كاتب الموضوع :
زخم الذكريات
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
#....
لم أستطع النوم جيداً الليلة الفائته بسبب تفكيري بريم وكيف أقنع أبن زوجها
بالتخلي عن تهديدة ! بل كيف سأحادثة وهو رجل غريب عني تماماً .
أنا خائفة فعلاً ! بل مفزوعة من فكرة أن يتحدث هذا العبدالعزيز عنها بسوء
سمعتها هي أغلى ماتملك ! فماذا لو انتهت سمعتها بين ألسن أناس لا ترحم
ولا تلتمس الأعذار لأقرانها من البشر .
زواج ريم من سلمان كان هو الخطأ الأول لها
وهو أفدح خطأ في نظري يمكن أن تقع فيه أي فتاة في عمر ريم .
فهو بالمقارنة بعمرها سيبدو كوالد لها !
ريم مخطئة تماماً بانجرافها وراء اللهو والعب والمكالمات الطائشة بين الشباب والفتيات ,
لكن ماذا تفعل لو كانت تفتقد الحب في حياتها حقاً ...!
زوج ريم وبسبب أعماله في التجارة مسافر دائماً وإن كان متواجد
فلدية ثلاث زوجات غيرها !
أما هي بالكاد ستكمل الثامنة عشر من عمرها , فتاة لازال الحب الوهمي معلق
في نفسها ! تنقاد بسرعة لكل فكرة جديدة ... تمل بسرعة ولا تقيس الموازين
قياساً صحيحاً !
أنا لا أبرر وضعها لأنها أختي , لكنني أعلم بداخلي أن ريم في قرارة نفسها
ليست بالفتاة السيئة !
فلو كانت كذلك لم تكن لتخبر عبدالعزيز الذي ظنت بأنها تحبه عن كل شيء في حياتها ,
لم تخبره بزواجها ولا حتى بإسمها الحقيقي!
لكنه خالَ لها فعلاً أن ماتشعر به إتجاه الشاب الذي تحادثة هو حب حقيقي !
وماهو بحب أبداَ ! ولم يكن في يومٍ ما , ولن يكون .
أمسكت هاتفي المحمول وانا ابحث عن الاسم الذي حفظته فيه الليلة الماضية
ضغطت على زر الإتصال بتردد شديد وما إن بدأ الهاتف بالرنين
شعرت بقشعريرة باردة تسير في انحاء جسدي !
رد علي الصوت الواثق : الو ؟
حاولت التحدث بذات الثقة : السلام عليكم .
- وعليكم السلام , مين معاي ؟
- انت عبدالعزيز ؟
- ايوة أنا عبدالعزيز , مين انتي ؟
- أنا اخت ريم ... مرة ابوك !
هو وعندما علم أنني أخت ريم تغير أسلوبه الرسمي الواثق في حديثه وقال بترفع وغرور يملأ السماء والأرض معاً : وش تبين مني يا اخت ريم ؟
همست بتردد لتغير لهجته في الحديث : انا سمعت كل الي صار بينكم من ريم
أنا أدري انو اختي غلطت لما كلمتك وتواصلت وياك بس ترا خطاها مايستاهل انك تهددها وتفضحها ! اختي عارفة خطاها وندمانه عليه كثير وهي ماقصد..
هو يقاطع حديثي بذات النبرة المتفاخرة التي تجبرك على بغض صاحبها اياً كان : شوفي يا اخت ريم . اختك غلطت في حق ابوي ! ابوي الي ماقصر عليها بأي شي ! ابوي الي عازها ورازها ومدللها دلال ماعمرها حلمت فيه ! هي خانته!!!! تدرين أنا لو كنت واحد نذل وحقير كنت بفضحها على طول
بس انا قلت لها تطلق بهدوء وبدون مشاكل ! هي مش رابطها بأبوي لا عيال ولاشي خلاص وش حادها تكمل معاه دامها عايفته ؟
- لا انت فاهم غلط ياعبدالعزيز ! اختك مش عايفه ابوك , انت لو تشوف دموعها عليه كـ ...
- دموعها عليه !!! هههههههه ضحكتيني , الي تحبه اختك هي فلوس ابوي اما ابوي أبد ماتحبه ! هذا الشي هي قالته لي بلسانها , قالت لي انها تنتظر العجوز يموت عشان تورث منه وتتزوج واحد مايضيع معاه شبابها! واذا مش مصدقتني وحسبالك انا اظلمها روحي اسألي اختك !
