في صباح اليوم التالي ,
استيقظت مبكراً جداً على صوت ضجيج مهند في الغرفة
فتحت عيني ببطئ وانا اسند رأسي الى الوسادة .
مهند بلطف لم اعتده منه : يلا قومي ربا عشان لا نتأخر .
همست وانا ضغط على رأس أنفي من شدة الصداع : طيب طيب .
قمت من سريري ونظرت حولي في المكان لبرهه لأستعيد
أحداث الليلة الماضية , زخم الأحداث التي صادفتني كان شديد
القسوة علي ! أصبحت وكأنني معدومة التركيز
مشيت بخطوات ثابته لأدخل لدورة المياة , فتحت مرش الإستحمام ,
لكنني شعرت بدوار شديد , جلست حيث كنت أقف والدوار لا زال
يلازمني !
اردت أن أعود في تلك اللحظة الى سريري لأنال قسطاً من الراحة
ولكنني سأضع مهند في تجربة مريرة وحدة !
شعور غريب يتسلل الى فؤادي , لم أحسه من قبل لمهند !
احساس الخوف عليه من المجهول !
اشعر وكأنني أريد حماية مشاعره من أن يهزها أياً كان !
أريد حماية ابنته من مرضها حتى لا يتعذب وهو ينظر إلى حالها بلا حول ولا قوة !
أريد أن أحمي مهند من الضغوط !!
أوليس مهند هو الشيطان الذي أردت فعلاً أن أقتله تلك الليلة وكدت أفعل ..؟!
اعدت الضغط على رأس أنفي وأنا اطرد كل الأفكار و أركز فيما أريد أن أفعله حقاً ...
• أريد أن أساعد مهند في محنته هذه (مرض ابنته) .
• أريد أن أعرف لغز طلاقه من زوجته .
• أريد أن أكتشف إن كان مصاباً بمس أو سحر !
• أريد أن أعيده الى الطريق السوي لأجعل منه الرجل المثالي لحياتي !
نعم هذه هي خطتي للأيام القادمة , سأحاول بجد أن أعثر على مفاتيح
أهدافي هذه ...
كنت أشحن همتي وأبث الكلمات المشجعة في نفسي حينما طُرق باب الحمام من قبل مهند الذي كان يستعجلني بالخروج .
خرجت وأنا ألف روب الحمام على جسدي وأضع المنشفة على شعري
وأهمس بخجل : اسفه تأخرت .
القى علي نظرة طويلة من أعلى رأسي وحتى أخمص قدمي
شعرت كأن لهيب الشمس أحرقني ,
صبغ وجهي بصبغة حمراء وبدت على شفتي ارتعاشه حاولت جاهدة اخفائها عن عينيه التي شعرت بأنها لم تغبه !
لا أعلم سر نظرة مهند التي زلزت كياني من أعماقه !
ومع أن هذه ليست المرة الأولى التي أخرج فيها من استحمامي مرتدية روب الحمام ولكنني و طوال الفترة التي قضيتها معه
لم أره مطلقاً يمعن النظر فيني ويبالغ لهذه الدرجة
شعرت بنظراته الفاحصه تنظر إلى كل زاوية في جسدي وحركتي
وهذا ما زاد في توتري .
همست وانا اتجاوز مهند الى دولاب الملابس بسرعة وكأنني أهرب من نظراته تلك : خلاص اسبقني بلبس ملابسي وعباتي والحقك .
مهند لم يحرك شفتيه قط ولم يتحرك من مكانه بل كان مثبتاً نظرة إلي
وفي كل مره يشيح عني يعود متلهفاً ويعيد النظر إلي !
همست وانا اقترب منه خطوة : مهند شفيك ؟
مهند أخيراً ابعد وجهه وهو يسير لباب الغرفة : 5 دقايق لو ما طلعتي بروح .
قلت متعجبة : طيب !
