كاتب الموضوع :
هذيـــآن
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
الصفحة الـثآلثة / ..
أنا الخليجيةُ
الهاربةُ من كتابِ ألف ليلهْ
ووصايا القبيلهْ
وسلطةِ الموتى
والتي تتحدى- حينَ تكونُ معكْ -
حركةَ التاريخِ،وجاذبيةَ الأرض،
أنا النخلةُ العربيةُ الأصولْ
والمرأةُ الرافضةُ لأنصافِ الحلولْ
فباركْ ثورتي
*سعآد الصبآح
مُفآرقآت ..
( 1 ) :
أقدآم تنتعل الحذآء الأبيض المعرّق بالأحمر تتقدم لـ تلتقط حقيبة متوسطة من أمامه بيده اليمنى ، أما اليسرى يوجد بهآ جواز سفر أخضر ، ..
وتلك حقيبة للـ لاب توب تتأرجح على كتفه بـ خفه
بنطآل جينز وبلوفر أوف وآيت ، سكآرف أحمر وقبعة حمرآء تزيده أناقة ..
توقف لدى البوابه الخآرجيه لـ يستنشق الهوآء البآريسي .. أغلق عينآه .. وبدأ يتمتم
"الهوآء يرد الروح " ..
تقدم لـ إحدى الليموزينآت وأومأ لها بـ الوقوف ، أرقد حقائبه بجآنبه وربض بجسده المنهك ،..
أشار إليه أن يذهب رأساً لعنوآن شقة فآتن ..
فَ هي السبب الأساسي من مجيئه ، ويريد الإطمئنآن عليهآ أولاً ..
( 2 ) :
خرجت من الحمآم بعد سآعة كآملة ، مشوشة التفكير ، متكآسلة الخطى
لم تُحس برغبةٍ للذهآب للعمل ، لاسيمآ بعد تلك ليلة "مخيفة" إن صح التعبير ..
منشفة كريمة كبيرة خضرآء تلتف حول جسدهآ ، لوناً يُنآسب بياضها الصآرخ
وتلك قطرآت من المآء تنساب من شعرهآ الغجري الأحمر ..
ألقت نظره خآطفة لـ تُيقن أن لا أحد فَ الشقة .. حنآن على أغلب الظن خرجت مُسرعة للجآمعة
هكذآ حدّثت نفسهآ وهي تتقدم للمخدع ، ولأول مرة تؤآتيها الجرأه لـ ترمي بـ جسدهآ المُثقل عليه
بدأت تتأوه لا شعورياً .. ولا تعلم ما السبب ..
هل هيَ حُمى الذكريآت .. حُمى الوجع
أم حُمى التراكمآت المُخيفة التي أمطرتهآ بها سمآء بآريس الغاضبة عليهآ
كَ جُل الأمور الأخرى الغاضبه ..!
( 3 ) :
أشآر لسآئق الليموزين أن يتوقف .. وسلّمه المبلغ المطلوب .. ترّجل من المركبه
وأمسك بحقآئبه ومضى بطريقه ..
توقف قليلاً لـ يرى هذه العمآره الأنيقه ، وإبتسم لفكرة أن أخته حبيبته تقطن هُنآ ..
إشتاقها حقاً ..
السآعه تُشير للتاسعه صباحاً ، لربما لم تذهب للعمل بعد
أخذ يبحث عبثاً بـ حقيبة اللاب توب عن مفاتيح الشقة ، وبعد قليل من العنآء وجدهآ
تقدم فرحاً لـ رؤيتهآ ..
( 4 ) :
إنتزعت نفسهآ من أحضآن المخدع الدآفيء .. وتقدمت لترى ما تحتويه هذه الشقه
وجسدهآ لازال اسيراً لتلك منشفه خضرآء اللون
حدّثت نفسهآ أنها لن تحيآ أبداً هذه حيآة وهذا ترف
كُتب عليها الشقآء وأن تكون "إبنة خطيئة" ليس إلا
لن تُشرّف أحداً .. لن تتزوج أحداً .. ولن تنجب أطفالاً أبداً
تقدمت للصالة الوآسعة، إقتربت من الطاولة العريضه للمطبخ ..
أحست برغبة للغنآء ، صوتها جميل جداً ك وآلدتها ..
ويتميز بـ بحةٍ طآغية ، ولكنها لم تغني دآئماً ، وكأن الغنآء هو خطيئة أولى
وسبب أول لمجيئها للحياة ..
فَ أصبحت تتوجس منه خيفة ، وكأن بها تعاقب نفسها أن لا تغني ..
