لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-05-12, 09:00 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 225058
المشاركات: 15
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الزوايا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الزوايا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : همس الزوايا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



مساؤكم..طاعة وتقرب للديّان...


الجزء الثامن


********************************



تمددت بارهاق على السرير وهي تسترق النظر لسرير أمها تخشى أن تحتاجها ولا تجدها تنهدت بحزن

وهي تتذكر كلام سلطان وهو يحادثها بجدية مؤلمة:"نورة الأوارم انتشرت في جسمها بكثرة فخليك جنبها

ولا تتركيها أبد وضعها ما يسمح الإرهاق"

وضعت رأسها على الوسادة وهي تسترجع الكثير من اللحظات المسروقة من رحم الماضي


......................

"أميييي...ما أبغى أحط حنة تكفيييين"

"أقول نورة لا يكثر شوفي شعرك مسكين وش صار كأنه عشب ميت"

"أمييييي تكفين والله أتعب وأنا أتروش والله تعب"

"خلاص أغسل لك شعرك بس تعالي"

"يالله.."

لتجلس وهي تقلب شفتيها بــــغضب طفولي

"آآه...أمي باااارد ....أمي لا ينزل ارفعيه.....أمي طاح طاااح"

.......................

سلطان:"اليوم صليت بالحرم وقابلت عمي نايف ومعاه أولاده براء وريان"

بينما كانت تلتهم علبة الأناناس بيدها:"قلعتهم"

أمها وسلطان في ذات الوقت:"لا عيييييب"

ابتسمت بمرح:"الله إش ذا التوافق...؟؟"

أمها:"اذكري الله...سلمت عليهم وأنا أمك"

أخذ نفسا عميقا:"إيه سلمت...يا حليله عمي نايف حبوب"

قالت باندفاع:"حبته قرادة قول آمين...ما نبغاهم ولا نبغى نشوف خششهم دام ذاك اللي يقاله أبو

أبوية طرده...فاحنا مستغنين عنهم"

"نوراااة..."

"بنت"


............................

"نورة قومي سوي شي عالغدا"

"أمي تكفين ما يحتاج"

"نورة قومي يا بنت هذا هو عمرك 14 حتى صينية حلى ما تعرفين تسوين"

"طيب وش أسوي...؟؟"

"عندك كتاب الطبخ سوي اللي تبين"

سألتها بنظرة مكر:"أي شي بكيفي؟؟!!"

نظرت إليها قبل أن تقول بزجر:"نورة لا تسوين سواة بني اسرائيل شددوا فشدد الله عليهم"

"هههههههه طيب طيب خلاص بأسوي لك حلى تاكلين يداتك بعده"

"ياللا وريني الشطارة"
.
.
.
.
كانت تفتح عينيها بصدمة:"نورة وش ذا؟؟"

ترفع رأسها بفخر:"هذا حلى نورة بنت حصة والأجر على الله"

"نورة منجدك ذا حلى ولا كيك ولا فطيرة...؟؟"

قالت بحماس"بالضبط هنا الشطارة-رفعت يدها للأعلى- الطباخة نورة بنت حصة ثلاثة بواحد"

هنا رأت الغضب مرتسما على وجهها:"نورة تستهبلين ولا إيه؟؟"

بدأت تحاول امتصاص غضبها تكلمت بحزن مصطنع:"أمي المظهر مو مهم مو هو راح يختبص بالبطن

المهم الطعم"

وكانت هنا الغلطة التي جعلت أمها تنفجر:"إنتي وش حاطة..؟؟"

"أمي حاطة شوية رز مطحون يعطي قرمشة وحاطة كريمة كرمل وحاطة دريم ويب وحاطة جلي بالتوت

وحاطة اممممم عجينة بف باستري بالجبن"

"بس بس..أنا أدري فيك ما سويتي كذا إلا عشان تخليني أبطل أطلبك"

"هههههه كاشفتني أمي"

تضربها على كتفها بخفة"وتعترفي كمان"

"هههههه أمي تعرفيني ما أحب أكذب عليك"


......................................



"أمي بكرة عندنا مجلس أمهات أبغاك تسوين لي شعري "

سلطان"متى موعده عشان أشوف متى أقدر أجيبها؟؟"

"من الساعة تسعة ونص للساعة 12"

سلطان"زين الساعة تسعة بيكون بريك بأستأذن وأوديك بس تكفين أمي تكوني جاهزة عشان لا

أتأخر"

"أبشر ياللا نورة تعالي أشوف تسريحة أسويها لشعرك"

"أمي بكرة فقرتي شعر عن الأم أبيك تدربيني"

"إن شاء الله روحي جيبيه دحين نخلي سلطان يساعدنا تراه خبرة"

سلطان"هههههه أمي مرا خبرة"

وقضت تلك الساعات تعلمها كيف تخرج المخارج وكيف تلون نبرة صوتها

وفي الصباح قضت وقتها تسرح لها شعرها وهي تكرر على مسمعها بعض الجمل الناصحة"انتبهي لا

ترتبكي لا تناظري في أحد معين وزعي نظرك بين الحضور....اقري على نفسك"


...................................


في كامل قوتها وشبابها وصحتها تتنقل في أرجاء البيت ترفع هذا وتضع ذاك:"نورة أمي شوفي غرفتك

رتبيها"

"أبشري أمي بس شوي"

وتعود وتنظم البيت وتنقل الملابس من الغسالة وتنشرها"ياللا نورة قومي شوفي غرفتك"

ترمي الكتاب من يدها على عجلة لتعود بعد دقائق:"خلاص أمي رتبت الغرفة"

"وغرفة سلطان؟؟"

"خلاص رتبتها"

"طيب دحين بيجي روحي شوفي العشا"

"أمي تكفين وصلت لمقطع حمااااااس شوي بس أخلص كلها ثلاثين صفحة"

"الله يهديك يا بنتي"

.......................................



توقفت الذكريات عند ذلك اليوم المشؤوم المشؤوم حد الموت

استغفرت ربها بندم:"عفوك يالله"

دخلت من المدرسة تركض لغرفة أمها لتخبرها عن اختبار الكيمياء الذي سهرت ليلها معها دخلت

الغرفة باندفاع:"أمي..." لتموت الحروف عند فمها وهي ترى أمها ساقطة أمامها على الأرض بوضع

مؤلم ارتمت عندها:"أمي...-هزتها برفق- أمي....أمي ردي علي تكفين أمي"

ركضت بجنون تبحث عن هاتف أمها المحمول لتتصل بسلطان وهي تبكي بجزع:"أمي ما ترد علي أمي ما

ترد علي سلطان تعال بسرعة..." وتنخرط في بكاء مرير

ودخول سلطان وشعره الكث اختلط وهو يركض لأمه:"وش فيها وش فيها؟؟"

لتهز رأسها بخوف:"ما أدري ما ترد علي ما ترد"

يجس نبضها بمرونة:"جيبي عبايتها بسرعة"

تركض بجنون لتحضر عباءة أمها وترمي بها عليها وسلطان يحملها بين يديه

في ممر المستشفى الكئيب مرت الساعات ببطء قبل أن يظهر الدكتور بوجه متجهم نحو أخوها

سلطان:"إنتوا ما جبتوها قبل كذا للمستشفى؟؟"

سلطان:"لا والله أول مرة تطيح بهالشكل"

الطبيب بوجه متجهم:"والله اسمع أخ سلطان الوالدة مشتبه بوجود سرطان في الدم عندها ونحتاج تحاليل

زيادة عشان نتأكد"

وقف أخوها يسترجع بصبر:"إنا لله وإنا إليه راجعون.....إنا لله وإنا إليه راجعون"

بينما صرخت هي بأعلى صوتها قبل أن تشعر بالظلام يلفها


.................................


الأيام التي تلت ذلك نتائج التحليل التي أثبتت إصابة أمها بهذا المرض وفي حالة متقدمة جدا

امرأة ناضجة في الأربعين لم يمض على وفاة زوجها سوى أربع سنين

تصاب بهذا المرض الشنيع....بل وإصابتها متقدمة

بكت في ذلك اليوم على صدر أمها حتى أغرقتها بدموعها وهي تمسح على شعرها بحنان:"خلاص أمي

ما يصير تبكين كذا.....أنا عشت اللي ربي كاتبه لي....ما أحد يعيش فوق اللي ربه كاتب له"

ومرت شهور تلك السنة ببطء وأمها تذوي وتذوي كوردة ذابلة أوشكت على الجفاف لم ترضى أن تعالج

بالكيميائي فنقلوها إلى البيت بناء على رغبتها.....لم تكن تمضي دقيقة إلا وهي تسدي لها نصيحة أو

معلومة تغير فكرة وتهدي لأخرى تريد أن تجمع كل مالديها من تجارب لتسديه لها دفعة واحدة تريد أن

تنفعها قبل أن ترحل لكن المرض الذي افترسها جعلها غير قادرة حتى على النطق بحرية....

فما كان منها سوى أن تشيعهم بنظراتها الحنونة المودعة كلما ذهبوا أو عادوا



************************************************



منزل مشعل بن عبد العزيز...المجلس الداخلي


رفعت كوب العصير بيدها اليمنى وباليسرى دفعت ابنة أخيها:"هييييه سحر بتكبي العصير"

هزت سحر كتفيها بلا مبالاة:"عادي خليه ينكب"

صرخت عنود وهي تتخصر:"خيييير يا ست تتميلغي"

ضحكت سحر:"هههههه أعوذ بالله منك إيش تتميلغي هذي...وبعدين ليش ما تصيري عمة حبيّبة

زي عميتو خلود...؟؟"

"هذي عميتو خلود مو عميتو عنود"

رمشت بعينيها ببراءة:"ليه يعني عميتو عنود إنت شريرة...؟"

"آخر شخص في العالم ممكن أصدق إنه بريء هو أنت سيدة سحر"

تبسمت الجدة وهي تلقي نظرها بين حفيداتها وابنتيها وهن يتمازحن بصخب محبب

بينما همست أم مشاري زوجة متعب لأم البراء:"ما شاء الله على سهى عيني عليها باردة الله يحميها ركاد

وعقل ونعومة"

تبسمت أم البراء وهي تلقي نظرة ودودة نحو ابنتها سهى:"الله يحميها يا رب"

في تلك الأثناء ارتفع صوت رجولي جعل الفتيات يتصنمن في أماكنهن:"يا ولد طريق"

وضعت سهى يدها على قلبها:"يمه لا تقولوا هذا صوت مهند أخوية"

قالت العنود باللهجة السودانية:"عليك نور هوا بزاتو"

نظرت سحر بسخرية إلى ابنة عمها فتون:"يا حرام فتون...كلنا محارم هنّود مابه أحدا إلا أنت"

"عادي..."

لاحظت سحر ذلك من طرف خفي...كانت فتون تزيد على رسم عينيها بينما أخرجت المرآة لتتأكد

من فتحة نقابها...قبل أن تتعطر...وتجلس واضعة قدما على قدم وتسترخي في مقعدها....

دخل مهند...تقدم نحو جدته مقبلا رأسها:"شلونك يالغالية....؟؟"

"بخير جعلك بخير...الحمد الله على سلامتك يا بوية"

"الله يسلمك"

قال دون أن يلتفت تجاه نساء أعمامه:"مساكم الله بالخير..."

تفاوتت الردود بينما سألت أم البراء مهند بحنو:"كيفك يا مهند عساك بخير...؟؟"

"بخير وفضل"

ثم تبعنها نساء أعمامه الأخريات قبل أن يأتيه ذاك الصوت الأنثوي الباذخ في أنثويته:"كيفك مهند..؟؟

الحمد الله عالسلامة"

"الله يسلمك"

لم يلقي اهتماما لها فقد كان يعرف نساء أعمامه من أصواتهن والصوت هذا بلا ريب هو صوت ابنة

عمه الوحيدة المتواجدة في هذا المكان....فتون...

"شلونها نورة يا وليدي"

تبسم لجدته مطمئنا:"أبشرك يمه بخير وصحة...الأم تعبت ونقلوها العناية ورافقت معها"

أتى صوتها منكسرا:"عساها سلمت....؟؟"

"لا يمه ما قربها الخسيس أصلا...ذبحته وهي مستورة مصونة"

"الحمد الله...فدوها الدم بنت مالك"

تأففت فتون في مكانها بغيظ وهي ترى الحديث يأخذ طريقا لم يعجبها سألتها العنود حين بلغها صوت

تأففها:"اشبك....؟؟"

"حررر"

نظرت العنود نحو مهند وقالت بمرح:"ها مهند منت ناوي تتوكل..الحريم ماتوا بحرهم"

نظر إليها بحدة فتراجعت ضاحكة:"مو أنا...ناس ثانية"

قام ليقبل رأس جدته ثانية ويخرج مستأذنا بانشغاله نزعت فتون حجابها وألقته جانبا وقد ظهر الحنق

على وجهها...قالت سحر ساخرة:"إشبك فتو...؟؟"

قالت بنرفزة:"ما لك دخل"

"بسم الله اللهم سكنهم مساكنهم..."

"ما راح أرد عقلي لعقلك..."

همست سحر:"وين هالكحل آنسة فتون يوم إنك معنا شهبه وشكلك يجيب العافية"

لكزتها سهى:"أي شهبه..بنت عمك هذي تطيح الطير من السماء بكحل ولا بغيره اسكتي بس"

هزت خلود رأسها:"منجد"

"اللحين لكم ساعة ساكتين وما لكم حس ويوم جا جمال البنت طلعت أصواتكم"

ضحكت العنود:"ههههه سحيّر اشتري العافية واسكتي"

رفعت رأسها وألقت نظرة إلى فتون التي كانت تصوب نحوها نظرات غاضبة..قامت بترقيق صوتها بغنج

"كيفك مهند...؟؟...الحمد الله عالسلامة"

جعلت العنود وخلود وسهى ينفجرن ضحكاً..بينما قلبت فتون عينها وصدت بوجهها ناحية جدتها...

تأففت سحر وهي تتكتف وتعيد شعرها القصير إلى الخلف وتنظر إلى التلفاز بصمت




*****************************************




في الاستراحة

كانوا يجلسون مجتمعين وقد عقدوا العزم على البقاء ليومين متتالين فيها

حين أتى طلال مسرعا وخلفه أحمد ويجلسون بينهم ويندفع طلال قائلا

"لا والله رمضان بدون دراسة أفضل يا خي ربنا رحمنا بهالإجازة...تحس برمضان صح"

أحمد:"بس والله يا أخي أيام الدراسة كان يضبط الناس اللحين مسافرين برا ولا رمضان ولا هم يحزنون"

رغم المفاجأة لكنهم أدركوا أن طلال وأحمد ارتكبا جرما ما لذا قررا مماشيتهما في لعبتهما

عبد المحسن:"عن نفسي أحمد ربي عالإجازة حتى لو جات طلبات أمي أكون نايم ومتنفخ نوم ومرتاح

مو راجع من الدوام ومرهق"

هاني:"والله يا خوك عندنا في العسكرية راحة من عوار الراس تداوم تداوم رمضان ولا غيره"

فهد:"إنت مشقي نفسك بهالشغل"

مجاهد:"يعني يقالنا نحنا اللي نشتغل بالشركات الخاصة جاتنا الإجازة ما فاز فيها غير الموظفين

الحكوميين"

محمد:"أقوول بس أبو الدلع....شركة أبوك متى ما بغيت أخذت إجازة والدوام دلع ومشي حالك والله

أنا مستااانس مع نظام الوالد الله يخليه خلص شغلك وكبر مخدتك"

في تلك الأثناء أتى طارق ليجلس وقد بدا هادئا على غير المعتاد جلس بهدوء إلى جوار سيف وساسره

في إذنه

طلال:"شباب تشمون ريحة شي...؟؟"

أحمد وهو يتظاهر بأنه يشم رائحة ما ويعبس:"ريحة إيش....إلا أشم"

فريد:"أفففف اش ذي الريحة شباب الحمامات قريبة"

سلمان:"الله يقطع شركم...اش هذي الريحة"

أثناء ذلك تغير لون وجه طارق وبدا مترددا وقلقا كانت هناك بالفعل رائحة منتنة تصدر من طارق

جعلت الأنوف تشمئز والأنظار تتوجه تلقائيا نحو طارق

"اشبكم تناظروني كذا"

ياسر:"لا ولا شي"

حين بدأ سيف هوا الآخر يشتم الرائحة شعر بشيء من حرج أن تصدر رائحة كهذه من أخيه

"شباب لعلها بيارات ولا شي"

كان وجه طارق حينها يمتقع وهو يغادرهم وما أن ابتعد عن نطاق سمعهم حتى انفجر طلال وأحمد

بالضحك كان الشباب ينظرون إليهم باستفسار ليقول أحمد من بين ضحكاته:"شفتوا البم أبو ريحة"

فريد:"إيه"

طلال:"فجرناها وسط شنطته"

بينما ضحك البعض كان البعض الآخر ينظرون لهم باستهجان

فراس:"واللحين كيف تبغونه يتصرف..؟؟"

وليد:"من وين يجيب لنفسه لبس...؟؟"

ياسر:"فيه مقالب أعقل شوية من إنكم توهقونه بدون ملابس"

فهد:"بعدين مفروض قبل ما تقدموا على شي فكرتوا شوية بعقولكم"

هاني:"مع احترامي لكم لكن حركتكم مالها داعي"

حسان:"يعني الواحد مهما بلغ فيه استنذاله يناظر شوية قدام"
.
.
.
.
سلمان:"ما لاحظتوا شي...؟؟"

نظروا إليه مستفسرين ليكمل:"كل اللي اعترضوا متزوجين....شكله الزواج يخلي الواحد ثقيل طينة"

لم يعلق أيا من المتزوجين بينما غرق الجميع في الصمت......

حسان:"والله يا خوك....الزواج يعقل ويخلي الواحد يحسب خطواته قبل لا يقدم عليها"

هاني:"يخليه يفكر بالأشياء المناسبة في الأوقات المناسبة والظروف المناسبة"

فهد:"ويفكر ألف مرة قبل لا يتصرف"

ياسر:"وما يخلي المزح يفسد المواضيع اللي ما تحتمل المزح"

وليد:"ويخليه يفكر بأغلاطه بعد ما يسويها ويدورلها على حلول مباشرة"

فراس:"عشان يعرف إذا كان الطرف الآخر يملك حل أمام تصرفه أو يحده على أقصاه"

لوهلة لم يستشعر الستة أنهم تكلموا بروتين مندمج قبل أن يقول عبد الله:"حكم زوجية"

وانفجر الجميع بالضحك

فهد:"أحمد وطلال مسؤلين توفرون لطارق الآن ثوب يلبسه....وتغسلوله ثيابه"

بدت الصدمة الجلية على وجهيهما و أحمد يقول باسترجاء:"ما يخالف ندبر له ثوب بس نغسل ثيابه"

طلال:"لاحق على غسيلها يوم يرجع البيت"

فهد:"والمسكينة اللي بتغسله ما عندها أحاسيس...؟؟...معليش شباب يا كثر المغاسل دبروا أنفسكم

غسلوها ودوها المغسلة...المهم ترجع لطارق نظيفة ومكوية"

طلال:"ما صارت على مقلب"

ولأول مرة تكلم سيف وقد بدا تعبير مبهم على وجهه:"جزاكم"

أحمد:"طلال شكل الأخو زعلان"

طلال:"إي والله شكله"

أحمد:"نراضيه...؟؟"

طلال:"مشينا"

أحمد وهو يقفز على سيف وخلفه طلال:"حب خشوووم"

سرت الضحكات على منظر أحمد وهو يمسك برأس سيف ويقبله قبلة قوية مشبعة بريقه....ويتبعه

طلال بأخرى...بينما كان سيف يناضل لإبعادهما عنه





**************************************




جلس مبتسما ينقل بصره بين أخواته الجالسات إلى اليمين منه وابن أخيه يطالع التلفاز مع والده

وأمه بيدها المسبحه تذكر الله باندماج شديد...

بينما كان يسرح مفكرا في وضع بيت أخيه رحمه الله الذي أقل ما يقال عنه مأساوي فبمرض الأم لم يتبقى

سوى سلطان والصغيرة نورة كيف سيتصرف مع عمله وليس له حل سوى إبقائها وحيدة في المنزل كان

ذلك الحل الوحيد والأسوأ فما حدث بالأمس كاف ليخبر بمقدار الخطر الذي يحيط بها وحيدة...من

دونما أن يشعر كان يعبس...قبل أن ينتبه لنظرات العنود وخلود المصوبة نحوه...ابتسم لهن بمحبة

"كيفك عنود؟؟"

"الحمد الله...بشرنا عنك"

"اللهم لك الحمد بنعمة...وإنتي خلود؟؟"

بخجل أجابته:"الحمد الله بخير"

لم يبد أن هذا قد راق لمهند الذي اندمج بين أوراقه والأب يتابع أخبار الأسهم على التلفاز بينما

تململت العنود في مكانها وأشارت لخلود ليصعدا للأعلى....تبسم راكان وهو يرى إشارة العنود بطرف

عينه:"على وين العزم؟؟"

تبتسم العنود محاولة التبرير:"لا بنروح نشوف مسلسل جا وقته دحين...لااا...أأ" وصمتت

كان وجهه قد تغير الآن وهو يشيح عنها ولم ينطق بكلمة بينما كانت خلود تضربها على كتفها

معاتبة...شعرت بالضيق...لم تقصد ذلك...كانت تبحث عن عذر لمغادرة تجمعهم...تنهدت

وصعدت تتبعها خلود...تكره ذلك في نفسها لا تستطيع الاعتذار مباشرة عن خطئها....أتراها

أغضبته..؟؟...يبدو ذلك جليا في ملامح وجهه..ماذا الآن هذا ما كان ينقصها...غضب راكان...ما بال

هذا اليوم يأبى أن ينتهي على ما يرام...

تعاتبها أختها"يا هبلا وش سويتي؟؟"

"مااا أدري عن هبالتي والله إني هبللللله...يا ربيه زعل مني زعل أففففف...أنا ما كان قصدييييي"

"دايم هبالتك تسوي مصايب"

" كني عطيتك وجه"
.
.
.
في الأسفل يوجه كلامه لمهند بذات النبرة المكللة بالوقار الذي يلازمه وإن كانت ملامحه توحي

بالغضب:"ما طلعت هالبلا من البيت"

يبتسم مهند رافعا يده باعتذرا:"آسف عمي وين تبغانا نشوف الأسهم والأخبار؟؟"

يخلل شعره بيده ويستغفر:"مهند أظننا تناقشنا فهالشي من قبل ما حنتناقش فيه مرة ثانية....بكرة الظهر

تجيب عامل يشيله"

يتكتف مهند:"أبو مشعل ما أخذت إذن الوالد"

يلتفت لوالده:"ها أبوية ما أظنك تبغى منكر يشيله بيتك ويشيلك وزر في حياتك"

يتحدث والده الآن:"لا...بس حاليا خله الأوضاع نار والأخبار لحدنا لين تهدى ثورة الأخبار ونشيله"

يتنهد بضيق...وهل أحد يملك حياته أبتي لدقيقة قادمة؟؟

التفت لوالده ناويا مفاتحته فيما أثقل تفكيره:"أبوية"

نظر إليه بصمت

"فيه موضوع لازم نتناقش فيه"

تابع وهو يرى والده ينصت له

"أسرة مالك....؟؟"

"اشبها....؟؟"

كان مهند يستمع الآن

"إنت عارف على حسب توقعات الأطباء أم سلطان ما راح تعيش أكثر من أسبوع كأقصى تقدير

وعلى كذا ما راح يبقى من العايلة غير سلطان وأخته واللي صار قبل يومين يأكد إنه مستحيل تجلس في

بيت لوحدها وسلطان رجال مشغول اليوم سمعت أن عنده دوامين ومضغوط وحالته حالة"

"اش الحل برأيك؟؟"

"يعني بما أنه إحنا أهلهم فنحنا مسؤلين فيهم واسمهم من اسمنا حتى لو عندهم أهل أمهم أهل أمهم مو

ملزومين فيهم"

لم يجب الأب وحذا مهند حذوه بينما انشدت الأم تسمع بتلهف قبل أن يلتفت والده نحو مهند:"جهز

الجناح الشرقي بالدور الثالث لولد وبنت عمك"

تكلم الآن مهند:"ليش جناح؟؟...نخلي غرفة سلطان معنا بالدور الأول وغرفة البنت في الدور الثاني مع

العنود وخلود"

صمت الوالد قليلا ثم قال:"يصيروا جنب بعض"

لفتة عاطفية نادرا ما يواجهها من جده:"كذا ما بيندمجوا مع الأسرة وبيصعب تأقلمهم لكن إشعارهم

بأنهم أسرة وحدة معنا بتسهل كثير"

لم يجب الوالد

راكان"على كل اقتراح مهند هو الأسلم..ونخلي مهمة اندماجهم في العائلة على يد العنود وخلود ومهند"

يبتسم مهند ساخرا:"وإنت طالع منها"

ينهض راكان الآن مبتسما:"إذا كنت موجود فأكيد بأكون في الدعم معك"

بذات الابتسامة:"أكيد...ما تقصر"





****************************************



تقلب نظرها بين ملابسها التي اشترتها قبل قليل..ينقصها الآن حقيبة فضية وصندل أحمر....إسراء

أخبرتها أنها ستتكفل بما خص من ثياب المنزل...تنظر لقائمة المشتريات أمامها...وتتنهد بتعب....بقي

الكثير...لكنها تمشي كما خططت..سرحت قليلا وهي تفكر في مجاهد لم يتصل بها أو حتى يراسلها

منذ يوم الملكة....ترى تلهف خالد لمحادثة ليان ومراسلتها...إذن ما السبب يا ترى...تتنهد أخرى ليس

عليها أن تشغل تفكيرها بذلك...ماذا عن الموعد الذي قالت أمها أنها ستأخذه لدى طبيبة الجلدية...

