كاتب الموضوع :
ريم . م
المنتدى :
الارشيف
".. الجزء الخـــامس .. "
- 14 -
لا يدري ساجر كيف تمكن من الوصول الى المشفى بهذه السرعة دون ان يصيبه مكروة ،
ولكن ذلك لم يكن يشغل تفكيره في تلك اللحظات بقدر ما كان يشغله ان يرى غنج بخير .
ترجل من العربة واغلق خلفه الباب بعنف ثم سار متجها الي الداخل ،
كاد ان يصطدم في هذه الثانية بعجوز ، يهم بالخروج من المشفى ! .
لم يكن يريد ان يفكر بالذي قد حصل في غيابه ، كان بإمكانه ان يسأل حسناء حول
سبب نقلها للمشفى ولكنه اغلق الهاتف بعد ان اعطته العنوان مباشرة ،
هل كان يعرف بأنه السبب وراء ما حل بها ، بشكل او بآخر ؟
عبر الرواق مسرعا متوجسا ، وقد جال ببصرة ، الابواب المترامية في كلى الطرفين يبحث على غير هدى ،
حتي وقع بصرة على حسناء التي كانت تقف بقرب احد الابواب ، لمحته هي الاخرى ولكنها
لم تقم بأي رد فعل ، اندفع نحوها في ثوانا حتى توقف امامها متسائلا :
" اين هي ؟ "
اومأت برأسها الى الباب عن يمينها : " بالداخل "
هم بالدخول ولكنها امسكت بمرفقه ، وقالت بغضب : " لا يمكنك الدخول الان .. انتظر حتى خروج الطبيبة "
ارتخت اطارفه ولكنه عاد ورفع سبابته في وجهها بتهديد : " لن اسامحك ان حصل لها اي مكروة "
" ليس من حقك ان تهددني .. انت من عليه ان يخاف على نفسه .. "
" لقد حذرتها منكِ مرارا .. ولكنها لم تنصت الى " قالها ساجر وكأنه يحدث نفسه
" مادمت سيئة الى هذه الدرجه لما تركتها في منزلي وهربت ؟ "
صمت محدقا بها وقد اعتراه غضب شديد ، كان يريد ان يقتلع عينيها الغاضبتين من محلها ،
لم تكن تخشى شيء ابدا.
ابتعد عنها قليلا وقد ذرع المكان جيئة وذهابا .. لقد كانت محقة في ما قالته قبل قليل ،
ولكن الشيء الذي لم يكن ساجر يريد ان يعترف به ، هو انه يثق بحسناء تماما رغم اختلافه معها ،
ويعرف جيدا بأن غنج ستكون في آمان معها اثناء غيابه عن المنزل .
خرجت الطبيبة في هذه الاثناء ليجتمعا حولها في ثانية وقد بدا القلق يعلو وجوههم ،
تحدثت الطبيبة والتي راحت تتمرر نظراتها بينهم قائلة
: " يبدو انها تمر بظروف صعبة في الاونه الاخيرة "
كانت تتحدث بذات اللهجة التي تتحدث بها حسناء ، تبادر الى ذهنه بأن لحسناء اقارب ومعارف
في كل مكان حتى بالمشفى ، على الرغم من انهم في بلد اجنبي !
" ماذا دهاها ؟ " سبقته حسناء قبل ان يتفوه بكلمة .
" انهيار عصبي "
حدق ساجر بها متسائل : " ماذا … انهيار .. ! "
اومأت برأسها مجيبه : " نعم … " ثم اردفت : " هل كانت تمر بظروف صعبه في الاونه الاخيرة ؟ "
تلعثم ساجر وراح يرمق حسناء التي اجابت بهدوء
: " اعتقد ذلك … فهي تفكر كثيرا ب أُمور تزعجها " وراحت تنظر الى ساجر والذي ضل صامتا .
تسائلة الطبيبة : " هل كانت تعاني من إظطراب في النوم ؟ … هل تفقد شهيتها ؟ ..
او فقدت وزنها في فتره معينه … او شيء من هذا القبيل "
اجابتها حسناء بإنفعال :
" نعم .. نعم .. لقد كانت لا تنام ابدا … وان حصل ونامت فهي تستيقظ فزعه …
كما انها تبكي كثيرا … حتى من اتفه الاسباب "
قالت الطبيبه في هدوء :
" اعتقد بأنه انهيار عصبي اساسي … فهو غالبا يصيب من هم في مثل حالاتها ..
خاصه بأن حياتها تبدو غير مستقرة … هل انت زوجها ؟ "
اومأ برأسه واكتفى بذلك فأردفت : " عفوا على سؤالي .. ولكن هل كان هناك خلاف بينكم ؟ "
كانت تحدق بساجر الذي بدا شاردا ، فقال وكأنه يبحث عن الكلمات التي فرت هاربة منه
: " مشاكل عادية "
زمت شفتيها واومأت برأسها قائلة : " حسنا سأصرف لها بعض الادوية … كما انها ستحتاج لرعاية "
" نعم نعم .. بالتأكيد " قالها في شرود ثم اضاف : " هل بإمكانها الخروج ؟ " ، قابلته بإبتسامه :
" نعم ولكنها تحتاج لأن تبقى بعض من الوقت هنا قبل ان تخرج .. كما اني اريد ان اتحدث
معك حول طرق ستساعدها في استعادة توازنها "
كانت حسناء تهم بالولوج الى الداخل تاركة ساجر خلفها يتحدث مع الطبيبة .
… … … … … … … … … ..
|