث بالروسية انهت مكالمتها مع انه لم يفهم كل ما قالت لكن نبرة الحنان والسعادة لم تخفى عليه نبرة محبيين فهي تحب والدها وسامحته لربما ان له امل هو ايضا
"عندما اخرج من هنا سنغادر انا ووالدي لويجي سيكون معنا ربما نساقر في الريف الفرنسي يقولون انه مفيد لنمو الاطفال وجوه سيريح ابي "قالت بسرعة تريد التخلص من نظرته الفاحصة لها
"ناتاشا ... لن ترحلي بعيدا عني اعلم اني لست افضل زوج ولا افضل اب لكني نادم على كل ما حدث بيننا اعلم ان اي اعتذار لن يمحو ما فعلت ...ناتاشا انا احب..."
قاطعته "اياك ان تقولها "
"ناتاشا هل تظنين اني قد اقولها عرضيا هكذا دون ان اقصدها الا تعلمي ما حدث لي عندما رايتك والدم يغطي وجهك وانا اشعر بنفسي افقدك وانا اراك تتسربين خارج حياتي "
"انت لا تحبني دوناتو انت تحب تملكك لي لا تريد ان تخسرتي تظن اني من املاكك لا تقبل ان اكون لغيرك والا لما طوال تلك السنين التي كنت فيها لك اتمنى ان تراني ان تحس بي ان تعطني ولو التفافه كنت تضن علي بها كنت ترفض ان تراني في الصباح لولا حبك لما تحملت كنت اامل انك في يوما ما ستقدر حبي لك ولكن ذلك اليوم لم ياتي "
"بلى لقد اتى عندما تركتني لم يعد لحياتي معنى صدقيني قد يبدو ذلك غريبا لكني بالفعل احبك ونادم على كل ما فعلت وانا مستعد لفعل اي شيء لتسامحيني "
"دعني ارحل ...ان اردت ان اسامحك دعني ارحل ..قد تكون احسست بي لكن ذلك اتى متاخرا وانا لن اتحمل المزيد دوناتو لدي والدي وطفلي واخان الكسندر ولوكا "
"لوكا ؟؟"
"انه ابن عمي كما ترى لدي عائلة كاملة اعيش معها ولها ....لو سمحت لا اريد سماع المزيد قالت تمنعه عن الكلام اريد ان ارتاح ورخت نفسها على السرير مشيحة بوجهها عنه
نهض مصدوما ورحل
كانت بدات تفيق حذره الاطباء انهم خففوا المخدر فقط فهي لن تكون بكامل وعيها
كانت تتململ بسكون لكنها فتحت عينها ببطء بدت انها لا ترى شيء امامها ولكنها همست باسم شد على يدها
"انا هنا بجوارك دوناتيلا ارجوك لا تتعبي نفسك "
نظرت دون تركيز وغابت في النوم
في اليومين التالين تحسنت صحة ناتاشا واصبح بامكانها مغادرة المشفى عندما علمت ايريا برغبتها بغادرة اسبانيا صدمت في البداية ولكنها جعلتها تاجل الامرقليلا حتى تتحسن دوناتيلا التي تزورها واطفالها الان
بدت دوناتيلا افضل بكثير من قبل وساعات افاقتها اصبحت اطول حت استعادت وعيها الكامل اول وجه راته كان دانجلو الذي يبدو انه لم يغادر المشفى منذ دخلته قبل اسبوعان وخصوصا بعد حادثة رجل فلاديمير الذي القي القبض عليه بعد ان اصاب ناتاشا
"اين ابنائي سالت وهي ترى اللهفة والسعادة في عيون الجميع ابتسمت جدي هتفت بصوت ضعيف اتعبه طول الصمت
"عزيزتي حمدا لله على السلامة "قال ال بسعادة
"اريد ان ارى ابنائي "
"انهما بخير "اكدت لها ايريا ومايلي وصوفيا وناتاشا اللاتي تجمعن حولها بسعادة وانتقلت الاحاديث بين ذلك وهذا شعر دانجلو انها لا تراه لم يرى تلك اللمعة في عينها المحبة في صوتها لم تسال عنه
"الفتاة ساسميها ايسوسينا والصبي كاريذو "قالت سعيدة باختياراتها التي هناها عليها الجميع
نظر دانجلو غير مصدق هل اسمت اولاده دون استشارته هي حتى لم تنظر اليه انها تشبه تلك المراة التي راها يوم ذهب الى صقيلية جامدة بعيدة كانها لا تعرفه هل عادت الى قناعها
