كاتب الموضوع :
حلمْ يُعآنقْ السمَآء
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
لي عُودةْ بـ إذن الله لبقية آلردُودْ
/
بِسمْ اللهْ الرَحمنْ الرحيِمْ
إغتنموآ عَشرةْ المغفرةْ أحبتي ِ
[COLOR="rgb(112, 128, 144)"]
ثـم كُونوآ معيِ لنستخدمْ أدلتنآ .. و نستشهدْ بِشهـاداتنا عندَ مُقآضآتهمْ
لـ نخُوض سُـويـا فيٍ
:
الإدآنةْ الأُولَـى
تغريك فيّ يا مشاكس طيبتي
فأنا سريع العفو والغفرانِ
بيديكَ تحمل وردةً مبتلةً
دعني أكفكف دمعها بحناني
ولك السماح وحيد عمري وابتسم
وأقسم بأنك لن تكون أناني
وبأن تعود كما عرفتك أولاً
قلباً بريئاً طاهر الوجدانِ
الحب يُشفي كل جرح عاصفٍ
فالجذرُ يحمل أثقلَ الأغصانِ
أغصاننا كم قطِّعت وتكسّرت
لكنها عادت بزهرٍ ثاني
فأنا وأنت كبلبلين تآلفا
وتحالفا في السعد والأحزانِ
أنا بيتُ قلبك في الفصول جميعها
يا منزلي ووسادتي وأماني
فعلى يديَّ أعدتُ روحك طفلةً
وعلى يديك قد انتهى حرماني
أنا لم أصادف توأماً كقلوبنا
من حضرموت إلى رُبى لبنانِ
كريم العراقي
دلفت المطبخ و أنفاسها تتـلاحق بإنفعال ،
سحقا لك يا علي ،
لم لا تقدر حرمة دماءنا المشتركة ؟ ، تلك التي لم تعصمها من اخطاءك
قل بربك أنى لي أن اتماسك و انا اجد ظهري الذي استند عليه يـرمي بي كـ حملا ثقيلا لتتلقفني ايـادي الغير ، و إن كان رفيق عمرك
كيف تسمح لنفسك ان يكون أخرا أحن علي منك ؟
كم أكرهك ، فقط لو تعلم !
لا تعرف كيف رفق بها عمر و تركها لتفلت من امامه و آلن ، لكنها ممتنة له و جدا ،، على الاقل كان افضل من اخاها الاحمق
ذلك الذي رمى بنفسه في قبضة قاسم تاركا له نفسه ليعتصره حتى يـريق دمه ، فيقابله بإبتسامة تحدي تزيد من إصرار الثاني لـ ينهيه
إحتوت جسدها رجفة كريهة حينما تهادت لها اصوات خطوات الفتاتين ، اللتين ما إن وجدتاها حتى بدأتا بـ مباركتها بـ شئ من الحذر ولم تلمهم لذلك
فـ من الطبيعي جدا ان يستغرب الجميـع خطبة و عقد بهذه السرعة ، و لرجل خاطب سلفا !!
كانت متماسكة حد العجب من ذاتها و هي تقذفهم بأدعية لتكونا التاليتين ، الامر الذي جعل زهراء تتحدث بـ حدق : بس لينا ، امه كللش تحبه ، تموت عليه ، فإذا تريدين تكسبيه و تاخذيه من الاولى صادقي امه
إبتلعت حديثا كادت تتقيأه بفعل ما سمعت ، و إشمئزت ملامحها وهي تهز برأسها إعتراضا ، لتكمل الاخرى : زهورة لج شنو هالافكار الشيطانية ؟ و بعدين امه مبينة حبابة اصلا يعني ماكو داعي للخطط
رفعت اناملها لتفتح خمارها بكسل و حوارهما يصلها لتستقبله بـ إنصات بخيل
زهراء لم تكن الا اكثر اصرارا على رأيها : إيي صحيح هية حبابة . بس منو يقول خواته همين ؟ وهسة تلقيهم مصادقات خطيبته هذيج فلازم من هسة تحط بعقلها فد اسلوب تتعامل بيه وياهم
لتفلت التساؤلات من سهى بحيرة فضولية ، محدثة لينا التي إتخذت لها احد المقاعد كـ شئ يحتضن خيبتها و ضيقها : لينا ولو حتضوجين ، بس يعني ،، شلون قبلتي عليه ؟ يعني .... يروح يجي هوة واحد خااطب ، والله أول مرة اسمع بهيجي شي ، صدق الرياجيل مالهم امان
لتـناقشها تلك بعجرفة خفيفة : إحتمال ممرتاح وية خطيبته
فـ كانت اشد عنادا : هوة إشـ شاف منها حتى ميرتاح ؟
لتكمل قاصدة لينا : مقلتيلي ، يعني صدق اني ما اعرفج بس بهالايام افتهمت شخصيتج وادري بيج مو سهلة الاقناع ابد ، و مبينة يعني سوري اذا ميعجبج كلامي بس مبين عليج ميعجبج العجب ، فشلون ؟ هوة .. أكو شي بينكم من قبل ليخطب ؟
بينما هي فـ كانت يدها تعبث بالحقيبة وهي تتظاهر بالإنغماس في البحث عن شئ ما ، فلما انتهت تلك من حديثها حل صمت على المكان ، فحتى الاخرى لم تتمكن من التعقيب عن شئ ، أو قد تكون هي أيضا تنتظر الإجابة
و على عكس المتوقع إختارت ان تبتسم ساخرة وهي تستطرق من دون ان تجيب عن سؤال قد سئل : وشنو الي خلاج تشكين إنو بيننا شي ؟
رفعت تلك كتفاها بـ حيرة لتجيب : إنتي ، او كل الموضوع على بعضه ، يعني خطوبة و عقد بنفس اليوووم ؟ ويين صايرة هاي
ارغمت نفسها على التفهم مجيبة : لا مو بنفس اليوم ، هوة صارله هواية خاطبني من علي ، وعلي مقتنع ، بس مثل مقلتوا شغلة انو هوة خاطب جانت موقفتني ، ومن اقتنعت علي استعجل لإن ميريد اغير رأيي
لتستطرد زهراء بـ حماس الفتيات التافه بالنسبة لمن تحاكيها : همم ، عفية اخوج يجننن ، حقج تقتنعين ، اتوقع اذا قلتي لأ يلطج برااجدي ' كف ' ، صدق رجااال
فتنهرها اختها لتحافظ على حدود لم تعبرانها مسبقا : وجججع زهراء ، عيب !
لم تكن الا هازئة و بشدة : لا صدق حجيها ، بس حبيبتي اريدج تعرفين هوة مو يجنن ، و انما ...... !
إحتارت بأمرها ، ثم إرتأت الحفاظ عن صورته امامهما ، فإستقامت بإرهاق قائلة : هوة يدور مصلحتي
تظن هذه المغفلة إن الرجولة تكمن في فرض الرأي و السيطرة ، بالتأكيد هذا الامر مهما في الرجل ، و لكن عليه ان لا يتجاوزه لـ يصل حدود الغطرسة و الطغيان ، فمهما علا سيكون هنالك دوما من هو أعلى منه ، و عليه أن يتذكر ذلك جيدا ، و يرفق بالقوارير اللاتي تحتمين بظل جناحه ، كـ هي ، و تلك الغبية التي اختارت ان تستسلم لشباكه !
إحساسها ينبؤها بـ شئ تحمله جلنار لرجل ما ، و لكنها لم تعلم يوما من هو ذلك الذي نجح في إحتلال اراضيها ، و الآن و بعد موافقتها على الزواج من علي ، بدأت دائرة الشكوك تكبر لتمتلأ بجسده الضخم
همت برفع الرداء الطبي مع خمارها و حقيبتها بعد ان رمت محتوياتها بداخلها مجددا لتستوقفها سهى بـ لا مبالاة : صدق لينا بسرعة بدلي و نزلي ، ترة ام عمر بعدها هنا ، و منتظرتج
كيف غاب الامر عن بالها ؟
بالطبع ما زالت هنا ، فـ إبنها في الخارج ،،
اخرجت زفيرا حارا من أعماقها ثم اعادت حاجياتها على الطاولة متمتمة بـ تعب : بس اغسل وجهي و اروحلها ، مو مال اتأخر
لتتحدث زهراء بـ بسمة لعوب : عفية بدينا نسمع كلام زهوورة و نطبقه
فلتت منها ضحكة ساخرة قصيرة ، لتردف بعفوية : لا والله ، بس ابنها برة ،، و إحتمال يروحون فلازم ما اتأخر
قاطعتها سهى بإنفعال طفيف : ابنهاااا ؟؟ إسمممه عمر ،، خطيبج ، حبي مو صدق تصادقين امه و هوة تعوفيه لخطيبته
لم تجبها بغير بقايا تلك الإبتسامة فـ تستطرق زهراء : و اني البارحة دا اقول شعدها هالمرية جاية ، طلعت خطابة ، بس صدق لينا ' إبنهااا ' على قولتج شلون صار اليوم ؟
توا تتذكر ما حدث بالأمس ليتغضن جبينها سخرية و إنزعاجا ، فعلا ، لا تعلم ما حل بكتفه ،
و لكن من الاكيد إنه بخير و إلا لم يكن سيتمكن من القيادة ، إذن لا داعي للقلق
فـ هنالك الكثير ما يحتاج للقلق بشأنه بحق ، !
