كاتب الموضوع :
حلمْ يُعآنقْ السمَآء
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
بإسمِــكْ يآ رحمن يا منان يآ واسـع الغفرآن
أحبتي :
الصلآة ثم الصلآة ثم الصلآة !
و بأوقآت فراغكم .. إستمتعوا معي
البرآءة الثانية عشر
شهداؤنا خرجوا من الأكفان
و انتفضوا صفوفا ثم راحوا يصرخون:
عارٌ عليكم أيها المستسلمون
وطنٌ يباع و أمة تنساق قطعانا
و أنتم نائمون
:
"انا لم اكن أدري
بأن بداية الدُنيا لديكِ
و أن آخرها إليكِ..
و أنّ لُقيانا قَدَر
"
بعـد شتائم الاستنكار و الحقد التي اطلقتها حانقة ،، توجهت مع الاخرى لخارج المبنى الكبير ، و داخل كل منهما زوبعة من حكايـآ ، استقرتا داخل سيارة ' عمر ' و إحداهن تكاد تختنق رعبا ، و الأخرى غيضا !!
تجلس في المقدمة في المقعد المجاور لمقعد السائق و طرأت على خيالها ' الاحمق ' رغبة مجنونة تكاد تعصرها عصرا ؛
صورة واحدة ابت ان تفارقها ،، يأتي هو .. و يجلس بقربها ،، و تكون معه في مثواه الخاص ،، سيارته !
و تثبت للجميع إنها هي من تملك قلبه !!
كفاك غرورا يا لين ،،
حتى الآن لاتستطيعين استيعاب كونه اصبح لأخرى ؟
اخرى كان يكلمها منذ قليل و سمعتي كلماته ' الغزلية ' لها ؟
نعم سمعته ، و لكني واثقة بكونه رآني و بدأ بمحادثتها بتلك الطريقة التافهة ،، فقط ليثير غيظي
ومن تكونين انتي ايتها الحمقاء لكي يثير غيظك ؟ يكفيك زهوا و ترفعا و حاولي تقبل الخسارة بروح رياضية
ليست بخسـآرة ،، انا لا اسمي فقدان رجل بجسده فقط خسارة ،، فكونه قلبا و روحا و وجدانا مازال ملكي وهذا امرا محتما فـ يالها من خسارة ' ذهبية '
خسارة متوجة بـ اكليل من ازهار الربيع ،،
تفوح منها العطور الطبيعية .. لتشق انف كل من يحاول الاقتراب من حقيقتها المرة ؛
و سيأتي اليوم الذي ستتغلغل تلك العطور مترأستها رائحة القداح التي اعشق لتشق طريقها في حويصلات زوجته ،، لـ تتلوها رائحة عفنة للحقيقة التي يكفنها بداخل تابوتا يرقد بين اضلعه العوجاء !
و كم سيبدو ظالما قاسيا وقتها ، هه .. سأنتظر تلك اللحظة بفارغ الصبر !!
رن هاتفها قاطعا افكارها من الشرود نحو ' الفضاء ' أكثر و عائدا بها نحو واقع تجد فيه انها بدأت تفقد السيطرة على خلاياها الدماغية في اغوار جمجمتها التي تود كسرها احيانا !
كان علي .. أجابته بنبرة باردة حتى الصعيق و لم يكن افضل منها ،، فكل ما قاله : سأليها عدهه حساسية من البنسلين ؟ بيها مرض ؟ قزرقط ' سم ' ؟
فحدثت تلك المجني على امرها بشئ من اللطف : جووج ،، عندج حساسية من البنسلين ؟ لو فد مرض ؟
أجابتها بكثير من الشرود : لأ ،، مو سألني الطبيب و قلت له
تلك لم تكن افضل حالا من مرافقتها ،، بل اتعس بكثير ،، فهذه همها يشيب له قلب طفل في المهد !
لا تعرف لها مصير و لا حتى حاضر !!
تفتتت عظام اطرافها السفلية و العلوية لخوفها من مستقبل مجهول الملامح ،، لكن كله بقدر و حكمة من القدير ،، و عسى ان تكون خاتمة احزانها و خوفها خيرا لها !
بسخرية حدثت اخاها : الطبيب سائلها و قايلتله ما بيها لو حضرتك تعرف احسن من كل طبيب
اغلق الخط بلا مبالاته الفطرية او بالاحرى المكتسبة من فعل التربية الباردة و الذاتية التي عاناها !
تمتمت بغيظ وهي تحط بهاتفها في حجرها : شقد مكروووه عززة مينجرع ' لا يمكن تجرعه > < ' ،، الله يساعد التاااخذه والله يطيح حظها
التفتت نحو الخلف بعد ان تناهى لمسامعها تنهيدة حارقة لجلنار : حبي لتخافين ،، الله ميعوف عبده حاير صدقيني ،، و الله العظيم تفرج ان شاء الله بس خلي همج يم الله !
بنبرة تقترب من البكاء همست : لينا اني ميتة خوف من كل شي ،، أمـ ـ ـي ،، حموت واعرف شلونهـ ـ ـآ !
بقيت على حالها قليلا ثم استدارت معتدلة بجلستها وهي تقلب فكرة توهجت توا برأسها ،، رفعت هاتفها بشئ من الاصرار وهي تراقب المكان خوفا من كون اخاها قريب : حخاابر الن و اسئله بلكت يعرف شي عنها ،، لإن علي الخبيث حتى لو يعرف محيقول ،، إنتي بس انتبهي اذا اجه من بعيد قوليلي !
تكاد تموت شوقا لسماع خبر من شأنه ان يمحو بكل طاقة لها ان كان سلبيا ،، و لينا فعلت ما قررت ،، و ما ان رفع الن الخط بادرت بقول : هلو آلن
بلطفه الدائم : هلو لينا هلو عيني خير ؟
اجابت : الن فدوة لعينك متعرف شي عن اهل جلنار ؟؟ أمها ابوها ؟؟ خصوصا امها لإن جانت وياهه من اخذوها جماعة عبد الملك و يمكن انضربت طلقة ،، علي مقلك شي ؟؟ لإن تعرف أخاف أسـأله والله !
بـ تفكير هازئ ،، فهو لم يكن خال البال عند ثرثرة علي ،، فكل ما كان يجول بذهنه هو ما يمكن ان يكون بينها و بين رفيقه : لا والله ما اعرف
اكمل مسرعا في محاولة لكشف الحقائق : بس هسسسة اخابرلج عمر ، أكيد يعرف ،، هممم انتي مخابرتيه ؟؟
بـ صوت حاد رفيع : لأ ،، اوكي انتظرك ،، بس الن الله يخليك لتقول لعلي شي ،، تعرفه انته !
لم يستطع مسك اي طرف للخيط : تتدللين يمعودة ، ماكو داعي تقولين اعرفه اخوج مينجرررع !
إبتسآمة خفيفة بانت على محياها المتعب ، ثم اغلقت الخط لتلتفت حدو الاخرى : الن ميعرف ،، و هسة حيخابر عمر بلكت يعرف شي
بنبرة تقترب من الإختفاء : منو الن ؟
عادت لتشرق ابتسامتها الساحرة النادرة الارتسام : صديق علي افندي ،، ولد مسيحي وردة ماال الله ،، ماكو هيجي اخلاق ،، ما اعرف اصدقاء اخوية شلون متحمليه والله العظيم مينحمممل ،، الهم قصر بالجنة من وراه
لم تنبس ببنت شفة ، و ادارت وجهها نحو النافذة ، و لينا احترمت صمتها فهي تعيش لحظات حرجة !
تسأل الله ان يرزقها الكثير الكثير من الصبر و الاطمئنان !
حانت منها التفاتة نحو علي الذي يقترب من السيارة ،، وجهه مكفهر و فكاه مطبقان بشدة ،، حاجباه يشكلان خطا عريضا متصل لحدة اقترابهما ،،
و عيناه تنتقلان هنا و هناك بريبة و ترقب !
عندما وصل لهما ،، صعد مكانه وبذات الوقت رمى بكيس الدواء نحو اخته : إنطيني السويتش ' المفتاح '
تأفأفت بضيق و امنية واحدة تتراقص في مخيلتها ' دق عنقه ' ،، اعطته المفتاح بحركة الية و هو اشغل المحرك ثم تحرك بهما من دون ان يقول اي كلمة
احبت اغاضته فتكلمت : يعني من الطبيب كاتبلهه ادوية غير سائلها بالبداية شبيها ما بيها ؟ تتوقع يعني بس انته تسأل و تتطقس كل الناس اغبياء ؟
لم يجبها غير بنظرة تهديدية فاكملت : ماكو واحد ميسأل ترة
هذه المرة لم ينظر نحوها و لكن صوته جلدها : إنجبي عاد
ثم تمتم بشرود : عمممر الزمااال قتله يجيبلي رصيد من يجي و مجااب ،، طيح الله حظه !
بنفس اللحظة تعالى رنين الهاتف بـ لحن مدرسة الحب ،، ما ان رأت المتصل حتى اجابت بسرعة : هلوو رسل !
الن على الطرف الاخر استغرب : لينا ؟ هاي اني شبيج ؟
اجابت : إي اي اعرف ،، اي شصار ؟؟
استنتج تواجد علي : علي يمج ؟ هااا ،، تدرين اذا عرف اني و عمر متواطئين وياج علمود البنية يحرقنا تلاثتنا ؟
ضحكة قصيرة فلتت منها : اعرف ،، قليل الحرق هم بعدين ننشمر بنهر دجلة ،، المهم شصار ؟
رد : لتقوليلها على كل شي ، ابوها بالمستشفى ما اعرف يمكن صايرة بيه جلطة بالقلب ،، و امها صدق مضروبة طلقة و لهسة بالمستشفى ،، إنتي قوليلها ماكو شي ،، السايق متصوب مو امها
بهت لونها كثيرا ،، كيف لها اخفاء الامر ؟
حتى و ان استطاعت ،، فلربما سيبث الخبر في التلفاز و تكتشف هي بمفردها !
اذن عليها ان تبعدها عن كل مصدر لبث المعلومات : أها ،، اوكي ، بس ... إذا عرفتي اي شي قوليلي الله يخليج !
ضحك الن بخفة : تتدللين يمعودة احنه خوات دااادة ،، شعرف اقلج !
استطاع اعادة شحنها بشئ من التماسك و عاد لونها طبيعيا بعد ان ضحكت بسبب طريقته النسائية بالحديث و كإن مكالمته بصيغة الفتاة قد راقت له !
شكرته بإمتنان ثم اغلقت الهاتف ، و علي بادرها بـ عداء : بس لا حجيتيلها شصاير ؟
يقصد رسل : لأ ،،
التفتت قليلا نحو الخلف و بـ شفرات حادثت تلك الصامتة : حبي رسل تقول زينة الحمدلله مبيها شي ،، و رجلها هم زين
علي اهتم للحديث ولم يفته شئ ، و جلنار تحدثت بسرعة وهي ترتعش : والله ؟ يعني مو هيـ ـ ـ...!!
صمتت عندما التقت نظراتها الحائرة بـ أشعة من النظرات الحارقة كادت ان تعشي لها عينها : شبيج فرحتي ؟ ليش على منو دتحجون ؟
اكمل وهو يميل برأسه قليلا نحو لينا : وية منو جنتي تحجين هسة ؟
بتماسك تكلمت : وية رسل ،، ليش ؟
بسخرية : و بت قاسم ميتة على رسل هيجي متلهفة عليها ؟؟ الغي ' تكلمي '
جلنار قررت التحدث : جانت تسأل رسل عن امي
كانت متأكدة انها لو بقيت صامتة سيستغل ضعفها اكثر و لن تستطيع رفض اي امر يتخذه
وهي ليست هكذا ،، لطالما كانت مدللة ابيها التي تفعل كل ما يحلو لها ،، و اكبر دليل ابن عمها الذي علقته في اذيال الانتظار لـ سنين عديدة !
دوما كانت تحصل على ما تريد ،، و لكنها لم تستغل هذا الشئ بمضرة احد ،، و الان تجد انها مكبلة اليدين لا تستطيع الادلاء برجاءها حتى !
تخاف هذا الرجل كثيرا ،، و لكنها ستدخل بحرب معه ،، ستكون كـ لينـآ ،، فعلى كل حال هو لن يقتلها !
ثبت نظراته نحوها في المرآة الامامية : نعم ؟
لن تريه مدى رعبها من صوته الهادر : رسل خابرت خواتي دتسألهم علية هه ،، بإعتبار اليوم مهري ،، وعرفت امي زينة !!
هذه المرة نقل نظره لأخته فبادرت مسرعة : علي دخييييل الله لتسوي مشكلة ،، لعد تريدني اعوفها تتقلب على نار و هية متعرف شي عن امها ؟؟ و بعدين هية شنو ذنبها ؟؟ انته تريد تعذبها هية لو تعذب ابوها ؟!!
بـ حدة : لينا اكلي *** و لتسمعيني صوتج ،، و اذا بعد سويتي هيجي حركة من وراية والله اطييح حظ حظج همين ' هم : أيضا '
زفرت بضيق و التفتت نحو النافذة وهي تستغفر كل حين ،، لقد اقحموا في مشكلة كبيرة !
و ان فعل و تكلم زوج والدته ستحاط هي ايضا بدائرة من الخطر ،، يتوجب عليها الحذر من الآن وصاعدا ، تبا لهم !
ماذا ستفعل إن وضعت بنفس مكان جلنار ؟
لن تحتمل ،، هي ليست من الاشخاص الذين يملكون القدرة على تحمل مثل هكذا موقف ،، إنها اضعف من ذلك بكثير !
حتى و إن صبرت على فراق والدها و شقيقها فإن ما تعانيه جلنار بالتأكيد اصعب ،، و عسى أن يفرج الله همها و يرحمها من شر قد ينتظرها !
.
.
.
لماذا أراك في كل شئ
كأنك في الناس كل البشر
كأنك درب دون انتهاء
و أني خلقت لهذا السفر
فإن كنت أهرب منك اليك
فقل لي بربك أين المفر ؟؟
لـ : جويدة
يقود سيارة رفيقه وهو يشعر بإنقباض تام في عضلات صدره ، لا يستطيع التنفس بحرية !
لقد اخذ منه التعب اليوم مأخذه ،، لم يستطع ردع قلبه عن القلق و التوتر امام زوجته ،، و من ثم زاد الامر سوءا عندما افلت زمام السيطرة و جعل آلن يشرف على كل شئ !
فطيلة الوقت كانت عينا رفيقه تطالبه بالكثير ،، و لكنه آثر عدم التحدث و الهرب السريع بعد تركهما بمفردهما من قبل علي
فوقتها اخرج هاتفه مسرعا من جيب قميصه ليحاول الاتصال بزوجته التي طلبت منه مسبقا إخبارها بما يحدث !
و لكنه لم يتذكر فعليا هذا الامر سوى قبل قليل ،، ما أن خرج من بوابة المشفى و ظهرت له خطوط إشارة الشبكة حتى اتصل بـ زينب
و بنفس الوقت سمع صوت الن الذي يبدو انه كان يتبعه ، حاول أن يحدثه في الموضوع إلا إنه هرب مرة اخرى عندما رفعت زوجته الخط بصوت متلهف تسأله عما حدث !
و يبدو ان الن قد تحلى بروح الصبر على غير العادة و ابتعد عنه تاركه يتحدث بحرية مع زوجته ،، و لكن يبدو إن رفقاء الطفولة لا يودون تركه يعيش حياته بعيدا عن الماضي الذي يجمعهم !
فرآى تلك الحبيبة تقترب من البوابة و هاتفها يتوسد كفاها المعقودان اسفل صدرها ، بـ طيش مراهق ادار لها ظهره و تغيرت نبرة صوته لتحمل حنانا قد اعتادته منه تلك الزوجة المظلومة
حاول استخدام العديد من كلمات الغزل ' البسيطة ' وهو يريد ان يثبت لنفسه احقية زينب بها قبل اثبات ذلك لمن مرت بقربه وصوت الكعب المنخفض لحذاءها يدق خنادقا بينهما !!
خرجت تنهيدة فقدان صبر من صدره وهو يستنكر اتصالها بألن ،، لم لم تتصل به هو ؟
حتى و ان اقترن بغيرها ،، سيبقى موجودا ان احتاجته هي او اخاها
اتراها فعلت ذلك فقط لمحاولة اثارة غيرته و غضبه ؟
إن كانت كذلك فهنيئا لها و تعسا له ضعف عضلة صغيرة ستعدو به نحو الهلاك يوما ما !!!
و كإن آلن كان يحتاج لمثل خطوتها كي يحاول اخراجه من صمته و ايجاد خيط يتشبث به حتى يصله بالحقيقة ،، عاد هاتفه ليرن زاعجا له سكونه ،
اجاب بكسل عندما وجده آلن : نعم ؟ شرايد ؟ سألت عن ام البنية و قتلك الي اعرفه هسة شكو ؟
آلن الحائر تحدث من غير أن تفته نبرة الغيرة التي اخترقت طبلته بحدتها : إنته تدري اول و تااالي حتقلي كل شي ، فاحجي هسة ، شو اني لحد الان ممستوعب ، شلوون تحبها وخطبت غيرها ؟؟ لإن ممعقولة هسة يللا حبيتها !
اجاب : آلن ،، رحمة لاهلك فكنا من هالموضوع ، أني هسة رجال متزوج ،، و بت ابو علي الله وياهه ؛
بعد برهة تحدث : ما اقدر اسكت ،، لازم اعرف سببك ؟
بتنهيدة عميقة : سبب منطقي ،، و احنه اصلا منرهم ' منضبط ' سوى ،، و زينب خوش بنية و تستاهل الخير و اننني مناااوي اخونها بتفكيري ،، فســـد الموضوع
ركبه العناد اكثر : اييي هوااية ماتخوونها بتفكيرك ميخالف ،، و الله المسكينة مبين تورطت بهالزواج الفاشل ،، انته مشفت نفسك شسويت من عبااالك ' ظنيت ' لينا بيها شي ،، لك وجهك اصفر و جسمك متشنج عبالك انته لازم تفوت لغرفة ينعشوك بيها ،، و تقلي متخون مرتك ؟ بس لو افتتتهم ليييش ارتاح ،، عمممر بربك اكو شي بينك و بين لينا ؟ يعني قصدي علاقـ ـ ـ!!
بفقدان صبر تحدث : آلن اكل *** بديت تمـ*** هواااية ،، شايفني ما اخاف الله لو ممتربي حتى اخون اخوية ؟ و بعدين شلون فكرت بلينا هيجي ؟؟ انجب و بعد لتفتح الموضوع ويااية
غضب : انتتتته اكل تبببن هم ،، فهمننني شبيك ؟ ليش هيجي عصبي ؟ لك متوقعت هيجي تحبها ، و هسة دتصدمني ، زين من حقي افتهم شصاير ،، شنو ممعتبرني اخوك ؟؟
تحدث بعد زفرة : أقلك و رب الكعبة روحي طالعة ،، خليني هسة و بعدين احجيلك !
وصله صوت الاخر مهددا : رح تحجي ،، متقدر تنهزم ' تهرب '
ليزفر من جديد : والله ماكو شي ينحجي بيه ،، ديللا هسة روح وصلت سيطرة ' لجنة تفتيش '
.
.
.
يجلس في سيارته و يده تعبث بشئ صغير ؛
عيناه تملتئ شرا و حقدا ، جسده ينتفض بالشئ الكبير من الكراهية التي لا مبرر لها
فقد كان دوما ندا له بكل شئ ،،
فذلك نجح و تركه ليفشل
نضج و ترك التصابي من نصيبه
حصل على ما يريده اي رجل !!
و الاهم من ذلك ،، لم يتوان يوما عن اظهار بغضه له ، فمشاعرهما متبادلة !
و الآن ،
أو بالاصح بعد حين ،، سيأتي وقت رد الدين و الاعتبار ،، و سينتصر من سينظر للأخر بتلك النظرة الدونية
فالعبرة في الخواتم ،، و خاتمة ذلك قد اشرفت على الاقبال !
.
.
.
شَيءٌ إليكَ يَشدّني .. لَم أدرِ ما هُو منتهاه
يوماً آأراه نِهايتي .. يَوماً أرى فيهِ الحياة
لـِ
فاروق جويدة
عادوا الى المنزل و الفتاتان سبقتا علي الى الداخل ؛
بقي خارجا في الحديقة يعطي باب المنزل الداخلي ظهره ويتأمل الاشجار و كل جسده ينبض بإرهاق !
يكاد يسقط ارضا من شدة تعب اليوم
الساعة اقتربت من التاسعة مساءا ،، وهو لا يعلم ان كان عبد الملك سيفي بوعده و لن يخبر احد عن مكان الفتاة !
عندما حادث اخته في المشفى كان ينوي اقناع نفسه قبل اقناعها بعدم وشي زوج والدته الحقير بهم ،، و إن لم يفعلها فـ من المحتمل جدا ان ولده فاعلها !
عليه ان يتحرك بأقصى سرعته لإقصاءها بعيدا ،، على الاقل لفترة ،، لحين إعادة ترتيب اموره و بعدها سيرى ما الافضل لفعله !
ادخل يديه في جيبي بنطاله و سحب له انفاسـآ طويلة و مرهقة بذات الوقت
لا يعلم لم شعر بشئ داخله يحاكيه بشأن تلك المغضوب عليها ، لقد عانت الكثير بسبب دناءة والدها ، إنها كأختيه ، لا يد لهم بكل ما حدث
لم يشك لمرة واحدة بكونها قد اعترفت على عبد الملك بعد ان اخبرته بإنها لم تفعل !
لسوء حظه صدقها ،
لا يمكنه فعل العكس ، فهي ليست بضعيفة ،، هو اكيد من هذا الامر
و ان ارادت ان تفعل شئ لفعلته ،، و لكن هو من يجتمع بها في اقسى المواقف التي تجبر اي امرأة سواها على الضعف !
لقد شهد تنمرها و عنادها عندما كانوا في الاردن ،، و هكذا امرأة يجب ان تهاب ،، فتستطيع من مثلها ان تغدر
يعلم هذا الامر جيدا ،، و لكن ما يعلمه ايضا انه يصدقها !
ولا نية له لفعل شئ اخر
احس بوجود احدهم خلفه فـ تحدث من غير ان يلتفت : شتريدين ؟
تخشب جسده عندما تناهى له صوتا اخر ، أنثوي ، و لكن ليس لأخته : ممكن .. أحجي وياك .. دقايق ؟
لم يجبها فإقتربت خطوة اخرى خلفه قائلة : من حقي افتهم وضعي ،، اني مو حيوان تجرني منا لهناك ،، و صدقني ما رح اروح لأي مكان برا بغداد
التفت و وجهه يحمل اعصارا ليجدها واقفة بـ ضعف واضح ، يخالف شدة كلامها
عندما التقت نظراتهما ابعدتها بسرعة ، هاتفة بتوتر : ما رح اروووح لأي مكااان ،، حبقى هنا بالبيت يمكم ، انته قلت رجل امك مارح يسويلك شي اذا مترجعني لابوية ،، اوكي لترجعني بس لتوديني هناااك الله يخليك والله مـ ـ ـآ أقـ ـ ـدر
حانت منه التفاتة نحو اليمين ، فلا قدرة له على رؤيتها بهكذا ضعف !
يكره الضعف ، يعترف بإنه يمقت ان يرى احدهم خاسرا مطأطأ الرأس ،، حتى و ان كان ذلك الـ ' أحدهم ' هي !
إبنة قاتل اختيه
همست هذه المرة : اعتبرني اختك ، و قلي ترضاها الهه تنشمر بالمحافظات بدون متعرف احد ، والله اموو و وت من الخـ ـ ـوف ،، ما اقـ ـ ـدر ،. ارحمنـ ـ ـي
اسكتها عندما شعر بإنها اقتربت من اجباره على الخضوع لإنسانيته : إشششش ،، ولا حجاااية زايدة ، قتلج لو تبجين منا لباااجر ، قراري مرح اغيره ، و اختي ابوها يشرفج و يشرف عشيرتج كلها ، ابوها خلالها قدر و قيمة بين النااااس ، اما انتي ،، هه .. أبوج ذلج مو اني ، هووة جابلج الظلم فلتحجين وياية عالرحمة ، من ترجعين قوليله ليش مرحمت العالم و خليتهم ميرحمونا ' بسخرية اكبر ' زين حبااابة ؟؟ يللا فوتي جوة !
لم تتحرك بل اصرت و هذه المرة دموعها تنهمر فوق خدين متجرحين : اني شعلييية ؟ روح عااقبه اله ، روح عاقب ابوية ليش تعاقبني اني ؟ والله اقبل تعوفني هنا ببيتكم بس لتوديني لغير مكان ، أخااااف من العالم اخاااف ،، علـ ـ ـي والله اخـ ـ ـآف !
لفظ اسمه بصوتها الخائف و نبرتها المرتجفة ذو اثر حاد في وجدانه ، أثر لم يعرف له طريقا من قبل !
وهذا ما يقرفه ، فهي لم تتوان عن طلبه بذلك الاسلوب المتذلل ،، و إن سمح لها بالإحتيال عليه بكيدها الحريمي فستكثر توسلاتها حتى تحصل على كل ما تريده منه
بحدة ضغط على اسنانه : فوتي جوة
انتحبت اكثر : خااااف الله ،، مااااارح اروح لمكااان لحدما تقلي تبقيني هناااا
اصر : زقنبوووت ان شاء الله ،، إمشي فوتي لا والله العلي العظيم اصقطلج ' اخرب لك ' عينج الثااانية ،، و بعدين ويييين الزمااالة ليناااا ؟؟؟
بتحدي وسط بكاءها : يللا اضربني ،، تعلمت انييي ،، كلكم متخافون الله و انته طلعت انقس منهم ،، على الاقل همه محجييت وياهم و لا قلتلهم شي لإن ادري بيهم حيوانات ،، بس انته تووقعتك شهم و مرح تخذلني بس طلعت مثلهم حقيـ ـ ـ!!!
إقترب منها بخطوتين عملاقتين ، و بصورة الية ارتعبت و لكنها لم تتحرك بل اغمضت عيناها متحدية من جديد : اضررربني يللااااا !
هل تراها تعلم بإنه لن يفعلها وهو بكامل وعيه لذلك تريد استفزازه ؟
تحدث بفحيح : لتنسين ترة سويتها و اقدر اسويها من جديد
فتحت عيناها ببطئ و ارعبها قربه فعادت بخطوات نحو الخلف : جنت محروق قلبك على خواتك ، ما الومك
مسحت دموعها وهو جمد مكانه اثر قولها ، فتكلمت مرة اخرى : الله يخليـ ـك بس افهمنـ ـ ـي ،، والله اخـ ـ ـآف ،، عنــدي فوبيـ ـ ـآ من النـ ـ ـاس الغربـ ـ ـة ، لتعوفنـ ـ ـي وحـ ـ ـدي اروح
اطبق فكيه فوق بعضهما بغضب و شر ، مالذي تنوي فعله هذه المرأة ؟
تخبره بإنها لا تجده غريبا عنها ؟
تخاف الغرباء بسبب مرض اصابها منذ زمن وهو لا تعتبره تهديدا لأمنها ؟!
لم كل تلك الثقة ؟ فقط لو يعلم لم !!
سيخنقها عقابا لها على تجاوزها هذا !
تبا لها ، تبـــآ
اكملت : خلي لينـ ـ ـآ تجي ويـ ـآية ، أذا هيجي ،، اروح !
بالتأكيد هذا افضل بالنسبة لها !
همس بحدة : إنتي تدرين محتوصلين لشي بحجييج هذا كله ،، تعرفين اسمع من هالاذن و اطلع من اللخ ،، فريحي نفسج و سكتي
لم تستسلم : إنته متتتتحس ؟؟ أقلك مريييضة ،، مرييييضة مخببببلة اخااف ،، أتخيييل والله اتخيييل الناس يسوولي اشياء ،، والله اتخييل ،، حرام عليك تعذبني اكثر ،، والله حـ ـ ـر ا ا ا م
بسخرية تحدث : محد يسويلج شي ،، هاللغوة ' ثرثرة ' مو علية ،، و اذا خفتي اقري قرآن تصيرين زينة ،، و انتظري شبيج ما عندج ثقة بابوج و رجلج ؟ ترة رح يلقوج اول و تالي ،، هسة ديشتغلون منا و منا لحدما يوصلولج
ازدردت ريقا جافا : إذا لقوني حقلهم انته خطفتني ،، و يكتلوك
ابتسم بصدق ساخر ،، فإرتعش صغيرها و احتضنت صدرها خائفة من ضعفها ،
أهذا وقتك انت الاخر ؟
إني اعاني قسوة هذا الرجل و انت بغباء تنبض لإجله ؟
أتراه زمانا و مكانا مناسبا للنبض ؟
كم انت احمق ، و سأكون حمقاءا اكبر لو سمعت لك !
همس بعد حين بصوت هازئ : المشكلة اكو ثقة بيننا ما اعرف منين ، يعني اني اهددج و انتي تهدديني و احنه واحد ميصدق تهديد اللاخ ،، متعرفين ليش حضرتج ؟
فقط ربطها به بتلك الطريقة هو لأعظم شئ قد تتمناه يوما !
ضغطت على صدرها بقوة خوفا ان يفلت قلبها من بين اضلعها ليسقط طريحا امام قدميه معترفا له عن كل شئ !
اكمل وهو يلتفت : كافي يا بت الناس ، فوتي جوة و انسي اغير رأيي ،، و محيصيرلج شي ،، بيبيتي يمج ، و خوالي هناكه ، يعنـ ـ ـ!!
قطعت حديثه مرتعبة : شنوو خوالك و بيبيتك ؟؟ أني ما اعرفهم ،، إنته حتخبلننني ،، اقلك اخـآآ...!
بلؤم تكلم : إفتهمناااا تخافين و شسويلج يعني ؟ من عمايل ابوج السودة ،، يللا فوتي و قولي للينا تسويلي عشا ميت جوع !
ارتجف فمها واستدارت لتبتعد فأوقفها قبل ان تتحرك : صدق بيبيتي ما رح تعرف منو انتي ، الي تعرفه انتي بالمستشفى جيتي تطلبين مني اساعدج ، هه اهلج يريدون يكتلون بقضية شرف هه ، و باجر آلن يجيبها و ياخذكم انتو الاثنين
يداها تخلت عن احتضان قلبها فانزلتهما هامسة بصدمة : عزززة ،، شـ ـ ـنو هالحجي ؟
إستدارت لتقابل ظهره : شلون هيـ ـجي تقـ ـ ـول ؟ شرااح تفكر بيبيتك ؟ عززززة !!!!
ابتسـم بهدوء وهو يشعر بانفعالها اثر الموضوع : لعد شتريديني اقلها ؟ أكيد رح تسأل ليش وجهج كله مضروب ،، على الاقل عدنه سبب مقنع !
هزت رأسها مستنكرة : سبب مقننننع ؟؟ خزيييتني ' أخزيتني ' قدااامها و الله العالم شنو الفكرة الي رح تاخذها عني و تقلي سبب مقنع ؟ انتتتته شنووو ؟ لاا مستحيل ،، مستحيل اسكتــلك ،، مستحيييل اخليك تشوه صورتي ،، سكتتلك هواية لإن اقول حقك قلبك محروق و متعرف شلون تنتقم من ابوية ،، بس الا هالطريقة والله ما اسكـــت
اتسعت ابتسامته بزهو : شتسوين مثلا ؟ تنهزمين ؟! عود انهزمي ،، إنتي بغداد معرفتي تنهزمين بيها هالمرة ديااالى ؟ و صدقيني اذا حاولتي رح يطلعلج بدل الجلب عبد الملك عشر جلاب وشوفي شلون توصلين لأهلج !
رفعت برأسها عاليا متحدثة بصدق : إنته أكيييد تعرف انه اذا ردت انهزم و ارجع لأبوية اقدر اسويها وهسسسة ،، ترة هالشي بسيط .. و اني مو صغيرة حتى تقشمرني بحجييك هذا ،، بس .. أني احب ابوية ،، احبـ ـ ـه و اريــده يتووب لربه ،، أريده يحس بالوجع الي سببه للعالم ،، بلكت يصحى على زماانه و يتوب ،، يعني من الاخير اني مو بالضعف الي انته متوقعه ، بس ساكتتلك لإن اني اريد اسكت !
حافظ على ابتسامته الساخرة طيلة حديثها حتى اعترفت بحبها لذلك الحقير
إذن تستجيب لأوامره ظنا منها ان والدها سيصبح بشرا بعد المه من اجلها ؟!
تكلم بعد حديثها : ذييل الجلب مينعدل !
بأنفاس تجر بذيول الالم همست : كافي تحجي عليه هذا ابـ ـ ...!
هي من تعشق اثارة شياطينه التي يقاوم بشدة من اجل لجم جماحهم : أنعل ابوووج لابوو..!
أسكتته راكضة نحو الباب الرئيسي للمنزل بخطوات واسعة من غير ان تفكر مسبقا عند اقدامها على هذه الخطوة ، فهي متأكدة بكونه لن يرحمها ان سمحت له بالتجاوز !
و بالتأكيد لن يرحمها ان قامت هي بذلك التجاوز كما فعلت الآن
ركض خلفها بسرعة و قبل ان تمسك مقبض الباب كان قد اطبق يده فوق ذراعها و سحبها بعنف حتى ضرب بقدها في مؤخرة سيارة رفيقه
هربت منها ' أهة ' وجع و هي تتلوى كي تفلت منه و لكنه استطاع اخماد جنونها بضغطه القوي لعظم زندها !
ولم يتركها حتى صرخت به متوسلة : خلص كااااافي يوووجع كاافي !
تركها ببطئ و لكنه لم يتحرك من امامها وهي انزلت رأسها نحو ذراعها تمسح عليها بلطف و قلبها يتخبط في متاهات لا معنى لها : قتلك اقدر اسويها
همس محذرا : هالمرة حغلس على الي سويتيه ،، بس عيديها مرة لخ والله اطييح حظج !
من غير ان ترفع برأسها صرخت به : وخخخخر !
إبتعد خطوة مؤشرا لها نحو باب المطبخ : امشي يللا !
لم تتحرك و رفعت برأسها و هي تشعر بعظام عمودها الفقري قد دقت حتى تفتت بسبب ضربته القوية : ما اروح وية بيبيتك وانته هيجي قايللها !
اذن ،، رضيت بالذهاب !
عليه ان يسايرها .. فما ينتظره من مشاكل اكبر من عناد امرأة تافهة : زين
كلمة بثلاثة حروف ، جعلتها تقول بـ لطف : يعني شحتقلها ؟
تنفس بإرهاق : اهلج كلاب ،، و ظلموج بهتان ،، إنتي مالج ذنب ،، غير همة اهلج !!!!
فهمت ما يرمي اليه و قد اراحها كونه متأكدا من حقيقة ظلمها من قبل أبيها
و كونها بريئة من كل ما يفعله
هزت رأسها برضا ثم قالت : و لينا ؟ تجي ويانـ ـ.!
قاطعها هازئا : ليش زمال ادز اختي وياج ؟ اعرف لينا زمالة ويمكن تساعدج تنهزمين ،، و الي سويتيه هسة يعني بعد ما عندي ثقة بيج ، و فوق كل هذا اني اخاف على اختي !
إهتز داخلها زلزال عنيف ،، جرت انفاسا مثقلة بالتجريح لتهمس : زين منو ياخذنا ؟ قـ ـ ـول انتـ ـ ـه ، أخـ ـآف من اصدقاءك
عقد حاجبيه : يسووون راس اهلج اصدقائي ،، ابوج و رجلج لو يحفوون هم ميوصلون لقندرة علي و آلن !
يال غباءها ،، تريده ان يوصلها لتتغذى جيدا بقسوة حروفه اللاذعة ،، تبا له من متغطرس لا قلب له !!
همس بـ تعب لمس قلبها فإحتضنت نفسها مجددا : مو كاافي عناد ؟ فوتي جوة و خلصيني ،، و لتنسين العشـآ !
و كإنه تذكر : صدق هية وينها لينا الثولة ؟
لأول مرة يحادثها بطبيعية ،، فإختارت ان تجيبه بذات الاسلوب : دتصلي
رفع حاجبا : صارلها ساعتين تصلي ؟؟ شنو صلآة تراويح ؟
بحدة اجابت : أني قلتلها اريد احجي وياك
اكمل بهزة رأس : مو قتلج اختي زمالة و تساعدج ،، يللا وخري من قدامي عاد ،، و ديري باااالج تخابرين على اهلج !
انتقلت لها عدوى السخرية : مو قتلك اريد اعاقب ابوية ؟ شكل ذاكرتك ضعيفة دكتور ، و بعدين اني مسويت هالشي قبل سنين حتى اسويه هسة !
تركته واقفا حدو سيارته لتمر امامه عائدة نحو المنزل ،، بقي يراقبها بعباءة اخته و حجابها !
شتان بين مظهريها الاخيرين ،، منذ ساعات رآها بوضع مزري جدا
شعر بشئ يعصر قلبه خوفا !
لا يجوز ان يمضوا الليلة هنآ ، إن علموا بوجودها سيأتون ليأخذوا أخته ،، عليه أن يجد حلا قبل إشراقة الصباح !
بل قبل ان يتناول عشاءه حتى
تحرك مسرعا خلف الفتاة فـ طرق سمعه صوتها غاضبة تحدث اخته : اخووج ميحس والله حرااام علييه ،، مينجرررع صدق اقله مريضة ما اقدر يستهزئ بيـ ـه
ولج الى الداخل قائلا بشئ من التوتر : لين بسرعة بدلي و اخذي هدومج الي تحتاجيها ، رح اخابر عمج علي يجي ياخذج لبيتهم جم يوم ،، أخاااف يصير شي ، يللا بسرعة !
لينا كانت قد بدأت منذ وقت في تحضير الطعام البسيط في المطبخ الداخلي القابع في نهاية المنزل ؛
تكلمت بلعثمة : ليـ ـ ـش شصار ؟!!!!
قال بتوتر : ما اريد انتظر حتى يصير .، أمشي هسة اني اخذج و نعلعلا ابو كلمن دخلني بهالسالفة الطااايح حظها
الفتاتان شعرتا بالرعب يدب بأطرافهما و لم تنبسا بشئ حتى زجر اخته : يلللاااا عاااد
نظرت نحو جلنار التي تتوسلها صامته فحدثته : وجلنـ ـ ـ!!
قاطعها بحدة : شعلييج بيها تحتررق ان شاء الله يلللا روووحي بدلي !
؛
كان يتحرك بهم بغير هدى ،، لا يعرف ما الرأي السديد ،، أمنية صغيرة تسللت لقلبه
فقط لو كان والده على قيد الحياة ،، لكان انقذه من هكذا حيرة !
إستغفر ربه غاضبا و وصله صوت اخته متوترا : علي عيوني اهدى شبيك ؟ أحد قلك شي ؟؟ ليييش هيجي معصب ؟؟ بس فهمني فدوة لعينك
اخرج زفيرا حارا مغتاظا من صدره : خايف عليج !
كم تمنت ان تسمع منه شئ كهذا يوما ،، فلم يرحمها طيلة الايام المنصرمة ،، و هاهو الآن يكافئها بشئ لم تحلم به حتى
همست متأثرة : لتخاف ان شاء الله ميصير شي
سخر وضعهما قبل ساعات كانا على وشك القتال ،، هو يرمي بساهمه ، لترد عليه برماحها
اما الان كل منهما يحمل هم الأخر ،، عجيبة هي تركيبتهما الجينية !!
تحدثت بحذر : بس علي ، حتى لو تاخذني لبيت عمي ،، جلنـ ـ ـ..!!
قاطعها قائلا بضيق : أعرف ،، لعد ليش لهسة مـ وديتج ' لم اخذك ' .، خلي نروح لبيت عمر محد يعرف بيه
تحدثت بـهدوء : علييي ملياااان تراب شلون نقعد بيه
بسخرية مرهقة تكلم : شنو رأيج اروح أأجرلج وحدة تنظفه ؟؟ ' و بزجرة ' لعد شبيكم انتو مو نسوااان ؟؟ هسة نظفوه و قعدوا لباجر.. نخلص منها و اني اوديج لبيت عمج
تلك تحدثت وهي تضيق من مدى كرهه لنطق اسمها ، أو حتى سماعه ،، فهذا ما تشعر به منذ زمان مضى : زين و بعدين ؟؟
نظر لها بحاجبين معقودين امرا لها ان تسحب حروفا هربت من فمها ،، لكنها اعادت قولها رغم ارتجاف صوتها : و بعدين شتسوون ؟؟ تبقون طول عمركم هيجي ،، لينا ببيت عمك و انته ...!
كانت تلك محاولة فاشلة جدا لمعرفة نيته في أخفاء نفسه ،، فهي تخاف حدوث امر له ،، مجرد التفكير بالأمر يعصر لها احشاءها الداخلية !
تكلم ببرود : لتحاولين تخليني ارجعج لاهلج علمود اخلص من هالمصيبة .. عادي تبقى ببيت عمها و اني ابقى وين ما ابقى ،، المهم ابوج ميتهنى بحياته
لينا ارتعشت قائلة : و تجااازف بحياتك ؟ زين متخاف يخطفوني من المستشفى ؟؟ علي فكر شوية بعقل الله يخليك ،، عوووف الانتقام على صفحة ' جهة ' أرووحلك فدوة لتخليني اخسرك او اخسر نفسي !
لم يتحدث لفترة طويلة و قبيل وصولهم لحييهم تكلم بأمر : باااجر قولي لضرغام الي خطبج خلي يجيني ،، خلي نكمل الموضوع ،، على الاقل اقوم ما اخـ ـ ـ!
قطع حديثه صرختها المستنكرة : نععععم ؟؟ عزززة علي تخبلللت ؟
صرخ بها مشتعلا بالغضب : ووووجع ،، نصي صووتج ادب سزز ' كلمة تركية الاصل „ بمعنى بلا و هنا تكون بمعنى بلا أدب '
لم تصمت بل صرخت بحدة اكبر : لووو تموووتني اهون من انو اتزوج بهالطرييييقة ،، عزززة عززززة لااا مستحيييل تسوي هيجي شششي !
ضرب المقود بـ صراخ هادر : قلت انجبببببي ،، لعد شتريديييني اسوووي ؟؟ أني هسة رجلي من راااسي ما اعرفهم و بعدها المصايب مواااصلتلي بعدهاااا ،، غيررر اخلصج منهم ؟؟ شتريديييني اسوي ؟ ادري مرح ترتااحين ببيت عمج ولا تقدرين تعيشين يمهم اسبوع ،، لااازم هيجي يصير
لم ترض ولم تقتنع : تعرررف شنو مستحيييل ؟؟ فوق المستحيل هميين ،، أني ما اتزوج ضرغام لو الدنيا تنقلب
بـ شكل مفاجئ ،، بل مصدم تحدث : زين و عمر ؟!
لاشئ يسمع بالنسبة لهم !
و لكنها كانت تسمع الكثير من الهزات القلبية بداخل صدرها
فما تشعر به ليس بنبضات اعتيادية
صوت دخول الهواء و خروجه من فمها و أنفها كان واضحا أيضا !
لا تستطيع تقبل هكذا جملة ببساطة
ان علي على وشك الجنون ،، أم انه قد جن فعلا
أ عاقل يقول مثل هذا القول او يفكر به حتى ؟!
همسـت بعد الطويل من الوقت : انتـ ـه شبيـ ـك ؟ تريد تزوجنـ ـي و خلص ؟
اعترف : أريد احافظ عليج ،، و اني وحدي ما اقدر ،، الله العالم شرح يصير بيه ، و اذا قلتيلي رجعها لأهلها واخلص احرقج واحرقها و احرق اهلها همييين ،، هااااية ابوها الكلب ابن الكلب كتتتل خواااتي ،، دمهم ما اعووفه لو اموت
هزت رأسها غير مستوعبة : متعوف دم الميتين و اني تموتني بالحياة ؟
تحدث زاجرا : لتسويلي فلم هندي ، إنتتتي اول و تالي رح تتزوجين ،، و ضرغام مستعد يخطبج قبل ميصير اي شي ،، و اذا متريديه فعمر يحبج و يريدج بأي وكـ ـ !
ألا يكفيه ذكر اسمه ليقرن به حبه لها ؟
اغتاظت وهي تشعر ببرودة باطرافها تكاد تهوي بأناملها نحو الارض واحدا تلو الاخر : انتـ ـه شدتحجـ ـي ؟ الولـ ـد متـ ـزوج !
نظر نحوها قليلا ثم اردف : شو معلقتي على ضرغام ؟؟ شنو موافقة على عمر ؟!
صرخت بحدة كاد لسانها معها ان يمضغ بأسنانها : علللللي تخبببببلت ؟؟ أنتتتتتتته شبيييك ؟؟ عززززة عززززة ررررح اتخببببل شبيييك ؟!!
تحدث ناهرا : زقنبوووت كااافي عياط فضحتينا ،، اشششش ،، و شنو شبية ؟؟ مقلت شي غلط ،، و اذا متزوج يقدر يطلق ،، و اذا ميريد يطلق الله محلل اربعة !!
صرخت به بجنون : كاااااافي ،، كاااافي لعبت نفسسسي من هالحجي اسكككت ،، أبقى ببيت عمممي ان شاء الله عمري كله بس انته اسكـــت ماريد حلولك !
تدخلت تلك الجالسة خلفا بعد ان صعقت بمدى أنانية تصرفاته امام غضب و اشتعال اخته ، كيف له ان يكون بتلك اللامبالاة : حرام عليك تظلمها هيجي ،، و بعدين قابل صديقك ما عنده شخصية بكيفك تقرر حياااته ؟؟ ماكو هيجي شـ ـ ـ!!
قاطعها بصرخة : أكلي *** انتي ،، كل البلااااوي من وراااج فااانجبي لا اطلع قهر الدنياا كلها بيج
بعناد اضافت : متقـــدر تمشيهم على كيفك ،، رجعني لاهلي وفضها شنو هالدوخة هاااي
استدار نحوها حانقا : قلت اكلي *** كااااافي !
مدت يدها بجانب المقعد لتشد ازر لينا التي اردفت : لو ابوية هنا جان محد خلاك تلعب بية طوبة ' كرة قدم '
بحدة اجابها وهو يعود ليستدير : بكل مصيبة تقولين هيجي .. و الله مو اني كتلت ابووج ،، كافي طلعتوا روحي والله !
وصلوا المنزل المنشود المغطى بطبقات لا تعد و لا تحصى من الاتربة و الغبار
و فعلت الفتاتان ما بإستطاعتهم لتنظيف القسم السفلي فقط بمساعدة الرجل الحانق !
فهم بكل الاحوال لن يبقوا هنا لفترة طويلة !
كان الجو كئيبا موحشا ،، و كل من الثلاثة غارق بأفكار نحو قعر الجحيم
فـ لينا لم تستطع نسيان ما قاله ، و لم تسمح لجلنار المجهدة جدا فتح الموضوع معها الان
فهي غير مستوعبة تماما الامر و لا تعلم ان كان بإستطاعتها استيعابه !
.
.
.
كل شئ تم حسب المتفق عليه عبر الهاتف ،، اخته توجهت لـ دوامها بعد ان تبادلت مع ' بت قاسم ' احضان توديع تافهة لا معنى لها !
وهو بقي في الحديقة الصغيرة خارج المنزل ينتظر وصول جدته مع آلن !
عندما اتصل بها في الامس اكد عليها ضرورة عدم اخبار والدته او اي فرد من تلك العائلة عن مجيئها له !
فقط طلب منها اخبارهم بكونها تود العودة لمنزلها السابق ،، فقلبها يفيض شوقا له ،، و بإعتبارها إمرأة مسنة سيصدق الجميع قصة حنينها تلك !
أوصلها سرمد الى مقر مواقف النقليات بين المحافظات ،، و انتظرها حتى تحركت السيارة ،، وهي كانت طيلة الوقت على اتصال بألن فنزلت في اقرب نقطة و التقت به ليأخذها نحو منزل علي !
و هاهي الآن تقف مصدومة بعد رؤية حال الفتاة ،، رغم انها تراها بأفضل ما تكون ،، فما كانت ستفعل لو رأتها امس بفستانها الممزق ؟؟
حان وقت الرحيل ، كانت لينا قد زودتها بعددا لا بأس به من الملابس التي قد تحتاجها ،، و الاهم من ذلك ادويتها ،، و من دون ان تعلم جعل اخته تخفي بين تلك الملابس قدرا من المال قد تحتاجه فبالتأكيد ليس بإمكانها الطلب من جدته !
رغم علمه انها من الممكن ان تستخدمه في الهرب
حاولت جاهدة أن تأخذ منه الحقيبة التي كانت بحوزتها عند اختطافها ،، الحقيبة التي تحوي بعض الاموال و أوراقها الرسمية التي كانت قد جهزتها مسبقا من أجل نكاحها ،، و لكنه لم يوافق على طلبها المستميت و لا تعلم ما السبب وراء ذلك
لمح دموعها التي تحاول جاهدة اخفاءها عن الجميع وهي تنقل انظارا مشتتة حائرة بين آلن و جدته ،، يبدو إنها بالفعل تخاف الغرباء !
لا يعلم لم استحلت فكرة الذهاب معهم جزءا كبيرا من عقله ،، بل كان لها المساحة الاكبر
كانوا يقفون في المطبخ الخالي من كل شئ سوى مفرشا ارضيا احضروه بالامس كي ينام عليه هو ،، أما الفتاتان فإستخدمتا احدى الغرف السفلية و فرشتاها بمفارش اخرى
عندما هموا بالرحيل قال بهدوء محدثا آلن : روحوا انتو .. هسة جايين احنه !
يقصده معها ،، آلن نظر له مستنكرا راجيا منه عدم الثرثرة الغير لائقة فوق رأس إمرأة تكاد تموت رعبا مما يفعلونه بها
لم يهتم لنظراته وعاد ليقول : آلن يللا وراية دوام اصلا تأخرررت عليه
خرج آلن مع الجدة الصامتة حتى الآن ،، فـ مجرد قصة الفتاة تجعلها لا ترتاح لوجودها أبدا
لكن ثقتها بحفيدها تجعلها توافق عما يقرره نيابة عنها ،، فهي أكيدة من كونه لا يجلب سوءا لنفسه ولا لاهله !
تعددت الخواطر التي طرأت ببالها ،، أهمها خوفها من كون علي على علاقة بهذه المرأة و الآن قد كشف امره من قبل اهلها وهو يحاول حمايتها من بطشهم و نيران انتهاك شرفهم !!
لكنها تعود لتطمإن نفسها بكون ابن ابنتها رغم عيوبه التي تملأه من اخمص قدميه حتى شعر رأسه فهو يخاف ربه بكل افعاله ،، و من غير المعقول ابدا ان يدخل بعلاقة محرمة مع احداهن !
عندما بقيت معه في الداخل شرعت بالخروج ،، فلا طاقة لها على تحمل اهانات اخرى ،، لكنه استوقفها بقوله : لتخافين منهم !
هل هذا الرجل بشرا طبيعيا ؟!
بالأمس فقط اعترفت له بكونها تعاني من داء حقيقي ،، تعانيه منذ زمن بسبب زوج والدته
تعانيه وهي لا تود تصديق الامر و لكنها كانت تستخدمه كحجة لإقصاء فكرة الزواج من رأس والدها و لكن عندما اختطفت من جديد تأكد لها بإنها لم تكن تتمارض ،، بل بالفعل هي مريضة
عادت لتتحرك و لكنه هذه المرة اغلق عليها طريق الخروج بجثته الكبيرة : الطريق كله سيطرات ' لجان تفتيش ' ،، مو تسويين مصيبة وتودين ابن العالم بالسجون ' يقصد آلن ' ،، افتهمتي ؟ ترة هوة ماااله علاقة بكل الي يصير ،، فديري بااالج تستنذلين وياه
لم ترفع رأسها فالآن لو نظرت نحوه ستتقيأ ، بالتأكيد ستفعل !!
زأر معترضا على سكوتها : ألغغغغي ،، قولي اي لتسكتين
تنفست بتعب وهي تشعر بثقل جفنها الايمن يكاد يسقط برأسها نحو الارض ، عاد ليهدد : و هنااااكه ديري بالج تفكرين تتحركين ،، ترة والله محد ياكلها غيرج انتي ،، ولاد الحرام هواااية
فقط هنا رفعت رأسها لتقول غير أبهة لـ شدة وقع كلامها : بإعتبار الي هنا ولاد حلال و يخافون الله ؟؟
بسخرية اجاب : لا طبعا ،، و الدليل ابوج
انها حلقة مغلقة و مفرغة من الهواء تلك التي يدورون بها بلا فائدة !
بضجر تحدثت : اوكي خلصت اوامرك ؟ ممكن اولي ؟
ابتعد عن طريقها : حرررف واحد زايد متقولين لبيبيتي
خرجت قبله وهي تشعر بغصاتها تخنقها من شدة الالم ،، تبتلع التجريح ابتلاعا فتجده مرا كالعلقم فتحاول بصقه و لكنها تفشل فيبقى مكانه يملأ جوفها مثيرا لـ قرقها
جلست في المقعد الخلفي لـ سيارة رفيقه ، و قبل أن تغلق الباب وجدته هو من فعلها بعد اعطاءها نظرة لا معنى لها ،، قد تكون نظرة قسوة او سخرية و لكنها لا تحمل من الشفقة ذرة !
فتح الباب القريبة من جدته و تبادل احاديث سريعة مع الن و هو يؤكد عليه العودة اليوم فلا داعي لغيابه
كانت تود معرفة شئ واحد فقط ،، هو أين سيذهب ؟
فـ لينا سيرسلها لبيت عمهما ،، و عائلة والدته لاخوف عليهم لكونهم خرجوا من قضيتها ،، الان هو الوحيد المحاط بدائرة الخطر ،، و لا تعلم إن كان سيخرج منها حيا
طيلة الطريق كانت تردد الأيات القرآنية و عظام جذعها و وركها تنتفض بألما حادا !
لا تستطيع تصديق ما يحصل لها ،، أو بالأحرى ماهي تسمح له بالحصول ،، كيف وافقت على هذا الشئ ؟
نعم تريد أن تعاقب والدها عله يعود الى السراط المستقيم و لكنها لا تريد أن ترمي بنفسها نحو التهلكة ،، هي لا تعرف أحدا هناك او حتى هنا !
تخاف خيالها احيانا كثيرة ،، فمسألة انهيارها النفسي قد فارقتها منذ زمن ،، و لكن انى لها ان لا تعود و تنتكس بعد كل ما عانته في الساعات المنصرمة ؟!
بقيت تردد كل ما يطرأ ببالها من ذكر الله وهي تشعر براحة جزئية تحتل كيانها
.
.
.
طيلة اليوم كان مزاجها معكرا و هي تشعر بضمور في عضلاتها يصعب عليها الحركة الطبيعية ،، حتى العمل لم تستطع اتمامه كما يجب ،، و د.صادق حاول معها كثيرا كي تجلس لترتاح بعض الشئ الا انها رفضت فلا تريد الجلوس و التفكير بكل ما حدث او ما قد يحدث !
شعرت بالغضب يتفاقم بداخل صروح خلاياها العصبية عند رؤية د.ضرغام يقترب نحو الصيدلية .، و بطريقة هرب غبية استأذنت من الدكتور صادق و خرجت من باب الصيدلية الخلفي لتبتعد قدر المستطاع عن المكان
فلا قدرة لها على تحمل هذا الرجل ، و لا تستطيع ايضا تقبل فكرة موافقتها على الزواج منه ، و هذا امر ليس بيدها ،، لا تعلم لم لا تشعر بالإرتياح معه
لقد صدقت رنا ،، ضرغام يحمل كل المواصفات التي كانت تبحث عنها في ما مضى ،، كل الحجج الواهية التي تذرعت بها يوما جاءتها مصقولة و مشرقة في ذلك الضرغام
و لكن هنالك شئ لا تود اقراره ابدا يرغمها على الرفض ،، الا إنها اكيدة بإن علي إن اراد شئ سيحارب من أجل حدوثه في نهاية الأمر و لن يهتم لا بها و لا برفضها المستمر حتى و إن سقطت جاثية تتوسله العدول عن جنونه !
فهي تعلم جيدا ما هي شخصية اخيها ،، فكما حاول اجبارها عنوة على الحجاب ،، سيفعل المثل بموضوع الزواج
و لكنه في الماضي انتظرها حتى اتته خانعة راضية و نادمة تريد لنفسها الاستتار !
اما الان فلا وقت لديه كي يضيعه في انتظارها ،، يريد الخلاص منها او الاطمئنان عليها بأسرع وقت ممكن
معه حق ،، هي لا تريد لومه ،، فوضعه خطر ،، و لكنها ايضا لا تستطيع التهاون معه و تخسر مستقبلها من أجل حالة اضطرارية
انه لأمر غير مقبول ابدا !
لم تعرف اين تذهب ،، ترغب في الهرب بعيدا عن العالم اجمع ،، لو كان الامر بيدها لرافقت جلنار ،، لكن عملها يحتم عليها ضوابط غبية !
وهي في ذروة أفكارها رأت من لا تود رؤيته يقترب نحوها .. اكفهرت ملامحها و عادت اصداء حروف اخيها تعصف بأذنيها لدرجة احست معها بتعرق كفيها و رقبتها
وقف بالقرب و بادر بالسلام فأجابته بالمثل ،، تكلم برسمية تامة : الن اخذ البنية ؟
هزت رأسها بإيجاب وهي تتابع المارة بتوتر داخلي لم يظهر له ولو لحظة ، عاد ليقول : إنتـي .... متأكدة منها ؟؟ يعني عندج ثقة بيها ما رح تقول عنكم شي ؟؟ او حتى تنهزم
نظرت له هذه المرة واجابت : إي ،، مرح تحجي ولاتنهزم
بصدق تحدث : لينا اخوج ديلعب بالنار ترة ،، زمال و مديفكر انو ممكن اذا اهلها عرفوا رح يطيحون حظه ،، و .... إنتي ... لاآآآزم تديرين بالج على نفسج هالايام ،، لااازم !
استنشقت هوائا مشبعا برائحة الادوية والمنظفات ثم همست : الي الله كاتبه يصير
هز رأسه موافقا : و نعم بالله ،، بس .... ديري بالج ،، و لتجين بالسيارة للدوام ، سجلي بخط ' سيارة نقل مشتركة مع الأخرين ' هالايام لحدما تفرج
اجابت : رح اروح لبيت عمي اصلا
عقد حاجبيه : و علي ؟!
لم تود ان تسأله لم لا يفتح هذا الحوار مع اخيها ؟! لم يستفسر منها عما يحدث : رح يبقى ببيت آلن ،، أهل الن سافروا و ...!
و كإنه تذكر اتصالها بألن أمس ، و كإنها بدأت تقترب منه !!
زفر كارها لتلوثه بها وعاد خطوة نحو الخلف : الله يفرجها ،، والله الشغلة مو بسيطة و اخوج ماخذها لعب ،، الله يستر بس
لو كانت كبرياءها في سبات لسمحت لنفسها بالبكاء امامه ، فلا أحد يفهمها هذه الأيام ،
علي لا يريد سوى التخلص من همها و هي بداخلها لا تريد سوى الاطمئنان عليه ،، همست بشئ من الضعف : احجي ويـ ـاه ،، خليه يغيـ ـ ـر رأييه ،، عمر علي مااعرف شلـون ديفكر ، أني خايفـ ـ ـة عليـ ـه !
ثقلت انفاسه و ابعد نظراته حتى اخر الرواق : أدري ، والله حجينا ،، حجينا لحدما ملينا اني و آلن
بذات الضعف : لتملووون ،، أبقوا احجوا لحدما هوة يمل و يرجعها لأهلها
بضيق تحدث : و إحتمال هية تسبقه و تخابر اهلها مناك و هوة الغبي يروح بشربة مي
إزدردت ريقها بإرتياع ،، أ جن هذا الرجل كي يحدثها هكذا ؟ ا ينقصها خوفا كي يزيد عليها ؟
أم إنه قد نسي من هي و بات لا يهتم لما تخافه و تخشاه ،، لا يهتم لمشاعرها ،، بالضبط مثلما نقل لها خبر وفاة الفتاتين !
و هما على هذا الحال لمحت ياسمين تقترب من موقعهم ، الا تكف هذه الفتاة عن حشر نفسها في حياته ؟
الا يكفيها كونه متزوجا بأخرى ؟
نعم متزوج يا لين و انتي اخوك يريد ان يقتل كل خلاياك و يربطك به !
لم ترغب بإطآلة الكلام ،، فـ همت بالمغادرة : يللا اني عندي شغل ،، بآي
بإهتمام مغلف برسمية نطق حروفه و لم يكن يعلم بوجود ياسمين خلفه : لينااا شيصير خابريني ،، اني اقرب شي هسة ،، و ديري بالج
لم يستطع اتمام الجملة و تزيينها بـ ' على نفسج ' و إكتفى بما قاله بالوقت الذي ابتعدت هي بملامح جامدة
فكل حين تريد نسيان قول اخيها و تعود لتتذكره جيدا !
حتى و إن هربت من قرار علي التعسفي و لجأت لبيت عمها لفترة .. هي اكيدة بإنها لن تحتمل الكثير ،، فلطالما كانت منزوية على نفسها لا تشترك بأي نقطة مع اهل والدها
وهذا يعني بإنها ستستسلم عاجلا ام أجلا
و لكن عسى ان تحل المشكلة قبل أن تصل لـمرحلة اللا إحتمال !
حتما ستختنق
،
أما هو ،، فـ إستدار عند ذهابها و تفاجئ بوجود ياسمين التي تتابع ظهر تلك المغادرة بنظراتها ،
بادر بقول : وين محمد ؟
لتجيبه بسؤال : هاية مو اخت صديقك ؟
هز رأسه بإيجاب : إي ،، ليش ؟
لوت شفتاها بـ عدم إستحسان : مكروهة حييل ،، ولا تتحاجى ' لا تتكلم بسبب غرورها '
لا يعلم من أين رسمت الإبتسامة فوق ملامحه الجامدة ،، تحدث بإعياء عاطفي : ليش إنتي حاجية وياهه قبل ؟
بحاجب مرفوع : ليش موصلتلك خبر ؟؟ مرة قلتلها تقول لأخوها يقنعك بموضوع التعيين !
عقد حاجبيه : ليناااااا ؟؟
بسخرية اجابت : إي ، لينا ،، لا و اللطيف بالموضوع تقلي اني ما اعرفج ،، ليش اكو احد بهالمستشفى ميعرفني ؟ عفية شقد مغرورة و شايفة روحها إفففف !
سحب أنفاسا طويلة : ياسمين ،، رجاءا انتقي الفاظج هاية اخت صديقي و مثل اختي و ما اسمح تحجين عليها قدامي !
ربعت ذراعاها فوق صدرها : لو مثل متقول جان خافت على مصلحتك و قلتلك توااافق ، أو حتى قالت لأخوها !
تحدث بتفكير : زين ليش ؟
رفعت كتفاها برقة : شمدريني ،، بس هالاشكال متحب الخير بس لنفسها ،، و اكيد متريد تكون بالمستشفى الزينة !
لم يهتم لما تصبو اليه ،، ففكرة اخرى قد هاجمته ، أيعقل أنها فعلا لا تريد ان يبقى في نفس المشفى و يشرف على تصرفاتها ؟
و هو في حيرته رن هاتفه الشخصي فـ إعتذر عن طوق الياسمين الجذاب ليجيب على رفيقه ،
ما إن رفع الخط وصله صوت علي : عممممر انته بالمستشفى ؟
أجابه : إي خير ؟؟
أجس بزفراته القوية : أقلك اني حيييل مخبوص مدا اعرف راسي من رجلي ،، مية شغلة ببالي ، ' و بزفرة اشد من سابقاتها ' استغفر الله
عمر : أبو حسييين قول يا الله ،، شبيك لتأذي نفسك بالتفكير ، شفت رح يبقى هذا حاالك لحدما ترجع البنية ،، مو قلنالـ ـ ..!
قطع حديثه بحدة : و قلتلكم ما احط ايدي بإيد كتااال خواتي
ثم اردف : أقلك شفت لينا اليوم ؟ دير بالك عليها كل شوية روح شوفها
بهدوء : طول عمرك راسك يابس ، إي شفتها ، ميخالف
هذه المرة جاءه صوته متوترا : زين هذا ضرغام مشفته ؟؟ إذا تشوفه روح احجي وياه و قله انته صديقي و اني اريده يمرلي للبيت ، زين ؟؟
بتوجس : ليش ؟
بإرهاق : عمممر هم لينا شيب راسي ،، خلي ازوجها واخلص لا...!!
هذه المرة هو من قام بمقاطعة حديثه : إنتتته شدتحجي ؟؟ من كل عقلك ؟؟ علي وين قاعدين احنه ؟ و بعدين ' بريبة ' هية .... موافقة ؟؟
بحدته ذاتها : توافق متواافق طبها مرررض اني ابقى شايل همها فوق جتااافي لـ شوكت ' متى ' ؟؟ و منو قلك اني رح اطلع سالم من هالمصيبة ؟؟ لازم اتطمن عليها على الاقل
لم يصدق مدى جنون رفيقه : عللللي خواااتك ماتوووا ،، الله يرحمهم ،، كلنا نتمنى نموت بدون ذنب بلكت نصير شهداء وانته دتنبش ' تبحث ' بموضوع ماله حل ،، تريد تموت اختك اللخ هم ؟؟ هية بس هاي بقتلك .. لك خااااف الله بيهااا
غضب بل و فقد كل ذرة عقل لديه : عممممر اكل *** ،، قااابل اني فرحااان ؟؟ اني ابو ابوية محرووق من القهر ،، ما اعرف شسوي ماااعرف .. وهاية الثولة بس تعاااند ،، و بعدين الي يسمع حجييكم يقول دا ازوجها سكييير طايح حظه ،، شو الرجال مبين عليه ابن ناس واخلاقه عالية و كل الي تتمناه هية بيه ،، بعد شكو تتعيقل براسي و تقول لأ ،، خلي تووولي هاي بس تريد تتلوق ،، شوف اذا مقلتله انته اني رح اجي للمستشـ ـ !
أسكته بذات الغضب : تخببببلت ؟؟ تريييد ترخص اختك لهالدرجة ؟ تجي للرجال و تقله تعال تزوجها .، علي لك رح تندم بقد شعر راسك على الي دتفكر بيه ،، و بعدين هية مو رح تبقى ببيت عمكم ،، شكو شايل حملها ؟ هاهية عوفها
علي : مررح ترتااح ،، أعرف اختي محد يتحملها ،، و لا هية تتحمل اي شي ، و اكيد يومين و تختنق ،، على الاقل تتزوج واحد شاريها و رايدها و تأقلم حياتها وياه
ثم اردف : و اني مدا ارخصها ،، ماااعااااش الي يرخص بت صفاء واني موجود ،، الرجال رايدها و كاتل روحه عليها ،، أني حجيت وياه وافتهمت هالشي وهو بس ينتظر الاشارة حتى يتقدم رسمي وانته رح تنطيه هالاشارة هاي
بحدة تكلم : لو الدنيا تنقلب ما اسويها واني ادري هية مموافقة ،، مو بكيفك تلعب بيها ،، حرام عليك هية شعدها غيرك
بـ صوت هادئ و بشكل مفاجئ تحدث : بالضبط ... شعدها غيري ؟ ماعدها غير رحمة الله ،، و اني ماريدها تتبهذل اذا صارلي شي ،، ما اريدها تبقى ببيت عمامي يومية يم واحد لحدما يذبوها على اول خطيب ،، ما اريد اهينها عمر
ما هذا التناقض : شنو هالحجي هسة ؟ صارلك ساعة تحجي و تريدها تتزوج ضرغام بدون موافقتها شنو فرقك عن عمامك ؟؟
بجدية تحدث : صارلك 3 سنين تطبق بهالمستشفى ،، شفت عليه شي ؟؟
بصدق يكاد يقتله تحدث : لأ
علي : سمعت عنه شي مو زين ؟؟
عمر : لأ
بنفس الجدية : لعد ليش مدتقبل ؟؟ لتقلي لإن هية مموافقة ،، عمر .. ثاني و اخر مرة أسـألك هالسؤال ،، بما إنك متريدني اغصبها على ضرغام ، ، زين .. مستعد تاخذها انتتتته ؟ عمـــررر تريد لينــآ ؟
.
.
.
نهآيةْ البرآءة الثانية عشر
حُلمْ
|