كاتب الموضوع :
حلمْ يُعآنقْ السمَآء
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم
بسمْ اللهِ و لا حُول و لا قُوة إلا بالله العلي العظيم
×
مَسـاءكمْ إداناتْ
أعيذكم بالله من حُزنْ أبناء العراق ، و أمهاتهم الثكلى ، و زوجاتهم الأرامل !
لا تلوموا حرصي على دمج الواقع بالخيال أحبتي ،
فـ أنا تربيت في بـلد هواءه معطر بشذى دم الشهيد ، و ترعرت بـ كنف شهيد و حضنْ أرملة ،
رأيت كيف تثكل جدتي ،، و تتيتم شقيقتي و شقيقي
رأيت جارتنا تزف إبن العشرين شهيدا بدل أن تزفه عريسا
رأيت عشرات الـ نعوش بـ طريقي لـلجامعة !
إبن العراق معتاد على الشجن ، حتى بنبرة صُوته ،
فـ إلتمسولي عذرا و لا تجرحوني بـ عتب
×
الإدانة التَاسِعَةْ عَشَـرْ
لماذا نصلي لرب الخليقه ويقتل فينا الشقيق شقيقة
وهل يقبل الله منا صلاةً إذا ما عصيناه كل دقيقة
نصادق طول الحياة الخطايا فلا بارك الله تلك الصديقة
بألف قناع نغطي الوجوه فخبرتنا في التخفي عريقة
مانع سعيد عتيبة
؛
الفاتحة على روح العراق ،
لطخوا طهر دينهم بـ تلك الدما ، عثوا بـ أرضهم فسادا لا يضاهيه شبيه ، بـ أيديهم تفننوا بتشكيل أقذر منحوتات الوقاحة ، ضجرت منهم يا وطني ، أبناءك قتلوا بي الحلم ، دقوا بـ مطارقهم فوق سنديان الوعي برأسي حتى بعثروا منه تماسكي بك ،
أوجعوني بـ قذارة أفعالهم يا أبيهم ، و أبي ! فـ هلا إقتصصت لي حقا أباحوه بإراقة دمي حلالا ! أحلوا الحنة بالدماء يا أبتي ، مزقوك حتى التشفي بـ رؤيتك تتلوى مصارعا رمقك الأخير ، خونة هم ! فجروا مساجدك و الكنائس ، لم يتركوا بك ' عضوا ' حيا إلا و إغتالوه ، أبناءك هم أبتاه !! بئس قوم جبينك نزف عرقه حتى إشتدت عظامهم لتلكمك !
لكني أحبك يا حبيبي ، أحبك دونهم ، سـ أكون لك درعا عل قنابلهم تطال جسدي من قبلك ، لن أولي مصابك شجاعتي و ربك ، فـ أنا و أخي و إبن عمي سـ نتكاتف لإحتضانك ، سـ نذود عن حياضك ، و نبخس قدر أرواحنا فداءا لـ دمك ، لسنا من عبدة سماسرة الدماء ، إلهنا هو من نعبد ، و هو من غرس بـ تربة القلوب بذرة عشقك يا عراق ، حتى زهرت فـ أثمرت ليشتد ساقها و تثبت قلوبنا على الدين أولا ، و الوطن ثانيا
ليس الجميع عاقين ابتاه ، لا تحزن و لا تأخذك بهم خيبة ، لم تخسرهم بقدر ما خسروك و أنفسهم ، أولئك الضعفاء ، ليسوا سوى قشور بيض كلسية ، تغطي عفن اليهود و تبعتهم من السافلين ، ويل لهم سفكوا دماء صغارهم و الشيوخ ، إغتصبوا نساءهم و ألجموا أفواه الرجال بـ كمامات من لهيب مستعر ، أضاعوا أهليهم بـ أيديهم ، عبدة المال و السماسرة ، تبا لهم و بئس ما ظلوا يفسدون
سينقلب سحرهم عليهم عند أول مفترق مصالح يا أبي ، و سينهارون كما السد الركيك بنيانه ، ينهارون و تبقى ، و أسألك بالله أن لا تأخذك بهم شفقة ، و لا تقل لي أبنائي ، لو قدروا ثمن التراب المغطي هضابك ، و لو كرموا قيمة مياه أنهارك ، و لو إمتنوا قليلا لـ حسن سهولك و الهضاب ، لو تفقهوا بـ عظمة شموخ جبالك يا عراق ، شامخة كـ أنت ، و عزيزة نفس كـ رجالك الشرفاء ، جذابة المظهر كـ نساء بابل و أشور و سومر ، و عريقة تاريخ كـ عظماء اجدادهم .. فقط لو نبضت أفئدتهم بـ إنتماء ، لما أردوك قتيلا يا أبتي ، لما باعوك و ملئوا بطونهم بـ ثمنك البخس عند أنفسهم النتنة
؛
هل يمكن أن تكون للطيبة تسمية أخرى ؟ كـ السذاجة مثلا ؟ أو الغباء ، بل دمامة العقل ! هنالك الكثير يا أنا ، تتهمنني بـ كل النعوت إلا المصدر المؤول لهم معنى ، تخافن علي من ضياع الحق بـ إنتكاس رأسي كـ نعامة " غبية " تكتفي بـ حشر جمجمتها بعيدا عن اعين الاعداء ، الا يدركون إن من يحتسب عند ربه أجرا لن يكون له حقا تائها و لو فارقه خمسين عام ؟!
آلمني رجل يوما ما قد ذيلت كنيته بـ ' ياء التملك ' ، أوجعني ، إحتل في قلبي مقعدا كان شاغرا لـ دهر مضى و قبيل الرحيل تأكد من كسر قدميه لئلا يصلح لـ غيره ! .. أ تراه فعل ؟ أم إنني أنا من فعلتها خشية من غازي أخر يهتك ما تبقى من عرض المشاعر العفيفة ؟
: إنتي زماالة ، وهوة لمن شافج زمالة إستغل طيبة قلبج ،
الضجر من اللوم مخر عباب روحها ليحجم الرغبة الهستيرية بالبكاء عن الإنفلات حيث الفضاء ، أغتصبت شفتيها رسم إبتسامة كسيرة تواجه بها حديث شقيقتها الـ مغتاظة ' حد الإنفجار ' من ضعف صغيرتهم ، لـ تتمتم بهدوء : دخيل الله كااافي انتي اللخ ، شتريديني اسوي يعني ؟
: جان المفروض تتعاركين وياه و تقوليله تستااهل انتة و ذيج الي بديتها عليية ، و الله يستاهلون الله يطلع حوبتج بيهم الحقرااء ، لا و الحلوو بس حجاله حجايتين لين قلبج !! إنتتتي شنووو ؟ شنوو هالغبااء الي بييج ؟؟
امتعضت ملامحها اعتراضا ، لتعتدل بجلسة لم تكد أن تشبعها إسترخاءا باردا : حرااااام عليييج ، بيهاااا سرطااان تعرفيين شنوو يعني سرطاان ؟؟ لو قايلي ميصير عدهه جهال لو قايلي بيها اي شي ، أي شيييي جان ممكن اناقشه بس هذاا موووت تعرفين شنو يعني مووت ؟
الأخرى كانت تقابلها بـ جسد مشدود القوام منتصب بـ شموخ غاضب : اعررف شنو يعني ثووول ، و الي متمثل بيج انتي
لترفع يمينها حدو الجبين فتمسده مللا : أستغفرر الله العظيم ، سهى الله يخلييج عوفيني بحاالي ، الرجال راح و الله ويااه شنو انتي تقبليها الي ابقى وياه وهوة يريد غيري ؟ خلص خليه بعيد كاف خيره شره
ارتفع حاجب الكبرى لـ تقض مضجع السكون الـ ' سافر ' المتمثل بـ تصرفات ملكومة الحظ : لا عيني مـ كف شره ، شره لهسة ملاحقج
كادت تنفجر غيظا و هي تتابع التقاسيم اللا ابالية المملوءة صدقا ' لا تستطيع الاقتناع به ' وهي تنصت لـ غباء شقيقتها : انتي شتريدين هسة ؟؟
تقدمت حيث هي ، لتجلي حنجرتها من بقايا افرازات الغضب ، و تتخذ من الهداوة قناعا بريئا يوصلها غايتها ، اتخذت من ذات الاريكة مستقرا لجسدها لتجر بكف زينبهم ، قائلة بـ تأن : أريييدج تفكرين بـ حسام ، لج والله خووش ولد و يخبل ، زوز صدقيني هوة الاحسن الج ، و بعدين حسن قلج هالولد على ضماانته ، و اخته قلتلج هوة من قبل خطوبتج جان رايدج بس جان يريد يكون نفسه و يضبط اموره يللا يتقدم ، يعني رب العالمين فدوة لإسمه ديرسلج من عنده نعمة ، ليييش ترفسيها يا امي
تقاطر الكسل من نبرتها لـ تحاول عبثا الفرار من قبضة الضغط المسلط عليها من قبلهم : سوس حبيبتي ، أني مو دا ارفس نعمة الله ، بس والله الموضوع شلته من بالي هالفترة على الاقل ، ' و بمزاح ' ليش دتحسسيني قاعدة على قلبكم
لم تهتم تلك بـ هربها التافه ، لتعود فتردف حاقدة : شوفي ، و تريديني ما احجي عليه ، عقققدج .. الله لا ينطيه ان شاءالله
زاغ بصرها رعبا لـ تصرح بـ رزانة مبعثرة جارة بيدها من اختها لتتخذ من السبابة تأشيرة تهديد : لـ تدعيييين ، ' ثم أردفت بأكتاف تهدلت قهرا ' خلللص اجاهم الي يكفي وزايد
ليرتفع عداد الإشتعال برأس من تقابلها : حيييييل يستااهلووون
نهرتها مجددا بلمحة من رجاء : لج سههههى حرااام لتتشمتين ، قوولي يا الله ، حتخبليني .. انسي الموضوع اروحلج فدووة
انتصبت بجلستها لـ يلامس كتفاها ظهر الاريكة ثم تستخدم ألوى الأساليب بإستفزاز فظ : تريديني انساه و بعد ابد ما اجيبه بالطاري ؟
تجاوز رجاءها حتى وصل التوسل : دخييل الله اي
كادت أن تطلق العنان للسانها فينفلت بوابل من لكمات حرفية اكيدة هي بأن شقيقتها ترتدي ضدها درعا ' أحمقا ' ، بـ تماسك استرسلت بـ لعبتها الآنية : لعد فكري بحساام ، هالولد لقطة ، و الله العظييم لقطة و هوة شاريج و رايدج ، الله اكرمج بواحد يرييدج انتي ، ' بهزء واضح يختبئ خلفه رغبة بالكشف عن مكنونات الضعف بهذه الكسيرة ' تدرين مرات تخليني اشك انو حبيتي هذاك الكلب الحب الي يخليج تمتنعين عن غيره
لتجزم بوضوح سلس معه إنفرجت أسارير شقيقتها : لا والله حرام ، حبيته بفترتها طبعا لإن ماشاءالله عليه كامل و الكمال لله ، ' اضافت غير أبهة بـ إمتقاع ملامح اختها بـ إشمئزاز صرف ' بس مو يعني بقى اله مكان بقلبي من راح ، خلص نسيته ، الموضوع كله اني هسة ممستعدة اخوض تجربه جديدة
عبست أكثر لتستفسر و نظراتها تضيق سخرية : و ان شاءالله حضرتج شوكت تستعدين ؟ بعد عشر سنين ؟؟
لـ تتخذ منه سؤالا جديا ' رغم هزئه ' ، فترد مدعية البراءة : ههههه لا شدعوة سنة وحدة تكفي
فتهتف اختها حانقة : و الولد يبقى ينتظرج ؟
تنهيدة قصيرة ، و من ثم اعترفت بـ خوف بات يلازمها كـ قرين منذ اشهر : إذا صدق رايدني ينتظر ليش مينتظر ، و هذا يعتبر اختبار لصدق كلامه
تقسم برغبتها لـ إلصاق باطن كفها بـ خد هذه الغبية : بلة فلسفة زايدة ، لتطلعين عقدج بالولد
تمتمت متمللة و عقلها يختار الإنعزال بـ افكاره الهوجاء : إففففف انتي وياية لو وياه ؟
بزفرة صبر ردت : اني وية الصح زوز ، هوة شنو ذنبه تعاقبيه بجرم الحقير ؟
تنفيذا لأوامر ما يسمى بالعقل ، إستقامت بـ إنتفاضة رافضة التعاطي أكثر مع حقد شقيقتها ، غير ميقنة لـ أبعاد رغبة الجميع بإنسلاخها عن جلد الماضي الموجع و تدثرتها بـ أخر حنون ، قد يلاءمها لولا رفضها المحاولة : إلهـــي أستغفرك و اتوب اليييك ، سهى كافي ، كااااافي ، و كوني على ثقة كل الي صارلي خييرة ، الله يحبني خلصني من عمر و من علاقة فااشلة من بدايتها ، الله يوفقه ويقوومله مرته بالسلامة و ينطيني على قد صبري
لم تغير من وضعيتها الجالسة ، و لم تهتم بـ هيمنة القد المنتصب : فوقاها تدعيله
ابتعدت نحو اريكة اخرى ، منفردة ، مجيبة بحدة واضحة : إي ادعيله ، اذا رب العالمين بجلالته و عزه يغفر لعبده التايب اني ليش ما اغفر عيني ؟! منو اني اصلااا
لتتكتف تلك بحاجبين يوشكا ان يكونا خطا واحدا متعروج : و الله هنياااله لقلبج على هالبرود
بسلاسة نطقت رافعة بساقيها لتحتضنهما بـ اليمين اما الشمال فإكتفت ببعثرة كومة الشعر المهتاجة : مو بروود لج هذا ايمااان بـ عطف الله و حكمته
فما كان من الاخرى سوى ان تسخر : اسم الله على عقلج ، درر مو حجي ، ' ثم استطردت بجدية تشابهها ' سمعيني زماالة ، حساام مـ تفوتيه من إيييدج يمكن هوة نصيبج من البداية
زفرة ، فـ إستغفار ، يتليه همس ضجر : الله كريييم ، بس انتي هم اقنعي نفسج إنو لو جان نصيبي ميرووح لغيري ، ' لتستطرد بشئ من شقاوة ' و خلييه ينتظرررر
.
.
.
و لهم في الذهن نصيب ، يشغلوننا بـ ' صمتهم ' أضعاف إنشغالنا بـ ضجيج الأخرين ، أيملكون مفاتيح الجمجمة ؟ أنى لهم إذن الوصول لـ طرق المخ بعروجاتها ؟ كيف حطوا هناك برحالهم السادية ؟ و من هناك ، رحلة أخرى موفقة كانت من نصيبهم ، لينتهي بهم الامر سكانا جددا للمخيخ ، حيث التوازن .. فإختل بحضورهم الـ ' كل شئ ' !
ها هي لـ فظاعة الامر تقف كـ بلهاء صغيرة في زاوية الرواق ، تحاكي هذه و تلك و المقل تبحث عن ظلال رجل نغز بها روح الجنون ، بعثر تشتتها أكثر ' بإحساس ليس إلا ' ، مضى شهر على وجودها الأخير هنا ، و الذي لن يبرح أن يبني بنيانه المتين على ارض ذاكرتها القاحلة ، إزدردت لعابها الحارق مستنكرة العمل الدقيق لخلاياها العصبية ، تجرها عنوة نحو تلك الصورة السحيقة ، يا الله ، لا تطيق صبرا لتلوذ بجلد مشاعرها هربا ، هي لا تنتمي لـ هنا ، صار الامر مؤرقا جدا !
جلت حنجرتها من اوهام الحكاوي ، لـ تهمس مجيبة بعد شبه تركيز اجتذبته بـ عناء من بين اروقة الفكر : إي هسة شوية و يجيني أخوية
كان ذا ردا على سؤال احدى الرفيقات بـ شأن مغادرتها النهائية ، لتكمل سلسلة الإستفسارات الثالثة و التي لم تكن سوى ام محمد ، المرأة ذات الملامح البريئة المحببة : زين و شركة ' ' مو بعيدة عن بيتكم ؟ ليش هالتعب يا عيني ؟!
توتر فمها بما يشابه الابتسامة و تحمد الله إنطلاءها عليهما مجيبة و نظراتها ما زالت تسترق الهرب نحو الباب الجانبي المغلق ، و الذي على ما يبدو يخفي وراءه رجل يغرق رأسه في العمل : خالة بس أحسنلي ، هناكة الراتب أحسن و على طريق شغل اخوية فـ مو ازعاج
: و الله يا امي على راحتج ، بس حنشتااقلج يا عووبة
ضحكت بخفة لتتلألأ بركها الحالكة الظلام ببريق وهاج يبعث في النفس شغف لسبر أغوار هذه العتمة ! تمتمت بـ لطف و عفويتها المتعارفة عادت لـ تجوب مضامير التصرفات ، فطبعا الشقي غالبا ما يغلب تطبعها الانيق : خاااااالة انييي مووو عووبة
: هههههه ، لا والله مو عوبة و تخبلين ، بس تصرفاتج عوبة ، يا ظالمة النفس الولد صارله شهر مضيع صول جعابه لإن انتي ماكو هالمرة تنقلين ! و الله يتخبل
تسللت الدماء خلسة من الاعضاء لتتدفق بـ عنف نحو الوجنتين ، و بـ إبتسامتها الخجلة بان توردهما قرمزيا و ثباتها يستنطق العضلة ' الطويلة ' المدعوة باللسان لـ يهتف : خاااالة
: ههههههه ، عيون خاالة
و بـ جدية مموجة بدهاء حوائي إستطرقت : عيني على ويش هالخجل ؟ شو حضرتج مشتهية تسمعين عنه اخبار و مستحية
ليتوسع محجراها بـ صدمة ، و التدفقات الدموية لم تزل تنفخ الأوداج ، لتتعثر بحروفها المستحية ، طأطأت بـ عنقها قليلا و اختارت قدماها خطوة هاربة نحو الخلف ، اما اليدين فـ شددتا من إحتضان الحقيبة الصغيرة ' عديمة الحزام ' ، الفتاة العشرينية تدخلت لتفك أزمة الحرج بـ ضحكة رقيقة : يااا عيييني اوول مرة اعرف انو مياسة تعرف تخجل ! مصدوومة بجد ومش بنطئ
: إنجبييي لج إش شايفتني ، كلييي رقققة !
لتضحك الثلاثة ، و تزفر هي حياء تلك الثواني بـ أريحية ، شئ ما دغدغ مشاعرها لـ ذكر هذه السيدة أخبار ذلك الخطيب المعلق ، كـ ' عذراء قلب ' كان لابد لـ شرايينها من الرقص فرحا بـ أن هنالك أحد ما يغرق في هوى الفؤاد المرتبط بها !
و لم تكد تستمتع بذلك الطنين الـ ' محبب ' لـ صدى الحكاية فوق طبلتيها حتى جمد الشعور بالوقت ، و معه الوقت أكمله ، بل إختنق الكون لـ لحظات او ربما أجزاء منها ، لكنها احستها طويلة ، طويلة حتى اجبرتها على السعال طلبا للهواء !
إرتفعت انامل يمينها لتحط برحلة مليئة بالمطبات المرتعدة على العنق المختبئ خلف الخمار الحريري بلونه البنفسجي ، تحشرج الصوت و إختفى ما خلا العينين ظلتا تترقبان فعله بـ شد لم تعشه قبلا مطلقا ، أبدا لم تشتغل كافة حواسها بـ سكون ' غائم ' كما تفعل الآن ، و هي ترى ذلك الجسد الضخم ' رغم نحافته مقارنة بأخر لقيا ' يلج من الباب المشرع توا ، لتفكر بـ سرعة قصوى ، بأنه كـ ' نياندرتال ' في أوج شبابه قدم من أحد الكهوف ، لتتساءل كيف إحتملت تلك الغرفة الصغيرة جثته !!
إبتلعت ريقها مرارا حالما إلتقت الأعين ، لتجف أنفاسها هلعا ، و يصيبها دوار عصف بالجزء الأيسر من المخ بهيمنة حقيرة ، كادت تتقيأ رعبا من تلك الأفكار المهيبة وهي ترى الوجوم الكاسي لملامحه بإكفهرار مرعب ، زاغ بصر قلبها لما إرتخت كفه العريضة لـ تقلع من هنالك حمامات مبعثرة لا يمثلها سوى أوراق ملف كان بيده و حالما لمحها سقط !!!
يا إلهي لا تريد ذلك ، لا تستطيع إحتمال أن تكون سببا في عيشة ضنكى لأحدهم ، لا تود أن تشرخ قلب أحدهم بمشرط أعمى لم تظن يوما إنه قادر على القتل ، يا رب ، إصرف عني جنون هذه الفكرة ، إنها المفاجئة ليس إلا ، نعم ، نعم يا أنا .. ما حدث طبيعي و منطقي .. حسنا إلى الآن ! و لكن أن يترك حماماته ' التي ارهق في تدجينها ' ترفرف بأجنحتها نحو الفضاء من دون أن يهتز له طرف لهو مصاب جلل يحتاج أن تقف عنده قليلا ، لتختلس من خلف ستار افكار جهنم بدايات احرف لما يطلق على هذا الحال المبعثر لكلاهما !
أنت بـ رجفة أهداب تتابع ببؤبؤيها سكونه ذاك ، لـ ينفلت عقال لسانها أخيرا ، فتقرر أن تختزل المساحة الكونية الفاصلة بينهما بـ كلمة ، كلمة علها تجتاز بعديهما فتصله لـ تحيي به الإدراك مجددا ' سلام '
؛
دَعْ عَنكَ لَوْميْ وَ أعزفْ عَنْ مَلامَاتيْ إنيْ هَويتُ سَريعاً مِنْ مُعَانَاتيْ
دينيْ الغَرَامُ وَ دَارُ العِشقِ مَمْلَكتيْ قَيسٌ أنَا وَ كِتابُ الشِعْرِ تَوْرَاتيْ
مَا حَرمَ اللهُ حُباً فِيْ شَريعَتِهِ بَلْ بَارَكَ اللهُ أحلامِيْ البَريئَاتِ
أنَا لَمِنْ طِينَةٍ وَ اللهُ أودَعَهَا رُوحَاً تَرِفُ بهَا عَذبُ المُناجَاةِ
دَعِ العِقَابَ وَ لا تَعْذلْ بِفَاتِنَةٍ مَا كَانَ قَلبِيْ نَحيتٌ من حِجَارَاتِ
إنيْ بِغَيْرِ الحُبِ أخشابُ يابسةٌ اني بغيرِ الهَوَى اشباهُ أمواتِ
اني لَفيْ بَلدةٍ أمسَى بسيرها ثَوبُ الشَريعةِ في مخرق عاداتي
يا للتعاسة من دعوى مدينتنا فيها يعد الهوى كبرى الخطيئاتِ
نبض القلوب مورق عن قداستها تسمع فيها أحاديث أقوال الخرافاتِ
عبارةٌ عُلِقَتْ في كل منعطفٍ أعوذ بالله من تلك الحماقات
عشقُ البناتِ حرامٌ في مدينتنا عشق البناتِ طريقٌ للغواياتِ
اياك أن تلتقي يوما بأمرأةٍ اياك اياك أن تغري الحبيباتِ
ان الصبابةَ عارٌ في مدينتنا فكيف لو كان حبي للأميراتِ؟
سمراءُ ما كان حزنيْ عُمراً أبددُهُ ولكني عاشق ٌو الحبُ مأساتيْ
الصبح أهدى الى لأزهارِ قبلتَهُ و العلقمُ المرقدُ أمسى بكاساتيْ
يا قبلةُ الحبِ يا من جئت أنشدُها شعراً لعل الهوى يشفي جراحاتي
ذوت أزهار روحي و هي يابسة ماتت أغاني الهوى ماتت حكاياتي
ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي و استسلمت لرياح اليأس راياتي
جفت على بابك الموصود أزمنتي ليلى و ما أثمرت شيئا نداءاتي
حسن المرواني
أجرب أحدكم أن يكون على شفا حفرة من الموت ضمآنا ، الموت الجسماني و الروحاني و ليس ذاك الذي تتقاذفه السنة السفهاء ، موتا بـ إنتزاع روح من جسد ، بردان عريان حافي القدمين جاحظ العينين يمشي كـ سكران ذهن فوق أشواك الصنوبر ، تصفع الجمجمة أشعة من شمس تموز في ظهيرة تشوي رمال الصحراء ، وحيدا باكيا رغم جفاف احداقه ! هكذا الحال و أردى ، يترنح الجسد بـ تعثر مقزز ، تسيل من القدمين دما الجروح الغائرة ، و للأسف لا عصب حسي واحد ينتفض وجعا ، كل ما يطالب به الذهن و الأعضاء هو رشفة من زلال الينابيع ، زلال يرفع بالروح الثملة لـ تلامس بأنفها أسفل الجنان الدنيوية ، و ما إن يغيب التأثير المسكر حتى يرتطم بـ جمرات الجحيم المتقدة لتلتهم جسده بنهم كـ نهمه لـ عشه المدمن !
إفتقد ، و إشتاق ، بل مات شوقا ، مات ! و هاهي أمامه بالبنفسج القاتل ، تغتاله بلا دراية أو بها ، سمراءهم الحبيبة تتدلى من على ضفة النعيم ، تلوح له بتحيتهم ' السلام ' ، السلام عليك آنستي ، سمرائي ، حسنائي ، السلام على قلبك الجائر ، و على قلبي المظلوم .. السلام على ما لن يكون بيننا يوما ، السلام على حلمي الكسيح ، ذاك الذي لن يقوى على اللحاق بـ ركب فرسانك و لا مواجهتهم بالسيف للنبل بك ، فلا سلاح بيدي يا مسلمة ، لا سلاح ، فكيف أدخل معركة نهايتها موتي و الحلم ؟
دعيني احبو معه كـ طفل بثمانية أشهر ، دعيني أمازحه و أداعبه و أقبله ، إنه حلمي ، فأتوسلك ألا تتدخلي ، أسألك أن تعدلي ، إعدلي ثم إعدلي ، دعيني ألاعب خصل الحرير المختبئة كـ لؤلؤة في صدفتها ، لؤلؤة لا أذكر لونها و لا أدرك ما وصلته من بريق ، إسمحي لي أن أتناول معك فطوري و العشاء ، بـ حضور سيادة الحلم ، أكرميني بـ كوب قهوة تحلينه بـ غرس سبابة يمينك في قلبه ، ثم إقرأي فنجالي ، إرسمي العينين بـ كحل البداوة و أوشمي الذقن بـ حنة الأصالة ثم إمسكي فنجالي و تعرفي على طالعي ، لعلك سهوا تلتقطين أحرفك المبعثرة بين أكوام بني ، أخبريني كيف سيكون الغياب و لأي مدى يلتهمني العذاب و غادري ، إكتفي بـ غرس خنجرك بجوف الحلق و إستديري مولية ظهرك لبائس مبتئس بئيس ، و إرحلي ! آه عليك و الحلم !
ها هي أصفاد البوابة تفتح واحدا تلو الأخر ، لتشرع على مصارعيها بوجهه ، ألسنة الجحيم تلوح له جائعة ، و بخدر ذهني تراه ينساق نحوها ، خطوة بعد خطوة صار يهوي نحو القعر الجهمني ، دنت منه النيران لتلفحه بـ لهيبها ، بل هو من دنا ، وهاهو يمد الاصابع لـ تحترق ! فـ الجسد بأكمله ، هاهو ذا يشتعل برؤيتها قريبة بعيدة ، تلقي عليه التحية ' مجددا ' ، ليرد عقله بوهن كسير يهدل اكتاف القلوب وجعا
: وعليكم السلام
إحم ، شوكت جيتي ؟؟؟
و كإن الكون خلا إلا منهما ، لا يكاد يدرك الواقفين و السائرين ، جل ما يحسه هو النيران الفرحة بـ فريستها الجديدة لـ تشويها ، تابع تلكؤ احرفها ببسمة شفاه مرهقة ' من الصبح '
' من الصبح ' و أراك لتوي ؟ أتدركين كم الظلم الذي تقترفينه يا صغيرة ؟ أليس الظلم بـ دينكم ظلمات ؟ لم لا تنصفيني ؟
إلهي ، دنوت من الجنون بها ، فإصرفها عني أتوسلك ! لا أريدها بالقرب و لم أعد أحتمل الكي بالنار ، لم أعد أحتمل تناول الجمرات و ارتشاف المسكرات ، هذياني بها آرقني ، وجعي و مرضي أنهكاني ! فـ إنأى بها بعيدا يا الله ، إدرأ بـ محبوبة الفؤاد حتى أخر الدنيا لئلا أراها فـ أشقى !
: ألن شفت الخياانة ، جاية بكل قلة وفا تقدم اوراق نقلها ، رأسا على ميتين الف زيادة باعتنا و راحت الخاينة
عنقه الراسخ بـ شموخ ' ظاهر ' إلتف بـ عجل نحوها بعد أن كان موجها نحو الشمال منصتا حديث السيدة ، ليختفي به النبض لـ دهر ! جف حلقه ليصاب فجأة بصداع يغزو كافة أجزاء قلبه ، أتدركون ما معنى صداع القلب ؟ عبثا سـ تحاولون ، فلا يدرك الأمر إلا ذائقيه .. ترنح بخطوة أخرى لـ يهوي أكمله في جحر السعير و صراخ عقله يذود به للتشبث بأي شريان ، و لكن هيهات ! يا إلهي ، إني أعتذر ، لا أريد أن أتناول خمري بـ الفراق ، لن أصطبر بها بعدا .. سامحني على دعوتي ' جورا ' ، فـ إني دعوت على نفسي بالموت ، بعدها عن ناظري مماتي ، فـ لتظل قربي ؛ فقط هنا ، حيث يحيطها مجال كوني ، لن أدنو من الجنون اكثر إلهي ، أتوسلك أعدها ، أتوسلك
لا يدري متى صارا بمفردهما ، ولا ما الذي أتى برزمة الاوراق في يده مجددا ، و لا حتى كيف وصل به الحال ' المزري ' لـ أبله المواقف و هو يستجيب لنداءها الثالث بـ غشاوة ذهن أرعن ' ها ؟ ' !
تغضن جبينه بـ شئ من وجل مراقبا تلون سمرة الخدين بالأحمر ، و إبتعاد القد الأنيق خطوتين الى الوراء ، ما بالها ترتعش ؟! إستدار برأسه خانقا رغبته الملحة للصراخ إن كان ظنه واقعا ، و لكنه لم ير أحدا ، إذن ، ممن تخجل صغيرته ؟ أ منه تفعل ؟؟ و لم ؟!!!
سعل ليجلي حلقه المنتفخ بحديث ماجن لعشق محرم ، فإبتلع مجونه لتمتلأ بطنه ترهات ، تمتم متساءلا بعد أن إشتدت أحدى الاعصاب مذكرته بـ حماقة ضعفه قرب صغيرة : صدق حـ تنقلين ؟
شو عمر مـ قلي ؟
: عمـ ـر مخبوص بـ لينا
من الجيد ، بل الممتاز تذكيره بـ ' مصاب ' أخر غيرها ، ليبدي التأثر جليا على نبرته الفخمة : شلونها هسة هية ؟ وطلعت الفيزا مالتهم ؟
غض بصره بعيدا حالما لمح رعشة الشفتين ، لا يود إنتهاك عذريتها و لو بالنظر ، إنها نقية طاهرة ، وهو لـ عفتها عاشق ، عاشق ميت ظمئا لـ معشوقته ، تقلصت عضلات فكيه ليشتد عرق العنق الضخم ، شاعرا بوجيب قلبه يتعالى بلا هوادة و لا إتزان بحال يشابه لـ ذبذبة نبرتها : مو زينة بس كل شي رحمة من الله
و طلعت فيزتهم ، بس يريدون علي يروح وياهم ! فبعد ما اعرف شلون هسة
تنهيدة طويلة افصح عنها مستغلا بها غبن الحال : عالثلاثاء مو ؟
: إي إن شاءالله
تمتم هازا بـ رأسه : الله يشفيها
نحنحة خفيفة ، أخفى بعدها قبضة اليسار بـ جيب البنطال الكتاني ليضيف بـ نعومة نبرة ' قلبية سخية ' : خالة كفاح شلونها ؟ وو .. إنتي ؟
هذه المرة زحف التورد لـ كفيها ، يقسم بأنه رآى ذلك قبل أن تسرع لـ إحتضانهما ، أذهلته التصرفات و أوجعت قلبه : الحمد لله
يا إلهي ، إبعدها و إبقها قربي ، صارت هلوستي و هذياني ، صرت بها مجنونا ، مجنونا يصارع من أجل ان يبقى محبوسا بـ خنكته ، و هل من جنة دنيوية أجمل من خنكة الحبيبة السمراء ؟ فتنة النساء !
لم يهنأ بـ رحيق وجودها ، لتنأى عنه مختزلة اللقاء بـ عجل : آآ ، اوكي ما اعطلك ، أني رايحـة
كادت أن تخطو ' فارة ' إلا إنه تحرك خطوة بإتجاهها مانعا إياها بلا تفكير : لحظة ميـــس
و حالما لحظ تيبس عودها بالقرب ، تمتم بـ تردد و بعضه يآزر كله لئلا يموت قلقا : مـ قلتيلي صدق حـ تنقلين ؟
' إي '
أول و أخر الأحرف الأبجدية ، مسلمتهم إختصرت كل الحكاية أيها المسيحي ، إنتهى الأمر و لم يظل ما ينهاك عن التعقل ، فـ لـ يقم بعضك بمواساة كلك على فقدانه وجيب قلبه ! نصب عزاء أقيم بين الأضلع ، نعش شيد من الشرايين الملتفة ، تساندها حزمة الاوردة ، يشرف بسيادته النبض الشهيد ، ليترك من بعده الفؤاد للممات أخرسا !
كما ستركته هي ، برغم من إنها يوما لم تكن قربه ' كما ينبغي و يمني نفسه الطماعة ' ، بوركت يداك يا صغيرة ، وجعك جاءني في الصميم معزيا كلي و بعضي !
: زين ليش ؟!
لم يستطع خنق السؤال الحائر بين طيات الحنجرة ، إنها لمهمة مستحيلة تكاد إستحالتها تأتي بـ مصرع ذهنه ، و ما أجابت به بـ بساطة أتى بمصرع قلبه !!
' هناك احسن '
أحسن أن تبتعدي ؟ أن تولي متيمك في الهوى ظهر الحياة ؟! أ هذا هو الأحسن ؟! على ذكر الـ أحسن ، إنطلقت الكلمات مجددا منه بـ إنسيابية ' لا تشابه عراكها في الفم بغية الفرار ' : و حسن ؟ شنو رأيه ؟
مشطت نظراته تلك الربكة الغازية لأعظم أسلحتها ضده ، متمثلة بـ إنبلاج ضوء القمر من توسع محجريها ، و رجفة الأهداب الكثيفة كـ ستارتي ليل حالك ، ظل منتظرا لـ رد ' ينكئ ' جرحه أكثر ، عل يعالج الجرح بالجرح ، لكنها بخلت في تطبيبه ، بل إكتفت بـ نحنحة حرجة ، تلاها تلكؤ مرتجف نخر أضلعه حتى الصميم ، كاد أن يعتذر لـ قلة عقله ' و غيرة قلبه ' ، إلا إنها سبقته قائلة : بعد مـ صار شي رسمي ، و اني مقتنعة بذيج الشركة فـ قراري هذا
يالـ حلاوتك و أنتي تنتقين رداءا للكبار فترتدينه ، لا يناسب مقاسك يا صغيرة ، لا يناسبك البتة ، لكنه يليق بك ، أدركت جماله على هيئتك فـ أخرست فمي !
: أني رايحة هسة
تكرارها للرحيل شق جيب صدره ، شهق هواءا يكاد يكون خاويا من الأوكسجين ، ليدمدم بـ شرود فكر ، و ثورة قلب على هوة الإعدام : منو ياخذج ؟
صمت قصير لم يطل امده ، و يشبعه ، قطعته بـ : وية الخط ' سيارة النقل الجماعي الخاصة بالشركة '
ما باله يـطيل من عمر الإحتضار ؟ فـ ليفك حبل المقصلة و لتقطع رأسه ، لا جدوى من تأخير المحتوم إن كانت النهاية ' موت واحد ' ، بـ نبرة متهدلة بـ عبق الانفاس الاخيرة سألها : زين ، ليش مجيتي اني ارتبلج الامور ؟
: لا عادي ، شكرا
زفر هما بها لـ يعود فيضيف : زين كملتي كل الاوراق ؟ ممحتاجة شي ؟
لاح له ترددها ، و هذه المرة ضاعفت من ' لحظة اللقيا الأخير ' ، لـ عدة لويحظات لم يكد يشعر بها ، و كله يتلوى رجاءا ، فقط كوني رحيمة و أنتي تجتثين القلب من موضعه لـ تشكلي منه ميدالية لـ مفتاح منزلك المطل على بحيرة النعيم ، رفقا بي و بـ أضلعي لئلا تهشمينها ، إكتفي بالفؤاد و إتركي ما حوله يرثيني لفقدكما ، أعز ما ' لم أملك ' ، بل كنت أملكه ، حتى جئتيني و نجحتي بـ أخذ صك ملكيته ، فصار كـ أنت ، لم و لن تكوني يوما مذيلة بـ ' ياء ' تخصني !
بعد حفنة التردد تلك ، قررت البوح ، و معها سمعت زقزقة عصافير الفجر بـ وعد لـ شمس قريبة ، رغم إدراكي بأن الغروب يتلوها إلا إن الذهن مشغولا بـ قرب موعد الإشراق و إن سيكون الأخير ، فعلي التأنق تحضيرا لـ سيادة شمس اللقاء الأخير ، و الوداع الأول !
' لا تسلم ، أني أجي إسبوع الجاي إن شاء الله ، هم اشوف البنات و هم اخذ كل نقوصاتي '
إذن لم تحن النهاية بعد ، و ما زلت أملك رشفة من الـ خمر ، لأحتسيه متلبسا الذنب من أقصى الرأس لأخمص القدمين !
إني على أعتاب عطفك واقف
متسول أسعى إلى الصدقات
لا تمنعي عني الرضى وتصدقي
علنا علي ببعض بعض فتات
وإذا سمحت بنظرة أو لفتة
فيها الحنان ستنتهي أزماتي
وسأعلن الأفراح في دنيا الهوى
وأشيع في العشاق معتقداتي
في الحب تغتفر الخطايا كلها
فالسيئات تزول بالحسنات
والحب دنيا من سماح فاسمحي
ليديك أن تتقبلا قبلاتي
مانع سعيد العتيبة
|