خرج مهند و قمت بارتداء ملابسي على عجل خوفاً من أن ينفذ تهديده
ويذهب بدوني , بدت التساؤولات والشك تثار في نفسي مرة أخرى
هل أريد الذهاب لهذه الدرجة فقط من أجل ان أكون مع زوجي في محنته
أم هناك سبب خفي , يسكن قاع قلبي , ويأبى الخروج والإنكشاف !
أنني أغار من أن يكون زوجي برفقة طليقته الجميلة هناك ,
وحدهما في المشفى ! و ربما يتبادلان أحد الأحاديث ..
قطعت أحد أزرة قميصي و انا اشاهدهما في خيالي يتحادثان
أنا حقاً أشعر بالغيرة قليلاً , أعتقد أنه شعور فطري لأن مهند زوجي
أي ملكي .. إذن فغريزة التملك هي ما قادني للجنون وقطع أحد أزرتي لاشي أخر !
يستحيل أن يكون أي شيء اخر !
لبست عبائتي وثبت حجابي و نزلت على عجل
شاهدت سجوى واقفة مع مهند تتبادل اطراف الحديث ببرود شعرت بأنني اعتدته منها مع أنني لم اجالسها مطولاً أبداً!
لم الق عليها التحية بالأمس لوصولي متأخرة وكونها قد نامت لهذا
اقتربت منها وسلمت عليها ,
سجوى : ربا تعبانه ؟ وجهك مررره احسه ذبلان !
همست بهدوء : لامافيه شي بس تعرفين السفر والسهر تغير على الواحد !
سجوى هزت رأسها أيجاباً ثم وجهت نظرها الى مهند وهي تقول : بشرني عن شمس , إن شاءالله بالعصر بجي مع أمي نزورها .
مهند : بإذن الله بتكون بخير ماله داعي تجيبين أمي وتتعبينها .
سجوى : امي من امس وهي تحن تبي تشوفها .
مهند الذي كان يقبض على يديه بقوة وكأنه يريد لهذه المحادثة الممله أن تنتهي سريعاً : خلاص على خير بتصل فيكم إذا تحسنت حالتها وابشركم , لا تجون قبل تتصلون فيني !
وماهي الا دقائق قضيتها وانا اكثر الاستغفار وممسكة بأعصابي
لهذه السرعة الجنونية التي يقود بها مهند !
لم استطع ان اخبره ان يخفف من السرعة خوفاً من ان يسمعني
أي كلمة جارحه قد تحبط من عزيمتي في مؤازرته .
دخلنا الى المشفى متأخرين بعض الشيء عن الوقت المحدد لموعد
تحليل خزع النخاع الذي كنا نجهل ماهيته أنا ومهند ,
سمعنا أصوات صراخ قريبة من غرفة الفحص
توجهنا الى مكان الصراخ مباشرةً ,
كانت سارة تريد الدخول بشدة مع أبنتها لرؤية اجراءات الفحص
أما الممرضات فكانو يمنعونها من الدخول ,
صوت صراخ الطفلة بالداخل وهي تبكي تريد أمها وأباها محطم للفؤاد
توجهت أنا لأمسك سارة عن الممرضتان التان كانتا قابضات على ساعديها
بشدة
همست بهدوء : سارة اهدي , خلي الفحص يعدي على خير
ابعدت سارة يدي بكامل قوتها حتى انني عدت للخلف بضع خطوات
من قوة دفعتها وهي تصرخ : انتي وش تبغييين مني ؟؟ أنتي تبغين بنتي تموت أصلاً عشان تتهنين .. روحي انا مابيك ولا ابي مهند رووحوو عني وطلعو لي بنتي .. ليش قاعدين تعذبونها !! ليشه الاجراءات ؟؟ بنتي وش فيها قولوا لي احد فيكم يعلمني وش فيها بنتي ؟؟
شعرت بسيل كلمات سارة وكأنه صفعات تنزل على خدي , هل تعتقد حقاً
أنني أريد الموت لإبنتها حتى اظفر بمهند لي ؟
وأنا حتى في أقسى امنياتي يستحيل ان أتمنى لها المرض !
صوت مهند الغاضب يعلو : سارة !!
التفتت سارة اليه ويتضح من خلف فتحة نقابها احمرار عينيها وانتفاخهما
هتفت هي : مهند قاعدين يوجعون بنتي ! أنا بنتي مدري وش فيها ؟
وش هالفحص الي قاعدين يسوونه ؟ عصام وش قالك يامهند قولي وش قالك ؟
صوت ميزته قادم من بعيد : هذي اجراءات روتينيه يا سارة وش له كل هالصجه .
التفنا جميعاً على الطبيب عصام الذي كان يسابق خطواته ليصل إلينا
اقترب من سارة وهو يهمس : شوفي سارة اذا ماتبين نكمل فحوصات عادي راح نوقفها ! لأنها بس اجراءات روتينيه نبي نتطمن عليها على صحتها
هالدموع كلها مالها داعي !
سارة تهمس بقلق وصوت شهقاتها يتراخى : بس .. بس .. هي قاعدة تصرخ داخل وتنادي ! انت ما شفتها قبل يدخلونها ماتبي !
ابتسم عصام تلك الإبتسامة التي تجبر الشخص الماثل امامه على الإرتياح : قلت لك لو ماتبين تتطمنين على بنتك راح نوقف كل شيء !
سارة هزت رأسها باقتناع : خليني اتطمن على بنتي , أنا مالي غيرها بهالدنيا
مالي غيرها !
الطبيب عصام : افا يا سارة , وانا ولد عمك واخوك وين رحت ؟
سارة وهي تمسح دموعها من خلف نقابها : انت يا عصام اخوي الوحيد الله يطول لي بعمرك بس انت لاهي وعايش مع مرتك وعيالك بس انا مالي غير بنتي عايشين ببيت أهلي !
بقيت أنظر الى مشهد سارة و ابن عمها الذي علمت من مهند أنهما اخوان من الرضاعة , كان عصام يحاول تهدئه اعصابها
لاحظت قدرته العجيبة في قلب موازين الأمور بأختلاق انه شيء روتيني وانه يستطيع ايقاف التحاليل حالاً ,
خرجت شمس من الغرفة بعد فترة من الوقت لم أستطع حقيقةً تحديدها
كانت مستلقية كالملاك بهدوء , يبدو انها تعبت من الصراخ والبكاء
ولم يعد هناك غير الهدوء ......
نقلت شمس الى غرفتها , مرت ساعات ومهند باقيٍ على اعصابه
ينتظر نتيجة التحاليل , يذهب الى غرفة عصام ويعود
اعتقد انه حفظ اروقة المشفى الكبيرة جميعها من كثرة مشيه فيها!
أما أنا فكنت جالسة بالخارج , لم أستطع أن ابقى مع سارة
تقتلني نظراتها إلي , وكأنني أريد سرقة حياة ابنتها منها
تشعرني بأنني المذنبه في ما يحدث لها الآن !
ساعات من الانتظار الممله الطويلة الثقيلة !
واخيراً ظهر مهند أمامي و كأنه ظهر من العدم
وجهه أسود كالفحم , يداه ترتعدان حقاً , عيناه محمرتان كلهيب جمرة
قست عليها النيران والجمتها حتى تفحمت !
دب القلق بقلبي : طلعت نتايج تحليل الكروموسومات؟
مهند نطقت شفتاه بجملة واحدة فقط : شمس بنتي بتموت !
صرخت به : استهدي بالله يامهند , انت وش قاعد تقول ؟
وقفت قبالته وأمسكت يده علني أمتص قليلاً من صدمته
فالآن أصبح مرض شمس واقع لا فرار منه !
