كاتب الموضوع :
#الكريستال#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أريد منك أكثر مما أريد
]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أشتقت لكم .. ومامنعني عنكم ألا الشي الشديد ..
طبعا حاولت أرسل الفصل بس ماانكتب لي أنه يوصل لكم ..
الأسبوع ألي فات الأجواء عندنا حيل قويه .. أمطار وعواصف .. كان أقواها
عاصفه جتنا من بعد العصر قلبت نهارنا ليل .. والحمدالله رحمة الله فينا فوق كل شي .. هاليومين الأجواء مستقرة ولو أن الجو من بعد صلاة المغرب مغيم
من جديد .. الله يكتبها لنا أمطار خير وبركة .. أعذروني أعصابي حيل توترت
وبهالأجواء بصراحة واجب علينا نكثر أستغفار فيها وذكر رب العباد.. أنا من النوع ألي
أصير أوسوس كثير بأهلي وخصوصا أبوي ألي يطلع من بيتنا الفجر ..
أحاتيهم كثير الله يجعلنا من البارين بوالدينا ويطول بأعمارهم ..
وهذا الفصل لكل من ظهر من خلف الكواليس ..
ماراح أتواجد بينكم ومادري متى بدخل لكن راح توصلني ردودكم وتفاعلكم
ماتقصر غيمة عطر تحمسني .. وحنو بعد بتنقله بالمنتدى الثاني .. وقبلهم توته
ألي نقلت الفصل ... وفيتامين سي أم جمال بعد بالمنتدى المجاور ..
مشتاقه لكم وقراءه ممتعه مقدما ..
الفصل ( 61)
الخطوة ( 56 ) .. خطوة نحو التراجع في حلم أريد منك أكثر مما أريد
( الحلم هنا على وشك أن يختنق .. ! )
تهب هوا بارده مندفعه بقوة صوب نقابها وعيونها ألي لمعات
الدمع طغت عليها ..
أخذت نفس بسرعه حتى تزفره والسكون الغريب أحتضن أنفاسهم ..
أعتلت نغمة جواله قبال عيونها حتى تنعكس أضاءة الشاشه على زجاج السيارة
والجوال يهتز بين عيونها ..
حرك عيونه بلمح البصر لها يتأملها... يشوف لمعه غريبه
تكابر لا تنزل دمعه خاينه من عينها ..!
يفهم كيف تقاوم الحياة نفسها فيك هاللحظة ..
وهالفهم يوجع أحلامه ياسارة ..
أحلامه مدفونه لك من قرر القدر يلتقي فيكم في وطن قاسي ..
يخاف أحزان الشتاء ياسارة ..
وأمنيات عقيمة .. يخاف عيون الفجر لاتصبح بدونك ظلام ..!
رمش ببطء
وبدون أي أهتمام لنغمة الجوال ألي يصيح من رئه ذبحها الشوق
لعيون تنتظره من بعيد .. رجع يطالع الشارع بصمته المكسور ..
حرك يده حتى يفتح الشباك ألي جنبه و تندفع الهوا المحملة بالحنين
في شوارع مصر المزدحمة بالمآسي .. بالأفراح .. بسنين
في صفحة التاريخ غنوة ..
مصر العنيده في زمن الجنون ...!
سحب هوا لصدره لعل وعسى يزفر مع أنفاسه غمامة هالضيق ألي يحس
فيها ..
سارة وهي تأشر للجوال ومسرع مامدت يدها تمسكه لايطيح
تحت رجولها وبصوت ضايق : الجوال ..!
عمر يحط يده على الدركسون وعيونه تتأمل الشارع قباله : شايفه
ياساره مصر عامله أزاي .. حاسس أني أنحرمت من أكتر
حاجة كان ممكن أعيشها !
عقدت حواجبها وصوته الرجولي المغلف بهداوة ومثقل بمشاعر
مافهمتها يهز قلبها .. ظلت متمسكه بالجوال ألي يهتز
من بين أصابعه
وبعبث صارت تحرك عيونها لكل شي قبالها .. لشارع والسيارات ..
لملامح البشر .. لأعمدة النور .. للمباني ..!
أي مشاعر تحكيله ضياعه ويحكيلها سره بالعبث نفسه ..
ماخوذ بجمل هاربه من بين شفاته
تكتفت وهي تشد على أيديها من الهوا الباردة المندفعه صوبها محمله
بريحة عطره ألي تتفجر من ملابسه و يخفي فيها عالم يسكن
داخل ضلوعه .. تحس بهزات جواله تنفضها ..
ساره تبلع ريقها ترمش بصمت : ...............
عمر أبتسم أبتسامة تايهه وسط مدينه يجهل كل عناوينها : البلد دي عجيبه ياسارة .. عمري ماتولدت فيها لكن أحتفظت بأحلام كتير عشانها .. ( حرك
راسه بعبث ) كنت أحلم بيها أصلي في الكنيسه وبقيت أصلي في جامع من جوامعها .. ( رفع كف يده حتى تلامس جبهته بعدم تصديق وفرح غريب يجتاحه ) ياااالله ...أتاريني كنت ضايع ولقيت نفسي بيها..
حلمت أتجوز وحدة جميله كده ... مصريه بنت بلد ( ضحك وهي على طول حركت راسها تطالعه
بصمت ) وأتجوزت بأه وحدة أكبر من حلمي ومتحجبه كمان .. مصريه لكن
أكتر مني متغربه ومش لاقيه صوت يناديها ويحضنها .. حتى حاولت أكون
ليكي الصوت ألي بيناديكي في اليوم ميه مره .. مش عارف ليه خفت أناديكي ..
يمكن مش أنا الأنسان ألي محتاجاه ياساره ..!
أبتسم وهو يميل بشفاته حتى يحرك عيونه يطالعها ..
يالله .. من هالحب الغريب ألي ينزل في ثقوب ذاكرتها وترفعها للسما
أكثر وأكثر ..
ياالله من صوته ..!
من حروف أسمه الأشهى بالنسبه لها ..
بس يخاف وهي تنتظر اللحظة ألي يكون صدره لها وسادة ..!
كم مرة كانت الفرصه لحظة تقول فيها أحبك وماقدرت ..
كم مرة ياعمر ..؟
تسعين نبض من عمر أيامكم .. أقل أوأكثر ..
وينك ياعمر ووين هي ..؟!
هي أقل من أنها تكون حلمك حتى ..!
هي عصفورة على غصن أحلامك رماها القدر لك ..