دخل الطبيب
"اه ارى انك تحسنتي كثيرا لكن ارجو عدم اجهاد نفسك لذا علي انهاء الزيارة وسيد دانجلو ستغادر اليوم لقد ارتحت الان انها بخير "
"لا اظن دكتور اعتقد انني سابقى "قال دانجلو باسما
"لا باس دكتور سيغادر بعد قليل "اجابت دوناتيلا بثقة "دانجلو اريد ان احادثك بعد مغادرة الجميع "قالت بنبرة امرة كم هي غريبة عنه وبعيدة نظر مستغربا تصرفها الجاف
غادر الجميع بصمت وتفكر شعر الكبار بان شيء سيئا سيحدث
نظرت اليه لحيته النامية عيناه المتعبة الظلال السوداء حولها خطوط الاجهاد على ملامحة كلها ادلة على انه لم يفارقها لحظة
لاول مرة تخونها الكلمات ليس لانها لا تجدها بل لانها ترفض الخروج ترفض البوح حملت نفسها اقصى طاقة تملكها
"ليست النهاية المتوقعة كنت اظن اني ساموت ظننت ان بمنحي طفليك ساغادر الحياة لكن للقدر كلمة حاول التكلم رفعت يدها سيكون لك وقتك لتقول ما تريد اعلم انك كنت تريد ان تتركني بعد ولادتي لم ا0هتم وقتها لان.ي. كنت اعلم اني لن انجو لكن الان اختلف الوضع اوراق الطلاق القديمة قد وقعت لكن ابنائي لن اتنازل عنهم كنت ترغب الحصول على امراتك واطفالك الذين هم اطفالي لكن الان لا اتمنى لك حياة سعيدة مع روندا سيكون هناك ايام ترى بها اطفالنا لكني لن اعطيك حضانتهم لو اضطررت للقتال من اجل ذلك "
نظر لها
ببلاهة روندا..طلاق...حضانة ..."عن ماذا تتكلمين بحق الله "صرخ دانجلو فاقدا صبره واخرج حنق الليالي الطويلة التي سهرها عليها
"اتكلم عن خطتك انت وروندا لقد اخبرتني يوم الاحتفال وارتني خاتم خطبتكما كنت تخطط للطلاق بعد ولادتي لم اهتم تمسكت بالسعادة والحب الزائف التي منحتني اياها لاني ظننت اني ساموت قلت لاعيش بعض السعادة ولو كانت كاذبة "
"كاذبة ...ماذا عنك دوناتيلا كنت تحتضرين ولم تخبريني شيئا وتتهميني بالكذب "
"انا لا اتهمك بشيء فقط اريد ان ارحل لقد سعيت دوما للانتقام مني لاذلالي لقد نجحت لكن لا تنسى ن يريد الانتقام عليه حفر قبرين "
"ما معنى هذا "سال دانجلو غاضبا
"ان ظننت اني قد اعطيك اطفالي تكون مخطئا حصلت على انتقامك اجل لكن لن تهنا به اطفالي لي لن اسمح لام اخرى ان تربيهم "
"هل انت حمقاء ليس هناك امراة اخرى "
"وروندا اتنكر انك خطبتها وانا ما زلت زوجتك "سالت دوناتيلا وقد بدات ضربات قلبها تزيد انفعالا اتى الطبيب والممرضه مسرعان
"ما الامر سيدة سانتوس لقد قلت ان لا تنفعلي "
"ارجوك اخرجه من هنا لا اريده هنا "قالت بصوت ضعيف
غير مصدق ما يحدث خرج دانجلو ناقما على نفسه وعليها وعلى روندا كيف نسي امرها
في طريق خروجهم من المشفى امسك دوناتو معصم ناتاشا وهي تغادر
"ناتاشا اريد ان اكلمك قليلا "
"ليس هناك ما يقال "اجابته ناتاشا بعدم اهتمام
"سنذهب لمقهى قريب من هنا ثم اعيدك للمنزل قال دوناتو وضعا يده تحت مرفقها يسحبها الى جانبه
"يبدو ان لا امل لي في الرفض "ناتاشا اظهرت حنقها
"جيد انك تفهمين ذلك "اجابها دوناتو متهكما
ما كادا يجلسا على طاولتهما حتى بادرته
"حسنا "
"ناتاشا هناك امور علينا ان نناقشها "قال بجدية
"لاوفر عليك الوقت لن اعود اليك ولن انسى ما حدث بيننا ولن اسامحك مطلقا "قالت بحزم "اظن انني ذلك اجبتك عن كل شيء ولو انفصلنا يكون ذلك افضل للجميع "تحت هول الصدمة راها تبتعد غير قادر على فعل شيء من هي تلك الفتاة
|