كاتب الموضوع :
زخم الذكريات
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
صباح الخير للجميع ..
البارت الجديد وصل : )
اتمنى لكم قراءة ممتعة
_____________________
أربعة أيام مضت , كان فيها مهند هو الزوج المثالي بالنسبة لي ..
قررت أن أتناسا كل ما مر بي قبل هذه الأيام الأربعة !
لكني وفي قرارة نفسي كنت أتألم بصمت من موقفه الأخير ..
فكبريائي يرفض النسيان !
استيقظنا صباحاً حتى نتنزة في الحديقة التي اتفقنا على الذهاب إليها بالأمس
في الحقيقة مهند كان يستشيرني وكنت أتمتم بـ : أيه طيب .
الوجع الذي استعمر قلبي يرفض أن يفارقه !
أستبد به ولم يجعل للمسامحة والنسيان مخرج ..
خرجت أنا ومهند في يوم طويل للتنزه في شتى ارجاء المنطقة
مهند بدت عليه علامات السعادة وهو برفقتي وكأن صحبة قديمة تجمعنا
بينما أنا كنت أردد داخل نفسي : اشفيه هذا ! لايكون بعد متخيلني سارة! مجنونه
ياربا ليش تفكرين كذا ! انسي انسي ....
كانت هذه الخيالات هي التي تغتال تفكيري الجيد فيه!
حتى أنني لم أستطع التركيز في أي مكان ذهبنا إليه , شعرت بالحنق من نفسي
ولكنني لم أستطع ضبط تفكيري أبداً !
عدنا إلى الفندق مساءاً بعد يوم طويل ..
وفي طريقنا الى غرفتنا قابلنا الشاب ابن السيدة الطيبة أيمان !
وعندما رأى مهند الواقف بجواري أتسعت حدقة عينيه بشكل ملحوظ
وفتح فاه وكأنه لم يتوقع هذه المفاجأة !
مهند رسم ابتسامة خفيفة وهو يقول : وش يسوي البطل هيثم هنا !
هيثم : انت بتلاحئني ولا ايه ؟
مهند يضحك بإستهزاء وهو ينظر إلى الشاب بإستحقار
اتضح جيداً على عينيه : وليش تتوقع بلاحق موظف تحت رتبتي ؟ الا اذا انت مسوي شي وخايف نلاحقك ونكتشفه !
هثيم يبادل مهند الاستحقار وهو يردد : لو الشغل بالكفائة انا الي بستحـئ الترئية
اكتر منك ! بس للأسف الواسطات تلعب دور !
مهند تتعالى نبرة السخرية والتعالي في نبرته : ايي عذر الكسلان مسح السبورة!
مزيج بين الاحتقار والكرة , كانت هذه النظرة التي القاها هثيم على مهند
قبل دخولة لغرفته ..!
قلت لمهند بتعجب حين دخولنا لغرفتنا : مين هذاك ؟
مهند بتأفف وهو ينزع قميصه : هذا كان منافسي دايم على وظيفتي وانا تميزت عليه وأخذت الترقية بجداره .
في الحقيقة وبعد ما رأيته من مهند كنت أستطيع تصديق أن هيثم كان يستحق الترقية ولكن مهند أستخدم وساطة ما , لكني لا اجزم بذلك لأنني لم أرى
مهند وهو يعمل من قبل ..
دخل مهند إلى الحمام ليستحم بينما تمددت أنا على السرير لأرتاح قليلاً
حينما فاجأني صوت رنين هاتف مهند المحمول ,
أقتربت منه وانا ارى الإسم الذي يلمع على الشاشة !
امتلأت بالحنق والغضب حينما رأيت ذات الإسم الذي أكرهه بشدة (سارة)
لم أجب في المرة الأولى , ولكن حينما أستمرت بالرنين
أجبت عليها بغضب وأنا اردد بداخلي : ذي ماتستحي على وجها مطلقها وتدق ؟
أنا : الوو نعم ؟
سارة : وين مهند ؟
كان الدم يتفجر في رأسي حينما سمعت نبرتها في السؤال عنه
وكأنني مجبرة أن أعطي الهاتف لزوجي كي يحادثها
أنا : مهند مشغول مايبي يكلمك
سارة : قوليله موضوع ضروري , عن شمس !
أنا باستهزاء : والله شمس !! ولا أم شمس الي ماصارت تقدر ان الرجال متزوج وللحين تحوم حوله !
سارة بعصبية شديدة : أقول عن الخرابيط .. عطيني مهند بسرعة !
أنا : مافيه مهند , ولو تموتين مرح توصلين له طيب ولعد تدقين لأن هذا الجوال صار لي خلاص ومهند غير رقمه !
أغلقت الخط الهاتف قبل أن ترد على جمالتي ,
لا اعلم كيف اتتني هذه الشجاعة وهذه الكلمات التي اطلقتها بين علو أنفاسي وارتجاف أطرافي !
أعدت هاتف مهند الى محله قبل خروجه من الحمام
وانا الف نفسي داخل الغطاء لأخفي خوفي وارتجافي !