هزت رأسها لـ تردف بـ لطف : الحمد لله احسن
و لأول مرة تشابغها زهراء ، فتكون معها على سجيتها ، و كان الامر بشأن ' الحمد لله ' التي نطقتها : هلووو عيني بدينا نخاف عليه و نحمد الله على صحته
يبدو ان الحديث لم يعجب اختها التي قالت : زهراء كافي لغوة زايدة انتي شعليج
فـ تكمل محدثة لينا : اوكي ، و بعدين تعالي تغدي ، لإن بقيتي بس انتي ممتغدية
رفصت بـ ذوق بارد وهي تتحرك حرة من كل الحاجيات خارجة من المطبخ : شكرا ، ما اشتهي
و ما إن إختفت تحدثت زهراء : شبيها قالبة الخلقة ؟
فـ ما كان من سهى الا ان تقول بـ سخرية : شبيها يعني ؟ ليش اكو وحدة تفرح بهيجي زواج تعيس ، صدق هية شايفة روحها و تتعيقل ، بس الصدق اخوها ما اعرف شلون يفكر ،، يعني الله عليه شلون ينطي اخته لصديقه و هوة خاطب ، حتى لو جان احسن واااحد بالدنيا
لتعترض الاخرى : دنجببي ، إنتي شفتيه شلونه ؟ يجنن ، أصلا يسوى راسها ، طبيب و حلو و مثقف .. و من حجي امه مبين حباااب ويخاف الله
لتهز رأسها ساخرة : حييل حباب ، بحيث خطب على خطيبته ، إففف عفية معقوولة اكو هيجي شي ؟ وبعدين حضرتج شنو هالنفاق ؟ قدامها ضحك و سوالف و وراهه تحجين عليها
لتجيبها بلا اهتمام : مو نفاق ، مجاملة اسمها !
وهنالك ، من وراء جدار واحد ، إرتسمت نظرة من السخرية بحدقتيها وهي تستعيد خطواتها نحو الحمام ،
هذا رأي ابنتا عمها ، اذن ما ستكون يا ترى أراء اخواته ؟
و خطيبته و ذويها ؟
ينتظرها الكثير من الحروب لتقاتل بها
و الاكثر من الامواج لتؤكل بمياهها ،،
.
.
.
إني أحبك .. دون أي تحفظٍ
وأعيش فيك ولادتي .. ودماري
إني اقترفتك .. عامداً متعمداً
إن كنت عاراً .. يا لروعة عاري
(نزار قباني)
تركاه ليفعل ما يشاء و لم يتدخل اي منهما لإيقافه ،
فـ عمر كان واثقا بإن هنالك ما يشغل رفيقه و جدا ، شئ
ما يسيطر على تصرفاته الحادة
قد يكون ندما يأبى الإعترآف به !
بينما آلن فـ كان مشتعلا بغيظه لحال تلك الضحية التي ساقتها نذالة والدها نحو جنون علي !
ما ذنبها هي لتدفـع دين ابيها ؟
كيف له ان يحطمها هكذا ؟!
بعد شتائم طويلة قذف بها علي بظهره غادر المنزل فـ عمل ينتظره ، بينما عمر فـ إستصعب امر دخوله مجددا وهذه المرة بمفرده ،
إرتأى الاتصال بوالدته كي تـأتيه ليعودا للمنزل ، و هنا حدثت الطامة حينما طلبت منه ان يدخل كي يلبس عروسته خاتمها و أيضا كي يتحدثا بشأن مستقبلهما !!
أمـزاح هو ؟
لم يشتر الخاتم سوى للخلاص من تأنيب ضمير والدته ، و هو لا يود لإبنة السلطان ان تفهم إهتمامه بالشكل الصحيح ،
عليه أن يجعلها تتذوق كأس الجفاء الذي عتقته لـ سنين عدة في دولاب صدره ، فقد تجرع منه الأكثر و لم يتبق به سوى القليل في القعر لترتشفه رويدا ،، و لتتلذذ بـ مرارته !
لا يعلم مالذي تفعله والدته ، لكنها على الارجح بدأت تهوي بذات المنحدر الذي سقط منه منذ زمن ، و يبدو ان حبها لتلك التي كانت يوما ما صغيرة ، قد تأجج ليجعلها تسهو عن جريمة يقوم بها كلاهما في حق ضحية معمية عن الحقيقة !
حآول إقنآعهآ في العدول عن تلك المسألة إلآ إنها لم تكن إلآ بـ إصرآر أعند ، و لآ يعلم سببآ لذلك !
طلب منها الخروج ليدخل معهآ .. و هآهو ينتظر قرب الباب مولي المنزل ظهره والضيق يضغط على صدره كـ مشد قوي
إنتظآره لم يطل كثيرآ ، حيث تهآدى أحب صوت لقلبه مبآشرة ، فلم ينتظر المرور عبر صيوان و ثم قناة سمعية ليـهبط فوق طبلة الإذن ، ، كما الاصوات الاخرى .. فـ بأنانية إختآر أن ينزل في موطنه الأم .. ذلك الذي لم يسكن يومآ من قبل سواه !
: عُمر ،
ليس لك أن تلآمَ يآ قلبآ بعـد مآ تشعر به ، إفعل ما شئت .. و حطم أواني الأخلآق و الإخلآص و الوفآء أمآم انظآر الجميع ، لآ يهمك سوى أنت
كن أنآنيـآ .. فـ حجتك عآدلة ،
و ستُنصَـف يومآ مـآ .. صدقني !
إلتفت نحوهآ بهدوء لتخترق قلبه سهآم و رمـآح لآ تُحصى لو حآول عدهآ ،
إحتبست أنفآسه بصـدره ليتقدم مرتديآ قنآع البرود الذي إلتصق بملآمحه مآنعا تخلجآته من أن تبدو عآرية ،
حتى الآن لم يستوعب ظهورهآ أمآمه من دون حجآب ، ترفع شعرآ ليس متأكدآ من لونه بعـد ، فـ لم تكن سوى لمحة وآحدة تلك التي أثبتت له أن حلم العُمر .. قـد رزقهُ إيآه الله ليكون وآقعآ أجمل من كل الرؤى
وجـد صدره يهتف بـالـ " حمدُ لله " سرآ ، مهمآ حدث .. سيصمد ، فمن الآن هذه العنيدة الشرسة أصبحت له ،
دخلت الصآلة لـ تثبت مكآنها تمسك له وكرة الباب ، و لمآ وصلهآ دفـع بالخشب أكثر فـ أفلتته هي لتسبقه ، إستقبله عمهآ بسـرعة بـ : هآ عموور ؟ الشباب صدق طلعوآ ؟
كآن قد أخبر وآلدته بالأمر .. و يبدو إنهآ أعلمتهم لذلك خرجت ' زوجته ' بلا حجاب لتناديه !
يارب لك حمدا لا يحصى ابــدا
هز برأسه خفيفـآ ليجيب بـ صوت مثخن بالـهدوء : و الله يـآابو محمد آلن شغله ينتظره ، و علي يمكن خآبره دكتور ويآه رآيده بشغله . . و آني دآ آنتظر آلوآلدة .. هآ يوم ؟؟ نروح ؟
لم يجلس حتى و كان بنيته أن ينسل من ذلك الطلب بملتوية من الاساليب ، تآبع نظرآت وآلدته الملومة ، وهي تستطرق : أمي هسة نروح . بس !
قآطعهآ أبو محمد : لآ أم عمر وين رآيحين ؟ عيني خليكم على العشآ
لـ تكمل زوجته بـ ذوق : إي صحيح .. إحنة هسة أهل .. و بعد مآكو بيننآ رسميآت
لتختنق الفتآة بزفرآت أبت أن تغآدر حنجرتهآ المتقلصة ،
تتمنـى ان تصآب بسبآت مآ في هذه اللحظة .. ولآ تفيق منه إلآ بعد شهور .. أو سنين ، إلى أن تنتهي مدة الحكم الذي أصدره أخوها بحقها .. في سجـن عمر ، و تحت أعراف عُمر .. و بداخل حيآة عُمر المعقدة !
جلس بعد إصرار الرجل المحترم كما يراه هو ، و بالطبع ليس كما يراه ذلك الناقم على كل الخلق
نظراته ارسلت إشعاعات لوالدته كي تنهي هذه المهزلة ، و لكن يبدو إنه لم يجد الإرسآل ، أو إن هنآلك خطأ حدث بالفضاء لـ يبعث تلك التهديدات لهذه التي تبتلع صمتا و تتجرع مُراً
رفعـت أنفهآ شآمخا .. لن تكسر ، و إن حاول فسـتتلوى قليلا بين يديه لتفاجئه بـ تشكيل بهي أخر حتما سيصعقه
تحــديآت هي مآ تحدث بينهما .. فـ كلآ يهدد و يتوعد ، يتبعثرآن بذآت الدوامة ، و كل منهما يعد أن يخرج أولا منتصراً
والدة الرجل الذي إقترنت به بدت في غآية اللطف وهي تمسـح على ذرآعهآ .. فـ منذ أن دلفت الصالة و هي طلبتها ان تشآركهآ الأريكة .. بجلسة بين العروس و وآلدة عريسهآ
و كإنهم إنـاسا طبيعيين .. ألآ تكف هذه الطيبة عن تمثيل مسرحية فاشلة أمام اهلها ، فليظنوا ما يظـنوا .. لا حآجة لأحد أن يداري عن شئ أمامهم ..!
لـ تصدمهآ على حين غفلة حين تركت ذراعها لتـدس يدها في حقيبتها مخرجة مُكعب أحمر من القمآش رمى على صدرها ثقلا جديدا .. لا قدرة لها على الإحتمال .. يبدو ان المسرحية بدأت تعرض على نطاق أوسع
حدثتها بـ لين الكلام .. ذلك الذي يزحزح الثقل قليلا عن موضعه : لين أمي .. و الله مو مقامج .. و جان المفروض إنتي تروحين ويانه و تختارين الحلقة الي تعجبج .. بس أني جبتلج نفس حلقة أية .. لإن احسكم نفس الذوق !
لم تظن إنها ستوضع بهكذا موقف .. و أمام الجميع ، تبعثرت الكلمات خجلة .. و ذليلة فوق لسآنها فتدفع به ليتحرك قليلا .. على رحلات الحروف ان تنطلق قبل فوات الأوان .. لكنها فشلت !
هزت برأسهآ خفيفا بعد ان إلتفتت نحوه ، فما كان منه إلا إن قابلها بـ نظرة تحدي متسآءلة
تودها حربا باردة يا شبل وآلدتك .. لك هي إذن !
رسمت إبتسـآمة طفيفة على شفتيهآ لـ تنطلق الرحلآت هذه المرة بـ سرعة و جلبة و كإن المركبات قد زودت بـ أجود انواع الوقود : عيوني خآلة تسلمين .. أصلآ ماكو داعي تـ...!
تدخلت زوجة عمها : لآ حبيبتي شنو ماكو داعي .. إنتي متريدين لا خطوبة و لا شي .. حتى حلقة متلبسين ؟؟ وين أكو هيجي شي !
جمـد دمهآ بالعروق لتتيبس بأكملها ، فـ تحدثت والدته بسرعة : حبيبتي من يوومج بسيطة و متحبين الشكلياات .. عااقلة و رززنة .. عباالك اية بنتي سبحان الله ، بكل شي تتشابهون
كانت تلك لفتة فطنة جدا منها كي تبعد الشبهات و لو بمقدار إنملة عن زواج يحمل من الغرابة إسمها و مضمونها
عادت ام محمد لـلتعقيب : لا بس ميصير هيجي .. و مو بكيفها .. بنات عمها يسوولها حفلة .. إحنـ...!
هذه المرة قررت الـ تحدث .. عليها أن تضـع حدا لكل ذلك ، فلآ طآقة إستيعابية لخلاياها العصبية تسمح لها بتقبل هذه السخافة : خالة أني أعرف شأريد .. و عادي هالسوالف متزيد ولآ تنقص
لـ يقآطعهآ العم : بس تفرحج يآ عمو
هزت برأسهآ سـآخرة .. نظرتها تقابل عمها .. و صوتها يـتخذ سبيله لقلب ذلك الصامت : عمو الفرح مو بهالشغلات .. أهم شي راحة البال
ضحـك بخفة ليحدث عمر : شفت شلون بنيـة انطينآك .. مرح تتعبك طلعات و طبات " دخلآت " .. بنية عاااقلة
إبتسـم بـخفة و عمها حادثها هذه المرة : بس هذا ميعني نخليج بكيفج .. شنوو قابل بايرة إنتي ؟ شو تخبلين ماشاء الله
هذه المرة قرر الـ نطق .. فـ لا نهاية لنقاشهم إن لم يتدخل : ابو محمد إن شاء الله عالخميس نسوي قعـدة ببيتنـآ و نتشرف بيك و ببآقي الأهل
بعد جملة عمهآ .. بُني صُرح صغير للثقة .. من دور واحد .. ليعود و ينهدم بـ هبة ريح بعد قول هذا المتبلد
ربما بعد تلك العزيمة عليها أن تنفذ الحكم ، و تنتقل لمنزلهم ،
أ تراها أخطأت بالرضوخ لعلي ؟
فـ مالذي سيتغير عن هنا ؟
بالعكس ، هنالك عليها ان تتقاتل مع الجميــع طيلة الوقت ، فـ الفكرة المتبلورة في رؤوسهم عنها ليست صالحة بتاتا ،
و لكن ما نفع عض الأنامل الآن ، فـ فأس عمر قد وقع فوق رأسها و إنتهى الأمر
عليها ان تتكبد مشقة الصبر ، ستثاب أجرا بإذن الله ، و بنفس الوقت .. سـ يحل بها عذابا لإثم إقترفته بـ حق زوجته ؛
يارب ، إرحمني ، فـ أنت أرحم الراحمين يا الله
إستتب الوضع أخيرا ، وإنتهى الإجتماع بمسك خانق للأنفاس حينما طلبت زوجة عمها من عمر أن يلبسها خاتمها ،
بـ تمالك اعصاب حسدها عليه الجميع إختطفت العلبة من والدته لـ تخرج الخاتم الذي كان بالنسبة لها كـ بدلة الإعدام الحمراء تلك ، و لكن لآ إعداما في قصتها ، و ستكافح لأخر رمق بأنفاسها كي لا يكون الحكم مؤبدا ايضا ، و لكن ما يؤرقها هو كم من السنين التي ستقضيها مرتدية تلك البدلة ، أو بالأحرى هذا الخاتم !!!
إرتدته بنفسها محدثة والدته بهدوء وهي تمد بيمينها نحوها : حلو ؟
لم يكن من والدته إلا أن احتضنت بكفها مجيبة بعبرة على وشك الانهمار ، فـ قلبها يعتصر الما لحال هذه الفتاة : حبيبتي ايدج حلته
إبتسمـت بوهن بالغ ، و قطرة واحدة إستطاعت ان تهرب من بين اصفاد هدبي مقلتها اليمين ، تمنت لو كان الجميع اعمى كي لا يلاحظ احدا منهم ضعفا صير صوتها مجرد هدهدات خفيفة و بدنها يستسلم لحضن والدته : تسلمين خالة
همسـت بـ أذنها بما ارسل الإصفرار الى ملامحها بجيوش مستبدة ، ثم إبتعدت لتستقيم واقفة : يللا عيوني احنة نترخص مضل وكت والبنات بالبيت وحدهم
وقف الجميـع تباعا ، و تبادلت النسوة التحايا الهادئة فيما بينهن ، والرجلين كذلك
بعدها والدة عمر اجبرت لينا على الخوض في غمار حرب نفسية جديدة حينما تحدثت بـ جهور : لين امي تعالي شوية اريدج
طيلة الوقت من بعد ان خنقت اصبعها بتلك الحلقة الذهبية وهي تتكتف كيلا يلمح خاتمه بـكفها بعد اعوام من العناد و التكبر ، لم يبق لها سوى ماء وجهها و عليها ان تحفظه من ان يراق ،
يا الهي ، كل هذه الافعال لا تمت بواقع ستعيشه بصلة !
دلفت خارجا مع والدته قبل الجميـع ، لتتحركان نحو الباب الرئيسي بخطى مبتذلة من قبلها ، و محملة بالذنب من قبل والدته ، و المسرحية تأبى أن تنتهي رغم إنفضاض الجموع الجماهيرية من حولهما
فإستوقفتها والدته بـ إمساك زندها ، لتخرج بعد ذلك ظرف صغير بني لتدسه في كف الفتاة بحبور متثاقل : أمي هذا مهرج ،
صدمت وحاولت سحب يدها لتضغط امه بقوة اكبر رافضة اي نقاش قد ينسل من بين شفتي كنتها : اشش و لا حجاية زايدة ، قتلج اتي بنتي ، و الي ارضاه لبناتي ارضالجياه
لم تستسلم وحاولت بصوت تملؤه العبرة : خالة الله يخليج لأ ، إحنة اصلا ارتباطنا مو طبيعي ، الله يخليج ماكو داعي ، و اذا احتاجيت اقلج بس هسـ ـ
قاطعتها بإصرار : تاخذيه و تطلعين وية بنات عمج و تشترين الي تريديه و تسكتين وحتى اذا تريدين اني اطلع وياج ماعندي مانع ، و بعدين ترة هوة مو قد مقامج ، بس انتي ادرى بالظروف
فلتت دمعتان متماسكتان من مقلتيها : خاالة ما ارييد ، مااا احتااجه ، اصلا ماعندي شي ناقص ، الله يخليج والله ما احتاجه ، خااالة زواجي من عمر مجرد صورة .. الله يخليـــج لتخليه يصير حقيقي ، اني ما رح اخرررب حياته ،، دخيل الله لأ
اصدرت قرارها الاخير و هي تسحب بيدها خالية : والله والله والله يا لين اذا ما اخذتي صدق ازعل منج ،، قتلج انتي مثل بناتي و ما اريد اظلمج ، حطيه يمج هسة يا ماما شحتخسرين ، بقيه حتى قدام بيت عمج عيب و حيقولون شكو بينكم ، والي بينج و بين عمر بينكم ، و لتبقين تقولين لأ ولأ ، البارحة قتلج كلشي بيد الله و يمكن تتغير حياتكم وانتو متدرون
لتكملا طريقهما نحو الباب و الفتاة تشرد في افق من السكون الجسدي والحسي ، حتى ظهر عمر قادما نحوهم بـ خطوات رجولية واسعة ، ابتلعت ريقا كاد ان يخنقها عندما استطرقت امه : وهذا الحلو هم اجه ، فدوة تروح له امه رافع راسي
وجدت نفسها بمفردها امامهما ، و كم كرهت شعور الذل الذي تلبسها ،، لدرجة إنها بدأت بمسح أنفها بمقدمة سبابتها و كإنها تحاول اخفاء الاحمرار الذي غزاه ، فـ تضمر بنفسها البكاء و تكتمه
بينما هو فما إن وصلهم حتى فتح الباب قائلا بـ جفاف خفيف : يللا يوم
لتستوقفه بـ لطف : يوم أوقف ، انتو هسة مو صغار ، و بطلوا من عنادكم عبالك متعاركين ، باجر عقبه تصيرون ببيت واحد يا امي ، على كيفكم وية نفسكم
إرتأت الافضل بإختيارها هذه الجملة ،، فلم تقل ' على كيفكم وية بعض ' ، إذ إنها تعلم إنهما الاثنان يكبحان جماح شئ يـعربد في الصدور خشية ان يفضح امره ، فـ تنتهي الحرب ، و هما لم يزالا يمتلكان متاعا بوسعه أن يحطم الغريم
تنآفرت شحناتهما بـشدة و بشكل واضح ، فتكلم مقاطعا أمه : يوووم ، شنوو هالحجي هسة
لـ تجيبه بعد ان شبعت نظراتها بـ شحوب وجه الشابة : لعد شوكت ماما ؟؟ شـوووكت ؟؟ لازم من هسة تحطون النقاط على الحروف .. لآزم تعرفون شلون تتعاملون سوة ، عُمر .. أمي هاية حيآة مو لعب
تأفأف بضيق كتم على صـدره و بدأ يستشعـر ألمآ يهتك بـ كتفه ،
يآ أهلآ .. هذا مآ كان ينقصه ، أن ينتهي مفعول المسكنات التي أخذها صباحا ،
أدار وجهه بعيدا ، و وآلدته أكملت تحدث الصامتة : لين انتي شنو رأيج عيوني ؟؟ مو هسة تفتهمون شلون تتعاملون أحسن ؟
قبل أن تتمتم بشئ تدخل : يوم دخيل الله باعي المكآن الي احنا بيه .. هسة مال حجي ؟؟
إبتسمت بـ هدوء و اردفت : زين يوم .. زين ، هسة حعوفكم .. بس خلوآ ببالكم ترة الي تسووه حرام .. عبالكم ممبين شي .. بس مبين حييل إنتو واحد شايل بقلبه من اللآخ .. و هذا الشي لازم ينتهي .. لإن عيييب !
نظر لهآ شـرزآ : يووووم ؟؟
ضحـكت بـخفة لـ تسحب لينا بعدهآ فتحتضنها بـ حبور ، و اعادت كلامها السابق في أسمآعها همسـا ، شعرت بتصلب الفتاة بين يديهآ و ربتت على كتفها بعدها لـ تودعها بـ لطف شديد
إحتبست أنفـاس لين عندما نظر نحوها ليحادثها بـ هداوة : ممحتاجة شي ؟
كورت قبضتها فـ وسدت بها منتصف صدرها بـ حركة بطيئة ، هزت رأسها نفيا و صوتها يرفض الخروج ،
كم أوجعت قلبه ، يعلم بإنها مكسورة ، يعلمه كما يعلم حبها المتغلغل بـه ، إلا إنه لا يستطيع نسيان ما تسببت و ما تزال تتسبب به من حطامات جسدية و معنوية له
أردف وهو يشرع الباب لوالدته : إذا احتاجيتي خابري
زفرة حارة تلك التي فلتت من صـدر امه حينما لوحت بخيالها صورة تلك المستغفلة .. مسكينة انتي يا زينب ، و لكن قلب ولدي لا يحتمل جورا اخر من عقله أو حتى ضميره
شبل والــده ابتلاه الله بحب هذه اللين و أرهق بـها ، فـ إرفقي به و أعذريه
و سامحيني لسكوتي على ظلم احاق بك !
.
.
.
وقالت: سوف تنساني
وتنسى أنني يوما
وهبتك نبض وجداني
وتعشق موجة أخرى
وتهجر دفء شطآني
وتجلس مثلما كنا
لتسمع بعض ألحاني
ولا تعنيك أحزاني
ويسقط كالمنى اسمي
وسوف يتوه عنواني
ترى..ستقول ياعمري
بأنك كنت تهواني؟!
فقلت:
أتيتك والمنى عندي
بقايا بين أحضاني
ربيع مات طائره
على أنقاض بستان
رياح الحزن تعصرني
وتسخر بين وجداني
أحبك واحة هدأت
عليها كل أحزاني
أحبك نسمة تروي
لصمت الناس..ألحاني
أحبك نشوة تسري
وتشعل نار بركاني
أحبك أنت يا أملا
كضوء الصبح يلقاني
أمات الحب عشاقا
وحبك أنت أحياني
ولو خيرت في وطن
لقلت هواك أوطاني
ولوأنساك ياعمري
حنايا القلب..تنساني
اذا ماضعت في درب
ففي عينيك..عنواني
فاروق جويدة
منذ مـدة لم يـمر هذا البيت ، و الآن و بعــد أن ضاقت به الاماكن لم يجد نفسه الا وهو يترجل من السيارة في موقف منزل ابيه ،
كم إفتقد عبق هذه الجدران ، و تفاصيل البناء
حتـى صوت حذاءه فوق الرخام يشتاقه ،
سحـب نفسآ طويلا جدا من تلك السيجارة القابعة بين وسطاه و السبابة ،
لم يشعر براحة كهذه منذ زمن مضى ،
تعسـا لتلك السجينة ،، لقد دمر كيانها بالأمس ،
توسلته الرأفة ، التعقل
إلا إن هنالك ما كان يستعر به ،، و لهول المصيبة ، لم يطفأ حتى الآن ، بل زادت السنته الملتهبة لتصل ما لم تصله يوما من خلايا دماغه
الغبيـــة ،
إعترفت له بـ ضعفها ،، و حبها !!
حمقاااء ،، لم تتماسك ، لم تدفع الأذى عن نفسها ، بل مرغت بـ بقلبها في تراب الكبرياء ،
انى لها ان ترتضي توسله للحفاظ على صورته ببرواز الشهامة و الرجولة بعينها ؟
بل انى له التغافل عن ذلك الاستجداء ؟
يعلم بإنها ممتنة لكل شئ فعله لأجلها فبعثر حياة عائلته بكاملها لإنقاذها من بطش و قتل و هتك عرض ،
لكنه لم يتوقع أن تغوص بـ مشاعرها نحو الاعمق من البحور فتجعل منه رجلا تعشقه
أو رجل مثله يستحق أن يعشق ؟
الحمقاء ، تبـــا لضعفها و سقمها ،
بل تبـا له و لما فعله ، ستكرهه ،، بل كرهته !
بالتأكيد فعلت ،
فـ بعد شائنة الأفعال تلك تركها تغرق ببحور من ندم و رعب ، كان بدم بارد و جسد فاتر ، وكإنه إعتاد القتل هكذا
يا الهي ، لقد قطع شرايينها بمشرطه الطبي و بالتأكيد إتقن رسم اللا مبالاة لوجعها على محياه الصارم
لكن ما دام حيا لن ينسـى قلبها الذي فطره ، أ سيتمكن من إعادتها لذلك الجائر بعد كل هذا ؟
أبستطاعته تقديمها كـ بقايا ذنب لـ ينتشي امام نظرات ذلك الرجل الحقير ؟
ستكون حينها صيدا سهلا لـ كلام القاذفين ،
و رصاص الثائرين ،
و لـ صفعات المنتفضين لشرفهم
تبا له ،
ألم يفكر بذلك مسبقا ؟
بل فكر ،، لكنه اعتقد إنه سينال راحة بال و هناء بـ إسترداد القليل من حقه ،، و بـ رش الطرق امام قاسم بـ إحمرارت لن يتجاوزها مستقبلا
قــذف بجســده فوق اريكة المطبخ ، و اختنق صدره لكثرة الدخان الذي ملأه بشكل مفاجئ ،، منذ مدة طويلة لم يحتاج ان يـحرق رئتيه بهذا السم البطئ القتل ،
إلا إنه الان يشعر به كـ عقار مخدر ، و موسع للاخاديد العقلية ، فلربما تنجح بذرة فـكرة ان تمر لتنبت في صدغه فـ تنقذه من حيرة يشيعها الصمت ،
بلا شعور فلتـت من حنجرته ' آخ ' غريبة ،
أتراها للنـدم ؟ أم للألم ؟
وفي الاطياف المتعددة ، وجدها تتلألأ بحدقتين تفيضان دموعا تنهمر فوق خدود متهوجة الإحمرار ، و الذراعان تحاوطان جســد يرتعش بإستماتة ،
أخبرته إنها لن تكون سوى عثرة في حياته ، عليه ان يتجاوزها من غير ان يلامسها ، فقــد تسقط في قاع اغبر ، لتلتصق به ابدا
فـ هنالك حياة تنتظره ، و أخريات تتمنينه زوجا ، فليصطبر قليلا فقط ، لكنه لم يرد غير ثأره
لم يفكر بها ، و لن يفعل !
ليست سوى بإبنة لقاسم ،
دامها كذلك ، لم ربطت نفسك بها يا علي ؟
لم اوثقت معصمها في رباط ينتهي بـ طرف سبابتك ، لتلفه حولها بروية حتى تدنيها منك بحقارة ؟
أ لم تشمئز من والدها ؟ أونسيت من هو ؟
قاتل اختيك ،
كان عليك تركها لـ عبد الملك و إبنه ، فهما الاحق بالثأر ،
لكنك ابيت إلا ان تتخذ دور البطولة كـ عادتك
و لكن ، أيفعلها البطل المنقذ و يخنق روح السجينة بـ وسادة ريش ؟
تبا لي
كيف سأنســآها ؟
و هل سأفعل ؟
و هل سـ أتمكن من تركها تبتعد لتعود احضانهم القذرة ؟
إنها زوجتي الآن ، كيف افلت وثاقها لتـرجع لمن اعادي ؟!
يا رب ،
ترى ما هو حالها الآن ؟
أما زال الالم يستفحل على كل المشاعر ؟
أم الكره نجح بنسج خيوطه في شقوق قلبها المنفطر ؟
أ وصلت مرحلة الحقد ؟ أم ما زالت احاسيسها كما هي و ما زلت لها كما انا ؟ منقذها الدائم بعد إذن الله !
و إن كنت ، هذا لن يغفر لي خطيئتي بحقها ،
ستـطفو فوق سيول البراكيين بكرهها يوما ، و ربما لن يكون هذا اليوم سوى الخميس حيث تعود لهم
تبا ، أما آن الآوان لمعدتي كي تتوقف عن الإنقباض ؟
و لكن ،، اهي المعدة ؟
و هل تقبع في اعلى يسار الصدر ؟
أم إن هنالك شئ اخر يحتل تلك البقعـة ؟
أذكر محاضرة التشريح جيدا ، و اعلم ان التقلصات تلك ليست سوى لمعدتي ، و ربما بسبب الجوع !!
نعم ، أنا متأكد مما أقول ، معدتي تستكين مكان قلبي و إنتهى ،
سحقــا ،
أكان من الواجب ان يسحقها هكذا ليتهشم هو الاخر بعد رؤياها بقايا متبعثرة ؟
و ليزيد الطين بلة ، قدم اخته اليوم لرفيق عمره بطريقة اقرب ما تكون كـ سد فضيحة !
رضي لها الذل
و لكن على الاقل الحياة بعد إذن الله
هي من تبقت له ، و بالتأكيد لا حل للحفاظ عليها غير الرمي بها على كتف رجل ، و ليس اي رجل ، و إنما عمر !
فهو الوحيد القادر على امتصاص كل سـوء يتنفس من حوله ، ليشهقه بصدره ثم يزفره خيرآ ، و فوق ذلك هو من تمناها دوما ، و سيكرمها
عليه أن يفعل و إلا سيفقع له عيناه ،
إن لم يلقى حتفه قبل ذلك !
إرتفع صوت هاتفه بنغمة مملة جعلته يـسحب دخانا ملوثا مجددا ، لا يطيق التحدث مع أي إنس بشر
جاء هنا كي يستفرد بـ نفسه فيدمي بسوطه جلـده الشديد ، عله يشعر قليلا بشعور تلك الضحية
لم تكن إلا ضحيتهم اجمع ، والدها و عبد الملك ، و الآن هو
و لتجعله يـ يضرب بقسوة أكبر غير آبه بوجعه الجسـدي قامــت بحفر صدره في محراثها لـ تدفن بجوفه مشاعرها الغبية !
توسلتــه بحبه الذي يسكنها كـ جنين معاق إن بقي في رحمها لن تكون النهاية مرضية ، فسيقتلها معه بلا شك ،
لذا كان عليه إجهاض ذلك الشئ ، كي ينقـذ قلبها ، حتى و إن تألمت لفقدانه بداية ، لكنها بالتأكيـد هي المصلحة التي تحتاجها و لا تستطيع رؤيتها و ذلك الجنين ينبت بين أحشاءها ليلوث لها التفكير المنطقي و العقلاني ؛
يبدو ان لا كللا اصاب المتصل ، حيث إنه اعاد كرته بشكل مقرف ، كشر ملامحه بـ تعب فأخرج الهاتف من جيب قميصه و من غير ان يكلف نفسه عناء الكشف عن المزعج اغلق الهاتف فرماه بلا اهتمام قربه
زفر هما توســد صدره بإرتياح و كإنما وجد افضل الاماكن ليجثو فوقها مستمتعا بزفرات الإنسان المحترق بـ غضبه و بشعور يدب كـ دب نمل في شرايينه ،
سعل هذه المرة بشكل اقوى فـ ابعد سيجارته ليـطفإها بتلك المنفضة فيصدم بعدد لم يتوقعه من اعقاب قد دســها في فمه منذ قليل ،
كل ذلك الدخان لم يستطع ان يهدئ من حرقة معدتــه ،
لعنة الله على شياطين صورت له الراحة بعد ثقب قلب تلك الفتاة ، أو بالأحرى الإمرأة !
إمرأته !
يارب ، ما الحل الامثل الآن ؟
.
.
.
إنزوت على نفسهآ في تلك الغرفة لـ تعيد مشاهدة احداث اليوم الذي لم ينته بعد ،
لقـد أصبحت زوجة لذلك العمر شرعآ ،
رغم إن القآنون لم يربطهمآ حتى الآن و ستكافح جيدا كي لآ يفعل إلآ إنها بحكم زوجته و إنتهى الأمر ..
يآربْ .. متى ستنتهي فترة الأمتحان هذه ؟
و هل ستنجح في النجاة من تلك الدوامة المليئة بالنساء من دون أن تخدش ؟
نـــعم هي و الحمدُ لله تملك من القوة التي تسمح لها بـ الإنقضآض .. و لكنها هشة أحيـانا كثيرة ، كـ الآن مثلا !
تريد أن تتوسد صدر أحدهم و تفرغ ألما مزقها من وحدة تعـانيها و سـ تبقى ذليلة تحت جناحها حتى إشعار أخر ،
و فوق كل شئ ذلك الخوف الذي نبتت نبتته بـ عقلهآ ، علي الـ مغآمر ،
قد دمر نفسه و جلنار معه
كيف فعلهآ و نكحها هكذا كيييف ؟!
ألم يفكر من هي ؟
أ لم يتذكر أختيه اللتـين لم ينفك عن تذكيرهآ بهمآ كلما إشتد خيط غضبه ؟
لم سـمح لنفسه أن ينسـى والدها ؟
و ما هي نهاية هذه المأسـآة ؟
يـآربْ عفُـووك .. إرحمه و أغفر له
لـقد ظلم الفتآة معه .. و عرض حيآتها للموت و هذه المرة على يد أهلـها ، تـبا لـ ثورته التي اعمت بصيرته .. فـ ظل يتخبط في الطرقات يـضرب هذا و ذاك بـ عصا من فولاذ غير مُدرك تمـاما لأوجـآع أرهقت أجسـآدهم ،
ولا آبه لـ شخوص الضـحـايا حتى ..!
حطم الجميع بتعسـفه ،
إبتداءا منهآ و عمر و زينب و الآن جلنـار !!
فـقط كي يـجابه ذلك الظآلم المسمى بـ قاسم
تبـآ لجورك علي ، تبا لك !
أخرجت هاتفها من قلب الحقيبة لـ تقرر بسـرعة الإتصال بـ رُسل ، تحتاجها و جدا .. عليها الفضفضة و إلآ ستختنق بـ كلماتها ، فلآ تستطيع ابتلآعها ولا حتى قذفها بعد ذلك
و كإنما تلك كآنت تمسك بـ هاتفها و تنتـظر المكالمة على حرارة شبيهة بتلك المنبعثة من الجمر ، فـ ما إن همست لينـا بـ " ألوو " وصلهـا صوت رُسل منفعلآ : هااا لييين عُممممري ؟؟ شسوويتووآ ؟ بشرري
زفرت بـ ضيق مكتوم : هاهية عقدنا
لـ تصـدم بـ الـفرحة التي ملأت صوت رفيقتها ، وهي تبارك لها بـ غباء .. و كإنها إحدى المتفرجين ولآ تعلم شيئا عن الابعاد الحقيقية للقصة : عمممممرررري .. مبرووووك .. لج مبروووك .. آوويييلي صدق هسـة قلبي إرتـااااااح ، الله يبشرج بالجننننة
فـلتت منها مسبة صغيرة : زمالة إنتي ؟؟ شنو هالفرحة الي يسمعج عبالك زواج طبيعي
لتتحداها تلك : والله لو مليون زواج طبيعي . ميجون بحلاة هذا .. لج هذااا عُمر الي يموت عليج .. مو بعدج تحسيه يحبج ؟ و صدق هوة جتفه شلون صار هسة ؟
أجآبتها بـ شرود : ما اعرف والله ، بس جان ديسوق يعني احسن
لتضحك تلك بتشفي : يا عيييني ، والله شكله ما رح يطول الوكت و انتي الي تقومين تركضييين وراه من الحب
بإستنفار اجابت : رسل يا حب دخيل الله .. تعالي شوفي المصآيب
هدأ صوت الأخرى : خير حبي ؟ شصاير
زفـرت بـ قهر : علي .. إتزوج جلنار !!
و كإنمـا شبحا جاء على غفلة لـ يخطف بصوت رُسل ، لم تستطـع النبس بشئ و لينـا أكملت : لج القصة تشيب الرآس والله ، مـا ادري اخووية شلون يفكر .. هذا إذا يفكر أصلآ .. طيح حظ البنية .. و الله طيح حظها
لـ تهمس تلك بعد معآناة : يعنـ.ـي .. زوآج .. صـدق ؟ لو بس عقـد ؟
توترت بـ حق وهي تجيب : ما أعرف .. الله يستر ، بس هوة طول الوكت جان عصبي اليوم .. قلبي نااااغزززني
لـ تردف رسل بسرعة و قلق : خابريهآ ، عززة ، لينااا خابريهااا
هزت برأسهـا حآئرة : ما اعرف .. مستحية منها والله .. شقلها يعني ؟؟ رسل .. إذا هوة هيجي حالته لعد هية شلونها هسة ؟ والله ما بيه أحجي وياهه
لـ تكرر بإصرآر مرتجف : لآزم تخابريهآ .. حراااااام عليج .. يعني فوق هم أخوج .. هالمرة انتي .. عفية حبجي !
أكملت بصوت اقوى : زين إنطيني رقم بيبيتج أخابرها أني .. الله يخليج .. قلبي صار نار عليهاااا
لـ ترفض : لآ حياتي لأ .. بيبي رأسا رح تقول لـ علي و حيعرف اني قتلج على كل شي .. فدوة مابية حيل وجع راس
بـ قهر حقيقي : لععععد شلوون ؟؟ تعوفيها وحدها بالهم ؟
بـ فقدان حيلة أجابت : لأ هسة شوية و أخابرها . بس خلي استوعب كل الي صاير ، اليوم والله متت تعب ، رُســل مختنقققة والله مختنققققة !
لـ تـرسم بريشة فنان مُـبدع ، أمل من الوآن متداخلـة فوق لوحة حيآة رفيقتها العنيدة ،
هنـآلك رشفآت من راحة إستشفتها في صُـوت لينـا .. و لكن صوت الكبريـاء و الإعتراض يعلو فوق البقية ، لـ يطمسها بـ تخاذل بين أكوام الأنفـاس الثقيلة
تشعـر بإن رفيقتها تحتـاج أن تكون صادقة مع نفسها .. عليها ذلك .. فـ هذا الرفض الذاتي لـن يفعل سُـوى إحراق قلبها و دفن رُفـاته في جرداءٍ الأراضي
.
.
.
لو تعرفينَ حبيبتي
أنا كم أُحبُّكْ
ما كنتِ قد فكرتِ يومًا
في خِصامي
لو تعرفينَ حبيبتي
أن الهَوى
قَطعَ الطريقَ على غَدِي
لتظلَّ ناري في عِظامي
***
لو تعرفينَ حبيبتي
أنا كم أُحبُّكْ
لنذَرْتِ قلبَكِ
للذي أعطاكِ عُمرَهْ
لو تعرفينَ حبيبتي
أن الحياةَ بغيرِ حبِّكِ
ألفُ مُرَّةْ
قلبي يَدقُّ ، وكلَّ ثانيةٍ يدقُّ
يقولُ : إنكِ
أنتِ عمري
ألفَ مَرَّةْ
لو تعرفينَ حبيبتي
أن الذي أعطاكِ سرَّهْ ...
القلبُ أصبحَ في يديكِ
وصارَ مِلكَكِ
أنتِ فيهِ ..
ألفُ حُرَّةْ
***
لو تعرفينَ حبيبتي
أن الذي بيني وبينَكِ
مستحيلٌ أن يموتْ
فأنا أحبُّكِ في الكلامِ ،
وفي السُّهادِ ،
وفي السكوتْ
عبد العزيز جويدة
طيلة الطريق و ذراعهُ تإنُ وجعـا ، و شعورآ مقرفـا بـ رائحة الدم يداعب أنفاسه كل حين ، حآول إخفاء ذلك عن والدته ، حتى وصلوا المنزل حيـــث إنه ركن السيـارة خآرجا ليترجل قبلها مســرعا باحثا عن دماءٍ تلطخ قميصه ،
حمد الله إنه لم يجد اي أثـار قد تفجع شقيقاته او والدته التي إنتبهت لـ حركاته الغير طبيعية و هو يفتـح الباب الرئيسي لها : يووم شبيك ؟!
هز برأسه بطيف بسمة : ماكو شي .. بس شوية جتفي يوجعني
خافت : إسم الله يوم .. دفوت بسرعة أمي اخذلك مسكن
دفعته لـ يدخل قبلهـا ، و فعل .. !