ظلت تتأمل عيونه ومسرع ماصدت عنه تطالع الشباك والهواء
تجفف دمعها المجبور
ليه أكثر الأشياء ألي نكتمها تكون الأجمل ..؟
رغم وجعها ..
رغم طول عمر تحقيقها ..
رغم أنها أكثر من يوم أنتظار وتروح ..؟!
هو أختيار الصمت والكتمان أكبر حلولنا وأسهلها ..
أو أن الكلام في زمن يستصعب أنجاب الأجابات
ويترك لنا الأسئلة من رحم عقيم يجبرنا الصمت لا أكثر ..
هزت راسها .. هزته رافضه تلامس أطراف البوح ولاتدري كيف
بتقوله أن البدايات بينهم أصعب من واقع ..!
والنهايات بتظل مفتوحه
وهي ياعمر فالمنتصف .. تحس بأمانيها تتناثر على رصيف بارد
متشتته .. وليتك تلمها ..
ساره تضم شفاتها حتى تنطق : مدري ياعمر ..
هدى من سرعة السيارة حتى يلفها ويوقف قبال حديقه ... طفى السيارة وعيونها
ظلت معلقه على كراسي على الرصيف يعبث فيها الفراغ .. مد يده وهي فجأه حست
بأصابعه الدافيه تتداخل بأصابعها الباردة ..
عمر وهو يحرك جسمه كله صوبها : سارة .. أنا تعبت ..
ساره على طول طالعته وهي تفك أيديها .. تريح يده على فخذها : مني ..؟!
عمر رفع حواجبه : يعني مش حاسه ..؟
ساره وصوتها يختنق : عمر .. تكفى خلنا نتكلم بوقت غير هالوقت ..
عمر رمش بهدوء وهو يرفع يدها .. يقربها من شفاته .. يبوسها : أنا مستعد أستناكي طول عمري لكن ...
رجع نزل يدها وعيونه مافارقت أصابعها وأصابعه .. فرد كفه
وبضياع حط أصابعها بوسط كفه .. وباليد الثانيه صار يتلمس أصابعها ..
يربكها ..!
ساره بالعافيه نطقتها : خايف تمل وأنت تنتظر .. تحمل نفسك شي فوق طاقتها ..
تفقد صبرك علي ..!
عمر أبتسم بدون ماتبان أسنانه ومسرع ماهز راسه : لأه .. ( سحب هواء لصدره
لين أرتفع ومسرع مازفر الهوا ) المشكله كلها عندك .. أنا ربنا كرمني
بحاجات أولها أسلامي .. وضعي المادي كمان كويس .. أتجوزت .. أهم من كل
دا الراحة .. كل حلم تعبت عشان أحققه قدرت عليه ..أنتي ياساره أحلامك فينها ..؟
ساره وهي تطالع عيونه ألي منزلها لتحت .. يتأمل أصابعها وهو يحركها :
أحلامي ..؟
عمر رفع عيونه لها : آآه أحلامك ..؟
عقدت حواجبها وهي تحس بتشويش بأفكارها ...
أحلامها كلها أنولدت في أرض الكويت ومن سافرت أجهضتها ورحلت ..
الزمن دار ومشى بعيد عن كل شارع سعت فيها لحلم بسيط من أحلامها ..!
كان حلمها تتزوج كويتي دام أنها ربت على أرض الوطن ..
حلمت تظل عايشه خلف عدسات تخفي لون عيونها
وهذي هي قباله متجرده من قناعها البسيط وتطالعه ..
تتمنى لو أنها تهدي الغياب ذكرياتها
ولا قدرت ..
ساره رفعت كتوفها وبتردد : ماعندي أحلام ..!
حس بدوامة من الأنهيار يعيش فيها ولاتدري عنه ..
لاشئ يتسلل بقوة لروحه .. يتعبه ..
يبي يحرر صرخه داخل جوفه ويقولها .. قولي أي شي .. مايبي كلمتين
وتسكت ..!
يتكلم ويسأل وهي كلمتين وبس ..؟!!
بدون أحلام يعني هو ولا شي .. لاهو الحلم ولا خطوة بسيطة ممكن تكبر ..
تعدل بجلسته ساحب أصابعه من بين أصابعها حتى يرفع أيديه
ويمسك الدركسون .. وهي ظلت تتأمل ملامحه وعيونه ألي تتحرك يمين ويسار بعبث ..
خصلات من شعره الأشقر متمايله على جبينه والصمت أحتواه
بلا سبب ..
يضايقك أنها بلا أحلام ..!
أتركها تقول أحبك بلا كلام ..
أتركها تغزل من سنين العمر أجمل حكايه ..
لايهمك قهر الشتا ..
ولا طول الليالي الباردة ..!
لايهمك لو يموت الشوق قهر ..
قول أحبك .. عمر ..
قبل لايدمنك الغياب ..!
قول أحبك
دام فالصبح أنتصار ..
عمر شغل سيارته : ...................
ساره والسيارة من داخل شبه مظلمه : عمر ضايقك ألي قلته ..؟
عمر حرك السياره ومسرع مامد يده حاطه على طرف السيت وراسه لف لورا : أنتي حره باللي عاوزه تقوليه .. ألي جواة عمر متأكده منه ودا أهم حاجة
عندي
ساره أندفعت بالكلام وهي تحس بنبرة صوته فيه قساوة : سألت وجاوبتك ... !
عمر هز راسه بأستغراب : كويس
ساره : كويس يعني أيه
تعدل بجلسته أول ماحرك سيارته لين أستقامت فالشارع حتى يحركها
ويمشي
عمر ريح ظهره على السيت وهو مكتم :........................
ساره : عمر ..؟
عمر يحرك عيونه صوبها بدون مايحرك راسه : همممم
ساره : أشفيك ..؟
عمر بملامح بارده : ولا حاجة ..!
ضمت شفاتها حتى تتعدل هي بجلستها بعد وترجع تطالع الشارع من جديد ..
معقوله أنصدم من كلمتها يوم قالت له أنه ماعندها أحلام ..!
أكيد واحد نفسه ماتدري كم لغة يتقنها .. وكم شهادة حاصل عليها
وكم حلم قدر يحققه متزوج وحدة حلم واحد ماعندها ..!
وقفت دراستها لأسباب كثيرة .. أهمها أن الفصل ألي هي فيه أكتشفوا
أنها تلبس عدسات بلون يخبي لون عيونها ..
ملت نظراتهم ألي تلفها كل مادخلت المدرسة الصبح وطلعت ..!
ملت أحاديثهم عنها ..
ملت مبررات أمها لما يسألونها الحريم ليش وليش وليش ..؟!!
طالت المسافات والحلم يبتلعه الظلام ..
ولحظات لف عمر بالسيارة حتى يدخله حارة ضيقه وأصوات الناس وريحة
الأكل والقهوة تختلط فاجواء الشتا وتحملها الريح بشوق لهم ..
عمر : فين الموبايل ..؟
سارة على طول مدت الجوال له بعد ماسحبته : هذا هو ..
سحبه من بين أصابعه بحواجب ضايقه شوي وهو وقف عند قهوة مفتوحه
.. حركت عيونها تطالع الطاولات البسيطة وملامح البشر ألي جالسين
مقابلينها ..
علقت عيونها على شايب يدخن الشيشه وهو يصغر عيونه يطالع سيارة
عمر الواقفه قباله .. تملا تجاعيد الزمن ملامحه والشيب يملا كامل شعره
وحواجبه .. رفعت يدها وبسرعه مسكت ذراع عمر ماتدري ليش خايفه ..
أبعدت عيونها عنه وصارت تطالع ألي يمشون حوالي السيارة .. أخذت نفس
تطالع حرمة شايله على كتفها سلة والحجاب يغطي كامل شعرها .. ولحظات
أعتلى صوتها وهي تنادي وحدة ( ياطنط فخرريه .. جبتلك كل الحاجات
ألي أنتي عاوزاها .. ) ..!
نزل عمر الجوال بربكة وكأنه تراجع يكلم أحد ...لف صوب ساره ألي عيونها وكامل تركيزها لبرا السيارة
عمر : يلا
سارة لفت له وبعيون طارت : لازم ..؟
عمر طالعها كأنه يقول يعني وش رايك ..؟ :
سارة شبكت أصابعها برجفه وتحس في قلبها تزيد نبضاته : يارب .. أحس أني خايفه ومرعووبه .. يعني بشووف أهل أمي كلهم ...( صغرت عيونها وهي ترفع
عيونها لفوق ) ماتذكرهم ... بس متواصله مع بعضهم ..!
عمر بطنازة : أنا بقول عن نفسي أيه .. لا شفتهم ولا حتى تواصلت مع حد منهم .. شفت بابا بس ماقدرتش أسلم عليه عشان ..
ساره قاطعته بعدم تصديق : شفته ..!! وأنا عندك قصدك
عمر هز راسه : آآه لما باباكي جي للفله
ساره رفعت يدها وصدت عنه وهي ماتبيه يذكر السالفه : آهااا ..
عمر زفر هوا وهو يمسك يد الباب : خلينا نتوكل على الله
ساره : تعرف مكان العماره ..؟
عمر : ساميه دلتني على عنوانها ..وحشوف سناء قدامها أكيد
ساره لوت فمها : يعني مافيش مشاكل ولا حنضيع
عمر طالعها بحده : أيه ..؟
ساره تفتح الباب وتنزل ومسرع مانحنت تسحب شنطتها : سسلامتك.!
أبعدت عن الباب وعلقت الشنطة على كتفها حتى تسكره ..
حركت عيونها للمكان الضيق ألي مرو فيه ولايسع ألا سيارة وحدة والشباب بشكل
يخوف منتشرين في كل مكان ...
رفعت يدها حاطتها على قلبها حتى تبدى تقرا المعوذات وتحصن نفسها .. طالعت
لفوق تتأمل فسحة السماء الواضحة مابين عمارة والثانيه
والظلام يحتويها ومسرع ما صارت تطالع النوافذ المفتوحه وحبال مثبته مابين بلكونه
والثانيه وشراشف معلقه عليها .. الجدران تحكي زمن طال على أرواح هالبشر ..
فزت أول ماحست بثقل يعلق بيدها .. ومن حركت عيونها ألا عمر يشد على يدها
بقوة ويمشي قاطع الطريق مابين سيارته لطرف الثاني ..
حركت عيونها بخوف وهي تحس أن الكل قام يطالع فيها وبهيئتها ..!!
ظلت تمشي ورا عمر ألي رفع عيونه لفوق يبي يتأكد من العنوان ألي قالته له
ساميه متجاهل نظرات الشيبان ألي يجلسون في القهوة وأصابعهم
تأشر صوبه ..
ساره تحاول تجاري خطواته : ماتحس أن الكل قام يطالعنا ..؟
عمر بدون أهتمام : مالكش دعوة بيهم ..
وقف حتى يتحرك طرف من جكيته وخصلات شعره أول ماندفعت هواء باردة
صوب صدره .. رفعت ساره يدها وصارت تسحب عبايتها مثبتتها على راسها ..
ويدها الثاني تلتف حوالي أصابعه .. يشد عليهم بقوة ..
ماتدري ليش تحس بالأمان وهو ماسكها بهالطريقه ..
عمر يأشر بيده لقدام وسيارته وراه : أنا شاكك أنها العماره دي
ساره تضغط بأصابعها على كف يده حتى تقول له وهي مبتسمه : خلنا نشوف ..
عمر هز راسه : أوكي
ساره أول ماتحرك بشكل مستقيم وهي تطالع الأنوار المنتشره
في كل مكان والمكان الضيق مابين عماره والثانيه : عمر مرتبك ...؟
عمر بدون مايطالعها وهو يمشي .. : أوي
ساره تتمسك بيده : وأنا بعد .. ماني مصدقه أني بشوف أمي وخوالي وجدي ..!
عمر وقف ولف لها بسرعه رافع أصبعه بوجها : عاوزكي تتكلمي مصري .. سمعاني كويس
ساره وقفت حتى تفتح عيونها وهي تبعد راسها عن أصبعه : ليه أن شاءالله .. ماما متعودة دايما ...
عمر يقاطعها وهو يرفع حاجبه : أنا بأمرك مش بنبهك .. خلينا متفقين كده ..
أنا لحد دلوقت عمال أحاول أنسى الشموع ..
ساره بشهقه سحبت جكيته : هه .. هه قلتها أتحمل .. أنتا وعدتني ماتقولش
أي حاجة عنها..!
عمر وهو منحني من جرة جكيته ومنخلع مايدري وش فيها : مالك يابت ...؟
ساره تجر جكيته ومسرع مافكت يده متمسكه بطرف الجكيت الثاني : أنا شنو قلت
لك .. هاا ....؟
عمر يرفع عيونه يطالع الناس حواليه وبربكه : طب نزلي أيديكي ..؟
ساره تهز راسها بالرفض : مااااااااالي شغل .. قلت لك تحمل لو جبت طاري الشموع ووافقت .. وعدتني
عمر يمسك أيديها يحاول ينزلهم وهي متمسكه بالجكيت بقوة : ساره .. الناس
عمال تبص لينا .. سيبي هدومي
ساره تشد على جكيته : قلت شموع ولا ماقلت ..؟
عمر بطفش : أنا بذكرك بس
ساره رفعت حواجبها : يعني خلاص خلفت بالوعد ..
نزلت أيديها ومسرع ماتحركت واقفه بجنبه .. أنحنت مرجعه يدها بكف
يدها وهي تتمسك بأصابعه ..
ساره بنبرة سعادة وهي ترفع أيديها ومعها يده ألي متمسكه فيها : الحمدالله يارب .. الحمدالله
عمر طارت عيونه : أنتي فرحانه أوي كده ليه ..
ساره تطالعه بطرف عين منزله أيديها ببطء لتحت : أمم .. سر
عمر تعدل بوقفته ومسرع ماسحب يده من يدها وصار يعدل جكيته ألي
قامت تجرجره : ربنا يشافيكي واللهي ..!
رفع أيديه وهو يمسح على شعره مرجعه لورا ومن نوى يتحرك
ساره تمد يدها : أمسك يدي ..
وقف يطالع فيها بحواجب عقدها شوي حتى ترتسم على شفاته أبتسامه
هاديه ..
ساره بسرعه قالتها : أبتسامتك حلوة والله
عمر زادت أبتسامته وهو يحس بعجز أنه يفهم تصرفاتها ألي كل شوي بمزاج :
..................
ساره قربت منه حتى تتمسك بكف يده : نمشي ..؟
عمر رفع يدها حتى يبوسها ومسرع ماتحرك : آآه ..
حركت يدها الثانيه وريحة الأكل تزيد بقوة وتخترق أنفاسهم أول ماقربت خطواتهم
من عمااره بابها من حديد وداخل الدرج مظلم ..
عمر رفع عيونه لفوق يطالع بسقف فوقه وهو واقف عند باب العماره
ألي أصغر من طوله : أنا حاسس أنها العمارة دي .. لكن سناء فينها
ساره صدت عنه : أستغفر الله بسس .. يادي سناء ألي وجعنا بيها ..!
عمر يجر يدها مقدمها عشان تدخل : ليدي فرست
وقفت ساره ومسرع ماسحبته غصب .. حطت أيديها على ظهره وهي تدفع جسمه للباب وعلى طول أنحني
ساره تضحك بصوت غليض : ههههه ..لا ياحبيبي .. مان فرست فهالمواقف
عمر دخل ووقف حاط أيديه على خصره يطالعها : الوعد فوق..!
ساره تدخل متمسكه بشنطتها : أحس قلبي يدق بقوة .. مدري شنو فيه
عمر قرب منها ماسك يدها : أنا دلوقت قولت ليكي أيه
سارة بملل وهي تتحرك بخطواتها الواسعه صوب الدرج : والله ياأنك بتشيب
قبل تخليني أرطن مصري طول الوقت
عمر صعد الدرج وهو يرفع راسه يطالع ظهرها وهي تصعد الدرج: أرطن يعني أيه ..؟
ساره وهي تمشي بجنب الجدار : تقرقر يعني
عمر بطنازة : لا واللهي .. !
ساره : قسمن بالله
عمر وقف عند أستراحة الدرج وحط أيديه على خصره : أنتي رايحة فين ..؟
ساره وقفت فوق عند شقه وهي تطالع الباب ومسرع مامالت براسها
تطالع الباب المقابل له : والله ماعرف
عمر تحرك حتى ينط درجتين صاعد لها : ورايا ..
ساره ترفع عيونها لفوق : أوووف .. وين بنروح عمر ..
عمر يتحرك صاعد الدرج وبصوت واطي : الدور الرابع
ساره شهقت : كممم ..! ... نبي أصنصير .. شي يطير فينا لفوق
عمر حرك يده فالهوا : هوا أنا شفت حاجة
ساره تأشر لتحت : أساسا حنا تمقلنا تحت .. طرنا لدرج .. عمر متأكده فيه خلنا ننزل
عمر ولا همه : دي رياضه .. حتخسي بدون خساير يلا
ساره رفعت أيدينها لفوق وعمر أختفى من قبالها : قوول بخيس مو أخس..! عمر وينك لاتروح .. خلنا ننزل يمدينا .. عمر .. عممممممر ..
سكتت وهي رافعه عيونها لفوق وهو راح يصعد الدرج ولا عطاها رد ..
فزت بخرعه أول ماسمعت صوت وحده كأنها معصبه ( هوا مين ألي بيتكلم
وعمال يصرخ ..؟!)
رفعت يدها بخرعه حتى تجر نقابها وهي تتلفت للشقق والجدران حواليها متصدعه !!.. قامت تتنافض
وشكل صوتها عالي أزعج الخلق .. تحركت ماسكه الدرابزين حتى تركض تصعد الدرج ..
ساره تنادي عمر بصوت واطي : عممممر وينك .. لاتتركني ..
مسرع طرت لفوق ... عمممر فيه وحدة بتطلع تغسل شراعي .. تعال !!
صارت ترفع عيونها لفوق ماتشوفه .. حست برجولها تتنافض وهي تزيد في سرعتها وتصعد الدرج ورا الثاني .. طالعت وراها تخاف ينفتح الباب وهي تكمل
خطواتها .. ومن رفعت عيونها لفوق شافت طرف من أصابعه على الدرابزين ..
أخذت نفس بتعب وهي تحاول توصل له وهو شكله يصعد وينط الدرجتين والثلاث .. وقفت حتى تمد يدها متسانده على الدرج ونفسها أنقطع .. قامت تحس
فالحر يذبحها والمكان تحسه يخنق .. لا فتحات تهوي المكان ولا شي ..
عمر يحرك جسمه لها وهو يطالعها واقفه .. قال بنبره واطيه : هوا دا ياساره
رفعت عيونها له ولحظات قامت تحس بصرخات وأصوات متداخله مع بعض ..
أنقبض قلبها وهي تحس أنه فعلا وصلوا لشقة خوالها .. نزلت يدها وبسرعه
تحركت له حتى تصعد الدرج وتوقف قباله ..
ساره تطالع باب على يسارها وقبالها وعلى يمينها : أي واحد فيهم ..؟
عمر وهم واقفين بالنص : كلهم ياساره حسب ماساميه قالتلي ..!
ساره وواحد من الأبواب مغطى بحديد: الثلاث شقق .. ماشااااءالله
عمر حرك عيونه صوبها : مافيش خير أتنين .. جبتي الزيادة منين ؟
ساره رفعت يدها مأشره للباب ألي وراه : هذا ..
عمر لف لورا ومسرع مارجع يطالعها بتركيز : دا الأصنصير .. أنتي عبيطه ولا أيه ..؟
ساره بفشله حطت يدها على فمها : حط نفسك ماسمعت شي ...
عمر أخذ نفس وهو يعدل جكيته وعيونها على عيونها : يلا ..
رفعت عيونها تطالعه ألا هو يأشر براسه صوب الباب يعني طقي
الجرس وكوني قدام..
ساره حطت أيديها على خصرها وبصوت عالي : لاااااااااااا
عمر بصوت واطي حط يده على نقابها يسد فمها : فضحتينا ..!
ساره تبعد يده : مدري عنك ..
لحظات وصل أحد صاعد الأصنصير وراهم .. أنفتح الباب ولحظات أنسحب
الشبك الحديدي المغطى فيه باب الأصنصير .. صرخة عاليه بصوت طفولي نفضتهم كلهم .. لف عمر براسه حتى تنزل عيونه على أخته سناء وهي لابسه
تنورة جنز لحد ركبها على هيلاهوب أحمر وجزمات بوت .. جكيتها الفرو
يلف جسدها النحيف .. صار تنط وترفع أيديها .. شعرها يتحرك مع كل
حركها تسويها .. تبي تحضنه وهو من الخرعه تحرك بسرعه حتى يشيلها ويركض فيها داخل الأصنصير .. وسارة من الخرعه
ماتدري شسالفه قامت تركض وراه وهي ترجف بخوف والصرخة تحسها بأذنها ..
عمر أشر بيده بربكه وسناء تلف أيديها الصغيره حول رقبته : سكريه قبل ماحد
يخرج ..!
ساره سكرت باب الأصنصير وبدون ماتنزلهم لتحت رفعتهم للطابق
الخامس من الروعه وبعصبيه : هذي من هي .. حنجرتها صاااروخ ..
سناء تحضن عمر بقوة : عمر .. مش مصدقه .. ربنا أستجاب دعائي ليك ..
أنا بحب ربنا وبحبك
عمر متوهق فيها ومن الربكه مايدري وش يقول لها : ...............
سناء تبوس خده : حمدالله عسلامتك .. أنا طوول الوقت بستناك
ساره تنحت تطالع فيهم حتى ترفع يدها : مين ياعمر دي ..؟
عمر بأبتسامة باهته من الخرعه وهو يحاول ياخذ نفس : سناء
سناء لفت براسها تطالع ساره من فوق لتحت ومسرع ماطالعت عمر : أنا ماقلتش
ليك حاول تنساها مش عاوزاها .!
ساره حطت يدها على خصرها وبعصبيه : نعم يختي ..!
أنحنى داخل الأصنصير ألي ضاق فيهم حتى ينزلها وهو محتاج يلملم هالخوف ألي بعثره ..
خاف أحد يسمع صراخها ويطلع وهو مرتبك ولا أستعد لشوفتهم .. رفعت أيديها
تطالعه ومسرع ماصارت تمسح على شعرها المتناثر حوالي كتوفها
.. ثنى عمر وحدة من ركبه حتى ينحني لها
لاف أيديه حوالي كتوفها ..
عمر أبعدها عنها حتى يحضن خدودها بكفوفه : أزيك سناء .. كل حاجة طلبتيها
أنا جبتهالك .. الموبايل وألعاب البلاستيشن
سناء تلف خصلات شعرها حوالي أصبعها وهي تحرك جسدها يمين ويسار : طب أنا ممكن أطلب منك حاجات تانيه
عمر يسحب راسها وهو يبوس جبينها : آآه ..
سناء تطالع ساره بطرف عين ومسرع مانحنت مقرب شفاتها من
أذن عمر : أنا مش عاوزة أتكلم وهيا موجوده ..!
عمر ضحك غصب : هههههههه .. أووكي مش مشكله
ساره تكتفت وهي تطالع عمر : .............................
عمر حضن أخته وشالها وهو يطالع بساره : أخدينا لفين ..؟
سارة بدون نفس : والله زين تذكرتني .. أخذتكم للمريخ وبرجعكم بأذن الله
سناء تميل براسها على راس عمر وهي تطالع ساره : .................
ساره ترجع لورا ومسرع ماضغطت زر الأصنصير
بطفش : يااارب الصبر
سناء تحضن رقبة عمر وهي تبتسم بفرح : بابا حيفرح أوي بيك وساميه بأه
ليها أكتر من ساعه بتستناك ..أعمامي كمان
ساره تقلدها وهي تحرك شفاتها بدون مايطلع لها صوت : ...........
عمر وهو مستانس عليها : كل العيله عندكم ..!
سناء أبعدت راسها وهي تهزه : آآه .. كلهم ..
تحرك الأصنصير حتى ينزل لتحت لدور الرابع من جديد وعلى طول فتحت ساره
الباب وسحبت الشبك الحديدي حتى تطلع برا مندفعه بجسدها .. ماتدري ليش
أرتفع ضغطها وفي شي مكبوت داخلها .. وعلى طول تحركت صوب
الباب حتى تدق الجرس .. طلع عمر فاتح عيونه مو مصدق أنها فعلا قررت
تكون في الواجهه ولايدري ورا مزاجها أنقلب فجأه ..
ضم شفاته ولاعاد هو مستغرب أو يتسائل عن هالمزاج المتقلب فيها ..
صار يعرفها أكثر من نفسه بس ولاراح يهتم ..
متى ماطاب خاطرها بيلقاها قباله تضحك .. هذي
هي وببساطة هو تعود عليها ..!
حطت يدها على خصرها وهي تطالع الباب وفجأة صوت خطوات
متسارعه تركض صوب الباب .. أنفتح الباب بقوة حتى يندفع شاب بقوة وعلى طول أبعدت بخرعه حتى تطلع وراه ساميه ومن شافتهم ضمت
أصابعها لبعض وشوي ألا تنط من الفرحة .. الحجاب بلونه الأبيض
ملتف حول راسها ومغطي جبينها كله ..
ساميه : عمتيي
نزل عمر أخته بربكة ووجهه أختلط بالحمرة والشاب يحضنه بفرح تبعها
زغاريد عاليه .. قربت ساميه من ساره وسلمت عليها بقوة وبشوق
ساميه : أتأخرتو كده ليه ..!
سارة بربكة ضيعت الكلام ..: ..............
عمر يرفع أيدينه لأخته من أبعد الشاب عنه : تعالي بالأول ..
لفت ساميه له وهي تبتسم بدون ماتبان أسنانها حتى تتحرك له وهي شوي
تعرج برجلها وعلى طول
حضنها بقوة
عمر : وأخيرا
ساميه متفاجأه ضحكت : ههههههه .. وحشتني
عمر ينزلها : وأنا أكتر .. ( أشر لرجلها ) كويسه ..؟
أخذت نفس وجسدها يلصق فالزوايه .. حركت عيونها صوب الباب
ألي طلع منه كم بنت وشاب وهي ضايعه وعمر يسلم عليهم .. ملامحه تغوص
بالخجل والربكة في هالحلم ألي طال داخل ضلوعه وهذا هو يتحقق ..
تشوف ساميه ترفع يدها وتعرف عمر في كل من سلم عليهم ..
ألي يكون ولد عمه وبنت عمته وألي يقرب لهم من بعيد .. ولحظات أنفتح الباب
كله حتى يطلعن حريم واضح عليهن الكبر .. تختلط الأصوات والزغاريد
ترتفع حتى تتسع عيونها من شافت أمها تطلع وهي تمشي شوي شوي
وعيونها معلقه بشكل مستقيم على عمر وألي حواليه ..
ساره تبعد عن الجدار وبصوت أرتفع من الفرح : ماما ..!
وقفت أم سارة ومن لفت براسها ألا ساره ترمي حالها عليها .. تحضنها
بقوة
أم ساره تحضنها وتبوس كتفها من شوقها لبنتها : حبيبتي سارة .. أزيك ياعمري .. عامله أيه ..؟!
ماقدرت تقول شي .. وكل المشاعر أنفجرت فيها حتى تنحني بعيونها تخبيها على كتف أمها وهي تبكي ..
تبكي بقوة .. تشاهق بصوت مرتفع .. كل الليالي أخترقت عتمة هالضياع ..
يبقى بحة تقاوم صدأ الذاكرة بهاللحظة ..
وقفت أم سارة والفرح يرسم معالمه على وجها .. عيونها تغرق بشوق بالدموع وهي
ألي قدرت تقوي قلبها وتخلي بنتها تسافر مع عمر لحالها ..!
أرسلتها للغربه رغم الوجع ألي ينخر في قلبها ..
كم جفى النوم عينها من بعد مارحلت .. كم يوم نامت في سرير بنتها ..
ساره وهي عاجزة تنفخ بجراحها عشان تبعد : فقدتج يممه .. ( صارت تحرك
أيديها وترصها على ظهر أمها ) ليش تركتيني يمه أرووح .. ( شهقت بقوة )
والله .. و .. والله مت من الشوق لكم يمه .. طول الوقت لحالي ولا أحد حولي
كل شي تغير علي .. كل شي ..!!
توجهت العيون لصوت البكا ألي ماكان أبد من شوق أو حنين أرهق
نفوسهم .. وهو ظل واقف يسمع وعيونه تعلقت على عمته أم سارة وزوجته ..
قربت وحدة من عماتها حتى تريح يدها على ظهر ساره وتبدى تمسح عليه
بحنان
( مالها كده بتعيط .. يكونش زعلانه ..! )
أم سارة من حست فالبكا أبد ماهو طبيعي أبتسمت بعبث : زعلانه أيه .. ودا يبقى كلام .. هيا مشتاقه ودايما كده دموعها مابتوقفش أبدا
رمش وهو واقف ولحظات تحرك بقوة من جرت ساميه يده
مدخلته للشقه غصب .. رفع يده حتى يمسك طرف من جكيته وخطواته وقفت
في الصاله الواسعه بأثاثها البسيط .. والزينه ألي تلف الجدران
في كل الزوايا كل شي تضاءل حوله وأبوه
يجلس على كرسي مقعد قباله ..
واليأس يسحقه شمس طال أنتظار نورها ..
غريب هالشي ألي بدى داخل ضلوعه يستحق الوفاة ..!!
وأنفاسه ضاقت داخل ضلوعه .. تذكره بأسم شارع أمنياته القديم ..
ماعاد يشوف شي قباله والرؤيا قباله تلاشت من الدموع ألي بللت
سطح عيونه ..
تحرك غصب من شاف أبوه يرفع أيديه له وصدره يرتفع وينزل
بضعف ..
أرتمى عند رجوله يبوسها .. أنحنى أبو عمر يحاول يبعد ولده عن رجوله
والكلام يضيع .. يموت على أطراف البوح وأكثر ..
يعيشون زمن ثاني بعيد عن ألوان الخيبه والوجع ..!
سحب أبو عمر ولده حتى يحضن جسده ويبكي فأحضان الأمل الجديد ..
هم المنفى وجوازات السفر ..
وبيبقون المطر
والنهايات السعيده ..
صار يحضن راسه بكفوفه .. يلمس شعره .. يمرر أصابعه على ملامح
ولده .. مو مصدق أن الزمن وأخيرا طمس كل مسافاتهم البعيده ..
وهذا هو عمر قباله يبكي شوق ..
سحب راسه حتى يبوس جبينه ..
كانوا تاريخ نسيان بعيد وهذا هم الحاضر ..
قرب منه عمر من نزل راسه يبكي يحاول كل واحد منهم يقول شي
بس العجز لغة بقت على أطراف شفاتهم ..
حضن أبوه بقوة .. باس كتفه ومسرع مابعد عنه حتى يسحب يده يبوسها ..
أبتسمت ساميه حتى تشبك أصابعها في بعض وترفعهم بعبث وهي تحاول تجاهد ماتبكي ..
أبتسمت ولفت براسها للكل ألي وقفوا يطالعون عمر وأبوه بصمت
ساميه : عايزين نفرح .. ماتسمعينا يام ساره الزغاريد بأه .. ( حركت عيونها
صوب أمها ) ماما حركي الجو ( حركت أيديها في الهوا وهي تضحك ) عايزاكي
كده تفرحينا وننبسط ..
×
×
( الحلم هنا على وشك أن يختنق .. ! )
×
×
في وحدة من غرف المستشفى ..
حط كف يده على فمه وكلماتها الضعيفه تخترق مسامعه ..
يتذكرها وكأنها للحين واقفه قباله ..
غمض عيونه بقوة يبي يمنع نفسه لايضعف نفس ضعفها ..
لاتتسرب مشاعره خارج هالجسد ..
فتح عيونه ألي يملاها اللون الأحمر حتى يطالع الجدار الأبيض والحاجز
ألي يمنع عنه أنه يشوف باب غرفته ..
وش خلاها تجي .. يخيفه هالحب ألي يحس فيه يكبر صوبها غصبن عليه ..
لأنسان نفسه عمره ماعشق أحد ..!
للحين تسكنه محاولاته اليائسه أنه يتعدى وينسى كل شي سوته ..
ضرب يده على فخذه وهو يرص على أسنانه .. مانكسر للألم ألي كان كفيل
يخليه يصرخ ليل نهار شلون ينكسر عشانها ..؟!
شلوون ..؟!
رغم أن الألم قالوا له ضئيل بالنسبه للحروق الرهيبه ألي تحتوي جسدك
ورحمة الله كانت كفيله تميت هالأحساس بالألم ..
حرك راسه صوب الشباك الصغير ألي يقترب من سقف غرفته وهو يشوف الليل
ينتزع من النهار ضوئه ...
لازم تموت مشاعره تجاها مثل مامات أعظم شي كان يمتلكه ...
يحسها أختبار وغريب أنها الوحيدة ألي بقت قباله ..
أنفتح الباب وعلى طول رفع يده وصار يفرك عيونه ويسحب هوا لصدره ..
دخل الدكتور عليه ومن طلع له من ورا الحاجز أبتسم بوجه
طلال لكن هو صد عنه ..
الدكتور بصوته الخشن : أخبارك طلال
طلال هز راسه وبعد صمت طويل : الحمدالله
الدكتور يقرب منه بجسمه السمين وطوله حتى يوقف مكان ماكان
صاد بملامحه وعلى طول فتح طلال عيونه رافعها يطالعه : أنا هنيه عشانك والله .. قالوا لي الأطباء أنك أنسان صبور على ألي صار لك
طلال ضحك بأستهزاء : أييييه
لف الدكتور بطوله لورا ومسرع ماتحرك بخطوة واسعه ببنطلونه الجنز
الأسود حتى ينحني ماد يده ومتمسك بالكرسي ..
جره مقربه من سرير طلال ويجلس عليه .. حط الملف ألي حاضنه
بين أصابعه على طرف السرير وعلى طول تساند بكوع أيديه على ركبه
وشبك أصابعه منحني له ..
الدكتور : معك أخصائي جراحة التجميل ..
طلال ضم شفاته حتى يحرك راسه بأستقامة : حياك الله بس أنا لاطلبت
أخصائي ولا حتى طريت هالشي
الدكتور أبتسم : عارف .. بس أخوك لافي كلمني وأنا في بريطانيا وحجز لي
تذكرة على حسابه حتى أوصل للكويت وعندك لحد هنيه
طلال أبتسم بأندهاش : أها .. قول هالشي من زمان
الدكتور حرك يده صوب طلال : تركت مواعيد مهمه عشانك
طلال حرك عيونه صوب الدكتور وكأنه مشكك باللي يقوله : ..................
الدكتور : تصدق أني ألتقيت بأخوك في فندق هيلتون بباريس لما كان مدعو
لحضور معرض باريس الدولي للكتاب وظهر للأعلام الفرنسي رافض
حضوره عشان أسرائيل راح تحل ضيفة شرف لهالمعرض ..!
طلال عيونه تعلقت بالدكتور وملامحه بدهشه تحكي ألف حكايه
وحكايه : ...........
الدكتور حس أنه مايدري عن هالموضوع شي : ماتعرف عن هالموضوع ..؟!
طلال هز راسه بالرفض ومسرع ماحرك كتوفه : لا والله .. أخوي كان متغرب هناك ومنقطع عننا
الدكتور رفع حواجبه : أها .. أنا أذكر أني قريت تصريحه قبل لا ألتقيه وكنت أستغرب أنه كويتي الأصل وتنازل عن جنسيته عشان يكون فرنسي على
حسب مانقال لي.. أستغرابي مو عشان الجنسيه .. العقول المهاجره من دولنا العربيه تخلينا
نحس بالأسف .. لأني ألتقيت باللبناني والجزائري والمصري بجنسيه أجنبيه
وتخصصاتهم كبيره يقوم عليها أقتصاد بكامله ..
تصريحه بحد ذاته ضربه على جبين فرنسا وتدل على أن عروبته موجوده
.. الرئيس ساركوزي أيامها صرح أنه ماراح يصافح ألي ماراح يعترف بأسرائيل
وهالتصريح والضيافه خلت أتحاد الكتاب العرب معها المنظمة العربيه
للتربيه والثقافه والعلوم يدعون لمقاطعة هالمعرض وأخوك بيض الله وجهه
تصريحه ورفضه لهالدعوة شي كبير
طلال بصمت طالعه وملامح الأندهاش للحين تعانق ملامحه: .......................
الدكتور أبتسم حتى يفز واقف : أنا قمت أسولف لك وأبعدنا عن وضعك .. أطلعت على كل الفحوصات والتقارير
طلال يتتبع حركات الدكتور الدكتور بأهتمام يبي أمل يصحي فيه لو
جزء بسيط من رماد اليأس : ....................
الدكتور سكت حتى ينزل أيديه ساحب الملف : أحيان حنا الدكاترة نكون بوضع
ماينحسد عليه كون المريض ينطر منا بشارة وألي عندنا العكس
طلال حس بدقات قلبه تزيد والصمت هو الصمت : ................
الدكتور ياخذ الملف حاضنه ومسرع ماطالع طلال بطرف عين
وهو يدرس تعابير وجهه وملامحه : لأي درجة مؤمن بقضاء الله وقدره طلال ...؟!
طلال بأندفاع : مايحتاج هالسؤال .. مؤمن فيه أتم الأيمان
الدكتور هز راسه بأبتسامه : أيل تعرف أن أقدارنا وأرزاقنا وأحوالنا بيد الله
وأن الشي لاتم بخير ولا شر الرضا فيه والصبر أهم مانحتاجه
طلال وهو يحس بأنفاسه تضيق ودقات قلبه توجعه : ياخي أهرج وأخلص علي
ترا والله أنا مو ناقص .. ( قال بصوت هزه من أعماقه ) مافي شي بسمعه بيكون
أكبر من الحال ألي أنا فيه .. مافيه
الدكتور سحب هوا لصدره حتى يتحرك مار من طرف السرير ومسرع ماتحرك
قبال السرير واقف : الأمل موجود بأذن الله ... أنت رسام صح ..؟
حس بنفسه من هالسؤال يفقد شهيته للكلمات ..
والأجوبه تجف بحلقه ..!
يااالله .. على صدره تحوم أطياف الغياب ..
عبرت فوق الموت بأبتسامة بس ولازالت تبي تعبر أمسيات
الموت بأكثر من أبتسامة ..
رص على أسنانه والشفقه حس فيها تتسلل لأطرافه باردة .. بلع ريقه
والسؤال محتاج صبر يدوس على أحلامه .. يحولها لرماد .. رفع يده برجفه
حتى يحطها على حواجبه والغصه توقف بحنجرته .. قال بصوت واطي
( ممكن تطلع ..!! )
سكت الدكتور وأيدين طلال تغطي كل شي قباله حتى يسمع خطوات الدكتور وصوته الخشن
يخترق حاجز هالجرح العنيد
( خل الأمل موجود .. وثقتك فالله بعد .. أنا بطلع بس .. )
قاطعه بصوت يعبث فيه الألم والغصه
( لو سمحت أبي ورقه وقلم ..)
عقد الدكتور حواجبه من طلبه وهو مغطي عيونه بيده .. تحرك حتى يسحب من الملف أوراق بيضا ومن جيبه قلمه الأزرق مريحه على السرير حتى يطلع ..
يعرف أن أي شخص بمكانه راح تكون ردة فعله أقوى من الحاله ألي هو فيها ..
ومن سمع صوت الباب يتسكر أبعد يده وهو يطالع الأوراق والقلم ..
سحب جسمه وهو مايحرك يده المحترقه حتى يسحب القلم ومسرع مارماه بقوة قباله ومايدري أي فكرة غبيه فكر فيها ..!
كيف بيكتب ويده محترقه ..؟
غمض عيونه وهو يبي يوصلها رساله دام أن الحبال قطعها هو بطلاقه لها
ويبيها هي تقطعه دام أن الموضوع أنتهى ..
لازم يكون كل واحد منهم متمسك برايه عشان لاحاول أحد يتدخل يلقى الصد
بطريقهم ..
وش تبي في واحد متشوه ماعاد حيلته شي ..
لاوظيفه لامستقبل لاشي ..!!
مسح على شعره وملامحه بدت جافه والنحف واضح بشكل غريب على ملامحه ..
لف براسه صوب الدرج وهو يذكر أن أبوه نزل جواله بهالدرج بعد
ماأعتذر لأخوياه عن أنهم يزورونه وقال أنهم بيتواصلون معه بالجوال وعلى حطته ..
رمى اللحاف ألي يغطي رجوله حتى ينزل على الأرض .. وبسرعه تقدم من الدرج
وسحبه .. أخذ الجوال وماعاد عنده وسيله يوصل لها رسالته ألا هالجوال ..
يبيها تفهم أن وجوده مايأذي غيره
حتى مشاعرهم صارت تأذيه ..
هو ماقصر حاول يامرايم .. حاول يصلح .. يتناسى ..
حاول يكون ألي بينكم أحلى بس القدر أخذهم للمكان الصباحات الباردة فيه
مظلمة ..
ماعادت ذيك ألي تطل عليهم بدفا ...
تجاهل كمية المكالمات والرسايل حتى يتوجه للأستديو .. يفتح على تسجيل
مقطع صوت .. أخذ نفس حتى يقرب الجهاز من شفاته .. ضغط تسجيل
صوت .. تحركت شفاته بنبرة صوت جافه ... وملامحه تغوص بألف وجه
للوجع والموت .. رفع عيونه للسقف وهو مايدري كيف يبدى ولا
وش بيقول
( لاتلوميني لاسمعتي كلامي هذا مرايم .. لاتلوميني على قدر أنكتب لي
وعليج تبعدين عني ... ( سكت وأنفاسه تاهت ومسرع مانحنى جالس )
تصدقين أني يوم نويت أوصلك شي طلبت من الدكتور قلم وورقه .. !
( ضحك بأستهتار ) للحين أحسب أوضاعي على ماهي عليه ..
( هز راسه وهو ضايع ) أنا ماعرف أفضفض لأحد عن ألي فيني
وعمري ماسويتها لأحد .. بتسأليني طيب ليش أنا بقولج مدري .. لأني محتاج
أقولج شي .. ولازم تسمعين الحجي هذا .. ( رفع يده بقهر وضرب صدره
حتى يقول بحرقه ) أنا متورط فيج .. من طلعتي من الغرفه وأنا غصة غريبه
تلاحقني عشانج .. أنا ماعاد عندي شي أقدمه لج .. شنو تبين بواحد متشوه ..
شنو تبين بواحد حتى وظيفه ماعنده ... ( رفع يده حتى يحطها على شعره وصوته الرجولي ضعف ) ولا تتوقعين مني برجعج على ذمتي لأني بنتهي منج ..
أبي أنتهي وراح أقدر .. أحس أن ألي أنا فيه أختبار ومابيج تكونين هالشي ..؟
ولاراح أسمح لج .. تعودت أكون الأنسان القوي ومعج كل شي أحسه يتغير ..
( حرك يده ) كل شي
رغم أني للحين ماخذ موقف من حركتج معي .. ناسي ولا أنا ناسي .!
كنت أرسمج وأرسم ضعفج ونظراتج اليائسه .. كنت يامرايم وكل شي أنتهى
ولاعدت أقدر عليه
ألا أنتي .. ونفس ماسويت سوي أنتي .. وطلعيني من حياتج وعن العايله
رفضنا لبعض بيوقفهم .. ( صغر عيونه وقال بنبرة رجا وهو يطالع
الجدار الأبيض قباله ) فهمتيني مرايم ..!!
نزل الجوال بعيد عن شفاته حتى يطالع الشاشه ويضغط أيقاف للتسجيل ..
أصابعه ترجف بخفه ..!
وكأنه بهالكلام يمارس معها الحب وهو يقنع نفسه أنه يرفظها باليقظه
والحلم ..
من أي غيمة هطلت عليه أمطارها لين أسقت أرضه ..!
شلون عليه يصارح أحد بتسجيل صوته ويعلن أنفصاله بهالطريقه ..
وش ينفع الصوت لاكان يزيده موت أكثر ..
قلب الجوال على وجهه وهو ينزل يده بحضنه ..
وين أختفى الندم مع لوحات كان يأثثها بالألوان .!
رجع بظهره متمدد على السرير حتى يرفع رجوله ويحطهم على السرير
لازم يطلع من هالمستشفى وهالخيبه الصامته فيه ..
راح يسلمها هالتسجيل ويطلع بدون ماياخذ أذن ..
ولا أحد راح يدري ..
×
×
( الحلم هنا على وشك أن يختنق .. ! )
×
×
|