كاتب الموضوع :
هذيـــآن
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
الصفحة / الأُولى :-
يذكِّرُني صوتُكَ
بصوتِ الَمطرْ..
وعيناكَ الرماديّتانْ
بسماء سبتمبرْ
وأحزانُكَ..
بأحزانِ الطيورِ الذاهبةِ إلى المنْفَى
يذكِّرني وجهُكَ
ببراري طفولتي
ورائحتُكْ..
برائحةِ البُنِّ في كافتيريات روما..
ماذا أستطيع أن أفعلَ من أجلِكْ؟
أيّها الرجلُ
الذي شقّقَ شَفَتَيْه مِلْحُ البحرْ..
وطاردتْهُ سفُنُ القراصنَةْ
وتنائَرَ جسدُه على كلِّ القارّاتْ
*سُعاد الصباح ..
خُطواته الطويلة تُعبر عن غضبه العارم .. جبينه يندي ، وظنونه تصرخ
يحتوي تفاصيل جسدها النحيل من الخلف ، ومن أمامها هذا الـ " ممثل" كما يبدو
إذ يملك طلة مهيبة ، وكأن به نجماً سينمائياً ..
: ساره .. ( بصوت غاضب ساخر )
كلماتٌ تدافعت بـ إتجاهه .. ولم تكن هي المصدر
إذ لم تلتفت حتى له ، وكأن بها تشنجت خوفاً
بادرتهُ فاتن بـ
: محمد؟ وش تسوي هنا .. !! تلاحقنا إنت !!
أما هذا الممثل البرازيلي فقد إتضح بالنهايه أنه عربياً ليس إلا
بادره بـ
: نعم !! أقدر أخدمك بشي ..!! ( بصوته المتشبع بالبحه )
لم يجبهم ، ولم ينظر إليهم حتى .. أطبق قبضته على ذراع ساره التي تأوهت بآلم
ولكنه لم يعرها إنتباهاً .. سحبها لتقف أمامه قائلاً
:لازم نتكلم .. واللحين ..
هبّ سليمان واقفاً ليبدو أطول من محمد قليلاً ، وأعرض منه
:لو سمحت .. بأي حق تمد إيدك على وحده من موظفاتي ؟
إلتفت إليه
: موظفاتك ؟؟ (عاد لينظر إليها من جديد ) متى غيرتي وظيفتك ؟؟
لم تجبه بل تحاول أن تقاوم الألم من قبضته وأن لا ترجوه أن يتوقف
هبت فاتن لتقف بجانب ساره قائله بـ حده
:إنت ماتستحي؟
بعد كل اللي سويته جاي تورينا وجهك؟
اللي زيك يستحي شوي على دمه ، ويحاول يعدل موقفه
موب يجلس يلاحقنا من مكان للثاني وبهالأسلوب الهمجي !!
هذي آخرة ثقتها فيك ؟
أكملت حديثها بـ حدة
:إي موظفه عنده .. وتبي تغير وظيفتها وتغير مكان إقامتها وتغير نفسها
وتغير من حساباتها ..
واللي لازم تعرفه يا أستاذ محمد إنو لا إنت ولا خالك المعتوه بيكون من ضمنها
فاهم ..!! (أمسكت بقبضة يده التي تنهش ذرع ساره لـ ترمي بها بعيداً)
:وخر ايدك .. تدري انها تقدر ترفع عليك قضيه ؟
هجوم وتعدي عليها بمكان عام ؟ ليه وش سوت ..
أما محمد ف أحس بالدوار من كم المعلومات الهائلة التي أمطروه بها ..
نظر إلى ساره وعينيه المتسعتين تلتهمان محياها
:صدق اللي تقوله ؟
لارد يصله ..
:طيب ممكن أكلمك شوي بس؟
قاطعته فاتن
:لا طبعاً موب مسموح .. وتفضل إطلع من هنا ..
بحده أردف
:إنتِ إطلعي برى الموضوع
لا تنسين إنها باقي على ذمتي (إلتفت إليها مجدداً)
:ساره .. ممكن أكلمك شوي بس .. ماراح أطول
رفعت رأسها لتراه .. مُتعباً .. مُجهداً ..
أحست بها مدينة له لأنه أنقذ حياتها ذات حين
ويجب أن ترد له المعروف ، وتجيبه على مآيُريد معرفته
أجابته بوهن
:وش تبي ..