وماذا عن النادي الرياضي؟؟....هناك الكثير مما يجب عليها انجازه....تنتظرها

أيضا أختها الهنوف...لتحني لها شعرها...ومن ثم خلطات الزيت لإضافة اللمعة لمظهر شعرها..وخلطات

الوجه والجسم

رباااه كن بالعون...ومجاهد...ها قد عادت للتفكير به...حقا يقلقها عدم تواصله معها...أتراه أراد

بزواجه منها توطيد العلاقة مع أخيها...

"منى"

"هلا"

"اشبك بس سرحانة"

تهز رأسها نفيا قبل أن تقول:"إسراء اللحين أيام ملكتك وليد ما كان يراسلك ويكلمك؟؟"

"أوووه يا كثرها...نقفل من جهة ونتراسل من جهة"

"آهاا"

"مجاهد ما يراسلك ويكلمك؟؟"

هزت رأسها نفيا

تفتح أختها عيناها بصدمة:"نهائيا..."

"نهائيا"

"غريبة والله...قلتي لأمي؟؟"

"وش أقلها..أمي مجاهد ما يراسلني ولا يكلمني...بتقوله مثلا ليش ما تكلم وتراسل بنتي"

"وخالد"

"أشد وأبلى خالد زميلك ما يراسلني روح كلمه...أساسا دامه ما يبغى يكلمني مني رامية نفسي عليه كيفه"

تهز إسراء رأسها ويداهم عقلها الكثير من الوساوس




*****************************************



ها هنا ينتهي الجزء الثامن..ولي عودة بإذن الله

سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر

اللهم انصر عبادك الموحدين في جميع بلدان العالم

وقيض لهم من يخافك فيهم...إنك على كل شيء قدير...



 
 

 

عرض البوم صور همس الزوايا  
قديم 17-05-12, 06:32 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 225058
المشاركات: 15
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الزوايا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الزوايا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : همس الزوايا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 




صباحكم...خير...

استعجلت بإنزال الجزء اليوم...

وجعلته أطول مما سبق...

اعتذاراً فقد أنقطع عن إنزال الأجزاء فترة الإختبارات..

وإن استطعت فسأحاول الاستمرار في إنزالها...

دمتم بود


الجزء التاسع


*****************************************




يجلس على حاسوبه متابعا الأخبار...بينما كانت تحوم حوله تحمل هذا وتضع ذاك...تدخل المطبخ....وتخرج

من غرفة النوم بدأب مستمر...تلمع وتنظف...أخيرا تقف عند رأسه

"مجود"

ينظر إليها ليراها تحمل كوبا من عصير يبدو باردا...يمد يده ليأخذه منها مبتسما..."شكرا"

ترد ابتسامته له ووجنتيها محمرة لكثرة ما تعمل...تجلس الآن إلى الكنبة أمامه و تتناول كوبها من العصير..لتشربه

باستمتاع وجهها المحمر من العمل..وشعرها المشعث بطريقة محببة...إضافة إلى ذاك الوردي الملتف حول عنقها..

حقا تبدو...مذهلة...يقترب منها...لتبعد كوبها عن فمها وتنظر إليه بعين لامعة متسائلة...اكتملت الفتنة

الآن....يدفع بوجهها..ليدفنها في صدره...ويطبع قبلة على جبينها...قبل أن يحررها ويعود إلى

حاسوبه...كأن لم يفعل شيئا...وهي تنتفض في مكانها...وأدمع تحرق جفنيها...ككل مرة...يتقن

بعثرتها..ويبتعد ليتركها تلملم شتاتها....أي إنسان هو..؟؟...ماذا يريد بالضبط؟؟؟...ركيزة واحدة تريد أن تعتمد

إليها في حياتها معه...تغادره إلى حجرتها...تلتجئ لسريرها...لتنام...ودمعة ملتصقة بهدبها.....
.
.
.
.
.
يدرك أي ألم أصابها جراء حركته تلك...لكنه لم يملكها...يتمنى حقا..لو يستطيع أن يكسر ذاك الحاجز..الذي

بني من تلقاء نفسه..الآن وهو يراها تغادر...وألم يطعن قلبه...لم يشأ أن يؤذيها...عاد محاولا التركيز فيما

يذاع...بينما فكره يبحر به بعيدا....أخيرا يغلق حاسوبه ويتجه نحو غرفة النوم...ليراها نائمة وقد أعطت له

ظهرها...الصغيرة البريئة تعبر بذلك عن سخطها مما فعل....يقف إلى رأسها قبل أن يلمح لمعة الدمعة في

عينها...يؤسفه ذلك...يعود متمددا إلى جوارها..ولا يملك أن يسحبها ليدفنها في حضنه...تدفعه بكفيها

الصغيرة...محاولة الابتعاد عنه...يرفع وجهها إليه هامسا لها "بسسس"

يبحر في عينيها بينما تستكين هي....لكنه رغما عنه...يحررها موليا إياها ظهره...ساحبا اللحاف ليغطي به

نفسه
.
.
.
.
.
هل فعل ذلك حقا...؟؟

هل فعل ذلك بها مجددا...؟؟

تندفع في عينيها الدموع قبل أن تدفع بقبضاتها على ظهره تضربه وهي تبكي بسخط

"لييييش.....لييييش تسوي كذا...إنت...إنت ما تخاف من الله....ما تخاف من الله تسوي فيني كذا"

لم يبد أي ردة فعل...حتى لم يلتفت إليها...تقوم حاملة مخدتها وغطاءها مغادرة الغرفة..وشهقاتها مستمرة

بالارتفاع
.
.
.
.
أرحلت..؟؟

أرحلت تلك الصغيرة...؟؟

صوتها المتوجع ما زال يرن في أذنه..."ما تخاف من الله...."..أكان لا يخاف الله فيها بالفعل؟؟

يتنهد بوجع

لو تدركين فقط..أني أعاني...ضعف ما تعانين...يا صغيرتي؟؟






**************************




خطواتها المتباطئة المتجهة للمطبخ...تخبرها أن لوعة الأسى بداخلها لم تخمد...توقفت أمام غلاية الماء..تنتظر

غليان الماء...شعور مر بكتنف فؤادها وهي تتذكر حقيقة صديقتها التي كانت كالأخت وأكثر....لمَ؟؟...لم فعلت

ذلك؟؟؟...لا تستطيع تصديق ذلك...مرام العفيفة...بهذا الانحطاط....أسوأ ما يمكن لمرء أن يدركه...لماذا...؟؟

منذ أخبرتها في ذاك اليوم لم تحادثها بل حتى لم تنظر إليها...بينما كانت مرام تقوم بأعمالها اليومية المعتادة...ثم تعود

مغلقة على نفسها في حجرتها...تكره المكوث هنا...لكنها لم تعثر إلى الآن على شقة مناسبة تؤجرها..وهذا ما أجبرها

على المكوث معها في ذات المكان....تشعر بالاشنئزاز مجرد تخيل مكوثها مع إنسانة بهذا المستوى الأخلاقي...لكن

أحقا...هل تشعر فعلا بالاشمئزاز؟؟...هل تشعر بالكره والمقت لمرام؟؟...أم أنه مجرد شعور اعتقدت وجوب وجوده

فتصنعت به؟؟....ألم تكن ردة فعلها مبالغ فيها قليلا...القصة مضى عليها 18 عاما...وهي تحمل من الألم ما يكفيها

أليست مرام هي من وقفت إلى جوارها في أسوأ لحظات حياتها؟؟....وأخرجتها من حالة الاكتئاب التي أصابتها بعد

معرفتها بحقيقتها؟؟....

وانسل فكرها ليعود لفترة مضت...فترة من أسوأ مراحل حياتها....هه مراحل حياتها وهل تملك سوى

مرحلتين في حياتها...مرحلتها الماضية..وهذه المرحلة التي تتجرع فيها مرارة المرحلة الماضية....شاشة هاتفها الرابض على

طاولة الطعام الصغيرة...دفعها لحمله...متجهة لصندوق المحفوظات...تتصفح الرسائل التي مضى على وصولها...أربعة

سنوات...فتحتها وجرت عينها على أسطرها ببرود مفتعل...بينما بركان من ألم اندلع في جوفها..."عمة تكفين ردي

علي طمني قلبي حرام والله حرام اللي تسوينه ردي تكفين"...."عمة حبيبتي إن كنتي ما تعتبريني بنت أخوك فأنا إلى

الآن أعتبرك عمتي....والله افتقدت وجودك جنبي...افتقدتك".....الرسائل التي تلت ذلك.."لست أدري إن

كانت رسائلي تصلك...لكنني سأظل أرسلها...عمتي الغالية جود...الآن أتم عامي الرابع عشر..عمتي تزوجت من

شخص آخر...وهي الآن حامل ومروان المتغطرس ذو البطن الكبيرة -علت بسمة وجهها- خطب هيفاء تلك الفتاة

صديقتك في الجامعة لكنها رفضته رفضا ذليلا...أسعدني من قلبي...وأشعرتني بالانتعاش وأنا أضحك من كبريائه

المكسور شامتة..أحببت هيفاء...كثيرا ما تسألني عنك...ولم أجد ما أقوله لها سوى أنني افتقدت أثرك...وربما هاتفك

النقال أغلقته منذ فنرة...لكي تنسي كل ما يذكرك بنا ولا ألومك....لكننا لم ننسك...وإلى هذه اللحظة أحتفظ

بصورك معي في جمعاتنا العائلية...التي تسلل فيها الابتسامة لوجنتيك...كم أشتاقها تلك الأيام...سأعود أخرى..

فارقبيني.."

وأخرى تخبرها برحلة قامت بها...وأخرى تحدثها عن تسوقها لحفل زفاف ابنة خالتها..وأخرى تخبرها عن بلوغها 15

وختمها للقرآن والحفلة التي أقامتها والدتها لها...وأخرى تخبرها عن بلوغها 16...وانتقالها للمرحلة الثانوية...وأخرى

تخبرها عن بلوغها السابعة عشرة...ودرجات التراكمي التي تحملها هما....وأخيرا بلوغها الثامنة عشرة..والحادث الذي

تعرضت له وكسر ساقها....وأخيرة وصلتها قبل أسبوعين...تخبرها فيها أن أم مروان...تعرضت لحرق

كبير..أدى لبتر إحدى ساقيها...وتشوه في نصف وجهها الأيسر

وحادث السيارة..التي أودى بقدرة مروان على الحركة والنطق...

بتردد رفعت هاتفها...هل حان لفراق أربع سنين وبعض أشهر أن ينتهي...تحن الآن إليها...إلى ابنة أخيها الذي

لم تلده أمها....فلتفعل ذلك...لمرة واحدة...الساعة الآن لديهم تشير للعاشرة مساء..فلتفعل ذلك...تضغط على زر

الاتصال...وتنتظر...الرنات تتوالى...شيء في داخلها أخبرها أنها لن تجيب...وشيء آخر في داخلها كان يبتهل مرتجيا

إجابتها على اتصالها....أوشك الاتصال على الانتهاء..عندما كانت تدفع يدها لتضغط على زر الانهاء انقطع صوت

الرنات...وأتاها الصوت الحبيب في داخلها بلهفة متسائلاً:"عمة جود؟؟"

تبتسم الآن تبتسم ودمعة تخترق جفنيها:"كيفك رهف..؟؟"

لم تجب....أترى الخط قطع..؟؟

تنظر للشاشة لترى الاتصال مستمر تعيد الهاتف لأذنها:"..رهف.."