همست مواسية له : مهند كل مرض له علاج ! أكيد شمس بتتعالج وترد أحسن من قبل أنت لا تحاتي !
مهند يسقط على ركبتيه أمامي ..........................
مشهد لم أكن أتوقع في اسوأ أحلامي حدوثه ! مشهد قوي ومؤذي حد الألم
أمسكته وشديته الى المقعد بسرعة حتى لا ينتبه لوقعته هذه أحد
أخبرته وأنا أحوط وجهه بيدي : مهند لا تقنط من رحمة ربك ! اذا انت يامهند
فكرت بسلبية راح تخسر بنتك , راح تخسر شمسك ! مهند أنت لازم تكون القوي عشان تستمد شمس قوتها منك , انت الي لازم تشد على يدها في رحلة علاجها , انت الي لازم توقف معاها , لازم ماتبين ضعفك هذا قدام أحد
خصوصاً شمس , تدري يامهند أنا اعرف وحده قريبتها كانت مصابة بنفس هالمرض وتعالجت منه , ترا نسبة الشفاء منه كبيرة و ترا الجانب النفسي هو الجانب الغالب للعلاج , انت لازم تخلي ثقتك بربك كبيرة لازم تكون قوي يامهند لازم .
لا أعلم من أين اتت لي القوة لأجرف سيل كلماتي على صحراء مهند
لكن يبدو وكأنني نجحت يبدو فعلاً أن قلبه أرتوى من كلماتي !
فقد خف ذلك السواد الذي كان يكسو وجهه
رفعت بصري لأجد الطبيب عصام واقفاً امامنا , لم انتبه متى اتى أو حتى إذا كان استمع لحديثي مع مهند .
همس بخجل : اسف اذا قاطعتكم , ما كان قصدي اتطفل
وقف مهند بعزم هذه المرة , وقفه تختلف عن تلك التي أتى فيها إلي
وقال بحزم : إحنا لازم نبدا بالعلاج فوراً بدون تأخير .
عصام ابتسم : هذا الي كنت أقولك عليه ! وبقولك شغلة ايجابية ثانيه
عندنا دكتورة ممتازة في حالات لوكيميا الأطفال و نجى على يدها كثير من الأطفال والله الحمد , هي راحت تغطي مؤتمر برا وجاية اليوم إن شاء الله !
ابتسم مهند بأمل : انا بنتي راح تتعالج وراح ترد أحسن من أول بإذن الله .
عصام همس : الحمدلله انا كنت أدري انك راح تفكر بعقلك قبل عاطفتك
وراح تساعد بنتك تتعالج , بس انا الي خايف من ردة فعلها سارة !
مهند : بتقولها الحين ؟
عصام : لازم هي تعرف , وكمان اهلك لازم يعرفون عشان تتعاونون
وتقدرون تساعدون شمس تتخطى مرضها هذا !
تقدمت لأصبح أقرب بخطوات من مكان وقوف مهند الذي شعرت
برجفة يديه بل أنني أكاد أقسم أنني استمعت الى قلبه يرتعد خوفاً من المستقبل المجهول الذي ينتظر ابنته .
دخلنا الى الغرفة التي كانت تضم سارة والطفلة داخلها
كان هناك ولد صغير يشارك شمس الغرفة , يعتمر قبعة زرقاء اللون
تخفي رأسه الأصلع , شحوب وجهه و نحله يبين أن هذا المرض تمكن منه
ذبول عينيه يبين أنه لم يعد ينتظر من هذا العالم أي شيء !
كانت شمس تنظر إليه ببراءه ولكن الممرضات التي خرجن من عنده
اغلقن الستار الفاصل بينهما ,
نظرت شمس لوالدها بسعادة مؤلمة لناظرها , لازالت شمس مشبعة بالحياة
ممتلئه بالأمل , روح طفولتها بان في ثنايا ضحكتها الطفولية العذبة :") !
همست برقة : بابا مابعا مثتشفى ! ابعا الوح البيت العب بألعابي .
اقترب منها مهند ومسح على شعرها : إن شاء الله حبيبتي بترجعين البيت وتلعبين بألعابك كلها .
شمس : بابا انت تعال البيت , انا احبك
ضمها مهند الى صدره بقوة وألم وهمس : بابا يحبك ياعيون بابا والله بابا يحبك
نظرات سارة كانت تجول بين مهند وشمس , يبدو أن حدسها أخبرها أخيراً
ان هناك خطب ما , لا يمكن أن يضعف مهند لمجرد تعب أو اجراءات روتينيه
لم تكن هي في الأصل متأكدة من هذه الكلمات ولكن الان اتضح ان عصام كان يكذب عليها !
نادت مهند خارجاً لكني لم اتركهما بمفردهما وها انا اخرج مع مهند
لأسانده .
مهند : سارة مافيه شي عندي اقوله لك . اسمعي من عصام كل شي !
سارة بعصبية : عصام مش راضي يقولي شي ! بنتي وش فيها ؟
صرخت بصوت أعلى : اقولك مهند بنتي وش فيها جاوبني ؟؟؟؟؟؟!!!
مهند بعصبية : سارة لا ترفعين صوتك إحنا بمستشفى !
سارة وقد خانتها دموعها لتبان من خلف فتحات نقابها : مهند قولي والله تعبت ! احتاج اعرف منك الحين ؟
مهند تنهد بقوة وهاهي الكلمات تخرج من فمه كأمواس حادة تجرح حنجرته
قبل ان تؤذي مسامع سارة : بنتنا مصابة باللوكيميا !
وقفت سارة بجمود لعدة ثواني , ثم سقطت في الأرض مغشياً عليها من هول صدمتها !
مر اليوم ثقيلاً و ما زاد في ثقلة حينما حضرت شريفة الي اختها وبعد ما علمت بمرض شمس حتى بقيت تصرخ وتلطم وتزيد الطين بله !
اخرجها عصام من حجرة سارة وبقي يعطيها توصيات طويلة
لكنها لم تكن تستمع إليه وبالها مشغول في مصير الطفلة المجهول
أتصل مهند بسجوى و أخبرها أن لا تأتي ولا تخبر امها بأي شي
لأنه خائف عليها , يبدو أن شمس كانت هي ضياء بيتهم الهادئ الفارغ !
كنت اتردد انا لغرفة سارة لكني عندما اجد شريفة و عصام هناك أضطر للخروج حرجاً !
فأعود لغرفة شمس , افتح مصحفي تارة لأقرأ عليها ماتيسر لي من القران
و تارة احدثها بعض القصص التي اختلقتها مشابهه لحالتها !
كان مهند ينظر الي بإمتنان كبير التمسته بإحساسي !
أما شمس فكانت مستمتعة بصحبتي جداً , هي بريئه حقاً !
بعدما افاقت سارة بكيت طويلاً طويلاً , وشريفة تحاول ان تهدئها لكنها
تعاود البكاء معها !
إحساس بالإختناق والحسرة و الذنب كان يملأ المكان فعلاً .
خشيت بشدة أن يؤثرو بتصرفاتهم على نفسية شمس !
أخبرت مهند فأصر أن يبقى هو مع ابنته بينما يذهب الجميع
لم تكن سارة راضيه ابداً ولكنها لا تستطيع أن تبقى مع مهند في غرفة وحدهما حتى لو كانت في المشفى!
قام صالح شقيق زوجي الأكبر بالحضور فور انتهائه من عملة
اصطحبنا جميعاً الى البيت !
أول مره ادخل لبيتهم دون زوجي !
شعرت بفراغ كبير بدون مهند , دخلت بخطوات بطيئة الى مضجعنا
لم اخلع حتى عبائتي وانا اسقط على السرير من شدة التعب واغط في نوم عميق !