البارت الرابع
وقف جدامه بجسمه مانع تقدمه
مستحيل يخليه يسير صوبها ويجتلها ويزيد أوجاعها
مسك خالد أبو سعيد من جتوفه يحاول يهديه بعيون أمتلت بالدموع وأرسلت الألالم
والطعنات إلى قلبه
يحاول يمنعه ويخفف من ثورانه بدون فايدة تحصى
أرتجاف جسمه ماوقف وثورة الغضب تشتعل أكثر وأكثر في صدره
حفرن صبوعه حفر على يد خالد إلي ماسكنه بقوة
يصرخ عليه أنه يبتعد عنه علشان يدفن محينه وهي حيه يدفنها
ويدفن العار وياها ويمحيها عن الوجود
جثى جدامها بدموعه إلي أغرقت ويهه وهو يحاول يمسحهن فكل ثانية فكل دقيقة
نزل راسه في حضن أمه يصيح خايف ,مترجي
مسك يديها المرتجفة ورفع رأسه يطالعها بويه نشف الدم منه
وويهها إلي علمت عليه الدموع بخطوط متعوجة
وإلي أنخطف لونه مأخوذ من الصدمة
وقلبها إلي نزف الدم حزن وألم على بنتها
صاح يترجاها وهو يشهق
صاح وهو يتألم للجروح إلي أدمت قلبه : " يا يمه أرجوج فديت قلبج , يايمه يعلني أفداج
يمه أختي بتموت ... تصيح, تصارخ, تتألم .. أنا خايف, خايف ... أنها تموت أختي الوحيده محون أمبين يدينا "
جف حلجه من كثر دموعه السايله
وإلي مب قادر يوقفهن, وأهتزت كل ذره في جسمه من الخوف
خايف عليها .. مايباها تموت ... أخته حبيبة قلبه ... مايقدر يشوفها تموت
عصر أيدين أمه أمبين يديه وهو يحاول يكتم شهقاته إلي ماوقفت
وصرخ بصوت أختلط مع صياحه : " ييييمه سيري طالعيها احب يدج أحب ريولج ... أمي لاتخلينها تموت ... أمممي "
صرخ وهو يصيح في حضنها... مترجنها ... أنها تقوم تساعد أخته ... توقف معاها
عقدت حواجبها بدموع محبوسه
أطالع ولدها إلي طايح عند ريولها يصيح بحرقه يترجاها بدموع تتساقط بحراره على ويهه
قلبها تألم ونزف ... لحال بنتها وللي وصلت له
الموت أحسن لها من ها الفضيحة ومن العار إلي أوقعت نفسها فيه
هي بصمتهم ببصمه مستحيل تروح ... مستحيل ينغفر لها
صدت بويهها عنه وهي تحس بالطعنات تخترق صدرها
وهي تحس أنها تحاول تتقلب على قلبها إلي حن , للي حملت بها لمدة تسع شهور وإلي تريت
سنين علشان تيبها بعد سعيد
ماتنكر أنها كانت فرحانه بها , وخفت فرحتها بداخل قلبها
تجذب لو قالت أنها تكرهها
بالعكس هي تحبها أكثر من عمرها وغلاتها يمكن تكون بغلات أخوها سعيد
قاومة أنحدار دموعها من عيونها, وهي تحاول تتحمل كل الآلالم والطعنات إلي تحس بهن
ماتبا تصيح علشان بنتها , ماتبا تسامحها ... وما تبا قلبها يرق لها
الموت هو بيكون مصيرها
أنفتحت عيونه ونزفت الدموع أكثر وهو يشوف صد أمه
وصريخ أبوه وخالد إلي يحاول يمنعه من أنه يتجدم
مسك أمه من جتوفها يصيح أكثر ويترجاها بخوف ورعب خايف على أخته إلي تصارع الموت
,ومرعوب من صد أمه إلي بيسبب ضياع أخته
حبها على رأسها وعلى خدودها بعيون تدمع في كل ثانية
حبها على يديها لحتى وصل لريولها بشهقات ماوقفت
بشهقات حبست أنفاسه بصدره
شهق بضيق تنفس وبخوف, وفزع ,وبجسم يرتجف
صرخ أكثر وهو يصيح يترجاها
ماقدرت تتحمل تصد بويها أكثر عنه
لفت صوبه بشفايف يرتجفن وبقلب يضخ الدم بقوة
تجمعت الدموع في عيونها وأمتلت متدفقه منزلقه على خدودها بقوة تجرف دموع حاره ملتهبه
كتمت شهقاتها إلي اشتعلت في جوفها وأنطلقت من صدرها شهقت شهقه ورى الثانية ودمعة
تنزلق ورى الثانية
نزلت راسها بصياحها إلى أنطلق من حنجرتها بصوت عالي وطاحت على جتف ولدها تصيح
حرقة, ألم , رحمة
رفع رأسه يطالعها بدموع ماجفت من على خدوده
طلع صوته مكتوم,متألم مختلطة مع صياحه : "ييمه أرجوج سيري لها "
صرخ بألم , وبقلب يتمزق : "سيري للللللللللللها "
وقف ووقفت وياه وبخطوات سريعة ساروا صوب الميلس
تشهقه شهقه ورى الثانية وأنفاسها إلي تنبلع بصعوبة
ودموعها إلي جفت على خدودها وعيونها أستوت خالية من الدموع وجحضت
ودها تصارخ, تصيح تعبر عن الألم إلي وكأنه سكرات الموت
تحس أنه خلاص بدأ يطلع من ضلوعها ويفججهن
نزلت دمعة حاره من عينها بأصفرار ويها وجحوض عيونها ... وحلجها إلي جف
أنطلقت صرخة قوية من جوفها وهي تسمع أصوات إلي زادت من ألمها
والموت إلي تشوفه جدامها
ضربت يديها بالأرض ماتعرف شو تسوي أو كيف تتخلص من كل شي
تتمنى الموت ,,, تتمنى ترتاح من الآلم
تتمنى لو حد يطعنها يجتلها مره وحده بدون ها العذاب
الله يأخذني
يعلللني الموت
الله ياخذكم
هذا إلي يلست تردده بصوت باكي, مرتجف
صرخت بقوتها وهي تتمسك بالأرض وتضربها بقوة وتخدش ظفورها فيها بقوة لين حطمتهن
صياحتها وصارختها طلعت من جوفها ومزقته
حست بكل شي يتمزق فيها وهي تحس بأمها إلي تساعدها بطلعت الكائن إلي كان ساكن
أحشائها وإلي مزقها
تقوست شفايفها وهي تضغط عليهن لين نزفن بالدم
تنفست بقوة , بصدر منقبض وكأن الروح أنتزعت
كل قواها خارت , وكل ذره في جسمها نبضت بقوة ... وجسمها تبيرد ... سكن
وهي تحس أنه خلاص طلع , غمضت عيونها وهي تحس بكل شي يرتجف فيها
عيونها سكبت الدموع بغزاره وبتعب وألم
أصواتهم أختلاطن مع صوت تنفسها المتعب وإلي خنق صدرها , وهي تسمعهم يقولن :
" ميت !!
ميت!!
مستحيل يعيش وهو بدون أعضاء وغير مكتمل "
غمضت عيونها بقوة بإرتجاف جسمها وبدموع تمنع سيلانهن أكثر
واقف يطالع الجثه إلي أمبين يدين أمه المرتجفة , بقلب موجوع وعيون دامعة
تلاقت عيونه بعيون أمه نازفت الدموع
الدقايق إلي مرت ... كانت مخيفة
صح أنه طلع برع مايبا يشوفها بها الحال
وها الطفل الغير مكتمل أمبين يدين أمه أفجعه أكثر
شله بيداه .. شله بقطعه تضمه... شله بدموع تنزل شلال من عيونه
مشى بخطوات بطيئة لين وصل لمكان بعيد , بعيد .. مظلم , خالي
ومسك الشيول وحفر حفره تسد ها القطعة الصغيرة
فر الشيول وهو يبعد القطعة إلي ضامتنه عنه.. وبيدين ترتعش حطه في الحفره بسرعة
وأنفاسه تخنقه وهو يمنع نفسه من الضعف.. يمنع نفسه من الصياح
ودفنه ناثر التراب عليه ... دفن العار وياه ... دفن المصيبة ... دفن ولد أخته إلي ما أكتمل
****
حجرة قديمة مغبره تتزاحم فيها ذراة الهواء , ماينورها الأ ضوء مصباح خفيف
في زاوية مظلمة ضامه جسمها على بعضه ... ضامتنه بتعب وأرهاق
لونها شحب وجسمها ذبل لدرجة أن عظامها بانت ... أرتجفت شفايفها من البرودة
خذت نفس حار تصاعد منه البخار لفوق وأختفى
حركت جسمها لين أنسدحت على الآرض
بجسم مرتعش
مر شهر وأيام من طيحت إلي كان في بطنها ... ومر شهر من يلستها في ها الحجرة
أستوت ها الحجرة هي حبسها
إلي بتبقى فيه طول حياتها.. أبوها حلف أن شافها يجتلها
شي ما يِصدق أنها تمت حيه لين الحين ... بعد ماسقطت
مرت بفترة مرض بغت تموت بسبتها ولكن إرادة رب العالمين فوق كل شي
وعاشت
تتمنى لو أنها ماتت وأفتكت , تمنت لو أنها ماتت لا شافت أمها وأبوها بها الشكل
ولا تبخر كل شي بلمحت عين
الحين ماشي شي يخليها تكمل حياتها كل أمالها وأحلامها تحطمت
حياتها بكبرها أستوت حطام
غمضت عيونها عاصرتهن بدموع نازفه
سند ظهره على باب الحجرة المتشققه المظلمة , إلي وكأنها غرفة أموات
دق برأسه على بابها ... كل يوم ييلس عند حجرتها
يحاول يسمع الأصوات إلي تصدرهن ... يحاول يخفف عنها ويحس فيها
حياته أختلفت ... حياتهم كلهم أستوت غريبة , مظلمة , كئيبة وقاسية
وفي كل يوم يحاول يردع أبوه أنه يجتل أخته ... فكل يوم يتلقى الاهانات والشتائم منه
حتى أمه انضربت لانها أنقذت حياتها .. حتى هو انضرب علشان ما أيي محينة شي
لف رأسها على جهة اليمين بدموع تجمعت في عيونه
ناداها بصوت متحشرج , بصوت تعبان مرهقه :" محون!!"
"يا محون !!"
" تسمعيني!!"
فتحت عيونها بأرهاق وهي تسمع همساته إلي تعودت عليهن
ضمت جسمها على بعضه أكثر و قوست شفايفه بدموع فاضت أكثر من عيونها
ياها صوته وهو يقول :" أختي !!
ما أعرف شو بتكون الحياة بعدين
هي ضاقت علينا , ضاقت بدون وسيعه
أستوينا ندمع بدموع من دم , ونحاول نخفي إلي في قلوبنا
أستوينا مكشوفين أمبين الناس ... وكأننا نخفي مصيبة تسكن في جوف صدورنا"
أرتفعت يديها لفمها تمنع شهقاتها إلي أنطلقت من حلجها ومن أعماق صدرها
صرخت في داخلها : تخيلك يا أخوي ... تخيلك ...بس بس
ترى القلب تعب والروح أختنقت , والعيون عافت النوم ... ودي أنسى يا أخوي
ودي لو الروح طلعت من زمان , ودي لو ماعشت من ذاك اليوم
ياليتهم جتلوني ... ياليتهم أزهقوا الروح يوم أنهم أسلبوني عفتي
ماردت عليه تم على سكوتها ... من أنحبست في ها الحجرة وهي ساكته
ضوء الشمس أنساب من الدريشة الصغيرة إلي تقع فوق مكان طيحت جسمها الضئيل
فتحت عيونها وحطت يديها على الآرض ترفع جسمها وهي تسمع صوت الدريشة تنفتح
وصوت أمها يقول: " قومي , قومي بسرعة "
قامت واقفه بصعوبة
وقفت جدام الدريشة بعيون متعبة تلتف حوليها رموش كثيفة
وتحتهن هالات باللون البني الغامج
وخدودها داخله لداخل مبينه فجها بشكل مخيف , ويحيط بشفايفها المتقطعة لون أبيض واضح
رفعت يدها اليمين تلمس شعرها الطويل المتشابك والمتجعد المتناثر حول جسمها
ضاقت منه .. ومن وصاخته ... ماغسلته بالماء الا مرات معدودات
لإن الماء بصعوبة يتوفر في الحمام عندها
خذت الصحن من يدين أمها وهي ترتجف
نزلت تحت وفرت جسمها على الأرض وحطت يديها بسرعة في الصحن
من غداء أمس إلي مايشبع عصفور ماكلت شي والحين تحس أنها بتموت من اليوع
ألتهمته بكل شراهه وشربت كوب ماي وراه بسرعة تروي عطشها
تروي عطش حنجرتها المتقطعة
يلست ضامه ريولها بيديها أطالع أرجاء غرفتها بعقل سرحان
بعقل على وشك أنه يفقد كل ذرة تعقل
أنفتحت عيونها ورد جسمها على اليدار لين ألتصق به
وهي تشوف باب الحجرة ينفتح بكل قوة ويطلع منه أبوها بوجه بشع مكشر
أستوت تشوفه كثير في الفترة الأخيرة
بس اليوم كان أبشع , وأجرم , وأقسى
بخطوات سريعة هزت الأرض تحتها ركض صوبها
مسكها من كندورتها المتمزعه بكل قوته... مسكها هازنها بكل قسوه
صدره مليان قهر , ألم , حقد , كرهه
تنفس وصدره يختنق بذرات الهواء إلي تتصارع فيه بتصاعد وهبوط
هزها أكثر بصوت أرتفع بصريخ غاضب , بنار تشتعل فيه : " حسبي الله ونعم الوكيل عليج , حسبي الله ونعم الوكيل عليج ... خليتي الناس ترمس علينا .. ونحنا إلي محد يقدر يقول كلمه عنا ...نحنا إلي روسنا فوق وفوق ومحد يقدر يكسرنا ...نحنا الحسب والنسب ... نحنا إلي تلطخنا بالنجاسه"
بقوة فرها على الأرض... صرخت بقوة وكأن عظامها تكسرت
نزلت دموعها بصيحات وشهقات طلعت من صدرها مندفعه لحنجرتها
ضرب بريله جسمها إلي علمت عليه الكدمات , بجسمها إلي تلطخ بالجروح
بدون رحمة أو شفقة
***
منسدح عند زاوية من زوايا البيت ويديه تحت راسه متربعة
يطالع السقف إلي فوقه وبال بعيد
من كم يوم راد من دوامه
صوت المسجل أنتشله من سرحانه
أطالعها بشبه إبتسامة حزينة أرتسمت على شفايفه لحالها
إبتسم أكثر وهو يشوف "شانتي" بشاكرة خالته تحاول ترمس ويا أمه إلي تخربط عليها
شانتي وايد طيبه ومعاملتها لآمه زينه
ظروفه تجبره أنه يخيلها معاها ولا ما خلاها أبداً
يبا يوفر لها المعيشة الزينه... على الاقل يأكلهم ويشربهم
على الاقل مايباتون بيوعهم ولا يعانون مثل قبل
أنفتحت عيونه وأنقبض قلبة بخروج أنفاسة اللاهثه
وطيف ذكريات حزينة أليمه مره تلوح في ذاكرته
هذاك اليوم البشع المفجع
إلي لين اليوم عالق في عقله أبدا ماقدر ينساه يذكر كل تفاصيلة
شكلها .. بطنها ... صياحها ... صرخاتها ...دموعها
وخاصة أخر كلمات قالتهن له .... كانت تترجاه ... كانت تتمنى أنه ينقذها ... أو بالأحرى يصدقها
يحس أنه قلبه وعقلة يتصارعون بكل قوة ... عقله بشي قليل ينبه أنه ممكن أرتكبت شيء
أما قلبه فهو يثبت برائتها
عدل يلسته وهو يشوف أبوه الكبير في السن داخل من الباب بجسم يالله يقدر يشله
قام واقف ومشى صوبه بسرعة
حبه على رأسه
ومسك حبل معلق فيه سمجتين متوسطات الحجم
إبتسم أبوه بتجاعيد ملت ويهه وهو يقول :" ياولدي اليوم سرت الشمال صوب البحر ويا بو عيسى وصدنا لنا كم سمجه "
لف بويهه صوب أم خالد وأطالعها بعيون تجمعت فيها الدموع وكمل :" ودي آطعم أم خالد ها السمج إلي تحبه وإلي ماذاقته من زمان "
حبس دموعه لشوفت أبوه بها الحال والتعب إلي باين على ويهه
حاول يرسم الأبتسامه على ويهه وفشل بس حاول يتحمل الأختناق إلي حسبه في صدره
شل عن أبوه السمج وهو يحلف أنه هو إلي يسويهن بيديه
ملح السمج وشواهن على الضو .... يلس عدالهن وكل ساعة ينبش الضو
عيونه مبحره في بحر من الأفكار الغير منتهيه ... وصدره مختنق بألم للحياة وألآمها ومصائبها
حط الغداء على الأرض إلي هو عباره عن عيش وسمج مشواي وبعض السمن إلي يايبتنه خالته لهم
تجدم أبوه ماسك يد أمه إلي شبه ماتكون هاديه
ويلسوا ياكلون وأمه إلي كان عقلها مب وياها... تتكلم عن الماضي
تتكلم عن أيام طفولتها ... تنادي بأسماء أبوها وأخوها المتوفين
بلع لقمة مشحونه بمشاعر مؤلمه يحسها تطعن قلبه الضعيف
وقف تنفس أبو خالد وهو يحس بشيء وقف في بلعومه
ماقدر يتنفس .. ماقدر يبلع ريجه ... حس بالأختناق
نزل يده إلي ملتها التجاعيد وتعب السنين على الأرض بدموع غزة عيونه
يحاول يكح بس مايقدر , نزل رآسه لتحت بتقطع حنجرته
حاول ينطق بأسم خالد بس ماقدر ... ويهه أحمر وتنفسه تلاشى
رفع يديه لرقبته ومسكها يحاول يتنفس ذرات الهواء إلي تحوم حوله
عيونه سقطت على أبوه المختنق ... أحتل الرعب ويهه ووقفت نبضات قلبه فزع
نهاية البارت الرابع
***
قرأه ممتعة
البارت الخامس بأذن الله سيكون يوم الجمعة مساءً أو السبت ^_*