"وينك؟؟"

صوت ابنة أخيها المغرق بالبكاء اخترقها قبل أن تكمل ببكاء هستيري:"وينك...ليه ما تردين علي ليش ما طمنتيني

عليك....لييييش....والله حراام...حرااام عليك....أشتقت لك....ليالي أفكر فيك....حرام والله حرام عليك يا عمة

......."

شهقاتها استمرت بالتدفق إليها لم تشعر بأدمعها التي تساقطت على وجهها بغزارة:"...رهووف...والله اشتقت لك..

والله...وحشتيني"

"طيب...ليـــــــه.....ليه ما رديتي علي؟؟"

"الظروف ما كانت تسمح لي..."

صمتتا...واستمرت الموجات الكهربائية تنقل شهقاتهما المتتالية.....وورقة خضراء أينعت
.
.
.
.
.
.
.

تقف أمام باب المطبخ وهي ترى الصديقة التي اعتبرتها أختها الوحيدة... تبكي...هاهي الآن تبتعد عنها في أول

مشاكلها...مشمئزة ربما...لكن أهذا كان مقدار الصداقة بينهما....هدم علاقة استمرت لأربع سنين....من أجل قصة

مضى عليها...18 سنة؟....ألم تكن تستحق شيئا من تضحية..؟؟...على كل امرأة ناضجة مثلها في 35 يجب أن لا

تهتم لمثل هذه التوافه....لا تحتاج لمن يقف إلى جوارها....قبل أن يغادرها...باحتقار...لكن أحقا..؟؟؟...أحقا لا

تهتم لقطيعة جود؟؟...لا يهم تتجه نحو خزانة الأطعمه..مستخرجة كيسا من الشاي الأخضر...تتحرك بآلية تقريبا

بينما كل حواسها منشدة بشكل كامل لشهقات رفيقتها...هذا لا يهمك يا مرام...لا تستحق شفقتك..إن كانت لم

تستطع الوقوف في حدث كهذا...فلا خير فيها...ولكنها تبكي...تبكييييي...وما شأنك أنت بذلك...احتدمت في

عقلها الأصوات...خطأ....لا يمكن أن تستمر بالتفكير...تحمل الآن كفتيرا الماء الحار..ناسية أنها لا تحمل واقيا في

يدها...تصلها حرارة الإبريق...لتشهق مفلتة إياه...وتتناثر الحمم...قبل أن تصرخ بألم...لم يطلها شيء من الماء

الساخن....لكنها أرادت...أرادت بصدق أن تبكي ملأ صوتها...ولا تدري لم...؟؟....كانت تلك الصديقة الآن

تهرول نحوها بقلق وتمسك بيدها تشدها لصنبور الماء:"بسم الله عليك...بسم الله عليك...انكب الشر"

كلتاهما تبكيان....كلتاهما تحملان أنوفاً محمرة...وعينان لامعتان...ودمعة ساقطة على طول خديهما..لكنهما

تلتفتان كل إلى جهة...معرضة عن الأخرى....




يا خلاني سقى الله مشاعرنا القديمة إلينا تعود وإلا فما للقرب قيمة
إذا يوم التقينا على العشرة قسينا فحال القلب يسلى إذا خله خصيمه
تذاكرنا المواقف ولا من قال آسف ولا حنت إلينا عوايدنا الكريمة
متى الأجواء تصفى متى المجروح يشفى أما للريح مرفا ترى الموجة سقيمة
تعالوا نعيش أجمل كفى نقسى ونزعل نعاود مثل أول على الفطرة السليمة




****************************



يلقي نظرة سريعة على ساعته....حسنا...إنه عز الظهيرة...والجو لا يطاق في هذا الوقت من السنة...الحر مُلهب

تتوقف سيارته أمام بوابة المنزل...يترجل منها وقد أخفى عينيه تحت نظارته الشمسية...يحث الخطى مسرعا...يريد

الحصول على حمام بارد...قبل أن يراجع الملف الأخير...ثم يلجأ لنوم بارد...يدير مفتاحه في البوابه...ويستقبله هواء

الصالة البارد...مجهد هو...لكن مهلا...هذه الحقيرة ثانية...هذه الـــــ......يتجاهلها ويصعد إلى غرفته رأسا.....

يزفر الغيظ من أنفه حمما وهو يقلب الملفات بين يديه محاولا التركيز فيما خط بداخلها أخيرا أغلق الملف وهو

يتكئ على ذراعيه ويخبئ وجهه في ضخامة يديه وأنفاسه تترد بين جنبات صدره الفسيح مد يده لينزع غترته من

على رأسه ويقذفها جانبا ويتبعها بـــــــ-الطاقية- ليتشعث شعره المتسربل بالسواد بفوضوية زادته وسامة أعاد رأسه

وأنفاسه تضيق به وتدور به عجلة الزمن أنفاس حارة تلهب عنقه ويد خبيثة تمتد لتنتهك حرمة طفولته تلك الأذرع

واليد المطبقة على بطنه...رفع رأسه بعنف ينفضه والكثير من القطرات تعتلي جبينه....وأنفاسه تضيق عليه تمتد يده

لتحرر رقبته من ضيق الثوب المنسدل على عضلات صدره النافرة...شيء من ألم راح يتسلل لعينيه....قبل أن يقفز

متجها لدورة المياة ناثرا الماء على وجهه مرة واثنتان وثلاثة وسخط في داخله يتزايد ويتزايد وتعود صور كثيرة لتتدافع

لذهنه المجهد قبل أن يكور قبضته ويضربها في الحائط الرخامي أمامه وصوته الأجش يطلق

صرخات غضبى وهو يتمنى فقط لو يجد ذاك المنحرف..لو يجده فقط...قبل أن يدفع قبضته للرخام

مجددا وقطرات حمراء تعلق به...ولا شيء يغزو إحساسه سوى القهر....وسخط عميق في داخله...

يخنقه




****************************************




مستلقية على الأريكة وقدمها المجبرة مسندة إلى ذراع الأريكة والأخرى مستقرة على الأرض تهزها برتابة إلى الأمام

والخلف....لا تشعر بقيمة النعمة إلا إذا فقدتها...تبتسم لعبير القادمة وخلفها ندى

"هلا والله بالعجيز"

تعبس بضيق:"عبير لا تتريقي عشان لا يبتليك الله"

"ههههههههه.....أمزح معك على طول زعلتي؟؟"

معللة تجيب:"سبحان الله الواحد يوم يمرض تصير نفسيته هنا" مشيرة إلى أنفها

"بسم الله منك هذا تحذير؟؟"

"تقدري تقولين"

تدفع ندى عبيرا منحيتها جانبا لتجلس إلى جوار رغد

"المهم اسمعي صحيح إن الفحص الطبي لخالد وليان لسى ما طلع؟؟"

"إيه هو أساسا كانوا معتمدين على واحد من معارف عمي عبد الرحمن بس سبحان الله صار عليه

حادث وما طلعت النتيجة وصار صعبة يأجلوا الملكة...والمأذون صاحب عمي فعقد لهم"

عبير:"بس كذا مو خطير خاصة إنهم قرايب؟؟"

رغد:"والله خطير بس الله يهديه خالد كان مرة متحمس ومستعجل...نقول إن شاء الله يطلع متطابق"

عبير:"إن شاء الله يارب"

ندى:"والله مشتهية كرسبي..."

عبير:"وش رايك بس ندو نروح نسوي لنا"

رغد وقد أدركت خطة عبير لإذائها:"إي والله فكرة...خلاص سووا وكثروا الكمية وتعالوا ناكل سوا"

عبير:"ها ها ها...لا يا شيخة أقلي لك معنا وانتي متستتة هنا...وأنا تتعرض بشرتي للزيت والحرارة..وتضل بشرتك

زي الأشطة...تؤ تؤ تؤ يا ماما....بس ممكن إذا ندو تنازلت وقَلَت لك"

تفتح ندى عينيها على اتساعهما:"لا يا شيخة...وبشرتي تروح في المشمش"

تعبس رغد:"يالخوانات...هذي نهاية عشرة 18 سنة...مالت عليكم من صديقات..بدل ما كل وحدة تقول من عيوني

وأبشري...وتتضاربوا من تقلي لي تقولوا كذا"

تهز عبير رأسها نفيا:"لا يا ماما نتضارب نحرسك في المناسبات والجمعات...لكن هذي فيها زيت وبشرة وجمال...

اعذريني ما أبغى أدمر مستقبلي"

الآن رغد تنادي خادمتهم "ريسي" طالبة منها أن تقوم بإعداد كمية لا بأس بها من الكرسبي

عبير:"يووه فديت بنت خالتي تبغى تحمي بشراتنا"

ندى:"منجد يا زينك يا عمري انتي"

رغد:"ضفي انتي وهيا والله ما أخليها تقلي لكم روحوا أقلوا لأنفسكم"

ندى تتقرب من رغد تلف إحدى خصل شعرها بأصبعها:"رغوود حبيبي تعرفين أمي وخالاتي ما راح

يرضون أقول للشغالة تقلي لنا...بس انتي رجولك مكسورة وعذرك معك"

رغد:"دحين يوم جت المصلحة روحي بس...وفكي شعري قطعتيه"

تزفر عبير بغيظ وندى تقوم ضاحكة:"امشي امشي بس...ما تنفع اللحين بعد ما خربناها معها"




*****************************



تنقل لها موجات الكهرباء صوته المفعم بالحنان....لكم تعشقه...نعم رغم أن ارتباطها به لم يتعدى الأيام

لكنه اقتحمها....اقتحم عالمها...شاركها لحظاتها...بادلها حبا....وكلمات عذبه...تحن إليه إذا مضت ساعة

....وتشتاق لكلماته تصب في أذنيها...حقا هي أسعد أنثى...مع هذا الرجل...تود إخباره بذلك لكن

خجلها يمنعها من إخباره....كثيرة هي مشاعرها التي تود إيصالها له...يكفيها نطق اسمه...بين شفتيها

ليان:"خالد"

خالد:"عيونه"

ليان:"........"

خالد:"ههههه خلاص آسفين ما نعيدها....على فكرة بكرة بتطلع نتايج الفحص"

ليان:"إيوه...يدي على قلبي كأنه اختبار"

خالد:"ليــــه"

ليان:"ما أدري بس مرة خايفة"

خالد وقد تغير صوته:"تبغين الحق...حتى أنا خايف"

لحظة صمت ثم تكلم خالد:"ليان أبغى أسألك سؤال"

ليان:"تفضل"

خالد:"لو لو لو لا سمح الله طلعت النتايج غير التطابق وش بتسوين؟؟"

سكتت ليان فترة:"إنت وش بتسوي؟؟"

خالد:"ليان أنا ما يهمني الأطفال أبدا"

ليان بصوت متهدج:"وأنا كمان"

خالد:"أعتبره وعد منك لينو....؟؟"

ليان:"أبي هالوعد منك قبل"

خالد:"أوعدك"

ليان:"وأنا كمان أوعدك"
.
.
.
.
.
كثيرة هي الوعود التي نقطعها على أنفسنا....والأماني التي نرسمها لمستقبلنا...والأحلام التي نعيش عليها في واقعنا

ولحظة وحيدة...تخبرنا أننا قد نكون عاجزين حتى عن تقبل أقدارنا...ومن شروط الإيمان....الإيمان بالقدر خيره وشره

هل سندرك ذلك إذا حل القضاء...؟؟؟




***************************************



صالة منزل متعب مشعل

يجلس حسام على جهازه وهو عاقد لحاجبيه...دخل مشاري المنزل وهو يلقي السلام بصوت مرتفع...

رد حسام السلام عليه...نظر إليه وابتسم بلطف:"بشر كيف الجامعة...؟؟"

"دسم الله يعين بس...أنا وش خلاني أطاوع الشيبان وأدخل هندسة ما أدري"

"خير وبركة توقف في حاجة أهلك"

"إيه يالشيخ وإنت ليش ما تدخل في حاجة أهلك...؟؟"

جلس مشاري مواجها له وهو يحافظ على ابتسامته الوقورة:"كله خير بعدين أنا مالي في التجارة وصدعة

الراس..."

"الطب بعد صدعة راس"

"العكس...يوم تنقذ الناس من الموت بإذن الله...وتفتح لهم باب الأمل..وتعيد البسمة لهم...إحساس

جميل"

في تلك الأثناء فُتح الباب ودخل بسّام مرتديا زي العسكرية وهو باد الإرهاق رفع يده محييا قبل أن

يرتمي على المقعد...

