كاتب الموضوع :
حلمْ يُعآنقْ السمَآء
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم
صلآتِكُمْ أولآ .. أحبتي !
البَرَآءَةْ السَـآدِسَـةْ عَشـَرْ
(1)
لأنَّ الشعرَ في دَمِّي
وفي عَظمي
وفي لَحمي
سَأغمِسُ داخِلي قَلَمي
وأزرعُ كلَّ أوراقي
صَباحاً قادِمًا أخضَرْ
وطَيْفَ سَحابةٍ تُمطِرْ
أحاسيسًا على الأسطُرْ
يَدورُ العُمرُ لَنْ أعبَأْ
لأنَّ مشاعرَ الفنَّانِ لا تَصدَأْ
ستبقَى ثورةُ الأشعارِ بُركانًا
ولن تَهدَأْ
سأكتُبُ فوقَ جَفنِ العينِ أشعاري
وأُخفي
بينَ أبياتِ الهَوَى العُذريِّ
أسراري
وأسقي أحرُفَ الأبياتِ مِن عُمري ،
ومِن عرَقي ،
ومِن ناري ...
وإنْ مِتُّ ..
سَتُنبِتُ هذهِ الكلماتُ أشجارًا
على قَبري
تُظَلِّلُ فَوقَ زُوَّاري
(2)
أنا الإنسانُ والفنَّانُ والشاعِرْ
أنا الحُزنُ الذي يَمتدُّ كَالدنيا
بِلا آخِرْ
أنا المَطعونُ في قَلبي
أنا المَجروحُ في حُبي
أنا المُتمرِّدُ الثائرْ
أنا المُتعذِّبُ ، المتألِّمُ ، الساخِرْ
أنا مَن تَسكُنُ الأحزانُ في قَلَمي
أنا يَمتَصُّني ألَمي
لأكتُبَ هذهِ الكلِماتِ
أُنشِئُها مِنَ العَدَمِ
(3)
أنا الفنَّانُ غَنَّيتُ
ونارُ الجُرحِ في عُمقي
وعِشتُ العُمرَ مُنتظرًا
تَلوحُ الشمسُ في أُفُقي
أنا المَسجونُ في قَلَقي
وأشعُرُ دائمًا بالخَوفِ
سِكِّينًا على عُنُقي
تُقطِّعُ في شَراييني
يَشُقُّ بِداخِلي نَهرًا
يَصُبُّ مَرارةَ الأيامِ في حَلقي
لأنزِفَ هذه الكلماتِ
مِن وَجَعي
ومن ألَمي
ومن أرَقي
(4)
أنا النَّايُ الحَزينُ الصوتِ
والنَّغَمُ الذي يَسحِرْ
أنا الإحساسُ دَفَّاقًا
ومُنهَمرًا على الأسطُرْ
أنا مَن يَنحِتُ الكلماتِ
كي تَغدو تَماثيلاً مِنَ المَرمَرْ
وأزرعُ دائمًا شِعري
بَساتينًا على الصفَحاتِ
كي تُزهِرْ
وأمضي بينَ أبياتي
أرى نَفسي
أرى ذاتي
أرى وَجهَ انفِعالاتي
وبينَ السطرِ والسطرِ
أذوبُ ..
أموتُ ..
أنتَحِرُ
لأُهديَكُمْ كِتاباتي
لـ : عبد العزيزْ جُويدة
شعرت بـ صوت والدتي يقتحم سكون الغرفة فتصلب ظهري بذلك الإستلقاء ،
اسندت جسدي بكفي لأجلس مرحبا بها ، نقلت نظراتها الى الأسفل فـ انزلت يدي أرفع ذلك الهاتف ، ثم رميته بـ لا مبالاة قربي ،
إبتسامتها السمحة جعلتني أشعر بنصل السكين يدمي خافقي الاحمق ،، قالتها يوما !
إنها تخاف أن أجعل رأسها يتطأطأ أرضا أمام رفيقتها ؛
إستقمت بـ هدوء : يوم ، تعااالي شوية اريدج بشغلة مهمة
نظرت لي بمكر : شنووو ؟ تريد تقدم موعد العرس ؟
اصاب عضلة لساني نوعا من الشلل المؤقت ،، فـ إتخذت الصمت حليفا لأشير لها بالإقتراب علي اكتسب بعض الوقت لكي أستعيد قدرتي على النطق
بان التوتر بصوتها وهي تتقدم لتتخذ سريري كـ مقعد مريح : خير امي ؟ عمر لتووقع قلبي و قلي بسرعة شكو ؟
أشرت لها بيميني لتهدأ : على كيفج يوم لتخترعين ، بس شوية الشغلة معقدة
أخذت انفاسا متباعدة و انا اقف امامها بـ جسدي الملتهب : يوم ، تدرين شنو انتي بالنسبة الي ؟ والله الروح ترخصلج ، و تعرفين اخر شي اتمناه انو ازعلج مني
مقدمات كهذه لها وقع مخيف في النفس ، اخرجت زفيرا حادا : عممر بلا هالحجي قلي شصاير و لتطلع روحي
إبتسمت لأسحق غضبا بات يظهر في عينيها : عندج ثقة بإبنج ؟!
هددتني : عممممممممر
حافظت على وتيرة التماسك : يوم ، علي يريد يزوج لينا ،، و هية ممواااافقة
جائني صوتها بـ شئ من الصدمة : صـــــدددق ؟؟ لاا ،، والله مو طلعة من علاوي ،، ليش يريد يغصبها زين ؟
زممت شفتيي : تورط بمصيبة كولش خطرة ، و يريد يضمن حياتها اخاف يصير له شي
ضربت صدرها برعب : يمممة اسم الله الرحمن عليه ،، ولك يوم شدتقول ؟؟ ليش لهالدرجة الشغلة خطرة ؟ زين فهمني ليييش ؟
هززت برأسي تائها : يوم شغلة طويلة ، المهم هسة لينا !
لم تتكلم ، و انا لم استطع النظر مباشرة في عينيها ، فأنا أعلم بإنها ستجردني من مشاعري حال ما تقابل نظراتي ، أكملت بهدوء : البنية تقول اموت ولا اتزوج بهالطريقة
بـ صرامة إستجوبتني : و انته شمدريك ؟
فركت رأسي بـ غضب داخلي : هوة قلي
تسلحت بما املك من جرأة لأرفع نظراتي نحوها و انا اكمل : يوم ،، هية هسة قاعدة ببيت عمها ، و علي ببيت آلن ، وضعهم صدق خطر ، و احنه خايفين عليهم ، بس هية متتحمل بيت عمها واكو واحد خاطبها فعلي يريد يستغل الوضع
أجابتني بإهتمام : عمر شنو هالمصيبة الي مسويها علي ؟
اخرجت من صدري زفيرا حارا : يوم والله سالفة طويلة ، المشكلة هوة مغلطان ، بس وقعت براسه المقرود ،، المهم ،، هسـة اني .... يعني .. ' جررت بنظراتي لأقصى الغرفة ' أني اريد اعقد عليها و أجيبها يمنا ، يوم يحتاجون وقفتنا !
بهت لونها و فتحت ثغرها بـ صدمة : نسيت زينب ؟
هززت برأسي و أنا أشتعل بـ نارا احاول إخمآدها بداخلي : اول شي اقللها ، و اشوف ردها ، أني ما اريد اظلمها ، و زواجي من لينا مجرد شي وقـ ـ ـ!!
لـ تقف أمامي غاضبة للمرة الأولى في حياتي : انتتتته تخبببببلت ؟؟؟
؛
لم تصدمه تلك الانفعالات الناضحة من مقلتين متعبيتين لأغلى من يملك في حياته ، حاول التحلي بالصبر المهزوز وهو يـمد لها يده ليمسـك تلك الكف المرهقة : يووووم بس إسمعيني و بلا صياااح
لطمت يده بعيـدا و هنالك ما يغلي بـداخلها : وخرررر مننني
إستطردت وهي تهدده بسبابة يمينها : أننني سـألتتتك ،، عممر سألتك اذا بعدددك تريد البنية ،، و إنته قتلي لأ ،، قتلي بت ابو علي مو الك للموووت ، خليتني امششي ورااك و اسلم رايتي بيدك
هزت برأسها متوترة ، غاضبة !
لا تستطيع إبتلاع حروفها و كبح جماح الغضب ،، يريد الاقدام على الجنون بعينه ،، إنه ما زال يعشق تلك الفتاة
الأمر يبدو جليا في فكرته البغيضة ذاتها ، ماله وهي ؟!
فـ لتتزوج حتى و إن لم تكن راضية ، ما دخله ليحشر جسـده بتلك المعمعة !
أسندت كفها على الدولاب الخاص بالملابس لتقول بـ حدة : عمر شيييل هالموضوع من بالك ،، يوم اني امك و اعرف مصلحتك ،، لتجييب المصايب لنفسك و خاف الله ببت الناس
تشنج ملامحه دعاها لتكمل بـ إصرار : لووو محمد خطيب اختك يسويها ،، بعده مماخذها لبيته و يعقد على غيرها لو شما جانت الاسباب فهمني شتسوووي ؟ ' و بنبرة اعلى ' رح تقلب الدنياااا على راااسه و تخليه يعوف اختك لإن ميستاااهلها مووو ؟؟ بنات العالم مو لعبة عمر .. حرام عليك امي ،، حـرااام
انتفخ رأسـه بغضب ذاتي ،، نعم ،، والدته محقة ،، فـ لو كان ما يفعله بـ زينب قد حدث لإحدى أخواته ما ستكون ردة الفعل المناسبة التي تشفي غليله ؟!
هل سيكفيه تهشيم رأس نسيبه أم فقأ عينيه ؟
يا الله
ما الذي ادخل نفسه به ؟
كيف إستسلم لـ عقله و ربط نفسه بذلك الوثاق السميك بـ زواج لم يتمناه يوما !
و يستحق الآن أن تفقأ عينيه و يهشم رأسه هو الأخر !
لقد إستعجل بـ سيناريو رد الكرامة ،، و ادخل طرفا بريئا لا يد له ليتلوث معهم في تلك الجريمة النكراء
ما ذنبها الآن ؟
يارب ،
عادت كلمات والدته تـوقد ذلك الحطب المكوم في تجاويفه : عمر ، هالفكرة شيلها من بالك ،، حبيبي فدوة لطولك لتأذي نفسك و خلي البنية تشوف نصيبها بعيد ،، انته شمدريك يمكن خيرة الها و الك ؟ ان شاء الله تتهنى و انته هم الله ينور طريقك وية خطيبتك و تنساها
و بـ عقلانية إقتربت منه لـ تسحب بكف يده مكملة بأمل بعثه في داخلها صمته : امي انته .. اني متأكدة انته مقتنع بحجيي ، و متأكدة مرح تظلم زينب ،، عمر الحياة متوقف اذا واحد ما اخذ الي يريدها ،، حبيبي انته مؤمن و تدري هالتعلق الزايد حرام ،، حب ربك و انسى عباده
بـ هدوء حرك يده ليمسك هو بكفها الحنون فيرفعه نحو ثغره ، قبله بـ الكثير من الإحترام و المحبة الصادقة ثم قرر رمي اوراقه ، لن يتنازل
ليس بعد أن أصبحت اللقمة على شفا فمه وهو صائم منذ عقود ،، فقـط بالتعامل اللين سيستبيح رفض الجميع ،، و إن لم يستطع ، فـ سيتناول لقمته تلك عنوة
لن يتركها بعد أن فاض كيله من جوع السنين المنصرمة !
إستطاع إخماد ذلك الشعور البغيض الذي التف كحبل حول عنقه ليخنقه ، شعور بالذنب يكاد يـفتك بأنفاسه الضعيفة ، و برغم إنه لن يتمكن من قطع ذلك الحبل الغليظ ، الا إن إرخاءه قليلا سيفي بالغرض في الوقت الحالي
و ليخنقه لاحقا لا يهم !
انزل يد والدته و عيناه تضيقان بـ مقلتيين يجتاحهما الضيق ، هدوء صوته جاء صارما ، عنيدا وهو يعترف : لتزعلين مني ام عمور ، بس .. الي تقوليه صعب ،، البنية قدامي ، و محتاجتني هية و اخوها ، و إنتي تدرين علي اخوية ، شلون اعوفه حاير و اسكت علمود حجي نسوان ؟
اضاف وهو يتابع حملقته بـ بؤبؤيها اللذان يتحركان بتوتر سريع : اخذي مني حجاية ، الي يصير مرح يأثر على زينب و لا على زواجي ،، هية فترة ،، و بعدين الله وياهـآ
سحبت يدها بـ شئ من الغلظة : عمر لتخبلني ، إحنة مقاااعدين بمسلسلة ، و بعدين هيجي زواج يعتبر باطل ، قبل لتعقد انته ناوي تطلقها ورة فترة ،، وين اكو هيجي شي ؟
ثم إستطردت بـ فطنة : و تريدني بعد اصدق حجاية منك ؟ إنته بس عرفت رح تنخطب غيرت رأييك و تريد تفشلني قدام العالم ، هسة تريدني اصدق رح تعوفها ورة متصير الك ؟
إرفقي بي يامن نبت في أحشاءك !
ظناك يـتقد صدره بإنفجارات عدة ، واحدا تلو الأخرى ،
و أنتي تزيدين من البارود
لم ؟ كي أشتعل أكثر و يحيل جسدي لرماد أمامك ؟
صدقوا حين قالوا أن الأم تعلم ما لا يعلمه احد عندما يتعلق الأمر بمن سبحوا في رحمها لـ شهور ،
أ تراني سأعتقها بعد أن أطبق عليها بكلتا يدي ؟
أ أستطيع فك أسرها و تحرير جيدها إذما أكون قد أحكمت شد قيدها بي مسبقا ؟
إن صدق الجميع هرائي فلن تفعلي يا ام هذا الشبل ، و ها أنتي تقابليني بالصد لـ خوفك مما قد أفعله بعد أن أحجز عقلي في صندوق مغلق لأبتلع مفتاحه تاركا لذلك الصغير السهل الإعتصار الجمل بما حمل
فـ ليتصرف كيفما يشاء
إنها لقمتي يا أماه ، و لن يقترب منها غيري
لن يشتهيها أحد بعد أن أضعها في موقدي الخاص ،
فـ أشويها تارة ، لأقليها أخرى
و حتى لو لم التهمها يوما ، فهذا امر يعود لي
إبتعدت قليلا لتفرغ ما بجعبتها من نارا تسعر ، فلتهديه من الحروف السعها ؛ عله يسترجع صوابه و يكف عن جنونا مس بعقله : شوف ، حجاااية وحدة اقلك ، إذا سويتها و ...!!
إرتفع خده اليمين بإبتسامة شقية يحاول بها إطفاء تلك النيران : أسويها ، يوم ، أسويها فـ لتقولين شي لإن مرح اغير ولا رح ابدل حجايتي
زمت شفتيها و عقدة الذنب تتكون في كل وريد و شريان بجسدها ، فـ لا دماءا تشرأب أنسجتها
هي من عرضت عليه زينب ، و قد تكون هي المذنبة الأولى في جريمة كهذه ،
هي من صدق كذبته الخرقاء تلك بنسيان ' بت ابو علي ' ، و هي من تمنت له العيش مع من تستحقه !
هاجمت من جديد ، فلا بد لها من الإستمرار في الرفض عله يتزحزح من دائرة العناد تلك التي يتسرب لداخلها للمرة الاولى : زين اذا مقبلت مرتك ؟ أو اهلها ؟ شتسوووي ؟
جيد ، بل ممتاز !
لاحت له تلك الراية البيضاء المخذولة ، تلوح بذل هنا و هناك ،
نظرته هذه المرة كانت أعمق وهو يجيب : لكل حادث حديث ، أهم شي انتي ، يووم ،، انتي تعرفيها من جانت صغيرة و تقدرين تعامليها مثل بناتج ، قلبج الطيب ما رح يخليها تحس بشي
لـ تـدق مسمارا اخر على ذلك الجدار المدمى بـ شقوق ملتوية : و قلبك الطيب ؟ يظلم زينب ؟ زين تتوقع الله يوفقك وية لينا وانته ظالم بت الناس ؟
جف صوته ، إستخرج من اعماقه صوتا اخر لا يمت له بصلة وهو يعلق : منو قال اظلمها ؟ أني من البداية اخليها بالصورة و افهمها الموضوع
لتستنكر : شتفهمها ؟ تقلها اتزوج اخت صديقي عالورق و فترة واطلقها ، أتزوجها شهامة و فزعة ، وبالحقيقة انته كذاب تريدها طول العمر ؟ تريدها وحدها و جنت تتمنى هيجي يوم !!
هتـف ليرخي ذلك الحبل الذي عاد ليشتد مانعا الهواء من التدفق لـ حويصلاته النهمة : يووووم الله يخليييج لتقولين شي اني مقلتتته ،، و بعدين بكيفهاااا تريد تقبل ياهلا متريد كيفهاااا
آلجمتها تلك الصدمة التي تـصيب صاحبها بالصم ، فـ آثرت النظر له عسى عينيها تخبرانها بإنه يتلحف بـمزحة ثقيلة و أثـآر بسمته تكون المؤشر
الا انها لمحت ذلـك الانتفاخ الغاضب لنواذجه ، و أذنيها أرهفت السمـع لإستغفاراته الحارة ،، أما قلبها فإستشعر صدق حروفه !
كرر المسح العنيف لملامح وجهه بيمينه ثم اردف بعد وهلة و أعصابه توشك على الإنفلات : هسة رايح لبيتهم ، و الله كريم بعدين
بالطبع ' الله كريم '
و شتان بين كرمه و لئم عباده
فـ ها انت يا ولدي تود تمزيق أحشاء تلك الضعيفة لـ وهم إستحال حقيقة و أنت في غمرة يأسك
لا تجعلني أشكوك يوما يا شبلا تركك لي والدك
لا تجعلني أشكـوك !
إردف بعد صمت : بس ملك لتجيبيلها طاري دخيل الله يوم ، هاي بتج عبالك لينا كاتلة اهلها !
.
.
.
وتبكين حباً .. مضى عنكِ يوماً وسافر عنكِ لدنيا المحال
لقد كان حلماً .. وهل في الحياةِ سوى الوهم - ياطفلتي- والخيال ؟
وما العمر يا أطهر الناسِ إلا سحابةُ صيفٍ كثيف الظلال
وتبكين حباً .. طواه الخريف وكل الذي بيننا للزوال
فمن قال في العمر شيء يدومُ تذوب الأماني ويبقى السؤال
لماذا أتيت إذا كان حلمي غداً سوف يصبح.. بعض الرمال ؟
لـ : فآروق جُويدة
تلك الوصمة التي وشم بها قلبـا منزويا في ضياع بأحد جانبي الصدر ليس لها اي علاج ،
لا تعلم إن كانت قد تسرعت بإتخاذ ذلك القرار الذي سيضنيها حتما ، كيف لها ان تعيش بتلك الطريقة المقرفة ؟
كـ زوجة ثانية شرعا ، و أخت رابعة واقعآ !
ذلك الانف المتعالي قد لامس القاع بعد ان هوى خاسرا ، لقد كسر لها تلك النظرة المكللة بالثقة و الغرور ،، جعل من برج كبرياءها يتحطم أمامها دورا بعد اخر حتى تسـاوى مع تراب الارض
صرح بوقاحة بإنها لن تؤثر سلبا في حياته مع زوجته ،، يقصد بذلك تمزيق جسدها برماحه و فعل !
فـ تشعر بتلوي انسجتها المتشققة لأشلاء الا إنها حتى الآن لم تشم رائحة النزيف المقرف
مـرغ بأنف كرامتها الرمال ،
لكنه سيندم !
لن تجعله يشعر بالزهو لدس تلك النبال فيها اكثر ،، نجح في رد عنفوانه ،، و لكنها ستعود لتلقي على خد وقاحته صفعة حارة ،
و لا يهمها إن قضوا الوقت هكذا بين شد و جذب ، يتناوبون بينهم تارة الفوز فأختها الخسـارة !
لا تعلم كيف سيـقنع زوجته و والدته ، و الاهم تلك الخبيثة المسماة بأخته
لكنها متأكدة بإنه لن يفلتها بعـد أن قدمت له طرف ذلك الخيط الرفيع الملتف حول معصمها بطرفه الأخر
و بذات الخيط ستشنقه يوما و تستعذب أهاته ،
هه ، أتراه أوهمها بتلك المشاعر الطافحة في نظراته و افعاله اللا ارادية ام انها هي من إختلقت تلك القصة المغرورة في أخاديد عقلها ؟
أ يعقل إنه فعلا إستطاع نسيانها بعد ان عقد قرانه على احدى الجميلات ؟!
نسـى قلبه ملامحها الباردة و عجرفتها التافهة ؟
أ كان كـ اغلب الرجال يتبع الأجمل ؟! و الأكثر إثارة ؟
لو كان كذلك لما توان عن قذف طوق الياسمين بعيدا عنه ، رافضا إرتداءه في ذلك العنق العريض الحنطي ،، لكان اختارها بدل اللؤلؤة زينب ،
يلفه التناقض ، و الغموض !
و يكاد يضيق الخناق على انفاسها تشبثها المستميت بـ ما يحمله في دواخله لها
بـ ذلك الصندوق الصدري ، كانت تعيش حسبما تظن
و الآن يبدو ان هنالك الكثيرات ممن تزاحمنها المكان ،
الا انها لا تهوى الحروب النسائية بل لا تدانيها ، ستنسحب بـخفة العصفور!
فقط بعد أن تستغل تضحيته تلك ، و يصل بها نحو ذلك الامان الذي لا تشعر به سوى مع الاحمق المسمى بأخيها
وفي تلك الفترة التي تقضيها مع هذه و تلك ، ستريه جيدا كيف تثأر النسوة لكرامتهن ، و ستعيد بناء صروحها من جديد ، بـ طابوق حطامه هو
كانت تجلس منفردة في الصيدلية و هي تحمد الله إن المراجعين قلة نهار اليوم ، و كإنهم يتركون لها الفسحة التي تحتاجها لتفكر مليا في المصيبة التي وافقت عليها بتفكير ذليل و قلب مهشم !
وهي على حالها ، تقذف بها الأفكار من جانب سئ ، لإخر أسـوأ ، و تكفهر ملامحها لتضيق بعدها عندما تترآى لها صور كثيرة للمستقبل الـ ' مؤقت ' الذي هددها به !
صدح صوت هاتفها ، يصرخ بها لتصمته ففعلت ، قبل أن تجيب على ذلك الأبيض المسمر ،، الذي ملئ صوته اذنها بتلك النبرة الشديدة : هلووو لينا
لا تعلم ما تجرأت و فعلته لينا يا حبيبي ، و إن علمت فيتوجب علي من الآن تحضير مصاريف جنازتي ،
اجابته بـ هدوء متماسك : هلو علي ، شلونك ؟
أجاب : زين
أردف امرا : اليوم تجين للبيت ، مثل مقتلج ، واني اروح قبلج ، و دا اقلج عناد و سوالف مززعطة ' طفولية ' ما اريد ، همة حتى مجايين يخطبون ، بس تشوفج امه ، و يمكن متعجبيها
ثم شخر بسخرية : و اذا معجبتيها ما الومها لإن انتي اصلا بس قشر ، من جوة تافهة
ويحك ،
متى ستتجنب إستخدام لسانك الشرس في معاملتي ؟
ببرود أستخرجت صوتها : ماشي ، اجي و اشوفهم و بعدين اقلك لأ
ليبتسم بسخرية : و وراهة احرقج ، و اخلص ، يللا ولي !
ثم أغلق الخط بـ ضجر ،
هي انزلت هاتفها لتضغط عليه بين كفيها بـضعف
يحرقني !
أ ما يكفيني حريق يضمره بداخلي رفيقه ؟
صديقان يتلذذان بـ إذلالي
لكني سأكون بالمرصاد
فـ أخي ، لن أستسلم لجنونه
و أخي الاخر هه سـرعان ما سـ يستسلم هو
و سيكتشف الجميـع لعبة غميضة المشاعر الغبية تلك !
.
.
.
تستلقي بجسـدها المتضائل إثر كل ما قاسته على سرير بسيـط يقبع في احدى غرف ذلك المنزل الصغير ،
تتخبط في الاروقة المتعرجة فوق سطـح المخ أفكار عدة ، اتعبها التخوف من أثـآر نيتها على ذلك المتغطرس و أهله و لكنها تعبت
لم يعد لها طاقة لكي تكيله وقتا أكثر ليتناسى ثأره و يطلق سراحها ، هذا إن فعل و إن إندثرت نيرانه المندلعة تحت اكوام الرحمة
رجل كـ هو لن يـهدأ يوما ، و هي ليس بإمكانها التحلي بالصبر و القوة لـ وقت أطول ، و فوق كل شئ
هنالك ذلك الكبير
الحبيب
الظالم
كم إشتاقت قسوته و غضبه الهائج لـ سبب أو دونه
كم تفتقد نظرته الحانية الخاصة بها فقط ، فـ حتى والدتها لم تحظ بها مؤخرا
وهو الآن يطرح عاجزا بسببها هي
عليها العودة ،، و إضاءة شعلة الامل في حياتهم
و ما إن يزدان بصحته من جديد ستناقشه بعقلانية
سـ تخبره بما قاسته من اجله ؛ و بسببه !
مع التحفظ على الشخوص
فـ لن تعترف يوما عمن يجتاحها بـ سياطه اللادغة جلدها ،
يقسو ثم يقسو ثم يقسو ،
عجبا له من طبيب يخلو قلبه من العطف
منجمد الأحاسيس
ظالم !
اشتعلت مواقد في معدتها عندما ترآءت لها صورته الأخيرة وهو يخبرها ببرود عما حل بذويها
يجر بها عنوة نحو العصيان
فلو كلمها بـ ذرة من الإنسانية ما كانت ستفكر بالهرب الخطر
لإنها وقتها ستشد عزمها و تطالبه بحق العودة لإرضها ،
مؤلم ما تشعر به من خيانة ،
ستغدر به و تطعنه بظهره إن رحلت ، و لكن هذا ما عليها فعله
فـ السيف لن يبقى طويلا متوسدا يمينها ،
و إن لم تتحرك بسرعة سيكون مستقر نصله هو صدرها ، لتتلاشى عندها الحياة
و تقذفها الايام بعيـدا ،
وحيدة
تائهة
بلا أهل
و إن وجدوا ، سيكونون بعدد ناقص
بعيدين
يا رب
موجع هو الغدر ،،
فـ هاهي تستصعب غرس السيف ،
يا الهي
هي من تتألم ، بل و ترهف السمع لصوت تمزيق أنسجتها هذا و حتى الآن لم تفبرك الطريقة المثلى
آنى لـ شعورها أن يكون بعد أن تغمد السيف بغير غمده ؟!
بـ تباطئ إعتدلت جالسة عند رؤيتها للعجوز واقفة قرب الباب المفتوح ، بـ صوت هادئ شارد تحدثت : خير بيبي ؟
لتدلف الاخيرة الى الداخل و عينها تتبع تقاسيم هذه المرأة ، ارهقها التفكير بإحتمالية تورط حفيدها بقضية شائكة ، يرعبها تخيل حاله إن علم اهل الفتاة بموقعها
لن يكون سارا بالتأكيد ، و هي وقتها لن تفعل شئ سوى الإستسلام لـ موت روحها !
إلا علي
متسلط و متبجح و لروحه من القسوة مثاقيلا كثيرة
الا إن هنالك
في عتمة الـ قلب ، يضئ خيطا من نور .. يساهم في اكمال بناء تكوين تلك النبتة الطيبة البذرة
علها يوما تروى بما يكفيها من ماء لإكمال نموها حتى تظهر جلية
و تثمر بـ طيبها الذي قد يلين ذلك الخافق !
بخطواتها البطيئة .. إحتاجت بعض الوقت حتى وصلت السرير فشاركت الفتاة جلوسها لتقول فجأة : أني صارلي اسبوع حايرة ، الهم كاااتلني ، قوليلي .. شنو علاااقتج بعلي
رمت بإستجوابها ذاك و هي تحملق في الفراغ امامها ، دام صمت قصير قـطعته جلنار بـ رزانة ركيكة : ماكو شي ، بيبي قتللللج والله ما بينا اي شي ، إنتي ليييش بس تريدين تظلميني ؟
بـ جفل رفعت رأسها نحوها ،، لتقابلها ملامح صارمة و نظرة هاربة ، عادت لـ تقول : انتتتي مو خالية ، وراج قصة طويييلة
هزت برأسها مدعية اللا مبالاة و بصوت فارغ : صح ،، بس مو من حقي اقلج شي ، إذا تريدين اسأليه هوة
لـ تقل بحدة : إنتي تدرين بيه ميقبببل يحجي ،، لو اموت هم ميقول شعنده ،، و اختتته مثله ، صارلي يومين كاااتله روحي و متقبل تقلي شي
لـ تردف بحنين ، لتلك القوية الضعيفة : لينا متعرف شي
تصلب الملامح كان واضحا بين تعرجات الجلد و إنكماشاته ، إستطرقت بـ صوت مشدود : إنتو كلكم خابزيها سوة ، و محد يقدر ياخذ حق لو باطل ، بس جيت حتى اقلج شي واااحد
العزم سطا على لهجتها و هي تضيف : علي وحيد امه ، خواته الاثنين راحوا بحادث ، إذا صار بيه شي امه متبقى عااقلة ، والله تتخبل و تهج بالشوارع ، و انتي شلون ما اشوف رح توديه بمصيبة ، فخااافي الله و لتردين المعروف بالمنكر ، هوة ستر عليج و لفااج ' استقبلك ' ، لتحرقين قلب امه و اخته وقلبي
تنصت لذلك الحديث العقيم وهي تتابع الحشرة الغريبة المتحركة على طول الجدار ، ذهنها يـهرب حيث لا مكان ، و جسدها قابع بإنكسار هنا
اما قلبها فـ راح يتهرأ لكثرة الثقوب التي دقت فيه بمسامير عدة !
ابعدت ناظريها عن ذلك الكائن الصغير لـ تجرها نحو الكائن الاخر ،، المؤذي جدا بغلظة كلامه : لتنسين انتي بشنو اهلج تاهمييج ، و فوق كلشي هوة عنده ثقة بيج و حماج منهم
اردفت بحدة : هوة حتى حجي ميييقبل نحجي عليج ، ما ادري شنو مدسدسين بينكم ، والله يستر ، بس ماريد منج غير ترديله الجميل و تشوفيله الصح ، و لو رجعتي لأهلج وحدج احسن
لينفتق ذلك الغرز الذي خيطته مرارا ، فتعود لتتجرع ذلك التآكل الكريه بلحمها الني
غلفت نبرتها بالبرود ، و هنالك ما يتزعزع بداخلها ، قد تكون روحها : يعني تريديني ارجع لأهلي ؟
المسنـة ، ترتعد فرائصها من أجل حفيدها و حياته المتدلية من على المحك ، فلا يعجبها ما يحدث بتاتا ، و كلام هذه الشابة المشوب بالطلاسم يزيد ' الطين بلة ' !
بينما جلنار فـ أفحمت بما تصبو اليه جدته ، لا تعلم هذه العجوز بأنها تستجدي الهرب و لكنها تستصعبه ،، فـ رغم كل شئ ، ينتابها الخوف من الإقدام على تلك الخطوة المرعبة !
كيف لها أن تصمـد في طريق خارجي مع إناس غرب ، لا رابط بينهم سوى الوجهة التي يقصدونها ؟
هل ستتناول قرص الشجاعة ، لتتبعه بقرص التخدير كي تنسى ما يلم بها من شعور و تنطلق في التنفيذ
لا تعلم ، فعلا تجد إنها تلتف بـ بطئ في دوامة من الأفكار التعيسة !
تحدثت الجدة بـ إصرار : أني مقلت هيج ، بس قتلج علي شقد مهم لأمه ، و لأخته و ألي تعرفين شنو هوة ، فلازم تحطين ببالج انو اخر شي ممكن تسويه هوة آذيته ، رجال ستر عليـ ـ..!
كم تمقت هذه الكلمة ،
و تمقت اكثر الطريقة المشمئزة التي تتحدث بها ،
و كإنها منفلتة ، هاربة ممن استباحوا دمها لتلويثها سمعتهم
كم تحقد على ذلك عديم الرحمة
كل ما تراه الآن بنظرات هذه المسنة من قرف هو بسببه !
إستقامت واقفة عندما سمعتا ضرب على باب المنزل لتقـول بسرعة مقاطعة حديث الجدة : هااااي يمكن جاسم جايب إخوانه
الجدة بهتت وهي تتسآءل : شيسوون هنا ؟
إبتسـآمة مغتصبة إرتسمت بإتقان فنان حول شفتيها وهي تجيب : قلت له يجيب إخوانه حتى أدرسهم ، خطية ما عدهم احد و اني قاعدة لا شغل ولا شي !
وقفت هي الأخرى و قبيل أن تتحرك الفتاة نهرتها : إنتتي بكيييفج ؟ علي ميقبببل تشوفيـن احـ ـ !
أسكتتها بـ : هذولا جهال شمدريهم منو اني
و تحركت بعناد ممتزج بـ خوف نحو الخارج بعد أن وضعت ذلك الشال الكبير فوق رأسها ،
لـ تفتح الباب الخشبي بـ هدوء وفي داخلها تتلو ايات قصيرة بسرعة لاهثة ، نعم ، إنها تخاف اطفالا صغار !
حسبي الله ونعم الوكيل على كل من ظلمني ،
هم السبب في كل ما يحدث لي
ما إن شرعت الباب حتى صدمت بـ رجل يقف امامها ، تحت العتبة ، و نظراته جمدت فجأة على ملامحها و كإنه لم يتوقع أن يراها ، ربط بينها و بين تلك التي لمحها مع الـ ' دكتور علي ' منذ إسبوع ، إنها ذات الفتاة
فلتت منها شهقة مـرتاعة وهي تخطو نحو الخلف لـ تغلق الباب بعنف في وجهه ، مما جعل الرجل يتخشب ارضه ،
أما هي فـ شعرت بجسـدها يرتجف ،، مـ ـن هـ ـذا ؟!
و ما الذي يريـ ـدهـ ـ؟!
قليلا و أنارت ذاكرتها برؤياه مسبقا ،
آه ، إنه الفلاح !
راح صدرها يعلو و يهبط بلا إنتظام ، و هي لا تعلم ما العمل المفروض لتقوم به ،
وصلتها الجدة التي كـآنت تتبعها ببطئ ، و ما إن رأت حالها شعرت بالرعب يدب في اوصالها المتوجسة : شكووووو ؟!
هزت رأسـها بـ توتر وهي تشعر بمدى سذاجة إرتياعها ،، لو كانت طفلة في الـ 5 لم تخف كـ خوفها !
خرج صوتها مبحوحا : هـ ـذا الفـ ـ ـلاح
أشارت لها قليلا لتبتعـد عن فتحة الباب الموصد و تلك نفذت الأمر ،
خرجت الجدة لـ ترد سلامه المتوتر ، و من ثم تجيب بـ رسمية على سؤاله بشأن ما أخبرت به تلك المرأة إبنه بكونها على إستعداد لـ تعليم إخوته
لم تكن راضية البتة ، و لكنها وضعت في موقف محرج من قبل الرجل الكريم ، فـ ليس بإمكانها نفي قول الفتاة
.
.
.
يجلسآن في مطبخ المنزل و الافكار تراودهما بـ تشعب ؛
هو مستلقي على الاريكة الطويلة ، و ساقاه ترتفعان فوق المسند لتتدليان بإهمال ،
أما هي فتنزوي بجسدها اكمله فوق اريكة اخرى ، تشعر بثقل يجثم فوق أنفاسها ، كم إشتاقت منزلهم و كل ما يحدث فيه من صراعات مجنونة
كم إشتاقت تلك المشاجرات التي تكون فيها الجدة الحكم المتحيز لـلطرف الأقوى ، حفيدها الشرس !
الهم يـوجع كل اعضائها ،، فلتت منها تنهيدة طويلة و هي تتابع شاشة التلفاز بالكثير من الشرود ، عندها إلتفت لها ذلك الأخ الساخر ليحاكي ضيقها بلا مبالاة : خير ؟ شو بعدها الخلقة مقلوبة ؟ مو كلشي صار مثل مردتيه وهاي طلعوا اهله مدري شلونهم ؟
لم تشأ المكابرة ، لقد اجهدها ثوب التكبر الثقيل الذي ترتديه ليزينها بـ لا إهتمام متعجرف ،، خلعته ببطئ وهي تلتفت نحوه : هممم ، تعرف اليوم شقد تآذيت ،، حتى بيبي مو وياية ، اني وحدي وهمه كلهم نسوان كبار ، و فوقاهه نسوان قويات ، يعني لو اموت ما اقدر اكون طبيعية وياهم !
استطردت : بس عفية صدق ما اعرف شلونهم
شخر بـ سخرية : والله الدكتور ممبين عليه اهله هيجي ، ما ادري شلون رياجيل ذولا !
إبتسمت بـ شرود : يااا الله شقد كرررهتك لإن وحدي ، والله احس امه هية واظافرها الملونة كل شوية رح تكفخني
إبتسم هو الاخر ولكن بـ طريقة عنجهية : لو كافختج و مبردة قلبي
ثم أردف : بس صدق اريد افتهم شلون فرحان بأمه هية و التاتوو مالتها ؟ طاااح حظظه ايي والله
ضحكت بخفة غير آبهه بما تمناه منذ قليل : تعرف ، أقدر اخابر بيبي هسة و افتنلهااا ، عزززة يمكن تحرررقك ،، جايبلك خطابة وجاي واني وحدي !
رفـع حاجبه الايسر ساخرا : و ليش ياابة ؟ اختتي و بكيفي ازوجها شوكت ما اريد و لمنو ميعجبني
كورت قبضتها و تمنت لو إن لها الجرأة لتلكمه فوق ذلك الانف المتعجرف : لااا والله ؟؟ و عايفني مثل الثولة وحدي بين العالم هاي شسمها ؟ شقققققد اكرررهك من متعترررف بغلطططك ،شقققد أكرررهك
أشار بيده لـ تصمت : كرهي ، ويللا إشششش خلي نسمع !
و رفع صوت التلفاز ليكمل متابعته للفلم الوثائقي ، لكنها لم تصمت ، بل شدت همتها لـ تتوسل رأفته : علااوي بشرفك ما إشتاقيت للبيت ؟
يـده الممسكة بالجهاز إبيضت اناملها لشدة إعتصاره له ،، قليلا و تملكته الرأفة على حال هذا الصلد الذي سيتهشم لا محالة ،، قلل الضغط و هو يصرح : إي ، ' و بشرود خفيف ' شدة و تزول إن شاء الله
كذبت اسماعها و هي تنقل نظراتها نحوه بصدمة ،، صاخت السمع لـ سخرية ينهي بها حديثه الا انه لم يفعل !
إستغلت الفرصة لـ تردف : مناوي ترجعها لأهلها و نخلص ؟
بإقتضاب أجابها : سكتتتي خلي اسمع !
زفرت بـ ملل و هي تستقيم من مكانها ،، بدأت تتجول في المطبخ بلا هدف حتى قررت اشباع جوعها لـ هذا المنزل ، فـ تحركت خارجا نحو الصالة و عينها ثبتت على صورة تجمع والدها و مصطفى ' رحمهما الله '؛ قابعة بـ مساحتها الكبيرة على احد الجدران ، فإتخذت لها مجلسا امامها لـ يفيض قلبها شوقا لهما
كم تفتقد الامان ذاك !
هذا الذي طيرته رياح علي بأدراجها
بعــد أن شعرت بقرب انهمار دموع المآقي قررت الهرب ، كعادة جديدة تمسكت بها ،، لتهاجر الصالة نحو غرفة والدها ، التي يقيم بها علي في اغلب الاحيان
علمت ان السدود المنيعة ستتحطم ، و سرعان ما ستفيض الاعين ، و هي لا طاقة لها للبكاء و العويل
فالتوتر يلفها بقسوة ، فيكبح سطوة اي شعور غيره
إختارت الصعود نحو الدور العلوي ، حيث تلك الغرفة بالطلاء البنفسجي ،، كم تحن لها ،
ما ان دلفتها حتى نفثت كل ما يسكنها من احزان ؛
لـ ترسم ابتسامة صفراء باهتة و بخطى خفيفة تحركت نحو السرير ، رمت بجسدها فوقه وهي تستنشقه بـ أنين فلت منها بلا شعور ، إحتضنت نفسها بوضعية الجنين و نظراتها تهيم في النصف السفلي من دولاب الملابس ، تبحث عن شئ مفقود في اوصالها
بدأ صوت نحيبها يعلو فجأة ، بعد ان انهدمت السدود ، و ضربت بذلك الضعف و التوتر عرض الحائط
كانت تتمتم بدعوات اغلبها إستجداءات لله تعالى أن يهدي قلب اخاها ، و يبصر له عيناه نحو الصواب المغشى عنه بـ غمامة سوداء ملؤها الانتقام و الدم الثائر !
فقـط لو عاد بسيره نحو المنطق لن تضطر لخوض تجربة بإمكانها ذبحها من الشريان الى الوريد
كلما ارادت الهاء نفسها عن مستقبل ينتظرها تجد إنها تغوص أكثر في تفاصيل من شأنها تمزيق أحشاءها
لم تفتأ أن تتخيل عيشها بذلك المنزل ، مالذي سيتغير عن مكوثها في بيت عمها ؟
بالعكس لن تكون هناك سوى دخيلة ، سارقة ، خطفت رجلا من زوجته ، ان لم يكونوا يعلموا بإن زوجته هي السارقة الاولى ، و ما يحدث الآن ليس الا عودة الحق لأصحابه لـ فترة مؤقتة فحسب !
يبدو إنها تسرعت جدا ، بل رمت بنفسها نحو التهلكة بحق ، لو تراجع علي عن قراره ، و سمح لها بالبقاء في منزل عمهم لـ حينما تشاء ، ستنسل من تلك المصيبة حتى و إن كانت ستقلب القارب بركابه في عرض البحر !
لا يهمها امره ، كما لم يفعل وهو يـجتث روحها بقساوة كلماته
كم من الوقت قضته هكذا ، لا تعلم ،
و لكنها شعرت بـ أنفاس اخرى في الغرفة ، خشبت جسدها ، في محاولة فاشلة لإثبات نومها
و لم تتحرك عندما تناهى لها صوته الـ مثخن بالـ غلظة : دتبجين ؟
إعتصرت كفها حتى خافت ان تغرس اظافرها بجلدها عنوة ، فلتت منها شهقة خفيفة لم تصل اسماعه
فـ شعرت بتملل نبرته او توترها وهو يضيف : شو قووومي دا احجي وياج
بـ نبرة باكية رمت بحروفها من غير ان تتحرك : إحجي !
شعرت به يلج الغرفة ، صمت كئيب مر ثم استطرق : عمـــر ، خطبج !
الآن فقط إهتز جسدها مشيرا للحياة ، فإستدارت لتدفن وجهها بتلك الوسادة وهي تشعر بالرماح تجتث خارجا لتعود فـ توشج من جديد !
وجع ، وجع ، وجع
لو لم يكن متزوجا فقط ، لما شعرت بكل هذا
إنه ما فعله يذبح !
ينسل الروح حتى تصل الانف ثم ترتد بخذلان للجسد ، فلم يحن موعد الموت الحقيقي !
آه يا عمر
أقسم بإنني سـ أجعلك تندم ،، سـ أقهرك بي
بي وحدي !!
ايها الاناني الخائن
أوتحبني ؟
إنك لا تعرف شيئا عن الحب فلا تغلف نظراتك بالغيرة
و لا تـتقمص دور المهتم بكل شئ
لا تقطع حديثي مع الاخرين
ولا تختر لي الشوكلاتة التي افضلها
و الأهم ،، لا تراقبني !
فكل ذلك يدل على الحب ، و انت لا قلب لك
بل لك واحدا ، إلا إنه متخاذل ، أحمق ، و أنا أكرهه
سأقتلعه قريبا يا عمر ،، بأظافري سـأشج قلبك خارجا ،، لأمزقه بين كفيي ثم أرميه بوجهك كي ألطخك بدماءك
كي تعلم كيف تؤلمني مرة أخرى
سـ أقلب هدوءك الى عواصف
إنتظرني فقط !
شـعرت بثقل كبير يحط فوق السرير و جاءت نبرة المجرم الاخر تتسم بالثبات : غير افتهم ليش البجي ؟ لين ، شو قومي يا عيني خلي نحجي
كانت ستضحك ساخرة ، يريد مواساتها ' رأس البلاء ' هذا
جرت جسدها بعيدا عندما شعرت بيده الكبيرة تربت فوق كتفها ، لا تعلم لم انتابها احساس بإنه على وشك ان يهوي بتلك الكف ليضربها
خاب إحساسها بسرعة قياسية عندما عاد ليمسح هذه المرة فوق شعرها ، و لم يكن منها الا ان سحبت جسدها بقوة اكبر مبتعدة و لم تعي الا وهي تتهاوى ارضا بعنف !
كانت قد سقطت على بطنها فإستدارت بـ ألم وهي تشعر بنيران الغضب تعربد في صدرها ،
تأوهت بـ أصوات شتى و لم تهتم لضحكته الشامتة وهو يستطرق : حيييل ' تقال عند الشماتة '.. تستااهليين
إزدردت شتيمة كادت ان تطلقها بوجهه و مدت يدها نحوه ليساعدها على النهوض ، ابتسامته اللعوب اخافتها ، لكنها عادت لترتدي ثوب الكبر ذاك وهي تـرفع بأنفها عاليا : قوووومني
أحكم قبضته حول معصمها و سحبها بقـوة رجل ، لتقف بسرعة وهي تصيخ السمع لطقطقة مفصل كتفها ، صرخت برعب : آآآآآييي ،، عزززة ايييدي
لتنطلق مجددا تلك الضحكة الخبيثة من فمه الملتوي بسخرية ، حرر يدها وهي احتاجت لقليل من الوقت حتى ارتكزت وهي تمسـح وجهها من بقايا العويل ،
حاولت الهاء نفسها بتعديل القميص الفضفاض الذي ارتدته من اجل مقابلة الضيوف ، لتكسب لحظات تستجديها لـ دعمها بالثبات الذي تحتاجه
كانت تشعر بتلك النظرات الحادة و كإنه يحلل ادق ايمائاتها ، حتى تحدث بعد برهة : مو قتلج رح يخطبج ، هسة خابرني و قال ، لين ، ترة اذا قلتي لأ رح انتي تخسرين
بل سأكسب
قسما بالله الاعظم بإنني سأكسب الحرب بأكملها و ليست جولة واحدة ،
سأشرح فؤاده بـ سكيني الحاد و إبتسامة النصر تزين فمي ،
الا ان المصيبة الحقيقية تتلخص بكوني انا من يحتاج المساعدة ، و لن يقدمها لي سواه !
انتهيت من ضرغام ، و لكن من يعلم مالذي سيحدث بعد حين ، و هل تراني املك القدرة على احتمال البقاء في منزل عمي ؟
بالطبع لا
أجدني اتكتف في مفترق طرق اقصرها هو الاطول ،
تبعثرت حروفي بشرود : أمم ، مـ ـآ أعرف !
بدى الارتياح جليا في نبرته وهو يزفر مشيرا لها لتجلس : زين ، يعني تغيرت فكرة الرفض النهائي ،، هاي اهم شي
ثم اردف بعد ان اتبعت تعليماته و جلست بـ طوايعية امامه ، كتف ذراعاه لـ صدره ، ثم خرج صوته خشنا : شوفي بابا ، عمر ضمااانتي اني ، والله مارح يصيرلج شي وانتي وياه ، إذا هسة تتحسسين من بيت عمج يم عمر لأ ،، لإن إنتي مرته و غصبا ماعالكل تقعدين معززة مكرمة
إستطرق بجدية : وهمة اصلا اهله خوش ناس و يخافون الله ، امه تخبل و تحبج و ان شاء الله ما رح تندمين
تمتمـت بإبتسامة صفراء وهي تنظر له من الاسفل بـ ضعف ، داسة بكل تلك الثورات المندلعة اثر تعبيراته اللاذعة خلف باب موصد : دتحجي عبالك اني واافقت
زم شفتيه لثانية ثم قال : قتلج انتي الخسرانة ، بس اول شي لازم ابهذله ،، يعني لازم يعرف هوة منو ماخذ ،، ' و بنبرة حادة و بعينه يتلألئ ماهو مخيف ، اضاف ' يستاهل اذلـــه
اخي
اتوسلك ان تعفيني ، فالمذلة الوحيدة إكتسبتها أنا !
تتشاجر افكارها بعد ان تتزاحم لتتخذ الصفوف الاولية على مقاعد اللسـآن ، حيث تنطلق منه نحو الفضاء
لتقذف بحدة على طبلتي اخيها الوحيـد
الا ان لسانها اعرض عن اقلاع اي رحلة ، بسبب زحام ركابه !
و علي اردف : لين ، حبيبتي ، لج والله عمر يستاااهلج ، لتصيرين زعطوطة و تلغين بلااا فاائدة ، صدق هوة خاطب ، بس عااادي ، اصلا انتي رح ياخذج الاولى و ...!!
ضيق الخناق عليهآ ، فـ شعرت بـ تعليقاته تتداخل مع بعضها فتمسي بلا قدرة على التركيز
لم تفهم كل ثرثرته ، و محاولاته اللطيفة في اقناعها بـ هدوء ،، و لم تعلم الى اين وصل به الحديث حينما قاطعته بـ : خلص اني موافقة
شعرت بتصلبه فجأة ، و فكه الاسفل كان لا يزال متدليا إثر معلقته الطويلة التي راح ينثرها فوق أسماعها
نفخ صدره بكميات ضخمة من الهواء لـ يهمس بعد حين وعيناه لم تفارقا ملامحها الكئيبة : إنتي متأكدة ؟
هزت برأسها قليلا ثم إستقامت و هي تحاول جاهدة ان تبدو طبيعية : بس ،، هوة شقلك ؟ يعني .... أهله ،، يعرفون ؟
رفع كتفيه بلا مبالاة : و أهله شعليهم ؟ ليش منو الي حيتزوج ؟
بضعف حيلة اجابت : علي ، أمة محمد كلهم حجي اهلهم عدهم اول شي ، مو عبالك كل الناس مثلك
رفع حاجبه بإبتسـآمة رجولية جذابة : ولي انتي و الناس !
التمست ذلك الإنتشاء الذي صار كـ رذاذ متناثر مع انفاسه و حروفه ، لقد ازاحت عن ظهره كاهلا ثقيلا ، لترفعه فوق ظهرها ببنية ضعيفة و نبضات متقطعة !
إشرأبت أنفاسها عندما قررت البوح بما يخالجها من تخوف : و .. خطيبته ؟
عقد حاجبيه بإستنكار : شمدريني اني ؟ شااايفتنا نسوان نحجي بهالسواالف ؟ هاهية قال اني رايد اختك ، قتله انتظر .. فضت خلصت !
توسلت مقلتاها ان لا تتصفان بأكره الصفات و تبدآن بالغدر ،،
لكن كل منهما لم تشأ إلا أن تتبع غريزة فطرية للمقل البشرية ، فـ فلتت منهما دموع حارة
لم تتخيل يوما ان يصل بها السوء هذا الحد ،، لقد اهانها عمر ، وهاهي توافق على ان تنجرف في تياره حتى النهاية ، رغم علمها بإنه لن يؤدي بها سوى نحو الهلاك !
الا انها مهما حدث لن تتهالك وحدها ، بل سيكون معها ، ممسكا بكلتا يديها ، فيصبه ما يصيبها .. بل و أسـوأ
ذلك الخائن ، كم تكرهه !
يبدو إن دمه قد تشبع بالخيانة ، فهاهو يعيد الكرة ليخون زوجته !
زوجته !!!!!
يا الله ،، كيف ستصطبر ان تعيش بلعبة خيالية ؟
كيف لم تستطع البوح لأخيها عن اتفاقهم المعقود ؟
هل سـ تدخل المباراة من غير حارس مرماها علي ؟!
ما الذي تخفيه الأيام عنها ؟
لا شئ قد ينفعها سوى ' توكلت عليك يارب .. و فوضت أمري اليك ، إنك بكل شئ عليم '
.
.
.
تغمرها السعادة الفائقة لحدود الخيال بقضائها ألذ الاوقات مع خطيبها الحبيب ؛
فـ رغم إنشغاله الشديد هذه الفترة هاهو يأتيها بـ مفاجأة رائعة ، عندما رأت إتصاله الفائت الذي كرره لمرات عدة ، أعادت الإتصال به ، و لم تكن مفاجأته تلك سوى دعوة رائعة على العشـآء ،، كم هو طيب و ذو احساس هذا الرجل
تعشق تفاصيله الصغيرة و بالأخص ذلك الاهتمام الماسي بوالدته و اخواته ،، شخص كـ عمر يجعلها تعيش في هناء الواقع من غير ان تحتاج احلام اليقظة تلك التي تعود بها خالية الوفاض ؛
تقرأ الكثير بنظراته هذا المساء ، إلا إن حركاته لا تتسم غير بالـ هدوء المحبب لقلبها ،، كانت تضيف الى الاحاديث الجافة التي يتناولانها القليل من الغيث لتزدهر شجرة علاقتهما !
بعد ان اتموا تناول العشاء ، شعرت بـملامحه تضيق و اكفهرار وجهه يزداد عن ذي قبل ،
كانت ليلة مليئة بالمفاجئات ،، و هاهو يقدم لي أتعس واحدة قد يهديها رجل لـ إمرأة بإسمه ، زوجته ، إمرأة تذوب به عشقا !
إن هذا ليس بـ عمر
إستحالة أن شخص بطيبة زوجي ، يتقن الآن هذه القسوة وهو يرميني بسهام فتاكة ؛
يخبرني بنيته في نكاح غيري ؟
يتزوج أخرى وحتى الآن لم يزفني عروسا ،
يا الهي
' عمر ، إنته شدتقول ، والله صدق ؟! '
هذا كل ما أسعفني لساني لنطقه
فـ أتاني صوته مجددا بـ نبرة محايدة : زوز لتعصبين وشوفيها من المنظار الثاني ، الزواج مرح يأثر علينا ، بس اذا معقدت عليها اخوها رح يزوجها لفد واحد خاطبها تعبااان حييل و ميستاهلها ابد
لم استطع نقاشه ، تركته يتحدث بكل شئ حول الفتاة فقط ، و إستجديت منه كلمة واحدة لأجلي و لأجل زواجنا
حياتنا المستقبلية ، تلك الاحلام الهشة انهارت ،
عمر ، حطم امآلي بشأن العلاقة التي اتمناها
خربش بأقلامه المكسرة النبال فوق رسوماتي الوردية
عاد ليضيف : زينب ، علي اخو دنيتي ،، ما اريد اكسر بيه ، و اخته حبابـ ـ !!
استقمت بهدوء وانا اشعر بتمزق تلك الأحشاء الملتوية ،، نظر نحوي بـ جمود ليشير بإتجاه الكرسي خلفي : قعدي خلي نكمل
أردفت بـ تماسك : اريد ارجع لبيتنا
زفر بصبر : حبيبتي بس صبري خل نوصل لحل ، قعدي و عقلي
لم يكن جلوسي الا لكوني أرهقت كفاية لأفقد قابليتي على الثبات ،، توسلت ذاتي لـ اتماسك وانا اعلق : عمر الحجي الي دتقوله مو معقول ، فهمني تقبلها خطيب اختك يتزوج قبل مـ ـ!
قاطعني بحدة : إذا جان ديضحي لصديقه ،، اقبل
ذلك الحسـد الذي تخافه امي و اخواتي قد التف حولي الآن ،، شعرت بثقل يذوي فوق صدري يمنعني من التنفس و انا اهمس : حرام عليك ،، على اي اساس تريدني اقبل ؟
شعرت به يكافح غيظا بات يتصاعد بداخله
أ اذبح نفسي ؟ من يحق له ان يغتاظ الآن ؟
تحـدث بـ نبرة هادئة : إسمعيني زين ، أني ما أريد أظلمج ، و لا فد يوم افكر اجرحج ،، هذا الموضوع قدامج ، حجيتلج كل شي عنه ،، فكري زين و انطيني خبر .. و زوز قتلج انتي تعرفين عمر ، ما يوم ظلمت احد حتى اظلم خطيبتي
تقلصت اناملي وانا اود الصراخ بوجهه ، كابدت لوعة راحت تلسعني من الداخل ،، ثم بدأت المبارزة : واذا قلت لك لأ ،، شتسوي
غامت عيناه بـ سواد حالك اخافني ،، انتفخت نواجذه و التهب وجهه بـ نار تكاد تصل بي فتلتهمني ،
تماسكت لأكرر : إي من حقي أعرف إذا جان رأيي مهم !
؛
القلبُ في عزِّ الظهيرةِ يرتَجفْ
والجوُّ صيفْ
فلمَ البرودةُ داخلي ؟
ولِمَ الثلوجُ تَحطُّ كلَّ رحالِها
في عُمقِ عمقي عُنوةً
لا تَخشَ شيئًا ..
لا تَقِفْ
خبَّأتُ عن قلبي الكثيرْ
يا ويحَ قلبي لو عَرَف
عذَّبتُهُ في رحلةٍ أبديَّةٍ
فإذا اتفقْنا مرةً
عشرينَ ألفٍ نختلفْ
أنا لستُ ضدَّ مشاعري
لكنني
ضدَّ التي أخذتْ جميعَ مُقدراتي
ثم قالتْ : للأسفْ
لـ : عبد آلعزيز جُويدة
أوشكت على قلب الطاولة و تكسير ما فوقها ، لا تعلم هذه البريئة إني أقدمت على خطبة غريمتها سلفا
أو أطلق عليها الغريمة ، وهي المنتصرة الاولى و الأخيرة ؟ !
عادت لتتحداني بـ قوة : عممممر جاوبنني ،، اذا قتلك لأ ،، ما اقبل تتزوج علية ،، شنو حيكون قرارك ؟ أني لو صديقك ؟
ثم أستطرقت بذعر : أصلاا شلووون نعييش فهمني ،، عممممر حرااام بعدنا مبديناا حياااتنا شلون ينطيك قلبك تنهيهاا ؟؟
لم اخبرها بشئ ، و لم ارسم تلك الكذبة المنمقة حول زواج مؤقت و صوري امام مآقيها
بإمكاني التراجع عن قولي عند أمي ،
أما هذه الإمرأة ، فبإمكانها دق مساميرها في جسد اللين لو طرأ جديد على الاتفاق الاول ، ليتم تنقيحه حسبما يستحق صبري !
فعلي من الآن تصوير الموقف بأبشع الكاميرات لـها ، وهي ذاتها التي ستكون الافضل بالنسبة لي
صارحتها : إنتي عاقلة ، و ما اتوقع رح تحطيني بهيج موقف ،، تعرفين شنو علي بالنسبة الي فـ لتقوليـ ـ !!
لتهب في وجهي مجددا : اعرررف شنو علي بس ما اعرف شنو اني ،، ' و بإنهيار أكملت ' عفية قوووم رجعني ، أريييد أرجع للبيت
خلوقة !
حتى وهي في قمة الغضب مني لا تتلفظ بما قد يثير غضبي كـ رجل
أعتقد إنني أســف جدا لأجلك يا زينب ،
هذا و أنتي لا تملكين فكرة عما يوجد خلف أسوار قلبي
فقط لو تعلمين !
ببطئ اعتدلت بقامتي الطويلة و يبدو أن ضخامة جسدي المعتدلة أخافتها فـ إبتعدت تسبقني بخطوات مغتاظة
كررت الإستغفار بداخلي و انا أخطو خلفها و دارت في مخيلتي ردة الفعل التي يضمرها لي علي
فأنا لم ارتح لنبرة السخرية التي تحدث بها بعد سماع طلبي أو بالأحرى الرد على طلبه المسبق !!
و لكني لم أتحمل كل تلك العقبات ليأتي ذلك الأحمق الآن فيقف بوجهي ، و هو بالتأكيد لن يفعل
لن يتجرأ ،
وقتها سأقتلع رأسه من جسده .. فـ غضب الحليم عليه أن يخافه !
.
.
.
أَعْطِني حُرِّيَتي اَطْلِقْ يَدَيَّ..................... إِنَّني أَعْطَيْتُ مَا اسْتَبْقَيْتُ شَيَّ
آهِ مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمي..................... لِمَ اُبْقِيْهِ وَمَا أَبْقَى عَلَيَّ
مَا احْتِفَاظي بِعُهُودٍ لَمْ تَصُنْهَا................... وَإِلاَمَ اللأَسْرُ وَالدُّنْيا لَدَيَّ
هَا أَنَا جَفَّتْ دُمُوعي فَاعْفُ عَنْهَا............. إِنّهَا قَبْلَكَ لَمْ تُبْذَلْ لِحَيَّ
الأطلآل لـ : إبرآهيمْ نآجي
إنقضت من العمر عشـرة من الأيام الهادئة ، و لكن أ لذلك الهدوء نهاية غير العواصف ؟
عزمها لم يفتأ أن يشتد بتلك الليالي التي إنجلت ،، بل اتمت الخطة بجهد صارم
منذ صباح اليوم و الرعب المتوتر هو ما يسكن أطرافها
لا تعلم إن كانت ستنجح ،، أو بالأحرى إن كانت ستنهي ما بدأت العمل عليه منذ ليال
لكنها عند كل لحظة تردد تعود لـ تصفع العقل بـ كف الحقائق المؤلمة حول اهلها ،، و ما احاله علقم غيابها بهم
لم تشأ الرحيل من غير ان تترك لهم خبرا ، فلا تود ان يظن بإنها أختطفت من جديد او اكتشاف اهلها لـ وكرهم ، و ذلك سيحيل حياته الى جحيم من الخوف و الشك ، و هي لن تحتمل رد معروفه بهكذا نكران !
و لكونها عاشرت الجدة علمت بإنها تعرف القراءة و هذا ما سهل عليها المهمة !
فتركت لها فوق سجادة الصلاة ورقة تحوي على رسالة نصية لـ ذلك البعيد القريب
قررت و انتهى وقت التراجع !
إستغلت قيلولة الظهر التي تعتادها العجوز لتستخدم مساعدة ذلك المراهق و اتمام العملية الشديدة الخطورة ،،
كانت ترتدي عباءة الرأس الخاصة بالجدة ،، و تحمل سكينا كبيرا بعض الشئ في حقيبة متوسطة تتعلق بكتفها !
لم ينقصها المال ، فهو و أخته قد زودوها به مسبقا ،، و لكن ما ينقصها حقا هو هوية اثباتها التي لا تعلم أين مصيرها الآن ، فهو لم يسلمها حقيبة والدتها و ما تحويه من اوراق رسمية مهمة !
تحمد الله ان الالتهابات التي تعاني منها قد تحسنت بعد جموع من ادوية تركها لها هو ، كم ستفتقد ما عاشته او بالاحرى عانته بوجوده
لم يكن شعورها كأي شعور قد خاضته من قبل ، إلا إنها اعتادت المخاطرة و حياة الإثارة المرعبة
و إن بقيت حبيسة ذلك الطبيب لن يفلتها حتى يبرد ثأره برؤية أبيها بكفنه يتوسد التراب ، و كإنه يقتله بـ نصل أعمى !
الكاذب ، لا يكف عن إدعاء عدم موافقته على الجرائم ،، و هاهو يبخسها بـ حبسها هنا
لا تنكر مشاركتها له في الجريمة ، ألا إنها إرتأت المسايرة على العناد الذي لن ينفعها بشئ
كـ مجرمين تسللا بعيدا عن البستان ،، و ما ان وصلا طريقا عاما لمرور السيارات سمعته يتحدث بلطف : زين خالة ،، إنتي اذا رحتي منو يرجعج ؟
كانت فرائصها ترتعش وهي تتابع المكان هنا و هناك ،، اجابته بلا ادراك : عللللي .. هووة هناكه راح القاه بالقراج ،، رأسا ينطيني الدوة مال الحجية و ارجع
قال بنخوة لطيفة ،، يفتقدها الكثير من المرفهين في المدن : تريدين اجي ويااج ؟
إنتابتها رغبة مجنونة تدفعها للموافقة بنحيب ، نعم تود الإحتماء بهذا الطفل الذي لا يناديها سوى بـ ' خالة ' !
لكنها بالطبع لن تكون جارية ذلك الجنون الذي سيدفعها نحو تعريض حياة الفتى للخطر
هو لم يخطو خارج مدينته من قبل ، أ تتجرأ لـ إبعاد رعبها أن تختبئ خلف ظهره الصغير ؟
وهي تراه يلتفت كل برهة ، إرتعشت اوصالها أكثر ، تضخم قلبها بدمه ، فـ هبط معدل النبضات و معه كميات الدم المدفوعة نحو العروق ، لتتجمع في ذلك الخزان فتجعله على وشك الإنفجار المفاجئ
ما ارعب من فكرة إتفاقه مع أحدهم لـ يقتلاها الآن ، أو ينتهكا حرمتها ، و قد يكون ذلك الـ ' أحد ' ليس الا والده !
كم ارهقتها هذه الخاطرة
ستجن ، قبل ان تصل اراضيها سـ تفقد خيط التعقل ذاك
إعتمدت تغطية وجهها بكامله ، و لم تبدو غريبة بهيئة كذلك في تلك المنطقة ، أما إن وصلت لـ بغداد فبالتأكيد عليها خلع ذلك الغطاء حتى لا تجلب لنفسها نظرات فضولية !
طيلة الطريق و إحدى يداها تحكم الإمسـاك بالعباءة ، و الأخرى تحتضن السكين المنزلي الذي اثارت حمله بكفها في الخفاء !
لم توافق على ركوب اي سيارة اجرة خاصة ، و بعد مدة طويلة قضتها في السير على أقدام مرتجفة برفقة الفتى ظهرت لهم سيارة نقل جماعي ، ركبت معه للتوجه نحو موقف النقل بين المحافظات ،، ليودعها من هنالك الى احدى السيارات
لم يرف لها جفن وهي لا تنفك عن ذكر الله تعالى و تصبير نفسها برؤية أهلها ، و إبعاد علي و أهله عن الخطر بعد أن تعترف على عبد الملك بمفرده
فذلك الرجل يستحق أن ينال عقابه ، و لكن الإعتراف لن يكون لوالدها ولا حتى لـ هشام ،، بل لـ شخص أخر !
حرب الإنتقامات تلك عليها أن تتوقف قبل إزهاق أرواحا اخر
عندما وصلا المواقف ،، نزلت مع جاسم الذي تحمد الله على وجوده معها ، و لكن رؤية الجميع من حولها ، ينقلون بحاجياتهم و حقائبهم نحو المراكب كان بـ مثابة يد تعتصر قلبها لتريق دماءها الحارة ،، فيقل ذلك الانتفاخ ،، بل يتلاشى
و لكن هذه المرة بدأت تفقد وضائف تلك المضخة بشكل نهائي
كانت متأكدة من علامات الإستفهام الكبيرة المرسومة فوق رأس الفتى ،، فـ الرعب بات جليا حتى في ارتفاع و هبوط قفصها الصدري
ستنهار ، لن تصل ،، قدرتها على المواصلة إنتهت
و لكن هل ستفعلها فعلا و تعود ؟؟
لا ، لـ ـ ـن تتـ ـ ـراجع ، و إن فعلت ،، فـ حتما سيقتلها علي ،، تكون الجدة الآن قد إكتشفت غيابها و إتصلت به
سيزهق روحها بالتأكيد ، ذلك الثائر لن يطيل التفكير قبل تنفيذ جريمته ، و رد دينه ،، و هي قدمت له سببا من ذهب ليلتمس عذرا به لدق عنقها
إختارت احدى السيارات الكبيرة ،، فإناسها كثيرون ، و بالتأكيد هنالك بينهم الطيب ، قبل أن تصعــد تأكدت من الركاب ، و قرأت ملامحهم
اخافتها شراسة البعض ،، لتريحها وداعة الاخر ،، رمت بجسدها المرتجف على احد المقاعد قرب سيدة عجوز ، بـعد أن ودعت الصبي ممتنة جدا لمساعدته
نجحت في إكتساب ثقته بعد عملا شاق ، و لفترة طويلة ، و ها هي جهودها تثمر بالأفضل !
حاستها الإدراكية إختفت ما إن إشتغل محرك السيارة لتفلت منها شهقة قوية جعلت من حولها يلتفت لها بإستغراب
بلا شعور بدأ همسها يعلو و هي تقرأ الأيات القرآنية المتعددة ،، مفاصلها إبيضت و هي تضغط على العباءة تارة ، و السكينة تارة اخرى
المسنة التي تجاورها ربتت بخفة على كتفها بنية بعث الطمأنينة لروحها المبعثرة ، الا ان ما صدر منها صدم العجوز ،، فهي قـد دفعت بيدها المنكمشة الجلد بقوة و انفاسها تلهث رعبا !
تبا
ستقتات لنفسها الشك و الريبة و لا غيرهما
عليها ان تهدأ و إلا سيفضح أمرها ،،
تعالت الصرخات بداخلها و تلك التقلصات البطنية اصبحت لا تحتمل ، ودت لو إن بإمكانها البكاء
لا ، لن تبكي ،، لديها الكثير من الوقت لتفعل ذلك و في حضن والدتها
إن شاء الله !
ياااارب ،، يــا رب الهمني القوة لأكمل ما بدأته ، و إلبسني ثوب الستر من عندك
يا الهي ،، إكفني شر إنسك ،، يااااا رب
" أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ "
" أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ "
" أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ "
.
.
.
منـذ أن تلقى ذَلك الإتصآل المشؤوم وهو لآ ينفك عن السباب و الشتم بصرآخ يَصُم الأذآن ،
شعـر بإن عروق رأسه ستنفجر قبل أن تلآمس قدمه أرض جدته ، حتمآ لن يصل بكآمل صحته !
الخبر أفقده صُوابه .. تلك آلحمقآء كيف فعلت ذلك ؟؟
إنهآ رمت بنفسهآ نحو آلمجهول آلمرعب ،،
لن تسلم .. لن يتركوهآ سآلمة !
تبآ لهآ من إمرأة . .فقــط لو يمسكهآ بيده .. يقسم بإنهآ هذه آلمرة سـ تبكيه دمآ ،،
لن يتسآمح و لن يتعآطف .. بل سيغدقهآ بـ ظلم و جور ،، سترى كيف ترمي بـ عقلهآ خلفهآ لتركض كآلمجنونة ورآء ضعف إمتلكهآ في لحظة !
آلغبييييييية .. إنهآ ترتعب الغربآء .. ألم تردد ذلك على مسآمعه طيلة آلوقت ؟
ألم تتوسله أن تبقى معه و مع أخته لإنها تأمنهمآ ؟
لو لم يكن وآثقآ من تلك الفوبيآ التي تعآني منها لـ علم بـ أنهآ لم تكن سوى محتآلة بـ كيد عظيم ،،
و لكنه شهد لحظآت الرعب تلك بأكثر من موقف ،، و هو متأكد من صدقهآ
تبآ لحمآقته .. فهآهو لآ ينفك عن تصديقهآ ، تبآ له ،
لن يسآمح نفسه إن طآلهآ مكروه ،،
لو مسهآ أحدهم بسوء سـيخنق روحه من غير أن ينتظر لحظة واحدة ،،
و سيقتلهآ خلفه !!
بل إنه سيفعل بـ كل الأحوآل
كآن قد عآد توه من العمل ، بعد أن قضى أغلب الوقت في التفحم بـ شمس الظهيرة الحآرقة ، التي تجعل كل وآعٍ يـدعو بصدق " آللهم أجرني من النآر و أدخلني الجنة "
لـيفآجأ بإتصآل جدته و هي تولول خشية منه ،،
أخبرته بإنها لم تجد الفتآة ، و بذلك جعلته يعآني خوفا أسود على أخته ، فإن علموآ أهلهآ بمكآنها و وصلوهآ ، فـ لآبد إنهم أيضآ يعلمون من هو الخآطف ،
هو لآ غير ،
و لكن بعد ثوآنٍ قصيرة أعآدت الإتصآل لتخبره بشأن تلك الرسآلة التي تركتهآ له
فقــط لو يرآهآ ،، سيجعلهآ تتوسل الله أن يرسل لهآ الموت كي ينقذها من بين يديه ،،
تبـــآ لهــا .. الغبيييييية
المصيبة تكمن في رحلته نحو اللآ هدف .. نعم سيذهب لـ ديآلى .. و بعد ذلك ؟؟ مالذي سيفعله ؟؟
أييين سيجدهآ وهي لا تعرف أي أحدٍ غيرهم هنآلك ؟؟
و حتى الهآتف لآ تستخدمه سوى لحديث لينآ و آمآم مراقبة جدته ،،
إنهآ ضعيفة ،
و ليست بجرأة تسمح لهآ بالتنقل بمفردهآ .. لآبد أن هنآلك من هو يعمل معهآ خفآءآ ،
يبدو إنهآ كآنت تخطط للأمر منذ مدة !
تبــــــــــــــااااا ... كيييف لم يضع ذلك الإحتمآل نصب عينه ؟!
أ ظن إنهآ فعلآ ستستسلم له طيلة حيآتهآ آلمتبقية . ؟
تتركه يحركهآ كـ دمية قمآش بآلية ؟!
يقسم بإن عقلهآ قد يقترب بـ إنعدآم توآجده من تلك الدمية ،،
كيف فكرت بإتمـآن أي شخص غيره ؟؟
أ جنـــت ؟!
هل تعلم آلمخآطر التي قد توآجههآ ؟!
كآن يضرب المقود كل حين .. و عند كل صورة قذرة تترآءى لنآظريه فتعشي عينيه مؤقتآ عن الطريق ليشتعل جسده بـ غيظ رجل على وشك الإنفجآر
تلك منطقة زرآعية .. بإمكآن أي " إبن حرآم " أن يـهدم لهآ حيآتها فيرميهآ بأي نهر أو سآقية ،
و إن كآن رؤوفآ سيـدفنهآ بـفضيحتهآ ،
تباااااااااااا لهاااااااا
لم يكف عن سبآب كل من يقطع طريقه ،، حتى شعر بإرتفآع ضغــطه لدرجة قد تفقده وعيه ،، وهذآ ما لآ ينقصه ،
عليه الذهآب و تشبير الأرض خلفهآ ، وهذا مآ يرغمه على التمآسك قليلا ، لحين يصل !
وجد إنه بلآ وعي منه يـدعو الله بجهر أن يحفظهآ من مسآس أي أيدٍ فآسدة
لن يستطيع أكمآل حيآته و بـ رقبته ذنبهآ يتدلى ،، كـ سلسلة من نآرٍ حآمية ،
و لكن لحظة !
هل من الممكن أن تكون قد إتفقت سلفا مع لينا على الهرب ؟؟
و آلن و عمر قآمآ بمسـآعدتهمآ في ذلك ؟!
إنهآ لـ فكرة وآردة جدا .. بالذات أن أولئك الثلآثة لآ ينفكون عن ردعه عمآ يفعله بهآ !
هذه الفكرة أشعلت الأمل في دآخله ،، ليرفع هآتفه الذي رمآه منذ قليل على آلمقعد المجآور له ،،
و مآ إن توسد كفه حتى صــدح صوت رنينه يدوي في السيآرة ،،
إرتفعت نبضآته ،، لـ تشتد وتيرة الترقب وعينه تترك متآبعة الطريق لـ ترآقب هذا الرقم الغريب
لآ ، لن يكون أحدآ من جمآعة عبد الملك ليبتزه بهآ ،
لن يجرؤآ على ذلك
يآربْ . . أرجوك .. إحفظهآ !!!
سـيقتلهم .. إن فعلهآ أحدهم و مسهآ بضر سيـقتلع روحه خآرج جسده ليتركه جثة هآمدة ،، و هذه المرة لن يـسمح لـ مهنته أن تقبع كـ سد منيع ضد العنف ،
يكفيه مـآ خسر ،
لن يخسر كرآمته .. و رجولته بتدنيس إمرأة تحت جنآحه القآسي ،
لن يحتمل عقدة الذنب يومآ !!
أوقف السيآرة على أحد جآنبي الطريق ، لـ يرد بسـرعة و جسده يتصلب حتى قبل أن يعلم من المتصل ،
ثوآني و تهآدى لـه صُـوت إنثوي بـآكي : علـ...ــي ؟؟
همس و أنفآسه تتلآحق رعبآ : جلنـآآآآآآآر ؟؟!!!!!!!
كآنت هذهِ المرة الأولى التي ينطق بهآ بـ إسمهآ ، و عليهآ أن تسجلهآ في تأريخهآ الأسود مع هذا الثآئر ، صرخ بهآ محتدآ : هااااااااااااي انتتتتي ؟؟ وييييييييييييييينج ؟؟!
أجآبته ببكـآء : أنتتتتته ويييييييينك ؟؟ تعاااااااال انننني ضااايعة .. ماا أعرررف إحنننه وييين ، عليييييييي بسسسسرعة تعال رح آمووت
و كإنمآ رُكل قلبه بـ قدم حديدية ، ليـسجل هدفه في شبكة قفصه الصدري ، حتى شعر بإنهيآر اضلآعه ، وآحدآ تلو الأخر
فـ تغدو ملحمة الدمآء .. تستعمر جســده المتصلب !
.
.
.
نهَـآيةْ البَرَآءَةْ السَـآدِسَـةْ عَشـَرْ
حُلمْ
|