أن لا تلفظ مآ تُحس به .. وأن لا يلحظ من حولهآ صوتهآ ..
ولكنها الآن بمأمن " كما ظنت كفراً " وأنها تستطيع أن تصدح بكل مايجول بخاطرها
فَ فآتن وحنان لن يتواجدن قبل السادسه مساءً
( 5 ) :
نعم .. هذه هي الشقة المطلوبة ..
أرقد حقائبه لدى الباب ، وأدخل المفتاح بالبوابة الخشبية ..
سُرعآن ما فتح الباب أمامه وتسمّرت عينآه
مآهذه الفتاة ؟
ء يعقل أن يكون قد أخطأ بالعنوان؟
لا يمكن وإلا لما فُتح الباب ؟
هل يمكن أن تكون فاتن قد غيرت الشقه ولم تبلغه؟
هذآ وآرد جداً ، نظراً لبياض هذه الفتاة التي لايرى منها الا شعرها الغجري وساقيها
وتلك منشفه تلفها .. لابد أن تكون أجنبية
ولكن قبل أن يتسنّى له الحديث ، تهآدى إليه صوتها
هي من لم تُحس بوجوده ولم تشعر بالباب الخشبي ، اذ لم يصدر صوتاً كبيراً ملحوظاً
بقيت هُنآك ، تُوليه ظهراً متألماً
وأنشدت ..
:
أحد مثلي بكى لما ، بكى دمعه ولافاده
أحد مثلي قسم همه ، معه في شربه وزآده
ألا من قد صبر مثلي ، وأنا في حالتي مبلي
وقلّ الحظ من صغري ، معي للحين هو عآده
أخذ جسمه يتصّلب .. مأخوذاً بجمآل مايرى وجمآل مايسمع
صوتهآ تغلغل لـ أماكن بـ داخله لم يخلها موجودةً من قبل ..
سُرعآن ما أردفت ، وهي تتقدم لـ تلتقط إحدى أقداح القهوة
:
على الله يَ بقى دمعي .. محدن غيرك وفى ليّآ
جفوني كل هلي وربعي ، وأنا مقفي على النيّه
يَ دنيآ لو على قلبي .. أحبك بس وش ذنبي
رضيت أنا بردى حظي .. وحظي مآرضى بيا ..
إلتفتت لـ يسقط ذلك قدح من يدهآ ..
ويتفتت عند أقدآمها ، صرخة لم يستطيع صوتها إنجابها
عينآها الواسعتان ازدادتا اتساعاً ، ك أي مسلمة مؤمنه سارعت بـ وضع يديها على راسها
ك محاولة فقيرة لـ تغطيته .. لم تستطع الحرآك
أما هو وقف متسمّراً لم يستطع الحديث وهو يرآها امامه ..
لأول مره يخونه التعبير ، ولكنه لم يصادف ابداً ك جمالها
ولا ك عذوبة صوتها ..
عقد جابيه وكأنما تذكر شيئاً مهما .. صديقات أخته؟
نعم .. اللواتي يقاسمنها نفس الشقه ، أحس بالخجل الشديد من نفسه
سُرعان ما اولاهآ ظهره لـ تستتر بعد أن إستوعب انه لايزال متسمّراً ينظر لها ك الأبله
هيَ برجآء وقد ظنته إحدى أفراد العصابه
: الله يخليك .. لا تأذيني
بعطيك اللي تبيه .. والله اني ماعلمت الشرطة
وسويت اللي قلت لي عليه
والمبلغ اللي تبيه جالسه أجهزه .. بس إطلع واللي يسلمك
إختلطت عليها الرؤيه نظراً للموقف السيء التي شهدته حتى ظنتهُ أحد أُولئك المجرمين
أردفت بـ رجآء
:أنا بنت نآس ، سألتك بالله إنك تطلع ..
وأنا الليله بحآول ادبر لك اللي تبيه .. (أخذت تجهش بآكية )
أما فيصل ماكان منه الا ان تمتم
:ايش؟؟؟؟ شرطه؟؟؟ وفلوس
علم يقيناً ان هناك مشكله كبيره وخلطاً وسوء فهم
سُرعان ما أردف بحزم
:انا اخو فاتن .. ي ليت تلبسين شي وتسترين نفسك عشان نتفاهم
ساره وقد أحست بالبلاهه والخجل الشديد
:ايش؟؟
:لوسمحتي روحي للغرفه الثانيه ..
اخذت تجري لاشعورياً لغرفة النوم واغلقت الباب عليها ..
ما الذي حدث للتو ؟؟
كيف له ان يراها بهذا الشكل ؟؟
أخ فآتن؟؟ ..
|