خلع قميصه وهو يسير بـ الموقف الأمامي و قبل أن يصل باب المطبخ صُـدم بـ إعصار يخرج بوجهه ليجعله متسمـرا مكآنه ،
كـآنت ملك .. بـ صوت ثـآئر هاجت بوجهه : عُمـــــرررر .. جييييتوووآ . .وييين جنت يا افندي وييين جنننت ؟؟ هاااا ؟ إنتتته شحتسوي ؟؟ تريد تـاخذهاااا ورة كل شيييي ؟؟ متخاف ربك بـ زينب ؟؟ مقلت هآية المسكينة شعليها أظلمها ؟
لتتـدخل والدتها مقـآطعة : إشششش .. سكتي يوم شبيج قولي يآ الله .. و إمشي فووتي فضحتينا .. هسة الجيران كلهم يسمعون صيآحج فووتي
كـآنت انفاسها تتسـارع بـ غضب فادح .. تود اقتلاع قلب أخيهآ من مسكنه الصدري و إعادة تحديثه بـ إضافة برامج جديدة لـنظامه وحذف تلك السابقة الملوثة بالفيروسات .. فـ هذا وحده ما سينسيه تلك الخبيثة ، المتعجرفة
كم تـمقتها ، الحقيرة ،
تعرف جيــدا كيف تدير العجلة بـ الإتجاه الذي تودَه .. !
ولجت قبلهم و صراخها لم يتوقف ، أما هو فنظر لوالدته بـ تعب : هاي منو قللها ؟!
لتجهر بإستغفارها وهي تهز برأسها نافية علمها بالموضوع ، دخلا بعد ملك التي كانت تنتظرهم و الغيض يقدح بنظراتها ، بوجود شقيقتيها و ابنتها ،
إستوعبت بعد ذلك تقلص ملامحه بوجع لتقول نافرة : شبييك ؟
زفر بضيق ، و كإنما الاستمتاع بـ تلك الورقة القابعة بجيبه هو إثم يستحق العقاب عليه ، و لا عقاب افضل من لسان أخته السليط
سحب احد كراسي الطاولة ليرمي بجسـده فوقه و ملامحه مكفهره : ملك ، ترة روحي وااصلة لخشمي ، سوااالفج هاي بطلي منها ، و لتبقين تنبشين عن المصاايب
والدته الاخرى جلســت على مقعد اخر و اشآرت لـ أية : يوم جيبيلنا مي ، اويييلي متنا حر والله
ثم حولت نظرها لبكرها وهي تخلع عنها خمارها : انتي شبييج ؟ جاية من هناك بعركة ؟ وبعدين منو قلج ؟
لتلتفت نحو بنتيها الاخرتين بإتهام ، فـ هزت أية رأسها بنفي ، و ميس تكلمت : والله احنة معلينة ، أصلا فجأة جتي و بس تتعارك
زادوا من أجاج نارها بهذا الكلام ، و كإنها مجنونة او متبلية ، او كإنما الامر تافه و لا يستحق ثورتها ،
ذلك لإنهن لم تعشن الوجع الذي عاشته هي معه ،
تفوهت بالمبتذل من الحديث : لاااا والله ؟ عبالك مخبلة و كلكم العقاال ،، و الله محد مخبل غيركم
ليصمتها هو : ملك وووجع ، شبيج هايجة على امة محمد ؟؟ و بعــدين هاي اخر مرة هيجي تسوين ، و حجييج اصلا ميفيد وانتي تعرفين
لتصر اكثر : الي اعرفه انوو انته زماااال
صرخت بها والدتها هذه المرة بعد ان ابتلعت الماء بجرعة واحدة : ملــك
هتفت مكتومة الانفاس : ليش تسكتوني ؟ ترة مدااقول غير الحق ، هالبنية حرام تجي ببيتنا و تصير منا و بينا ،، حرام نذبح زينب المسكينة علمودهااا ،، شلون نطاك قلبك تقلها اريد اتزوج عليج شلووون ؟؟
بهتت ملامح والدته : وانتي شمدريج ؟
نظرت لأية بسرعة فما كان من اية الا أن أقسمت بـ خوف : ماما والله معلينة و لا قلنالها شي
قلق اثارها من تخوفاتهم لـ تهمس : إنتو ليش مخترعين عبالك اني الظالمة ؟ وبعدين ليش هوة شكو ؟؟
أصمت تساؤلها بـ : ملك .. أني عقدت على لينا وخلص ،
لينقل نظره بين شقيقآته الثلاثة : إحتمال بعد كم يوم تجي يمنا .. بنات فدوة لعينكم ما اريد مشاكل .. البنية لآزم تحس نفسها ببيتها ..!
لتضيف والدته : اية و ميس عاقلات ويدرون بهالشي و يعرفون ظروف البنية ، بقت بس ملك
هذه المرة ثبتت نظرآتها نحو ملك بتهديد : يوووم .. الي فات مات .. و اصلااا البنيـ...!
قآطعتهم بـ صرخة : شبيييييكم ؟؟ و زيييييينب ؟؟؟
فرك جبينه بـ إرهاق ، ثم ربت بقوة على فخذيه ليستقيم بعدهـا و الكلمات تتقاذف منه بـ هدوء : زينب قابلة ، و اهلها قابلين
لـ تتحدآه : زين أوقف .. آنته حتتزوجها صدق لو تبقيها لحدما تخلص مشكلة أخوها ؟ بإعتبآرك إبتليت بمصآيبه صايرله أخ .. و ياارييته يستاااهل
لتتدخل والدتهم : ملك مدتلاحظين إنو بديتي تتجاوزين .. هاية حياته و هوة حر بيهاااا .. شيسووي خليه يسـوي
أطآلت لسـانها لشدة غضبها : لا والله ؟ هاي عود آنتي الدينة الي تخافين ربج ؟ تقبلين يكسر قلب زينب !
عندما لاحظ اسلوبها المتدلي من جرف الادب عنفها و بشدة : وجـــــــع .. إحترمي آمممج
ثم ترك لهم المكـان بـ صمت متبوعا بـ نداءات إخته المستـمرة ،
لم يهتِــم ، يود أولآ الإطمئنان على جرحه ، و من ثم الإتصآل بـ علي
عليه رؤيته للوصول لحل قد ينقذ حيـاته من مصيبة فـاحت رائحتها النتنة ،يجب أن يطلقها قبل حدوث شئ لآ يحمد عقباه
علي المتهور الأحمق .. من الضروري أن يتعقل ولو بمقدار ذرة ، فـ هكذا ستنتهي حيـاته قريبـا
تغضن جبينه بإنزعآج من صوت أخته التي لم تكف عن صرآخهآ و تذمرها ، ألم تمل ؟!
نعم تخـآف عليه .. و لكنه ليس ذلك الشـاب المندفع ذاته ، لقد تغير ،
نضـج قلبه .. و إن بقيت بعض أجزآءه فتية ، إلآ إن الكثير منه قد كبر .. و فهم ،
و الآن من عليه أن يخـاف هو حبيبته ،
برغم إنه أكيد بإنها هي الأخرى قد تسلـحت بـأفضل الدفاعات التي قد تحتـاجها عند هجومه ، لكنهآ بالتأكيد لن توازي مـا يحمله لها مستقبلآ
لين .. يـا حُلمآ آرق مضجعي لـ عقود ،
هل أصبـحت واقعـا بعد طيلة إنتظآر ؟
إرتديتي خآتمي يـا حُلمي ، أو تعلمين بإن مـآ كآن أسعد مني سوى الخاتم
قـد يكون هو الأخر سعدَ لأجلي ،
كم تمنيـت الربت على كتفك يـا عُمري فقـط لأجعلك تشعرين بإنني موجود لك و أن لم أظهر ذلك ،
سـ أكون دوما الـرجل الذي تحتآجين إليه .. دوما !
إن شاء الله
و لكن إغفري لي عذابات سـ أسلطها على قلبك ِ أولآ
و سـامحي ثـأرا عليِه أن يطفأ بـ مـاءكِ
مصـآصة دمـاءي ، كم أتمنـى أن يهديك الله و أنا للصلاح
و يرحمني من ذنب إقترفته لأجلك بحق من لا ذنب لها سوى الموافقة على عـاشق لكِ
مُتيمٌ بكِ ،
كم أمقت قلبي أحيـانا ، لـ يثير شفقتي أخرى !
قد عانى الكثير .. و عليه ان يتنحى عن العمل .. بإجازة وقتية .. فـ يترك الـ خيط و المخيط لـلعقل و المنطق ،
فـ ها أنتي بتِ لي .. و لآ شئ سيحول بيننـا بعد ذلك إن شاء الله
لا شئ سوى .. كرامتي .. و كبرياءك !
أو ترينهم أشـداء ضـد ما ينبض في الصـدور ؟!
.
.
.
(1)
وأخافُ يوْمًا
أنْ أُحِبَّكِ فوقَ ما تتحمَّلينْ
وأخافُ أن ألقاكِ نَهرًا في دُموعي
وأخافُ أن ألقاكِ يَومًا في ضُلُوعي ..
نَهرًا من الأشواقِ ،
نَبْعًا مِنْ حَنينْ
وأخافُ أنْ ألقاكِ شَمسًا
دِفْؤها لا يَستكينْ
وأخافُ يا قََدَري الذي
قد خُطَّ مِن فَوقِ الجَبينْ ..
من بَعدِ أن أهوى هَواكِ تُسافِرينْ
(2)
وأخافُ يا عُمري أنا
يَومًا تُفرِّقُنا السِّنينْ
بالرَّغْمِ من أني أخافُ وتَعرِفينْ
قَلبي يُحِبُّكِ
فَوقَ ما تَتصوَّرينْ
ما زِلتِ في قَلبي وعَيني
تَسكُنينْ
يا أجملَ الأطْيارِ تَشدو دَاخِلي
يا مَوجةً نامَتْ بِحِضنِ سَواحِلي
عَيناكِ أجمَلُ من حُقولِ الياسَمينْ
وأخافُ يَومًا أن أُحبَّكِ
فَوقَ ما تَتوقَّعينْ
فالعِشقُ عِندي
غَيرُ كلِّ العاشقينْ
عِشقي أنا كالنَّارِ ،
كالإعصارِ ،
كالزِّلزالِ ،
كَالبُركانِ ،
عِشقي ثَائرٌ ..
لا يَسْتَكينْ
عِشقي كَسيلٍ جَارفٍ ،
نَهرٍ يَصُبُّ مَشاعري في الآخَرينْ
عِشقي عَطاءٌ دَائمٌ
فَإذا طلَبْتِ الشَّيءَ كانْ
وإذا طلَبْتِ العُمرَ هَانْ
لَكِ دَائمًا ما تَطلُبينْ
يا مَن مَلكْتِ الرُّوحَ ،
والقلبَ المُعذَّبَ بالحنينْ
رِفقًا بمِنْ تَتَمَلَّكِينْ
الم يكفيهم الـطرق على شـاشات هواتفهم ليصلوه ، فـ أصمتهم بإغلآق هاتفه ليزعجوه هذه المرة بالطرق على باب المنزل ؟
أنى لهم أن يعلموآ إنه هنا ؟!
تبـا .. لا أحد يود تركه بمفرده ، حتـى حقوق جلد الذات غير معتمدة بمجتمعه ، يودون تخريب كل شئ حولهم ،
تكـاسل وهو يتـحرك نحو النوافذ الطويلة .. تلك التي رسم عليهآ الغبـار بفرشـاة مبعثرة الـ شعر ،
لمح رأسيهما من فـوق الـبآب .. فـ إبتسم سـاخرآ ، و من يكون غيرهما لـ يملئان جُوه بـ شعور الإختناق فوق كـآبته التي تـأكل أطراف حويصلآته الهُوائية
خرج ببطـئ و سيجـارته لم تفآرق يده رغم علمه بـ نفورهمـا الشديد منهـا ،
مـآ إن سحب المقبض دفع آلن الباب ليدخل اولآ قـائلآ بـ إنزعاج : زماااااال إنتتته ؟؟ صااارلنـآ سااعتييين ندق عليك .. ومبقيينا مكـان مرحنـاله ، بيبيتـك قالبه الدنيـا عليك
رفـع حـآجبه و بقي متمركـزآ في موضعه وهو يستـسخف ثورة رفيقه ، لـ يـدخل عمر بهدوء فيغلق الباب خلفه مردفا : لتصدقه .. رأسـا عرفنا إنته هنـآ .. بس ليش غالق موبايلك .؟ ترة بيبيـتك كل شوية تخااااابر .. ما اعرف شعدها !
و ما الذي سيكون بجعبتها غير تسـاؤلات عن حآل تلك التي تركهـا فجرا بمفردها ؟
سخر عندما تذكر وضع جدته حين نـاداها بعد الصلآة كي تـعود للمنزل سريعــا .. بالتأكيد فهمت ما حدث .. إذن مالذي تريده الآن ؟
أينقصه حديثها هي الأخرى ؟
دخل خلف الإثنين .. لـ يجد آلن مشمئزآ من المكـان وهو يـتآبع المنفضة و بـقايا الدخآن في الأجواء ،
أدآنه بسرعة : من شووكت حضرتك رجعت تدخن ؟؟ لو من حسيت هاي آخر أيـآمك قررت تـبيعهـا ؟
نفـخ هواء صـدره وهو يسدل ستـائر جفنيه ، لآ يود العرآك الآن .. جلده لم يستعد عافيته بعد
عُمر تدخل بـ روية : آلن .. مجآيين نتعارك .. أقعدوا خلي نشوف جآرة
ليـعترف بلآ إحسـاس : مالها جارة عمر .. و قوول لـ صاحبك .. عنده حجاية براسها خير خلي يقولها ما عنده خل ينجب ، ترة والله رووحي واصلة لخشمي ومابيه آتعااارك
هزأ آلن بـ حدة : حقك يـآبـة .. مسـ..!
قـآطعه عُمر مسرعآ : آلن والله إنته تتحارش .. يمعود قول يا الله .. هسة وكت خبالاتكم ، مو كافي فضحتونا هنااااك ؟!
تقدم آلن نحو الأريكة ليجـلس متهكم الملآمح من غير أن يعقب شئ عما قيل ، رفع بالهـآتف من قربه لـ يشغله بهدوء و هو يردف : شوف بيبيـتك شتريد هسة .. يمكن صاير بيهم شي ،
عقد حـآجبيه و هو يقترب لـ يمد يده مطآلبا بهاتفه : إنطيني شو
ما إن إستلمه همهم بـ تفكير : شنو خابرتكم إنتو ؟
أجـآب عُمر : إي خابرتني ، ديللآ شوفـ...!
تبآدل النظرآت مع رفيقيه حينمآ تعالى صوت النغمة المملة ، إبتسـم سـآخرا و أجآب المتصل موليهما ظهره : نعم ؟
جـآءه صوت جدته تشتعل غيظـآ : هااااااي ويييينك ولــك ؟؟ وييييينك ؟؟ نعلعلاااا اهللللك .. ولك عليي شمسووي بالبنييية ؟؟ قلي شمسووي بيهاااا ؟؟ ولك مخفت ربـــك ؟؟ لك موو عندك آختتت ,, فهمننني شلون وياااك هااا ؟؟ آلووو ؟؟ آلوووو ؟؟ علـــــــيييي ؟؟!
أخرج صفيرآ حـآدا من أنفه : هااا هاااا شبيييج ؟؟ و بعدين شسوويت ؟ دخيل الله عوفيني بحالي
لتصرخ من جديد : اعووفك بشنوو ؟؟ ولك هسة آنته شفرقت عن الكلب الحيوان عبد الملك .؟ قلي شفرررقت ؟!
سحقـآ
لقد أخبرتها بكل شئ ،
هدأ صوته لـ يحقق : و هذا شجآبه بالنص ؟
صم إذنه صيآحها .. بالفعل وقتهآ أصـابه القلق من أثار جـانبية قد يتسبب بها هذا الغضب : شنووو شجااابه ؟؟ بعدك تكذب علييية ؟؟ شايفنييي قشممر قلت خلي آمشي قصة براااسهااا .. لا و الثولة هيية الي مشت وراك مثل العمياااا .. مشـــت و خلتك تطيح حظها و حظ اهلهآ . . و حظظظظك إنتته هممم ، و هسسسة ورة موقع الفاس بالراااس جتي حجتلي كل شششي
عآد أدراجه نحو الطآولة لـ يؤدي بحياة هذه الضحية الجديدة في المنفضة .. مرددآ بـ ثبات : بيبي يمعودة على كيفج .. ضغــطج رح يرتفع و مآكو يمج آحد .. إهـــدي شووية
لـ تصر بـ حرقة قلب : تخااااف علييية ؟؟ هسة صرت تخاف ؟؟ و مخفت من ربك بالي سويته بهالمسكينة ؟؟ شوووف .. هسسسسسة ترجع لديـآلى ، تعرف شنوو هسسسة ؟؟ البنيية رح تموووت من البجــي .. و لك وآلله حتى عيون مبقتلهآ .. من رحت لهسة تبجي .. خاف الله يوووم .. تعال طيب خآطرها شوية .. و الله تكسر القلب
دعس بـ عقب السجآرة بشدة ثم إعتدل واقفا و يقينـا يعلمه أن الرجلين يتابعان تفاصيله بدقة .. لذا كان عليه الحذر ،
سعـل بخفة لـ يردف : بيبي بـاجر تخلص أجازتي .. لازم اداوم .. الخميس إن شاء الله جاي
لـ تصرخ من جديد : ياااا خميييس ؟؟ ولك تمووت منا للخميس والله تمووت
لـ تهدأ وتيرة الصُـراخ تلك حتى تلآشت .. فـ بات الصوت مرتجفا قلقا : يمة شسويت بنفسك أروحلك فدوة , يوم وآلله ابوها ميخليك عايش . .ولك ليييش حرقت قلبي هيجي ليييش ؟
دلك جآنب جبينه بـ إرهـاق .. ثم ولج خـآرجـا .. سيفضح أمره إن بقي أمـام عيونهما المستذئبة ،
و ليس هو من يكون فريسة سهلة لأحـد
حـاول تقبل وجعها بـ هدوء : بيبي .. دخيل الله مابية حيل للحجي ، بس إنتي إهدي .. وقولي يـا الله .. و إن شاء الله ميصير الا الي يرضيج
بـ يأس أردفت : ميصير الي يرضيني .. و لآ رح يصير ، آخ آآآخ .. آخ منك و من بلآوييك . .و أني أقول ليش جابني .. و لينـا المسكينة وين ؟؟ فهمني ؟؟ خايف عليهاا و موديها يم عمامك ليروح ابو البنية ياخذها و يطيح حظك و حظهآ
عربـــدت بصدره العشرات من الخيول العربية الأصيلة ، فـ ضربت أظلآعه تباعا حتى صيرتهم أجزاء صغيرة ،
قبضة يده المتكورة كـادت أن تفلت من ساعده وهو يـجيب : بيبي كااااافي .. و لينا ببيت عمي .. و .. هسة مو وكتها بعدين أقلج .. بس !
لتقـآطعه : شنو بعدين ؟؟ زوجتها لصديقك ؟؟ هااا ؟؟ خربت حياة أختك همين ؟؟
إستغفر بـ صوت جهور : بيبــي .. ترة طلعتي رووحي .. كافي صيآح و ديري بالج على صحتج .. و .. روحي شوفي البنية .. لتروح تموت
إستدرجته : تموت ؟؟ و اذا ممـآتت ، مو أحسن ممآ ترجعها لأهلها و يكتلوك و يكتلوهااا ؟ خليها على الاقل بس هية تموت .. و قبلهااا جآوبني .. شسويت بأختك الثوولة ؟؟ علي دير بااالك تزوجها لوآحد متزوج .. حرام عليك مرته شنو ذنبهااا ؟؟
زفـر بـ حرآرة : زوجتهآ بعد .. خلص الموضوع ، و عمر خوش عمـ..!
قاطعته : إيي أدري خووش عمر .. و يسواااك و يسوى راااسك .. على الاقل خايف على امه و خواته مو مثلك .. تشمر أختك منا و مناااك
إستطـرد بسرعة : شوفي اذا مسديتي التليفون رح أسده أني
بإستفزاز مُزعج طرق رأس شياطينه : سده .. هوة بس هاي باقية .. حتى صدق يخلف الله على خلفة سعاااد و تربية سعـاد
فرك وجهه بفقـدان صبر .. وخيط للتحكم بالاعصاب كاد أن يفلت قسرا ، إنها تنوي الاطاحة بـ لجام الكبح ذاك فيترك له و لشياطينه الاحقية كي يـبدعوا بـ الدناءة ،
هذه المرة عادت نبرتها لتهتز بـ ضعف : إسمعني ،، ما اكون بيبيتك ولا اعرفك اذا مجيت اليوم
اكفهر وجهه بـ ضيق : باعي الساعة ببيش ، رح تصير بالـ8
ليأتيه حديثها لاذعا : و اذا ؟ قابل خايف
ليقرر اثارة قلقها : مخايف وانتي تدرين ،، بس انتي متخافيين علية ؟
لتجيبه بـ مقت : واني شعلية ؟ خلفتك ونسيتك ؟ شو امك الي هية امك مدايرة بال .. تشوف كل هالمصايب و تسكت ،، فأني شكوو حارقة قلبي
إبتسم بسـخرية ،، إنها محقة ، و لكن موجعة بعض الشئ ،، تعايره بـ لا إهتمام تغدق عليه به والدته ، تلك التي سببت بـ بناء صروح الجليد حول مشاعره
فـ بات عنده الضعف مخجلا
و الإحساس بالغير معدوما
و أما الحـب فقد كان محرما
إذ كيف يحب وهو لم يكن محبوبا من الشخص الوحيد الذي حبه يتغلغل الاعماق بفطرة بني البشر ؟
عاد صوت جدته يعبث بالمحضور من الاسلاك : ها ؟ محتجي ؟ يعني اروح لخوالك و اقلهم على مصيبتك السووودة ؟
حذرها بقلق لمثل هكذا تهور : ديررري باالج تسويهاا ،، بيبي اذا سويتيها رح تكبر ،، و محد وااقع بيها غير البنية ررح تنفضــح
اصرت : ليش هية صغيرة حتى اكبرها؟ لو هسة قمت تخاف عالبنية ؟
زفر بحدة وترقب يحتدم بـ وقاحة مع نبضات معدتـه ، ما بالكم تستغربون ؟
نعم إنها معدته و هو اعلم بجسـده منكم
قليلا و تحدث : زين انطينياهه
استنفر صوتها : أقله مدتحجي ويااية ،، هالمرة تريدها تحجي وياك ؟ صدق متستحي
كان كمن يقتل قتيلا ليقف بأول صفوف تشييع جنازته ، يعلم ذلك جيدا ،، كرر طلبه بإقناع اكبر : حتى لو متحجي ،، على الاقل اني اقلها كم حجاية اسكت بجييها بيهم
و كانت صفقة مغرية ،، و برغم كونه مجرد عرض ولا ثقة بـ مقدمه إلا إنها يبدو قد رضيت ،، حيث ان خشخشة حركتها في ذلك البيت الصغير وصلته ، بعد ذلك تناهى له صوتها من بعيــد و كانت تحادث الضحية المجار عليها ،
لم يفهم شئ من تلك الذبذبات البعيدة ،، إلا إنه فجأة إستثقل ما بصدره من اعضاء .. فشعر بها تتدلى على شفير النيران لتصلى الحميم
أخرج من جيبه علبة السجائر بيد واحدة ، فـ إختار احداها ليضعها بين شفتيه المزمومتين بـ أنامل متقلصة .. ثم اعاد العلبة مكانها ،، ليخرج الولاعة هذه المرة فـ يشعل سيجارته بذات اللحظة التي وصله به أنين خبيث
ذاك الانين ، تبا له .. علم منذ زمن كيف يتخلل عقله فيخدره ، تاركا للجنون نصيب في التمسك بزمام الامور ،
رمى بولاعته في جيبه و سحب نفسا حادا من سيجارته ليملأ صدره بـ دخان قاتل ،،
فرك منتصف جبينه بـ كسل و صوته تردد ليتسلل بثبات الى اسماعها : مو كافي بجي ؟
شعـر بتقلص عضلات جهازه التنفسي و كإنما قد كان مريضا بأحد الإلتهابات الحادة فور سماع شهقتها تلك ، انهيار بروج السيطرة على الذات تبين له بذلك النحيب ، إذ إنها اكملت البكاء مستفهمة بكلمات متقاطعـة : هالمـ ـرة تتعـ ـ ـارك لإن قلـ ـت لبيـ ـ آآه ،، شتسـ ـوي اكثـ ـر يعنـ ـي ،، اصـ ـلا بعد ميهـ ـم شـ ـي
ضغط على الهاتف ذو السمك الرفيع حتى شعر بإنه قد يتحطم ،، فـ خفف الشد الجسدي ليتحول لـ معنوي ، حين وجد نفسه صامتا امام ما تتفوه به من حماقات ،
فـ أكملت هي بحرقة القلب ذاتها : شكووو مخاابر ؟؟ انتتته تدري انـ ـ ـوو انــي استـ ـآهل ؟ لإإن كلـ ـه منـ ـ ـي ،، أني سكتتـ ـ ـلك ، خليتـ ـك تتفرعـ ـن .. جنـ ـت متـأكـ ـد حتى لو رجعـ ـت لأهلي مااا اقللـهم عليـ ــك ، لييييش ؟ لإن زمااالة و حيوااانة
بشـراهة سحب نفسا بشدة فتقلصت عضلات صدره و القصبات بشكل مفاجئ و عنيف رافضة هذا الكم الهائل من السموم التي اندفعت مرة واحدة لداخله ،،
سعل كـ وسيلة دفاع من قبل جسمه فـ أبعد الهاتف قليلا و عيناه تحمران لـ ضغط إرتفع تلقائيا ،
اعاد الهاتف لموضعه و قبل ان يجعلها ترشقه بـ رماح التأنيب تلك تحدث مسرعا : الي صار مو حرام حتى تموتين نفسج ، و اهلج ميقدرون يسوولـ ـ
لتصرخ به بـ هادر من الصوت و مشتعلة من المشاعر : إنتتته شنوو ؟؟ متحسس ؟ لييش يعني انوو اتزوج من دون علمهم مو حرااام ؟؟ والله اكبر حراام والله ،، و حقهم لو يذبحووني ، و رح يذبحوك انتته هم آآه
شعر بها تختنق بـ شئ تود قوله ،، فـ تباطئت حشرجة أنفاسها ،، لتهمس بعد حين : ترة ما ارجعلهم بعـد ، و اذا جبرتني اعوف البيت واطلع ، أصلا بعد ماكو شي اخاف منه
صـدم بالفعل ،، فـ وجد لسانه يتثقل بالحروف إلا إنه يأبى التحرك ، و كإنما تنميلا اصابه ،
زفر دخان صدره و كإنه معه زفر المخدر الفارض عليه الصمت ، فـ أصدر بعدها سيلا مقنعا من الاحاديث : و تبقين طول عمرج هيج ؟ هذا هم حجي ؟
أجابت بضعف : لعد ارجعلهم بصخاام الوجه ؟ لا والله ما اسويها
فرقـع المغلي من ماء صدره ليحذر : انتي متزوجة
إرتفع بكاءها مجددا ،، لتردد : و انته قلت لو لينا تسويها رح تذبحها
اشتدت اعصابه اكثر : بس انتي مو بيدج ،، كل الي صار من وراية
فـ فلتت منها كلمة واحدة صلبت جسـده الضخم بأكمله : ليش ؟
لم يجد قولا يـعلق عليه خطأه ، فـ عادت تتسآءل متوسلة : بس لو افتهم لييش ؟ تريد تنتقم منه و تحسسه انو خسر بتتته زين اكتلني احسسن ، والله لو مخليهم يكتلووني احســن من هالمذلة
لتشرأب أنفاسها تباعا : بس تدري ، خليتني اكرهه ، صدق صرت اكره ابوية ، لإنو لو مو هوة ظالم جان رب العالمين مسلطكم علية يمكن دعاوي المظلومين الجوة ايده خلتني لعبة بيدكم
أن تضعه بذات القائمة السوداء مع أولئك الإنتهازيين و السماسرة لأمر يثير حنقه ، ود لو يفرغ فوق أسماعها غضبه ، إلا إن ذرة من الشفقة سكنت قلبه ليتركها و شأنها فـ هم بها يكفيها بل و يفيض كيلا !
عادت لتتحدث : دخيل الله بعـد إنسى وجودي ، و اذا بيبيتك تريد ترجع لبغداد عادي خلي ترجع ، واني ..... انـي ، ما اعرررف
ليضيق الكون و يصير بمقدار ثقب إبرة امام مرآها ، لتنهار مجددا بـ نحيب : عللليي ليييش هيييجي سووييييت بييية ؟ ليييـ ـ ـش ، قلـ ـي شحيصيـ ـر هسسسة ؟!
حاول إسكاتها بـ صوت مرتفع بعض الشئ : خلــص كااافي بجي ، الي صار صار ،، و ... اذا .. تريدين ، ارجعج لبغداد ، و .. اقعدج بشقة ،، لحدما القي حل وو !!
قاطعته بـ غل : بالنسببة الك الي صار صار ، أما اني انتهيييت ،، و ما اريييد منك شي ، بس اكفيني شــررك
تنازع العقل و اللا عقل فيما بينهما ،
فـ أيهما سيكون الاحق بالـ نصر في مثل هذا الموقف ؟
تحدث بعد برهة : اني هسـة دا افكر بحل ، و مرح اخليج هيج .. سمعتــي ، أريد أذل ابوووج ، بس ولا مرة ردت أأذيج ، و عمري ما رح افتخر بدمعة بجيتيها من وراية !
صمتت ، فـ فعل المثل !
ثم ... صوت إنقطاع الخط هو ما فصل بين انفاسهم المتعالية ،
أنزل الهاتف ليشرد فكره في الحديقة امامه ،
لقــد حطمها ،، و هنالك شئ صغير ،، قد تخدش به إثر ما فعل
.
.
.
نِهَـآيةْ الإدآنة الأُولى
حُلمْ
[/COLOR]
|