كاتب الموضوع :
هذيـــآن
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
آلصفحة : الـثآنية :-
ياسيَّدي:
ماعدتُ..أدري منْ أنا؟..
أقِطَّة ٌجريحة ٌ؟
أم نجمة ٌ ضائعة ٌ؟
أم دمعة ٌ خرساءْ؟
أم مركبٌ مِنْ ورق ٍ
تَمْضُغُهُ الأنواءْ؟
أين تُرَى سنلتقي؟
وبيننا مدائن محروقة ٌ
وأمَّة ٌ مسحوقة ٌ..
وبيننا داحِسُ والغَبْراءْ...
فهل هناك فرصة ٌ أخرى
لكيْ تُحبنَّي..
من بعد ما حوَّلني الحزنُ إلى أجزاءْ ..!
*سعآد الصبآح
أحست بـ سمآعة الهآتف الحديدية تذوب بين أنآملها ،
تقف لدى هآتف عموميّ أمام عمارة فآتن ..
الجو الشديد البرودة لم يستطيع أن يطفيء نيرانها المتصاعدة بـ داخلها
إشتعل رأسها الأحمر لـ يتلظّى بـ غضب واضح
تُحس بـ الخيانة .. خيآنة أموية ، فطرية ..
وعيناها إزدادات حدةً وهي تلفظ الـ
:موب على كيفكم ..
تهآدت إليها صيحآت والدتها من الجهه الأخرى
: إنتي ليه عنيده؟ تبين الرجال يذبحني؟
انتي مابعد شفتيه عشان تحكمين عليه.. يمكن يكون أحن عليك من غيره
صمتت لـ تردف بحدة
: هذي جزآتي اللي صابرتن عليك كل هالسنين
ربيتك وكبرتك وحطيت لك بيت
هذي جزآة الرجال اللي ما اعتبر نفسه الا ابوك (ارتسمت ابتسامة صفراء على شفتي سآره )
ابوك توفى وعمانك ولاهم سائلين فيك ..
وهالمسكين اللي مسخر نفسه لك ولي ، يبي يتطمن عليك
وآخرتها هذا ردك؟
صدق انك موب وجه نعمه ..
ولاتعرفين مصلحتك
بس موب على كيفك ي سويّر ، انا بقوله يجيبك للسعوديه
يسحبك زي زي ..
بـ جمود أردفت ساره ودموعها تتحجر بـ أحداقها
:كملي .. زي ايش؟
كملي يمه .. كملي ي الغاليه ..
كملي ي اللي الجنة تحت رجولك .. كملي ي حلوة اللبن
زي وش ؟؟
تدرين يمه ( سحبت نفساً عميقاً وهي تحدث والدتها من هاتف عمومي وتنظر للسماء الحبلى بمئات الغيوم السوداء الغاضبة )
اشك احيان اني بنتك .. بس اللي بقوله لك
هذي آخر مكالمه بيني وبينك ..
قاطعتها بعنف والدتها لـ تسائلها
:شلون يعني؟؟
منتب راجعه ؟؟ هاه ؟؟
تبينه يطلقني ؟؟ تبي تهدمين بيتي ؟؟
ببرود
:بيتك مهدوم من تزوجتي هالرجال .. بس ماطاح فوق راسك
طآح فوق راسي انا ..
وكلمتك اللي دآيم تقولينها لي ، تحمدي ربك اللي زيك اللحين بملاجيء
إعتبريني موب موجوده ، واني بـ ملجيء ..
إنسي إن عندك بنت
سامحيني يمه ... مع السلامه
هوت بـ السماعه الحديدية لتغلقها بقوه .. وهي تبكي بلا صوت يُذكر
تشد معطفها عليها .. وكأن به يحتضنها ..
لم تعتد أن يكون أحدٌ بجانبها وهي حزينه سوى ملابسها التي ترقد على جسدها
شدت حجابها لتحكم غطائه وتنظر للسماء بدموعها التي تهطل بغزاره على وجنتيها الحمراوتين
: يَ ربي يَ حبيبي
مآلي غيرك .. سآمحني ي ربي .. سامحني
سحبت نفساً عميقاً لتشق طريقها وهي تنظر لوجوه الماره ..
