كاتب الموضوع :
هذيـــآن
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
الصفحة الأولى :-
على هذه الكُرة الـأرضيّة المُهتزة
أنت نُقطة إرتكآزي ..
وَتحت هذآ المطر آلكبريتيّ الـأسود ..
وفي هذه المُدن التي لا تُقرأ .. ولا تُكتب ..
أنت ثقآفتي ..!
*سعآد الصبآح
زوجآن من الأعين تتأملآن الشقه المآثلة أمامهم ..
لم تكن ملكيّة ، ولم تكن أيضاً مُتوآضعة ..
تشترك بـ الأثاث الأوربي البسيط المريح ، وتلك أجوآء شرقيّة تحمل الكثير من الدفء
رآئحة بخور معتّق .. وفوآحة تحمل عطر جميل في الزآوية ..
تقدمتهم فآتن وهي تردف بترحآب
:حي الله بنآت ديرتي .. تفضلوا ..
ولا تخآفون .. بتوآجهون زي هالنوعيآت كثير ، كل اللي عليكم تسوونه ( ترقد حقيبتها وسلسة مفآتيحها على الرف أمامها وتكمل حديثها)
تتجآهلونهم لان لو حس إنك خآيفه .. ممكن يستغل هالشيء
وخآصه بحي رآقي زي هالحي .. مآ يتجرؤون .. كآميرات المراقبه تشتغل قدآم أي عمآره ومبنى
إبتسمت حنآن ومئآت الأفكآر تدور بمخيلتها ..
تخيلت نفسهآ حيناً تعيش بهذه الشقه لوحدهآ .. بلا شبح أخاها ورعب زوجته السليطة
وحيناً آخر ترى نفسهآ تمتلك قوآم فآتن الطويل النحيل ، وتختال هُنآ وهُنآك ..
تقدمت حنآن بـ حبور ورغبة وآضحه بـ إمتلاك هذآ المكآن ..
:ماشاء الله .. شقتك مره روعه
إبتسمت فآتن وهي تربت على كتف حنآن
:ليتك تجين وتسكنين معي بدل هالوحده اللي معذبتني
كلمة لفظت سهواً من شفتيّ فآتن وإستقرت بـ بال حنآن ..
فَ سُرعآن ما شيّدت تلك قصور وظنون وأفكار حول هذه الكلمة الحآلمة .. وكأن بها قآرب نجآة من ذهب ..
على وجه السرعه إلتفتت فآتن لتتأمل سآرة .. المآثله عند البآب الخآرجي وتتأمل الشقه بشيءٍ من الريبة ..
علمت مُسبقاً أن هذه الفتآة ليست سهله ولا إنفتاحية ك حنآن
ولا تشعر بالرآحه إزآء مساعدة النآس لها ..
لذلك بـ فطنة وذكآء وجهت حديثهآ فاتن
:ترى الدنيآ برد ولو بتطولين كذآ بيطلع كل الدخون اللي من اليوم مشغلته بالشقه هههه
تفضلي .. تعالي ( أومأت بـ يديها بترحآب )
تقدمت سآره على مضض ، وكأنما قدميهآ مكبّلةً بـ خوف ..
فَ هي لا تعلم ما الذي ينتظرهآ .. ولا تعلم من تكون هذه الفتآة أو هذه العمآرة ..
الحرص من أولوياتها دآئماً ..
واليوم أيضاً .. لم يكن إحدى أيامها المفضلة ..
إبتدآءً من موقفها مع الهيد نيرس وإنتهآءً مع تلك عصآبة لحقت بها ..
ولاسيمآ هذه شقه غريبة .. تتقاسمها مع فتآتان غريبتان عنها ..
إبتسمت وتسمّرت وآقفه وهي تقول
: واللحين .. كيف !
فآتن بـ خفه
: اعتبروا البيت بيتكم .. بسوي لنا شآي واجي نسولف شوي ..
سآره بـ حدة خوف .. لا حدة وقآحة
:وين شآي هالحزه ؟
شلون بنآم ؟ .. وبعدين لازم نشوف حل لهالوضع ..
على عكس حنآن التي رحبت بالفكره قآئله
:ماعليك هاتي شآي واذا عندك شيء ينأكل من ريح السعوديه
والله من جيت هنآ وانا ما اكل زي النآس
إبتسمت فآتن لـ حنان ، وقعت بـ حبها من اللحظة الاولى التي التقتها ..
وانتقلت بأنظآرها لـ ساره قائله
: الحل انك تستهدين بالله وتجلسين ..
بنجي نتكلم ونشوف حل ..
تأملتهآ سآرة وهي تتوآرى خلف ذلك الحآئط الصغير ، والذي يقبع خلفه مطبخ صغير أحمر اللون ..
تسمرّت عينآها على هذآ اللون .. وكأنما به حرّك شيئاً مآ بدآخلها ..
أحست بـ جسدهآ يستعر بـ هذآ اللون
مئآت الذكريآت الملعونة تصطلي بهآ كُل حين .. أحمر .. أحمر ..
:وش إسمك ؟
تنبهت سآرة لهذآ الصوت الذي يمتآز بشدة نعومته .. والتفتت لـ حنآن لتلتقي بعينآها الوآسعتان ..
أنكست رأسها وأردفت بـ إقتضآب
:سآره ..
: الله سآره .. احب هالاسم .. حتى الاجانب ترى يحبون إسم سآره
تحت تأثير ثرثرة حنآن .. بدأ الصدآع يفتك بـ رأس سآرة التي حآولت أن تكون لبقة بما فيه الكفآية لـ تصمت ..
هوت بـ جسدهآ المُتعب المُتهالك على الكرسي بـ جآنبها ..
ي إلهي .. مآ أشد حاجتها للرآحه .. والنوم ..
ما الذي تفعله هُنآ .. تريد أن تخرج حالاً وتذهب لغرفتها المتواضعه ولكن كيف السبيل الى ذلك بوجود هذه العصآبه من خلفها ..
تنهدت بـ آسى وهي تُحس أن رأسها سـ ينفجر قريباً ..
: مآتبين تسأليني عن إسمي ..
لم تنظر إليها سآره .. ولم تجبها أيضاً ..
ولكن ذلك لم يمنع حنآن أن تسترسل وتثرثر
: أنا حنآن .. عمري 25 سنه
جيت قبل إسبوع هنآ .. جايه ادرس ماستر ..
جيت هنا لأسباب ..
هُنآ قاطعتها سآرة بوقآحه
: لو سمحتي .. خلاص يكفي
ترى موب كل النآس رايقين وفايقين زيك ..
بكمل 24 ساعه صاحيه ( ارتفع صوتها ) ومابين عمل يهد الحيل الى مجرمين مجآنين يلاحقوني
الى هنا .. شقه ناس ما اعرفهم
وانتي جايه بكل بساطه تهذرين ؟
تتوقعين بيهمني اسمك ؟؟
والا من تكونين أصلاً ..؟؟
: آشششش بـ الهدآوه .. وش فيكم ؟
صوت رخيم إستولى على الموقف .. أخذت فآتن تنظر لـ حنآن المتصلبة خجلاً
وسآرة الـمُتعبه جداً كمآ يبدو ..
أرقدت صينية تحمل ثلاث أقداح من الشآي ..
أغمضت عينآها سآره وتلك رآئحة للنعنآع الطآزج تتهآدى لـ أنفها ..
همست
:شآي نعنآع؟
أومأت فاتن بـ إبتسآمه
:آيه .. خذي ( مدت إليها القدح ) اشربي يمكن تروقين شوي
واللحين ( ارقدت جسدها الممشوق بـ جآنب حنآن وقالت) :صآر وقت نتكلم ..
|