كاتب الموضوع :
زخم الذكريات
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
ال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.....
بارت اليوم هادي جداً ..
لكن ممكن أنه يكون الهدوء الي يسبق العاصفة ..
اتمنى لكم قراءه ممتعة بإذن الله ..
_________________________________
فتحت عيني ببطء ..
وأنا أمسك رأسي الذي يكاد ينفجر من الصداع, لأجد وجهاً غريباً يطل فيني!
رفعت جسدي عن الأريكة التي كنت متمدده عليها سريعاً وأنا أنظر الى الطفل الصغير الذي كان يحدق فيني وكأنني مخلوق غريب
وبعد أن رأى انني اعتدلت في جلستي صرخ بصوت عالي : اهووه فائت ياماما
تدخل السيدة المحجبة وهي تنهر الولد : انت بتعمل ايه عندك !! ماتخلي البنت ترتاح شويه .
اردفت السيدة وهي تنظر إلي : الحمدلله على السلامة
سألتها بحذر : أنا وين ؟ أنتي مين !
ردت السيدة بإبتسامة : انا الي مسكتي ايدي امبارح بالليل, انا كنت حخدك للمستشفى بس أولت ترتاحي الأول بأوضتي بالفندق حتى تصحصحي كدا !
انزلت رأسي وأنا أتذكر أحداث الليلة الماضية بحذافيرها , ولم تكد تتراءى
لي الاحداث حتى تفجرت عيناي بالدموع ! وبدأ جسدي بالإرتجاف .
أمسكت السيدة الطيبة جسدي وهي تقول : ايه دا ! انتي بتبكي ليه ؟ فيه حاقه بتوقعك ؟
اومأت برأسي ب (لا) ثم أردفت وسط بكائي : ابغا ارجع لبلدي
همست السيدة بهدوء وهي تشير الى انتفاخ في خدي
بسبب ضرب مهند لي :مين الي عمل فيكي كده ؟
تعالت شهقاتي وانا اقول : الله يخليك ساعديني ارجع لبلدي .. واللي يسلمك
تراجعت السيدة للوراء قليلاً : وانا بيدي اعمل ايه ؟ ماترقعي طيب ..!
في هذه اللحظة , فٌتح باب الغرفة ليدخل إليها شاب طويل القامة خشن الملامح
وعندما نظر إلي عاد للخلف بضع خطوات
وتحدث مخاطباً أمه : ماما دي صحيت اهوه سيبيها تروح بأه!
أثار صوته الخشن ولهجته الحادة القشعريرة في سائر جسمي
هممت بالوقوف لكن قواي خارت وخانتني مرة أخرى
وبدأ بطني بإطلاق الأصوات وكأنه يرجوني أن اتناول أي شيء
ابتسمت السيدة : ايه ! انتي قايعه ياحبيبتي ؟
نظرت إليها وقلت بتردد : بموت من جوعي
نظرت السيدة إلى ابنها الكبير الواقف بعيداً : ماتنزل تقيب لنا شوية أكل !
هو بصوته الخشن : بس يا ماما ....
قاطعته السيدة : بدون بس ! ماتروح يلا
تأفف الولد وهو يخرج ويتمتم (ماما مش بوعيها لما تخلي الغريبه دي هنا) قبل أن يصفق باب الغرفة بقوة مثبتاً بحركته غضبه الشديد .
(هوه هيثم زعلان كده ليه ياماما؟) سأل الولد الصغير أمه التي جلست بجواري
على الأريكه وهي ترد على ابنها : ماتعرفش أخوك يعني ! هوه بيعصب كل اليوم .
همست بخفوت : أنا اسفه أنـ.. !
قاطعتني السيدة الطيبه : مايهمكش ياحبيبتي ! انتي اوليلي انتي من فين وايه الي بتعمليه هنا و مين الي عمل في وشك الحلو كده ! بس بالأول أوليلي أسمك بأه ..
ابتسمت بحزن وأنا اقول : اسمي ربا , وانا جايه هنا شهر العسل مع زوجي !
قطبت السيدة حواجبها وهي تقول : قوزك بيضربك ؟
لم أكن أريد أن أجاوبها على سؤالها ولكن دموعي كانت أقوى مني
وفضحتني امامها تماماً !
السيدة بغضب : وانتي هتسكتي عنه !
أردفت بحزن : مدري وش فيني اسوي
السيدة : حسبي الله ونعم الوكيل , العالم دية مابعرفش ازاي تعمل كده ,
الرسول صلى الله عليه وسلم وصى وئال "رفقاً بالقوارير" .
رددت بخفوت : اللهم صلي وسلم على رسول الله .
السيدة : أنتي هتعملي ايه !
أبتسمت ابتسامة صفراء تماماً وانا اغير الموضوع : انا لازم ارجع لغرفتي , اسفه ازعجتكم !
أمسكت السيدة بيدي : انتي مش هتخرقي من هنا حتى تاكلي أي حاقه
كانت معدتي تكاد تتقطع جوعاً , ولكنني قاومت جوعي و همست : ماقدر زوجي الحين أكيد بيسوي لي مشكلة اكبر من حقت أمس !
رفعت نفسي عن الاريكة و وقفت رغم كل الآلام التي كانت تغزو جسدي وخرجت من الغرفة بمساعدة السيدة الطيبة التي اخبرتني في طريقها ان اسمها ايمان وانها ستمكث في نفس الغرفة اسبوع , قبل أن ينتهي المؤتمر الذي حضرت الى هنا من أجله !
ايمان : امانه عليكي ازا بتحتاقي أي شي على طول اطلبيني
قالت جملتها الأخيرة وهي تمد إلي كرتها المخزن عليه رقم هاتفها المحمول .
مددت يدي لآخذ كرتها و أنا أتمتم بكلمات الشكر والعرفان على موقفها النبيل معي , ولانها لم تتركني على الأرض وتذهب في طريقها !
وبعد أن عادت هي ادراجها , تنفست الصعداء وفتحت الباب بهدوء ودخلت , كان كل شيء مرتب بعناية !
ولكن لا احد هناك , ويبدو أن مهند لم يعد بعد .
أو ربما قد عاد ولم يجدني فخرج .
طٌرق باب غرفتي , نظرت من الفتحه قبل أن أفتح الباب عندما رأيت عامل
الفندق واقفاً وهو يدفع عربة مليئة بالطعام !
فتحت الباب وكأنني لا اصدق أنني أنظر الى طعام
تفاجأت بالرجل الذي كان يقف خلف العامل حتى أتم دخوله ووضع الطعام على الطاولة الصغيرة وحتى خروجه , ثم أخرج من جيب معطفه الطويل بخشيش ليضعه في يد العامل الذي ذهب !
استدار الرجل مولياً ظهره لي فهمست بسرعة : شكراً لك وشكراً كثير لأمك !
همس بخشونة وهو ذاهب: مايهمكش !
أغلقت الباب سريعاً , وانا اعود لطاولة طعامي وتكاد دموعي تتساقط من شدة فرحي بوجود الطعام , سميت بالله وبدأت بالتهام الطعام بنهم وأنا ادعو للسيدة أن يبارك لها في ابنيها وان يرزقها الصحة وطول العمر .
كانت الطاولة ممتلئه بأصناف مختلفة من الطعام , أكلت كثيراً حتى أنني أسرفت في تناوله .
حمدت الله كثيراً بعد الإنتهاء منه ووقفت عائدة الى غرفتي لكني أستدرت بسرعة حالما سمعت صوت الباب يُفتح !
دخل مهند بخطوات هادئه وهو ينظر إلي وكأنه ليس مصدقاً أنني أمامه
بدأت أطرافي بالارتجاف حتى أن قدمي لا تكاد تحملني من شدة ارتجافها
مهند اغلق الباب خلفه بهدوء شديد واقترب مني ورفع يده الى وجهي
اغمضت عيني وانا اعود للخلف بضع خطوات وانزل رأسي خوفاً من ضربه لي .
مهند بحشرجه خفيفة خرجت من صوته : انا سويت فيك كذا !
(مش بس كذا يامهند ) صرخت بهذه الجملة بينما دموعي تفجرت كشلال غزير
وأنا ارفع أكمامي لأريه اثار ضربه لي : شوف .. شوف انت وش سويت فيني
الله لا يسامحك يامهند لا بالدنيا ولا بالآخره , عساها ماتعداك يامهند !
مهند وقف للحظات وكأنه ليس على قيد الحياة , وكأن ارتباطه بالحياة انتهى
عندما رأى الجروح التي كان هو سببها !
نظر الي بجزع وكأنني ادعو عليه ظلماً وبهتاناً ..! بل وكأنه هو مهند أخر ليس الذي كان عليه بالأمس , فبالأمس كان كالعاصفة التي كسرت كل مايعيق طريقها أما الآن فهو نسمة هادئه تكاد لآ تشعر بها !
القى مهند بنفسه على الأريكة مغمضا عينيه
أما أنا استجمعت كل ما اوتيت من شجاعة وصرخت : رجعني مهند
أنا مابي أكمل هالرحلة.. لا أنا مابي أكمل معاك اساساً, رجعني عند أهلي !
رفع مهند رأسه بسرعة وقال : تبغين تخليني ربا ؟ ترجعين بدوني!!
كلمات مهند كانت غريبة تماماً , أردت فعلاً أن أصرخ في وجهه قائلة
هل ضربك لي في نظرك ليس سبباً كافياً لتركي لك !
ولكنني قلت بهدوء استغربته حتى من نفسي : ايه ... ابي الطلاق !
بدأت أطراف مهند بالارتعاش بشكل ملحوظ , مخيف , ومحير .
همست بقلق :فيك شي مهند ؟
أما مهند الذي أمسك بكلتا يدي ووجه نظرة إلي
صرخ في وجهي وعيناه تفيض بالدمع: أنا اسسف ... ما تجرأت أرجع طول الليل بعد الي سويته .. أنا ادري اني انا الغلطان .. أنا المذنب .. سامحيني .. انتي مافيك تخليني وتروحين ,مافيك تعيشين باقي حياتك من غيري , محد بهالعالم له حق فيك غيري أنا .. انتي لمهند بس .. انا اسف اسف .. لا تخليني
تعالت شهقات مهند الغريبة و المربكة في نفس الوقت حتى أنني شعرت
بقسوة قلبي , اقتربت منه بهدوء وعبره تخنقني فور رؤيتي لدموعه
همست : مهند لاتسوي بروحك كذا !
كانت رؤيتي لدموعه أمراً محيراً ومخيفاً , لأنني وفي حياتي لم أرى رجلاً يبكي أمامي ! فدموع الرجال هي عار عندنا .. لكن هذا الرجل فعلاً غريب
خنقتني العبره وانا امسك جسد مهند المرتعش وأهمس :خلاص مهند !
أما هو ضمني بقوة إليه وهمس بصوته الباكي :سارة انا محتاجك ! محتاجك كثير .
كانت كلمة مهند كالسم تسربت الى جسدي , فتور استحوذ أطرافي
وبقيت عيناي تذرفع الدمع .
ألم شديد يعتصر قلبي , لآ أعلم هل سببه بكاء مهند وصراخه
أم هو بسبب علمي أن من يريدها حقاً سارة ! سارة وليست أنا !
لم أشعر بكمية الوقت الذي مضى وأنا بين أحضان مهند ,
كانت ممسك بي بشدة وكأنه لو تركني سوف أهرب أو أضيع
كلا ..!! لست أنا , كأن سارة ستهرب أو تضيع من بين يديه .
بعد فترة من الوقت هدأ مهند وهدأت قوة أمساكه بي
استجمعت قواي وابتعدت عنه وانا امسح دموعي
نظر في عيني وهو يقول : مسامحتني ربا ؟
أبعدت نظري عن عينه وانا اهمس بخفوت : ايه مسامحتك
اقترب مني وطبع قبلة على جبهتي: باعوضك عن كل الي سويته , والله بعوضك!
تمتمت بابتسامة مزيفه : ايه طيب
بعد أن أخذ كلانا حماماً سريعا , خرجنا أنا ومهند
لم يحدث الكثير , فقد كنت تحت تأثير الصدمة من الموقف
أما هو فقد كان يحاول اسعادي بشتى الطرق .
وبعد عودتنا الى الفندق غط مهند في نوم عميق بينما بقيت أنا
اتذكر ماحدث وأعاود البكاء من جديد !
........
|