الباسم ، المُرتعب .. الباكي .. المهموم
وكأن بها تغرق بهذه الشوارع الباريسيه .. بلا اسم ولا هويه
ولا أهل يحبونها ..
البعض خُلق ليكون تعيساً ، لطآلما آمنت بهذه الجمله ..
ولكن ، عند الله يلتقي الخصوم
وسـ تقتص حينئذ من كل من أراد بها ضراً والحقها شراً
وأولى المُدآنين هيَ : والدتها ..
إصطكت أسنانها لاتعلم هل من برودة الجو .. أم غضبٍ خفيّ
ولا زالت تلوكها ظنونها وأفكارها السودآء تتناحر بـ داخلها حتى إصطدمت بـ احدهم الذي بادرها
:سآره ..
رفعت رأسها لتراه أمامها .. فتحت احداقها بقوه
:إنت ؟
إبتسم بكرم حتى ظهرت أسنانه البيضاء الناصعه
: هلا ساره .. ايه انا ..عرفتيني ( أردف بخوف )
إبتعدت عنه كثيراً واردفت
: ما اعرفك .. مين أنت ( اجابته كآذبه )
إبتسم وعيناه معلقةً بها .. يتأملها بـ عظيم حُب
وكأن به ينظر للريم .. لا إلى سآره ..
:ممكن نتكلم ..
إبتعدت أكثر عنه وأردفت وهي تولج كفيها بمعطفها وتنظر لمن حولها
:من إنت ؟ وش تبي مني
ما أعرفك ..
:بس أنا اعرفك .. ( ازدادت ابتسامته إتساعاً ) وأبي اعرفك أكثر
أمس سألت عنك بالمستشفى ودلوني على ...
قآطعته بـ قسوة
: هو انت ؟؟ ( خطت خطوة واحدة للأمام ) شلون تتجرأ تسأل عني وعن مكآني
وتقولهم انك خطيبي ؟؟ لهالدرجه وصلت فيك الوقاحة ؟؟
لم يرد على إتهاماتها قط ، فقط عقد ذرآعيه على صدره المتسع وإبتسم لها
: رد علي .. وش تبي مني ، ومن انت ؟
بـ هدوء
: ممكن تهدين شوي .. ونروح نتكلم بمكآن هادي؟
بـ وقاحة
:شفت ناس ماتستحي بس زيك للأمانه ماقد مر علي ..
بـ روحه المرحه
:طيب جتك فرصه تتعرفين على واحد منهم .. ( ابتسم) وش رايك؟
بـ جمود
: آسفه .. مآنيب حقت تعارف ..
: سآره ..
:ما أعرفك ولا أبي اعرفك .. عن اذنك
أمسك بـ ذرآعها قائلاً
:لا تستعجلين .. بسآعدك
نفضت يده عن ذراعها ونظرت اليه مرتعبة
: تساعدني بوش؟
: بكل شيء .. خلينا نجلس ونحكي
مآراح اطول عليك .. هي كلمتين بس
وبعدها سوي اللي تبينه
سآرة بـ حدة
:قلت لك مآبي .. من وين تفهم إنت؟
أردف بـ إصرار
:ترى لو مآطاوعتيني بجلس ألاحقك كل يوم لحد مآتجلسين وتسمعين مني اللي أبي اقوله
:تهددني ؟ (ضاقت أحداقها )
: موب أهددك .. أبلغك اللي بيصير
:والمطلوب؟
:تجلسين معي
:بصفة إيش ؟؟
:بصفة إن فيه كلام لازم تسمعينه
:وبعدين؟
:أتركك ولك كآمل الحرية تسوين اللي تبينه
نظرت إليه .. وأخذت تفكر بتهديده .. وبـ أنه سيتردد على مقر عملها ويسبب لها إشاعات هي بغنى عنها
أخيراً أجابت على مضض
:طيب .. قدآمي من هنآ
عينٌ ثآلثه ترقبهما من بعيد .. وتحتوي أجسادهما بالكثير من التأمل ..
زآد إصراراً أن يلحق بهما ، ويعلم ما ينويان القيآم به ..
|