أمسك بها وهو يهمس
:موب هنا (إلتفت ليرى خطيبته وهي ترشقه بنظرات الغضب) تعالي ندخل هناك ..
توقفت خطواتهم أخيراً على الشرفة التابعة للمطعم ..
كآنت تحوي عدداً لابأس به من الطآولات الشبه فارغة
الجو قارس ، ولايسمح بالجلوس هُنا
إلتفت إليها يتأملها .. شفتيها ، عينيها اللتان تتشاغلان بأي شيء عدآه
وكأنهما لاتريدان النظر إليه
جسدها النحيل ، حجابها السميك وتردداتها ..
: أنا أسف ..
لم تجبه ..
:أدري إني غلطت بحقك كثير ..
وأدري إني ماقدمت لك اللي تبينه (وضع يديه على كتفيها )
:والله ماعندي خبر بهالمعلومات كلها ، اللي ماتعرفينه يا سارة
إني هربان من أهلي لسنوات طويلة ، لأسباب أتجنب أتكلم عنها
أنا مذهول من الصدمة إنهم عرفوا مكآني
مذهول إن خطيبتي بعد كل هالسنوات أشوفها قدامي
مذهول من كمية المعلومات اللي قالها أبوي عنك
إنصدمت .. تشتت (شد بقبضته عليها )ماقدرت أتكلم
مدري أنا أدافع عنك ، وإلا أبرر للريم زواجي ، وإلا أسأل أبوي وش جابه؟
وشلون عرفوا مكآني
أنا كنت بوضع لا أحسد عليييه ( بهمس ) أبيك تصدقيني ولازم تصدقيني
:موب مهم .. (الكلمة الوحيدة التي نطقتها )
:إلا مهم .. وأنا آسف كثير وأعتذر ..
وعشآن أبين لك قد إيش أنا ندمان .. ماراح أطلقك
رفعت أنظارها إليه
:إيش ..
:زي ما أقولك .. هم يبوني أطلقك ، وأبوي يبي ياخذك ويرجعك لعمتي
وأدري إنك ماتبين هالشيء ، وأجهل السبب
بس صدقيني .. ماراح أطلقك ..
:بس أنا أبيك تطلقني ..!! (بحزم)
:ساره .. زواجك مني آمان لك من أهلك
لو طلقتك بيجون ياخذونك ، أنا أبيك تكملين دورتك هنا
وتكملين حياتك وأنا واثق فيك
وأنا بكمل حياتي وبتزوج البنت اللي حبيتها طول عمري
وإذا حسيتي إنك قوية وتقدرين تواجهينهم ، راسليني بس
وأنا بطلقك .. وأرسل لك ورقة طلاقك
خذي ( أخرج ورقه ليكتب عليها )
:هذا رقمي السعودي ، وهذا مكان بيتنا والحي
أنا رحلتي بعد بكره ، أي شي تحتاجينه قبل أسافر بلغيني
رفعت إليه رأسها ، وعينيها الممتلئتان بالدموع
:ليه تسوي كل هالشي ..!!
إبتسم حتى ظهرت إمارات الإرهاق عليه
:مدري .. اللي أعرفه إني بسآعدك باللي تبينه
ساعدتك قبل لا تطلعين بنت عمتي
ماتبيني أساعدك اللحين !!
أحست بالإمتنان .. بالفرحه .. بشيءٍ ما تجهله ولكنه تشعر برغبة للبكاء
لاشعورياً ، وبلاحولٍ منها .. لم تستطع المقاومة ، إستسلمت لرغبتها
وأسبلت الدمع من عينها ،..
هو ، تأثر كثيراً لها ، رقّ قلبه ، وأخذها لجنبه
هيَ ، لم تقاومه .. لم ترفضه .. لم تدفع به بعيداً عنها
بل إرتمت بأحضانه لتزيد نوبة بكائها
رائحة عطرة الباردة تسللت لمكامن أُنوثتها ، وأشعلت بها الحزن وشيئاً من الحنين
أطبق ذراعيه من حولها ، ومال برأسه على أُذنيها هامساً
: ششششـ .. خلاص
محد يقدر يسويلك شي ..
أبد .. أبد ..
عقلها يصرخ بقوه أن إبتعدي عنه ، إنتزعي نفسك من أحضانه
وقلبها يبدو مستكيناً لهذا الفعل .. لم ينكره .. ولم يندد به
|