مشاري:"عساك عالقوة"

"الله يقويك"

"وين أمي..؟؟"

"ما أدري توي جاي"

حسام وهو يكمل عمله على حاسوبه:"راحت السوق...بترجع بعد شوية"

قام بسّام:"أجل أنا أستأذن ميت تعب بأتروش وأناااام....سلام"

"الله معك...لا تنسى صلاة العصر"

"إن شاء الله"

التفت حسام لمشاري:"وإنت يالطبيب ما تبغى تريح قبل العصر...؟؟"

"إلا والله..بس أنتظر أمي أسلم عليها قبل"

"يا بن الحلال أمي مطولة روح ريح ما بقي شي عالعصر"





************************************




ها هم الآن يهبطون في مطار جدة للمرة الثانية...استغرب راكان طلب أسامة للعودة وإقامة فريضة

العمرة للمرة الثانية على التوالي....على أي حال لم يجد مانعا في ذلك...فقد وهب عمره للطاعة..وكل

وقته رهن لها
.
.
.
.
.
.
.
يرفع إحرامه إلى ظهره ويبدأ بالهرولة بجوار أسامة وتدور في ذهنه قصة السيدة هاجر وهي تركض بين الجبلين لتعود بالماء

لولدها تبسم بهدوء"ربااااه أسألك باسمك الأعظم الذي إذا سألت به أجبت أن ترد إلي ضالتي وتغفر لي جريرتي ولا

تحاسبني بما أنا أهله وحاسبني بما أنت أهله"

"راكان بنوقف نشرب زمزم بعد ما نخلص أبي أتضلع منه"

هز رأسه مبتسما:"أبشر"

الآن وهو يجلس متكئا إلى إحدى أعمدة الحرم وإلى جواره أسامة وفي يد كل منهما مصحفا يقرآن فيه بخشوع

صوته الرخيم ينبعث عذبا مطمئنا" الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18) أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ (20)"الزمر

أدمعه تنهمر بهدوء لتبلل لحيته التي زادته نورا على نور ويكرر بصوت خفيض:"اللهم اجعلنا ممن اتقاك"

ألقى نظرة سريعة على ساعته أزال أثر الدموع والتفت إلى أسامة:"أسامة لازم نكون في المركز

دحين نوزع الزكوات...نخلص قبل موعد رحلتنا"

أغلق أسامة مصحفه وقام مصاحبا راكان في سيارته:"اسمع أنا عندي ثوب هناك حطيته احتياطا فنبدل ثيابنا من المركز

مباشرة ما أبغى أبو سند يسبقني في التوزيع"

ابتسم أسامة بإعجاب:"أبشر يا بو مشعل على هناك"

ما أن وصلا المركز حتى أسرع راكان باستلام عمله مبادرا بنشاط أدهش أسامة بالرغم من أنهم لتوهم أنهوا عمرتهم في

حر مكة الشديد:"أبو إسماعيل عالمخزن الشاحنات وصلت"

توقف عند باب المخزن وشعور عميق يكتنفه وهو يرى العمل الدؤوب الذي يجري هناك الشباب الصغار بلحاهم

السوداء الكثة

وأصواتهم تردد في حداء مميز يثير في النفس أسمى معاني البذل

" إلى الله سرنا والجنان مرادنا
وكل إلى الله المهيمن يرجع
ضعي الكف في كفي إلى الله سيرنا
فليس لنا فيما سوى الله مطمع
نحث الخطى في حسبة ومحبة
إلى جنة فيها مصيف ومربع"

تمتد يده الآن وتحمل الصناديق والأكياس البلاستيكية ويشاركهم حداءهم وطاقة هائلة تتولد في داخله
.
.
.
.
.
.
حقا إلى الله سيرهم
.
.
.
.
.
.
.
مضت اللحظات بسرعة وهاهو ذا يخرج من دورة المياه بعد أن أستحم:"أسامة متى حجزت لنا؟؟"

أسامة وهو يخلل يده في شعره لينشفه:"الساعة خمسة العصر"

نظر للساعة التي تتوسط الصالة:"أجل خلنا ننام دحين يا دووب نقوم أربع"

أرتمى على سريره بإرهاق"ما اشتدت إلا فرجت.....رباااااه اعف عني واجمع ضالتي بي"

انطلقت دعواته ترتجي رحمة أرحم الراحمين وحاشاه أن يرد من رجاه

دخل أسامة عليه وعلى وجهه ابتسامة سعادة:"راكان أختي دقت بترجع أسبوعين وبعدين بترجع لاستراليا"

راكان بابتسامة يبادله فيها السعادة:"والله عالبركة الله يوصلها بالسلامة"

أسامة:"آمييين....لو تدري ياراكان هي أهلي أمي وأبوي وأختي وصديقي وكل شي"

راكان بابتسامة:"هي توأمك مو؟؟"

أسامة:"إيه"

راكان بضحكة:"أجل عمرها خمسة وثلاثين أصغر مني بسنتين ما أنفع أتزوجها بس"

أسامة:"يا حظ من بيضوي مرام"

توقف عقله لوهلة..."مرام....أقال مرام"

تنهد بيأس..."كلا أين الثرى من الثريا"

نهر نفسه بعنف....."أنت أسقطتها...لقد كانت أنثى طاهرة قبل أن تدنسها...."

انقطع حبل أفكاره على صوت أسامة وهو يخرج من الغرفة

زفر للمرة الألف..."وهل مثل نسبك يا أسامة يرفض؟؟..."








*************************





دخل بيته والضيقة تلتهم ملامحه صعد رأسا إلى غرفته ليجدها بانتظاره كما اعتاد منذ تزوجها

عبد الرحمن:"هدى"

هدى:"هلا عبد الرحمن متى جيت؟؟

عبد الرحمن:"تو دخلت...وين خالد؟؟"

هدى:"خرج مع ليان يشوفوا غرف النوم"

عبد الرحمن:"لا إله إلا الله"

هدى:"عبد الرحمن فيه شي صار؟؟"

جلس على السرير وهو يفتح أزارير ثوبه العلوية:"طلعت نتايج الفحص الطبي"

هدى بقلق:"بشر؟؟"

يهز رأسه بحزن:"ما تطابقوا"

شهقت هدى:"لا تقول"

عبد الرحمن:"الاختلاف وصار...اللحين كيف نوصل لخالد؟؟"

هدى وقد احتقنت دمعة في عينها:"يا قلبي يا ولدي....متعلق في البنت مرة"

عبد الرحمن:"هذا اللي شايفة.....وعلى أي حال هو رجال...مقدار صدمته حتكون ضعفها عند ليان"

هدى:"إنا لله وإنا إليه راجعون"

عبد الرحمن:"أهم شي نحاول نبعدهم عن بعض من بدري لا تتعلق قلوبهم ببعض أكثر"

رفع هاتفه النقال أصبح لزاما أن يتصل بخالد الآن ما دامت ليان برفقته



*************************************



ها هنا ينتهي الجزء التاسع..ولي عودة بإذن الله

سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر

اللهم انصر عبادك الموحدين في جميع بلدان العالم

وقيض لهم من يخافك فيهم...إنك على كل شيء قدير...





 
 

 

عرض البوم صور همس الزوايا  
قديم 09-06-12, 01:10 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 225058
المشاركات: 15
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الزوايا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الزوايا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : همس الزوايا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

[SIZE="4"][RIGHT]


الجزء العاشر

مساؤكم رضا

الجزء العاشر...بعد انقطاع شهر إلا أسبوع....

أضعه بين أيدكم آملة أن يكون في محل استحسانكم...



*************************************



في حجرتها تقلب أوراق ملف أعطي لها في عملها كي تراجعه....تشعر بحياتها جافة أكثر من أي وقت سبق

ورتيبة بشكل ممل....تتثاءب وهي ترفع كوب الـــ(كبتشينو) لترشف منه رشفه...الثلوج بدأت بالسقوط منذ أسبوعين

والتدفئة المركزية تكفيها عناء التدثر بالمزيد من الثياب...لكن الوضع مختلف في الخارج فهي بحاجة لارتداء معطف سميك

وطويل يصبح فيه شكلها مع النقاب...ملفت...وعلى أي حال فالولاية التي تسكنها مليئة بالعرب...الخليجيون

بشكل خاص....ماذا عن أسامة...لتكسر روتين وقتها وتتصل به....أحجمت عن ذلك وهي تنظر لساعة يدها

...الوقت الآن لديهم الثانية ليلا...ليس وقتا مناسبا...تعود لتنهي عملها...وتفكير يبدأ مداهما رأسها...

منذ فترة يداهمها هذا الهاجس....إنها بالخامسة والثلاثين....ربما الآن قضت فوق منتصف عمرها...إذا استبعدت اثنا

عشر سنة طفولة...فهذا يعني ثلاثة وعشرون عاما.... ماذا أنجزت في هذا العمر...؟؟....لم تقدم كثير من عمل....

سوى إسلام 20 امرأة على يدها خلال ثمانية عشر سنة هي مدة مكوثها في استراليا تتخلها رحلاتها إلى أهلها...

وإجازات الثلاثة أشهر...لا شيء يستحق أن تفخر به في حياتها... على كل لم يتبقى الكثير...وتعود للإمارات...ألم

يقل أسامة أن والدهما أخبره أنهم سيعودون قربيا...للسعودية....إلى الطائف...ذلك ينهكها...كلما تذكرت أنها

ستعود...إلى المكان الذي استنزف أبشع ذكرياتها....تطلق زفرة ملؤها الألم..كم تبقى على ذلك...ثلاثة أسابيع...نعم

ثلاثة أسابيع وسيتوجب عليها أن تعود....ماذا عن رزان؟؟...بتلقائية تتناول هاتفها وتفتح على صورتها....تبتسم لها

بحب...عيناها تنطق بالكثير من الشوق لهذه الصغيرة...الشابة الآن...حسنا حسنا...أنفها بالتأكيد يشبهها...وعيناها

اممم...تشبه عيني أمها...جدة رزان....لون شعرها....تقطب الآن...فهي تأخذ ذلك من لون شعر والدها...الحقير...

الــــ....يقطع سيل من السباب الذي أوشكت على كيله لذاك النواف...طرقات مترددة على الباب...استغراب داهمها..

ليس هناك أحد سوى جود....أمكروها أصابها...تقوم مسرعة لتفتح الباب...ترى جود الآن وهي تشتت نظرها

ما بها يا ترى؟؟

"نعم؟؟"

بدا على جود التوتر أليست هي رفيقتها لأربعة سنوات وتعرف سكناتها ونظراتها..؟؟

"أأ...اممم...ممكن تجين شوية"

تعبس الآن:"نعم؟؟"

ترفع نظرها لها الآن:"ممكن تجين شوية للصالون؟؟"

دهشة تصيبها تريدها أن تأتي للصالون...لم؟؟...لم تظهر ذلك على ملامح وجهها...تبقى غاضبة من تصرفها

وأيضا يجب أن تتصرف الآن كالأخت الكبيرة...أليست تكبرها بخمس سنين..؟؟

تتقدمها بخطوات بسيطة نحو الحجرة الأبعد في المنزل توقفت بصدمة وهي ترى البالونات والزينة التي

انتشرت بشكل أنيق في الصالون

وطاولة الطعام الصغيرة وتتوسطها كعكعة وبعض الأطعمة الأخرى...تلتفت إلى جود:"إش هذا..؟؟"

كانت الآن تنظر كطفلة خجلى ومضت تشرح ذلك بكلمات متقطعة:"اممم...اعتذار بسيط مني

لك...يعني...كم لنا ما تكلمنا مع بعض...أسبوع...بعدين...أنا كمان غلطت بحقك...ما كان يحق

لي أصرخ عليك...كمان يفترض يعني أشوفك دحين...مو أحكم على شي قديم...وأنا معك أربع

سنين....أأأ....يعني.."




".....أنا آسفة..."


.
.
.
.

هل قالت ذلك بشكل جيد..؟؟...لا تدري حقا...ترفع نظرها لمرام التي ظلت تنظر إليها دون ردة فعل

أتراها لم ترضى


"سامحتيني..؟؟"

تتأمل عيناها وهي ترجوها أن ترميها بنظرة رضى...ولدهشتها كانت عيناها تحتقن بالدمع

"مرام...والله آسفة...ما كان قصدي أجرحك أو أزعلك...والله إنو مو قصدي...بعدين انتي تعرفين

ظروفي..تعرفين كيف عشت وأكيد يعني بتتفهمي وضعي....مرام...أأ..."

انقطع حديثها وهي ترى مرام تحتضنها..لتنفجر هي باكية.."والله آسفة..آسفة"

"وأنا سامحتك..خلاص جود...خلاص حبيبتي حصل خير...حصل خير"

قبل أن تسحبها للصالون:"ما شاء الله عليك يالدبية متى أمداك تجهزين...؟؟"

تبتسم لها الآن وهي تمسح دمعها:"أمس العصر رحت وجهزت كل شي"

"يم يم لا تقولي منزلي"

تهز رأسها موافقة:"كل شي منزلي مئة بالمئة"

"يا عمري إنتي...ولا مسوية سوفلية...تسلمي والله"

"أهم شي ترضى عننا مرام"

"ومرام رضيت..."
.
.
.
.
.
تناديني
تناديني وأمضي يا صديقي
وارحل دون دربك يا رفيقي
وتآخذني الوعود إلى بعيد
وأسكن في السكوت وفيه ضيقي
تنادني
إخائك يملأ المعنى سلاما
لينشر بهجة الأمل انسجاما
ويروي الوعد بالصدق احتراما
يناغي النور ودا والتئاما
تنادني
أراك وينطفي حزن توارى
تآسي الهم في قلب الحيراى
وتبسم في انتظاراتي نهارا
لأروى في تآخينا المدارا
تنادني
ستجمعنا الموانئ في زماني
إخاء فيه في الدنيا الأماني
ونمضي للقاء ولا نعاني
لنحيا فيه أزهار التفاني




*************************************



دخل إلى صالة المنزل وجلس إلى حاسوبه وإلى جواره تجلس أخته الوحيدة روان تحادث أحدهم بهاتفها

كانت مندمجة في الحديث بينما كان ابنها الصغير معاذ يأتي ويذهب حولها....أغلقت هاتفها وهي

تلتفت إليه:"هلا والله وين كنت...؟؟"

سيف وهو يغلق شاشة حاسوبه:"هلا بك أكثر ....كنت مع أحمد بالسوق نتقضى"

روان:"خلاص عزمتوا...؟؟"

سيف:"الله يوفق"

روان:"تعرف إن أمي ناوية تكلم عمة حصة بداية أسبوع الدراسة"

سيف:"أمااا بدري...احنا رحلتنا يوم الخميس الساعة خمسة العصر"

روان:"يمكن يتيسر لك قبل لا تسافر وبعدها بكيفك روح وهما حيسألوا هنا"

سيف:"تهقين يعني بيسألون..؟؟"

روان:"وليه ما يسألون..؟؟"

سيف:"ولد أخوهم"

روان:"ولد أخوهم من أمهم....مو من زود الاحتكاك"

سيف:"ممكن يرفضوا...؟؟"

روان:"جائز...بس مو شرط يكون لشخصك....يمكن هي ما تبغى...يمكن ولد عمها محيرها"

سيف:"ماتوا اللي كذا"

روان:"ممكن مخطوبة وما نشروا الخبر"

سيف:"لا صراحة تحمسي الواحد"

روان:"نحط جميع الاحتمالات....على فكرة ثابت بيجي بعد شوي"

سيف وهو ينهض لحجرته ليبدل ثيابه:"الله يحييه النسيب..."
.
.
.
.
.
.
فتحت عينها ببطء...قبل أن تمنع ثوباء خفيفة من الظهور.....وتتمطط بنعومة على السرير......

جلست بعد أن تفتحت عيناها الواسعة وهي تنظر لساعة معصمها....شهقة خافتة صدرت منها...

لا بد أن أمها في السوق الآن.....قامت عن سريرها الفخم الذي أخذ امتدادا في غرفتها الواسعة....

ارتدت حذاءها المنزلي وهي تتجه نحو دورة المياه لتغتسل....حمامها البارد المعطر استغرق نصف الساعة

قبل أن تخرج لها بنطالا من الجنز...و(بلوزة) وردية اللون تصل لتحت خصرها بقليل...رطبت جسدها

المرتوي بكريم الجسم المعطر....تشغل الكثير من الوقت في الاهتمام بنفسها وبالعطور والتزين...فليس

لديها ما يشغلها سواها....جففت شعرها بهواء-الاستشوار- الساخن وتركته على طبيعته....وزينت

شفتاها بلون زهري ندي وختمت زينتها بخط كحل أزرق...نثرت من عطرها على جسدها بسخاء...

وارتدت صندلها الزاهي ذا الكعب المنخفض...ونزلت إلى الدور الأول....مشيتها كمن

تتمخطر في غرور كان البيت فارغا كما توقعت...اتجهت إلى المطبخ وأعطت أوامرها للخادمة لتعد لها

كوبا من الموكا وتحضر معه سلة الشكولاتة بينما تنتظرها هي في صالة المنزل......تفاصيل أنثوية باذخة

وجاذبية طاغية
.
.
.
.
.
.
.
هاتفه سعود على استعجال يسأله عن كتاب كان قد أخبره سابقا أنه يملكه....أخبره أنه يحتاجه سريعا

ليتأكد من بعض النقاط في بحثه...فكتاب كهذا نااادر جدا....ورثه أحمد عن والده رحمه الله......

اتصل بأخته فاطمة لتفسح المجال لدخوله مع صديقه أخبرته أن أمل نائمة ولن تقوم مبكرا وفي هذا

الوقت....لذا اتصل بسعود طالبا منه مرافقته إلى المنزل ليحضر له الكتاب....وما أن دخل حتى فوجئ

بابنة أخته فاطمة ترتدي بنطالا من الجنز و(بلوزة) بلون الزهر...وقد تناثرت خصل شعرها الكستنائي

على أكتافها لتزيدها نعومة وجمالا....تضع قدما على قدم وترتدي (صندلا) ناعما بذات لون (البلوزة)

وتحمل قطعة الشكولاتة بيد وبالأخرى تحمل كوبا تتصاعد الأبخرة منه وتطالع التلفاز...وتضحك بنعومة

رغم أن ما كانت تفعله اعتيادي جدااا...فهي حريصة على "شياكتها" حتى في المنزل وتملك نعومة

وجاذبية ورغم أنه لا دخل لها بما جرى....لكن رؤية صديقه لها بهكذا منظر فجر حكمة العقل

برأسه....وهو يصرخ بها منفعلاً

"أمل يالزفت انقلعي فوق فوووق"
.
.
.
.
.
.
.
كانت تمسك بيدها قطعة شيكولاتة وبيدها الأخرى كوب الموكا الساخن اهتزت يدها بصدمة ,لم يأتي

خالها من الخارج ليصرخ بها ويسبها ويطردها...؟؟

اهتزت دمعة في مقلتها وهي تقفز لتغادر الحجرة إلى حجرتها في الدور الثاني...وقد تناثرت أدمعها على

وجهها في شهيق خافت....لا أحد يقيم لها وزنا....لا أحد....لأنها يتيمة...يتيمة لا تملك أبا.....

ارتمت على سريرها الذي غادرته منذ ساعات فقط....لتذرف دموعها عليه بسخاء
.
.
.
.
.
.
لم يستغرق دخوله سوى ثانيتين....لكن تفاصيلها الأنثوية اخترقت عينه...لم يستطع أن يلوم أحمد

على صراخه عليها بهذا الشكل....فتنة كهذه لا يصح أن تطالها الأعين....رغم محاولته السقيمة في

اظهار الثبات....لكن شيء ما كان انفجر في نفسه...أخذ الكتاب من أحمد....شاكرا ومعتذار وأراد

فعلا أن يهرب من هنا بأسرع وقت...............قيل أن الرجل يملك قدرة على معرفة تفاصيل الشيء

من نظرة سريعة.....فكيف بشيء خاطف كهذا
.
.
.
.
.
جلس في الصالة يستغفر بهدوء......لم صرخ بها هكذا...أمل الهشة الحساسة....لابد أنها أغرقت

مخدتها الآن بدموعها....لم يكن يريد أن يفعل ذلك...لكنه رجل وأدرك أن نظرة سعود الخاطفة قد

أحاطت بالكثير...وأمل فتنة بحد ذاتها...شعر بالنار يشب بصدره...عاد يستغفر ليبعد الشيطان عن

طريقه....لابد أن يجد طريقة لمراضاتها....أمل وحيدة أخته...الفتاة المدللة حتى النخاع...المتحسسة من

يتمها....
.
.
.
.
.
رن هاتفه الملقى على الطاولة إلى جواره ألقى نظرة خاطفة قبل أن يكمل ارتداء (فنيلته) على عجل

ويسارع للإجابة عليه وضع الهاتف على مكبر الصوت ليكمل ارتداء ما تبقى من ثيابه ويسرح شعره

"هلا أحمد"

"هلا بك زود كيفك سيفان"

"بخير ونعمه اشفيه صوتك...؟؟"

تنهد بضيق:"ضااايق يا خوك"

"ليه اش صار"

"ياخي يا شين البنات وملغهم ودلعهم وتزينهم..وكل شي فيهم..حتى أشكالهم"

انفجر سيف ضاحكا:"هههههههه شف يا شين ملغهم ودلعهم وتزينهم ما يخالف لكن اش دخل

أشكالهم....خلقة ربي ترا استغفر"

"استغفر الله العظيم...اللهم لا تؤاخذني"

كرر سيف سؤاله ثانية:"ليه اش صار...؟؟"

"يا خي بنت عمتك هذي جاي معاي سعود ويوم دخلنا إلا هي بوجهنا متزينة ومتستتة فاطمة قالتلي

إنها نايمة...عاد أنا احتريت وهزأتها...وطلعت وتعرف زعلهااا شيييين الله لا يذوقك إياه يوم وأدري بها

حساسة....رفع صوته علي لأن ما عندي أب....وبتروح تزن على راس فاطمة ينقلوا بيت لوحدهم....

وبتجي فاطمة تعاتبني...وتزعل مني...ويمكن تبكي ليه ضيقت خاطر بنتها الدلوعة...وما أرحمها...ما

كأني خالها....والله ضاق صدري وأنا أتخيل التوابع....ويمكن يجيني استدعاء من القوات العلية ووقتها

جد أروح خرطي....تعرف بعد حساسية فاطمة ناحية بنتها....الله يصبرني بس"

لم يتمالك سيف ضحكته وهي تندفع مجلجلة قبل أن يصرخ أحمد بغيظ:"سيف يالهرم"

تماسك قبل أن يقول:"سامحني يا خوك ما قدرت أمسك نفسي حالتك مستعصية صراحة"

أحمد بغضب:"مو منك مني أنا الثوور اللي داق عليك وأشاورك..وفي الأخير هذا اللي قدرت عليه

–وهو يقلد صوت سيف بسخرية- حالتك مستعصية صراحة..."

وأغلق الخط....





*************************************



ينظر لهاتفه بحيرة....ماذا يفعل؟؟....أيتصل أم يرسل؟؟؟

ماذا إذا كان الوقت غير مناسب...هل ستستنكر ذلك....أتراها الآن غاضبة...لأنه لم يتصل بها...يتنهد

بسخط...يجب أن يتغلب على خجله...أليست الآن زوجته ومن حقه أن يحادثها..كما يشاء....لكن ذلك صعب

هل يبدأ برسالة...نعم الأسهل هو الرسالة...رسالة عادية..نعم...يسألها عن أحوالها...وبعد ذلك يفترض أن تكمل

هي..ألم يسمع الشباب دائما يقولون...افتح الباب...وبعدها لم يتوقف هاتفك عن الرنين نهارا وليلا...حسنا سيرسل

ذلك الآن نعم....أعاد نظره للرسالة المفتوحة أمام"السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة...كيفك منى؟؟...إن شاء الله بخير

هذا رقم جوالي مجاهد الـــــ....سجليه عندك"...ترتسم على وجهه ملامح ألا رضى....اممم رسالة رسمية كهذه وبكل هذا

التحجر....ستصاب بالإحباط...عندما ترى زميلاتها يتناقلن رسائل الغزل...وهي تأتيها رسالة بكل هذه الجدية..يمسح

ما كتبه محاولا صياغة رسالة أكثر لطفا....

لكن رنين هاتفه قطع عليه حبل أفكاره يقطب بتضجر...ليس هذا هو الوفت المثالي لتتصل...

"هلا والله"

"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة"

"إيه جاهز....خلاص نازل"

ينتظره أخاه بالأسفل ليذهب به إلى محل لبيع التحف المنزلية الفاخرة...والتي ستعجبه كما قال

حسنا ليأجل ذلك لوقت آخر......





**************************************



تثبت سماعة الهاتف بكتفها لتقوم بفتح كيس الشبس لأختها الصغيرة...قبل أن تعود مواصلة الاستماع لمحادثة صديقتها

كانت رؤى تتكلم بإسهاب:"والله يا رهف ما أكذب ما كان ودي أقول لرغد لكن تعرفين إن مها قالت لنا بالعربي

الفصيح إن أمها بتخطب رغد مو حلو تجي الصدمة في ذا الوقت تكون قبل أحسن"

رهف:"تبغين الحق يا رؤى عذرك واهي جدا وما كان له داعي تقولين لها أبد حتى لو طلع صحيح وش

بتستفيدين وبعدين لو بغيتي تعلمينها لمصلحتها تخلي المدرسة كلها تعرف وتروحي تعلمي فلانة وعلانة من

يوم رفضت تسمع وش كان الداعي تعلمي اللي حولها عشان يوصلها الكلام من غيرك المفروض تسكري

السالفة من لحظتها دامك ما لمستي تقبلها للموضوع والعكس من مثالك وضح إنك تبغين تصرفين مها عن

فكرة خطبتها..."

رؤى:"لا والله..."

تنهدت:"أنا فاهمة قصدك يا رؤى لكن في مثل هذه الأحوال ما راح تنفهم إلا كذا.."

رؤى:"وش أسوي دحين"

رهف:"زي ما فتحتي السالفة سكري عليها وادفنيها وإذا كان كلامك صحيح حيبلغ رغد وفي ذيك اللحظة بس

حتمتن لك لأنك هيأتيها نفسيا أما دحين فماله داعي أبد تعيدين فتح السالفة"

رؤى:"أففف ضاقت نفسي..."

رهف:"هذا وإنتي فاتحة السالفة طيب ما فكرتي إش شعور رغد وهي صاحبة السالفة كيف بتقضي

إجازتها القصيرة هذي؟؟"

رؤى:"رهف خلاص يرحم أمك...يا ربييي وش أسوي أبغى أصيح"

رهف:"عاد اللي راح ما يرجع بس زي ما قلتلك"

رؤى:"إن شاء الله"

رهف:"هيْ رؤى تامريني على شي عندي خط ثاني"

رؤى:"سلامتك"

رهف:" الله يسلمك"

أغلقت من رؤى لتجيب على الاتصال الآخر

"ألو السلام عليكم"

رهف:"مين...منى....هلا والله بهالصوت"

منى:"هلا والله...يختي لو إني طالبة الأميرة ساعة لين تردين ما صارت"

رهف:"هههههههه شفتي كيف يختي فيه اختراع اسمه جوال ارسلي رسالة....لو كولمي"

منى:"ضفي بس أجل أنا أرسل كولمي ها؟؟"

رهف:"هههه يجي منك...المهم من يوم اتصلتي شغالة تهزئ يختي وش عندك؟؟"

منى:"شغالة ولا خدامة؟؟ هههههاي أمممممم حزري فزري وش بغيت؟؟"

رهف:"أممممم أنا أقولك.....يوووه رهف شفتي فلانة الهبلا وش سوت؟؟.....صح علي"

منى:"هاااا....؟؟!!"

"أفففف يالدبا هههههه دوبي أفهم"

رهف:"هههههه بس بالله مو صح؟؟"

منى:"نوعا ما مو تماما"

رهف:"اخلصي علي وادخلي في الموضوع"

منى:"ههههههههههههه أكلتيني بقراطيسي.....اسمعي كلمتني خلود قبل شوي...."

رهف:"أووه....جاتك خلود....وش قالت هذي الثانية؟؟"

منى:"ليه في أولى؟؟"

رهف:"لا في ثالثة"

منى:"هههاااي تستظرفي؟؟"

رهف:"أنا أدري عنك هاتي سالفتك من الآخر"

كما كل مكالمة تفتح بين يديها...فهي الأخت الأخرى لكل من حولها...بتدفق شديد الحنو...وإن عاتبت.. وإن خاصمت...فهي تريد الأفضل لهن...هكذا هي وهكذا وجدت...وهكذا تقبلها مجتمعها الذي من حولها..بكثير من ترحيب لأنها ملجأ آمن دائم....




*********************************



في سيارة خالد:"ها ليونتي وش قلتي؟؟"

ليان:"ما أدري"

خالد:"وش فيك من يوم جيتي منتي على بعضك؟؟"

ليان:"هاا...خالد ما شفت نتايج الفحص؟؟"

تنهد خالد:"لا...ولا أبغى أشوفها"

ليان:"ليـــه"

خالد:"ما أدري يمكن أبغى أطول الوقت قدر المستطاع...وهو في الأخير بيجيني"

ليان:"يعني حاس باللي أحسه؟؟"

خالد:".....ايه"

ليان:"أحسني ضايقة"

مسك خالد يدها وشد عليها وابتسم:"ما عليك...بنعيش حياتنا"

ليان:"بس...كثير قالوا كذا...وما قدروا يكملوا"

خالد:"بس احنا غير..."

وغمز لها بطرف عينه

ابتسمت ليان وشدت على يده.....وكل واحد منهما يستمد القوة من الآخر

كلاهما يران نهاية وشيكة أنبأتهما بها دواخلهما...ولكن روح الحياة في البشر دفعتهم لإحساس وهمي

بالقوة والقدرة على الصمود

ارتفع صوت رنين هاتف خالد ألقى نظرة على المتصل قبل أن يأخذ نفسا عميقا ويغلق هاتفه

وبصوت مختلف عن الذي كان عليه محاولا إضافة نبرة البهجة له

خالد:"ليان...وش رايك نخلي هذي الليلة غير"

ليان:"حلو...بس شلون؟؟"

خالد:"ما عليك خليها علي"

مسك الدركسون بيديه الاثنتين وضغط على دواسة البنزين بأقوى ما لديه

شهقت ليان:"خالد شوي شوي..."

خالد:"ما عليك...تراي محترف....أعجبك أنا"

رن هاتف ليان نظرت إلى اسم المتصل وأعادت نظرها لخالد:"أبوية"

هز خالد رأسه بالنفي....انتهى الاتصال وأغلقت ليان هاتفها

"نمر مطعم نتعشى...وبعدبن يصير خير"

تهز رأسها موافقة وهي تتمنى أن تكون شكوكها وخالد في غير محلها




**********************************




كان يعرض الآن عليه تشكيلة مميزة من التحف أعجبته كثيرا اختار مجموعة منها كان عبد المجيد لا يكف عن

طرح أراؤه ونصائحه...والآن وقد ركب السيارة...تذكر كلام خالد

"اللحين انت من صباح الله مصدعني..لا تاخذ هذا بعد زواجي ندمت اني شربته تنظيفه صعب..وهذا

لا شكله في المحل حلو مع الإضاءة بس في البيت يطلع شين...لا خذلك بني غامق عشان الشكل

المتناسق..مسوي فيها أستاذ معرفة..وزوجتك المسكينة كل شوي راميها وناط عندي"

يصمت متذكرا ما حدث قبل أن يخرج مصاحبا مجاهد إلى السوق..أو بالأصح قبل أن يهرب..ليجد

شيئا يشغل به نفسه

"هيييييه يالأخو وينك سرحت"

"موجود, وبعدين بدال ما تشكرني على تضييع وقتي الثمين معك..تتفلسلف علي"

"شكلي رميت سهم في الظلام وأصاب موقعا"

بسخرية :"شكلي رميت سهم في الظلام وأصاب موقعا...لا تتفلسف تكفى"


"لا والله جد يا أخوك...وضعك مو مقبول..ما كأن مالكم على الزواج غير أسبوع...ما صارت"

حقا من يصدق أن ما جرى كان بعد زواجه بأسبوع واحد....هل هو لا يطاق لهذه الدرجة..؟؟

لماذا سخطت هكذا...

"بعدين ليه ما سافرتوا..؟؟"

"قلت خليه شوي إلين تخف أزمتك وإن شاء الله بتسحب هي المستوى الجاي وأباخذ إجازة من الشركة

وبنسافر"

"زين..الله يوفقكم"

"آمين....اسمع إيش رايك اللحين نمر على أمين عنده سجاد خطير"

"مو كأن الوقت متأخر"

"لا تو الساعة 11 وبعدين تعرف أمين ما يقصر"

دخلوا محل السجاد وجاءهم صاحب المحل مرحبا:"هلا هلا عبد المجيد...مجاهد...وينكم ما تزورون ولا

تسألون"




******************************



أخذ نفسا عميقا يعيد لصدره الهواء النقي قبل أن يلتفت لجده:"ها أبوية وش صار عليهم؟؟"

قال بملامح عصية عن التفسير:"أمهم بها الخبيث"

هز رأسه يخبره عن معرفته بذلك قبل أن يسأله ببرود:"ما تتعالج"

"حالتها متقدمة الدكتور يقول أسبوع بالكثير وبتودع"

ربما شعر بعرق في قلبه اهتز:"لا حول ولا قوة إلا بالله وكيف سلطان وأخته"

"سلطان يتصبر ولو إني أشوف الدمعة بعيونه بس نورة منهارة وإلى دحين مهي عارفة عن أسبوع أمها"

لمس مهند نبرة التعاطف لدى جده:"الله معهم"

لم يجبه...والعديد من الأفكار تدور في ذهنه




*********************************************




منزل غيث بن مشعل

تقلبت على سريرها وهي لا تتوقف عن التفكير...رغم بلوغها 27 وهي إلى الآن ترفض كل من تقدم لها

بدون سبب حتى أن أمها بدأت تلمح لها بأن الوقت يمضي وسيأتي الوقت الذي لن تجد فيه من يطرق

بابها....وهو...أيضا لم يتزوج وقد بلغ الثلاثين...تكذب إن قالت تحبه...لكن إنسانة مثلها..تستحق

أن تتزوج بشخص مثله...يملك العقل والشخصية والمكانة الرفيعة...يستحق جمالها الملفت...وشكلها

الجذاب....لكنه أطال...شخص كقوة شخصيته لن تناسبه أي أنثى...أنثى مثلها فقط تستطيع أن

تتفاهم معه...أي أخرى سيسحقها دون أن يبالي...عقبة أخرى تواجهها....أخوها الوحيد عيسى..

لا يطيقه ولا يحبه...بل إنه يكره بعمق ويحقد عليه...حتى لو فرضت أنه تقدم لها...فيمكن لعيسى أن

يرفضه دون أن تعلم....تأففت بسخط...ستصل إليه...ستجعله يخضع لجمالها..وستفخر حتما بتطويعه

نهضت من فورها نحو خزانة ثيابها اختارت ملابسها بعناية...بالغت في وضع المساحيق على وجهها...

ارتدت عبآتها بإهمال...تركت لبعض خصل شعرها حرية الظهور من تحت حجابها...ارتدت نظارتها

الشمسية....لم تغطي وجهها....وخرجت متجهة نحو منزل جدها الذي يتوسط منازل أعمامها...إن

كان من مكان يمكنها استطياد مهند فيه....فهو منزل جدها...لن تكون فتون إلم تديره إليها





***************************************************




عبد الرحمن:"جواله مسكر الله يكفينا الشر"

رن جواله:"إيه هذا عبد الإله"

عبد الرحمن:"هلا عبد الإله.......كمان هي جوالها مسكر؟؟....وش الحل اللحين....الله المستعان....

اسمع اللحين الساعة 11 بالكثير بالكثير بيرجعون 12 ووقتها يصير خير....هو أساسا ما في غيره...أهم

شي اللحين ادعي لهم بس بالصبر"

يغلق من أخيه قبل أن يستقبل سؤال زوجته

هدى:"كيف بتقوله؟؟"

عبد الرحمن:"....ما أدري"

دخلت اسراء وهي مستعجلة:"صحيح اللي سمعته؟؟"

هدى:"هلا إسراء متى جيتي..؟"

إسراء:" توه وليد حطني وراح عنده مشوار....اللحين صحيح ما تطابقوا؟؟"

هدى:"إيه...."

جلست دون أن تنزل عبآتها:"طيب وش بتسون؟؟"

هدى:"يعني وش بنسوي.."

إسراء:"بتفرقوهم؟؟"

لم يعجب هدى المصطلح الذي نطقت به ابنتها:"ما عندنا خيار غيره"

صمتت إسراء بوهن ودمعة حبيسة في مقلتيها ظلت تجاهدها بقسوة كيلا تسقط تدرك كم تعلق أخوها

بابنة عمها وكم

هو مقدار ترقبه للنتيجة...تدرك كم من الألم سيصحب روحه حين يعرف...تدرك كل هذا وربما أشد

"طيب ليش ما تخلوهم يكملوا حياتهم عااادي؟؟"

هدى:"شلون عادي ويتبلون بأطفال مرضى؟؟"

إسراء:"وإذا هم مايبغون أطفال؟؟"

هدى:"كلهم كذا يقولون في البداية بس مصيرهم يحنون في الأخير ويندمون"

إسراء في محاولة ثانية:"أمي لو تشوفينهم وهم مع بعضهم....والله يقطعون القلب"

هدى:"أدري بس عاد وش نسوي"

في محاولة أخرى:"طيب لو خالد قال ما أبي أطلقها"

هدى:"بيعند في الأول وفي الأخير بيرضى"

إسراء وقد استنفذت خططها لتلقي بورقتها الأخيرة:"بس مع احترامي لكم واحد واحد إنتوا اللي أصريتوا تعقدوا

قبل لا تطلع النتايج... يعني إنتوا تتحملوا المسؤولية كاملة....ولو قال خالد ما أبي أطلقها...مالكم أي حق

تجبروه على العكس"

عبد الرحمن:"شوفي يا بنتي الكلام اللي قلتيه صحيح...ويعلم الله إن قلبي ضايق ومهو مرتاح...بس زي ما

قالت أمك نضيع مستقبلهم على لحظة حب مصيرها تتعوض؟؟"
.
.
.
.
.
ولكن هل يتعوض الحب حقا...؟؟




********************************



دخل محمد البيت بحركة سريعة والقلق يلتهم وجهه:"أمي...أبوية...صحيح الكلام اللي وصلني؟؟"

عبد الإله ياخذ نفس:"إذا على ليان إيه صحيح"

محمد:"يعني كيف؟؟"

عبد الإله:"يعني...الله يعوض كل واحد بأخيَر من الثاني"

محمد:"طيب ليان درت؟؟"

عبد الإله:"دقينا عليها وجوالها مسكر"

محمد:"الله المستعان"

وقام ليغادر

فندا:"على وين؟؟"

محمد:"بروح غرفتي"

فندا وهي تنظر لهاتفها وبقلق:"ليش ما ترد؟؟"
.
.
.
.
.
.
.
.
للحظة يتناسيان ما يجري ليحلقا في عالم خاص بهما...يحلمون فقط...بالبقاء سويا...كما يريدان

خالد:"والآن مع مفاجأة خالد ومفاجأة رحلة الحلم"

ضحكت ليان:"ههههههه حلوة ليش ما تسميها رحلة الأحلام؟؟"

خالد وهو مبتسم:"وش فرقت؟؟"

ليان:"لا يعني...تعرف تل الأحلام"

خالد:"إيه ذاك اللي كله أرانب اللي ببسمة؟؟"

ليان:"إيه هو...تتابعه؟؟"

خالد:"مو أتابعه أتابعه...هذي جوري بنت اسراء....من يوم تجي على طول على بسمة"

ليان:"ههههه أشوى ما عندنا أطفال....أنا إما عالوثائقية أو على ماسة"

خالد:"إيه أكيد الوثائقية....بس وش تتابعين بالضبط؟؟"

ليان:"هههههه...مهو لازم تعرف"

خالد:"أفا هذا وأنا زوجك؟؟"

ليان:"أخاف تحاف"

خالد:"هههههه لا تقولين ملفات الجرائم"

ليان:"يب"

خالد:"والله مرتي السنعة ما تلعب....تحبين ذي الأشياء؟؟...عندي أفلام عن مثل هذي الجرايم...لو

تبين أرسلها لك"

ليان:"واااو...حماس...بس لا تقول فيها حريم"

خالد:"ليه يعني؟؟"

ليان ببسمة:"يا سلام....تناظر حريم؟؟"

خالد وسعادة تكتنفه:"كأن في ناس هنا تغار"

ليان:"...تعرف متى يغار الشخص على شخص آخر..؟؟"

خالد:"متى..؟؟"

ترتبك الآن:"هاا...ما أدري أسألك أنا"

خالد:"متأكدة بس تسألين...؟؟"


وحين لم يجد سوى الصمت ابتسم مجيباً:"اسمعي يا ليونتي الغيرة تكون لما شخص يحب شخص بعمق...فيشعر

بالضيق إذا رأى الطرف الآخر ينشغل بغيره عنه....هذي هي الغيرة...-وبعبث- تحسين فيها؟؟"

صمتت لفترة قبل أن تقول:"وطيب هذي الصفة تعتبر صفة مذمومة؟؟"

يرى اهتمامها بالموضوع فيشاركها:"شوفي إذا كانت بين الزوجين...وبحدود العقل...يعني لا تصل حد التملك...و

الاستبداد..فبالعكس....إذا الغيرة موجودة فهي قرينة للحب....وإذا لم توجد الغيرة....فالحب غير موجود...لكن إذا

فارقت محيط الحياة الزوجية...فهذا قلب في الفطرة السليمة...تجاوز لحدود المنطق...يفترض بصاحبه إنه يبتره"

يصل همسها لأذنه:"طيب أنا أغار عليك...بس أخاف يجي يوم تصير غيرتي مو من الفطرة السليمة"

يصمت...لم تنجده الكلمات...فقط يصمت...وأحرف كثيرة تخنقه...لكنها مبعثرة...ولا يملك أن يجمعها


توقف أمام باب المطعم...ونزلا...ليتأبط ذراعها..وتشد يدها بيده....
.
.
.
.
.
هل ستظل أيديهما متماسكة في درب واحد..؟؟




******************************


في داخله يقرر أن عليه أن يبادر بحل المشكلة قبل أن تأتي أخته ويحدث مالا يحمد عقباه

اتخذ عدة خطوات صاعدا إلى حجرتها...طرق الباب بخفة...قبل أن يفاجأ بها تفتح الباب واقفة خلفه

وقد احمرت عيناها وانتفخت...وأنفها وفمها.....يا إلهي أذلك كله لأنه صرخ بها محذرا...ما إن رأته

حتى انفجرت ثانية بالبكاء....مما أوقع أحمد في الحيرة....بدأ يربت على كتفها كما يفعل مع طفلة في

الخامسة:"خلاص...خلاص...استهدي بالله...أمل تسمعيني...قولي لا إله إلا الله"

لكنه لم يفلح إلا في زيادة بكائها تنهد بشيء من تضجر:"والله حبيبتي ما كان قصدي بس احتريت يوم

شافك خويي...أنا دقيت على فاطمة وقالتلي إنك نايمة فتفاجأت يوم شفتك قدامي...."

قالت بين شهقاتها:"طـــ...ـــيـــــ...ــب أنــــــــ..ــا ااا...اش ذ...ذنـــــــ...ــــبي..؟؟"

حقا ما ذنبها أن تستيقظ من النوم لتفاجئ بخالها ومعه شخص آخر يقتحمان المنزل...؟؟

كانت شهقاتها بدأت بالتخافت في حين أن أحمد كان يطلق عبارات التهدئة والاعتذار....فجأة

صمتت وهي ترفع نظرها إلى أحمد بضياع أشعره بالذنب:"أنـــــــــا....مالي أبو....ما لي أبو"

قبل أن تنخرط مجددا في البكاء...شعر بالذنب وهو يحتضنها ويترك لها الحرية في إفراغ دموعها على

صدره....ويربت على ظهرها بحنو:"وأنا....وأنا وييين رحت يا أمل"

"بعييييد....ومشغول"

أبعدها عن صدره ينظر لعينيها:"أفضي وقتي لك...آمريني بس"

أطرقت:"مشكور"

زمت شفتيها واحمر أنفها وعينها ليصرخ أحمد بمرح:"لااا تكفين بلاها هالدموع"

"اشفيكم"

تيبس ظهر أحمد عندما أتاه صوت أخته فاطمة شكر ربه ألف مرة أنه أنهى ذلك قبل ثانية...التفت إلى

فاطمة بمرح:"أبد نراضي حبيبة خالها أمل"

وقرر فجأة أن يطبق قاعدة (أفضل وسيلة للدفاع الهجوم)

"بعدين إنتي الله يهديك يا فاطمة تقوليلي البنت نايمة..وطلعت صاحية...ودخلت أنا وسعود ونشوفها

بالوجه....كيف تقولين ليه كلام منتي متأكدة منه...وين عقلك إنتي الله يصلحك...؟؟"

بدا أن فاطمة بوغتت على حين غرة:"والله على بالي بتكون نايمة...تعرف أمل عادة ما تقوم غير الساعة

ثنتين ثلاثة"

أحمد يكمل بذات اللوم والعتاب وقلبه يطير فرحا أنه استطاع إلجامها:"برضو ياليت مرة ثانية ما تقولي

كلام إلا وإنتي متأكدة منه مية بالمية....الحمد الله إنها جت على كذا بس"

هزت فاطمر رأسها برضا:"إن شاء الله"

قرر في تلك اللحظة أن ينسحب حتى لا تخرح لها مبررات من هنا أو هناك...فاستأذنهم وعاد إلى غرفته

وأغلق الباب على نفسه بعد أن حرّص على عدم إزعاجه أبدا أبدا......




**********************************



ها هنا ينتهي الجزء العاشر..ولي عودة بإذن الله

سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر

اللهم انصر عبادك الموحدين في جميع بلدان العالم

وقيض لهم من يخافك فيهم...

اللهم أتم النصر لعبادك في سوريا...اللهم اجعل فرحتنا برمضان فرحتين...

اللهم ارحم موتاهم...وفك أسراهم...واهزم عداهم...

وأجعل الدائرة لهم لا عليهم...إنك على كل شيء قدير...

 
 

 

عرض البوم صور همس الزوايا  
قديم 10-06-12, 06:41 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 192575
المشاركات: 254
الجنس أنثى
معدل التقييم: ريـــم ~! عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 31

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ريـــم ~! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : همس الزوايا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


,’

صبآح آلخخير والرضآ من الرحمآن

للأمآنةة للحين مَآقرأت الروآيةة بس انا رحت لموضوع الطلبآت وسألت عن روآية تقأرب اسلوب
عآشقة أمهآ وأقدآر

فَ دلتني معزومه مأقصرت عَ هآلروآيةة وقآلت انهآ تذكرهآ بأسلوب عآشقة ., فً ححبيت أقرأهآ

شفتهآ ب البدآية لمأ الجزء آلتآسع خخفت فككرتهآ مهيب كآملةه =(

بسس الحمدلله اليوم شفت جزء نآزل ., ععنوأنهآ يبعث الأمل مريح جدآ ...

بس حبيت أسألت لأهنتِي عن موعد نزول البآرتآت ., وأكيد لِي عودةة بأذن آلله
عَ التعليق لأوصلت لكم تو ببأول بأرت أنآ ^,^

وتسسلمين غغلآتِي

 
 

 

عرض البوم صور ريـــم ~!  
قديم 10-06-12, 09:40 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 225058
المشاركات: 15
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الزوايا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الزوايا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : همس الزوايا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريـــم ~! مشاهدة المشاركة
  
,’

صبآح آلخخير والرضآ من الرحمآن

للأمآنةة للحين مَآقرأت الروآيةة بس انا رحت لموضوع الطلبآت وسألت عن روآية تقأرب اسلوب
عآشقة أمهآ وأقدآر

فَ دلتني معزومه مأقصرت عَ هآلروآيةة وقآلت انهآ تذكرهآ بأسلوب عآشقة ., فً ححبيت أقرأهآ

شفتهآ ب البدآية لمأ الجزء آلتآسع خخفت فككرتهآ مهيب كآملةه =(

بسس الحمدلله اليوم شفت جزء نآزل ., ععنوأنهآ يبعث الأمل مريح جدآ ...

بس حبيت أسألت لأهنتِي عن موعد نزول البآرتآت ., وأكيد لِي عودةة بأذن آلله
عَ التعليق لأوصلت لكم تو ببأول بأرت أنآ ^,^

وتسسلمين غغلآتِي




هلا والله بالريم...نورتيني يا عسل...

صراحة شهادة أعتز فيها من معزوفة...

انقطعت الفترة الماضية عن إنزال الأجزاء لظروف الإختبارات...

والحمد الله ربي يسرها وعدت لإنزال الأجزاء...

حالياً سينزل جزء كل اثنين وخميس...

قد يتغير الموعد مستقبلاً...

بانتظارك...^^


 
 

 

عرض البوم صور همس الزوايا  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة همس الزوايا, ليلاس, أشرق أمل, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, الزوايا, روايات خليجيه, روايات و قصص, روايه سعوديه, روايه وفي واحة قلوبهم أشرق أمل, في واحه, همس, قلوبهم
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t175018.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 20-10-14 09:05 PM


الساعة الآن 11:30 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية