كوابيس طاردتني ! نصفها كانت عن أختي ريم , أما النصف الآخر
فكانت عن الرمز الذي وجدته على شاشة حاسوب مهند !
لوهله عندما رأيته بدا مألوفاً لدي ... وكأنني رأيته في مكان ما قبلاً !
استيقظت مفزوعة وقت اذان الفجر ,
اعتدلت في جلستي على السرير ونفثت عن يساري ثلاثاً واستعذت من الشيطان الرجيم .
نظرت الى جانبي لأتفقده , مهند لم يعد !
يبدو انه غاضب مني لهذا قضى ليلته بعيداً حيث هي شمس .
شعرت بعطش شديد لكنني لم احضر ابريق ماء كما هي عادتي قبل أن انام
قمت بكسل , و أرتديت حجاب الصلاة خوفاً من أن يظهر صالح أمامي
مع انني لم اسمع بعودته مطلقاً منذ أن تشاجر تلك الليلة مع شريفة !
خرجت من غرفتي بهدوء شديد ووصلت الى الدرج ,
غرفة سجوى كانت هي الغرفة الأقرب الى الدرج , تبين لي اضواء الغرفة
مفتوحة من الفتحة السفلية للباب المغلق , اعتقدت بدايةً انها استيقظت لتصلي الفجر ,
لكنني سمعت صوت ضحكتها العالي وحديثها الى احدهم !
"حبيبي انتي لا تنجنين انا امووت بك انتي , ما اعرف غيرك ومايهمني غيرك والله!
وترا هي اصلاً لحجية مبين حتى على ساعتها من ابو خمسة بس تعارفنا في البارتي صدفة وماصدقت اخلص منها"
لم أقصد التنصت على حديث سجوى ولم أشعر بإهتمام فعلاً فسجوى
كغيرها من الفتيات الاتي أعرفهن , مهتمه باشياء اجدها سخيفة وفارغة !
ماهو الجميل عندما يتحولن جميع الفتيات فجأة الى سمراوات !
يرفعن شعورهن الى الأعلى ليصبحن جميعاً بنفس الشكل !
يشترين الأشياء الغالية ليتباهين بها !
اليس من الأفضل لهن الصدقة بهذه المبالغ! ما الضير في حقيبة سعرها 100 أو 200 ريال !
بالنسبة لي أجد هذا مبلغاً مترفاً لحقيبة سأستعملها لأيام ثم القيها !
لكنني بعد أن رأيت في جامعتي فتيات يشترون حقائبهم بقرابة الالفين ريال
عدلت عن رأيي ! قد تأتي لجدالي احداهن بأن الله أنعم على اهلها وقد اعتادت
الشراء بهذه المبالغ ! ودائماً ما ألجم مناقشاتي (إذا الله أنعم عليها تقوم تعصيه وتسرف) !
لكن الظريف في الأمر أن من يأتون لنقاشي ذوو الحالات المتوسطة أو مادونها,
كما قد ناقشتنا أحدى استاذاتنا في الجامعة وهي تذكر لنا احد المواقف
الحقيقية التي حصلت لها , كانت في اجتماع مع الأميرة المسؤولة عن جامعتنا ,
تقول ان الطاولة الكبيرة امتلأت بكاسات العصير !
وكانت الأستاذات يشربن نصفها فقط
حتى يشعرون بالرضا عن انفسهم امام هذه الأميرة لأن هذا ما يوصي به (الإيتيكيت) !
ولكن هذه الأميرة فاجأتهم أن حملت كأس العصير و شربته كله
معززة بذالك شخصيتها التي لا تهتم بـ (ايتيكيت) لكنها تبين افكارها
و منظوراتها الشخصية للحياة وليس بتتبع الاخرين و العمل مثلهم !
أنا لا اقول ان يمسك الشخص ويصبح بخيلاً ولكن عليه بالاعتدال ..
كنتُ أفكر بهذه الأشياء لولا أن قاطعتني الصوت من خلفي وانا أصعد الدرج
- ربا ..
التفت فزعة فلم أنتبه لأحد موجود في نزولي ولا في صعودي
تمتمت : بسم الله !
توجهت إلى الاضائه وفتحتها , وجدت شريفة جالسة على كرسي وحدها!
نزلت الدرجات بسرعة وتوجهت إلى جانبها
همست بقلق حينما رأيت دموعها : وش مقعدك هنا؟ ليش تبكين !
همست لي هي من بين دموعها : محترقة ياربا محترقة في قلبي قهر ماذقته من قبل ! مقهورة مقهورة !
مسحت على شعرها : حبيبتي شريفة مافيه شي يستاهل تحرقين نفسك عشانه !
تمتمت هي : ماعندي احد يسمعني ! اول مرة احس اني وحيدة وضعيفة كذا ! مختنقة وحاسة بالموت !
- بسم الله عليك ياشريفة ! ليش هالحكي الحين ؟؟
- اختي لاهيه ببنتها الي كل يوم تضعف قدامها اكثر واكثر ! وانا مالي حد غير اختي يسمعني من قلبه !!
- إن شاءالله شمس راح تقوم بالسلامة بعد مايلقون المتبرع المناسب لها! بعدين انا وسجوى وين رحنا ؟ صديقاتك ومعارفك ؟
- معارفي !!! الواحد لما تضيق به الدنيا ينفضون الناس من حوله مثل النمل!
- صالح مارجع للبيت ؟
- لا .. مابيه يرجع أصلاً مابيه !
- شريفة .. صالح خلاص تزوج مافيه شي تقدرين تسووينه ! خلاص لاتحرقين نفسك عشانه وهو متهني مادرا عنك !
- قهرني ياربا قهرني لا وياليته متزوج وحدة من ثوبنا ! اللي تزوجها وحدة من غير ديرتنا! لا انا ماقدر اتحمل .. انا راح اهد البيت واطلع ! انا ابي اتطلق !
- تعوذي من ابليس! الطلاق ماهو حل ,
- انتي ماتعرفين صالح! صالح من فترة وهو متغير , متغير كثير ! صالح كان يموت فيني مثل مامهند كان يحب سارة , احنا كنا جيران من فترة طويلة طوويلة ! واصلا يوم ولد صديق ابوي خطبني انجن صالح وجلس يحوم حول ابوي الله يرحمه حتى زوجنا لبعض ! نفس الشي الي سواه مهند يوم عصام خطب سارة ! لكن هذي عين صابتنا ! عين صابتنا انا واختي !
كان الألم يتوغل قلبي حينما اعادت ذكر حقيقة حب مهند لسارة !
همست بهدوء وقلق خوفاً من أن تردعني عن سؤالي : طيب ليش مهند طلق سارة ؟
- مهند تغير على سارة بعد الزواج ! مهند كان مفتون في سارة وكان الكل حاسدها عليه الكل !!! بعد ماراحوا شهر العسل صارت أول مشكلة لهم , سارة حجزت ورجعت بدون مايدري مهند لأنو مهند كان يتركها فترات طويلة في الفندق بروحها , حتى انها قضت ليلتين كاملة بدونه!
وصلت المشكلة للطلاق لولا تدخل عمتي أم مهند الي حلفت مايطلقها
بعدها بفترة رجعو تصالحو ومرت حوالي السنة رجعو أحسن من أول , بعدها مرت فترة
كثرت سفرات مهند ! كان يخلي سارة بالشهور ما يسأل عنها !
زعلت سارة كثير وشالت بخاطرها وشالت اغراضها كلها وراحت لبيت أهلي !
بعد مارجع مهند زعل كثير لأن سارة طلعت من البيت بدون شوره وانو المفروض تنتظره يرجع قبل تسوي أي شي
وتركها شهور في بيت أهلي لا مطلقة ولا متزوجة ! تركها معلقة !
ولد عمي عصام ما ترك مهند في حاله راح له وتهاوش معاه
وقاله اذا انت عايف سارة احنا شارينها وانا ابيها !
قام مهند تهاوش مع عصام وصارت سالفة كبيرة بعدها اخذ عصام وراحو بيتنا وجاب سارة من ورا الباب
يخيرها بين انها ترد له وبين الطلاق ! سارة لأنها تحب مهند كثير قررت ترجع له ! وعصام انكسر بذاك اليوم وزعل وانقطع اكثر من قطيعته الأولى حتى لما جا العيد مازار أمي الله يرحمها ولا اتصل! هذا قبل مايدرون انهم اخوان !
رجعو مهند وسارة لبعض زي السمن على العسل حتى حملت سارة
وجابت شمس ! من بعد ماجابتها وهم كانو من أحسن لأحسن !
مرت فترة وكبرت شمس وكان مهند متعلق فيها حيل حيل
لكنه صار مايكلم سارة ومايحب ريحتها
كانت تقولي واضحك عليها اقول مهند متوحم عليك !
كان ينفر منها وبس يشوفها يتهاوش معاها !
كانت تبكي تبيه بس قلبها مايطاوعها ترد تحكيه أو تحاول !
ومرة جنت فيها سارة بس ماقالت لأحد عن سببها وطلبت من مهند يطلقها قالت له بالحرف .... انت ما تنطاق !
حاول مهند انه يغير هالفكرة عنها لكن سارة رفعت صوتها عليه
وقالت له كلام ماينقال أبد ! اتهمته بأشياء مش زينه مهند و ......
حاولت تمد يدها !
أما مهند فمن كثر ماعصب عليها .... طلقها !
كنتُ احتاج الى وقت لأستوعب الكلام الذي تخبرني به شريفة
لكنها كانت تتحدث كالمحمومة ! وكأن الحديث عن هذا الموضوع
يريح نفسها ! كانت مسترسلة وتتابع ..
- لما تطلقو حاول الكل يرجعهم لبعض ! حاولنا كثير كثير لكن مهند حس بكرامته انهانت ورجولته انهزت , محد يلومه لأن الي سوته سارا
عيب وماتسويه أي حرمة تعرف قدر زوجها ! لكنها كانت لحظة غضب
الشيطان سيطر عليها وعلى مهند وخلاهم يشبون نار !
حاولنا نرجعهم عشان خاطر شمس بس رفضو وعندو , سارة جاها اكثر من من خاطب لها وكان مهند يجن جنونه لما يدري ويسألني ويسأل صالح اذا بيتم لسارة زواج ! اخر واحد خطبها وافقت عليه !
لكن مهند هددها انو لو تزوجت راح ياخذ شمس ويحرمها منها!
قالت له سارة انت بعد لا تتزوج عشان ما احرمك من شمس !
مهند الي ماكان ناوي يتزوج قال لصالح اخطب لي وبنفس اليوم عشان يقهرها!
صالح قال بيدور له وكنت انا احاول اضغط على صالح عشان مايزوجه
كان لسه عندي أمل انو سارة ومهند يرجعون حق بعض !
لكن صالح توهق في غلطة في عقاراته , نصبو عليه في أرض شراها
وكان بادي يبني عليها مشروع الشركة حقته ! ولما حاول صالح انه يشتري الأرض شرط عليه صاحبها الحقيقي انه يتزوج اخته ويدفع لها مهر 100 ألف ريال غير سعر الأرض الي بيشتريـ......
بترت شريفة جملتها وهي تنظر إلى دموعي التي بدأت تسابق
كلماتها ! جرحتني كلمات شريفة حتى النخاع !
ألم يمزق قلبي واحشائي ! لطالما أردت انكشاف سر طلاق مهند
لكنني الآن لا اريد ! حقاً لا أريد ان اعرف أي شي !
عندما تزوجني مهند كان المهر الذي اعطاني اياه اخي 30 الف ريال لاغير !
فكيف تقول انه حصل على 100 الف !
هذا هو التفسير لكلمات سجوى !
هذا مارماني فيه أخي قيس ! سلسلة من العذابات المؤلمة !
كم اشتهي ان اذيق قيس من نفس الكأس الذي اذاقني اياه !
كم اتمنى ان تعود الأيام للوراء لأرفض الزواج من الشخص الذي اختاره لي!
كلا , لأرفض الزوج الذي عرضني عليه واسترخص قدري !
مهند لم يلمح لي بأي شي ! أي شي !
فلو كان شخصاً غيره لعيرني مدا حياتي بفعل أخي الوضيع!
لكسر شموخي وحطم كبريائي !
لأخبرني بأشياء موجعه .... تقتلني ليلاً نهاراً !
لشك في اخلاقي وإلا لماذا سأعرض لأتزوجه بهذه الطريقة !
لكن مهند متخلف :"") مختلف !! هو فعلاً زوجي الغريب !
همست هي : انا اسفه ربا استرسلت بكلامي مادر...
قاطعتها : عادي شريفة عادي ! بروح غرفتي اصلي بعدي ماصليت !
قمت من مكاني وصعدت للأعلى بخطوات ثقيلة بثقل الحمل
الذي اصبح على كاهلي !
موجوعة أنا ! بل مستنزفة من اعماقي !
كل شي أصبح بلون آخر أمامي !
كل شي أصبح مخيفاً مكفهراً لا لون فيه !
فرشت سجادتي وصليت الفجر ودعيت الله طويلاً طويلاً أن يشرح صدري
وييسر لي أمري !
فأنا والله ضعيفة لا اقوى على أمري في شيء !
الساعة الان التاسعة صباحاً وانا لم استطع معاودة النوم منذ الفجر ,
فتحت هاتفي لأتصل بمهند حتى يأخذني لأزور شمس , وهذا ماحصل ..
دخلت الى المشفى بخطواتي المثقلة ..
كم أكره رائحة المشفى !
دلفت الى غرفتها ووجدت سارة أمامي ! بعد أن سلمت عليها
سألتها متى تمكنت من الحضور في هذا الوقت الباكر !
جاوبتني بأنها هي من قضى الليل بجانب شمس !
بدأ الصداع يجتاح رأسي بعنف , شعرت بالدنيا تدور لثواني ,
إذاً بالأمس مهند أين كان ؟ ولِم لم يعد إلى المنزل ؟ ماذا يخفي في حاسوبة حتى يأخذه معه ؟
........ كم هو مخيف هذا المهند الذي تزوجته !
أعدت نظري إلى شمس التي كانت نائمة بهدوء كالملاك ..
قبعة بلون وردي اخفت ما تساقط من شعرها , حاجباها بدأ بالإختفاء أيضاً !
وجهها نحل كثيراً وبدا عليه الصفرة أكثر من أي وقت مضى !
لا تبدو كشمس التي رأيتها أول مرة ..
كانت مجرد رؤية وجهها تحزن ناظريها وتقطع الفؤاد !
لم تكن سارة أحسن من بنتها حالاً , فهي تبدو متعبة للغاية
فوجهها النضر أصبح أكثر نحلاً والهالات السوداء تمكنت من عينيها
حتى بدت وكأنها لم تنم منذ أيام ! أثار البكاء تتضح على ملامحها في كل مرة نزورها ! تتظاهر بالقوة ولكنها سرعان ماتبكي وجعاً على حال ابنتها في أي لحظة !
وجهت نظري إلى السرير الفارغ الذي كان يسكنه طفل قبل مجيء شمس
سألت وليتني لم أفعل : وين راح الولد الي كان هنا ؟
انفجرت دموع سارة التي كانت تحبسها لمدة طويلة وهي تهمس بتماسك
محزن لشدة تصدعة : الولد .. ت.. و.. ف.. ى !
حاولت مواساة سارة بأن أٌقتربت منها ومسحت على كتفها ,
لكنها انزلت يدي من عليها وهي تبعدني عنها ! وتعاودت الجلوس على كرسيها
ابتعدت عنها وجلست على كرسي بعيد قليلاً عن شمس واخرجت مصحفي الصغير وبدأت بالقراءة .
بقيت حوالي الساعتين على هذه الوضعية بعدها اتصلت بمهند
ليعيدني البيت , فكلما رفعت نظري الى سارة وجدتها تنظر إلى جهتي
و تحديداً الى بطني !
لهذا لم أشعر بالارتياح معها , في الأيام التي كنتُ احضرها كنت أأتي مع شريفة أو سجوى .
صحيح أن صحبتهن غير مريحة جداً , ولكنهن ينشغلن ببعضهن بعيداً عني , ويتركونني في قرائتي الصامتة لمصحفي الصغير!
لم تكن إلا ثواني وكان مهند موجوداً بالخارج , علمت بأنه لا يبتعد كثيراً
عن المشفى لأجل ابنته !
ركبت السيارة بثقل , كانت معدتي تصدر أصواتاً لأنني لم اتناول شيء
منذ ليلة البارحة !
- ما فطرتي ؟
- لا !
- ليش ما اكلتي ؟
- مالي خلق !
- خلينا نروح نفطر أجل!
- مابي !
حديثي انا ومهند كان بارداً عقيماً بعيداً عن كل الأحاديث التي نريد والتي تهمنا ! هي فقط بضع كلمات لتسير الحياة !
أخذني مهند إلى أحدى المطاعم , رفضت تناول أي شي في البداية
لكن مهند أصر عليّ وهو يذكرني بالطفل الذي يحتاج للغذاء لينمو في احشائي !
أكلت بضع لقمات قبل أن أرفع ناظري الى مهند
و اسأله : مهند ....... انت وين نمت أمس ؟
مهند : بالشغل !
- ليش انت بديت تداوم ؟
- ايه بديت .
- ما قلت لي ! اساساً انا ما اعرف طبيعة عملك ؟
- انا مدير قسم في شركة الـ.... , وعندي كم مشروع اشتغلهم بعد مع صالح اخوي في شركته!
- طيب وش علاقة شغلك في مرام بنت خالتي ؟
- ماله علاقة! انتي فتحتي صفحة بالنت وكان موجود , انا مالي شغل ببنت خالتك!
- مهند كلامك مو منطقي ! اجل ليش عصبت علي أمس ؟
- لأني ما أحب أحد يفتش اغراضي الشخصية !
- مهند أنت تحبني ؟
نظر إلي مهند طويلاً طويلاً قبل أن يجيب : الحب شي ينحس ماينقال!
اجبته ببرود حاولت تغليف نفسي به : اها ينحس !
أكملت مابقي من طعامي بصمت ثم عاودت النظر الى مهند
واسأله : مهند انت ليشم اتروح لشيخ ؟
- وليش اروح لشيخ ؟
كانت عينا مهند مفتوحة جداً وكأنه مندهش لهذه الفكرة الغريبة التي تجول في رأسي .. : بس كذا تروح لشيخ حتى يقرأ عليك !
ضحك مهند بخفة قبل أن يردف : أنا ما أأمن كثير بالعين وهالخرابيط!
قلت بحدة : هذي مش خرابيط ! هذي أشياء لازم تسلم فيها لأن الرسول قال العين حق!
- طيب حق ماقلنا شي ! بس انا مافيني الا العافية ومرح اروح مكان!
- بكيفك !
انهيت حواري به ولم نفتح أي موضوع مطلقاً لحين وصولنا للمنزل
نزلت بهدوء أما مهند غادر بحجة أن لديه عملاً يقضيه وسيعود
بعد العصر , وجدت خالتي والدة مهند جالسة امام شاشة التلفاز
ولا يوجد مجالس لها , بقيت معها وتحدثنا طويلاً !
خالتي امرأة كبيرة في السن , ومع انها مريضة ومقعدة إلا أن رائحة البخور تفوح منها , هي صامته جداً ولا تتدخل بأمور المنزل , تجاعيد عينيها تفضح سطوراً عتيقة مرت بها كعتق مظهرها !
احاديثها شفافة جداً , لم استمتع بصحبة أحد في هذا البيت كما هي!
لكن سعادتي لم تكتمل حينما حضرت سجوى لتدفع والدتها على كرسيها وتخرجها من المكان , بدون حتى أن تلقي عليّ السلام !
لا أعلم حقاً ما اغضبها مني وجعلها ترفضني لهذه الدرجة , لكنني أشعر وكأنني أعتدت على تصرفاتها الغريبة فعلاً !
صعدت إلى غرفتي بعد انتظار طويل لمهند الذي لم يفي بوعده ولم يأتي بعد العصر !
كانت الساعة الثامنة حينما شعرت بالنعاس الشديد و وضعت رأسي على المخده ! لكن اتصالاً هاتفياً فاجأني , لم أنوي الرد وأنا انظر فقط الى إسم المتصل المزعج في هذا الوقت , كان يلوح على شاشتي إسم أختي (رنا)!
رديت بصوت مثقل : هلا رنا ؟
- ربااا الحقي علي الله يخليك :"""( !