- عبدالعزيز كبر عقلك ! انت ماراح تستفيد من هالفضيحة شي ! انت تدري لو انك سترت على مسلم الله يستر عليك ! انت ماتبي الله يستر عليك ؟
- شوفي عاد يابنت الناس , انتي ماراح تسوين لي محاضرة دينية عن الاخلاق والستر واختك وحدة بلا اخلاق ! وبصراحة انا قلت كل شي عندي وعطيتها مهله اسبوعين , اسبوع قضا وباقي اسبوع ! صدقيني لو احد غيري مايعطيها هالوقت كله ! بس انا ساتر عليها عشان الله يستر علي , ولعد تتصلين فيني لو سمحتي انا ما اتشرف بهالأشكال !
أغلق عبدالعزيز الهاتف بعد أن أوجعني بكلماته وبدون أن يستمع إلى ردي ! شعرت بحرارة في كافة انحاء جسمي وصداع شديد يتغلغل الى رأسي ليزيدة وجعاً على مافيه من وجع!
رميت هاتفي المحمول على الطاولة القريبة من سريري
ودلفت الى الحمام لأستحم بماء بارد ! عل حرارة جسدي تتبخر
بقيت طويلاً متممدة في البانيو مغمضة عيناي وأنا احاول ترتيب تزاحم أفكاري , أعيد أولوياتي وانظم نفسي , لا اعلم حقاً كم مضى من الوقت قبل ان اخرج !
وحينما خرجت نظرت الى الطاولة البنية متوسطة الحجم التي
كانت في طرف الغرفة وُضِع عليها حاسوب مهند المحمول وبجانبة كوب من القهوة , أقتربت لأتحسس حرارة القهوة فوجدتها مازالت ساخنة !
ابتسمت بسعادة وكأن رؤيتي لمهند تنسيني همومي .
لكنني وعندما أعدت نظري الى حاسوبة ألم اجتاح قلبي وأنا أتذكر آخر مرة جعلني اطل فيها عليه وماذا كان يرى , بدأت الأوهام تخترق رأسي
قررت أن أتأكد مما كان يفعله مهند , أمسكت شاشة الحاسوب بإرتباك
ورفعتها قليلاً فهي لم تكن مغلقة تماماً وألقيت نظري على الشاشة
ما رأيته هو برنامج غريب علي فأنا لستُ بذات ثقافة عالية في الحاسوب وبرامجة ! كان لون الشاشة من الأعلى برتقالي داكن وفيها علامة غريبة بعض الشي أما بالأسفل فكان يوجد تكدس كلام باللغة الانجليزية
امعنت النظر فيه لعلي أفهم كلمة لكنني لم استطع أشحت نظري
ثم أعدته سريعاً وأنا أعيد قراءة الإسم الذي كان ملون بالأحمر
وعليه علامتا تنصيص
"MARAM BINT FAHAD BIN SAAD AL...."
بدأت الوساوس تخترق قلبي قبل رأسي , ماذا يفعل إسم ابنة خالتي هنا !
هل مهند يعمل بحثاً عن مرام !
هو رأها مرة واحدة في يوم زفافنا ! هل يعقل انه معجب بها !
هل هو مجبور على الزواج بي و مرام هي ....
هززت رأسي وانا أطرد هذه الأفكار الغبية منه
فلو كان مهند أحبها لماذا استمر معي ولم يطلقني من ليلتها !
لماذا لا يصارحني مادام امري لا يهمه !
مهند حتى وإن بدا غريب أطوار وذو شخصية لا تفهم فإنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً كهذا !
إذاً لماذا !!!!! لمــــــــاذا !!!
أفكار تتقافز إلى رأسي طاردةً أفكار أخرى .. تساؤولات ليس لها اجابة منطقية ! لكنني لا أريد ظلم مهند ولا ظلم إبنة خالتي !
فليس من شيمتي ظلم أحد ,
أحسست برغبة بالبكاء وانا لا استطيع تفسير هذا الأمر المحير
أردت القيام من الإريكة التي كنتُ جالسة عليها
لكنني ما إن وقفت حتى دلف مهند إلى الغرفة
وبيده ملف أسود كبير , خُطف لون بشرة مهند وبدأ مدهوشاً
لرؤيتي أمامه !
شعرت به وهو يضغط على إحدى يديه ويصر على أسنانه : أنتي وش تسوين هنا ؟
- وش اسوي هنا ! انت ناسي اني زوجتك وهذي غرفتنا !
تلعثم مهند وهو يتقدم الى جواري ويقول بحذر قبل أن يضع يديه على حاسوبة ويتفحصه: انتي ليش جايه عند لابي ؟
أجبت بحذر بذات اسلوبه : ليش لابتوبك فيه شي تخاف اعرفه ؟
تنهد مهند قبل أن يمسك معصمي ويشدني إليه لكنني حاولت إفلاته بقوة وعصبية اعادتني خطوة للوراء لكن قدمي زلت بطرف الأريكة
ووقعت أرضاً على ظهري .
صعق مهند من وقوعي امسك بظهري وهو يرفعني بحذر : انتي بخير ؟
حاولت ابعاد نفسي عنه لكنني لم استطع ودموعي تسابق
كبريائي لتكسرني أمامه !
مهند حملني بيديه ووضعني على السرير واعاد سؤالي وهو يتحسس بطني : اقولك ربا انتي بخير ؟ تحسين بأي ألم ؟
أمسكت يديه وابعدتها عن بطني : انت تكره حملي صح ؟
بدا واضحاً لي ارتباك مهند على وجهه وعلى صوته : انتي ليش تقولين كذا ؟
اشحت وجهي عنه ودموعي تنهمر كمطر غزير : انا من البداية ماحسيت انك فرحان لاني حامل !
تنهد مهند وهو يعيد امساك يداي ويقول : ربا وش هالكلام ؟ انا مبسوط ومستانس لأنو بيجيني طفل منك ! طفل يشبهك ! طفل تربينه بيدينك ويحمل نفس دمك ! طفل يربطني فيك اكثر ياربا , بس الظروف الي سمعت فيها الخبر كانت صعبة علي , انا خايف على شمس لما تسمع خبر انو راح يكون لها أخ ! اخاف تنتكس حالتها وهي اساساً منتكسه
ياربا لما تولدين بالسلامة إن شاءالله ويكون عندك طفل راح تحسين فيني وراح تفهمين كيف الاباء يخافون على عيالهم حتى من نسمة الهوا !
اعدت نظري الى مهند وانا اهمس : يعني انت مش كاره انو يجيك طفل مني ؟
مهند شد على يدي بقوة : مافيه اب في العالم يكره يكون له طفل ! تدرين انا اتمنى تجيبين ولد , ولد يحمل أسمي و يكون أخ لشمس تعتمد عليه!
غطيت وجهي بيدي وتنفست الصعداء وكأن أحد همومي انزاح عني!
علمت الآن أن مهند يريد هذا الطفل ولا يتمنى زواله .
انزلت يدي بسرعة لأن فكرة ما لمعت في رأسي
وهمست لمهند بتردد شديد : مهند .. ليش اسم مرام بلابتوبك ؟
نظر إلي مهند بعتب : فتشتيه ؟
اومأت راسي بلا : فتحته وطلع لي كلام مافهمته بس قريت اسمها !
وقف مهند من جواري وهو يقول بلهجه صارمة : شوفي ربا صحيح انتي زوجتي بس انا ما اسمح لأي أحد يتدخل في أغراضي الشخصية
حتى سارة ماكانت تتجرأ تلمس جوالي أو لابتوبي أو أي جهاز يخصني
اذا تبين شريت لك انا بس اما انك تفتشين اغراضي لا ! حركات المسلسلات والأفلام ذي انا ما احبها مفهوم ؟
جاوبته بلين على غير لهجته الحادة : انت زوجي يامهند ! ومرام بنت خالتي ! تذكر هالشي زين , انا ما احب اكون غبية يامهند ! انا لو حسيت مرة وحدة بس انك تستغفلني راح اهدك يامهند , الي وصلني منك يكفيني ! والله يكفيني !
نظرات عميقة دارت بيننا !
مؤلمة مشاعر كل منا ! نحن الإثنان نحتاج لتوضيح اشياء كثيرة !
نحتاج أن نعيش كما الآخرين !
نحتاج للحديث أكثر ! والبقاء معاً لمدة أطول !
نحتاج أن نثق ببعضنا أكثر !
ينقصنا الكثير من الأشياء لتتم حياتنا بالوجه المثالي , او على الأقل
لتسير حياتنا كما الآخرين ..
أعلم في قرارة نفسي انني لا استطيع ترك مهند وإنما هي احاديث فارغة
تفوهت بها حتى اذيقه ذات الوجع الذي اذاقني منه !
خرج مهند حاملاً معه حاسوبة و ملفه الأسود الضخم
تاركاً إياي ممدة على سريري طيلة اليوم !
لم أخرج من غرفتي ولم أتحدث لأي أحد ! حتى إن هاتفي المحمول أغلقته !
ألم يعتصر قلبي وأفكار وهواجيس تقتحمني وتكاد توصلني للجنون!
نعم للجــــــــــــنون !!!!!!
|