بينما مهند خرج من الحمام وعندما رأى انني غارقة في النوم الذي كنت أدعية أخذ (حاسوبة المحمول) وأخرج من حقيبته تلك الأقراص التي رأيتها فيها يوم وصولنا !
وذهب إلى صالة الجلوس الخارجية !
حينها ملأني الفضول ..
هل سيعمل حتى في وقت شهر العسل ! هل هو حقاً بهذا النشاط
هل كنت ظالمة له حينما ظننت أن هيثم ظلم في عملة بسبب مهند
تسللت بهدوء الى الصالة بينما مهند كان يدخن بعض السجائر و ينظر الى فيلم ما !
عرفت ذلك فور سماعي لصوت رجال ونساء يضحكون
لكن ماشنج عقلي سماع تلك الآهات التي يطلقونها !
هل يمكن ؟؟
أقتربت أكثر بينما رائحة السجائر تفوح منه بقوة لم استطع تحملها !
لم أستطع مقاومة كحتي التي فضحت أمري تماماً
التفت مهند إلي بسرعة ,
لقد عاد إلى شكلة المخيف , شكلة البشع
أعاد منظرة فيني الذكريات التي لم يمر عليها وقت كثير لأنساها !
اسوأ الليالي في حياتي !
ليلة زفافنا !
قبل أربعة أيام !
وهذه الليلة التي يبدو أنها لن تمضي على خير !
أقترب مني مهند وإبتسامة النشوة تبدو عليه
يبدو أيضاً انه ليس مسيطراً على أفعاله !
رائحة التبغ التي أكره كانت تملأ المكان بشكل لا يحتمل
أردت أن ابتعد عنه ولكن قبضة يده كانت الأسرع
لتمسكني بقوة كبيرة ليشدني إلى الأريكة !
ويعدل اعدادات حاسوبة ليرفع الصوت ليريني ماكان يرى
وكأنه أكتشف المعجز !
اشحت نظري وأطرافي ترتجف من الصدمة
صرخت بغضب ودموعي تتفجر من عيني : وش هذا الي تشوفه !!
همس بأذني بصوت خفيف مقرف جعلني أريد التقيء حقاً : ابيك تسوين لي زيها .
أردت ابعادة عني بقوة ولكنه كان مثبتاً جسدي ناحيته بقوة كبيرة وهو يهمس بلهجة أشد قرفاً من سابقتها : أموت بالعنيد
حينها لم أستطع التحمل .. بصقت في وجهه !
ولكنه لم يكترث وهو يبتسم : عسل على قلبي ريقك !
كنت أصرخ وأبكي بشدة وانا احاول ابعاد مهند الذي لم يستمع لرجاءاتي
وتوسلاتي و انا ارجوه أن يبتعد فأنا لا اتحمل رائحته ولا منظرة !
ولا تلك القاذورات التي يراها !
بعد وقت لا أعلم ماهو .. !
كنت ممدة على الأرض ارتجف من شدة البكاء و الألم والجرح !
هذه اللحظة التي كسرت كل شيء جميل حاول مهند بنائه في الاربعة ايام الماضية , كانت اللحظة التي حطمت صورة مهند نهائياً داخلي !
لو كنت أستطيع الحراك هذه اللحظة لأمسكت أي شيء حاد لأقتله
لأرتكب فيه ذنب عظيم ! لأسحق كل جزء يعيش داخلة !
في تلك اللحظة تماماً دعيت الله ان ينتقم لي من مهند !
ان يخرجه مني ويبعده عني !
أما مهند فبعد أن انتهى من وحشيته التي مارسها فيني ذهب الى
الغرفة بهدوء ويبدو انه غط في نوم عميق ,
نمت من بعد بكاء طويل , لكنني استيقظت مجدداً على صوت صراخ مهند
واصوات ضجيج يصدرها ,
فتحت عيني لأجده يصرخ في وجهي : ليش ماقلتي لي ان سارة أتصلت ؟
أغلقت عيني وانا اتنفس الصعداء وانطق بألم : مجنون انت ؟
امسكني مهند من ذراعي بقوة وشدني وهو يصرخ : بنتي تعبانه
حرارتها مانزلت من اربع ايام !! انتي تبين تذبحين بنتي انا داري
انتي تكرهين بنتي !! بسبب غيرتك السخيفة تحطين عقلك بعقل طفلة !
لم ابدي اهتمام لكلمات هذا المجنون وانا ارفع جسدي بألم عن الأرض
وامشي بهدوء الى الغرفة واهمس : طيب احجز وخلينا نرجع !
صرخ وهو يخرج من الغرفة : هذا الي بيصير جهزي نفسك !
كدت أموت سعادة عندما أخبرني مهند أننا سنعود
فعلاً حزنت على أبنته لأنها مريضه , ولكن ربما كان مرضها في هذا الوقت
هو خيرة لنا كي نعود فأنا راضيه جداً به !
لأول مرة شعرت بأني قاسية جداً , وبأن قلبي مخلوق من حجر فعلاً !
لممت مابقي من أغراضي ومن شتات نفسي !
وهممت بالعودة الى منزل أهلي فور عودتنا وأن لا اعود الى مهند المجنون هذا مدى العمر !
ليعود هو الى *سارة قلبه* وليعيش كل منا على هواه!
|