The Darkness of The Night 8
" الصلاة . . الصلاة . . الصلاة , اللهم بلغت اللهم فَ أشهد "
هذي بالضبط ؛ أفضل كلمة تختصر اللي أرتكبه ماجد فَ حق نفسه و عياله
لأنه فَ اليوم اللي لوى به ذراعها و سلبها فلذات كبدها
و ترك له البيت بَ نية أنه قادر يعيش فيه و بلياه !
كان – و بدون لا يحس – يجني على عيله بَ كبرها
و يخط الحروف الإولى فوق السطور الأخيرة فَ الفترة اللي سبقت ليلتهم المشؤومة ذيج !
تذكر أنها كانت من أحلك الفترات سواد فَ حياتهم
لأنه أذاها ما أكتفى بها هي و زوجها بس ؛ بل أمتد حتى لعيالها !!
عيالها اللي أعجزوا لا يمارسون طفولتهم بكل حرية من بعدها !
و أبوته بحد ذاتها ؛ كانت آثم كافي يدينهم
و يدرجهم على رأس القائمة !!
أذا ما كانوا أصلاً ؛ أول المستهدفين !
ما كانت هالمسؤولية اليديدة اللي أضافها ماجد لنفسه هينه مثل ما هو متخيلها !!
و كونه مضطر يهتم بَ نفسه و بَ دوامه و بَ بيته
إلى جانب عياله و جميع أحتياجاتهم النفسية و الجسدية و الأكاديمية . .
كان حمل جداً ثقيل عليه !!
على شخص قضى فترة طويله من حياته و هو أتكالي
و ما قرر يتغير ألا من فترة بسيطة . . .
حب يجرب خلالها طعم المسؤولية و تحملها !!
و أكتشف فَ الأخير . . . . أنها حمل . . محتاج له نفس طويل !
مسؤولية ؛ كشفت له عن ذاته . .
و عرته تماماً عن الصورة اللي ستر بها نفسه طول السنين الماضية !
و خلته يشوف روحه على حقيقتها . . .
قبل زواجه ؛ كانت المتحمله مسؤوليته من الألف لين الياء . . أمه !
و بعد زواجه ؛ أنتقلت هالمسؤولية لـ موزة !
ومع هذا , ماكانت تحسسه بهلـ شي . .
لأنها مقتنعه أقتناع تام بأنه هذا واجبها . . .
و هذا اللي يفترض بأي زوجه تسويه . .
و يوم طلعت بشكل مفاجئ من حياته و خلته يتحمل مسؤولية كل شي بروحه
وأن موزة اللي كان يشوفها مرتاحة طول اليوم لا شغله ولا مشغله
كانت تقوم بدور جداً كبير . . .
مو قادر حتى ينجز جزء بسيط منه !
فالبداية ؛ ظل يجاهد علشان يثبت لنفسه ولكل اللي حوله أنه مو محتاج حد
و قادر يشيل نفسه بنفسه !!
بدون ما يلاحظ أن الوضع من سيئ لأسوء و في تدهور مستمر . .
لحد ما فلت زمام الأمور من يده !
و أبتدى الأهتمام اللي كان يمارسه فَ أول الأيام تجاه نفسه و عياله و بيته – لا شعورياً– يتقلص و يقل تدريجياً . . . .
و صارت تمر على الصحون المتراكمه فَ المطبخ بدون غسيل
و غرف البيت المعفوسه بدون ترتيب
بدون لا يجيس منهم شي أو حتى يفكر مجرد تفكير أنه ينظفهم !!
و فالمقابل ؛ عطائه في وظيفته قل و تضائل . .
و فكرة الخصم من راتبه اللي كانت ترعبه فَ الماضي !
أصبحت جداً طبيعيه بالنسبة له !
و مستوى اليهال الدراسي ظل في تراجع مستمر
خاصة و أنه الفترة اللي أخذ فيها عياله من بيت أهله و رجع معاهم لبيته
صادفت فترة أمتحاناتهم النهائية !
و بحكم أن ماجد فوق راسه ستميت ألف شغله وشغله يسويها
ما كان عنده وقت يفضى و يدرسهم فيه
و لا كان فَ نيته يتنازل عن كبريائه و يطلب من لطيفة تقوم بهلـ دور . . .
و علشان هي تسامحه ؛ لأزم يعتذر من أبوه قبلها. . .
لأنه ماله وي يرفع عينه فَ عين أبوه من يديد !
عقب ما تجرأ يرفع عليه يده و ينوي ضربه !!!!
هو السبب فَ تعقيد الأمور فَ حياته
وهو السبب الوحيد اللي أوصله لهلـ وضع المزري فَ الأخير . .
و فوق هذا كله , جات موزة و كملت عليه بَ الورقة اللي وصلته من المحكمة من طرفها
يبرهن محتواها أن تهديدها له ما كان مجرد كلام و السلام !
بل حقيقة . . و واقع , نفذته على الفور . . .
ضاربه بعشرتهم عرض الحائط !!
أرفعتها عليه بدم بــارد من وجهة نظرة . .
و بقلب مفطور من وجهة نظرها هي !!
تعترف . . .
أنها من بعد ما رفعت هالقضية عليه و هي عاجزه تهنى بنومها . .
و شلون راح تصير حياته بعد ما تطلع منها بشكل شرعي . .
كانت تكثر فَ مخيلتها الأعذار له و التبريرات لتصرفاته . . .
لحد ما صــار اليوم الموعود لجلستهم فَ المحكمة كَ الياثوم جاثم على صدرها . .
و تتمنى لو أنه فَ يدها تتراجع عنه . . .
لكنها علشان تتراجع ؛ لأزم تواجه أبوها اللي ماراح يرضيه هالشي . .
خاصة وأنه حلف مالها رجع لبيت شخص ما صانها ولا حافظ عليها . .
لكنها مع الأسف على آخر لحظة ؛ أخذلته . . .
تنتظر زوجها يجي ياخذها !!
بس لأنه كلمها ليلة البارحة يبكي بضعف و أستسلام
و يذكرها للمرة الألف أنه يبيها . . و محتاجها . .
و مستعد يتعالج لو بغت . .
كان يعيد ويكرر طول المكالمة أنه ما يبي يوقف جدامها فَ المحاكم يحاججون بعض !!
و ينشرون غسيلهم جدام اللي يسوى واللي ما يسوى
خاصة و أن أبوها كان طالب الجلسة تكون عامة . . مب خاصة !
يعني راح يتكلمون فَ أدق مشاكلهم على مرأى من الجميع . . .
وهذا اللي ما يبيه . . . .
طول عمرهم يحلون مشاكلهم بروحهم وبين بعضهم البعض . . .
ليش تجبره هالمرة يتكلم بها جدام العالم !
كابرت فَ البداية و رفضت و حاولت قد ما تقدر تتماسك . . .
خاصة وأنه كان يبجي بحرقة قلب و كأنه طفل صغير . .
مب رجال بالغ ف منتصف الثلاثينات !
و يترجاها تعطيه فرصة و تسامحه !!
و ماتصير هي و الدنيا عليه !
يقول لها أنه مو قادر يتحمل كل هذا بروحه . . .
علاقته فَ أهله توترت . . . .
و دوامه بالمثل ؛ ما عاد يصفي من وراه ألا على نص الراتب
والنص الثاني . . راح عليه من كثر الخصومات !
و تهديداتهم له بَ الفصل و الطرد . . صارت روتين يومي أعتاد يسمعه !
و حتى علاقته فَ عياله وهم عياله . . توترت
و قرب يفقد الأتصال فيهم . .
لأنه طول اليوم ضايق و تعبان و مهدود حيله . .
و منزعج ع الفاضي و المليان . . .
و يقضي ساعاته كلها يهزء فيهم و يهاوشهم
لين ما يحطون راسهم ع المخاد و دموعهم فَ عينهم . .
يستسمح منهم و ياخذ بخاطرهم على نهاية اليوم
و يرجع يعيد نفس السيناريو مع شروق شمس اليوم الثاني . . . !!!
صـار الوضع بالنسبة له ولهم جحيم لا يطاق !
و ما عاد قادر يتحمل كل هالضغوطات بروحه !
يبيها تعينه نفس ما كانت تسوي دوم
و يدري أنه الأعتذار مو كافي . . .
وأنه لو يحط لها الشمس بَ يد و القمر بَ يد . . . عربون أعتذار . .
لكن كل اللي يقدر يوعدها فيه أنه مستعد يتعالج و على أشرافها لو بغت
بس ما تطلع من حياته و تتركه . . . . . !
محتاجها اللحين أكثر من أي وقت ثاني . .
مجازفه , أقرب كلمة تقدر تطلقها على تصرفها الحالي
ما تدري من وين جاتها الجرأة أنها تصحى الصبح و هي عازمة النية
بَ أنها راح تتصل فَ ماجد و تطلب منه يمر ياخذها
دلاله على أنها سامحته خلاص . .
و طالبه منه أنه هالمرة يتمسك فيها بيدينه الثنتين
و يكون عند وعده لها بأنه راح يتعالج . .
و قبل لا يرجعون لبيتهم من يديد , يمر أقرب عيادة نفسية و ياخذ له موعد قريب عندهم !
لأنها مو كل مرة بتسامح بَ حجة أنه مريض وما يقصد . . . .
و عذر ( مو ذاكر ) ماراح يشفع له دايماً !
لأنه لأزم يعرف عدل أنها بمجرد رجعتها له
تكون باعت أهلها علشانه . . !
فَ لا يخليها تندم . . . . . !
بعد مكالمة ما أمتدت لأكثر من 5 دقايق مع ماجد اللي كان و كأنه الروح دبت فيه بعد طول أحتضـار ! ؛ رسوا على أنه لأزم يمرها اللحين و ياخذها . . قبل لا يسبقه لها أبوها , لأنه حزتها ما تضمن أنها تقدر تطلع له . . خاصة و أن حماه أكثر واحد معارض أستمرار زواجها منه !
ومستعد يخليها تروح للمحكمة اليوم و تشرشحه جدام القاضي حتى لو بالغصب !!
خذت لها دش سريع يزيل جزيئات الكسل و الأرهاق المتشبثه فيها , قبل لا تطلع و تلبس ثيابها و عبايتها و تلف حولين راسها شيلتها بَ حرص و تلتقط فَ يمينها نقابها و جوالها و تعلق على كتفها شنطتها
و تطلع من غرفتها و هي مسكره بابها وراها . .
بعد ما أحتظنتها حوالي شهر و كم يوم
ما بين شد و جذب و مشاكل لها أول مالها تالي مع ماجد و أهلها !
أضافة إلى حرمان قاسي من عيالها . . ما شافتهم خلاله خير شر !!!!
بحجة أنهم مثل ما راحوا بيرجعون !
لحد ما خذاها أبوها من شهر تقريباً و خلاها ترفع قضية خلع على زوجها الحالي
تحدد خلالها تاريخ جلستها . . اليوم
بعد ما قضت قبله شهر كامل تتقلب فوق جمر معاناتها . . .
بدون لا يساعدها حد فَ التخفيف على نفسها . . أو مواساتها
لأنه كلهم و بدون أستثناء كانوا يشوفون أن هذا الصح . .
وأنه هذا اللي راح تشكرهم عليه مستقبلاً !!!
لما تتخلص من جحيم ماجد . . و تقر عينها بَ عيالها !
مبدأياً ؛ عارفه أن ردة فعل أبوها و أهلها بشكل عام
لكنها فكل الأحوال مضطره تواجهم بقرارها سواء اللحين وله بعدين
و تتحمل عواقب هالقرار !!!
ألتهمت الدري نازله لصالة , ومع أقتراب خطواتها لطابق السفلي للبيت كانت تعلى أصوات أهلها الممتزجه مع بعضها البعض !!
أصوات أمها و أختها و أخوها . .
أما أبوها , فما كان موجود حزتها !
لأنه هاليوم ما كان يوم حمده " أمها " بل يوم مرت أبوها الإولى و عيالها !!!!
اللي نوى يقتص ساعات من يومها علشان يروح المحكمة مع بنته من زوجته الأخيرة ع الساعه 10 أستعداداً لجلستهم اللي بتكون ع الـ 11 !
أنه لا جا ع الوقت المحدد ماراح يلاقيها أصلاً . . . لأنها بتكون باعتهم
علشان خاطر ريــال عجز لا يصونها !!!
أول من شافها , كان أخوها عوض . . اللي يصغرها بسنين و مازال فالمرحلة الثانوية !
سأل بستغراب : وين رايحة !
ألتفتوا أمها و أختها عليها بشكل بديهي . . و نفس علامات الأستغراب اللي اعتلت ملامح آخر العنقود , أعتلت ملامحهم !!
سألت أمها بأهتمام و غرابه : على وين يمه ؟
نادية بعد ما ألقت نظرة على ساعتها : توها ما صارت 11 ! لهدرجة مستعيلة !
أقتربت منهم , و قعدت على أقرب كنبة بَ جوار نادية
و هي تقول بعد ما تركت شنطتها أحذاها و نقابها فَ حظنها : يمه أنـا . . أتخذت قراري خلاص . . ( تطالع أمها متجاهله فضول نظرات أخوانها ) أنـا كبيرة و عارفه مصلحتي وين !!
أم موزة بعد ما لفت بجسمها كله ناحية بنتها بأهتمام أكبر : شنو يعني ؟ ما فهمت !؟
ألتقطت أنفاسها عدل قبل لا تقول بثقة و قوه و هي تفهمها الصاعقة اللي هوت عليها : راح أرجع لبيتي !!
فَ جزء من الثانية أنعقدت ملامح أمها بقوة و قالت بأستنكار : نعم ؟
كملت وهي تطالع أمها : راح أرجع لريلي و عيالي !!!
تضرب أمها كفينها ببعضهم وتقول بعصبية بدت واضحه على ملامحها : ينيتي أنتي ؟؟! . . وله لعب يهال هو ؟! ما بقى ألا ساعة وشوي ع الجلسة و تقولين برجع لريلي و عيالي ؟ ليش مافي كرامة ؟!!
موزة تتنهد قبل لا تجاوبها : يمه أنـا فكرت بهلـ قرار ألف مرة قبل لا أقوله ! و مقتنعه فيه !!
أم موزة بأندفاع : والله مو مشكلتي أقتنعتي فيه وله ما أقتنعتي فيه !! رجعه لـ ماجد مافيه . . سامعتني ؟ ( بتأنيب قوي كملت ) طاااااح حظج خلي عندج شوية كرامة !!! ( تأشر على ولدها وبنتها ) لا تخليني أتكلم جدام اخوانج و أقول شهبب . . ما يستاهل تنزلين كلمة أبوج للأرض و توطين راسه علشانه . . . !!!!! ( تحاول تسكر الموضوع و تنهيه ) موزة . . موزة . . موزة !!! لا تعلين قلبي . . أستهدي بالله و تعوذي من أبليس و قومي فصخي عباتج ! و أذا على عيالج . . . أبوج أوعدج راح يجيبهم لج , وأنتي عارفه أبوج عمره ما وعدج بشي و أخلف . . . بس محتاج شويت وقت ! . . . بعد أنتي صبري على أبوج شوي , تراه قاعد يراكض لج علشان ياخذ حقج و تجين أنتي فَ الاخير و تجازينه بهلـ طريقة ؟ . . . هذا جزاه ؟
عوض يضيف على كلام أمه بعد ما ألتفت هو الثاني بكامل جسمه على أخته العودة :. . صج أني داش عرض و ما أدري شصاير بالضبط !! بس كل اللي أعرفه و شفته بعيني . . أنه أذاج وايد و نقص عليج عيشتج فَ الفترة اللي قعدتها عندنا !! وحتى عيالج حرمج منهم ! . . من رايي أن قرار مثل هذا لأزم تقولينه لأبوي أول . . . علشان يكون فَ الصورة !!!
نادية تلوي بوزها بتفكير قبل لا تضيف هي بعد : موزة فكري عدل . . ! ما أنكر أني أكثر وحدة كنت أتمنى ينصلح حالكم وتردون لبعض اليوم قبل بكرة . . بس بعد ما أرضى أنج تبدينه على أبوي . . . . أبوي سوى المستحيل علشان يرد لج كرامتج و يرجع لج عيالج بالقانون علشان باجر ما يقدر ياخذهم منج بالقوة نفس اللحين , و مايستاهل أنج تصدمينه فالأخير بأنج تنزلين كلامه للأرض و تمشين كلام ريلج عليه . . . وايد بايخة الحركة . . . . صدقيني أبوي بيزعل و بيعصب , و أنتي تعرفين أبوي لا عصب !
موزة تحاول تشرح لهم موقفها فهلـ كم دقيقة اللي بتقضيها بينهم قبل لا يوصل ماجد : أدري أنه بيعصب . . . و أدري بعد أني لو كملت فَ هلـ طريج و رحت للمحكمة ووقفت جدام القاضي ! راح أحرج أبوي أكثر من لما ما أروح من الأساس !!! . . . . لأني ماراح أقدر أوقف جدام القاضي و أتكلم فَ زوجي و أذمه !!!! طول عمري و أنـا أحل مشاكلي الخاصة بيني وبينه . . و هذه وحدة من هالمشاكل الخاصة اللي تخصنا انا وياه . . و بنحلها فيما بينا ! بدون تدخل أحد . . !
أم موزة بتجاعيد بدت واضحة بشكل كبير ما بين حواجبها من شدة التكشير : لا والله ؟ خايفة عليه وعلى مشاعره لا تنجرح لما تتكلمين و تذمينه على قولتج ! . . ليش أنتي بتجيبين كلام من جيبج فَ حقه ؟ أنتي بتقولين الصج منتي متبليه عليه مثل ما سوا هو معاج !
موزة بأقتناع : الصج أنه زوجي مريض و محتاجني جنبه !!!! و ما أقدر أتـخـ.....
قاطعتها أمها بشراسه و هجوم : الصج أنج وحدة دثويه . . و مالج كرامة !!! عقب كل اللي سواه فيج . . من ضرب وأهانة وقذف وطعن فَ شرفج . . . بكلمتين بس خلاج تنسين كل هذا وترجعين له ؟ . . . يالخبلة باجر لا شافج سامحتيه و رجعتي . . بيستقوي عليج فَ شي أكبر ! بَ يقول تحبني ومهما أسوي فيها بتنسى و تسامح . . . ( بأستنكار أقوى ) تبين توطين راسنا جدام الناس يا موزة ؟ تبين تخلينا علج فَ حلوجهم ؟ . .
موزة : ما علي من الناس وكلامهم ! وماني مسويه شي يرضيهم على حساب نفسي . . راح أسـوي اللي أنـا أشوفه صح , اللي أنـا أبـ . . . ( أخترق كلامها نغمة جوالها العاليه , نزلت نظرها لشاشة الجوال و طالعت أمها وهي تقول باتره حديثها اللي ما أكتمل ) . . . وصل !
أوقفت هي و بالمقابل وقفت أمها بقوة وهي تقول بحلف : والله ما تطلعين له !!!!
موزة و هي تتنهد بَ هم : يا يمه لا تصعبينها علي !!! هذي حياتي . . خليني أعيشها مثل ما أبي !!
أم موزة و هي تخطي بأتجاها : لا ماراح أخليج ! ماراح أسكت و أنا أشوفج ترمين نفسج لتهلكه علشان واحد ولا يسوى !!! ( تلتقط زندها وتقول ) صعدي فوق دااااارج . . و اللحين ! ( توجه الكلام لولدها وهي مازالت تطالع بنتها ) عوض دق على أبوك بسرعة !! خل يجي يشوف هالزفت اللي واقف برى !!
موزة وهي تلبس نقابها متجاهله كلام أمها : أسفه يمه !!
سحبت أم موزة نقابها بعنف و رمته ع الأرض وهي تقول بصراخ : قلت لج صعدي داااااارررررج !!
بدون قصد نفضت زندها من قبضة أمها وقالت بغضب : يــــــــمـــــه !!!!!!
و أنتبهت على نفسها أن نبرة صوتها كانت عالية جداً !
و ندمت فنفس اللحظة على صراخها , أقتربت من راسها تبي تبوس يبهتها معتذره
لولا أن أمها دفعتها بقوة وهي تقول بصدمة : أنــا ترفعين صوتج علي يا موزة ؟ وعلشان من ؟ علشان ماجد !!
موزة وهي ترجع تحاول تبوس يبهتها وتنجح فَ المرة الثاني : ما قصدت يمه . . ( تطالعها ) بس أنــا متوتره و متضايقه و أنتي قاعدة تزيديني و تضغطين علي !!!
أم موزة بنفس الصدمة : يزاي أني أبي مصلحتج ؟ يزاي أني خايفة عليج منه !!
موزة تحاول تفهمها : يا يمه تخافين علي من وشو ؟ ماجد بيتعالج !! وعدني بهلـ شي . . واللحين بنطلع من عندكم لأقرب عيادة نفسيه . . . . صدقيني يمه هو ما كان بَ وعيه حزتها !! سوا اللي سواه و هو مسير مو مخير !!!
أم موزة تذكرها : و الياهل اللي طاح ؟ و عيالج اللي حرمج منهم ؟ و هالكدمات المتوزعه فَ كل جسمج وماخف أثرها للحين !!!! و كلام الناس اللي ينبشون ليل و نهار ف سالفتكم يبون يعرفون تفاصيلها . . . . كل هذا مو هامج ؟ . . زين أبوج ؟ اللي رز ويهه لفلان وعلان علشان يلاقي لج أقرب جلسة فَ المحكمة تاخذين حقج فيها . . بتفشلينه جدامهم ؟ . . . ( بتحسر عليها ) أخ عليج بس أأأأخ !!! يا خسارة تربيتي فيج !
أعتصر قلبها حزن أمها الكبير على حالها , أقتربت منها من يديد تبي تحظنها و تستميل قلبها
لولا أنها دفعتها عنها وهي تقول : لا تجيسيني !! مو أخترتيه و بديتيه علينا . . . خلاص ! روحي له . . . . . ( تأشر على باب الصالة ) طلعي له !! هذا هو الباب مفتوح و ياسع جمل . . بس حطي فَ بالج يا موزة . . . . أنج لو خطيتي خطوة وحدة برى هالبيت لا أنتي بنتي ولا أعرفج !! و لو يسوي فيج اللي بيسويه لا تجينا تشكين منه !!!! دامج منزله قدرج علشانه تحملي مشاكلج بروحج ! . . بتطلعين طلعي ! بس والله العظيم أني متبريه منج ليوم الدين !!!! و هذاهم أخوانج شهووود !!!
نادية بتوتر فضيع من الوضع المتكهرب اللي حل عليهم : موزة واللي يعافيج !!! كلمي ماجد خل يروح ! تكفين لا تزيدين الطين بله !!!!! زوج بداله ألف . . بس أهلج ما يتعوضون !
عوض وهو يخطي بأتجاه باب الصالة ويوجه سؤاله لأمه وأخته العودة : أروح أقول له يمشي ؟
موزة ألتفتت على أخوها بسرعة و قالت : لا !
صرخت أمها وهي تدفعها : عيل طلعي له ! شتنطرين ؟ . . . . تحركي يلا ! ما أبي أشوفج جدامي . . . . ! ( صرخت من يديد بصوت متحشرج من القهر ) تحرررركي !
آلمها منظر أمها , ألتقطت يدها و باستها وهي تقول : سامحيني يمه !! ( ترفع نظرها لها من يديد ) بس هذي حياتي ! تكفين أفهميني . .
سحبت يدها من راحة يد بنتها وهي تقول بقسوة ملفقه : أقول لج ما أبي أشوفج !! روحي للي بديتيه علينا !
تأملت ملامح أمها اللي تعكس أكثر من شعور فَ وقت واحد
هو حزن على ضيق على غضب على قهر !
على آلالف المشاعر اللي ماتقدر توصف فيها شعورها الحالي تجاه موقف بنتها الضعيف !
دنعت , ألتقطت نقابها . . و عدلت شنطتها على كتفها , و أستدارت طالعه من البيت !
سمعت نادية تقول بعد ما لحقتها لعند باب الصالة : أبوي لا درى بيعصب . . تكفين موزة لا تعقدين الموضوع أكثر . . ! نطري أبوي ع الأقل !!!
موزة وهي مازالت مواصله المشي : ريلي ناطرني برى !
طلعت من البيت متجاهله أحساس الحزن الكبير اللي أحتل قلبها بعد ما رجعت لزوجها بهلـ طريقة , لمحت سيارته واقفه جدام البيت . . وما تقدر تقول أنها أفرحت لما شافته بسبب شوقها الكبير له !! لأنه حزنها على أهلها كان أكبر وأعمق فَ هلـ لحظة , فتحت باب السيارة و ركبت ! ومن سكرت الباب وراها حرك . . . !
قدرت تلمح من منظرة السيارة . . سيارة أبوها اللي أقتربت و أنعطفت لداخل البيت !
وقدرت تتصور ردة فعل أوليه له !!
واللي متأكدة . . أنها ماراح تكون اقل إو أهون من ردة فعل أمها !
كان بيتكلم . . لكنها سبقته بعد ما أنزلقت دمعه على خدها : تراني بعتهم علشانك ! لا تخليني أندم !
ريح يده فوق يدها وهو يقول بحنيه : لا تقولين جذي ! ما بعتيهم ولا شي . . كلها مسألة وقت و بيرضون بالأمر الواقع !! تظلين بنتهم و يظلون أهلج مالكم غنى عن بعض !!!!
تجاهلت كلامه كله و عادت وهي تطالعه و تقول بجمود : لا تخليني أندم يا ماجد !
ضم راحة يدها فَ يده وقربها من شفايفه وباسها بهدوء وهو يقول : أوعدج !
ظلت تطالعه تقريباً طول الطريج !
هل يا ترى سوت الصح يوم أرجعت له ؟
ولـه أرتكبت أكبر خطأ راح تدفع ثمنه غالي فَ أقرب وقت!
و ما بيدها , غير أنها تنطر و تشوف نتيجة قرارها !
و تتمنى فعلاً أنها تكون أتخذت القرار الصح !
و ما تكون رمت نفسها فَ التهلكه على قولة أمها