لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > سلاسل روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات احلام المكتوبة سلاسل روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-06-12, 02:54 AM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي اعتــذار

 

زهورة شكراً لأنك كنت دومـاً متابعة
واعذريني عل التأخير . . ولكن كنت مريضة شوي
والتعب هد حيلي وعكر مزاجي مع إن الاجزاء كلها تم كتابتها فقط المراجعه


فـغداً بإذن الله الخمس فصول المتبقية سيتم أنزالها
موعدنا غـــــداً
السموحة من الجميع . .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 27-06-12, 08:00 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي 8 ـ منزل العاشقــين

 

8 ـ
منزل العاشقــين

سبق أن تنبأ ماركو لهارييت بشهرة عالمية , وها هي ذي تكتشف صحة
كلامه . فخبر اقتحامها (( حاجز مانيللي )) سرعان ما انتشر في روما , وتهافت
الناس على خدمتها .
منتديات ليلاس
قال لها ماركو ذات مساء : (( جئتك الآن شفيعاً . إثنان من زملائي في
العمل يريدان أن يستشيراك لكنك تتجنبينهما . وقد وعدتهما بأن أستعمل
نفوذي , فهما يعتقدان أن لي نفوذاً لديك )) .
قال جملته الأخيرة تلك ساخراً , فقات هارييت : (( تلك فطنة مني ,
فلأنهما زميلاك , بدا لي أن الأفضل ألا ألبيهما . إفرض أن نصيحتي
كانت خـاطئة ؟ )) .
منتديات ليلاس
فقال بمكر : (( وهل ذلك ممكن ؟ )) .
ـ أخبرهما عن القلادة .
كلما قل الكلام عن تلك القلادة الأثرية كلما كان أفضل . وقال لها
مداعباً : (( هل لي أن أبلغ زميلي أن نفوذي معك كان ناجحاً ؟ )) .
ـ أراهن على أنك سبق وأبلغتهما ذلك .
فضحك ولم ينكر .
منتديات ليلاس
لكن هارييت لم تحاول التقرب منه أكثر , إذ كانت تعلم أن لا جدوى
من ذلك . فبعد تلك الجلسة معاً في الحديقة عاد ماركو إلى قوقعته أكثر من
ذي قبل , وبات حذراً مما قد يحدث بينهما .
من حسن الحظ أنها لم تقع في حبه . وقد اقترب الوقت الذي سيفترقان
فيه ويذهب كل منهما في سبيله . هو ليجد عروساً مناسبة في مكان آخر ,
وهي إلى شقة خاصة بها في المدينة .
ذلك أنها قررت البقاء هنا . وبمساعدة ماركو ستستخلص تراثها
الإيطالي , وستكون دوماً شاكرة له ذلك . ولكن بما أن مزيداً من الناس
أخذوا يستعينون بخبرتها ومهارتها , أدركت أنها تضع الآن الأساس لحياة
جديدة هنا , هو ليس جزءاً منها .
منتديات ليلاس
وهكذا , عندما طلب منها أن ترافقه في رحلة لزيارة زبون له يعيش في
(( كورزينا )) التي تقع على بعد مئتي ميل شمال روما تحججت بأنها مشغولة .
فقال بنفاذ صبر : (( يمكنك طبعاً أن تستغني عن يومين لأجلي )) .
ـ أنا كثيرة الانشغـال .
ـ بماذا ؟
ـ ماذا قلت ؟
ـ لا يمكن أن يكون عملك بهذه الأهمية .
ـ أنا التي أقرر ذلك . أعطني هــذا .
منتديات ليلاس
وكان قد انتزع الدفتر الذي دونت عليه ملاحظــات عن عملها الحالي .
وقرأ : (( متحف الفاتيكان )) .
ـ طلب مني السنيور كاريللي أن أتفحص بعض المراجع لأجله .
هذه إذن حقيقة ساحقة حيث أن كاريلي هو أحد الزميلين اللذين
توسط لهما كارلو عند خطيبته . لكن هذا لم يؤثر فيه , فقال : (( ليس لديه
مانع من الانتظار )) .
هي تعلم أن هذا صحيح , فقد كانت تبحث عن عذر ولم تكن متأكدة
لماذا تقوم بذلك , لكنها أرادت أن تبتعد عنه , وربما من الأفضل أن تبقي
الأمر كذلك . فقال بحزم : (( أنا لن اطلب منه أن ينتظر . لقد وضعت
برنامجي وأريد أن أبقيه كما هو )) .
منتديات ليلاس
فقال متوتراً : (( حسناً . لن أسألك مرة أخرى . أرجو أن تخبري أمـي
بأنني جئت وأنني ســأسفر بقية الأسبوع )) .
وعندما خرج بدا كل شيء لها غاية في الغباء . لماذا عاندته بهذا الشكل ؟
لماذا رفضت أن تمضي يومين في صحبته ؟
إنها خائفة مما قد يحصل بينهما , هذا كل ما في الأمر . وخروجه قد
أراحها لأن تغيير رأيها لم يعد بالمستطاع . وهذا لا يعني أنها كانت ستغير
رأيها .
في اليوم التالي تأخرت لوشيا في النوم , فتناولت هارييت فطورها
وحدها . وكانت قد أنهت قهوتها لتوها عندما دخل ماركو . خفق قلبها
سروراً بشكل لا يمكن تجاهله , لكنها أخفت ذلك .
هتفت تقول : (( ظننتك قد رحلت باكراً )) .
منتديات ليلاس
في الواقع لقد شرع في رحلته عند الفجر , وسار حوالي عشرين ميلاً , ثم
أوقف السيارة ونزل منها ووقف متأملاً مناظر الريف . بقي واقفاً حوالي
نصف ساعة قبل أن يصعد إلى السيارة ويعود إلى المنزل .
قال بهدوء : (( لقد عدت لأنني أريد أن تكوني صادقة معي . أريد أن
أعرف السبب الحقيقي لرفضك الحضور إلى (( كورزيتا )) .
ـ سبق وأخبرتك . . .
ـ نعم , أخبرتني , لكنه غير صحيح . وكلانا يعلم ذلك . أريد السبب
الآخر . . . السبب الذي لا تستطيعين أن تخبريني به .
منتديات ليلاس
تملكها الحذر والسرور معاً . أتراه حقاً تكهن بأنها تراجعت لأنها خافت
من أن تزداد مشاعرها قوة نحو رجل غير قادر على مبادلتها ذلك ؟ أم أنه
يبادلها شعورها هذا , وهذه هي طريقته في الإفصاح عن ذلك ؟
ـ ماركو . . .
فقال بلهفة : (( هارييت , أنا أعلم . هــل ظننت حقــاً أنني لن أتكــهن
بالحقيقة ؟ )) .
فهتفت دون جرأة على الأمل : (( هل تكهنت حقاً ؟ )) .
ـ عندما اجتهدت في التفكير , اتضح الأمر لي . خصوصاً بعد مــا حدث
ليلة الحفلة . . . هارييت , قد لا أكون حساساً للغاية , ولكن أظنني أعلم
هذا . دوماً كنا صادقين مع بعضنا البعض , فلماذا لا تخبريني . . . ؟ لا , هذا
غباء , أليس كذلك ؟ كيف يمكنك أن تتكلمي بجرأة عن أمر حساس كهذا ؟
ـ ماركو , أتريد أن تقول . . . ؟
ـ ســأسهل الأمر عليك .
منتديات ليلاس
وتنفس بعمق وصعوبة , بينما انتظرت هي و قلبها يخفق بلهفة . وأخيراً
قال : (( أن لا تريدين أن تكوني معي وحدك . . . لأنك تخافين مما قد أفعله )) .
ـ مـا . . . ماذا ؟
ـ هذا هو الأمر أليس كذلك ؟ ولكن بإمكانك أن تثقي بي أقسـم لك .
خرجت من انبهارها السعيد إلى صقيع الحقيقة : (( فهمت . . . )) .
استطــاعت أن تقـــــول هـــذا آملة ألا يكشف وجـــهـها عــن خيبة أملــها
القاسية . وتابع هو يقول : (( إنها رحلة عمل , زبوني رجل مهم . والمصرف
يجب أن يلبي طلباته وجُل ما يطلبه حالياً هو أن يجتمع بك )) .
ـ هذا ابتزاز !
ـ نعم , أظنه كذلك ولهذا السبب عليك أن تثقي بي . بعد أن أقنعتك
تقريباً بهذه الرحلة , آخـر ما قد فعله هو أن أضعك في موقف محرج .
منتديات ليلاس
ونظر إليها بثبات : (( أرجو أنك قد فهمتني )) .
أرادت أن تضحك , ربما بشكل هستيري : (( هذا ما أظنه . أنت تعد بأن
تكون مهذباً للغاية , دون طرق على الباب في منتصف الليل . . . )) .
ـ أشك في أن غرفتينا ستكونان حتى في الطابق نفسه , لأن مضيفنا رجل
رجعي للغاية . لن يحدث شيء يا هارييت , وأعطيك كلمة شرف .
تمنت لو تضربه بشيء وتصرخ في وجهه أنها لا تريد كلمة الشرف هذه
منه , ولا تريده أن يكون مهذباً للغاية . تريده أن يعانقها كما فعل تلك
الليلة , يا له من معتوه !
لكنها بدلاً من ذلك قالت بهدوء : (( حسناً , لا بأس بذلك )) .
ـ رجوت هذا . فالأمـر هام حقاً . إنه زبون عظيم الـشـــأن . . .
فقالت بوجه مشرق : (( علينا إذن أن نجعله سعيداً . العمل يأتي أولاً
رغم كل شيء )) .
فابتسم لها : (( هذا هو مبدؤك )) .
منتديات ليلاس
ـ أتظنني سأكون مفخرة لك ؟
وضع يديه على كتفها مبتسماً في عينيها بطريقة جعلتها تحبس أنفاسها .
لو فقط . . . وقال بحرارة : (( أنت الآن مفخرة لي , وأنا مزهو بك وأريد أن
أتباهى بك . هيا أحضــري بعض ملابسك بسرعة ريثما اذهب لأرى إن كانت
أمي مستيقظة )) .
حزمت هارييت حاجياتها وسمعت تمتمة صــادرة من غرفة لوشيا ,
فدخلت إليها لتودعها : (( آسفة لرحيلي الفجـائي . . . ))
ـ اذهبي واستمتعي بوقتك حبيبتي .
منتديات ليلاس
كان النهار جميلاً , وكان طريقهما يخترق قرى رائعة . وشيئاً فشيئاً
أخذت نفسيتها تتحسن لمجرد وجودها معه . كان يقود بسرعة ولكن بسهولة
وثقة كعادته في كل شيء يقوم به .
ـ أخبرني عن هذا الرجل .
ـ إلفينو لوكي من أغنى أغنياء إيطاليا . لقد ابتدأ من لا شيء وأصبح
حيث هو الآن بجهده وذكائه . وهو مستشاري منذ سنوات .
منتديات ليلاس
ـ لا أستطيع أن أتصورك مع مستشار . لا أظنك تتيح له الفرصة لأن
يقول كلمة .
فقال جاداً : (( كل شخص بحاجة إلى من يستشيره . ليس فقط في البداية
ولكن على الدوام , ليمنحك حساً برؤية الأمور بأبعادها الصحيحة . تعلمت
الكثير منه عندما كنت مجرد مبتدئ , وما زال لديه أشياء أتعلمها )) .
ـ إنه إذن دماغ مالي كبير ؟
ـ بل الأكبر . إنه يؤمن بالتركيز ولا يرفع عينيه عن متابعة أعماله
المنتشرة في العالم .
ـ أتعني أنه لم يهتم في حياته بشيء عدا المعاملات المالية ؟
ـ لقد تزوج وكانت له أسرة , لكنه ترمل منذ عشر سنوات .
ـ أراهن على أنه تزوج امرأة ثرية .
ـ لا , بل سكرتيرته .
ـ آه , نعم . لا شيء أفضـل من ضمان عمالة رخيصة .
فضحك : (( قد ترينه على شيء من الصلابة والتزمت , لكنك ستحبينه
عندما تعرفيه جيداً )) .
ـ ولكن لماذا يريد التعرف إلي ؟ هل يريد أن يختبرني إن كنت مناسبة ؟
وإذا سقطت في الاختبار هل سيطردني ؟
ـ لا تكوني سخيفة . أظنه فقط يشعر بالوحدة .
ـ بالوحدة ؟ مع كل ذلك المال ؟
ـ أرجوك يا هارييت لا تقولي مثل هذا الكلام أمامه . أنا أعلم أن هذه
مزحة , لكنه لن يفهم ذلك .
منتديات ليلاس
ـ ها قد ميزت النكتة . الأفضل ألا تدعه يعلم ذلك وإلا فلن تبقى
تلميذاً له حتى يبيض شعرك .
لم يجب من باب اللباقة .
وعندما توقف لتناول الغداء , اتصل ماركو بإلفينو لوكي ليعتذر إليه
عن تأخرهما . واستطاعت هارييت أن تسمع صوت الرجل : ( أنت تتأخر ؟ لا
بد إنها المرة الأولى ! لا شيء يغير عادات ماركو كالـﭭـاني سوى شيء غير
عادي )) .
فقال ماركو : (( وهذا ما حدث )) .
منتديات ليلاس
ـ حسناً , أنا متلهف لرؤيتها . لدي أنا أيضاً مفاجأة صغيرة .
وصلا إلى (( كورزيتا )) عند العصر . وهي مدينة صغيرة قديمة مبنية على
ضفاف بحيرة . عند وصولهما إلى الفيلا , انفتحت أمامهما بوابة حديدية
ضخمة للغاية , وسرعان ما لاح لهما البيت . وهناك على الدرجات كان
بانتظارهما رجل طويل أبيض الشعر ذو وجه مميز . وبجانبه شابة صغيرة
السن أشبه بدمية رقيقة ذات شعر كثيف أشقر تلبس ثوباً قصيراً واسعاً . أما
عيناها فكانتا واسعتين بريئتين .
وتمتم ماركو : (( يا إلهي , يا له . . . )) .
وتقدم لوكي ليحييهما بذراعين ممدودتين . وبعد أن قبل هارييت على
خديها , أظهر مفاجأته : (( أقدم إليكما جينيتا , زوجتي . لقد تزوجنا بشكل
مفاجئ وأنتما أول من يعرف بذلك )) . منتديات ليلاس
سيطر ماركو على أعصابه وحيا السيدة لوكي باحترام بالغ , لكن
هارييت استطاعت أن تقرأ أفكراه . كان إلفيتو أكبر من عروسه بثلاثين سنة
على الأقل , وكان سروره بها واضحاً من خلال المجوهرات التي أثقلها بها .
كانت بانتظارهما صدمة أخرى . مع أن ماركو قد وصف لوكي بأنه
رجعي قديم الطراز . لكن جينيتا الآن هي التي أعطت الأوامر , وفكرتها عن منتديات ليلاس
كيفية استضافة شخصين مخطوبين كانت عصرية . فقد منحتهما غرفتين
متصلتين بباب . قالت وهي تبتعد : (( سنكون بانتظاركما في الطابق الأسفــل
بعد أن ترتاحـا )) .
بعد أن توارت , دق ماركو على باب هارييت قبل أن يدخل : (( أرجو أن منتديات ليلاس
تعلمي أن لا فكرة لي عن هذا , لم أقصد قط أن أخلف بوعدي لك )) .
ـ أعرف هذا . أنت غير مسؤول عن وضعهم لنا معاً .
ـ مهما كان نوع تفكير لوكي عن ذلك ؟
ـ إنه يحبها . هذا واضح .
ـ ولكن أن يفاجئني بذلك ! هذه الزيارة ستكون محنة .
في البداية , ظنت هارييت الشيء نفسه , ولكن لم يمض وقت ويل
حتى ابتدأت تحب جينيتا التي بدت مولعة حقاً بزوجها المسن إذا لم تكن
مسلوبة العقل به كما هو بها . كما أن لديها عادة هي إلقاء ملاحظـات ساذجة
تستحيل , بعد التأمل , لتصبح ذكية فطنة . عدة مرات أثناء العشاء وجدت
هارييت نفسها تضحك . منتديات ليلاس
بعد الطعام أصرت جينيتا على أن تريها الفيلا , مزهوة ببراءة بهذا الترف
وحظها الجيد في العثور على زوج يمكنه إغداق الهدايا عليها . ومع هذا كان
ثمة سحابة تشوب سعادتها . منتديات ليلاس
ـ أنا مسرورة حقاً بحضورك . لقد جعلت فيني يعدني بإحضارك إلى
هنا . كثير من الزوجات لم يشأن التعرف إلي .
فقال هارييت بحرارة : (( لست أفهم السبب . أظنك مسلية للغاية ,
لكنني لست زوجة ماركو , كما تعلمين )) . منتديات ليلاس
ـ لكنكما ستتزوجان قريباً . إنه مجنون بك , الجميع يمكنه أن يرى
ذلك .
أطلقت هارييت ضحكة صغيرة بدت لها شاذة : (( ليس من عادة ماركو
أن يكون (( مجنوناً )) , وإذا كان كذلك فهو يفضل الموت على الاعتراف
بذلك )) . منتديات ليلاس
ـ إنه يبدو كذلك فقط عندما ينظر إليك على غفلة منك . وهو ينظر بهذا
الشكل طوال الوقت . لا يمكنه أن يمنع نفسه .
فقالت هارييت وقد احمر وجهها : (( كلام فارغ )) .
منتديات ليلاس
ـ هذا صحيح . وأنت أيضاً تفعلين ذلك .
ـ أنا . . .
ـ نعم , أنت تفعلين ذلك , أنتما تحبان بعضكما البعض كالمجانين .
كان من حسن الحظ أن ابتعدت بسرعة , وهي تنادي خلفها : (( هيا بنا
نبحث عن الرجال )) .
لأن هارييت ما كانت لتعلم بما تجيب .
كان الرجلان جالسين على الشرفة المطلة على البحيرة , وهما مستغرقان في
الحديث . لاحظت هارييت أن ماركو لم يكن مسروراً , رغم أنه كان يخفي
ذلك بمظهر دمث مؤدب . نهض الرجلان احتراماً للمرأتين ثم أخذ الجميع
يتمشون على الشرفة , يتــأملون ضوء القمر المنعكس على مياه البحيرة .
لم يكن لإلفينو المرح أي صلة على الإطلاق بذلك الدماغ الحاد العملي
الذي وصفه ماركو . كان غارقاً في السعادة , راغباً في أن يشاركه الجميع
سعادته . منتديات ليلاس
أعلن قائلاً : (( هــــذا بـيـت الـحـب حقـاً , ما دام يحـــوي أربـعة من العشاق .
سأشرب نخب عرسكما القادم , ونخب كل المباهج التي ستجدانها في
بعضكما البعض )) . منتديات ليلاس
وقالت جينيتا , وهي تضحك , هامسة : (( عزيزي ))
ـ إنهما عاشقان مثلنا . والآن تعال يا ماركو , إشرب معي نخب المرأة
التي تحب . منتديات ليلاس
لم تستطع هارييت أن تنظر إلى ماركو , وهي تحاول أن تتكهن كيف
سيواجه هذا العرض المرح . لكنه قال بهدوء : (( معك حق يا صديقي .
فلنشرب )) .
منتديات ليلاس
ورفع كأس العصير باتجاه هارييت فبادلته بالمثل .
فهزء إلفينو بخشونة : (( هذا لا يكفي . عانقها هيا عانقها ودع عناقك
يعبر عن عمق مشاعرك )) .
و ليوضح قوله شد ذراعه حول كتفي جينيتا وعانقها . فما كان من
ماركو إلا أن جذب هارييت ناحيته ليعانقها . رفعت يديها للحظة تبعده
عنها , فهي لم تشأ أن يعانقها بهذا الشكل إذ كانت تعلم أنه مرغم على ذلك
تهذيباً منه , وهو الذي أفهمها أنه سيتجنبها طوال الوقت .
وضع ذراعه حول عنقها بهدوء , لكن ذلك كان أكثر إثارة لأعصابها .
أمسك بيدها المرفوعة . وتمتم في أذنها : (( بادليني العناق . واجعلي المشهد يبدو
طبيعياً )) .
وفكرت بغضب أنه يريد أن يكون المشهد طبيعياً لأجل مضيفه هذا .
شدد من احتضانها وجالت يداه على كتفيها , فغمرتاها بسحر غامض جعلها
تغرق فيه . كان بإمكانها ملامسة وجهه والالتصاق به بشدة , واضعة قلبها
وروحها في ما تفعل , معتمدة على أنه لن يعلم أبداً بذلك , بل يعتقد أنها لا
تفعل كل هذا إلا مراعاة لزبونه . منتديات ليلاس
بدا ماركو مقتنعاً بدوره , مستغرقاً حالماً في عناقه , لكنها فكرت أنه
يمكن أن يخدع أي شخص , ما عداها . فتحت عينيها لترى وجهه يحوم حول
وجهها , وعينيه مسمرتين في عينيها بنوع من الذهول . وكانت أنفاسه
ترتجف .
قال إلفينو مبتهجاً : (( هكذا هو الحب . والآن حان وقت النوم أيها
العشاق )) . منتديات ليلاس
ثم حمل جينيتا وسار مجتازاً الشرفة وهو يحث ماركو ليفعل مثله .
لم يتردد ماركو لحظة واحدة , وسرعان ما وجدت هارييت نفسها محمولة
بين ذراعيه , فتعلقت به شاعرة بالدوار مشتتة الذهن وهي تفكر في الوقوف
على قدميها , وإن كانت في الحقيقة لا تريد ذلك . منتديات ليلاس
وصل إلفينو إلى قمة السلم أولاً , ثم وقف ينتظرهما .
قال مبتهجاً : (( هذه هي الطريقة المثلى للعيش , آه , أنا أعلم أن هذا ليس
ما اعتدت قوله . لكنني أكثر حكمة الآن . وهكذا أنت , يا بني . . . أليس
كذلك ؟ )) .
فتمتم ماركو بلباقة : (( أنت دوماً رجل حكيم , يا لوكي )) .
ـ تصبحان على خير .
وتلاشى صوته في الممر . لكنه سرعان ما التفت إلى الخلف ولمعت عيناه
هزلاً عندما أدارت هارييت مقبض الباب ثم أدخلها ماركو .
وفي الداخل , أنزلها على الأرض وأغلق الباب . فقالت بصوت مرتجف
هو مزيج من الضحك والإستثارة : (( الأفضل أن تقفله , لأنني لا أستبعد أن
يطل علينا ليرى إن كنا نتصرف كما يتوقع منا )) .
ـ هارييت , أرجوك . دعيني أعتذر لأجل . . . كل شيء . . . لم أكــن
أنوي قط أن أخجلك بهذا الشكل . . .
ـ أنا لست خجلى , وقد أحببه , وأنت ؟
منتديات ليلاس
ـ لم أعد أعـرف شيئاً . كنت أحترمه . لم يكن هناك من يفوقه ذكاء . أمــا
الآن . . . لا أدري ماذا حدث له .
فقالت بجفاء : (( لا , لا أظنك تدري )).
ـ لطالما كان بالغ التعقل والإتزان .
ـ حسناً , ربما يظن الآن أن للتعقل والإتزان قيمة أكثر مما يستحقان .
ماركو , إنه سعيد . ألا تدرك ذلك ؟
لكنه قال بلهجة لاذعة : (( سعيد ؟ )) .
ثم أخذ يذرع الغرفة : (( وماذا يحدث إذا خانته ؟ )) .
ـ ربما لن تفعل هذا أبداً . نعم . أنا واثقة من أنها تزوجته لأجل ثرائه ,
لكنني أظنها طيبة القلب . وهي تعامله بلطف .
ـ إنها تقوده من أنفه , جاعلة إياه عبداً لها . . .
ـ لا , بل هو يجعل من نفسه عبداً لها لأنه يحبها .
ـ هذه طريقة لتفسير الأمر ليس إلا . منتديات ليلاس
ـ أنت لا تفكر في الحب كثيراً , أليس كذلك يا ماركو ؟
فقال بعد لحظة : (( أنت لا تنصفينني . أظن للحب مكانه , لكنني لا
أحب ذلك النوع من الافتتان الذي يجعل الرجل يتصرف بحماقة )) .
ـ أو المرأة ؟
ـ آه , لا . دوماً المرأة أقوى من الرجل .
ـ هذا تحيز مثير للاشمئزاز . المرأة تــذل نفسها أمام الرجل الذي
تحب . . .
ـ أنت لم تضطري إلى ذلك قط . وهذا أحد الأسباب التي تعجبني فيك .
أنت دائمة الاتزان . حتى إن ذلك المشهد الأحمق الذي اضطررنا إلى تمثيله
هناك لم يزعجك . منتديات ليلاس
فقات بصوت خافت : (( إخرس , إخرس , إخرس )) .
إذا اضطرت إلى سماع المزيد فستجن حـتــماً .
ـ المعذرة إذا أســأت الكلام . . .
ـ وكفى اعتذاراً!
وتنفست بعمق ثم تمالكت نفسها : (( قد خرجنا عن الموضوع . لا عيب
في أن يتصرف المرء بحماقة أمام من يحب , إذا كان حبهم حقيقياً فهم لن
يهتموا لهذا . . . )) . منتديات ليلاس
فقال بعنـف : (( فليـســـاعدهم الله إذن . وليســاعـد لوكي لتصرفه
كالحمقى )) .
ـ لكنه أحمق سعيد .
توقف ماركو عن السير ورمقها بنظرة غريبة : (( هذا مجرد كلام عاطفي ,
يا هارييت . وهذا الكلام لا يعني شيئاً . فما من أحمق سعيد حقاً , لأنه
عاجلاً أو آجلاً , سيرى حماقته وسيشعر بالخزي منها . ثم يتمنى لو أنه لم
يعرف تلك الحبيبة قط )) .
فقالت بحرارة : (( أنت مخطئ بالنسبة إلى إلفينو , هو لن يأسف أبداً على
معرفته بجينيتا , لأنه , حتى ولو خسر سعادته , فستبقى تلك السعادة معه .
ولو بقي حكيماً , كما تريده , فسينتهي من دون شيء على الإطلاق )) .
بدت الكآبة على وجهه : (( من الأفضل له ألا يحصل على شيء من أن
يصاب بالمرارة )) .
منتديات ليلاس
فتنهدت : (( أيهما برأيك أفضل : الرجل الذي يثق بمن يحب , حتى لو
جعلته ثقته هذه يبدو سخيفاً بعض الشيء . أم الرجل الذي لا يثق بأي
امرأة ؟ وهو الأحمق الحقيقي هنا ؟ )) .
أطلق ضحكة قصيرة خشنة : (( أنت تعنينني , أليس كذلك ؟ كفي عن
محاولة تحليل نفسيتي يا هارييت , فأنت لا تعلمين عني ما يكفي )) .
فقالت ضارعة : (( أخبرني إذن )) . منتديات ليلاس
ـ هذا ليس مهماً . أنا كما أنا . ولا أستطيع أن أتغير الآن .
ـ هذا هو الجزء المحزن من الأمر . ليس لديك ما تعطيه سوى هذا , لا
أكثر .
شحب وجهه قليلاً : (( أنا أعطي كل ما أستطيعه )) .
ـ أعلم هذا , لكنه ليس كثيراً .
سكت لحظة طويلة , مشيحاً بوجهه إلى النافذة . وعندما عاد يواجهها
قال : (( ظنك بي سيء لأنني لم أوافق لوكي على حماقته بلهفة . حسناً , فكري
في هذا . لقد استدعاني إلى هنا لكي أساعده على تسليم نصف ثروته لصائدة
الثروات تلك )) .
ـ إنها زوجته وهي تجعله سعيداً .
منتديات ليلاس
ـ أولاده الأربعة سيخسرون نصف ميراثهم , وهم لا يعلمون بعد
ذلك . المحامون قادمون غداً . الأمر سري و يُفترض بنا التستر على هذا
العار . بالإضافة إلى أنني بإخبارك بهذا الأمر , أفشيت سر المهنة .
ـ يمكنك أن تثق بي .
ـ لم اشك في ذلك لحظة .
منتديات ليلاس
كان من حسن الحظ أنه سار عائداً إلى النافذة , وإلا لرأى نظرة الألم التي
لاحت على وجهها . خطيبها يثق بها بالنسبة إلى أسرار مهنته . وهذا مديح
بالغ من رجل له مثل مبادئه , إلا أن ما تتوق إليه هو نوع آخر من الثقة .
وقالت بحزن : (( الوقت متأخر وأنا متعبة )) .
ـ إذن فلن أتأخر أكثر من ذلك .
وفتح الباب المشترك بين غرفتهما : (( لا تنسي أن تقفلي خلفي )) .
قال ذلك محاولاً إظهار المرح . فأجابت باللهجة نفسها : (( وهل أنا
بحاجة إلى ذلك ؟ )) .
منتديات ليلاس
ـ لا أستبعد أن يرسل لوكي جيشاً إلى هنا ليتأكد مما نفعله . تصبحين
على خير يا هارييت .
خلعت ثيابها واستلقت في الظلام , وقد استيقظت كل ذرة في كيانها ,
متشوقة للبقاء بجانبه . إلحاح إلفينو على الحب بأي ثمن قد تركها مشتعلة
المشاعر مستعدة لما قد يحدث .
ثم تذكرت ما قالته جينيتا : (( أنتما تحبان بعضكما البعض بشكل
جنوني )) .
منتديات ليلاس
كان غريباً أن تلاحظ جينيتا التجاذب الذي تشعر هي به نحوه , وهو
نحوها . لعله لا يحبها لكنه منجذب إليها . ولو كان لديه الخيار الآن لبقي إلى
جانبها . لكنه قطع لها وعداً وهو رجل يفي بوعده . وسيقاوم ما يعتبره
ضعفــاً .
إنها تسمعه يذرع الغرفة الأخرى خلف هذا الباب ذهاباً وإياباً . هـل
يخلف بوعده ؟
توقفت خطواته , ثم عادت تستأنف السير . هل يجازف ويبــدو ضعيفاً ؟
ســاد الصمت . لقد توقفت الخطوات بجانب الباب .
منتديات ليلاس
أمسكت أنفاسها وأبقت عينيها مسمرتين على مقبض الباب الذي تحرك
ببطء شديد. وعندما انفتح الباب قليلاً صدر أزيز خفيف ثم توقف .
انتظرت أن يتحرك الباب مرة أخرى . كانت عاجزة عن التنفس وتشعر
تقريباً بذبذبات حيرة معذبة في أمر الرجل الذي في الغرفة الأخرى . ولكن
بدلاً من يفتح الباب , عاد المقبض إلى مكانه بنعومة , ثم ساد السكون .

* * *
نهاية الفصل (( الثامن )) . . .


 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 27-06-12, 08:04 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي 9 ـ بين ذراعيك

 

9 ـ
بين ذراعيك


أمضت هارييت عدة أيام في متحف الفاتيكان روحت فيها قليلاً عن
نفسها . ظنت أن استغراقها في العالم الذي كان دوماً يمنحها القوة ,
سيساعدها على نسيان (( كورزينا )) . لكن التعويذة فشلت هذه المرة . فقد
كانت أفكارها تعود إلى ذلك الباب الذي أوشك أن يتفتح , ثم عاد فانغلق ,
الأمر الذي جرحها في الصميم . فماركو قد جرب الباب فقط ليرى إن كانت
تركته مفتوحاً لأجله , ثم رفضها . أي رسالة أوضح من هذه ! أما في رحلة
العودة , فما كان لحد أن يتبين شيئاً , إذا بدا كل شيء عادياً . ربما لم يكن
هناك شيء بالنسبة له , شعرت بمرارة . منتديات ليلاس
عادت إلى البيت في اليوم الثالث لتجد لوشيا متلهفة إلى رؤيتها : (( اتصل
أبوك وهو متشوق للغاية لرؤيتك . ونحن الثلاثة مدعوون للعشاء غداً
مساء . حاولت أن أستدعيك أنت وماركو لكن هاتفكما كان مقفلاً . ولهذا
قبلت الدعوة بإسمكما , فهل كان عملي صواباً ؟ )) .
ـ طبعاً . إنه أبي . كيف بدا صوته ؟
ـ مبتهجاً لخطبتك , وهو مشتاق إليك . بدا ودوداً جداً . آسفة يا
عزيزتي , ولكن إذا كان جيداً معك فعليك أن تسامحيه . منتديات ليلاس
جاء ماركو ليتناول معهما العشاء فسمع القصة من لوشيا :
ـ وهذا يجعل برنامجنا ضيقاً حيث أن علينا أن تستعد للسفر إلى البندقية
لحضور العرسين . ولكن عندما اقترحت إرجـاء دعوة العشاء إلى ما بعد
رجوعنا , أصر بشدة على أن تكون الدعوة غداً . من الطبيعي أن يكون متلهفاً
بهذا الشكل لكي يراك .
منتديات ليلاس
ـ إن برنامجنا أضيق مما تظنين , يا أمي . كنت أنوي أن أنام في المكتب
لأنهي أعمالي قبل السفر إلى البندقية .
ـ أظن بإمكانك أن تطلب من عمك وغويدو أن يؤجلا عرسيها .
قالت هارييت هذا لماركو بلهجة تقريع اعتادت أن تستعملها معه غالباً
فقال وقد بدا أنه يفكر في الأمر جدياً : (( هذا صحيح . لكنهما كانا غير
منطقيين بتحديد موعد عرسيهما من دون استشارتي )) .
وابتسم لها ليريها أنه يشاركها النكتة . وتساءلت هارييت عما إذا كانت
فعلاً تمزح . فهذه هي المرة الأولى التي تراه فيها منذ رحلتهما إلى (( كورزيتا )) ,
وكان قد أخبرها لتوه أنها بعد غد لن تراه مرة أخــرى لــعدة أيام . وتملكها
الذعر وهي تكتشف أنها ارتاحت لهذا , ولكي تصرف ذهنها عن ذلك ,
أخذت تفكر في أبيها فقالت للوشيا ضارعة : (( أخبريني عما قاله )) .
منتديات ليلاس
ـ مجدداً ؟ لا بأس يا حبيبتي , فأنا متفهمة . لقد سأل عنك عدة مرات .
هل أنت بخير ؟ هل أنت سعيدة بخطبتك , وهل بإمكانه أن يسلمك إلى
ماركو بضمير مرتاح ؟ كل الأسئلة التي يلقيها أي أب محب .
فقال ماركو ساخراً : (( والتي أمضى وقتاً طويلاً قبل أن يلقيها . أتســاءل
عما يكمن خلف هذا الاهتمام )) .
فهبت هارييت في وجهه : (( وهل اهتمام أبي يحتاج إلى توضيح ؟ )) .
ـ اهتمامه المفاجئ يحتاج إلى ذلك .
ـ لأنني مخطوبة , ألا يكفي هذا ؟
ـ نعم , أظن ذلك . والآن تأخر الوقت ويجب أن أذهب .
في المساء التالي , ارتدت هارييت ثوباً حريرياً أنيقاً أسود اللون محكماً
على جسمها , وملائماً تماماً مع التاج الماسي الذي أهداها إياه ماركو والذي
وضعه لها المزين على شعرها بعد أن رفعه إلى أعلى .
منتديات ليلاس
تلمست أحجار الماس بالبرودة نفسها التي حاول بها إفساد سهرتها
سلفاً , من خلال التشكيك بأبيها . قد يكون خشناً , عديم الإحساس , لكنها
شعرت بأن تعمد ذلك رغبة منه بجرح إحساسها .
توجهت هارييت ولوشيا معاً في سيارة خاصة إلى منزل عائلة دستينو ,
في حين كان على ماركو أن يوافيهما بعد عمله مباشرة , كان والد هارييت
منتديات ليلاس
يعيش في أكثر مناطق روما حداثة قرب كنيسة القديس بطرس , وعندما
وصلتا رأتا ماركو خارجاً من سيارته , فأخذ يتأمل روعة هارييت وأناقتها
ثم أومأ برأسه : (( كنت أعلم أن التاج يلائمك . لا يمكن لأي امرأة أن تلبسه
سواك )) .
وعندما اقتربوا من الباب الأمامي العريض المشرع الذي تنساب منه
الأنوار على الحدائق , ظهر أبوها فاتحاً ذراعيه وهو ينظر إليها : (( هارييت , يا
ابنتي العزيزة , مضى وقت طويل ! )) .
عانقها بحرارة للمرة الأولى منذ سنوات . وكان يضع عطراً خانقاً
فجاهدت كيلا تجفل . بدا أكبر من عمره وسميناً جداً . وأنبأها حدسها بأن
هناك شيئاً زائفاً ومبالغاً فيه في استقباله لها . لكنه أبوها وقد طال شوقها إلى
هذه اللحظة , لذا ابتسمت وحدثت نفسها عن روعة ذلك .
منتديات ليلاس
تدفقت ابتساماته للوشيا , وحيا ماركو وكأنه أخ قد فقده منذ زمن
بعيد . وكان ماركو كعادته , مهذباً دمثاً , لكن تصرفاته كانت تنقصها
الحرارة . فقد أثار اشمئزازه تذلل هذا الرجل وتزلفه , وأحست هارييت
بذلك بالرغم أن أباها لم يحس به , ولا زوجته أيضاً . رأت هارييت أن زوجة
أبيها الشريرة قد حلت مكانها امرأة نحيلة قصيرة , القامة , أصبحت فجأة
متلهفة إلى إعلان نسبها من ابنة زوجها التي كانت سابقاً تحتقرها .
وحدها أولمبيا تصرفت بشكل طبيعي . قبلت ماركو على وجنتيه وكأنها
أخته الصغرى وعانقت لوشيا وهارييت ثم راحت تساير الجميع لتخرجهم
من الشعور بالحرج .
منتديات ليلاس
عندما ابتدأ بقية الضيوف يتوافدون , راح غويزيب دستينو يرحب بهم ,
فأخذت هارييت أختها جانباً , مقاومة محاولة أولمبيا الهرب .
ـ عزيزتي . علي أن أستقبل الضيوف , أنا حقاً مشغولة جــداً .
ـ يمكنك أن تقومي بذلك بعد أن تمضي بعض الوقت معي . لماذا
يتصرف أبي وكأنه لم يعرف بخطبتي إلا الآن ؟
ـ لأن هذه هي الحقيقة . الرسالة الهاتفية التي تركتها له عند وصولك لم
تصله قط . أمي ألغتها .
ـ لكنك عرفت ذلك في حفلة مانيللي . ألم تخبريه . . ؟
منتديات ليلاس
ـ لا , لم أخبره لأنني خفت أن يزداد جنونه مني كما حدث عندما عرف
بأنني رفضت خطبة ماركو . إنه اللقب . كمـا تعلمين .
ـ لكنه ليس لقب ماركو .
ـ يا عزيزتي إنه إبن أخ (( كونت )) . أبي رجل متكبر , وأمـي أسوأ منه .
حقاً علي أن أذهب . هناك من يناديني . . .
وأسرعت مبتعدة تاركة هارييت تستوعب ما قرأت بين السطور . أراد
أبوها أن يكون ماركو في أسرته بصفته زوج أعز ابنتيه عليه , لكن أولمبيا لم
تتكرم عليه بذلك . فتذكر أن هارييت هي أيضاً ابنته . وقد تقوم بذلك بدلاً
من أولمبيا . حتى أنه رقاها إلى مركز الأبنة المفضلة الآن بعد أن أصبحت نافعة
له .
منتديات ليلاس
كانت الحفلة في أوجها . وقد قام والدها بالكثير نحوها , والأكثر نحو
ماركو . أحياناً كان يكرر السؤال نفسه عدة مرات عندما يخونه الوحي . بعد
خيبة الأمل القاسية التي مُنيت بها هارييت في البداية وجدت نفسها تشعر
بالشفقة عليه . كما أن خجلها ازداد عندما راح والدها يقدمها إلى الناس
بصفتها ابنته المخطوبة إلى ابن أخ (( الكونت كالـﭭـاني )) .
ظنت أنه لا يمكن للأمور أن تصبح أسوأ مما هي عليه لكنها مخطئة في
ذلك . فقد أخذ غويزيب يتحدث عن روعة الوقت الذي ستمضيه ابنته
الغالية في العرسين اللذين ستحضرهما في البندقية الأسبوع القادم , مكرراً
قوله إنه سيفكر فيها وعليها أن تذكره عند الكونت كالـﭭـاني ( صديقه القديم
العزيز ) . فشعرت هارييت بالخزي بعد أن خطر لها أن أباها يلمح إلى دعوته
للعرس . ولعله السبب الأساسي الذي حال دون تأجيل هذا اللقاء .
منتديات ليلاس
لم تكن تجرؤ على النظر إلى ماركو , لكنها عندما فعلت كان وجهه مجمداً
بقناع من الأدب . عند أول فرصة ممكنة اعتذر وانسحب مبتعداً . وتمنت لو
تنشق الأرض وتبتلعها .
كان خلف المنزل حديقة زجاجية فسيحة مليئة بالنباتات جلس فيها عدد
من الضيوف المسنين يتحدثون . وعندما رأى ماركو أمه , تقدم نحو المدخل
حيث سمع صوتاً أنثوياً متغطرساً : (( إنها شابة غير عادية , وإنكليزية أكثر
منها إيطالية , بالرغم من اسمها , بصراحة يا لوشيا أنا أعجب لاختيارك مثل
هذه الزوجة لابنك , هارييت ينقصها الصقل ولن تكون واحدة منا أبداً )) . منتديات ليلاس
ساد الصمت عندما ظهر ماركو هناك , وراح يتأمل البارونة ألاري ذات
الوجه النحيل والعينين الباردتين , وهي امرأة عوضت بالكبرياء والحقد ما منتديات ليلاس
ينقصها من كل شيء آخر تقريباً . اكتشافها أن ماركو قد سمعها جعلها
تسكت , ولكن من الشعور بالضيق وليس الخزي .
قال : (( أظنه لم يخطر ببالك , سيدتي , أن خطيبتي لا تحاول أن تكون
واحدة منا . إنها امرأة متفردة , شجاعة , واستثنائية ذات تفكير متميز وذكاء منتديات ليلاس
نادر . وباختصار , هي بالضبط ما أتمناها أن تكون )) . منتديات ليلاس
منذ سنوات كثيرة لم يكلم أحد البارونة بهذه الحدة , ولهذا لم تجد جواباً
فورياً ذكياً , فقالت بحدة : (( أظن من الطبيعي أن تدافع عنها , ولكن حذار
من الدفاع عنها بشكل فظ , أيها الشباب . أعتقد أن زوجــي أحد أهم
زبائنكم )) .
فقال غاضباً : (( زبائننا كلهم مهمون , وسامحيني إذا كنت لا أحبذ
الحديث عن ذلك مع أحد غير زوجك . فإذا أراد أن ينقل أعماله إلى مصرف
آخر , فهو سيعلمني بذلك دون شك . عن إذنك )) .
وعندما خرج , نهضت لوشيا وتبعته متأبطة ذراعه : (( خيراً فعلت يا
ولدي , فأنا لا أطيق تلك المرأة . إنها خاتمة سعيدة لسهرة غير سعيدة )) .
فسألها : (( هل ستغادرين السهرة الآن ؟ )) .
ـ نعم فأنا متعبة قليلاً . سيقلني السائق إلى البيت بينما تــأخذ أنت
هارييت فيما بعد . منتديات ليلاس
ـ أظنها بحاجة إلى التحدث معك فأنا واثق أنها رأت الحقيقة بالنسبة إلى
هذه الليلة .
ـ هذا أكيد . لقد أغمضت عينيها عن الحقيقة لأنها كانت تريد أن تشعر
بحنان الأب , لكنها أكثر ذكاء من أن تستمر في إغماض عينيها . رجل فظيع
متكبر ! لا أدري كيف تلد إيتا مثله , لكن الشخص الذي ستحتاج هارييت
إلى التحدث إليه هو أنت . منتديات ليلاس
ـ أمي , ماذا أستطيع أن أقول لها ؟
ـ يا ولدي , إذا كنت لا تعرف كيف تواسيها عندما تكون تعيسة , كل
ما أستطيع قوله إن الوقت حان لكي تتعلم ذلك .
ـ ســأبذل جهدي . منتديات ليلاس
فقالت بقلق : (( ماركو , كيف تسير الأمور بينك وبين هارييت ؟ )) .
فهز كتفيه : (( لست أدري ! إنها أحياناً باردة وأحياناً متحمسة . أظنها
ترفضني )) .
ـ كلام فارغ . وهل يمكنها ذلك ؟
فقال ضاحكاُ بشكل صبياني : (( هذا كلام الأم )) . منتديات ليلاس
وقبل خدها : (( تصبحين على خير يا أمي )) .
شعرت هارييت وكأن السهرة لن تنتهي أبداً . وعندما ودعتهم لوشيا
تمنت لو تذهب معها , لكن الوقت كان لا يزال مبكراً . ثم ظهر ماركو
بجانبها حاملاً فنجان قهوة كانت هي بأشد الحاجة إليه : (( إصبري , وأعدك
بأن أخرجك من هنا بأقرب وقت ممكن )) .
ـ هل تبدو قلة الصبر واضحة علي إلى هذا الحـد ؟
ـ يبدو عليك وكأنك اكتفيت .
ـ آه , أرجو ألا أكون قد جرحت أياً ممن لهم علاقات هامة معكم في
العمل .
ـ لا , بل أنا الذي فعلت ذلك , ولكن لسبب وجيه . سأخربك بالأمر
فيما بعد . منتديات ليلاس
ـ ماركو , يا ولدي العزيز !
وكان هذا أبوها يربت على كتف ماركو : (( لقد ودعت لتوي أمك . إنها
سيدة رائعة . فهمت طبعاً أنها تريد أن توفر طاقتها للسفر إلى البندقية
الأسبوع القادم , فالأعراس مرهقة للغاية , خصوصاً الفخمة .
أراهن على أنهم لا يستطيعون تذكر كل المدعوين . . . )) .
لم تعد هارييت تستطيع التحمل , فابتعدت عنهما تاركة ماركو في قبضة
أبيها . استاءت من نفسها لتصرفها هذا لكنها كانت على وشك الصراخ .
وبعد ساعة وجدت ماركو بجانبها مرة أخرى , وقال : (( لم يكن ذك لائقاً
جداً منك . لكنني لا ألومك . هيا بنا نخرج , إلا إذا أردت البقاء )) .
فقالت بلهفة : (( بل أخرجني من هنا )) .
منتديات ليلاس
استغرق التوديع ساعة أخرى , وسار أبوها معهما إلى السيارة وهو
يتحدث دون انقطاع , حتى أصبحا أخيراً في طريقهما . لاذت هارييت
بالصمت في مقعدها إلى أن خرجت السيارة من روما . وأخيراً انتصبت
جالسة : (( كنت تعلم أليس كذلك ؟ أنت علمت حالما سمعت عن الدعوة .
وهذا ما كنت تحاول أن تنبهني إليه الليلة الماضية )) .
منتديات ليلاس
ـ تكهنت بأن هناك سبباً جعله يتذكر فجأة أنه أبوك . أنا آسف . كان
ذلك منزعجاً بالنسبة لك .
بدت كلماته رقيقة لكنه لم يمسك بيدها وبقيت عيناه مركزتين على
الطريق . وعندما توقفا خارج الفيلا قال : (( لن أدخل . علي أن أعود لإنجاز
بعض الأعمال . تصبحين على خير )) .
ـ تصبح على خير .
منتديات ليلاس
قالت هذا بصوت أجش , وثم ركضت إلى البيت وصعدت السلم .
كانت تريد أن تنفرد بنفسها , وفي الوقت نفسه كانت بحاجة إلى أحد
بجانها . لكنها لم تجد مواساة من ماركو و وكلما أسرعت في التخلص منه
كلما كان ذلك أفضـل .
ألقت بحقيبة يدها جانباً وأعادت تاجها الماسي إلى علبته , ثم وقفت عند
النافذة في ضوء القمر , شاعرة بالوحدة والكآبة , لقد سلب منها هذه الليلة
شيء علمت أنها لن تستعيده أبـداً . ربما كان هذا أملاً واهياً , لكنها تشبثت
به , وقد انتهى كل شيء الآن . مر الوقت من دون أن تدرك المدة التي أمضتها
واقفة عند النافذة , وإذا بها تسمع نقراً على الباب . وفي الخارج رأت ماركو ,
وكان قد خلع سترته وفك ربطة عنقه , وهو يحمل بيده إبريقاً وفنجاناً . قال
ببساطة وهو يدخل الغرفة : (( أحضرت لك شيئاً أنت بحاجة إليه . شاي
إنكليزي )) .
منتديات ليلاس
جلس وسكب لها فنجاناً , وكان ممزوجاً بالحليب تماماً كما تحب .
ـ هذه فكرة رائعة . شكــراً .
جلست على الأريكة وجلس بجانبها . نظرت في عينيه فرأتهما قاتمتين
رقيقتين للغاية . فقالت : (( ظننتك ذهبت إلى شقتك )) . منتديات ليلاس
ـ لقد غيرت رأيي . دخلت البيت وانتظرتك أن تعودي إلى الطابق
الأسفل . فكرت في أنك ربما كنت بحاجة إلى أن تتحدثي إلي . وعندما لم
تعودي , حسناً . . . ربما ابتدأت أفهمك الآن . افترض أنك بحاجة إلى من
يصغي إليك . إنني أصلح تماماً لهذا . منتديات ليلاس
فقالت برقة : (( شكراً لحضورك . ولكن ليس هناك ما أقوله . لقد
استوثقت من شيء أظنني دوماً كنت أعرفه . وكان علي أن أواجهه منذ
سنوات , وكنت أظن أنني فعلت ذلك . لكنني كنت مخدوعة )) .
ـ أنت لن تعيري اهتماماً لما قاله أو فعله , أليس كذلك ؟ منتديات ليلاس
ـ لا , طبعاً . وعلى كل حال , كان يقول ما ينبغي أن يقوله , ويبالغ
بالاهتمام بي , تماماً كما كنت أحلم دوماً . لكن . . . لكن . . . لم أكن أنا محط
اهتمامه , وإنما أنت . إنه مدع . وحسب رأيه أنا أغريت إبن أخ كونت ,
وفجأة عدت فأصبحت ابنته مرة أخرى .
ـ هارييت , كفى . أنت امرأة ممتازة , جميلة , ذكية , وقوية . وقد بنيت
بمواهبك حياة مستقلة . فأنت لم ولن تحتاجيه أبداً .
ـ أعرف , أعرف . وهذا غباء , أليس كذلك ؟
وانهمرت الدموع من عينيها فجأة , فوضعت الفنجان من يدها بسرعة
وقد فقدت السيطرة على نفسها : (( لماذا أرى للأمر أهمية الآن ؟ لم أعد طفلة )) .
وانتهت بشهقة خشنة وإذا بذراعيه تحيطان بها , تضمانها إليه بعناق
وحنان لم تره من أبيها قط .
منتديات ليلاس
ـ أظن أن طفولتك لم تفارقك يوماً في الحقيقة . فأشباحها تسكنك طوال
حياتك .
تشبثت به , عاجزة عن التوقف عن البكاء . لقد تدفقت أحزان السنين
ولم تستطع سوى الاستسلام لها . وقالت بصوت مختنق : (( هو لم يحبني
يوماً )) .
ـ كان يحبك في البداية . أتتذكرين ما أخبرتني به ؟ كنتما تحبان بعضكما
البعض كثيراً .
منتديات ليلاس
ـ لا , لم يحبني , وإلا لما طردني .
فتنهد : (( لا أدري . بعض الناس يحبون بذلك الشكل . ويكون حينذاك
حقيقياً تماماً . . . لكنه سطحي . وآخرون يقومون بذلك بشكل مختلف )) .
وعاد يحتضنها قائلاً وقد فاجأته بنوبة بكاء أخرى : (( أنا هنا . . . أنا
هنا )) .
حاولت أن تتكلم لكنها لم تستطع أن تنطق بكلمات مترابطة . فسألها
برقة وهو يحيط وجهها بيديه ويرفعه لكي يراها بشكل أفضل : (( ما هذا ؟
أخبريني )) .
منتديات ليلاس
فقالت بصوت مختنق : (( لا شيء . أنا بخير الآن )) .
ـ لا أظن ذلك
وأخرج منديلاً نظيفاً أخذ يمسح به وجهها المبلل بالدموع . وكان
شعرها ينسدل على يديه . سألته بصوت مرتجف : (( كيف أبدو ؟ )) .
ـ كفتاة صغيرة عرفت لتوها أن أباها لا يحبها . لكنك لن تستسلمي
لليأس . أنت تعرفين العالم ما زال يحمل لك الكثير .
فقالت بصوت أجش : (( لا أدري ما الذي يحمل لي العالم لا أظنني الآن
أهتم لهذا )) .
منتديات ليلاس
فقال بهدوء : (( إياك أن تتحدثي بهذا الشكل مرة أخرى . فهذه طريقة
الضعفاء , وأنت قوية يا عزيزتي . أنت ممن يصارعون الحياة حتى يهزموها )) .
نظر إلى وجهها لحظة , ثم ضمها إلى صدره ليوقظها على حياة مفعمة
باللهفة والشوق . وأخذت يداها تتحركان على ظهره متجاوبتين لعناقه . لم
يكد يصدق ذلك , فتملكته لحظة شك كافية لأن تجعله يرفع رأسه ليلقي
عليها نظرة مضطربة . لكنها مدت ذراعيها حول عنقه لتعيده إلى أحضناها
مجدداً وقد شعرت أن هذا هو مكانه الطبيعي .
منتديات ليلاس
عاد يعانقها برقة ويهون عليها حزنها . فرحبت بعناقه وأنبأتها لمساته أنه
بحاجة إليها بقدر ما هي بحاجة إليه . فهي لم تعرف يوماً عناقاً ساراً إلى هذا
الحد . أخذت هارييت نفساً طويلاً مرتجفاً . وشعرت كأن روحها أصبحت
حرة . هو ذا الرجل الذي تريده . الرجل الذي يهز مشاعرها كالزلزال . منتديات ليلاس
ما كانت لتصدق أبداً أنه بهذه الرقة . لم يبدُ لها أنه الشخص نفسه الذي
يسيطر على عالمه , بل كان أقرب إلى الرجل الذي كانت واثقة من أنه يعيش
في داخله , وبإمكانها أن تقنع ذلك الرجل بالخروج . كانت واثقة من ذلك .
حاولت أن تتلكم , لكن ماركو وضع إصبعه على شفتيها , وذراعيه
حولها وهو يتمتم مطمئناً , وما لبث وهن بالغ أن حل بها حتى سقطت نائمة
بين ذراعيه .
منتديات ليلاس
وعندما استيقظت في الصباح الباكر , أدركت أنها نامت من شدة التعب
في الليلة السابقة وأنه وضعها في سريرها من دون أن يوقظها .

* * *
نهاية الفصل (( التاسع )) . . .


 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 27-06-12, 08:07 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي 10 ـ أعراس البندقية

 


10 ـ
أعراس البندقية

بعد ثلاثة أيـام , سـافر الجميع إلى البندقية . توجهت هارييت ولوشيا من
الفيلا إلى المطار حيث لاقهما ماركو .
ـ هل أنت واثقة من أنك بخير ؟ أنت شاحبة جداً , كما أنك هادئة منذ
يومين .
ـ كل ما في الأمر أنني لا أحب ركوب الطائرة . منتديات ليلاس
بدت هادئة جداً , وذلك من اللحظة التي أدركت فيها أن ماركو تركها
وحيدة وكأنه تخلص منها . لقد برأته من تهمة تعمد القسوة , فهي لن تنسى
أبداً أنه عاد إلى البيت ليواسيها . وكم أبدى من التفهم ! لقد شعر معها كما
لا يشعر بذلك سوى رجل حساس للغاية . وهي دوماً ستحبه لذلك .
لكنه , من ناحية أخرى , تركها وحدها نائمة وكأنه كان ينتظر هذه اللحظة
ليرحل . منتديات ليلاس
في اليوم التالي أخبرتها لوشيا بحماسة عن مواجهة ماركو مع البارونة
ألاري وكيف أنه جازف بخسارة زبون هام دفاعاً عنها . هذا أيضاً نبه قلبها ,
لكنه عاد فهدأ عندما أدركت أنه لم يخبرها بذلك بنفسه . بإمكانها أن تفهم
الحذر الذي جعله ينكمش عن الناس وهي تشفق عليه لهذا , لكنها لا
تستطيع أن تتحمل المزيد . لذا قررت الرحيل بعد العرسين بأسرع ما يمكن .
ذلك سيحطم قلبها , لكنها سرعان ما ستتعافى . منتديات ليلاس
بعد اتخاذها هذا القرار , تجنبته إلى حين انتهاء العرسين , مصممة على
ألا تفسدهما لأجل أي شخص . في مطار روما حيت ماركو بتحفظ هادئ ,
وبابتسامة لم تكشف أكثر مما كشفت ابتسامته . إنها أول زيارة لها إلى البندقية
وهي تنوي أن تستمتع بها ومن ثم تحزن قدر ما تشاء . وصلوا إلى البندقية
قبل يومين من الزفاف الأول . كان غويدو ودولسي ينتظرانهما في زورقين
ليأخذاهم إلى البحيرة المالحة , وأحد الزورقين كان يقوده غويدو بنفسه . منتديات ليلاس
ـ أنت محظوظة أنه لا يحاول أن يأخذك في زورقه (( الغوندولا )) .
قال دلوسي هذا وضحكت مشيرة إلى بداية تعارفهما عندما ظنته سائق
الزورق وتركها هو تعتقد ذلك , ظناً منه أنه يوقعها , بهذا , في شباكه , بينما
الحقيقة هي أنها هي التي أوقعته في شباكها .
منتديات ليلاس
كان قصر آل كالـﭭـاني تحفة تراثية نفيسة للغاية . وسرعان ما شرعت
هارييت في اكتشاف نواحيه . جاء ليو في اليوم التالي , وقد بدا أقل إشراقاً مما
عهدته هارييت . كانت هي و دولسي مولعتين به . وسرعان ما تكهنتا بما
يزعجه . جلسوا معاً على أريكة كبيرة , كل منهما من جهة ثم ابتدأتا
الهجوم : (( لقد وجدتها أخيراً )) .
قالت هارييت هذا , فتصنع الغبــاء : (( وجدتها ؟ )) .
فضربته على كتفه : (( أنت تعرف من أعني . أعنيها هي )) .
وتذكرت أنه كان في أعماقه راعي أبقار , فأضافت : (( المرأة التي أوثقتك
بحبالها )) .
منتديات ليلاس
وسألته دولسي (( ما اسمها ؟ )) .
فأجاب : (( سيلينا . لقد عرفتها في تكساس . مكثنا في المزرعة نفسها بعد
أن تعرضت لحادث في عربتها )) .
وسكت . فسألتاه بنفاذ صبر : (( وبعد ذلك )) .
ـ تدربنا معاً للظهور في الحفلة الاستعراضية للفروسية التي يقيمها رعاة
البقـر .
ـ وبعد ذلك ؟
ـ سقطت عن ظهر الحصان , وكذلك أنا . لكنها سقطت أثناء التدريب
بينما سقطت أنـا أمام جمهور يعد بالآلاف . لكن كلينا سقط .
منتديات ليلاس
فقالت دولسي برزانة : (( وهكذا اشتعلت نار الحب )) .
فقال ليو : (( كان ذلك رائعاً )) .
وتنهد كرجل يتذكر أيام الهناء . لوت هارييت شفتيها وعيناها تتقابلان
مع عيني دولسي بمرح . وقالت : (( كان عليك أن تحضرها إلى هنا لنتعرف
عليها )) .
ـ هذه هي المشكلة , لا أدري أين أجدها .
منتديات ليلاس
فسألته دولسي : (( ولكن ألم تتبادلا الأسماء والعناوين ؟ )) .
ـ نعم , ولكن . . .
وأخذ يسرد المشاكل التي فصلته عن حبه الحقيقي , منهياً بقوله عباساً :
(( وقد لا أراها مرة أخرى أبداً )) .
وإذا بالرجال ينادونه , فوقف مندفعاً ليلحق بهم . لم تنظر دولسي
وهارييت إلى بعضهما البعض . لكنهما انفجرتا معاً بالضحك .
فقالت هارييت وقد أنبها ضميرها : (( آه , ما كان لنا أن نضحك )) .
فقالت دولسي بصوت مختنق : (( أعرف هذا . لكنني لم أستطع أن أمنع
نفسي . هل سمعت من قبل مثل هذه القصة الجنونية ؟)) .
فهزت هارييت رأسها : (( مسكين ليو . هذا لا يمكن أن يحدق إلا له )) . منتديات ليلاس
وفي اليوم التالي احتشد الجميع في كنيسة (( سانت مارك )) لعقد زواج
الكونت كالـﭭـاني على حبيبته ليزا . وكان أبناء أخوة الكونت الثلاثة هم
الشهود . بينما لليزا ثلاث وصيفات . بدت حفلة الاستقبال غريبة , إذ
بالرغم من مركز ليزا الجديد , كانت تقوم بدور ربة المنزل بامتياز . فأمضت
الأشهر الثلاثة الماضية في تنظيم عرس غويدو ودولسي الذي سيلي عرسها
مباشرة . وكانت هذه مناسبة اجتماعية كبرى حضرها من المدعوين ما يكفي
لملء كنيسة (( سانت مارك )) تتبعها حفلة استقبال فخمة في قصر ((كالـﭭـاني ))
أصرت هي عل الاهتمام بكل تفاصيلها .
منتديات ليلاس
تباطأت في حفلتها مدة كافية كي يشرب عريسها الحبيب نخبها , ثم
أسرعت إلى المطبخ لتلقي نظرة سريعة . وأخيراً استسلم زوجها الكونت إلى
ما لا مناص منه وتبعها . وقالت دولسي بحيرة : (( لا أظنها تقدر حظها الحسن
على الإطلاق . إنها تعامله بشكل سيء حقاً )) .
منتديات ليلاس
فقال غويدو ضاحكاً : (( ربما هذا هو السر . بعد كل تلك النساء اللواتي
عرضن أنفسهن لكي يلفتن انتباهه , المرأة التي أحبها هي التي جعلته
يكافح هو للفت انتباهها )) .
بعد ذلك تفرق المدعوون أزواجاً . أخذ غويدو ودولسي يتمشيان بعيداً ,
ليو ولوشيا جلسا معاً واستغرقا في حديث طويل في الحديقة التي يغمرها
ضوء القمر , بينما قال ماركو لهارييت فجأة : (( هل يمكننا أن نتحدث ؟ )) . منتديات ليلاس
بدت البندقية في الليل مدينة الأزقة المظلمة والأنوار الخافتة . وكانت
أنغام الموسيقى البعيدة تصل إلى آذانهما , ممزوجة بصيحات سائقي زوارق
الغندول التي كان يترجع صداها خلال الأقنية الصغيرة . سارا صامتين ,
متباعدين إلى أن قال ماركو : (( فكرت في أن علينا أن نتحدث )) .
فوافقته : (( حان الوقت لذلك )) . منتديات ليلاس
ـ رؤيتي للعرس اليوم جعلتني أفكر كثيراً . وأنت أيضاً , كما أتوقع .
فقالت متأملة : (( آه , نعم . كثيراً )) .
ـ يقولون عرس واحد يتبعه دوماً آخر . ألا تدركين كيف ينظر إلينا
الناس متوقعين منا تحديد اليوم ؟
ـ لاحظت النظرات الغريبة . منتديات ليلاس
ـ قد يكون غداً يوماً مناسباً .
فسألته بحذر : (( يوماً مناسباً لماذا . . . ؟ )).
ـ لإعلان يوم زواجنا . لقد أمضينا وقتاً كافياً لكي نقرر . أنا اتخذت
قراري . كنت حكيماً في ذهابي إلى لندن لأتعرف إليك . وأنت رومانية أصيلة
كما يمكن للجميع أن يرى , حتى إن زبائنك يزدادون على الدوام , وعندما
تنقلين عملك إلى هنا ستجدين الأساس حاضراً . سنكون ثنائياً مناسباً تماماً . منتديات ليلاس
فقالت متألمة : (( أظن الأمر صحيحاً إذا نظرنا إليه بهذا الشكل )) .
فقال باختصار : (( هل بإمكاني إذن أن أخبر أمي بأن زواجنا قد تقرر ؟ )) .
أهكذا تجري الأمور ؟ أهكذا يكون عرض الزواج في أزقة البندقية ذات
الأضواء الناعمة , بينما النجوم تتألق فوقهما ويحيط بهما هذا الجو
الشاعري ؟ ولم تعرف ما إذا كان عليها أن تضحك أم أن تبكي . وأخيراً
قالت : (( لا أظن أن علينا أن نستعجل في القرار . أنت تقول إنني مناسبة
لأنني رومانية أصيلة ولآن زبائني بدأوا يزدادون . وهذه مؤهلات لا تكفي
لزوجة . كما أن هناك أشياء لم نذكرها قط بيننا , وربما ينبغي علينا ذلك )) .
فقال : (( كنت أنتظر أن تتحدثي عنها . تلك السهرة التي أمضيناها
معاً . . . كانت مفاجأة تماماً )) .
ـ لماذا ؟
منتديات ليلاس
ـ لأنك لا تثقين بالرجال وحسبما أعرف , معظمهم يضجرك .
ـ صحيح . أكثر الرجال يسببون لي الضجر بعد فترة قصيرة , حتى
أولئك الذين ظننت أنهم أعجبوني . كما أنهم ليسوا ممن يلحون على إقناعي
بالبقاء معهم .
ـ هل تلومينهم إذا شعروا باليأس عندما يدركون أنك تقارنينهم
بالإمبراطور أوغسطس .
ـ لا أظن ذلك .
منتديات ليلاس
تابعا السير فوجدوا نفسيهما في ساحة (( سانت مارك )) التي راحت تخلو
من الناس بسرعة . خارج المقاهي كانت المقاعد مقلوبة على الطاولات وقد
سكتت الأوركسترا عن العزف , ما عدا عازف كمنجة منفرد كان ما زال
يعزف لراقصين ضائعين في بعضهما البعض .
فقال : (( إننا متلائمان بشكل جيد , ألا تظنين ذلك ؟ )) .
دفء أنفاسه على وجهها , وقربه منها , يثيرانها , والجنون الحار العميق
يتملكها . . . بدا كل ذلك رائعاً . منتديات ليلاس
وكانت المغنية تقول : ( خذني بين ذراعيك وارقص معي تحت النجوم ) ,
على وقع كمنجة منفردة .
فيما قال ماركو : (( أظن الأمور سارت بشكل جيد منذ يوم وصولك .
أفضل يوم للعرس هو أول سبت في أيلول )) .
وسكتت الكمنجة .
ـ هل عينت التاريخ من دون أن تستشيري ؟
ـ لا , لكنني كنت أفكــر في تاريخ مناسب . فلدي أعمال مهمة حالياً .
ـ كل أعمالك مهمة .
منتديات ليلاس
قالت هذا متأملة وقد أرادت أن تطيل الوقت .
ـ لكن هذه مختلفة فهي تزيد من مركزي لأنني سأكون شريكاً .
ـ وهل هذا ما تريده حقاً أكثر من أي شيء آخر في العالم .
أطلق ضحكة قصيرة مرتبكة : (( ليس هذا فقط . سأكون أصغر شريك
اتخذه المصرف . ربما هو نوع من الخيلاء , لكنه يسرني . وهذا سيستحوذ على
اهتمامي ووقتي خلال الأسابيع المقبلة . وعندما أتمكن من استعادة أنـفاسي
سيكون شهر أيلول قد حل وانتهى الصيف إلا إذا اتخذنا قرارنا الآن )) .
ـ لا . كفى يا ماركو . لا أريد العجلة .
منتديات ليلاس
ـ لكن الأمر منطقي . . .
فقالت بقنوط : (( إسمع , هل تتذكر ما قلته لي في (( بيلا فيغرا )) ؟ قلت ( إن
السيطرة هي أساس كل شيء ) لم أعرف حينذاك كم كان هذا صحيحاً . حتى
بالنسبة إلي )) .
ـ أنت تأخذين لذلك الكلام معنى أكثر مما يعنيه . على أحدنا أن يخطط لما
أمـامنا . منتديات ليلاس
ـ أنت بالغت في التخطيط لأجلي . أنـا آسفة , لكنني لست واثقة بالنسبة
إلى الزواج . منتديات ليلاس
ـ لكنك قلت لتوك . . .
ـ أحياناً يكون مجموع العلاقات غير كاف . . .
ـ حسناً , ما الذي سيكون كافياً ؟
ـ لا أدري , لا أدري ما هي خطط مستقبلي . منتديات ليلاس
راح يحدق في وجهها في الظلمة الخفيفة : (( أتعنين أنك تفكرين في
المغادرة ؟ )) .
ـ لن أغادر روما , بل منزلك فقط . هناك شقة جميلة في شارع . . .
تنفس بحدة : (( هل كنت تبحثين عن شقة ؟ )) .
ـ في الصحف فقط .
فقال بهدوء : (( لقد جهزت كل شيء , أليس كذلك ؟ هل لي أن أسألك
متى كنت ستخبرينني ؟ )) .
ـ ليس قبل رحيلنا من هنا , ثم إنني لم أقرر تماماً بعد .
ـ يفترض بي أذاً أن أنتظر صدور قرارك . ربما هذا لا يعجبني ؟
ـ وربما أنا لا يعجبني أن أقبل القرار الذي وضعته أنت . هناك رأيان
يجب أخذهما بالاعتبار يا ماركو , وليس قرارك فقط .
منتديات ليلاس
ابتعد عنها ومضى يسير ذهاباً وإياباً . وأحست هارييت بضيقة لفشل
خطته , فقالت : (( ربما الناس الذين يتشاجرون بقدرنا , يجب ألا يفكروا في
الزواج . فلندع الموضوع هذه الليلة , وإلا ساءت الأمور )) .
ـ لا بأس , فلندع الموضوع الآن . منتديات ليلاس
وعادا من خلال الأزقة التي كانت تعج بآلاف العشاق الذين يتهامسون
بأجمل كلام الحب . لكنهما قطعاها من دون نظرة إلى الخلف . وعندما وصلا
إلى المدخل الجانبي لمقر كالـﭭـاني , دخلا ثم ذهب كل في طريقه .
* * *
كانت الأضواء تنطفئ واحداً بعد الآخر على طول الـﭭنال الكبير . وفي
الحديقة نهض ليو وساعد لوشيا على الوقوف . ثم قال : (( شكراً لإصغائك إلى
حديثي المتشعب . وأخشى أن تكون دولسي وهارييت ظنتا أنني على شيء من منتديات ليلاس
التهريج )) . منتديات ليلاس
ـ حسناً . . . كانت حياتك مليئة بالتعقيدات . ولكن إذا كانت سيلينا
هي المرأة المناسبة , فستجدها مرة أخرى , رغم أنني سأظنها , إذا لم تأت
للبحث عنك , مجنونة تماماً .
فقال عابساً : (( ربما لا تريد أن تجدني )) .
فقالت لوشيا بحدة : (( يكفي تشاؤماً ! إذا ما كتب لحبك أن يبصر
النور , فسوف يبصره . والآن هناك عرس غداً , وسنستمتع جميعنا )) .
* * *
تبادل غويدو ودولسي تحية المساء أمام باب غرفتها , فهمس : (( ألا
يمكنني الدخول ؟ للحـظة فقط ؟ )) .
ـ ليس في الليلة التي تسبق الزفاف . هذا ممنوع .
ـ ممنوع ؟ دعي عنك هذا يا دولسي . لا , لا تضحكي بهذا الشكل , فهذا
يعذبني , وقد أفقد كل سيطرة على نفسي .
فقالت بحنان : (( إذهب إلى سريرك واحلم بي )) . منتديات ليلاس
ـ أنا دوماً أحلم بك . هل تحبينني ؟
ـ أكثر من الحياة . أكثر من كل الدنيا .
ـ ما من كلمات تعبر عن مدى حبي لك . ليلة سعيدة يا حبيبتي . غـداّ
ستكونين لي .
* * *
قال الكونت فرانسيسكو لزوجته الكونتيسة الجديدة عندما ألقت نظرة
أخيرة على المطبخ : (( والآن دعي العمل . حـان الوقت لكي تتوقف عروسي
عن إهمالي )) . منتديات ليلاس
فهمست : (( عروسك ؟ بعد كل ذلك الوقت الطويل ؟ )) .
ـ نعم , بعد هذا الوقت الطويل , يا حبيبتي .
وأمسك بيديها يحدق في وجهها غافلاً عن التجاعيد , متأملاً الصراحة
الرائعة التي نظرت إليه بها منذ خمسة وأربعين عاماً . منتديات ليلاس
بادلته ليزا الابتسام . وكان في نظرها أيضاً ذلك الفتى الذي أغرمت به
ذات يوم في الأيام السالفة عندما كانت طاهية في منزله , حين كان أي تفكير
في الزواج منه واهياً . ولكن خلال السنين الطويلة أحبها بثبات , وإن لم يكن
بإخلاص على الدوام , ومن يلومه على ذلك إذا كانت دائماً ترفض عرضه ؟
أراحت رأسها على صدره : (( آسفة يا حبيبي , ولكن كيف أهمل التجهيز
للغد ؟ إنه العرس الكبير )) .
فقال وهو يجذبها من المطبخ بحزم : (( آه , لا , اليوم كــان هو العرس
الكبير . . . تعالي يا معبودتي . . . )) .
* * *
كانت دولسي عروساً متألقة في الحرير الأبيض المخرم , متحلية لأول مرة
بلالىء أسرة كالـﭭـاني . بدت سعيدة للغاية , بينما بدا غويدو وكأنه , لأول مرة
في حياته , يأخذ الأمور بشكل جاد , حسب قول ماركو .
كان ماركو وليو إشبيني العريس . وكان ماركو في ملابسه الأنيقة
منتديات ليلاس
للغاية , بينما كان ليو يحل ربطة عنقه بين الحين والآخر . حفلة الليل الماضية
اقتصرت على أقرب المقربين , حسب رغبة ليزا . أما هذه فهي حفلة فخمة
متألقة , امتدت إلى معظم غرف ذلك القصر الفخم . كـانت الأنوار تشع من
النوافذ والأبواب وتتألق في مجوهرات مئات السيدات . وقد اجتمعت هنـا
نخبة المجتمع الإيطالي .
منتديات ليلاس
بالرغم مما قالته هارييت الليلة الماضية , فقد لبست خاتم خطوبتها , إذ
أنها لم تشأ جذب الانتباه إليها اليوم . وأثناء رقصها بين ذراعي ماركو , مثلت
دور الخطيبة السعيدة , وتدريجياً أدركت أن الأمر كان كما قال فقد كان
الناس يبتسمون لهما ابتسامات ذات معنى .
ارتدت ثوباً حريرياً زيتي اللون , بالغ الأناقة والبساطة . قال لها
ماركو : (( إنك تبدين رائعة ! أنا فخور بك )) .
شعرت بالموسيقى تسري في عروقها , فراحت تتمايل وكأن لا مشاكل
لديها على الإطلاق . الحمد الله أن انزعاجه الليلة الماضية لم ينتقل إلى اليوم .
كان قد أدى واجبات العرس نحو المدعوات بظرف بالغ , مبتسماً خلال
الرقصات القليلة الأولى , قبل أن يمد يده إلى هارييت بدعوة صامتة .
كانت دولسي تراقبهما , فأشارت إلى الفرقة الموسيقية بأن تعزف أغنية
شائعة تدعى ( أنظري كيف يحبك ) . وهللت الجموع ظناً منها أنها موجهة إلى
العروسين اللذين كانا يرقصان معاً محتضنين بعضهما البعض , لكن دولسي
أشارت بمكر إلى ماركو و هارييت .
منتديات ليلاس
رغم تصميمها على أن تكون متعقلة , وجدت نفسها تتجاوب مع قرب
ماركو منها وهو يحيطها بذراعيه . آخر عناق لهما معاً كان ليلة تبعها إلى
المنزل ليواسيها بعدما خيب والدها آمالها . وكان الرقص أشبه بصدى لتلك
الأمسية . . . في هذه اللحظة , كان من السهل الاعتقاد بأن لا شيء آخر يهم
إذ كان الوجه الوسيم بجانب وجهها , والعينان الداكنتان الرقيقتان اللامعتان
تخبرانها بصمت بأنه هو أيضاً يشعر بها بقوة . . .
عندما انتهى الرقص احتشدت حولهما الجموع .
منتديات ليلاس
ـ هيا , قولا لنا . . .
ـ حان الوقت لتحديد موعد . . .
ذراعه كانت ما تزال حول خصرها, فشعرت بها تشتد حولها فجأة . ثم
قال : (( لقد قررنا الموعد وهو أول سبت من شهر أيلول )) .
الشهقة التي صدرت عنها اختنقت بين صياح الفرح والتهليل . تقدم
رجال الأسرة إلى الأمام يصافحون ماركو , بينما ابتسمت لوشيا واحتضنت
دولسي هارييت وهي تهتف : (( كم أنا مسرورة , كم أنأ مسرورة )) .
منتديات ليلاس
وصاح غويدو : (( ما أعظم هذا . أنا متشوق لهذا اليوم . أظن أننا
مدعوون )) .
وذهل الجميع عندما رد ماركو عليه صائحاً : (( دولسي مدعوة فقط أما
أنت فلا )) .
تصاعد الضحك لهذه النكتة التي بدت أسبه بدعابة تصدر عن مصدر
غير متوقع . وصرخ أحدهم : (( عانقها . عانق العروس !)) .
شعرت هارييت بالأرض تميل تحت قدميها . منذ لحظة كانت سعيدة بين
ذراعيه وإذا به فجأة يغضبها إلى أقصى حد . . . شعرت وكأن حرارتها قد
انخفضت فجأة إلى درجة التجمد , وأنها أصبحت في عالم جديد , كئيب ,
حقود . تركته يعانقها . لم يكن لديها خيار أمام هذا الحشد . وما أرادت أن
تقوله يجب أن ينتظر . لكن الانتظار يعني تحمل إصرار الكونت على إقامة
العرس في البندقية في منزل الأسرة . ويعني النظر إلى لوشيا وليزا تخططان
للعرس . ولم تعرف كيف مرت عليها الساعة التالية .
منتديات ليلاس
أصعب ما واجهها هو فرح لوشيا . أبدت بوضوح أنها تحب هارييت ,
ولا شيء يسعدها أكثر من أن تراها زوجة ابنها , وحاولت هارييت أن تلمح
لها , فقالت بيأس : (( ما كان له أن يفعل هذا . أن يعلن ذلك العالم قبل أن
يخبرك , ولكن ترين أننا لم . . . )) .
ـ آه , يا عزيزتي , أنا متلهفة . لا يمكنك أن تلومي ماركو إذا كانت
مشاعره قد غلبته . ثم لقد اخبرني الليلة الماضية .
ـ أخبرك بماذا ؟
منتديات ليلاس
ـ قبل أن تخرجا معاً , قال إنه كان يفكر في يوم السبت ذاك . وسينهي
الأمر معك .
فسألتها هارييت وعيناها تلتهبان : (( وماذا قال حين عاد ؟ )) .
ـ كنت نائمة حينذاك , وطبعاً اليوم لم أجد فرصة لأخبرك فيها بمدى
سروري , والآن كلنا سنكون سعداء . وقبلتها غير واعية إلى أنها ملأت قلب
هارييت بالغضب والذعر .
بعد أن قطع قالب الحلوى , عزفت الفرقة الموسيقية المقطوعة الأخيرة
قال لها ماركو : (( يود عمي أن تلتحقي ببقية الأسرة لكي تودعي الضيوف .
إنه يعتبرك واحدة منا )) .
نظرت إليه بعينين ملتهبتين : (( لن أؤذي مشاعر عمك . ولكن علينا , أنا
وأنت , أن نتحدث )) .
منتديات ليلاس
ـ سيكون لدينا وقت لذلك فيما بعد . أنـا أعلم كيف يبدو هذا الأمر ,
ولكن إصبري فقط .
ووضع يده على ذراعها يحثها على السير معه . جعلها الكونت تقف
بجانبه , بينما وقفت زوجته إلى الجانب الآخر . وكان هذا مكان الشرف .
وعندما خرج آخر ضيف , نظرت إلى ماركو بحزم وقالت : (( والآن ! )) .
تركها تقوده إلى غرفة بجانبهما ثم قال : (( دعيني أتكلم أولاً )) .
منتديات ليلاس
ـ أنت تكلمت بما يكفي , والآن ستصغي . كيف تجرؤ على ذلك ؟ لقد
أخبرتك الليلة الماضية أنني لست جاهزة لذلك . ألم تسمعني ؟
ـ بلى سمعتك , لكن قولك لم يكن معقولاً . هارييت , أنت تعلمين كمـا
أعلم أنك في النهاية ستقولين نعم . كلانا يعلم ذلك منذ . . . حسناً , منذ
بعض الوقت , فلماذا الخوض فيه ؟ لابأس , إننا نتشاجر أحياناً , لكننا أيضاً
منسجمان معاً .
منتديات ليلاس
ـ نحن غير منسجمين , لأنني لن أستطيع أن أنسجم أبداً مع رجل لا
يعتبرني ولا يأخذ برأيي .
ـ لا بأس , أنا آسف للطريقة التي فعلت بها ذلك , ولكن ألا يمكننا أن
ننسى الأمـر ؟
ـ وبعد ذلك ماذا تفعل ؟ نتزوج ؟ ماركو , أنا أبعد عن الزواج بك الآن
مما كنت على الإطلاق . أرجـوك أن تفكر في ذلك قبل أن تقوم بأي خطة
أخرى دون أن تستشيريني .
ثم ابتعدت عنه وصعدت إلى غرفتها . لم تعرف مثل هذا الغضب في
حياتها من قبل .

* * *
نهاية الفصل (( العاشـر )) . . .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 27-06-12, 08:11 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي 11 ـ لن أعيش بدون حب !

 


11 ـ
لن أعيش بدون حب !


نظرت سكرتيرة ماركو بحذر إلى المرأة الحازمة التي وقفت أمامها : (( هل
السنيور كالـﭭـاني بمفرده ؟ )) .
ـ لا أدري مـا . . .
ـ هل لديه أحـد ؟
ـ لا , ولكن لديه اجتماع مجلس إدارة عند الخامسة . . .
ـ لا تخافي , لن أتأخر إلى ذلك الحين .
قالت لها هذا من فوق كتفها وهي تفتح باب مكتبه .
كان مستغرقاً في شاشة الكمبيوتر , فرفع بصره إليها مجفلاً : (( ماذا
حدث ؟ هل حدث شيء لأمي ؟ )) .
ـ لا , جئت لأراك لأن هذا هو المكان الذي لا يمكنك أن تهرب فيه
مني . إنك تتجنبني منذ عدنا من البندقية .
ـ منذ يومين . أنت تعلمين أن لدي عملاً . . .
ـ وأنت تعرف ما أريد قوله . سـأفعل ذلك بسرعة حتى لا تتأخـر عن
اجتماعك . . .
توترت شفتاه : (( هذا ليس بالوقت . . . )) .
منتديات ليلاس
ـ كلمة وداعاً لا تستغرق الكثير من الوقت .
ـ هل يمكننا أن نتحدث عن هذا فيما بعد ؟
ـ لا . لقد خُدعت بهذه الكلمة مرة ولن أعود إليها . ثم ليس هناك ما
نتحدث عنه . الوداع ! هذا يكفي . لا أستطيع أن أتزوجك . وهـذه الخطبة
المزعومة انتهت .
فقال بنفاذ صبر : (( لا تكوني سخيفة . لقد كادت بطاقات الدعوة
تنتهي . . . )) . منتديات ليلاس
ـ وأنا أفسد الآن التنظيم . يا للجريمة الكبرى ! أنا آسفة . ولكن بعض
الأشياء أكثر أهمية من المحافظة على سير الخطة الموضوعة .
خرج ماركو من خلف مكتبه . بدا شاحباً لكنه قال بهدوء : (( إسمعي .
كنت في مزاج غريب مؤخراً , وربما لم أكن متعاطفاً تماماً , وما كان علي أن
أعلن خطبتنا بهذا الشكل . أنا آسف وسـأصلح من تصرفاتي في المستقبل )) .
فصرخت : (( إستمع إلى نفسك . إنك تتكلم كرجل يدق على مفاتيح
الكمبيوتر . الحياة لا تسير بهذا الشكل )) . منتديات ليلاس
أصدر صوتاً يدل على نفاذ صبر : (( هل هذه التفاصيل التافهة هامة ؟ )) .
ـ إنها ليست تافهة . إنها مثلك . كل شيء مرقم ومعلب . لقد أخبرتك
لتوي بأن خطبتنا انتهت . وأنت غاضب لأنني خرجت من علبتي على شكل
شخص لا تعرف كيف ترقمه . منتديات ليلاس
ـ أنا غاضب لأنني لا أفهم كلمة مما تقولين . لا شيء مما تقولينه منطقي .
ـ هل من غير المنطقي أن أتزوج من شخص يهتم بي بشكل لا تفعله
أنت ؟
تنفس بسرعة وبدا على وشك أن يقول شيئاً , لكنه راجع نفسه . وعندما
تكلم كان هادئاً : (( أظننا استطعنا أن نزداد تقارباً . . . )) .
منتديات ليلاس
ـ ليس إلى حد كافٍ . أنت متملك وتحاول أن تنظم كل خطواتي , لكن
ذلك ليس حباً .
وتنهدت : (( حسناً , ربما أنت على صواب وأنا كنت غير منطقية . كان
على أن اهتم بالحب قبل الآن بكثير . أليس كذلك ؟ منذ اليوم الذي تعارفنا
فيه . آسفة . لم أكن أعرف نفسي جيداً حينذاك . لكنني أعرفها الآن , وأرى
أن الحب مهم )) .
منتديات ليلاس
ـ الحب ؟
ـ نعم يا ماركو . تبدو وكأنك لم تسمع بهذه الكلمة قط . ليس هناك
حب بيننا , أليس كذلك ؟
جمد مكانه الآن تماماً . وتوجه إليها بكل انتباهه وقال بهدوء : (( لا يبدو
هذا . ما أغباني لأنني لم أفهم )) .
ـ إنه ذنبي , فقد ظللتك . جعلتك تظن أن بإمكاني أن أعيش بدون حب
مثلك . منتديات ليلاس
نظر إليها ساخراً : (( ومتى أصبح هذا مهماً فجــأة ؟ )) .
ـ مؤخر فقط . أتتذكر ليلة حفلة أبي ؟
فانفجر بها بشكل غير متوقع : (( وأنت ؟ )) .
ـ أتذكرها بكل وضوح . لكن هذا سيء , أليس كذلك ؟ لا يمكنك أن
تخلق ما هو غير موجود . حاولت أن أتصرف بطريقتك لكنني لا أستطيع
ذلك . منتديات ليلاس
ـ ربما أنت تستسلمين بسهولة .
ـ ظننتك تفخر بنفسك لكونك واقعياً . فأنت لست واقعياً الآن .
الأمور لن تتحسن يا ماركو . لقد فات الأوان على التغيير .
تأملت وجهه , متلهفة إلى رؤية بعض الليونة فيه . بإمكانه أن يبحث في
قلبه ويكتشف أنه لا يريد أن يفقدها . خلف شجاعتها الظاهرة , كانت تعلم
أن كلمة حب واحدة منه كفيلة بأن تلقي بها بين ذراعيه . ولكنه بقي صامتاً .
منتديات ليلاس
ووجهه جامد كوجود الموتى . حتى بشرته أصبحت غبراء قليلاً , وبدت في
عينيه نظرة غريبة ذاوية وكأن الحياة استنزفته . وأخيراً قال بلهجة متحجرة :
(( نعم . لقد فات الأوان على التغيير . كنت أظن . . . حسناً , كنت خاطئاً . لا
يمكن للإنسان أن يغير نفسه لمجرد رغبته في ذلك )) .
وفي الصمت الذي تلا ذلك , تملكها شعور غريب بأنه ضائع , وهو
شيء لم تعرفه فيه من قبل قط .
منتديات ليلاس
وأخيراً سألها : (( ما الذي سيحدث الآن ؟ )) .
ـ ســأرحل حالما أتحدث إلى أمك . وعندما أعود إلى لندن . . .
ـ لندن ؟ لكنك قلت إنك ستبقين في روما .
منتديات ليلاس
تأملته ساخرة : (( أما زلت تتذكر ذلك الحديث ؟ ظننتك تناسيته كما
تفعل دوماً إذا لم يناسبك الموضوع . كنت أنوي البقاء في روما لكنني أرى
الآن أنني لا أستطيع . علي أن أبتعد عنك حالاً . وعندما أصــل إلى وطني
سـأتدبر الأمر بحيث أعيد إليك دينك علي )) .
ـ لا داعي للعجلة , فقد وعدتك بشروط سهلة . . .
ـ لا , أريد أن أسدده كاملاً دفعة واحدة . . .
ـ لا يمكنك أن تدفعي هذا المبلغ جملة واحدة , كلانا يعرف هذا .
منتديات ليلاس
ـ سـأتدبر أمري بشكل مـا . الأفضل ألا أكون مدينة لك .
وفجأة زال الجمود عن وجهه , فالتوى بمرارة : (( أنت مستعجلة
للتخلص مني أليس كذلك ؟ )) .
ظلمها له كان كالسكين يغرز في قلبها , وجعلها تجيب بنفس مرارته
لتغطي ألمها : (( ظننتك ستكون مسروراً لرحيلي بعد أن علمت أني أرفض
عرضك . هيا دع عنك حيرتك وارتباكك ولا تضيع وقتاً على اتفاقية ميتة .
تلك هي مبادئك لكنها مفيدة لي أنا أيضــاً )) .
سمعته يأخذ نفساً سريعاً قبل أن يقول : (( يبدو أنني علمتك أكثر مما
أدري . يمكنني أن أتذكر أوقاتاً كنت فيها أكرم نفساً من أن تقولي شيئاً قاسياً
كهذا )) . منتديات ليلاس
ـ ماركو . . .
ـ أنت طبعاً على صواب , مهما كان رأيي في أهمية الحديث عن هذا
الأمر .
ـ لم يعد هناك ما يستحق التحدث عنه بيننا . لقد انتهى كل شيء . لم يعد
هناك ما يقال , والأفضل أن تسرع فلديك اجتماع .
وخرجت من مكتبه شبه راكضة , لا تدري هل تصرخ أن تقذفه بشيء .
كيف يجرؤ على إثارة الاضطراب فيها بذلك الجو من الألم المكبوت الذي يحيط منتديات ليلاس
به ؟ إنها تعرفه جيداً ولا يمكنه أن يخدعها . ليس في الأمر أكثر من أنه يحتال
عليها لكي يجعلها هي المخطئة التي تستحق اللوم . لكنها لا تستطيع مواجهة
ذلك حالياً .
* * *
أصعب ما في الأمر هو إطلاع لوشيا على ما حدث بالرغم من أن الأم
كانت متفهمة . وتنهدت لوشيا : (( لطالما شعرت بأن هناك شيئاً خاطئاً . حتى
في البندقية أحسست بذلك . لكنني افترضت أنني لا أرى سوى ما أريد منتديات ليلاس
رؤيته . ويبدو , مع الأسف , أن ماركو أخذ ذلك عني )) .
واعتصرت يد هارييت : (( ماذا حدث )) .
ـ الأمر بسيط للغاية . أنا وماركو عقدنا اتفاقية عمل , لكنني وجدت
شروطها صعبة التنفيذ . لقد تعقدت كل مشاعري . والشيء الوحيد الذي
اتفقنا عليه لن يحدث .
ـ لكنه يرغب بك كثيراً . . .
ـ نعم , هو يرغب بي . كما يرغب في كل شيء يراه مناسباً له . لكن هذا
لا يكفــي .
ـ أتقولين إنك تحبينه ؟
ـ ليس الأمر بهذه البساطة .
قالت هذا بحذر متذكرة أن لوشيا لا بد ستخبر ابنها بكل هذا : (( كيف
يمكنك أن تحبي رجلاً لا يحتاج إلى من يحبه ؟ )) .
ـ كل رجل يحتاج إلى من يحبه , وربما ماركو أكثر من غيره , لأنه ينكـر
ذلك بشدة .
ـ نعم , لكنني لا أستطيع احتمال ذلك . لا أريد أن أمضي حياتي في
الكفاح . منتديات ليلاس
ـ لا يمكنني أن أقول شيئاً يقنعك ؟
فهزت هارييت رأسها : (( أصعب شيء علي هو أن أتركك . كنت رائعة
معي )) .
فقالت لوشيا بلهفة : (( يجب ألا نخسر هذا . عديني بأنك ستستمرين
بالاتصال بي )) .
وعدتها هارييت بذلك . فعانقتها المرأة والدموع في عينيها تسألها
بحزن : (( متى سترحلين ؟ )) .
ـ ظهر الغد .
ـ سأرافقك إلى المطار . منتديات ليلاس
كانت هارييت تريد أن تترك الملابس التي اشترتها هنا , فقد بدا لها من
غير اللائق أن تأخذ شيئاً من هذه المرأة التي خيبت هي أمالها فيها . لكن
لوشيا أصرت أن تأخذ معها كل شيء دون استثناء , قائلة بجد : (( يا عزيزتي
إيتا , سامحيني لقولي هذا , لكنني لا أستطيع أن أحتمل رؤيتك تعودين إلى
المظهر الذي أتيت به عند وصولك إلى هنا )) . منتديات ليلاس
وأثناء العشاء , حاولت كل منهما أن تسلي الأخرى , من دون أن تعترفا
بأن كليهما تنتظران ماركو . نظرت لوشيا إلى الساعة عدة مرات حتى قالت
هارييت : (( لن يأتي )) .
ـ بل سيأتي . لن يدعك تذهبين من دون كلمة وداع .
ـ ليس بحاجة إلى قول كلمة الوداع . فقد سبق وانتهى مني .
ـ لا تبدأي بمثل هذا القول يا عزيزتي . رؤيته للعالم بذلك الشكل لا
تجعله سعيداً .
فتنهدت هارييت : (( لا أدري ما الذي يجعله سعيداً . ولكن ما يسعده
ليس أنا على كل حال )) .
فسألتها : (( وأنت ؟ هل كان بإمكانك أن تكوني سعيدة معه ؟ )) .
فكان جوابها : (( وهل يمكن لشخص أن يكون سعيداً مع شريك غير
سعيد ؟ )) .
وغمرها ألم قوي وكـأن حجراً أثقل صدرها . وعندما انتصف الليل ,
واجهت حقيقة أن ماركو سيتركها تذهب من دون كلمة وداع .
اتصلت لوشيا بماركو إلى شقته , ثم إلى هاتفه الخليوي , ولكن عبثاً .
فقالت هارييت متوسلة : (( لا تحاولي أكثر من ذك فهكذا أفضـل )) .
ومع ذلك , بقيت مستيقظة معظم الليل علها تستمع إلى صوت
سيارته . وعندما لم يأت , كررت لنفسها أن ذلك أفضل , فهي تعلم أنها منتديات ليلاس
ستضعف أمامه وقد تلقي بنفسها بين ذراعيه وتعده بأي شيء مقابل أن تبقى
معه فقط . وهذا سيكون كارثة , لأنها لن تشعر باحترام لنفسها إذا هي
عاشت مع رجل يعلم أنها تخلت عن كبريائها لتعيش معه , استطاعت أن تنام
ساعتين , استيقظت بعدهما والصداع يتملكها . لم تتناول فطورها , كذلك منتديات ليلاس
لوشيا , وكان عقرباً الساعة يزحفان نحو اللحظة التي تترك فيها هذه الفيلا
إلى الأبد , وتترك ماركو إلى الأبد . فقد سبق وتركته فعلاً .
وجـاء صوت سيارة من الخارج . فقالت لوشيا : (( لا بد أن السائق
أحضر السيارة لتقلنا . آه , إيتا , يا حبيبتي تذكري وعدك لي بأن تبقي على
اتصال )) . منتديات ليلاس
فقالت هارييت بصوت أجش : (( أعدك )) .
وتعانقت المرأتان , ثم شعرت بلوشيا تتصلب بين ذراعيها ثم تصرخ :
(( ماركو ! )) .
وقف عند العتبة وقد بدا شاحباً للغاية إنما متحكم في نفسه . وحبست
هارييت أنفاسها . وقالت لوشيا بفرح : (( الحمد الله أنك جئت ! )) . منتديات ليلاس
ـ طبعاً . وهل ظننتني عديم الأخلاق لكي أترك ضيفتنا ترحل من دون
أن أودعها ؟ سـآخذ هارييت إلى المطار بنفسي .
منتديات ليلاس
راح قلبها يخفق . بسرعة منذ لحظة اشتعال الأمل في نفسها , لكنها
أرغمت نفسها على الهدوء . . . انتظر ماركو في السيارة إلى حين انتهت من
وداعها للوشيا , وعندما صعدت على جانبه كانت ما تزال تغالب دموعها .
وتفحص ماركو وجهها بينما وجهه لم يكن ينبئ بشيء . ثم هبطت نظراته
إلى يدها التي كانت خالية من الخاتم , فقالت : (( لم أكن أعرف أنك قادم ,
ولهذا سلمت الخاتم إلى أمك )) .
منتديات ليلاس
فقال وهو يستدير بالسيارة : (( لقد آلم هذا أمـي كثيراً )) .
ـ أعرف هذا . لكننا تحدثنا طويلاً , وأظنها تتفهم الأمر .
ـ أكثر مني .
ـ وقد وعدتها بأن أبقى على اتصال بها .
ـ هذا حسن . إذن أرجو أن أسمع بعض أخبارك .
ـ نعم حسناً . . . سأتصل , بالنسبة إلى المال . . .
ـ سبق وأخبرتك أن لا داعي للعجلة في هذا . يمكننا أن نقسط المبلغ .
ـ لا , بل الأفضل أن أدفع المبلغ كاملاً .
شتم بصوت خافت : (( أنت امرأة صلبة عنيدة )) .
فكرت في أنها عنيدة حقاً . ولكن صلبة ؟ ربما هي تحاول أن تحيط نفسها
بجدار يقيها من الألم لفراقه . وهذا سينجح في النهاية , كما حدثت نفسها ,
خصوصاً وهو يريها منه الناحية الأقل مودة ولطفاً . وفي المطار بقي معها إلى
حين وقت التسجيل , فساعدها بأدب على التأكد من وجود التذكرة وجواز
السفر .
منتديات ليلاس
قالت : (( سـأدخل مباشرة ولا حاجة بك إلى أن تبقى معي . شكــراً
لإحضارك لي )) .
ـ ما من إزعــاج .
ـ حظــاً سعيداً في مشروع الشراكة .
ـ ماذا ؟ آه , نعم . شكراً . حسناً , لن أضيع الوقت . وداعاً وحظــاً
سعيداً . منتديات ليلاس
صافحها ثم ابتعد بخطوات واسعة من دون النظر خلفه . استقل سيارته
وأشعل المحرك , ثم عاد فأطفأه ووضع رأسه بين ذراعيه على المقود . وبقي
كذلك إلى أن دق شخص ما على زجاج النافذة ليرى إن كان بخير . منتديات ليلاس
* * *
ـ لماذا أردتني أن أحضــر إلى هنا , يا ولدي ؟
وأجالت لوشيا نظراتها في أنحاء الشقة التي كانت تبدو أكثر تحفظــاً
وتقشفاً من أي وقت مضى .
ـ لقد مضى يومان الآن , لماذا لم تأت إلى البيت وتتحدث إلي ؟
فاقل بابتسامة مرهقة : (( أنت تعرفين مدى انشغالي حالياً يا أمي . هذه
الشراكة . . . )) .
ـ لقد جعلت من ذلك عذراً لهارييت , لكنك لن تقنعني أنا .
فسكت , وذهبت هي إلى المطبخ لتحضر القهوة . وعندما عادت كان
ماركو جالساً , شابكاً أصابعه على ركبتيه وهو يحدق إلى الأرض . أخذ منها
الفنجان بابتسامة شكر خفيفة . نظرة واحدة إلى وجهه كانت كافية لإعادتها
إلى المطبخ لتعود أخيراً بطبق كبير من المعكرونة , ثم سـألته وهي تجلس
أمامه : (( متى أكلت آخر مرة ؟ )) .
فهز كتفيه : (( في وقت ما . شكراً يا أمي )) .
منتديات ليلاس
نظرت إليه بعطف : (( كنت أحمق للغاية )) .
فأجفـل : (( أنا ؟ أنا الذي أردت أن يستمر زواجنا )) .
ـ نعم , حاولت ذلك بكل مراوغة وإرغام . وماذا كانت النتيجة ؟ لقد
فقدت كنة كنت شغوفة بها بشكل خاص . هذا لن ينفع . منتديات ليلاس
ـ ماذا تتوقعين مني أن أفعل ؟ لا يمكنني أن أرغمها على الزواج بي .
ـ إذن أنت تعلمت هذا , أليس كذلك ؟
ـ من السهل أن تتكلمي يا أمي , ولكن لا يمكنك أن تتحدثي بالمنطق
إلى هارييت , إنها تعيش في عالم الأحلام . منتديات ليلاس
وشخر ساخراً : (( إنها تسمي نفسها سيدة أعمال . لكن سكان القمر
يعرفون عن التجارة أكثر منها . تظن أن إدارة عملها مسألة حب لقطعها
الأثرية والعثور لها على (( بيوت شغوفة )) )) .
فتنهدت لوشيا : (( آه , هذه هي شخصية هارييت )) . منتديات ليلاس
ـ نعم , وكذلك طريقتها في إدارة المتجر . إنها الآن تتحدث عن إعادة
المال الذي أقرضتها إياه , كله دفعة واحدة . كيف تظن بإمكانها أن تفعل
ذلك ؟ إنها ليست بتلك الخبرة التي تظنها .
ـ في الحقيقة , يا ماركو , ماذا تعرف عن مدى خبرتها ؟
قفز واقفاً وسار إلى خزنة سرية , تناول من داخلها القلادة الذهبية
الأثرية : (( أترين هذه ؟؟ أخذتها إلى لندن وأريتها لهارييت في اليوم الأول
لتعارفنا . أتذكرين كم كان أبي مزهواً بها , وكم كان يحكي الحكايات عن
الحفريات التي اكتشفت فيها ؟ أخبرتني هارييت بأنها زائفة )) .
منتديات ليلاس
ـ لكنها , يا ولدي العزيز , زائفة فعلاً .
ـ ماذا تعنين ؟ إنها أترورية حقيقية .
ـ لا . القلادة الأصلية كانت أترورية . ولكن منذ سنين , عانى أبوك من
مشاكل ماليه فباعها . وهذه هي نسخة صنعها مزيف خبير كان الأفضل في
مهنته , ومن المهارة إلى حد لم يكتشف زيفها أحد طال السنين الماضية . حتى
كشفته هارييت .
أخــذ ماركو يحدق إليها صامتاً .
* * *
رفعت هارييت القلم للمرة الثانية , ثم عادت فوضعته . وقالت بحزن :
(( الأمر يبدو منتهياً )) .
فأومـأ المحامي السيد بندري : (( البيع نهائي . ولكن سيكون من عدم
الحكمة منك أن ترفضي عرض (( ألوم وجونزي )) )) .
ـ ولكن لمن هذه الشركة ؟
ـ وهل هذا مهم ؟ لقد قبلت هذه الشركة دفع الثمن الذي طلبته من دون
نقاش . بالإضافة إلى أنهم يريدونك أن تبقي لتديري المتجر . وبهذا لا تخسرين
شيــئاً .
منتديات ليلاس
ـ ما عدا أنه لن يعود ملكي بعد الآن .
ـ حسناً , إذا كنت حقاً لا تريدين أن تبيعي , يمكنك أن تسألي السنيور
كالـﭭـاني إذا كان بإمكانك أن تدفعي له بالتقسيط . هل أتصل . . .
ـ لا , شكراً .
قالت هارييت هذا بحزم . لقد أقسمت على أن تقضي على كل ارتباط
يجمعها بماركو . فهذه هي الوسيلة الوحيدة لإخراجه من حياتها , إن لم يكن
من قلبها . وهي تفضل أن تموت على أن تطلب منه خدمة بعد الآن .
وبسرعة , وضعت توقيعها ودفعت الورقة على المكتب . منتديات ليلاس
قال السيد بندري : (( والآن , هذه هي اتفاقيتك بصفتك المديرة لستة
أشهر )) .
منتديات ليلاس
توقفت هارييت مرة أخرى : (( لا أدري . أليس الانتهاء من هذا كلياً هو
الأفضل ؟ )) .
لكن ليس هناك ما يدعى : (( الانتهاء كلياً )) . ألم تكتشف ذلك في الأيام
الموحشة والليالي المؤلمة ؟
سألها السيد بندري : (( هل لديك خيار آخر ؟ )) . منتديات ليلاس
ـ لا . لا أظن ذلك .
قالت هذا وهي تتناول القلم .
ـ أنت تستمرين في إدارة المتجر فقط , وأظن أنهم سيرسلون شخصاً
ليراك , عاجلاً أو آجـلاً .
بقيت مستيقظة طوال الليل , عالمة بأن توقيعها كان ناجماً عن ضعفها .
لم تستطع أن تواجه إفلاساً آخر بعد الإفلاس الأول بمثل هذه المدة القصيرة . منتديات ليلاس
ستنهي العقد ثم تنفصل عن متجرها شيئاً فشيئاً .
وللمرة الآلف منذ عودتها إلى لندن , أخذت تتساءل عما جعلها تتخذ
مثل هذا الموقف العنيد ضد الرجل الذي لم تكف لحظة عن حبه . والحق يُقال
إنها لطالما اعتبرت نفسها ضعيفة نوعاً ما , فما الذي جعلها تجد الأسلحة التي
في يدها ؟ منتديات ليلاس
ماركو هو الذي أراها إياها . لقد أخبرها بأنها قوية وشجاعة ومستقلة ,
وكان ذلك صحيحاً . الإهمال والوحدة اللذان دمغا حياتها علماها كيف
تكون وحدها , لكنها لم تعرف ذلك حتى كشف لها ماركو عن قوتها . لقد
أراها أن بإمكانها أن تعيش من دون أبيها الذي تحن إليه دوماً , والخطوة
التالية هي علمها أن بإمكانها أن تعيش من دون أحد .
والآن , بإمكانها أن تعيش من دون ماركو , لأنه علمها كيف تفعل منتديات ليلاس
ذلك .
* * *
وفي اليوم التالي تأخرت في النوم . وكان هذا اليوم هو عطلة مديرة المتجر
السيدة جيلكرست فأسرعت هارييت إلى المتجر , سائلة الله ألا يدع شركة
(( ألوم وجونزي )) ترسل ممثلها في هذا اليوم بالذات , وعندما وصلت وجدت
الباب الأمامي مفتوحاً , فأدركت أن الله لم يستجب لدعائها . وشعرت منتديات ليلاس
بالهزيمة . لقد تأخرت . . . تماماً مثل ذلك اليوم . بإمكانها أن تتصور
بالضبط ما كان سيقوله ماركو عن هذه المرأة .
منتديات ليلاس
وكان ذلك ما قاله بالضبط و هو يخرج من ذلك القسم الخلفي من المتجر
وهو ينظــر إليها ساخراً : (( تباً , يا هارييت ! ألا تأتين أبداً في الوقت
الصحيح ؟ )) .
* * *
نهاية الفصل (( الحادي عشر )) . . .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لوسي غوردن, احلام, دار الفراشة, رجل الثلج, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, سلاسل روايات احلام
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t177367.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 17-03-17 03:06 PM


الساعة الآن 12:15 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية