لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-06-12, 10:11 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 242577
المشاركات: 118
الجنس أنثى
معدل التقييم: ريم . م عضو على طريق الابداعريم . م عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 165

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ريم . م غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ريم . م المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

..




" الجــــزء الرابـــع "

-11-


طرقت الباب عدة طرقات ، قبل ان تسمع صوته ينبعث من الداخل قائلا :
“ تفضلي .. الباب مفتوح “

لقد كان يعرف تماما بأنها والدته فقد اعتاد ان تطل عليه في اوقات معينة كالصباح و الظهيرة
او في المساء ، بينما نادرا ما يقوم والده بذلك وان فعل ، فهو لا يطرق الباب كما تفعل هي .
كان بجاد متربع على سريره وقد ارخى بصره محدقا بشاشة حاسوبه ، اطلت والدته من خلال
فتحت الباب متسائلة :

“ هل ستنام ؟ “
رفع رأسة محدقا بها : “ لا لا لقد استيقظة لتو ... كنت اريد ان اتفقد بريد العمل ثم
انزل للجلوس معك ولكن انشغلت قليلا “

ولجت الى الداخل واغلقة الباب خلفها ثم سارت بخطى حذرة فقد كانت غرفتة
مظلمة الى حدا ما ، خاصة بأنه معتاد على ان يبقي ستائر غرفته مسدلة .
جلست والدته مقابله في صمت ، وظلت كذلك قرابة ثوان تحدق إليه دون ان تتحدث ، فكانت كثيرا
ما تحب ان تراقبه اثناء انشغاله وكأنها تحاول ان تشبع بصرها في النظر إليه ،
لم يكن طفلها الذي قد تجاوز الثلاثين عاما قد تغير ابدا ، بل انه بقي كما عهدته هادئا ، منعزل عن العالم ،
لا يبتعد كثيرا عنها ، فكان غالبا ما يعود اليها ويشاركها في كثيرا من الامور ، فهو يعلم كم تحب ذلك .

كان يهم في هذه الاثناء التي ظلت فيها ترمقه ، بإغلاق بريدة الالكتروني ليتفرغ للحديث معها ثم اطبق
حاسوبه وراح ينظر اليها متسائلا :

“ هل والدي هنا ؟ “
“ نعم انه في منزل عمك ... اذهب وقابل سلطان ووالده “
“ لقد قابلتهم بالامس ... سيغادرون اليوم ؟ “
أومأت برأسها واكتفت بذلك ، بينما تناول بجاد راحتها :

“ لديك شي تريدين اخباري به ؟ “
ابتسمت قائلة : “ لا .. كنت اجلس لوحدي .. ومللت ... “
“ حسنا بما انك لست منشغلة .. اريد ان اسئلك عن أمر ما . “
“ تكلم انا اسمعك .. “ قالتها وقد اعترها الفضول ، بينما تململ بجاد في مكانه قبل ان يقول :

“ هل سبق وحلمت بشخص لم تريه من قبل ؟ .. شخص تعرفينه في الحياة الواقعية بينما لم تتمكني
من رؤية وجهه من قبل .. لكنك ترينه في احلامك ؟ “
“ هل تحلم بشخص ما ؟ “
“ تراودني بعض الاحلام ... “
“ لا ادري ولكن احيانا نحلم بأشخاص لم نراهم حتى على ارض الواقع “
“ لا لا .. اقصد بأنني لا اعرف ملامح وجهها ... مثلا انا لم ارى وجه زوجة عمي من قبل
بينما استطيع رؤيتها في الحلم .. هذا ما اعنيه “
“ هل تحلم بزوجة عمك ؟ “

ضحك بجاد لتعليقها ثم قال :

“ لا .. اني اعطيك مثالا فقط “
“ حسنا .. ما هو الحلم ؟ “
“ لا اذكره .. “ كان يحاول ان لا يتحدث بتفاصيلة فإضطر ان يكذب .

ضاقت عيناها وكأنها تحاول ان تخمن مايرمي إليه ثم قالت بعد دقائق :
“ هل هناك إمرأة في حياتك ؟ “
“ لا افهم مادخل موضوعنا بهذا السؤال ؟! “
“ انت تقول بأنك تحلم بها ... من هي ؟ إمرأة لا تستطيع رؤيتها بينما تتمكن
من سماع صوتها .. انت على علاقة بأمرأة ما ؟ “

شعر بأنها بدأت تفقد سيطرتها على نفسها ، فهذه هي بوادر شجار سيعصف
به كما تفعل غالبا بوالده ، فلم يجد جوابا لسؤالها وارتبك قليلا قبل ان يقول :
“ دعينا لا نتحدث في هذا الموضع ... يبدو انه سلك مسلك آخر “
“ انك تتهرب .. قل لي الان من هي .. ؟ “
“ لماذا تظنين بأن الامر متعلق بفتاه ؟ “
“ من الرجل الذي تعرفة ولم ترى وجهه من قبل ؟ “
صمت بجاد فقد ألجمه سؤالها ، لقد كانت محقة في ذلك وتمنى وقتها بأنه لم
يتحدث من البداية وبقي صامتا .. !




..

 
 

 

عرض البوم صور ريم . م  
قديم 30-06-12, 10:23 AM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 242577
المشاركات: 118
الجنس أنثى
معدل التقييم: ريم . م عضو على طريق الابداعريم . م عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 165

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ريم . م غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ريم . م المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

..



ارقد مفتاح عربته في جيب معطفه الاسود وسار بمحاذاة الشارع قاصد الحديقة التي
ترك وليد فيها منذ دقائق قبل ان يركن عربته ،
كان وليد في هذه الاثناء قد اخذ مكانا مناسبا كعادته يمكنّه من رؤية اغلب رواد هذا المكان
خاصة بأن معظمهم كانوا ممن يدرسون معه منتظرين بداية الاختبار .
لمح وليد ساجر يسير على الطريق وقد انحرف يمينا عنه وسار الى العمق ليجد نفسه في وسط الحديقة العامة
يمسح بعينيه المكان ، ابتسم وليد لمنظرة وكان كثيرا ما يحب ان يراه تائها يبحث عنه ليتسلى قليلا رغم ان
ساجر كثيرا ما كان يغضب من تصرفه هذا .
كان ساجر قلما يهتم بمظهره الخارجي فكان منظره رثا ، خاصة بأنه لم يحلق ذقنة منذ فترة و قد استهلك
ذلك المعطف الاسود فكان يرتديه في معظم الا وقات عندما يخرج برفقة وليد .

اشار وليد لصاحبه بعد ان خشي من سخطه وراح يلوح بيده :
“ هيه ... ساجر ..”

التفت الاخير عن يمينه بنفاذ صبر إلى مصدر الصوت ورأه يجلس على احد المقاعد المثبتة على الارض
و تقابله طاولة على طول المقعد ، وضع عليها كتبة وتعلو وجهه ابتسامة .
عندما وصل ساجر توقف يحدق به لثوان بغضب قبل ان ينفجر وليد ضاحكا :

“ صدقيني .. لا استطيع منع نفسي من ذلك “
“ انك ظريف جدا “ جلس ساجر بقربة ثم اردف : “ اريد ان اعرف مالمضحك في الامر “
لكزه وليد مازحا : “ لا تغضب كنت امزح ... ثم ان رؤيتك وانت تائه تضحكني “
“ اذا فأنت تضحك منذ ان عرفتني يا صديقي “

اختفت ابتسامة وليد وراح يحدق بالمكان حوله فقد إختفى المزاح بعد جملته تلك ، فما كان منه الا ان يفتح
كتابا ويقراء فيه بينما راح ساجر يسرح بفكرة في هذه الحياة ويرمق المارين من حوله لدقائق قبل ان يلمح رجل
في مقتبل العمر يبتسم له ، عقد ساجر حاجبيه فهو لا يعرف ذلك الذي يجلس بعيدا عنه ويبتسم له وكأنه يعرفه ،
فالتفت إلى وليد ليسأله عن ذلك الرجل فوجد وليد يحرك كفه مبتسما وكأنه يلقي تحية على شخص ما .

“ ظننته يبتسم لي “ قالها ساجر محدقا بذات المكان .
فهمس وليد ولاتزال ابتسامة على شفتيه مجاملة لذلك الرجل وقال :

“ من يبتسم لرؤيتك يا ساجر .. انه زميلي .. “
“ حقا .. ! “
“ نعم ..” عاد وليد الى ساجر بعد ان انتهى من التحايا عبر الهواء وبالنظرات ثم اردف :

“ هل تعلم بأنه لم يزر وطنه منذ عشرون عاما ! انه فلسطيني “
“ ما ادراك انت “
“ سمعت من بعض الاصدقاء الذين يعرفونه “

راح ساجر يرمق الشاب الذي بدا يقهقة مع من حوله ثم قال
: “ انك لا تعرف شيء .. لا تتحدث عن غيرك دون ان تتأكد “
“ انا اعرفة .. “
“ انه حتى لم يتجاوز الخامسة والعشرون ..
مالذي يفعله هنا منذ ان كان في السادسة من عمره ؟ “

قالها ساجر غاضبا من ثرثة وليد فأجابة الاخير بجدية .
“ ساجر انه في الاربعين من عمره “
عاد ساجر يحدق به غير مصدق ... ثم قال بحنق :
“ انت كاذب .. لماذا لم يفكر بدراسته الا الان “
“ ان العلم لا يعرف عمرا يا صديقي “
اجابه بعد برهه من التفكير قائلا : “ اها .. تقصد مثلك تماما ؟! “

“ بالظبط “ اومأ وليد برأسه وكان سيضيف شيئا ولكنه شرد محدقا بمن جلست على بعد خطوات منهما
في المقعد المجاور ، لاحظ ساجر شروده فوضع يده على صدر وليد ودفعه بلطف ليمنحه مساحة يتمكن
من خلالها النظر الى سبب الذي ادى الى شروده .
ابتسم ساجر عندما لمح فتاة في منتصف العشرينات تجلس بحذر على المقعد ثم راحت
تمسح على الطاولة لتقدر مساحتها ووضعت كتبها وحقيبة كتفها فوقها .

همس ساجر متسائلا : “ من تلك ... ؟ “
اجابه وليد بينما لا يزال شاردا نسبيا محدقا بها
: “ انها سلمى “ قالها وليد بنبرة غريبة ، فإبتسم ساجر وهمس وكأنه يخشى ان تسمعه :
“ اذا هذه هي ! “
التفت بغضب متسائلا : “ مالذي ترمي إليه ؟ “
ابتسم ساجر : “ لا شيء “ ولكنه لم يتمكن من كبت ضحكته بعد جملته تلك .
لا يدري وليد ولكنه ابتسم لإبتسامته ، لكنه طرقه على كتفة : “ اشش ... توقف عن الضحك
.. ستسمعنا “

وضع وليد كفه على فم ساجر ليوقف سيل ضحكاته وهمس بأذنه :
“ ساجر توقف عن الضحك “
ابعد ساجر كفة قائلا : “ حسنا حسنا ... ولكن قل لي كيف تعرف اسمها ؟
هل هي زميلة ايضا ؟ “
ثم خرجت ضحكة قصيرة كتمها اثر تحديق وليد به والذي قال بغضب :

“ نعم زميلة “
“ دعنا نتحدث بجدية .. هل هي السبب وراء رفضك الزواج ؟ “
“ ساجر ... ان سلمى كفيفة “

هدأ ساجر وعاد يحدق بها في ذهول ثم نطر الي وليد مكرر ما قاله : “ كفيفة ”
أومأ وليد وعاد يقلب في صفحات كتابة وبدا غاضبا من ساجر تصرفه منذ دقائق

“ هل غضبت ؟ “ تسائل ساجر بهدوء ، بينما هز وليد رأسه نافيا .
قطع حديثهما صوتها الهادىء الذي اعتراه نبرة خجل قائلة :

“ هل هذا انت يا وليد “



..

 
 

 

عرض البوم صور ريم . م  
قديم 30-06-12, 10:29 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 242577
المشاركات: 118
الجنس أنثى
معدل التقييم: ريم . م عضو على طريق الابداعريم . م عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 165

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ريم . م غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ريم . م المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

..




-12-

تركت والدتها خلفها تهم بإرتداء عباءتها قاصدة الخارج في حين لا يزال كل من خالها وعمها
يتحدثان في غرفة المعيشة عندما هبطت ،كانت راما تحمل حقيبة متوسطة الحجم لتضعها في العربة ،
بما ان سلطان لا يزال يتناول وجبة إفطاره ، سارت بخطى متعثرة إثر عباءتها ـ التي اكستها سوادا سوى كفيها ـ إلى الفناء حيث ركن سلطان عربته ،
لم تكن الشمس في شهر ديسمبر شديدة الحراة بل كانت تبعث بنورها الدفىء بعد ان خلف البرد اثاره على الاجواء .
كانت تسير بهدوء شاردة الذهن بما قالته ليلى منذ ساعة ، ولم تكن لتبلغ نصف المسافة حتى هم من بداخل العربة
ليترجل ويسير بإتجاهها متناولا منها الحقيبة على عجل دون ان تفكر حتى بمنعه فعندما انحنى ليحملها عن كفيها
كان يحدق بعينيها مباشرة ، بنطرة جعلتها تفقد تركيزها وترخي بصرها على عجل لم تكن تلك الثانية لتمر فقد بدت
وكأنا دهرا عندما لمس كفها اثناء تناولة حقيبتها ، لم يكن يقصد ذلك فقد بدا مرتبكا هو الاخر في تلك اللحظة .
توقفت راما تحدق به عندما دفع بالحقيبة الى الداخل واغلق الباب ثم عاد قائلا :

“ كيف حالك ياراما ؟ “
اومأت برأسها وهمست : “ بخير .. وانت “
“ وانا بخير .. ظننتك عمتي “

هل كان يحاول بذلك تبرير تصرفة لا تدري ولكنها تعلم بأنها بدأت تشعر برغبة في العودة
الى الداخل فقالت متظاهره بالهدوء : “ سأذهب لمناداتها ... ولإخبر خالي كذلك “
“ لا داعي لقد اتصلت بوالدي قبل قليل سيخرج الان “
“ اوه .. حسنا اذا “ صمتت فلم تجد شيء لتضيفة فقال مشيرا إلى العربة : “ هيا اذا “

ماذا يعني بهيا اذا ؟ دارهذا السؤال في رأسها وقد تجمدت في مكانها وكأن هناك اغلال قد كبلت قدميها ولكن قبل
ان تتلفظ بأي حرف لمحت بجاد قادما من منزلهم ولم يكن قد ارتدى “ الشماغ “ مما يعني بأنه لم يكن ينوي الخروج من
المنزل كما كان يسير بإتجاههم ، شعرت براحة عند رؤيته .

قال بجاد اثناء قدومه بصوت عال :
“ السلام عليكم “.. كان يحدق بسلطان والذي اجابه بهدوء : “ وعليكم السلام “
“ هل ستذهبون الان “ حدق براما عندما سأل هذا السؤال مما جعل سلطان يشعر بأن بجاد يكنه له شيء من
الضغينة لا يعرف سببها ، اجابت هي براحة :

“ نعم .. انهم قادمون بعد قليل سأذهب لأتفقدهم “ ثم التفت لتعود الى الداخل .
لم يحبذ سلطان ارتياحها لرؤيته ، وإسترسالها في الحديث معه ، في حين لم تكن كذلك منذ دقائق .

إستوقفها بحاد يمسح بكفه ، مؤخرة رأسه قائلا : “ راما ان كنت تملكين دواء لصداع ...
فقد فرغت العلبة التي اعطيتني اياها من قبل “

اومأت برأسها قائلة : “ نعم لدي .. ساحضرة لك .. “
وعادت تكمل سيرها الى الداخل وهي تشكر الله الذي سير بجاد ليقطع حديثها مع سلطان .
عاد بجاد ليتحدث مع سلطان ، وكأنه لم يكن منتبها له الا الان : “ هل انهيت عملك هنا ؟”





..

 
 

 

عرض البوم صور ريم . م  
قديم 30-06-12, 10:39 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 242577
المشاركات: 118
الجنس أنثى
معدل التقييم: ريم . م عضو على طريق الابداعريم . م عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 165

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ريم . م غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ريم . م المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

..



كانت غنج تجلس على الكرسي الهزاز وقد ثنت قدميها بقرب المدفأة وبدأت بحياكة قطعة صوف
رمادية اللون بإستخدام السنارة ، ينتهي طرفها في كرة من الصوف تركتها في حجرها .

كانت حسناء قد إقترحت عليها ان تعلمها طريقة استخدامها منذ ان رأتها تقضي معظم الوقت
دون ان تفعل اي شيء في غياب ساجر ، فأصبحت مع مرور الوقت بارعة في حياكة خيوط الصوف ،
فحينما كانت تشعر بالملل كانت تأخذ قطعت الصوف وتبدأ بالحياكة ، غالبا ما كانت تصنع قبعات لساجر ،
فحتى في ابسط الامور التي تحاول من خلالها ان تريح ذهنها عن التفكير به لم تمنعها ذلك من مشاركته
تلك اللحظات اليتيمة .

انظمت حسناء إليها وجلست بقرب المدفأة من الجهة المقابلة قائلة :
“ ان الجو معتدل اليوم “

لم تجبها غنج فقد كانت شاردة الذهن تماما ، فكررت على مسامعها قائله :
“ يبدو بأن الجو معتدل اليوم “ ، لم تلقى ردا فقالت بصوت مرتفع : “ غنج ! “

انتفظ جسدها برعب فسقطت كرة الصوف لتسير بلا هدى على الارضية ، ثم نظرة الى حسناء وقد اعتراها
شعور بالحزن الشديد ولم تتمكن من كبت ذلك الشعور العارم بالبكاء فبكت ، همست حسناء
بعد ان اعتادت على رؤية هذا المنطر قائلة :

“ لا حول ولا قوة الا بالله “

ثم نهضت لتمد لها منديل تمسح بها دموعها ولكنها اجهشت بالبكاء وراحت تخف وجهها براحة كفها
. فما كان من حسناء الا ان تنحني لتحتضنها وراحت تمسد شعرها بحنان افتقدة غنج منذ ثلاث سنين ،
كان شعورها بالحنان الذي بعثته لمست حسناء تزيد بكاءها فقد إشتاقت لوالدتها ، كما ان مجرد تفكيرها بأن
والدتها باتت تنسى كثيرا في الاونة الاخيرة اثر تقدمها بالعمر يصيبها بحالة اكتئاب فهي ليست متيقنة من
انها ستعود للوطن قبل ان تفقد والدتها مابقي لها من ذاكرة !

“ لقد تعبت .. تعبت .. “ قالتها غنج ثم اجهشت بالبكاء من جديد .
ثم عادت لتقول : “ انا افتقد امي يا حسناء .. افتقدها ... ماذا افعل هنا ..
لماذا يحصل كل هذا لي .. انا لست سيئة “

بالرغم من ان حسناء تتظاهر بالقوة إلا انها اكثر هشاشة مما تدعى فقد خانتها عيناها في تلك اللحظة ولكنها
تمكنت من مسح دموعها قبل ان تلاحظها غنج بالرغم من انها لم تكن في وقت يسمح لها بأن تلاحظ شيء آخر .. !

نهرتها حسناء بغضب بعد ان مسحت دموعها قائلة :
“ لا تبك ... لاتبك بسبب رجل يا غنج .. ليس الخطأ خطؤك “

كتمت غنج نحيبها وراحت تمسح دموعها محاولة ان تستعيد رباطة جأشها ، ابتعدت حسناء محدقة
بها قائلة : “ اذهبي وخذي قسطا من النوم .. انك لم تنام منذ عدة ليال ..
ثم انك تفكرين كثيرا بأمور تتعبك في الاونة الاخيرة “

أومأت غنج برأسها بينما لم تكن تعي تماما ماقالته لها حسناء ، تركت مقعدها مترنحه ولم تكن لتخطى
عدة خطوات حى شعرت بأن الارض اصبحت قريبة جدا ، فقد هوت غنج على الارض ولم تتمكن حسناء من هول
المنظر ان تلتقطها . !



..

 
 

 

عرض البوم صور ريم . م  
قديم 30-06-12, 10:47 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 242577
المشاركات: 118
الجنس أنثى
معدل التقييم: ريم . م عضو على طريق الابداعريم . م عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 165

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ريم . م غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ريم . م المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

..



- 13-


نهض وليد وترك ساجر خلفه ينظر إليه وقد اعتراه الذهول ، فلم يكن يتصور بأن مزحته كانت تختصر
الحقيقة بذاتها ، فرؤيت وليد على هذه الحال بعد ان لفظة اسمها لم يكن ابدا طبيعيا ، ثم انه كان مهتما
جدا بأن لا تصل همساتهم إلى مسامعها ، فكيف لكل هذا ان لا يتعدى حدود " الزمالة " كما يدعي وليد !

كان وليد قد جلس بجوارها ثم راحا يتبادلان الحديث بصوت منخفض فكانت سلمى تطرق بخجل تتحدث
حول موضوع ما بينما مال وليد ليتمكن من سماعها محدق بكفه التي تحمل كتابا مفتوح ، في هذه الاثناء انطلق
رنين هاتف ساجر ليربك هدوء الجالسين بجواره فقد نظر إليه وليد وصمتت سلمى لدقائق قبل ان يعودا لوضعهما
الطبيعي وراحا يكملان ما توقفا عنده ، اخرج ساجر هاتفه وكان يحفظ هذه الارقام جيدا فأغلقة دون حتى ان يكمل
قراءة الرقم بالكامل فكان يعلم جيدا بأنها حسناء ، دفع هاتفه في جيب معطفة وعاد يرمي بنظراته الى حيث يجلس وليد .

‫"‬ هل تعتقد بأنني ساتخطاه ؟ "
اومأ وليد واغلق الكتاب قائلا : " انا متأكد من ذلك .. فقد اجبتِ على معظم الاسئلة بشكل جيدا "
‫زفرت سلمى بصوت عال ، ثم قالت : " اني خائفه "‬
" لا لا تقلقي .. لا تدعي الخوف يغلبك .. كوني واثقة من اجاباتك "
" شكر لك يا وليد "
" لا داعي لشكر فانا في خدمتك "

كان وليد يرمق تلك العينين التي تنظر في الخواء ، وكأنها شاردة بعيدا عن العالم ولكن بشرودا ابدي ،
فقد ولدت لتحيا مختلفة ، نعم لقد كانت سلمى مختلفة ، لم تكن جميلة ولكن هناك هالة تطوقها تجعله ينظر اليها
كأجمل الفتيات التي قابلنه ، هل كان يشفق عليها لا يدري ، ولكن متى كان انتظاره لها في كل صباح من احد دوافع الشفقه ؟

‫"‬ حسنا .. سأترككِ الان … فصديقي معي "
أومأت براسها واكتفت بذلك ، القى آخر نظرة على محياها ، وعلى عينيها التي اكتست
بلون رمادي ليس كأى لون طبيعي . وعاد لينظم الى ساجر الذي كان يغلق هاتفه للمرة الثالثة ويتمتم
بكلمات لم يفهمها ولكنها بدت شتائم ، لما اعتراه من غضب ،

التفت ساجر عندما انتبه لوليد يجلس وقد راح يرمق سلمى للمرة الاخيرة ثم
عاد ينظر بإتجاة ساجر . قائلا : " مابك .. ؟ "
‫"‬ لا شيء … سأذهب الان … هل اعود لأقلك ؟ "
‫"‬ اتمنى ذلك .. " قالها وليد بهدوء بينما ترك ساجر المقعد ،
ثم التفت متذكرا شيء قبل ان يرحل :

" اتصل بي عندما تنتهي .. "

أومأ وليد برأسه ولم يضف شيئا آخر ، لقد استغرب عدم سؤال ساجر حول الذي حصل قبل قليل ، فقد بدا شارد
الذهن خاصة بعد تلك الاتصالات التي قابلها بإغلاق هاتفه عدة مرات دون ان يجيب عليها . !


..

 
 

 

عرض البوم صور ريم . م  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة ريم م, ليلاس, روايات خليجيه, روايات سعوديه, روايات و قصص, رواية اسمي ساجر, سلمى وليد, ساحر, قصص من وحي قلم الأعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t176992.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 01-11-14 05:03 PM


الساعة الآن 03:31 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية