كاتب الموضوع :
futurelight
المنتدى :
الارشيف
رد: رماد ملون
في الليلة الماضية وقبل منتصف الليل..
خرج من المستشفى بعد انهى ساعات عمله تعويضا عن الساعات التي قضاها في مدينة الملاهي اليوم ..
نفس المعطف الشتوي الأبيض الذي شهد الكثير من أحداث حياة هذا اليوم الطويل..
بداية اعلنت قمر أنها ستقبل مساعدته ثم طلبتها فعليا!!
قابل زوجة والده اليوم !!
أحكم من لف الوشاح الأسود حول عنقه.. ابتسامة ارتسمت تحت زوج من العدسات الطبيه.. تلك الأحداث تركته بشعور جيد..
لكن..
لم يعلم ان ذلك المعطف لن ينتهي اليوم وهو يحمل نفس اللون ..
لون أحمر سيلطخه!!
دمه هو!!
سار بخطوات سريعة نحو سيارته ..
في لحظة توقفت خطواته عندما لمح سيارة تتقدم من بعيد.. تمكن من تمييز صاحبها مباشرة.. لذا اضمحلت ابتسامته وذبلت كنبتة لم تسقى جيداً..
توقفت تلك السيارة السوداء ليفتح سائقها الباب المجاور للسائق وكانه يطلب من ضياء الصعود..
اطل والده بوجهه ليقول بوجوم:
"اركب"
على الرغم من الفضول الذي استعر في نفسه للسبب الذي يدفع والده للتواصل معه وهو الذي كان يتجنب التواصل معه سابقاً لكنه كان سيرفض..
لكن ماذا يفعل رجل المثل العليا أمام طلب من والده..
حتى لو كان غاضبا عليه لا يمكن يسمح لنفسه ان يوسم بالعقوق!!
فرصة أخيرة سيعطيها لوالده حتى بعد كل هذه السنوات..
فرصة أخيرة لم يعلم انها ستقوده الى حتفه!!
ما إن اغلق باب السيارة حتى احاط به دفء مشوب برائحة السجائر .. عقد كفيه في حجره وهو يزفر نفساً..
هذا يعد أعمق احتكاك بينه وبين والده منذ زمن.. منذ أن كان صبيا مراهقاً..
انطلق والده بالسيارة دون أن ينطق بحرف.. لا يوجد بينهما تواصل بالكلمات لكن.. الا يعد الصمت أبغ وسلة في التواصل..
الا يختصر الكثير من المسافات ليكشف صفحات مطويه في شخصية صاحبها .. الا يحكي عن سنوات خلفتها السنوات ..
تنقلت عينا ضياء في السيارة لتلمحا منفضة مليئة بأعقاب السجائر..
هل كان والده مدخنا شرهاً هكذا؟!..
ربما شاركه شخص آخر.. لكن الأعقاب التي تميل بطريقة متماثله جعلته يتراجع عن تلك الفكرة.. كل ذلك خلّفه شخص واحد!
رفع بصره الى والده..
هل يمر بظروف مقلقة الى هذه الدرجة؟..
سوى ضياء من كتفيه وهو يستند الى المقعد.. ربما .. وربما يكون ذلك من مخلفات شخص آخر..
لم يتنظر والده ليبدأ في الحديث إذ قال وعيناه معلقتان بالطريق:
"الى أين؟"
مرت لحظات صمت كان والده فيها ينتقي بعنايه ما سيفصح عنه.. لكن.. يبدو انه تراجع اذ قال بأسلوب قاطع:
"ستعرف قريبا"
كان في إمكانه أن يسأل الكثير لكن لِمَ يفعل وهو يعلم أنه لن يحصل على أجوبه.. فلطالما كان الصمت لديه ليس أبلغ لغة تواصل فقط بل وسيلة تضعه في موقف قوه وغموض أمام غيره..
توقفت السيارة بعد فترة قصيره أمام أحد المنازل.. نزل الوالد بسرعه ليتبعه ضياء بخطوات متأنية..
ما يهم هو الثقة بأنني قادر على التعامل مع أي شيء يعترض طريقي.. هكذا فكر وهو ويعبر باب المنزل..
قطع بهو المنزل ليفتح باباً جانبيا يفضي الى درجات مظلمه تتجه الى أسفل .. تبعه الى الأسفل لتنتهي الدرجات عند قبو فسيح..
لم تكن هناك الكثير من الإضاءة، فقط مصباحان تعلقا بأحد الزوايا لينيراها.. توقف والده عند تلك الزاوية بينما بقي ضياء واقفاً على العتبة الأخيرة من الدرج..
تعالى صوت من العتمة:
"أهلا وسهلا بك دكتور ضياء"
تقدم صاحب الصوت ليظهر رجل ثلاثيني يرتدي بزة وبنطالاً أسودين .. عقد ذراعيه أمام صدره ليقول بابتسامة بينما تنقلت عيناه على ضياء:
"سمعنا عنك الكثير"
خطر!..
تعلقت عينا ضياء به كمصدر أذى محتمل .. يمكن لأي شخص تمييز من يمكن أن يؤذيه.. هذا الشخص الواقف أمامه سيكون سعيدا بطعني على حين غفله..
هذا الرجل خطر!..
لقد تبعت والدي بثقة أن الموضوع الذي يحتاجني لأجله سيكون شيئا له علاقة بعائلته الأخرى ..
تبعته متناسيا تحذير زوجة والدي التي نصحتني بالابتعاد عنه..
رص قبضتيه المرميتين بجواره دون أن يتحدث..
ما الذي أقحمتني فيه يا والدي؟!!
صوت خطوات من بعيد اقتربت شيئا فشيئا ليظهر شاب عشريني داكن البشرة.. اقترب من ضياء ليمسك بذراعه ويقول بملامح فزعة وتوسل:
"أنقذه.. أرجوك"
لم يبعد ضياء بصره عن الرجل الذي يقف في الخلف وهو يقول بحده:
"ماذا تعني؟"
تكلم هذه المرة الرجل:
"لدينا مصاب ونريد منك القاء نظرة عليه"
تحرك الرجل ليقف بقرب مقدمة الدرج ليشير الى ضياء بإتباع الشاب الأصغر سنا..
لم يكن هناك بد من اتباع ذلك إذ لا يمكنه التراجع الآن وذلك الرجل يقف بجوار الدرجات ليمنعه من الخروج..
تقدم الى الأمام وهو يلقي نظرة الى الخلف فيلمح ابتسامة الرجل الجانبية وليقع بصره على والده وهو يعانق السيجارة المعلقة بين أصابعه!!
عقد حاجبيه بحنق وهو يسير بخطوات قوية حانقه لتهتز خصلات شعره وكأنها تعلن احتجاجا على الوالد الذي أقدم بكل جرأة على وضع ابنه في مواجهة ناس كهؤلاء..
دلف الى غرفة مضاءة جيداً يستلقي على سرير فيها رجل يتألم بينم جلس على المقعد المجاور للسرير رجل ذو شعر معقوص خلف عنقه..
ابتسامة باردة ارتسمت على شفتي الرجل الأخير في تجاهل تام لألم المستلقي على السرير..
اقترب الشاب الأسمر من السرير ليقول بقلق:
" دكتور.. ارجو منك القاء نظرة على اصابة صديقي"
اختتم كلامه وهو يكشف الغطاء عن ساق المريض.. قماش التف حول فخذ الرجل ليُربط حولها بقوه كي يبطء من جريان الدم الى بقية رجله.. قبل أن يصل الى ساق تعلوها جراح غزيرة يظهر من أحدها قطعة زجاج كبيره..
اتسعت عينا ضياء قبل أن يرخي أحد ركبتيه لتلامس الأرض فيما ثنى الأخرى أمامه ملقياً نظرة قريبة على إصابة الرجل..
لاحظ أطراف أصابعه المزرقة..
قال بصوت عملي:
"لقد خسر الكثير من الدماء.. يجب أخذه الى المستشفى في الحال كي يتم خياطة الجرح بعد تنظيفه وتعقيمه
كما يجب أن يأخذ حقنة ضد الكزاز..
كل ذلك يجب أن يتم بسرعه قبل أن تتعرض ساقه الى البتر!!"
فزع الشاب فيما قال الآخر ببرود:
"دكتور.. تعرف ما يجب عليك فعله"
التفت ضياء بحنق باتجاه الرجل:
"أنا دكتور أطفال يا رجل.. يجدر بمختص معالجة حالته"
صاح الرجل طويل الشعر قائلا بحده :
"فقط قم بعملك!"
تشابكت نظارته الحاده ببصر ضياء من خلف عدساته الطبية للحظات ليقول الأخير بعدها مقرراً دون استفسار:
"لا تستطيع أخذه الى المستشفى !..
أنتم خارجون عن القانون أصيب احدهم خلال فرارهم.. ماذا فعلتم كي يصاب بإصابة كهذه؟!"
فزع الشاب الأصغر أما الأكبر فملامحه لم تهتز.. لكنها غادرت وجه ضياء الى ما خلفه بعد لحظات.. لم يكد ضياء يلتفت الى الخلف الا والتصق معدن بارد بمؤخرة رأسه..
سرت قشعريرة بموازاة عموده الفقري لتتجمد حركته.. احتبست أنفاسه حارة في رئتيه ليتوقف الحجاب الحاجز عن الحركة.. حتى تلك العضلة تعلم كما جميع عضلاته الهيكلية أن أي حركة يقوم بها قد تضعه في موقف لا يحسد عليه..
وصل صوت مبحوح من خلفه:
"جلوك (Glock)..
هذا المسدس وبعيار 9 ملم يستطيع ايقاف حياتك حتى قبل أن ترمش بعينيك"
ازدرد ضياء ريقه .. فعلها مرة أخرى قبل أن يتمكن من سحب نفس انتشر في رئتيه بارداً بشكل غريب..
شد قبضته وأرخاها عدة مرات قبل أن يخرج صوته ثخينا أكثر من العادة:
"قلت لك أنني دكتور أطفال"
تحرك الرجل الثلاثيني مبعدا مسدسه ليجلس على طرف السرير .. أتكأ بمرفقيه على ركبتيه ليحني ظهره ويقترب وجهه من ضياء .. قال وهو يحرك يده التي تمسك بالمسدس المزود بكاتم صوت:
"أعلم ذلك.. فقط قم بما عليك فعله"
قال ضياء دون أن يقاطع ذلك التواصل البصري الذي يجمع بينه وبين الرجل:
"ماذا عن الأدوات الطبية التي أحتاجها؟"
حافظ الرجل على ابتسامته الباردة بينما تحرك الشاب ليضع حقيبة وهو يقول:
"هنا الكثير مما قد تحتاجه"
رفع ضياء كفا مرتجفة الأصابع ليمررها في شعره.. ما العمل؟!
أغمض عينيه مفكراً..
ما هي الخيارات التي أمامي..
إما أن اهرب وهو ما يبدو مستحيل الحدوث إن فكرت بكونهم مسلحين حولي..
أستطيع رفض معالجته لكن لا يمكن أن يدعوني بسلام بعدما عرفت أشكالهم.. لذا على الأغلب سيقومون بالتخلص مني..
إذا أنا مجبر على معالجته..
في الحقيقة ..
أنا وبحكم مهنتي لم أعتد أن أترك شخصاً يتألم دون اهتمام.. كيف إن كان ذو اصابة عميقة..
لكن كيف أقوم بمعالجة مجرم .. إن فعلت ذلك أصبحت شريكاً معهم..
ثم لا يوجد ما يضمن لي خروجي سالما من هنا بعد أن أقوم بمعالجته.. لكن.. ربما وجود ذلك الوالد الحقير قد يساعدني في الخروج من هنا سالما إن فعلت لهم ما يشاؤون..
احتمال ضعيف لكنني مجبر على التمسك به..
كل تلك الأفكار توالت خلال ثوانٍ في عقله قبل أن يفتح عينيه ليتعلق بصره بتلك الساق الدامية..
سيعالجه ثم سيبلغ عن كل ما رآه هنا إن خرج سالماً..
عقد حاجبيه بينما انحنى ليتناول تلك الحقيبة وينشر الأدوات المعقمة والضمادات أمامه..
من أين حصلوا على كل هذا؟!..
ربما قاموا بسرقتها من أحد المستشفيات..
تناول قفازين أزرقي اللون ليباشر في ارتداءهما فيما انزلقت خصلة من شعره على جبينه..
قال بحده:
"من المفترض أن يكون تحت تخدير كامل.. هو الآن فاقدٌ للوعي.. إن استفاق في أي لحظة سيشعر بالألم مضاعفاً.."
التفت نحو الشاب ليكمل :
"ساعدني في تثبيت ساقه كي لا يقوم بتحريكها فجأة"
فعل الشاب ما أمر به بينما تناول ضياء البيتادين ليبدأ في سكبه عشوائيا فوق الجرح بغية تعقيمه..
تناول المشرط والملقط ليباشر عمله في استخراج قطع الزجاج وهو يشتم والده عدة مرات في الدقيقة..
ذلك الوالد الذي عرض ابنه الى خطر كهذا.. من الخسارة أن يوصف من هم مثل ذلك الرجل بالأبوة..
من العار أن يكون ابناً لذلك الرجل.. كنت أعتقد أنه والد سيء..
لكن..
يبدو أنه رجل سيء على جميع المستويات..
خلع قفازاته بحاجبين معقودين.. لهذا قامت زوجته بتحذيري من التعامل معه..
ترى هل تجرأ على وضع زوجته في مواجهة على هؤلاء الناس ؟!
ذلك الوغد!!
تبع الشاب الى صنبور مياه يعلو حوضاً قديما .. غسل كفيه وهو يشتم ذلك الوالد للمرة المليون..
عاد الى الغرفة مشيعا بنظرات الرجال فيما تنقلت عيناه في كل شيء .. لن يغفل عن أي تفصيل قد يستطيع تقديمه للشرطة فيما بعد..
التقط الحقيبة ليستخرج منها بعضا من مسكنات الألم والمضادات الحيوية.. مدها الى الشاب وهو يقول:
"المسكنات حسب الحاجه.. أما المضادات الحيوية فكل ثمان ساعات"
استخرج كيس محلول وريدي ليناوله الى الشاب ويطلب منه رفعه الأعلى فيما وصل طرفه الآخر بالمصاب..
قال ضياء ببرود:
"اما أن تقف هكذا او تعلق الكيس بشيء ما.. افعل ما تريده لكن حافظ عليه في مستوى مرتفع"
نهض صاحب المسدس ليشير الى ضياء باللحاق به..
لم يلحق به مباشرة بل توقف في مكانه للحظات يعد نفسه لمواجهة الأسوأ .. أما الخروج من هنا أو أن يهوي نحو القاع.. يعد نفسه لمواجهة مقيتة يعلم أنها بانتظاره مع والده..
بعد أن التفت الرجل يستحثه على التحرك تبعه ليغادرا الغرفة باتجاه السلالم.. جالت عيناه في ذلك المكان الوسيع لكنه لم يلمح أثراً لوالده..
إما انه اتخذ من الظلمة ستاراً او انه غادر المكان هرباً من المواجهة الموحلة!!
قبل أن يبتعد كثيرا طرق مسامعه صوت من تلك الغرفة:
"تبدو إصابته مؤلمة جداً"
"كان يعلم أنه قد يصاب عندما قرر أن يكون غِطاءً لهدفنا الأساسي"
"آه صحيح.. جيد أننا نجحنا في الحصول السجلات التجارية للشركات.."
كان للحديث بقيه لكن لم يسمعه إذ ابتعد عن الغرفة..
تبع الرجل الى الأعلى ليغادر ذلك القبو نحو البهو الخارجي للمنزل..
كان الجو بارداً مشبعاً بضباب ما قبل الفجر.. في الأحوال العادية لكان معطف غير طافيا ليدفئ جسده في هذا الجو.. لكن الآن ومع كل ما يمر به كانت غدده العرقية تعمل بجد..
ترى هل يمكنه الهرب الآن؟!..
ألقى نظرة خاطفة على الرجل الذي يتقدمه بخطوة واحده ليلمح مسدسه.. في ذلك مخاطرة لكن ربما يستطيع فعل ذلك إن تحين الفرصة المناسبة..
بحث بعينيه عن البوابة التي تفتح الى الشارع..
عندما وجدها تباطء في سيره لاختبار رد فعل الرجل على أي حركة تصدر منه .. لكن وكما توقع سرعان ما التفت الرجل باتجاهه بينما اشتدت قبضته على المسدس..
لا يمكنني الهرب الآن.. هذا ما فكر به بينما اتخذت خطواته وتيرتها المعتادة وهو يلحق بالرجل الذي توقف أمام باب آخر.. لم يكد يمس المقبض حتى فتح الباب بقوة ليظهر شخص لم يتوقع وجوده ..
وقفت زوجة والده عند الباب تنظر للرجل بحده قائله:
"أوغاد!!"
حولت نظرها باتجاه ضياء لترمي نحوه نظرة معتذرة!!
ذلك الوغد..
جعل من قبو منزله مركزا لهذه العصبة!!
أن يترك هؤلاء الرجال بالقرب من عائلته.. سار دمه حاراً في عروقه غيرة على محارمه..
لا يمكن أن يسمح بذلك.. إن كان والده وغدا فهو ليس كذلك..
تقدم خطوة الى الأمام وفي نيته أن يقف حاجزا بين زوجة والده والرجل.. قال الرجل ببرود:
"أختاه لا تتدخلي فينا لا يعنيك"
جمد ضياء في مكانه..
هل هي أخت هذا الرجل الخطر؟!..
ربما تكون متواطئة معهم على الرغم من الغضب الذي يغزو ملامحها ؟!
هل كانت تخدعني ذلك اليوم الذي حذرتني فيه من والدي؟!..
عقد حاجبيه متذكراً.. في ذلك اليوم اعتذرت عن سرقة والدي من عائلنا مجبرة قبل أن يبيعها أخوها المدمن!
ربما..
رفع بصره باتجاهها ليجدها تحدق به قبل أن ترمش بعينيها ببطء متمنية أن يفهم المغزى خلف حركتها..
عندما رفع الرجل ذراعه التي تعلق المسدس في نهايتها كي يبعدها عن طريقه امسكت بها لتلتفت باتجاه ضياء صائحة بنظرات متوسلة:
"الآن"
أتساعده على الهرب؟!
هل تخاطر بنفسها من أجله الى هذه الدرجة؟!
هي تعلم أن أخيها الوغد لن يتوانى عن إيذائها لكن لا يمكن أن يفر بذاته ليتركها تلاقي غضب الرجل..
عندما شاهدت تردده قالت وهي تصارع أخيها الذي لم يتوقف عن الشتم وهو يحاول تحرير يده:
" بسرعه "
تراجع خطوة الى الوراء .. لا يمكنه أن يضيع فرصة كهذه خاطرت هي بذاتها كي تصنعها له..
استدار كي ينطلق راكضاً باتجاه الباب فيما نجح الرجل بتحرير يده ليضربها على وجهها بمسدسه فتنهار زوجة والده على الأرض..
وصل الى الباب ونجح في فتحه بينما رفع الرجل ذراعه مصوباً المسدس باتجاه ضياء..
خطوة واحدة في الشارع خطاها ضياء في الشارع قبل أن يهتز جسده مندفعاً الى الأمام بملامح ذاهله..
جرى الزمن ببطء ..
إتخذ العالم حوله اللون الرمادي بينما غرق في السكون..
حركة الأشجار غدت بطيئة وكأن الهواء لا يقو على تحريكها.. خطوات ثقيلة وبطيئة جدا لرجل يعبر الشارع الذي يشح بالمارة..
اللون البرتقالي لإشارة المرور والذي يستغرق ثوان كي يتغير بقي على حاله زمنا طويلا..
أظلم العالم في عينيه لوهلة قبل أن تسقط قطرة حمراء لتقبّل سطح الأرض..
ما إن لامست الأرض حتى عاد كل شيء لطبيعته وتغيرت اشارة المرور الى الأحمر في مواساة للون الدم الذي بدأ ينتشر تدريجيا على سطح معطف شتوي أبيض!!
ينام الطفل معتقداً أن العالم يتوقف عند إغماضته لعينيه..
ينام بثقة أن العالم رهين برمش عينيه!!
لكن..
ربما قد يكون كذلك لغيره..
قد يلتقي جفنان ليعلنا عن توقف حياة ما!!
********************************
في انتظار ردودكم ان كان يوجد هناك من يقرأ
وإن لم يكن فلا يوجد هناك داعٍ للاستمرار بعدم وجود قراء!!
|