كاتب الموضوع :
زخم الذكريات
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
# هذا البارت وصل .. مرح أكثر حكي خلاص :$
والله داريه انو قصير , بس هذا كل الي قدرت أكتبه وانقحه اليوم !
سامحوني ....
_______________________________
هي جاثية على ركبتيها أمامي تضم طفليها الى ذراعيها
, وجهها امتلأ بالكدمات الزرقاء
ملامح وجهها الجميل مختفية تماماً بين تورّم خديها وانتفاخمها
لكنها لم تكن هي فقط !
حتى ابنتها (خديجة) ذات السبع سنوات لم تكن أحسن حالاً منها
خدها محمر جداً وكأنه يريد أن يفضح تلك اليد التي أمتدت عليها !
شعرها المبعثر يريد أن يكشف قصة شده المتواصل لفترة من الوقت .
أما ابنها خالد فكان يكابح نفسة لأن لا تنزل دموعة مثل أمه وأخته !
لكنه يفشل وشهقاته تتواصل !
الساعة الان الثانية عشر بعد منتصف الليل .
فبعد أتصال أختي بي واستنجادها لأن آتي لمنزل أهلي
أتصلت بمهند لكنه أخبرني أن اذهب مع السائق لإنشغاله جداً !
وهذا مافعلت , حين وصولي كانت تقف أختي رنا خارجاً
حاملة أبنتها بين ذراعها بينما يدها الأخرى ممسكة بيد أبنها
صُعقت لمنظرهم خارجاً , لكنها أخبرتني أن زوجها طردها من المنزل
وضربها بعد أن أفتعل شجاراً ليحصل منها على المال !
أخبرتني أيضاً أنها تطرق باب منزلنا لأكثر من نصف ساعة ولكنهم لا يجيبون!
أخرجت هاتفي المحمول من حقيبتي وأتصلت على أخي
رد علي بتثاقل : الوو
- قيس افتح الباب , أنا و رنا برا ؟
- اسمعي ربا انا كلمني خليل وانا فهمت كل شي ! انتي لا تدخلين وخليها تتوكل تروح بيت زوجها لا تفضحنا وتفضح روحها !
شعرت بحرارة تجري في جسدي , لأول مرة بدأت أنتفض غضباً حقاً !
-قيس أفتح الباب أحسلك ! هذا بيت أبوي ومو من حقك تحرمنا منه , افتح الباب لا اكلم الشرطة الحين وارفع عليك قضية بالمحكمة وأسوي فضيحة لا صارت ولا استوت ... أفتحه بسرعة الحين !!!
فتح قيس الباب وهو ينتفض من غضبه أيضاً لأني ولأول مرة اتجرأ وارفع صوتي عليه وأكسر كلمته , دخلت أختي رنا أولاً
ثم أنا خلفها وما إن دخلت حتى سحبتني تلك اليد الضخمة وبدأ هو بالصراخ
في وجهي : ترفعععين صوتك بالسامعة يالي ماتستحين , لا وبترفعين عليّ قضية وانا الي ربيتك , هذي اخر التربية يا ربا !!!
وضعت يدي على يده الضخمة التي كانت تعتصر ذراعي داخلها
وقلت ببرود متصنع مخيف لا يشبهني أبداً : نزل يدك لا اكلم مهند الحين اقوله يجي يتفاهم معاك ! انت منت مسؤول عني ولا لك حق تمد يدك عليّ
انا ماني ربا الضعيفة الي تسيطر عليها ! انا وراي رجال يقدر يهدمك كلك
ياقيس يالي بعت أختك على صالح ومهند ! لكن مهند شراني شراااني ياقيس وماراح يسمح لأي احد كان يرفع صوته أو ينقص من كرامتي!
فكني ياولد أمي وأبوي لا جد ارفع عليك قضية ترد لي فيها مهري الي لهفته.... ورب الكعبة ما امزح وانت تعرف اني ما احلف كذب!
ارتخت قبضة قيس تدريجياً , أما عيناه فكانتا مفتوحتين بشدة,
وكان فاغراً فاه من الصدمة !
همس بحدة قبل أن يعود ادراجه للداخل : قولي لأختك ترد للي مسؤول يعولها ويصرف عليها , انا مابيطلع من جيبي ريال لها ولا لعيالها حتى لو شفتهم يموتون من الجوع قدامي!
دخلت للغرفة فوجدتها جاثية على وضعيتها تلك !
تضم أطفالها بقوة وتبكي حظها السيء ..
وضعت يدي على كتفها وبدأت دموعي بالانهمار مشاركة لها احزانها
همست هي : شكراً ربا ... واسفه ازعجتك !
ضممتها مؤازره لها : شدعوه رنا حنا خوات ! انا وريم تأكدي راح نكون بجنبك ونساعدك بأي وقت , احنا مالنا غير بعض ..
قالت بألم استطعت أن أشعر به يتسلل الى قلبي : دقيت على ريم قبلك كثير ماترد علي , تخاف اتسلف منها !
- وش هالكلام رنا ؟؟ ريم اكيد انشغلت بشي ولا اكيد راح تحاكيك اذا شافت اتصالاتك ! صدقيني .
لم اشعر بمرور الوقت وانا اهدئ أختي رنا , هي اعتادت الضرب والاهانات
من زوجها واهله ! حتى إن والدة زوجها تضربها إن شاءت...
لكن رنا كانت صامتة صابرة من أجل ابنائها ولأنها لا تجد حقاً
من يقف بجانبها , فالجميع وان ساندو بالكلمات , لا يستطيعون فعل شيء
أمام أخي قيس .
لكن هذه المرة مختلفة مختلفة تماماً إذ ان خليل لم يكتفي بضربها وحدها
لكنه عنف أبنته أيضاً وضربها , هي لم تستطع أن ترى تلك اليد البشعة تمتد على صغيرتها وتصمت ! فقامت برده وابعاده بالقوة .
أختي رنا ومع أنها أجملنا شكلاً , فعينيها الحوراء تجذب ناظرها ليبحر فيها بعيداً , وشعرها الطويل كالليل الحالك في سواده ,ولها جسد يفتن ناظريه!
إلا انها اتعسنا حظاً منذ أن تزوجت هذا الخليل ....!
الآن طفح الكيل فعلاً ويبدو أنها لا تبتغي العودة إليه بأي شكل من الأشكال
هي صبرت وتحملت لكنه أنكرها وكسرها , و مد يده على أغلى
شيء تمتلكه , فأخرج الأم المفترسة التي بداخلها , الأم التي تريد حماية ابنائها مهما كلف الأمر ....!
حضر مهند لإصطحابي الساعة الثانية بعد منتصف الليل .
وقبل أن أخرج أوصيت رنا كثيراً أن لا تفتح الباب أبداً لأخي أو زوجته
وان تعتني بنفسها وبأبنائها , ووعدتها بزيارتها غداً وقت الظهر لأطمئن على حالها وحال صغيرها !
ركبت السيارة على مهل , كنتُ متعبة حقاً من هذه الضغوطات
كل المصائب تأتي متلاحقة! لم تنتهي مشكلة لريم لتبدأ مشكلة رنا !
ولا زالت امامي أسرار مهند المخيفة !
أسندت رأسي على كرسي السيارة وبدأت بالبكاء بصوت منخفض
لكن مهند أحس بأنفاسي المتسارعة ,
ووضع يديه على يدي : اشفيك ربا ؟ تبكيــــــن !!!!!!
- مقهورة على حال اختي ! الا ميته قهر !
- اهدي ربا العصبية والانفعالات مش زينه لك وللبيبي اهدي حبيبتي!
كلمة خرجت من فم مهند بعفوية تامة , لكن قلبي بدأ بالارتعاد
أيجدر بكلمة مهند ان تؤثر في نفسي الى هذه الدرجة !
ان تحلق بقلبي بعيداً الى مكان لا استطيع الوصول اليه ومنعه!
استجمعت قواي ومسحت دموعي و همست :مهند أنا...
قاطعني ارتفاع رنين هاتف مهند المحمول ..
أجاب هو بهدوء واضح وبلغة انجليزية صحيحة تظهر طلاقته في اللغة!
لم أفهم شيء واحد مما كان يقوله مهند غير بضع كلمات كـ (hello – boss - - trouble ) what ???
كنتُ اتفحص وجه مهند الذي بدا واضحاً القلق عليه!
جبينه يتصبب عرقاً , وهو يزم شفتيه ويعود ليقضمها بين أسنانه
يصرخ في صاحب الاتصال تارة ثم يهدأ تارة ..
ذكر عدداً من أسماء البلدان الأوروبية قبل أن ينطلق كالصاروخ بالسيارة !
همست بقلق : مهند وش صاير ؟
- مصيبة ..... مصيبة ... ! لازم تنحل قبل تصير مصيبة أكبر منها!
فتحت عيناي على اشدهما : مصيبـ..ـة أيـ..ـش ؟!
- ربا بحطك بالبيت وكلمي سجوى تفتح لك الباب انا لازم اروح عندي شغل مهم !
- مهند أنا ما بنزل لمكان قبل ماتشرح لي وش صاير ؟؟ وش فيه يامهند قوول لي ؟!!!
لم يرد علي مهند وهو يثبت نظرة للأمام ويحاول ان يزيد في سرعته
كنا نتجاوز السيارات بشكل مخيف , نوشك على الاصطدام بها
قبل أن يلف مهند مقوده ببراعة !
دقات قلبي لم تهدأ مع هذه السرعة الجنونية , كان بيت أهلي بعيد قليلاً
عن الحي الذي يسكن فيه أهل مهند فأضططرنا الى أن نعكس عدة شوارع
وان ندخل بين الأزقة !
خشيت كثيراً أن ندخل في حادث مع سرعة مهند المهولة تلك .. !
وحينما اقتربنا من منزله ..
رأينا من بعيد ثلاث سيارات صغيرة وسيارتان كبيرتان بلون أسود وتبدو شديدة التكتيم مع التظليل الذي بنافذتها !
مهند بقلق : سبقونا !
- مين هم يامهند ؟! قولي وش صاير !!
أخرج مهند هاتفه , وادار مقود السيارة حتى ينطلق الى مكان بعيد
أجرى عدة أتصالات باللغة الانجليزية لم أفهم منها أي شيء , لكنه بدأ متوتراً فعلاً , بدت المخاوف والهواجس تخترق رأسي !
همست بقلق : مهند انت وش مسوي عشان تهرب من هالناس !!!
لم يلق مهند لي بالاً وهو يحاول الإبتعاد عن تلك السيارات التي بدأت باللحاق بنا !
لأول مرة أشعر وكأنني في مسلسل بوليسي !
كان الرعب يسري في دمي ! وانا انظر لمهند القلق ..!
لم تكن إلا ثواني لتختفي السيارات من خلفنا .
- مهند راحوو راحوو ! ماصارو يلحقونا !
تلقى مهند اتصالاً أخر وبدأ بالصراخ على المتصل كالمجنون !
اعاد ادارة مقود السيارة لتلتف بكل قوة لتصعد الرصيف وتمشي بسرعة معاكسة اتجاه الشارع الذي أمامنا
صرخت بقوة من شدة فزعي : مهند انت مجنون ؟؟؟ تبي تموتنا!!
لم يرد عليّ مهند إلا بأربع كلمات : اتصلي على بنت خالتك .
صُدمت من جوابه : أي بنت خالة ؟ مهند وش صاير !
لم يرد على سؤالي وهو يردف على جملته السابقة : كلميها قوليلها تطلع من البيت تروح للجيران تروح لبيت عمها المهم تطلع !
- مهند انت شتقوول ؟؟ انت تقصد مين !
- مرام . خليها تطلع بسرعة !
همست بعدم تصديق : ههه مهند انت صاحي !! تطلع وين تروح هالوقت؟ لالا انت مش طبيعي أبد ! وابوها وامها واخوها محمد وش بيقولون !
هو بنبرة مخيفة من شدة الثقة فيها : مرام لوحدها بالبيت ! ولو ماطلعت الحين منه راح تكون بخطر !!! خطــــر كبيـــــــر !!!
|