لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-11-12, 07:49 PM   المشاركة رقم: 846
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224636
المشاركات: 1,567
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rayma عضو على طريق الابداعRayma عضو على طريق الابداعRayma عضو على طريق الابداعRayma عضو على طريق الابداعRayma عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 442

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rayma غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 

يعطيك العافيه حلومه ي قلبي عالبارت الاكثر من روعه

اعذريني لتاخري بالرد يالغاليه

عمر لمتى بتكابر انت وياها

لحتى ماتسوي لكم زينب شي وتفرقكم

لانها ماراح تسكت كثير

علي يقهر ماحس في اخته ابدا واللي تعانيه

جلنار ماجت في هالبارت

ي رب يتعدل حالها وتصير قويه وتواجه علي بالمثل

انتظر الادانه القادمه على احر من الجمر غاليتي

 
 

 

عرض البوم صور Rayma   رد مع اقتباس
قديم 07-11-12, 08:15 PM   المشاركة رقم: 847
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 104056
المشاركات: 80
الجنس أنثى
معدل التقييم: smsmsm عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
smsmsm غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 

غاليتي وعزيزتي .... حلم
يعجز لساني اما هذا النهر المتدفق علينا بالحب والدف والشجن ومايحمله من مشاعر انسانيه اخرى تتغلب على البشر او يتغلبو عليها
غاليتي لكم هو رائع عندما يشدنا ادبنا وحكايانا دائما ولكم هو اروع ان تكوني انتي الغاليه مصدر لهذا الابداع والروعه
لقد انقطعت بداعي السفر ولكني كنت دائما افكر بابطالنا الاعزاء وماجد عليهم في هذه الحياه التي تدور بنا وندور بها
غاليتي مهما كتبت من وصف لما حدث لابطال قصتنا فلا اعطيهم حق الوصف والشرح كما تفعلين بقلمك فوصف للمشهد من جميع الجوانب لعظيم ومرهف بدأ بلين المكابره وعمور الغالي وميس الشقيه والن العاشق وجلنار الغائبه الحاضره اما علي فالانسان عندما يجرح من انسان اخر جرح كبير فانه ينى بنفسه عن ابناء جلدته كرها لنفسه انه احدهم فلا احد يلوم علاوي غاليييييييييييييييييييييينا
مره اخرى اشكرك كثيرا على ابداعك فجل ما عساي ان اقوله اننا نشكرك نشكرك على هذه القصه الاكثر من رائعه يسلمو

 
 

 

عرض البوم صور smsmsm   رد مع اقتباس
قديم 07-11-12, 08:56 PM   المشاركة رقم: 848
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 186607
المشاركات: 640
الجنس أنثى
معدل التقييم: اريج الجوري عضو سيصبح مشهورا قريبا جدااريج الجوري عضو سيصبح مشهورا قريبا جدااريج الجوري عضو سيصبح مشهورا قريبا جدااريج الجوري عضو سيصبح مشهورا قريبا جدااريج الجوري عضو سيصبح مشهورا قريبا جدااريج الجوري عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 607

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اريج الجوري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 

السلام عليكم ورحمة الله


مساء الابداع المتجدد مع حلم يعانق قلوب مشتاقه للنصر ان شاء الله



ابدعتي بوصف وسرد احداث مدينه عريقه مثل العراق وماحدث لها


شخصيات الروايه والتدرج بالاحداث ووصف اوجاعهم


علي وعائلته وماحدث لهم وعمر والتضحيه وجلنار ودفعها لثمن خيانة والدها لربه ولدولته


اعجبتن اللهجه العراقيه مع اني بعض الكلمات لو ماتترجمينهم بين قوسين كان تعبت بترجمتهن


حلم يعانق السماء الى الامام ونحن ننتظر المزيد من ابداع اناملك

 
 

 

عرض البوم صور اريج الجوري   رد مع اقتباس
قديم 08-11-12, 03:21 PM   المشاركة رقم: 849
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 


بسمْ الله الرحمنْ الرحيمْ


أحبةْ حُلمْ ،،
فقـط لو تعلمونْ كيفْ يكون الشُوق لمعآنقة حروفكمْ البهيةْ ،،
ما زلتْ و لم أزل أخجل منكم لـ كرمْ توآجدكمْ
سعيدةْ أنا بكم ، بل أميرة في سعآدتيِ..
و أتمنـى أن أكون لكم أميرةْ ،هدفها نفعكم و بهجتكمْ ،،
كُل كلآمكم له في الحسبآن نصيبْ ، و سآعود له إن شاء الله حآلما أتحين الفرصة المنآسبة ،

الأهم صلاتكمْ حبيبات حُلمْ
و
الآن أدعوكم لـ متآبعة

الإدانة الثآنية عَشَـرْ







هل من طبيب يداوي جرح أمته

هل من إمام لدرب الحق يهدينا

كان الحنين إلى الماضي يؤرقنا

واليوم نبكي على الماضي ويبكينا

من يرجع العمر منكم من يبادلني

يوما بعمري ونحيي طيف ماضينا

إنا نموت فمن بالحق يبعثنا

لم يبق شيء سوى صمت يواسينا

صرنا عرايا أمام الناس يفزعنا

ليل تخفى طويلا في مآقينا

صرنا عرايا وكل الأرض قد شهدت

أنا قطعنا بأيدينا أيادينا

* * *

يوما بنينا قصور المجد شامخة

والآن نسأل عن حلم يوارينا

أين الإمام رسول الله يجمعنا

فاليأس والحزن كالبركان يلقينا

دين من النور بين الخلق جمعنا

ودين طه ورب الناس يغنينا

يا جامع الناس حول الحق قد وهنت

فينا المروءة أعيتنا مآسينا

بيروت في اليم ماتت قدسنا انتحرت

ونحن في العار نسقي وحلنا طينا

بغداد تبكي وطهران يحاصرها

بحر من الدم بات الآن يسقينا

هذي دمانا رسول الله تغرقنا

هل من زمان بنور العدل يحمينا

أي الدماء شهيد كلها حملت

في الليل يوما سهام القهر تردينا

القدس في القيد تبكي من فوارسها

دمع المنابر يشكو للمصلينا

حكامنا ضيعونا حينما اختلفوا

باعوا المآذن والقرآن والدينا

حكامنا أشعلوا النيران في غدنا

ومزقوا الصبح في أحشاء وادينا

مالي أرى الخوف فينا ساكنا أبدا

ممن نخاف ألم نعرف أعادينا؟

أعداءنا من أضاعوا السيف من يدنا

وأودعونا سجون الليل تطوينا

أعداؤنا من توارى صوتهم فزعا

والأرض تسبى وبيروت تنادينا

أعدائنا أوهمونا آه كم زعموا

وكم خدعنا بوعد عاش يشقينا

قد خدرونا بصبح كاذب زمنا..

فكيف نأمل في يأس يمنينا




فاروق جويدة




؛






ويحملني الحنين إليك طفلا

وقد سلب الزمانُ الصبرَ مني

وألقى فوق صدرك أمنياتي

وقد شقيَ الفؤادُ مع التمني

غرست الدرب أزهارا بعمري

فخيّبت السنون اليومَ ظني

وأسلمت الزمان زمام أمري

وعشتُ العمرَ بالشكوى أغني..

وكان العمر في عينيك أمناً

وضاعً الأمن حين رحلتِ عني...




فاروق جويدة








و بأي حال عدت يا عيد ؟!
بما مضى ام بأمر فيك تجديد ؟!


آه عليك يا ابو الطيب المتنبي ، رسمت لنا خطى نستوجعها كل عيد ، !
أين هو عيدي و الاحباب و الخلان لن يكون لهم في اي عيد وجود لا في زمان مضى و لا فيما هو آت ؟
من سيحتضنني غير ذراعاي الضعيفتان ؟ من سيربت على رأسي المتدلي من فوق عنقه المذبوح بـ خنجر أعمى نصله ؟
لا أريد أن اتذوق طعما من الدنيا ، حتى من نبت في الحشا لا اريده ، فـ لن يكون الا ساديا و متغطرسا كـ أبيه !
سيقتلني و يأكل أحشائي قبل أن الفظه مني سليما معافى ، سيفعل كما فعل والده ، ألم يقال بـ أن من شابه اباه ما ظلم ؟!
فـ كيف أنتظر منه عدلا و قد تذوقت من جور أبيه ما يكفيني لـ خمسين سنة ضوئية ،؟!
وحدة و هم و ثقل يجثم فوق الانفاس فـ يجعل الصدر مملوءا بعبراته ،

لو إستمرت سجينة لـ مصابها ستفقد البرج الوحيد الراسخ في باحة الجمجمة لـ تبيت بعده بلا جسد و لا قلب و لا حتى عقل !
كم تحتقر ضعفها حينما تفكر بالكره النابت في الصدر للذات ، نجح في غرس بذرة احتقار للنفس في جوف الروح و سقيت جيدا بدماء إبن عمها و دماه مختلطة مع بعضهما البعض ، لتنشأ من تلك البذرة شجرة عريضة الساق بـ جذور قوية مستأصلة في ثنايا الجسد و متفرعة حتى اصغر شعيرات الرأس ،!
كم تتمنى لو لم تعد لـ دار السلام يوما ، و اختارت الاردن ملاذا حتى ان يغطيها الثرى ،، فـ هنالك السلام قد ذبح منذ أمد و حمل فوق نعش من بنادق يرفعونها عساكر متشربين الحرب بـ حليب امهاتهم

لو لم تره مع اخته هنا ، لو لم تقترب من رسل ابدا !
اما الامنية الكبرى للعيد ، فـ مثل أمانيهم كانت ، موءودة منذ ستة اعوام عضال تناولت الروح بـ قضمات جائعة ، تلك التي تدفعها لقول ليتني لم اره يوما !

و لكن يا عزيزة ، لا تفتحي لشياطين الدنيا بابا بـ هذه الامنيات العوجاء ، ربك من كتب أن تلقيه و يحدث ما يحدث ، هو من أمر بـ إرسالك هنالك مكبلة اليدين و معصوبة العينين ، لتعودي بـ رحم يحوي نطفة مرفوضة من قبل الجميع !
نطفة إلتصقت ببيضتك لتكون منكما صغيرا حبيبا ، به منك و من ذلك الحاضر الغائب في كل حين ، شئ صغير سيحمل ضعفك و شراسة والده ، خذلانك و عناد رجلك ، عربيتك و شرقيته !

آه على صغيرها ،
تكره وجوده وحيدا من دون أبيه ،
والله تشتاق لـ لفحة نسيم تحمل معها رائحة عرق ذلك الحبيب ، فقط لفحة واحدة لتختزنها في اصغر حويصلاتها و تغلق عليها بمفتاح سحري و من ثم تبتلعه ليبقى عبقه هناك محتجزا كـ قطعة اثرية تزين اشهر المتاحف العالمية ، فتعود له كل ليلة عندما يعصف بـ كيانها الحنين ، و تنسل من بين الشفاه فرقعات الانين

أ تراه نسيها ؟ أم كرهها بعد كل الذي حدث معه بسبب شهامة دفعته لإنقاذها من بين انياب الوحوش ؟ شهامة لم تفلح بـ جعله الطف من كونه غولا منتقم و هي التي لم تكن سوى اسيرته الحسناء التي اجبرها على تنفيذ كل رغباته بـ ضياع ذهني من قبلها !
لتضيع ايام العمر من بعده ،
إلهي ،
يكاد الشوق يشد حبله فوق رقبتها و معصميها ، يشده حتى يفصل الكفين اولا و من ثم ذلك الرأس المحمل بالذكريات السوداء ،
فقط لو تعلم كيف سـ تمر أيامها دونه ، و مع والدها الغريم الاول له ،
فقــط لو يستطيع القلب أن يطمئن على مضغة الجسد التي تتألق في أسفله ، إنها تخاف اباها ، تخاف ان يكون هدوءه اعصارا مستقبليا يرفع معه صغيرها حتى اللا مكان ليترك حجرها فارغا من كل شئ ، سوى حليبا يدر على فقيد و ابيه !!
آه على دنياها و على نصيبها ،
لم تتجرأ كوابيسها و تحملها ما لا طاقة لها به من رؤى مستقبلية مرعبة ،
لم تظن يوما بأن تلك المغامرة ستكلفها من الثمن أنفسه ، ستكلفها عمرا بـ أكمله !
لتعشق خيالا اقتحم قلعتها الموصدة بفرسه الجامحة ، و مزق طهر ارضها بـ صهيل مجلجل يصهر في الجسد روحه ،
اكيدة هي بأنها لن تستطيع يوما فض الوجع من ذاكرة النسيان ،
الأمر يستعصي على اشد الرجال قسوة و بطشا ، فـ كيف بها هي ؟! وهي التي كثرة المصائب جردت جسمها من كل لمحة استطاعة و طاقة ، سلبت منها قوتها بـ حقنة فارغة و بيد متمرس على سحب القوى فتسربت الطاقة بروية من داخلها لحقنته ، و لعجبها يصر على ان يلكم وجهها بـ تصرفات لا منطقية حين يرمي بمحتوى الحقنة في وحل القذارة ، و يعود ليستل منها ما تبقى ولو قل محتواه !!

تحركت ببطئ خوفا على من ' تكره وجوده بها ' بين المقعد و الباب الذي شرع امامها ، لتقابل بـ وجه والدته الملطخ بـ بقايا الدمع : يللا ماما تعالي طلعي ، ابوج راح

إتبعت خطاها بـ كسل و الشوق جرفها نحو من كانت دارا للسلام حالما تهادت لها النبرة العراقية البحتة المنطلقة من حنجرة أحد الاشخاص المالئين بـ وجوههم شاشة العرض المعلقة في جدار هذه الشقة التي إعتادت ان تكون لها موطنا لسنين ،
من الواجب المقدس أن يسكنها فضولا تسأل فيه عن سبب دمعات من كرمها الله بجنان تحت اقدامها ، و لكنهم جميعا اعتادوا منها الصمت و العزلة ، و إختاروا أن تترك على حال ترتاحه بعد أن قدمت لهم نصائحا نفسية من اكثر من أخصائي عراقي و عربي !

استكانت على اريكة حجرة الجلوس ، لتميل بجذعها رويدا حتى ثبتت رأسها على مركاتها ، لترد بجمود على سؤال والدتها بشأن حالها : الحمد لله

جلست الاخرى امامها متابعة تفاصيلها بـ توتر و المآقي جفت بماها ، لتبادر بعد ان شعرت بـ أن عقل إبنتها غائب عما يتحدث به المذيع الاخباري ، بل و الروح كلها تعتزل الظهور : جلنار ماما تريدين نروح لبيت روشن ؟

: لأ

: زينة هسة ترجع ، أخذت بتها دتشوف شغلة نقل مدرستها شلون عليها ، تريدين اخابرها اشوف شوكت ترجع ؟

: تؤ

كانت ردودها مختصرة و هادئة ، و لم تعط للأسئلة قدرا أكبر مما تستحق ، لتغمض عينيها بعد أن إتخذت لنفسها إستلقاءا تاما على جانبها الايمن مقابلة لـ ظهر الأريكة بحركة رفض اخرس لوجود والدتها في الجوار ، تلك التي حالما رأت فعلتها إستطرقت بـ شئ من فقدان اعصاب مشدودة : ترررة جنت دا احجي وياج

: ماما والله مابية حيل اسمع شي ، عود بعدين

: جلنار اني مو اطلعج يومية و اخاطر وية ابوج حتى تنطيني ظهرج و تندارين

بسخرية عارية تمتمت : تخاطرين على اساس اني المجرمة المطلوبة قانونيا و ما اعرف بيا حيلة طلعت منها سالمة واني كاتلة و ناهبة

: جلنااااار

صمتت احتراما لغضب والدتها الموشك على الانفجار ، تعلم بأن لم تكن لها يد دستها في هذا كله ، و لكن لربما لو ضخمت من قوة قلبها منذ بداية مسيرتها مع والدها و ابت ان ترتدي لجام الصمت و تكون شيطانا اخرسا قرب ظلم المظاليم لتغير حالهم كثيرا ، ربما !
جلنار ، إتركي عنك الـ ' لو ' بربك !
هتفت بـ غيظ من ذاتها : أستغفر الله العظيييم من كل ذنب عظييـ ـ ـ

لتتلألأ في المقل الدموع بعد ان جالت بها ذكرى ترديده لهذا الاستغفار عند كل زفرة غضب ،
يا إلهي إرحمها ، الشوق يدنو بها من الجنون ، يضني القلب و الروح ، و يرمي بصاحب يلازمه في درك من جحيم دنيوي ، فـ يشعله حتى يذوب به الشعور ، و يكره حتى أحب الناس عنده ، يكره قرب ذويه !!
مالذي فعلته بها يا إبن أبيك ، جعلت أميرة الذوق الحسن تقابل كل من يود تقليدها سلسلة الراحة بـ سيف مسنون ، لم جررتها لـ كنفك و إعتديت على حرمة قلبها الطيب ؟ والله تستحق ان تقتص لحق اسرفت في اكله حلالا ،
كانت التفاحة المحرمة و أنت على دراية بذلك ، لم قضمتها إذن و تركت بقيتها للديدان النهمة ؟ هنيئا لك جور قلبك ، هنيئا لك صدك و قسوتك ،، و لكن كن على يقين بـ أن سكينة نحرتها بها ستنحرك يوما ،
لا يؤكل حق مظلوم يا علي في دنيا العدالة الالهية ، و إن تنازلت لك هي عن حقها ، لن يغفر لك الله عذابا اذقتها اياه رغم علمك بـ وجع يستفحل بجسدها المستجدي منك رفقا و طيبا !

شعرت بـ كف حانية تتوسد شعرها الغير مرتب ، فـ غرست بنفسها في الاريكة اكثر مفرغة البعض من المكان لـ والدتها لتجلس ، فـ تناهى لها صوت بكاء الاخيرة و هي تحتضنها من الخلف بعد أن ربضت ارضا ، و كل عنفوان لها قد دمر امام دمار تراه يغزو حياة فتياتها ، و السبب الاول هو والدهم الذي اشقاهم بلا رشة ضمير واحدة !




.
.
.






سيرا على الاقدام توجه لـ أقرب مساجد المنطقة ، ليخلع خفه خارجا ، و من ثم يتقدم بخطى ركيكة نحو الداخل ، كـ لص يتسلل بأرض ليست له ،
وهذا ماهو أكيد ، فـ هو لم يكن يوما ممن يتقنون الصلاة خشوعا و رغبة في رضا الرحمن ، كانت مجرد تأدية واجب إعتاده صغرا من تعاليم أبيه و إرشاداته ،
والده المرحوم ،
فقط لو كان هنا لما توان لـ لحظة عن تمزيق صدره بـ قبضة عصاته المؤرخة من قبل اجداده الكرام ، لم يكن ليرتضي يوما ان يكون ابنه ظالما ، و لكنه إرتضاها لنفسه و ظلم و هتك و عث في الارض فسادا
ربما نكسته الأخيرة بـ فلذة الكبد ، و قطع ساعده الايمن كان له من الصفعات اقساها على خد غطرسته و جبروته الدنيوي ، فـ هنالك في نهاية ظلمة السبيل انير له قبس من أمل يدعوه ليعود تائبا لرب التوبة و الصفح .. به من بذرة أنبتها رجل شاب على الحرث اليدوي و غرس تربة بلاده بـ جذورا اصيلة و سقيها من دم الجسد حتى تفيض شبعا !
لم يفارقه في احلامه في الاونة الأخيرة ، و كل مرأى له كان يدعوه لأن يعود ادراجه راكضا حيث مفترق طرق اظله منذ سنين مضت و إنشق عنها كفن الزمان ، و ها هو الآن جاء باحثا عن مصدر ذلك النور الساطع الذي يملئ صدره بـ إحساس عجيب !

هشام قد رحل و اوزاره تسبقه و تلحقه ،
جريمته الشنيعة بإبنة عبد الملك و نحر شرفها كان من خواتيم مصائبه ، و لربما كانت الوحيدة التي لم يكن هو محركه الاساسي فيها ، و لم يكن ليرتضيها لو علم بتخطيط ابن اخيه !
ليس نذلا لتلك الدرجة !
أ لا ترى نفسك من الانذال يا قاسم ؟
لقد سلبت اموال ضعفاء و إستسهلت الامر ،
أقصيت محتاجين عن مراكزهم و لم تعتبر الموضوع جللا ،
قتلت ارواحا عدة بغير ذي سبب و تأتي الآن لتزكي نفسك القذرة من ذنوبها ؟
ظلمت نفسك ورب الكعبة ،
تعلم بـ أن لا حاجة لرب الكون لـ توبتك ، و لكنك انت من تحتاجه ليتوب عليك و يصفح ، كن صادقا و عادلا ،
إرض ربك فقد تكن هذه فرصتك الاخيرة يا إبن أبيك ،
سارع الخطى لتصل الى منبع الطاعة و لترتشف منه حفنات ولو كانت ضئيلة ،
سـ تكبر ذات يوم ، فقط .. إتق الرحمن ، و إستمتع برحمته


إياك و الظلم يا نفسي ،
إيـاك أن تعودي لفسادك و شناعة افعالك القبيحة ،
أرسل لك الرحيم رأفة منه و مغفرة اكثر البراهين المطالبة لك بالتوبة في افضل الاشهر و اكرمها عنده ،
فـ إتق الله يا نفسي ، إتقيه و أجعلي مني قاسما أخر ،

يارب .. جئتك ضائعا ، ظالما لنفسي و لبدني و روحي
جئت بعد فسادي في الارض و زهق ارواحا لأبرياء
جئت ضعيفا مذلولا مكسورا راجيا عفوك و مغفرتك ،
إلهي ، كن لي رؤوفا ،
فـ أنا عبدك الضعيف المتذلل الذي ظلم نفسه ،
لن تغنيك توبتي و لكن تغنيني طاعتك يا رب أمة لا اله الا الله
بحق قول لا اله الا الله إغفر لي
نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس
طهرني بـ طهر حبيبك المصطفى
أدعوك ربي أن تصفح على عبدك الضعيف الذي لا حول ولا قوة له ،
انت حسيبي و وكيلي ، فـ تب علي ، تب علي يا رحمن
تب علي يا منان ،
تب علي يا رب الارض و السماء
إغفر لمستضعفك في الارض الذي اشقى نفسه
إلهي ، أتوسلك التوبة و الرحمة ،
خذ بيدي و إرحمني ،
يارب
يارب
يارب








.
.
.





هل عندك شك أنك أحلى امرأة في الدنيا

و أهم امرأة في الدنيا

هل عندك شك أني حين عثرت عليك

ملكت مفاتيح الدنيا

هل عندك شك أني حين لمست يديك

تغير تكوين الدنيا

هل عندك شك أن دخولك في قلبي

هو أعظم يوم في التاريخ

وأجمل خبر في الدنيا

هل عندك شك أنك أحلى جزء من ذاتي

و بأني من عينيك سرقت النار

و قمت بأخطر ثوراتي

أيتها الوردة

و الياقوتة

و الريحانة

و السلطانة

و الشعبية

و الشرعية بين جميع الملكات

يا سمكا يسبح في ماء حياتي

يا قمرا يطلع كل مساء من نافذة الكلمات

يا أعظم فتح بين جميع فتوحاتي

يا آخر وطن أولد فيه

و أدفن فيه

و أنشر فيه كتاباتي



يا امرأة الدهشة

يا امرأتي

لا أدري كيف رماني الموج على قدميك

لا أدري كيف مشيت إلي

و كيف مشيت إليك

كم كان كبيرا حظي حين عثرت عليك

يا امرأة تدخل في تركيب الشعر

دافئة أنت كرمل البحر



من يوم طرقت الباب علي

ابتدأ العمر


كم صار جميلا شعري

حين تثقف بين يديك

كم صرت غنيا

و قويا

لما أهداك الله إلي

هل عندك شك أنك قبس من عيني

و يداك هما استمرار ضوء ليدي

هل عندك شك

أن كلامك يخرج من شفتي



يا نارا تجتاح كياني

يا ثمرا يملأ أغصاني

يا جسدا يقطع مثل السيف

و يضرب مثل البركان

: قولي لي

كيف سأنقذ نفسي من أمواج الطوفان

يا ذات الأنف الإغريقي

و ذات الشعر الإسباني

يا امرأة لا تكرر في ألاف الأزمان

يا امرأة ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني

من أين أتيت و كيف أتيت

و كيف عصفت بوجداني

يا إحدى نعم الله علي

و غيمة حب و حنان



نزار قباني




بهاء طلتها الليلة لم يكن إعتياديا ،
فـ تألقت كـ أية من الجمال بـ فستان زهري اللون يزينه عقد من السعادة الوهاجة فوق النحر الناصع ببياضه ، و ترتفع فوق كعبين كـ المرمر ، و شعرها النرجسي بلونه يعلو بـ تصفيفة انيقة و رائعة !
مذهلة و الحسن قربها مشكلة كما يقال !!
تستحق ان تكون هي الاسعد ،، و بارك الله لها في حياتها القادمة و البسها ثوب الفرح طيلة العمر ، لطالما كانت الالطف بين شقيقتيها ، شبيهة والدتها بكل شئ ، و مدللتها أيضا

اجواء كهذه كثيرا ما تسبب لها تقلصات معوية مؤلمة ، فـ شعور النقص يظل ملازما لها طيلة فترة التماس مع الحفلات البهية ،

انتظرت بـ شغف صامت إتصالا من اخيها لكنه أبى أن يكون بـ أخر لم تعتاده ، لم تنتظر من أغسطس أمطارا وهي تعلم إستحالة ذلك الأمر ؟
أ تراها تشبعت بحياة الامل و التفاؤل بعد أن عاشت فوق الاربعين يوما مع أهل عمر ، أولئك الذين يصنعون لـ أنفسهم سعادة وهمية و إن لم تكن لها ركائزا حقيقية تثبت جذورها في تربة الواقع ،
و هاهم يبسطـون كل مشاكلهم ، هنيئا لهم والله ، و خيرا ما يفعلوه !
و تبا لأخيها الاحمق ، لم تمزق قلبها كـ نصف ثكلى تنتظر خبر عن نجلها الضائع بين ثرى الحروب ؟ ما زال حيا يرزق فـ لن تهتم بمكالمته ، فـ ليقض ايامه بعيدا كيفما يشاء ، و هو من سيكون يوما نادما لـ كل ما فعله بها
قلبت نظراتها في القاعة المبهرجة بـ أسطع الأنوار الباعثة في القلب بهجة و هي تحاول جاهدة ان تتحدى ضعف القلب الذي يعتصر وجعا لـ نقص تشعره في مثل هذه الأجواء ،
بالأمس أعطت موافقتها لـ والدة الخائن بشأن إعلان زواجهما ، فـ ما تفعله لن يجدي نفعا ، و يقينا يسكنها بـ أن لا صدرا تلوذ به وقت القهر غير صدر عمر ،
كل ما قاله بالأمس كان في محله ، إنها تصعب الامور عليها و عليه ، ما دام إنه عاشقها السرمدي سـ تتعقل و تتبع أوامر رسل و ترمي بنفسها في دوامته أكثر ، ستستسلم لأنها بالفعل تحتاج عائلته !
تحتاج والدته جدا ، لا تعلم إن فقدتها من تلك التي سـ تكون عليها بذلك العطف الاموي الصادق ؟ فـ حتى الجدة من بعد غياب عنيدها باتت تعاني من ازمات نفسية حادة ترغمها على أن تكون صلبة كـ عادتها ، غير سامحة لـ أي عطف ان يتسلل من بين تشققات المشاعر ؛
و أية و ميس ، هما أيضا قد أصبحتا قريبتان للقلب الجامح ، واحدة برقتها و الاخرى بشقاوة تسكنها ، رغم إنها احيانا كثيرة تزعجها بتصرفات قد تكون طبيعية إلا إنها على الاقل أفضل من تلك الكريهة الواقفة قرب شقيقتها الرابضة على منصة السعادة لـ تتهامس معها بـ جدية ،
تلك الوحيدة التي لا تطاق في ذلك المنزل ،
كان الله بعون زوجها المسكين ، !
طلبت الحنون بالأمس أن لا تخبر ولدها بأمر موافقتها الفورية ، و كإنها للتو تعيش جو الخطوبة الطبيعية ، و تلك الانسانة العجيبة كانت لها أما ، بل و أكثر و تفهمت ضرورة التغلي الذي تحتاجه كل فتاة ، قبيل كل خطبة أو هكذا ما ظنت هي !

إستقامت بطولها الفارع و جسمها الممشوق بقوامه الشهي بـ فستان صحراوي مع تداخلات زيتونية خفيفة يعلو الركبتين بـ أصابع عديدة ، ملفوف حول قد مخملي ليتألق عند الصدر بـ فتحة مناسبة ، فيتزين العنق الطويل بـ سلسلة رقيقة نهايتها ميدالية تحمل إسمها بحروف عربية رقيقة و متباعدة ،
تحركت نحو الحنون التي نادتها من موقعها و هي تماشي الخيلاء بـ كعبها العالي الصحراوي ، و ما إن وصلت قرب حماتها عرفتها الاخيرة على مجموعة من النسوة الجالسات بـ جلسة لطيفة مقدمتها لهم بكونها خطيبة نجلها الغالي ،
لا تعلم ما ذلك الشعور الذي داهمها لترفع بيمينها المتألقة بـ خاتم الخطوبة فتتأكد من إنتفاخ مقدمة شعرها بطريقة أرستقراطية بحتة ، و من ثم تعبث بتلك الخصل المتوسطة طولا و التي تتناثر على الكتف العاري ،
نظراتهم التقيمية أزعجتها رغم ثقة تسكنها بكونها الأجمل هنا و لكنها تحتاج أن تطمئن على إكتمال الاناقة ، مع إنها ليست ممن تحببن الإطراءات ، فـ بنظرها معظمها ليست سوى مجاملات فارغة لا تقارب الحقيقة كثيرا !

فزعت فجأة حينما شعرت بـ ذراع تطوق خصرها لتسحبها بـ حماس صبياني و صوت يرتفع من ثغر صغيرة المنزل الذي وافقت ان تكون من ساكنيه لبقية الامد وهي تطالبها بالرقص معها و رفيقاتها ؛
فـ اليوم على الجميع أن يحتفل بـ حب محمد لـ أية !
رفضت بـ ضحكة قصيرة رامية خلف ظهرها علي و عمر و كل رجال العالم ، و لكن اصرار ميس آلق الفكرة بـ رأسها ، لتقرر ان تبرهن لكل النسوة بـ أن خطيبة عمر الحالية هي الأفضل ،
إنها غريزة عند بنات حواء ، لا تكف عنها واحدة و إن أنكرت ذلك دهرا ،!

تمايلت بخجل مع الفتيات ، و شعور بالراحة يغمرها لا تعلم له أصل من فصل ، الا انها تود أن تعيش الأمل كما تعلمت في هذه الاشهر الثلاثة ، و هم في خضم ذلك الرقص المتجانس بينها و بين ميس ، اجبرتها الاخيرة على ان تقابلها مولية باب القاعة ظهرها ،
لم تهتم بـ إبتعاد الفتيات من حولهما ، بل إستمتعت جدا بـ ضحكات نادرة تنطلق منها بوجود الغرباء ، لتتعثر فجأة بكعبها و كادت أن تسقط لولا قرب ميس الذي اسندها ، لتتبادلان ضحكة صاخبة لم يسمع لها حس وسط كل تلك الفوضى العارمة ، و من ثم إتفقتا سويا على خلع الكعبين و التألق حافيتين بـ تمايلات أنثوية رائعة اجبرت كل النسوة على الانفعال الحار فالاميرتين سلبتا لب العقول بهذه الدقة و الحرفنة في الانحناءات المتجانسة !
ولكن هذه المرة أيضا كان التعثر من نصيبها لتضحك ساخرة من نفسها ، إلا إن ميس إقتربت من أذنها لتهمس بمشاكسة لعوبة : عززة اول مـ دخل حسدج ، صدق ميحسد المال الا اصحابه ، بللا قبل شوية صوج ' ذنب ' الكعب هسة صوج عيون عموري اكيييد

تغضن جبينها و بدأت البسمة بالتلاشي تدريجيا ، متبوعة بإختناق الانفاس لـ تستدير حذرة نحو الخلف فتجده مقبلا مع والدته و نظراته تنتقل بينها و ميس تارة ، و بين من على المنصة أخرى ،

تصلب ظهرها و شهقت بغير ذي زفير مرتاعة ، علمت من نظرته السريعة على لباسها بأنه سجل إعجابه بـ رونقها المميز ، رغم البسمة التي اظهرها حالما لمح قدميها !
لترتسم إبتسامة عنيدة فوق ثغرها و هي تلتفت موليته ظهرها ، و لكن قدها لم يتمايل بعد الآن ، بل تخشب و فقط ، إكتفت بإرتداء حذاءها مجددا وهي منحنية بالاستناد على احد المقاعد القريبة !

حالما مر قربهم همس بها ضاحكا لتتيبس اناملها الثابتة فوق مسند المقعد : ما شاء الله طلعتي حتى رقص تعرفين ، يعني فوول اوبشنز ، حغير رأيي بالزواج عليج

رفعت حاجبها غيظا و لكن الامر لم يطل غير برهة لتتذكر بأن كل العيون منصبة عليها ، فـ إغتصبت بسمة كريهة مختالة ، و هذه المرة شعرت بكف أخرى تطوق خصرها لتسحبها نحو المنصة ولم تكن سوى والدته التي تحدثت بـ صدق عفوي : يوووم عيد اشوفج انتي وياه قاعدين عالكووشة ، وج يمممة شلعتوا قلبي واني انتظر

من اين تسلل ذلك الخجل ؟
يا إلهي ،
من هنا يتوجب عليها ان تمر منزل آل صفاء لتتنفس ذلك الهواء المعبق بـ الأنفة ، ذلك هو دواءها حينما يستفحل عليها داء الضعف المقيت الذي تشعره حاليا ،
صعدت المنصة لتجتمع العائلة بـ كاملها عند عروستهم ، و هي لم تكن تراقب غيره و هو يقبل رأس شقيقته و يحتضنها بحنان متدفق ، كم تذوب عند افعاله هذه ،
شعرت بمغص حاد في بطنها و كإنما هي من غرست بصدره و ليست أية ، حاولت الهاء ذاتها بـ النظر للجميلة مينا المتألقة بفستان بلون الدم يبرز بشرتها النقية بوجنتين تتوردان خجلا ، لترتفع أنظارها مع إرتفاع الصغيرة الى الاعلى بعد أن رفعها خالها لتتلاطم شطآن بحيرتها بعد تحريكها لذلك الذنب المذهب ، فترتطم باحجار صدره الشامخ ليبتسم لها بـ شقاوة أخرست نبضات الفؤاد المثخن بمشاعر لم تزل تتراكم فوق بعضها بـ اكوام هرمية ، حتى تكاد تغلق فوهات الشرايين و الاوردة ، لا تعلم حينها كيفية تدفق الدماء للجسد ، و تخاف يوما أن تعاني إنسدادات وعائية لا عملية جراحية تنفع في تثقيبها !






؛




أنتِ المُفاجأةُ الأخيرَةُ

في حَياتي

أنتِ التفاصيلُ الصغيرةُ والكبيرةُ

أنتِ ذاتي

أنتِ المَليكَةُ ، والأميرةُ ..

أنتِ أعظمُ ذِكرياتي

أنتِ المُفاجأةُ التي

سَبَقتْ جميعَ تَوَقُّعاتي

وبها دَخلْتُ إلى عُصورٍ لَمْ تَجِئْ

أنتِ اختِصارٌ للنساءِ جَميعِهِنْ

وبِنورِ حُبِّكِ خُضْتُ

كلَّ تَحَدِّياتي

أنتِ التَّفَرُّدُ بينَهُنْ

مَنْ قالَ إنَّكِ مثلُهُنْ ؟

لَكِنَّني لا أستَطيعُ بأنْ أقولَ

مُبَرِّراتي

أنتِ التي مَلَكَتْ ..

مَنابِعَ دَهْشَتي ،

وبُزوغَ شَمسِ تَجَلِّياتي

ماذا أنا يا مُنيَتي

إن لَم تَكوني

في حَياتي ؟


***

أنتِ المُفاجأةُ التي

لا تُحتَمَلْ

قد أذهَلَتْني ،

أدْخَلَتْني ..

في سَراديبِ التَّرَقُّبِ ، والتَّوَقُّعِ

حينَ يَغدو كلُّ شيءٍ

مُحتَمَلْ

أنتِ القصيدةُ

حينَ تَغتسلُ القصيدةُ

بالرحيلِ ، وبالدموعِ ،

وبالأمَلْ

أنتِ المدائنُ

حينَ تَنفُضُ حُزنَها

وتَذوبُ مِنْ فَرْطِ الخَجَلْ

أنتِ السنينُ

وقد أُضيفَتْ فَوقَ عُمري

صارَ لي ألفا أجَلْ

إنْ مِتُّ في عينيكِ مِيتَةَ عاشِقٍ

فَلسوفَ أٌبْعَثُ

حينَ أحتَضِنُ المُقَلْ

لا تَحزَني

لا تَرهبي ما في الوُجودِ

حَبيبَتي

فالحُبُّ فينا لا يَزالُ ، ولَم نَزَلْ

وإذا أرَدْتِ لِمرَّةٍ

أنْ تَقتُليني

أرجوكِ لا تَتمهَّلي

حتى أموتَ ..

على عَجَلْ


عبد العزيز جُويدة




قال بأنها ساحرة ،
و لكنه لم يقصد المظهر حينها ، فبالامس لم ترتدي سوى بيجاما قطنية ناعمة ، أما هذه الليلة فـ والله سلبت منه لب القلب أكثر بـ هذه الأناقة و الأنوثة المتمردة ، إن كانت لا تخشى أعين الحساد فـ هو يرتعب منها ، لم يزل يعيذها بكلمات الله التامات من شر ما خلق في كل مرة يقابل نظراتها المتألقة ،
سبحان من سواها بهذا الحسن و البهاء ،
يجزم بأنها أجمل من لمحت عيناه يوما ، و بأنها أروع من تمتلك تلك الزمردتين الشرستين المليئتين بالدهاء و الحيلة ، يقرأ بنظراتها غرورها في حسنها الشهي ،
بالله عليكم كيف لا تغتر و هي تمتلك من الجمال اروعه ؟!
لقد أعشت عينه عن كل حواء اخرى تتألق هنا ، فالكثيرات لم ترتدين حجابهن أو حتى تتسترن بعباءة ، لكنه و رب الكعبة لم ينتبه لـ وجودهن ،
أولا لكونه يخاف زنا البصر ، و ثانيا لأن فاخرة الحسن قد أحسنت تربية قلبه الملتاع ، ابحر في عينيها حتى ابعدت أنظارها بتكشيرة أرغمته على رفع حاجبه عجبا ، ها نحن ذا نعود لنقطة الجنون ذاتها ؛
لم يلقها بال و إستمع لـ صغيرتهم المدللة و هي تطالبه بـ إنزال طرف فستانها ، لتفلت منه ضحكة عارمة جعلت ميس تقترب منه لتضربه على كتفه بـ خفة متمتمة بـ شراسة : ييلااا افندي كافي عرضت نفسك قدام البنات و تخبلوااا ، صديقااتي حيموتون عليك شلون بالباقياات ،، فيللا بسرعة تفضل من غير مطرود و خلي العريس يجي خطية

آه !
أ ذلك ما أزعجها ؟
أ إنتبهت لـ نظرات النسوة المنصبة حول الرجل الوحيد المتواجد بينهن ؟
كم هي فارغة العقل هذه الجميلة ، لـ تعود ميس فـ تلكزه من خصره رافعة بحاجبيها بأشارة نحو تقطيبة لينا ، لتقترب من اذنه صارخة : والله جانت متونسة و ترقص بس شاافت عيون البنات عليك غااارت ، نيااالك يا عم ، طلعت تحبك وتغااار ، شوووف و قول ميااسة ما بيها فائدة

لو قيل له هذا الحديث قبل الامس لما إستساغه ، و لكن الحبيبة قد افشت سر قلبها الغيور صباح العيد ، لتتحقق أمنيته الازلية بها ، أنزل الصغيرة بـ بطئ ليتحرك خطوتين نحو والدته و مهجة الروح ، فيسحبها على حين غرة من خصرها ليتعالى الصراخ المنبعث من اغلب المتواجدات ، و هي لمفاجأتها قابلته بإلتصاق لتحاول عبثا الابتعاد عنه قليلا هامسة برجاء حار : النـ ـاس ، عيـ ـب

بـ كعبها العالي جدا أصبحت قريبة من وجهه و لم تتعبه في الانحناء ، بل إكتفى بميلان قصير ليقبل خدها برقة و يهمس بإذنها مذكرا اياها بوحشية ما حدث : شو ماكوو اثر لـ عضة البارحة ؟ لو الله يخلي المكيااج مقصر ويااج ؟

: عمرررر الناس دتباوع

: خلي تباوع مرررتي و بكيفي

إلتصق لسانها بـ قاع الفم و تدلى فكها السفلي قليلا ليرفعه هو بطرف سبابته بحركة ناعمة و الابتسامة تنضح بنظراته : سدي حلقج فضحتينا

رفعت يدها لتلطم كفه لكنها تماسكت مجددا لتتظاهر بترتيب خصلاتها الحرة و عيناها تهدده : يللا اطلع

: ما اطلع قبل مـ تلقيلي عروسة حلوة ، بس ها اريدها احلى منج ، و عيونها ما اريدها ملونة اريد تغيير ، و اريدها طويلة مو مثلج قزززمة بالكعب يللا وصلتيلي

: اني قزززمة ؟ طولي نبعة ريحااان اذا متعرف

: قـ ز مـ ة

لها مخالب ، أنسي ذلك ؟
لكنها لم تنس !
فـ غرست بها في كفه الحرة و إبتسامة محذرة تزين ثغرها المغري : عندك عيون و انتة اختار الي تعجبك ، و هدني يللااا

: آآآخ ، لج شنو هالاظاافر ، توجع

: تستااهل و يللا عوفني و اختار الثالثة لإنو الثانية محجوزة ' دكتورة ياسمين الحلوووة '

ضحكة صادقة فلتت منه من ثم اردف بـ تلاعب : يعني اندار عالبنات عادي ؟ متغارين ؟

رفعت بحاجبها مستسخفة قوله رغم اصابته ام الحقيقة التي صفعتها : نععععم ؟ هه منو تغار ؟ أنيييي ؟ ضحكتني

قبل جانب جبينها ليردد هامسا بعد أن علم بإن الهدنة إقتربت على النفاذ : إقري المعوذات ، رح يحسدووج والله

الم تقل له الجدة من قبل بأنها ' قشمر '
كلمتان فقط تكفيان لـ رفع مزاجها بين النجوم ؟
هاهي تبتسم برقة و تبعد مخالبها الشرسة لتهمس : لا عمر صدق كافي ، و الله الناس كلهم ديباوعون علينا

: قتلج مرتي ، خلي يباوعون و يعرفون منو غريمتهم ، يعني حتى يتحضرون لـ حرب الضراير

نطقت بإستسلام افلت منها ليصدمه حتى توسعت محاجره قليلا : لا همة اكيد بس يشوفوني رح يعرفون إنو إنتة مجرد خاااين ما عندك نظر اذا تبدل القمر بـ تراب و من يمهم يسحبون نفسهم و ميدخلون بحرب محد خسران بيها غيرهم !

تنفست الصعداء و إبتعدت عنه بسرعة ،
كم إنتشت بعد ما افصحت عن تلك الكلمة التي تدور في خلدها كل يوم بل كل ساعة ،
بالطبع خائن و مخادع و غدار ، و عليه أن يعلم جيدا بأنها لن تنسى خيانته ما زالت حية ، لن تنساها و لو قدم لها كنوز الارض قرابينا !

أما هو فـ صنمه حديثها المشير لـ كونها إرتضت أن تكون له عروسا ، لـ يزفها بقلب لن يمزق نفسه مجددا و يدنو من سبيل أخرى ولو ذبحت شرايينه و الاوردة ، أشقته و رب خلق بها من الحسن اروعه ،
و لكن ما أطيب اللذة بعد الشقاء ،
كـ لذة الرطب المحمل فوق شاهقات النخيل ، فـ بمقدار صعوبة الحصول عليه يتضاعف طعمه الشهي و منظره اللامع !
يا حلوته ،
حولته لـ مصاص دماء بـ نهار العيد ، و يبدو إنها إحتاجت ذلك الامر لتعود طبيعية و تقنع بمصير كتب لهما سويا بإذن الباري الواحد الأحد !

: عمووووري يللا يا عيني روح خلي الولد يفوت !

كانت جملة منبهة من الحنون التي ما إن لمحت الهمسات المتبادلة بينه و بين زوجته حتى شعرت بـ أن ابواب السعادة التسعة قد شرعت أمامها ، لا شئ يشغل بالها بقدر عمر و هناءه ، لإنها تعلم تركيبته جيدا و تعلم بأنه على إستعداد بـ أن يضحي بنفسه من أجل من يسكنون فؤاده ، و لطالما آرقها الأمر ، فهي كـ أي أم تكون انانية عندما يتعلق الامر بـ سعادة صغارها .. و ويل لكل من يحاول العبث بـ هناءهم !








.
.
.






.. لم يحدث أبدا

أن أحببت بهذا العمق

.. لم يحدث .. لم يحدث أبدا

.. أني سافرت مع امرأة

.. لبلاد الشوق

.. وضربت شواطئ عينيها

كالرعد الغاضب ، أو كالبرق

فأنا في الماضي لم أعشق

.. بل كنت أمثل دور العشق

.. لم يحدث أبداً

أن أوصلني حب امرأة حتى الشنق

لم أعرف قبلك واحدة

.. غلبتني ، أخذت أسلحتي

.. هزمتني .. داخل مملكتي

.. نزعت عن وجهي أقنعتي

لم يحدث أبدا ، سيدتي

أن ذقت النار ، وذقت الحرق

كوني واثقة.. سيدتي

سيحبك .. آلاف غيري

وستستلمين بريد الشوق

لكنك .. لن تجدي بعدي

رجلا يهواك بهذا الصدق

لن تجدي أبداً

.. لا في الغرب

.. ولا في الشرق





نزار قباني



كـ عادته اليومية ،
ينتظر وصولها في سيارته المركونة في الموقف الخاص لسيارات الموظفين ، فـ لا يهدأ له بالا حتى يطمئن عليها ترتقي السلم المؤدي للطابق الثالث حيث تتشارك بـ مكتب صغير مع إمرأتين و شاب !!

في الحقيقية عند هذه النقطة يتلاشى الاطمئنان و يحل محله انعقاد لحبل المشانق فوق الاعناق الآثمة !
فـ غصات القلب تتعاظم عند رؤيتها تنتقل كـ فراشة ملونة بـ ألوان زاهية في اروقة الشركة حاملة ملفات ما تارة ، و مرافقة لأحدى الموظفات أخرى ، و ثالثة وحيدة باحثة عنه ' هو ' لطلب نصيحة !
و ويله من الثالثة التي تصيبه بـ مصرع في الفؤاد يدوم حتى تتركه فاغرا فاه الروح و تبتعد و كإنها لم تكن بالقرب منذ دقائق و لم تتلاعب بنبضات القلب كـ عازف يتلاعب بـ لوحة مفاتيح البيانو ، و لكن معها الامر مختلف ،
فـ كلما تأتيه تصر على نقر المفاتيح البيضاء فقـط ، فـ تعشي عينه عن كل ذنب محرم ، و حالما توليه ظهرها البرئ تعصف بالاذن اصوات مزعجة للمفاتيح السوداء الداكنة ، فـ تصفع خد الحقيقة التي يحاول جاهدا ان يهرب منها فيجد بـ أنه قد تورط اكثر فـ أكثر !

إحتبست بداخل صدره الانفاس و هو يتابعها برداءها المكون من بنطال رمادي تعلوه سترة من ذات تدرجات اللون و قميص لؤلؤي تحتها ، ليتزين الوجه بهالة ملكية محاطة بـ تاج من الرماد الملئ باللؤلؤ ،

غص بـ نفس غادره حالما لمحها تنتبه له و من ثم تشير نحوه بـ تحية سريعة و الابتسامة الصباحية تلون يومه البائس ، فـ إكتفى بحركة عجولة من يده ليطأطأ رأسه نحو المقود فيسعل مشاعره الحارة بـ قوة !
يارب ،
مالذي يقوم به من ضرب جنون ؟
مجرد تحية يا ألن ؛
تحية من دمية شقية صيرتك رمادا ،،
تبا لك

طرقات على مقدمة السيارة اجبرته على رفع رأسه مستاءا لـ يختنق اكثر برؤيتها تشير له بـ ' ماذا هنالك ' !
فتح باب السيارة ليترجل بغضب و تجاعيد وجهه اثبتت لها الامر فـ بدا الإستياء على ملامحها و هي تبتعد قليلا متمتمة بـ : صباح الخير

أقفل سيارته بـ جهاز التحكم و لشدة ضغطه شعر بإنه قد يتفتت بـ أزراره في كفه الضخمة ، اجابها و عقدة حاجبيه تأبى الانفكاك : صباح النور

تابعها وهي تتحرك بغيظ امامه ، و اشتعل برأسه ألف شيطان حالما تقابلت و امامه مع ذلك الذي يتشارك معها في المكتب ، ليلقي الاخير عليها سلاما حارا ، و مباركات متوالية تتبع عيدهم !!

مر بقربهم لـ يناديها بغير ذي ادراك : ميس تعااالي

قرأ العجب بملامحها لتترك الاخرق و تأتي نحوه فـ اكمل طريقه ليجبرها على مماشاته و هو يتحدث بـ رسمية : كم مرة قايللج لتوقفين وحدج و تحجين وية العالم بنص الشركة ؟

يعلم جيدا بأنها تكره تعسفه الغير مبررة اسبابه حسب وجهة نظرها الغائمة بالبراءة ،
و لكنها تصمت لكونها تراه اخاها الاكبر ، و مرشدها في هذا المكان ، و لكونها تسير بنهج اوامر عمر ، فـ بالتأكيد سيكون لـ رفيقه الدور الاكبر في تقييدها بـ تلك الاوامر و الأحكام

اسرعت خطاها وهي تتحدث بعفوية : اي غير ديعايدني قابل افشله و امشي ؟

لم يكن ينظر نحوها بل مكملا طريقه و سابقها بخطوتين على السلم ليتم قوله بشدة رصينة : مووو وحدكم

لتعجب بـ ضحكة ناعمة : ألن متأكد إنتة مسيحي ؟؟

التفت نحوها بسرعة و قلبه وصل الحنجرة ، ليزدرد ريقه بصعوبة حتى اعاده لمحله الاصلي ، و لكنه يحتاج كأسا ضخمة من ماء مغلي ليصهر انجماده هذه اللحظة ، و هي اكملت بـ ذات الاسلوب البرئ المرح : شو كلشي عندك عيب و ممنوع ، و انتة عود مسيحي و كلشي عدكم فرري ، عززة لو مسلم جان خبلتني !

إنتهى العزف اللؤلؤي ،
فـ وصلت طابقها لـ تبتعد مذيلة حديثها بـ ' يللا بااي ' ، و الآن طرقت اسماعه السمفونيات الكئيبة الموشحة بالسواد !
لو كنت مسلما !!
يارب ،
موجع ،
قلبي يتوجع و كلي يكاد يخر الما !
مالذي فعلته بنفسي ؟؟
كيف سمحت لها بـ إختراقي بهذه الشفافية ؟
كيف إستطاعت تلك الطفلة أن تعصف الوجدان و تظهرني احمقا بعين ذاتي ؟
نعم أحمق و آثم و خائن !!
و لكن الامر لا يعود لي ،
بالله لا استطيع السيطرة على كبوة مشاعري قربها ،
كيف ستكون نهايتي معك يا ميس ،
متى سيدركني الواقع لأتلقى صفعتي منه و أنتهي منك و بك ؟
إخترقت ضفافي بـ قاربك الزهري المتلألأ ،
فـ بنيتي لك من أرضي موطنا لن يسكنه بعدك أحدا و ربك الذي هو ربي ،
لن تصل أحداهن لما وصلته بـ شهرين يا صغيرة ،
و خوفي الاعظم يكمن بما ينتظرني إن لملمت اشياءك و حركت قاربك مبتعدة بعد رحلة الاستجمام التي قضيتها بـ شاطئي الكئيب ،
سيخلو من خلفك كل شئ ،
أكيد أنا بـ ميعاد ذلك الرحيل ،
و أكيد أكثر بـ وجعه !!
و لحماقة قلبي اراني مصرا على التمتع بـ زهوك المحرم ،

تتفوهين بها من دون قصد يا صغيرتي
لو كنت مسلما !!
آه علي لو كنت مسلما ،
لـ كنت حبستك في رمال شطآني و نحت منك حورية لـ طيلة الدهر ، فـ حينها أكون غير آثم !
و لكني مسيحي يا ميس
أنا مسيحي !!
و قلبي تلظى بـ عشق مسلمة !
غادريني يا شفافة ، أتوسلك ان تشدي الرحال عاجلا و تنهي لي عذاباتي ،
فـ كلما طالت فترة إستجمامك في شطآني زدت ولعا و شوقا و خطيئة !!
فـ إرفقي بـ المسيحي يا مسلمة ،
إرفقي به !





.
.
.


 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء   رد مع اقتباس
قديم 08-11-12, 03:30 PM   المشاركة رقم: 850
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم

 











ما إن وصلوا المنزل المهجور منذ مدة نزلت هي مسـرعة قبل والدته ، لتقف بالقرب من السيارة بـ تيه !
لم تدخل هذا المنزل سوى ثلاث مرات ، في أيام عزاء أختي اخيها رحمهما الله ،، لا تعرف به احدا و لا تنوي ان تتعرف ،، مجيئها خصص لـ رؤية الجدة فقط ؛
إكتسبت ثقة اكبر حالما جاورتها حماتها بـ بسمة بشوشة تنير وجهها السمح ، ليترجل هو من مكانه بعد أن أطفأ محرك السيارة فيملأ الفرع السكني بحضوره بالنسبة لها ، حبست أنفاسها بداخل الرئتين ناقمة ، تكاد تجن من هذه المشاعر الغبية التي لا تكاد تتركها من دون تدخلات أغبى في اعظم المواقف !

تقدمهم ليضغط فوق جرس باب المنزل العظيم ببنيانه ' و العظمة لله وحده ' ، و لم يطل الامر كثيرا حتى سمع نبرة رجولية شديدة تتحدث في الـ ' إنتر فون ' متساءلة عن القادم ، رغم كرهه لهذا المنزل و ساكنيه إلا إنه يحب الجدة بالفعل و يود رؤيتها و الإطمئنان عليها ، و الحبيبة ايضا تكاد تحترق شوقا لمقابلتها و بالطبع لن يبخل عليها بتحقيق هذه الامنية ؛
كان في نيته أن يأتون سلفا ، و لكن إنشغالهم في خطوبة شقيقته حال دون مجيئهم في ايام العيد ، ليقرر اليوم إصطحابها مع والدته ، لم يطل الانتظار اكثر من دقيقة ليشرع الباب الالكتروني و يظهر من خلفه احد الحراس الامنيين الذي ما إن رأى الضيف تعرف عليه فقد زارهم من قبل مشبعا بالجنون مع الجدة و رجل اخر !
سأل عن نساء المنزل ، ليزف له الاخر خبرا غريبا بـ أن لا احد هنا فالجميع في المحكمة ،
محكمة !
إستدار نحو الامرأتين لتتدخل والدته محدثة الرجل الامني : يوووم يا محكمة ؟

لم يشأ أن ينشر غسيل أهل المنزل ، فـ ليس هذا واجبه بل إكتفى بقول : الحجية بس موجودة اذا تريدون تفضلوا يمها !

مجيئنا من أجلها يا هذا ، !
فكر هو في طريقهم للداخل عما يفعله الجميع في المحكمة ، لا يعلم إن كان موعد جلسة عبد الملك الرجل الفاسد هو اليوم ، فـ ما زال الوقت مبكرا ، بالإضافة لإن سرمد لم يزل راقدا في المشفى ، إذن من بقي من اصحاب المنزل غير والدة رفيقه و إبنة زوجها ،
يكاد التفكير يصدع رأسه !!
من المفترض أن لا يدخل منزلا لا رجل فيه ، و لكنه لا يأمن من هم هنا ، و لو لا إتصاله مسبقا على الجدة و تأكيدها بـ تواجدها لما جازف و أتى بأهله لهذا المكان المشوب بالجرائم ، و كإن جدرانه تضيق على من لا يعرف معنى الظلم و التجبر !

حينما دخلوا الصالة الرئاسية الفخمة وجدوها في الانتظار جالسة على الاريكة و أناملها المجعدة تتلاعب بـ غرز سبحتها الطويلة جدا ، تلك المكونة من ألف حبة !
لينا سبقت من معها لتتقدم لها بـ لهفة محتاجة : بيييبي

في محاولة لإستقامتها واقفة ثبتتها لين بكف حانية فوق كتفها لتردعها بلطف : لتقومين عيوني ،
ثم إنحنت قليلا لتعانقها بشوق حقيقي و ابتسامة لطيفة ترتسم بنظراتها بسبب الوجوم الواضح و المعتاد جدا من قبل هذه الصارمة ، تبادل الجميع سلاما و تهاني هادئة بـ عيدهم الغريب ، ليجلسوا بجلسة حميمية يفتقدها سكان هذا المنزل حتى بادر عمر بـ سؤاله عن صحتها : شلونج حجيية ؟ إن شاء الله زينة

زفرت بغيظ ثم إلتفتت نحو اللين لـ تجيب بصرامة : منين زينة ' من اين ' و اخوها الادبسززز ميجوز من سوالفه

هفا القلب حنينا لـ ذلك الـ مجرم ، لكنها تمالكت نفسها و تظاهرت بعدم الاهتمام ، فـ هو لم يهتم ، و لن يفعلها و عليها أن تفعل المثل !
لن تسامحه بعد ان قرر اللجوء بعيدا عن ارضه تاركها هنا وحيدة و كإنها لم تكن شيئا في حياته ، لن تفعلها !
و ان استغبت و سامحت فـ سوف تتذكر كل عيد فطر بأنه لم يتصل و لم يرد أبدا على إتصالاتها ، و هذا كفيل ببناء سد حصين فوق مشاعرها الاخوية المحمومة ، تذبذبت بها الحاجة نحـوه و لكن بوجود طوق عمر و والدته لن تحتاجه بعد الآن ، الكريه !

تدخلت الحنون بـ عطف بمحاولة بائسة لفك عقدة حاجبي العجوز : يا عيوني يا ام سلام ميخالف طاايش يجي يوم و يعقل

صرحت بـ ذات الغيظ : يا طااايش ام عمر فدوة لعينج ، إلي بقده جهالهم يركضون وراهم ، وهوة فايت بمشكلة طالع من اللخ

جملتها الاولى لم تكن كالكرام بمرورها ، فـ إقشعر جسد اللين حالما شعرت بـ إستقرار نظرات عمر عليها لـ أجزاء من الثواني ، لـ يتحدث هو باعدا عن الجو توتره : بيبي يمعودة عوفيه خلي يولي ، شيسـوي خلي يسوي فترة و يرجع لبغداد و ينجب

: لا ميرجع ، مو متعرف مصيبته الجديدة !

صمت ران في المكان حالما القت وابل قنبلتها بـ حدة : هوة هنا هسة و اخذ امه و بت عبد الملك للمحكمة ، رح يعقد على سارة و ياخذهم و يروح يستقر بأربيل

: شنووووو ؟؟

لا تعرف ا قدماها من ساعداها على الاستقامة ام ماذا ؟
جف حلقها رعبا و هي تلتفت نحو عمر متوسلته ان يقول شيئا ما ، أن ينكر قول الجدة ، هو هنا و لم يكلف نفسه عناء زيارتها او حتى مكالمتها هاتفيا ؟
يالـ قسوة طينته !
و ما الذي تقوله الجدة بشأن إبنة عبد الملك ،
لم يتزوجها ؟ بـ أي حق يفعلها وهو حتى الان لم يفك وثاق جلنار ؟ أم إنه قد فعلها و هي لا علم لها بالموضوع ؟
يا إلهي !
داهمها الصداع على غفلة لتستند على مركى الاريكة و من ثم تعود لتربض فوقها بـ عينين غائرتين بالمفاجأة التي عبر عنها عمر بـ : لا بيبي والله ؟ هااي شوكت ' متى ' هالحجي ؟ شوو مـ قال مـ حجى ؟ و شوكت اجة لبغداد ؟

بنبرة مغتاظة ردت : الصبح ، و رأسا اخذهم و راحوا ، هسة على جية ،
لتستطرق بسخرية مرة : إبقوا هلهلوا للعريس ' الهلاهل هي الاهازيج المنطلقة من النسوة اثناء الاعراس '

تدخلت ام عمر بـ تساؤل : زين هوة مو متزوج بت قاسم ؟

فعلا شر البلية ما يضحك !
إبنتا قاسم و عبد الملك ترتبطان بـ رجل واحد !!
يالسخرية الحال ، و كإن الشياطين تخر ارضا لشدة الضحك لكل ما يدور بـ حياة ذلك المندفع ،
هو من جمع بين عدوين ، بـ رباطين مقدسين !

علق عمر مجيبا والدته : والله شمدرينا يوم هسة يطلع مطلقها واحنة مندري

لـ تردف الجدة بلا رضا : لا ممطلقها ، ما ادري شديسوي بنفسه هالولد

لتعلق اخته بـ قهر : زيييين ليييش يريد يتزوج هااية ؟؟

بشفتين مزمومتين غيظا اجابت الجدة : يقول ابوها رح ياخذ الاعدام ياخذه ، و اخوها بالمستشفى و مطلوب هوة هم ، بس يقعد ياخذوه ، فالبيت مبيه رجال و ياخذها هية و امه و يروح

: و إنتتتييي ؟؟

هتفت بها لينا حائرة وجلة ، لتجيب هي بـ ذات القهر : أولي وياهم وين اروح لعد ، ما اعوفه وحده وهوة صاير نص مخبل ، دنشوف اخرتها وية ابن سعاد !

إلتف حول حنجرتها حبل سميك لتشعر بإختناق رهيب دفعها لطأطأة رأسها أرضا و فض الدموع التي تألقت في موقف حساس كهذا ، لم لا يشعرها احدهم بكونها من بني البشر المرتبطين بحياتهم سواء اعجبهم الامر أم لم يعجبهم ؟
لم كل ذلك الاهمال ؟
والله لم تخطأ حينما إختارت البقاء مع عمر و أهله !
فـ هم فقط من مدوا لها يد العون و صدر المحبة ،

شعرت بـ نبرة عمر تتضخم و كإنه يقاوم شيئا بداخله وهو يستطرق محدثا الجدة : و شوكت تروحون ؟

لـ تسخر الاخيرة بصدق : فد شووية ، هه مو دا اقلك تخبل رسمي انتوو مدتفتهموني

ضغطت بجسدها على الاريكة اكثر و هي تود أن تشق الارض و تبتلعها ، ما زال يرخصها بعين ذاتها ، الحقير ،
لو كان هنالك مخلوقا بلا قلب في هذه الدنيا لكان هو ،، سيفقدها صوابها ، يا إلهي

: وصل العريس !

إستدارت بسرعة نحو دبيب الاقدام القادمة من الرواق بالإضافة لـ إزعاج مصدره احتكاك العكاز في رخام الارضية ، لتقف عجلة فتتحرك نحو الاريكة المنفردة التي تجلس فوقها الجدة و تستقيم قربها رافعة برأسها في خيلاء مغرور و نية تسكنها لتهشيم انف الاخوة التي تجمعهما ، و بالفعل ماهي الا ثوان حتى ظهر من خلف الباب العريض لـ ترتسم الصدمة بأبشع صورها في الوجوه !
ليس وجهه بالتأكيد ،
حاله مرهب بذلك الرأس الخالي تماما من اي بروزات شعرية و العينين الغائرتين اكثر ترهيبا بالاخص بوجود تلكما الهالتين الرماديتين حولهما ،
إكتفى هو بـ نقل انظاره الساخرة بينهم ، توقع أن تتصل بهم الجدة فتطالبهم المجئ ، بل ارتفع عداد التوقع ليظن بـ أنها ستطلب من رفيقيه ان يوقفا امر زواجه المتهور حسبما تعتقد هي ،
نطق بالسلام هادئا ، متحاشيا النظر نحو جدته و من تقف قربها بـ كبر ، هي الاخرى لم تلقيه بالا ، بل انحنت نحو الجدة لتعانقها مودعة بـ همهمات هامسة و من ثم نقلت بـ أنظارها نحو الحنون لـ تستطرق بـ وجوم : ها خالة نروح ؟

صار الكون اضيق من ثقب ابرة ، و لم تجد ام عمر إجابة لها ، تعلم بإنها كقطعة كريستال تشوهت لكثرة الخدوش و الان فقط قد تهشمت بأكملها لتملأ الأرض بـ شفراتها الحادة ، لتكون مستعدة في تمزيق اقدام كل من يمر فوقها ،
و لكن ذلك الوضع لا يماشي ما ربت عليه ابناءها ، إن شد احدهم لابد ان يرخي الاخر كي يستمروا على نهج المحبة الاخوية ، فـ إكتفت بـ نظرة منها تذكرها بوجود اخيها ،
لـ تعلق الجدة : اوقفي .. دنشوف العريس مناوي يسلم على اخته ؟

لم تضعف لـ أي شئ ، بل تحركت مبتعدة و صوت نقير كعبها على الرخام ازعج الجميع : بيبي اني ما عندي أخ ، هوة واحد والله اخذه من زمان ، يللا خالة اني برا انتظركم !

و كإنه إهتم ؟
لا أحد يعلم !
إكتفى بالاحتفاظ بـ صمته ليجلس ببطئ على الاريكة مادا بـ ساقه اليمين حتى ابعد نقطة يصلها لـ يريحها من شد الحركة بهذا اليوم ، ليتلقى الاحاديث اللوامة من قبل الثلاثة المتبقين ،
لم يشأ أن يصرخ بهم ليصمتوا ، فـ يكفيه والله كل ما حدث بهذه الساعات ، لإنهم لا يدركون شيئا ، يظنونه ساديا متغطرسا و بلا قلب !
و هو بالفعل كذلك ، صقلت مشاعره بـ حجر صوان حتى صار كـ قطعة جمادية متحركة ، أو كـ روبوت آلي ينفذ ما تأمره به خلاياه العقلية من دون تردد او انصياع لأمر أخر ،
اليوم قدم نفسه قربانا لـ ستر فضيحة اهله ،
قربانا بمعنى الكلمة !!
هنالك و هو ينطق بالـ ' نعم ' داهمته رغبة مجنونة بالتقيؤ دما ، و لـ ربما لو فعلها لتقيأ أحشاءه كاملة بلا إستثناء ،
غطا المصيبة بـ ثوبه ، و إحتفظ برائحتها الكريهة في فوهات انفه ، لتلتصق بالشعيرات الصغيرة فيستنشقها بلا زفير حتى تتكوم في داخل الجسد و لربما ستفيض يوما !
الشئ الوحيد المؤثر في مشاعره هو حال تلك المغلوب على امرها ، ماشته في كل شئ خوفا و رعبا من غضب قد يفجره بوجهها فيسحقها به ، كانت مكسورة و ذليلة ، و الجرم يحيطها بهالة داكنة بسوادها
فـ حسبها الله وحده !

: علي قوم وراها لتخليني هسة اعوفلك البيت و امشي

صمت قليلا ثم أردف قاصدا رفيقه من دون ان يلقي بالا لتهديد جدته : مرتاحة يمكم ؟

لم يجيبه عمر و هو إسترسل : اني متأكد مرتاحة فـ يللا روحوا الله وياكم إحنة هم ورانا روحة !

يالوقاحتك !
بل قسوتك و عنجهيتك !!
ألم يفكر بـ أنها لربما اغشيت لشدة الجفاء الموجع ؟



؛



عجبي على حرفين قد سلبا وقاري
حاء حريق، باء، بتُّ في ناري
ماذا جرى لي نحول، غيرة، قلق
سهر، عذاب، جنون هز أفكاري
يا كاتم السرِ، كيف الحب أكتمهُ
فالطفلُ والشيخُ والجيرانُ والبلدُ
والشرق والغرب عرفوا كلَّ أسراري


كريم العراقي



رن هاتفه الذي اقتناه حديثا ليجده رقما مجهول الهوية و من خارج القطر ،
لو كان بمفرده لما فعلها و اجاب و لكنه يود الخلاص من كل هؤلاء عديمي الرحمة ، فـ قرر الانسحاب من دوامتهم من دون ان يعلم بأنه قد القى بنفسه بدوامة اكبر ،
فـ ما إن اجاب وصلته تحية من نبرة رجولية ليست بالغريبة ،
قليلا و اكتشف صاحبها لـ يختنق صوته بلا إدراك منه !!

ما الذي ارسلك الان يا هذا ؟
أ جئت تنبش بالمواجع بمحراثك الضخم ، إستبشر شرا فـ مواجعي لم تزل تحرث ذاتيا كل يوم !

: شلونك علي شخبارك ؟

: زين !

: احم ،، أدق عليك هواية متشيله ، خو ماكو شي بيك لو بالاهل لا سامح الله ؟

: لا

تنهيدة فقدان حيلة و من ثم : علي مخابرك و ادري انتة متريد تعرف عننا شي و لا تريد بيننا ارتباط ، بس والله العظيم اني اشوف الي دتسويه غلط ، علي مرتك يمناااا ، لازم تتخذ موقف ، لو تطلقها و تريحها لو ترجعهـ ـ

بحدة اجابه : أبو ليث هاي حياتي و محد اله حق يتدخل بيها

ليعلق الاخر بتفهم .. فهو على وعي تام بشدة مصاب هذا الرجل و هو اكيد بأن كل ما يفعله لا يستحق لومة اللائمين : أعرف ، والله اعرف ، بس لو مدنشوفها دتموت بين ايدينا جان مخابرتك ولا قتلك

إشتعل به موقدا من جمرات لظت بطانة الجوف ،
هربت منه زفرات محترقة و نظراته تشيح نحو الارض ليبتلع ريقا ممتلئا بـ طعم العار ، مالذي يفعله ؟ أ يفكر بها الآن و بحالها ؟
فـ لتمت او لـ تحترق ،
لا شأن له بها !

حقده السرمدي لم يخبو ، و لم يأفل نجم الكره من سماءه المعتمة بـ ادخنة الشر ، ليستنطقه الثأر الموءود فـ يجيب بحدة : أحسن حتى تذوقون الي ذقناه !

ويل قلبك يا حجر الصوان !
تود لهم أن يتذوقوا وجعك بها ؟
تريد لها الموت و انت من تدعو لها برحلة ابدية ؟
هل سـ يرتاح ثأرك حينها ؟
أ ستنحر رغبتك بالانتقام لو ماتت من اجلك شوقا ؟

أما إكتفيت بـ إمتصاص رحيقها باكمله حتى أذبلت اوراقها اليانعة ؟
ألم يقلل من حدة حقدك إنها من بعدك لم يتبق منها سوى حبيبات جافة مريضة من الرمان الذي كان بقربك أشهى الثمر و أعذبه طعما و لونا ؟

: هذا حجييك النهائي ؟؟ اذا مرايدها لعد بلا زحمة عليك ماكو داعي نطول السالفة ، احنة هسة بالاردن اني اسبوع الجاي راجع لبغداد عندي كم شغلة نتشاوف و عود نروح للمحكمة ثبت الزواج و بعدين طلقها و خلص الموضوع يا اخي

هبط شئ ما كان يستكين بـ مكان ما إلى بقعة ما ليست سوى الارض ،
الأردن ؟!
همس بـ إضطراب أنفاس و هو يحاول الوقوف بعسرة مؤلمة : كلكم هناك ؟

لم يجيبه لوهلة و من ثم اردف : أتوقع ميهمك هالشي ، و ما الومك و حقك ، صدق محد يقدر يلومك بس احنة هم محد يقدر يلومنا من نريدك تطلقها ، خوما تبقى طول العمر على هالحال ؟ هالشي مـ يرضي الله و بعدين كل واحد يشوف حيااته بعيد احسنلكم ، بس رجاءا دكتور سرع بالموضوع لإنو منريد عمي يتدخل تعرفه اذا تـ ـ

: مو بكيفك ولا بكيف عمك ، أعذرني بس قتلك هالشي خاص بية و محد اله حق يتدخل

أثار حنق الاخر ليردف بـ غضب : يعني شلووون ؟؟ تبقيها معلقة طول عمرها لا بسما و لا بقااع ؟ ترضااها لاختك ؟ اذا انته ترضاها فـ أحنة منرضاها لبتنا ، أعتقها و خليها تشووف حياتها

أي حياة تلك التي يتحدث عنها كل حين ؟!
أ تدخل طرف ما في حياتها ليجعلهم يودون انفكاكها منه بسرعة ليربطوها بـ أخر ؟
لم يمض سوى شهران !!!
هل أسرع الحقير بإستبدال ساعده الأيمن بأخر اكثر اعوجاجا و يودها أن تكون خاتما في احد اصابعه ؟
أم إنها هي من شفيت منه في ستين يوما و جاء وعد الخلاص ؟
منذ متى وهي هناك ؟
أوجدت ظالتها بعيدا عن ارض الوطن ؟
أ إستطاعت أن تبيع قلبها لـ أخر بعد كل ما مضى بينهما و حدث ؟
لن تتجرأ و تفعلها ، لن تتجرأ !
يعرفها غبية و هائمة في بحره هو ، و إن مر ستون عاما و ليس يوما لن تفتأ أن تنتظره هو ، و إن قررت التوقف عن الإنتظار سيكون حينها موعد الاجل ،

ما هذه الثقة التي تملأ رؤوسكم يا أبناء صفاء ؟
أ تعتقدون بـ أنهم خلقوا بعد عبادة الله لـ يكونوا لكم مجانينا ؟
أ تظنون بـ أن في دنياهم تتمركزون في اعالي الاهرام من دون منازع و لا منافس ، ؟
تبا لقلوبكم العنيدة ،

يود ان يخرج من هذا المكان حالا عله يستطيع حينها استيعاب الاقاويل السخيفة هذه و مجارات حقارة عبد الله !
و لكن الحركة بالنسبة له عصية الا بـ إستخدامه لـ عكازتين ، فـ أجبر على الرضوخ لـ حاله المعيق لكل عمل ينويه ، إستغفر بحدة لـ ينبه عليه الجميع ، علهم يفهمون و يرحلون !

قرر من على الطرف الاخر ان يتلاعب قليلا بـ أعصابه ، فـ نبرة متوجسة هربت منه بعد علمه بأمر السفر قد نورت سـراجا خفيفا وسط العتمة : بصراحة علي و بدون زعل البنية جاييها ناااس ، و إنته تدري موضوع زواجكم محد يدري بيه ، فيعني احنة فهمناهم انو هية متزوجة ببغداد بس منفصلة عن زوجها و حتتطلق بهاليومين و همة ماعدهم مشكلة ، لهذا خابرتك حتـى تستعجل علمود اول مـ العدة مالتها تخلص يتـ ـ

بطباع إحتدت لتصير بنهايات مشفرة تنحر رسغ العقل فـ تسيل أفكاره حتى يخلو من كل شئ سوى بقايا متيبسة توجس مهابة : شنووو هوة بكيف الخلفووكم تتصرفون ؟؟ هييية وينهااا ؟؟ يمممك ؟

: لا اني ببيتي

تريد أن تعتــد بعد طلاقها لتقترن بأخر ؟
أ يصدق هذه التفاهة ام يحرقها ؟
: هييية وين لعععد ؟؟

: ببيتهم

و كإن الاية قد قلبت ،
في بداية الاتصال كان هو من يستقصد تجريد حديثه من اي ذوق ، لتقلب الطاولة فوق رأسه و يتلاعب به عبد الله بطريقة قذرة !
تبا لهم !!
بـ زئير نطق غير مبالي لو كانت محاجر العالمين اجمع محملقة به ، فـ الآن هو لا يستنشق هواءا ، بل دخانا يتسرب من اذنيه ليعود فوريا لـ فتحتي انفه فيستقر بوسط الصدر : قللهاا خلي تشييل هالموضوع من بالها ، لإنو و الله العلي العظييم طلاق مرح اطلللق ، و عود خلي الكلب ابن الكلب ابوها يجي يكتلنييي و يرملها و بعدين خلي ينطيها للي يريده !

ثم اغلق الخط بوجهه و الصدر يعلو فيهبط بـ طريقة مرعبة ،الامرأتين تظاهرتا بالانغماس في حديث خاص بينهما ، رغم ان صدر جدته اشتعل رهبة !
لـ تهمس محدثة والدة عمر : هذولا اهل بت قاسم يمكن

: الله يهديه علي حيل عصبي

: قولي الله يعقله ، والله حيخبلني هالولد ، شيريد من البنية ليش ميطلقها مشبع منها مصايب و ظييم !

: حجية عيوني على كيفج لتعصبين انتي صحتج بلا شي هالله هالله ، عوفيه هسة بس تبرد ناره هوة وحده يطلقها

بتنهيدة احرقت جدران الحنجرة همهمت : إن شاء الله ، ياااارب ان شاء الله تهديه و ترجعله عقله

بينما رفيقه فـ إقترب منه حالما انزل الهاتف ليعلق : شكو ؟

: ماكو شي ، يللا روحوا عاد دنولي احنا هم

ثبتت نظرات عمر عليه لفترة ليست بالقصيرة ثم تنهد فاقدا لـ صبره : قوم امشي لبيتنا ، بس تغدا يمنا و الن هم يجي و عود بعدين اني ارجعك ، على الاقل شوية تغيير جو و تطلع من الي انته بيه

: ليييش منو قلك اني بيه شي

: علي اعصااابك

: الله ياااخذ علي و اهل علي و السااعة الـ ـ

: أستغفر الله العظييم ، إنتتتة شنو مـ تشبع عيااط و صيااح ؟؟ تدري فد يوم رح تنجلط

: يوووم عيد و اخلص منكم اي والله يصير عييد

نطقها وهو يستخرج من جيب قميصه علبة سجائره لـ يحرق شيئا ما غير نهايات خلاياه العصبية
ويلا لها لو فعلتها و انطلقت لـ تكمل حياتها حرة !
ليس هو من يدمروا له مستقبلا ليتموا ايامهم هانئين ،
كما حطمت حياة سارة و ستبقى معلقة بلا مصير طبيعي ستتعلق هي الاخرى بين جحيم و سعير ؛
لتصلى بالاول فـ تلظى بالاخر ،!
تبا لها و لابيها و لـه !

: زين قوم شوف اختك

: عمرررررر دخييييل الله عوووفني بحااااالي ، شلووون انتووو زمااايل متفتهموووون ؟؟؟ دا اقللكم ما ارييييد اشووف اححد و لاا احجي وياااكم اعتبروووني متت و فضووني من *** بروووحي اذا امووت !!


غضب يستعر به دفعه للانفجار بما لا يجوز
ليبتعد الجميع تاركيه بمفرده يلتهم اسطوانات السجائر احداها خلف الاخرى ، و غيظه لم يكبت و لم يقل وطأه !
لم يشعر الا و يده تمتد لاحدى العكازتين لـ يرفعها فيلقيها بقوة نحو النوافذ الواسعة امامه بعد ما تراءت له لمحة من ذات الشعر الشرقي ،
الحقيرة !
ترتحل هنا و هناك بلا خوف و لا قلق من جنونه ،
تقرر اتمام حياتها بعيدا عنه ؟
سـ يذبحها لو فعلتها ،،
إعتاد القتل و اصبح بالنسبة له امرا اعتياديا ،
و ما زال له في رقبة قاسم دين ، ما زال يطالبه بـ ابنته ، فـ هو من قتل له اثنتين
و لو استعسر الامر سيجعلها هي الحرة الاخرى ؛

لم يطفأ لهيبه بعد ،، إنتهت الاسطوانات جميعها و القلب ما زال محموما بالغيظ ، فقط لو يستطيع الوقوف بحرية و الانتقال لهدم بنيان هذا الراسخ بأموال من جحيم !
لربما احراق غرفته القبلية سيفي بالغرض ،
فـ بها قد رآها اول مرة لتقلب هناء حياته لـ جحيمها
اين هي منه الآن ،، تبا !
يود خنقها .. و الله يود خنقها و اشعال ما به من مواقد غل في كافة اجزاءها حتى تخر بين يديه خردة بالية متوسلته الرفق ،
اسند نفسه على عجل و الانفاس تتسابق فيما بينها و شعر بوخز عنيف بسبب شد خيط العملية و لكنه لم يهتم لو تفتق الجرح الغائر ، كل ما يهمه ان يصب بها جام غضبه و الآن و الا سيفقد صوابه !!

اعاد الاتصال على الرقم الاخير ليجيبه عبد الله بـ هدوء متفاديا اي احتكاكات شرانية ، ليبدأها هو حربا : اريد احجي وياهة و هسسسة

تنهد الاخر ثم اجاب : علي اسمعني ترة الشغـ ـ

: لا شغلة و لا *** .. قتلك اريييد احجي وياهة بسرررعة ، و لتقلي انتة مو يمهم بسرعة انطينيااها

: بس على كيفك وياهة ' عاملها بروية '

: عبد الله بسـرررعة

: انتظر شوية

و الـ ' شوية ' طالت لـ خمس دقائق كاد بها ان يلتهم لسانه لشدة الغضب ،، لا يحتمل
ما يشعر به والله لا يحتمل ، اليوم لم يكن اعتياديا البتة
العودة لبغداد
زواجه من امرأة شهدت جبنه و وضاعته
رؤية اخته بـ ذلك اللقاء المتكتل بجبال صمت و جمود
و اخرها رغبة تلك الحقيرة بالابتعاد !!!
و الله ليبعدن روحها عن الجسد لو حاولت عناده
سيصلها و ان هربت المريخ و ليست الاردن فقط !

تأوه بشدة لـ وجع فخذه المستجدي منه رحمة ، ثم عاد ليربض على مقعد كان قد ملئ بجسد عمر منذ قليل و الانتظار ما زال يقيد الصراخ بين طيات الحنجرة ،
فجأة شعر بـ أنفاس لاهثة تأتيه من مكان ما و تملئ الاجواء من حوله ، لا يعلم أ أنفاسها هذه ام انفاسه ؟
لا يعقل ان يحترق كله بسبب حرارة تصله عبر ازاحة شاسعة بين بلدين
من غير المنطقي و لا المعقول ابدا ،!

همس بـ حدة مستشيط الروح غضبا : تسمعيني ؟

لـ تتوالى الرصاصات الدامية لتخترق طبلته اليسـرى فـ قناته السمعية حتى تتسرب بـ استهتار لتصل ذلك المكان الغريب في اواسط الصدر ، بل يساره !
بكاء حاد و عويل امرأة ثكلت إبنها توا !
أفجعته و اخرست الكلام من بين شفتيه ،
إصطبر صمتا بليغا و الرغبة تكاد تكتم انفاسه لـ مواساتها على فقدانها لـ نجلها المفقود ، أو لـ قلبها المفقود بمعنى اصح ،
الم يكن يشتعل غضبا منذ دقائق ؟
ماذا حدث اذا ؟؟
أين تسربلت نيرانه ؟
أ صب احدهم دلوا من تراب في صدره و كتم حريقه ؟
أم إن دموعها الاخرى اخترقت المسافات لتأتيه بفيضان أخمد براكيينه المستعرة ؟

: عليييي ويييينك ؟

لا يعقل ان يضعفه صوت إمرأة ،
لم يحدث له أبدا أن يغور هكذا في الضياع لمجرد سماعه عويل حريمي ،
لم تفعلها واحدة و تجرده من مقاومته كما تفعل ابنة قاسم !
كيف أتته و عصفت بكل شريان و وريد له ؟
كيف إحتلت ببيادقها الحربية مراكزه الحيوية كافة لـ تترأس إمارة المملكة في الكبد ؟
نعم في الكبد !!
هاهو يشعر بها تتزحلق بين خلاياه بـ حرية و دموعها تغسله من دماه لتكون هي محوى مصبه و منبعه !
أين انا ؟
أو تسألينني يا إبنة قاتلي بـ اي ارض اكون ؟!

: عليييي تسمعنييي ؟

فقط كفي عن مناداتي ، كرهت اسمي و ربك !

: انتي وين ؟

قالها بهدوء لـ تصرخ به منتحبة من جديد ، و كإنها للتو صدقت بأنها تحادثه ، فـ عاد ليكرر بحدة : إنتي بالاردن ؟؟

: إيـ ـ ـي

: تريدين تتطلقين ؟

: علـ ـ

: جاوبييييني

: شصـ ـ ـايـ ـ

: إلي صاااير حضرتج نااوية تكملين حيياااتج الحقييرة و ناسية المصايب الي وقعت فوق راسي من وراج و ورة ابوج ، بس سمعيني يا بت قاسم الكلب ،
طلاااق ما رح اطلقج لو تموتين ، مثل مـ ابن عمج الله يحرقه بجهنم دمر سااارة فـ أني مستعد ادمرج ، و حدمررج و انسي شي اسمه حيااة ، إبقي طول عمرج هيجي ، و اذا متتي فبعد احسسن تخلصيني ، انسيني و لتنسيني ، تعرفين شنو يعني هالشي ؟ يعنيي بععععد لو تحترقين تموتين تنتحرين ما اريد اعرررف ، و نفس الشي لو اشتعل محد يقلج ، بس بنفس الوقت تنجبيين و تبقين بذمتي طوول عمرج ، سمعتتتي ؟؟

بنبرة ميتة وصله توسلها فـ خنق القلب بعقد شرايينه : تعااال اخذنـ ـ ـي !

كاد ان يفلت منه الهاتف
بل فلت فعلا
رحماك إلهي !!
أ لإمرأة كهذه رغبة على الخيانة و اكمال حياة من دونه ؟
عاد ليرفع بالهاتف من جحره و صدم بقطرات العرق التي تألقت فوق الشاشة ،،
جسده يدر عرقا !
بل يدر رغبة بـ تنفيذ طلبها
لكنها إبنة قاسم ،
انها ابنة قاتل اختيه
ابنة عم ناحر شرفه
ابنة الاعداء !
دماها ملوثة بهم ،
تفجر شئ ما بـ قمة رأسه ، ليعبر عنه بـ خيط رفيع أبيض لا يكاد يرى و لن يرى حتى وقت أخر !
شئ سيملأ صدغه قريبا ، فـ الهم إن تكوم سيتفجر لا محالة ، و الخيوط البيضاء أفضل من الحمراء على كل حال !

: عليييي تعااال اذا مو لخاطري لخاطـ ـ ـ

: لخااطر الله عوفيييني بحاالي ، لتنتظرين مني شي ، علي مـ رح يقدملج شي للموت ، لتلعبين علية و لا على نفسج ، إحنة بيناتنا ماكوو حيااة ، تبقين بنظري بت قااسم ، قاسم الي كتل خوااتي ، تبقين بت عم النقس الي اغتصب شررفي ، فكري بيها و تعرفين انو بيني و بينج كل شي مستحيييل ، بيني و بينج الحياة تمووت

: أكووو والله اكو بييناا اكبرر من الحيااة ، علييي بيناتنـ ـ

يجب أن تصمت قبل أن يغرق بعرقه ، عليها أن تخرس قلبها قبل ان تستنطق كبده المغروس بانصال مسننة من مئة سهم و رمح ، و إن كان لابد أن يمزقها بـ أحد السهام ، فـ مرحبا بها لتكون ضحية لـه من جديد : اني تزوجت !!!









طِالَ البعادُ وقلبي ليسَ يَحتَمـِلُ

ما عادَ لي في الهَوَى مِن بُعْدِكُمْ أَمَلُ

لَمٍ يَبقَ لي هاهُنا مِن بَعْدِكُمْ إلا ..

طَيْفٌ جَميلٌ بِهِ عَينايَ تَكْتَحِلُ

ذِكرَياتٌ إذا مَرَّتْ بِخاطِرَتي .. و

هَزَّتْ كِياني ، كَأنَّ الأرضَ تَنْفَعِلُ

وَنَسْمَةٌ حُلْوَةٌ تَأتي بِرائحَةٍ

مِنَ الرُّبوعِ تُذَكِّرُني بِمَنْ رَحَلوا

لَنْ تَستطيعَ سِنينُ البُعْدِ تَمنَعُنا

إنَّ القُلوبَ بِرَغْمِ البُعدِ تَتَّصِلُ

لا القَلبُ يَنسَى حَبيبًا كَانَ يَعْشَقُهُ

ولا النُّجومُ عَنِ الأفْلاكِ تَنْفَصِلُ

كُلُّ القَصَائِدِ قَدْ تَحكِي حِكايَتَنا

أنَا مَا أَضَفْتُ جَدِيدًا لِلذي فَعَلُوا

لَكِنَّ صِدْقي سَيَبْقَى العُمْرَ يَغْفِرُ لِي

بَاقٍ أُحِبُّ إلَى أَنْ يَفرغَ الأجَلُ


عبد العزيز جويدة



.
.
.


لنفترق قليلا..

لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي

وخيرنا..

لنفترق قليلا

لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي

أريدُ أن تكرهني قليلا

بحقِّ ما لدينا..

من ذِكَرٍيات غاليةٍ كانت على كِلَينا..

بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..

ما زالَ منقوشاً على فمينا

ما زالَ محفوراً على يدينا..

بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..

ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..

وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي

بحقِّ ذكرياتنا

وحزننا الجميلِ وابتسامنا

وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا

أكبرَ من شفاهنا..

بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا

أسألكَ الرحيلا

لنفترق أحبابا..

فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..

تفارقُ الهضابا..

والشمسُ يا حبيبي..

تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا

كُن في حياتي الشكَّ والعذابا

كُن مرَّةً أسطورةً..

كُن مرةً سرابا..

وكُن سؤالاً في فمي

لا يعرفُ الجوابا

من أجلِ حبٍّ رائعٍ

يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا

وكي أكونَ دائماً جميلةً

وكي تكونَ أكثر اقترابا

أسألكَ الذهابا..

لنفترق.. ونحنُ عاشقان..

لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان

فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي

أريدُ أن تراني

ومن خلالِ النارِ والدُخانِ

أريدُ أن تراني..

لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي

فقد نسينا

نعمةَ البكاءِ من زمانِ

لنفترق..

كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا

وشوقنا رمادا..

وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..

كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري

فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير

ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير

ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..

يا فارسي أنتَ ويا أميري

لكنني.. لكنني..

أخافُ من عاطفتي

أخافُ من شعوري

أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا

أخاف من وِصالنا..

أخافُ من عناقنا..

فباسمِ حبٍّ رائعٍ

أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..

أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا

وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا

أسألك الرحيلا..

حتى يظلَّ حبنا جميلا..

حتى يكون عمرُهُ طويلا..

أسألكَ الرحيلا..

نزار قباني






؛

إن كنت ذات بطش ، ما كنت ناحرا عنقي ؛
و لكن ضعف حواء
عشق حـواء
قلب حـواء مأسـاة
!!

تبعثرت الاحرف من خلف قضبان فولاذية لـ زنزانة فردية و موحشة اطبقت فجأة امام اظلعها ، لـ تحتجز قلبا مكللا بالجراح المستهدفة كل زواياه ، فـ يترك من بعدها كـ مهووس قد دلف توه خنكة المجانين ،
ثقلت أنفاس العمر ، و إنعدم هواء الفضاء أكمله ، فـ لم يتبق ما يذكر منها ، سـوى جسدا قد فورق من قبل بقية الأمل الذي كان يملؤه بإنتصاف مع الروح !
لم تزل الروح قابعة في محلها ، فـ لم يعد بعد وقت الرحيل الأبدي ، و لكن الامل يعاني إحتضاره قريبا من أنفها ، يود أن يلاقي دفعة إصبع كي يعود لها من جديد فيزيح الروح قليلا عن موضعها و يتخذ تشعباته في الجسد الخائرة قواه عله يبث به تمسكا في الإنقياد للحياة !
هذه حواء ،
مكسورة و ضعيفة ، و ما زالت تنتظر منك تتمة لـ غرسك السكينة في خاصرتها ، يا أدمها .. بل تنتظر منك تراجعا !
كـ إخراج نصلك مثلا و الاعتذار بقبلة على الجبين
أو من دون إعتذار ، لا يهم .. يكفيها أن تقول إنتظري
لم أنوي أن تكوني أنتي المغتالة
أردتك ان تشهدي قتلي لـ أبن عمك و فقط !!

' آه '

هاهو رحمها يتقلص فـ ينقبض بإستماتة ، لتهرب من فاها المنتفخ بعبراته حـروفا تتعثر بين الشفتين : شنـ ـ ـو ؟

بعد صمت طال و طال ،
وصلها رده الهادئ الساخر و كإنما هنالك زر ما قد ضغط ليطفئ به إشتعالا كاد يشوي اعصابه منذ ثوان طوال ! : تـزوجت

: شلـ ـون ؟

: مثل ما العالم يتزوجـ ـ

: شنوووووو يعني تزووجت ؟؟؟

: يعني تزوجت !

: علـ ـ ـي

فجوة كبيرة تلك الفاصلة بين الصمت و البوح ، ليعترف بـ نبرة مبحوحة : قتلج .. كل الي بيننا غلط في غلط ، و الي ردته حصلته منج و حوبتج طلعت بية بسـرعة .. و اعتبريني موافق على الي تريديه ، حتى اذا تريدين تتطلقيـن فـ ـ ـ

: تزوووووجت شنووو يعننننيييي ؟؟

: صوووتج لـ تعليييه

: انتتتة مو بشررر طبيعي ، أصلااا مو بشرر ورة كل شـ ـي صـ ـار و سـ ـ ـويته بيه حتكمممل حيااتـ ـك

آه على تلكما غصتين احتجزتا قهرا بين حبال مشتدة لتقترب من الانقطاع ، شهقاتها مرة ؛ كـ مرارة زقوم دنيوي فاخر الصنع و الجودة ، شاء تعذيبها فـ فعل
ود تمزيقها فـ ابهرها في العمل
و ها هي مصيبته تكتمل بـ زواجه من اخرى
والله يا علي لـ أذيقنك من ذات زقومي ،
تبا لك و لـ قلب أخرس العقل و اعماه !
سحقا لـ كل قول يمتهن الكرامة في سبيل الحب ،
فالحب يا سيدي و إن عظم لابد أن يرتدي وشاحه الكبريائي و إلا سـ يصيره الصعيق لأشلاء مبعثرة !
و أنت بعثرتني ، و شتتني و تركت بي جسدا مشوها بك ،
آه يا سمي الغالي ،
ذاك الفريد و الغير متوافر في أي معجم غير معجم ضعفي !
ذاك الذي لطالما إنتشر بأجزائي من منابت الشعر حتى مواطئ القدمين !
لم تعد ترويني و لن تفعل ، و سترى منذ الآن كيف يكون هدم ناطحة سحاب الضعف الذي بنيته بيديي هاتين لأجلك
و إستبداله بـ ناطحات كواكب و أقمار ، ادوارها تتناوب بين عزة و خيلاء فـ كبرياء !
فـ طابوقي سيكون اشلاءا من كرامتي التي هدرتها لاجلك مرارا
و مياهي سـ تكون دموعا لن افصح عنها إلا خفاءا فـ لن اعدك بعدم الانتحاب ، فـ أنا أضعف من ذلك و اعترف ، و لكني سـ أرثيك سرا يا غالي ، سرا بيني و بيني
و عجينة البنيان ستكون سنينك يا علي !!
لم تقدر إستسلامي رغم حيلتي
و لا عشقي رغم كيدي
لم تقدر يوما زهرة رمان كانت حبيباتها تتناثر منك اثناء تناولك إياها بنهم ، لتعتصرها بين فكيك فـ ترتوي بماها ، ثم تبصق بقاياها بـ إزدراء !
كإن مهمتها بـ سقي جفاف ريق الانتقام قد هلت و افلت !
و ها هو نجمك عندي بات يهدد بالافول و بت أنا و امنيات الفؤاد نراقب من على شرفة الجراح ذلك السقوط المبهج ، ذاك الذي يهبط بك قاع القلب ، و يرفع برأسي حتى سقف الإعتزاز بالنفس
و لو بعد اوان قد فات و ولى !!


لا تعلم من اين جاءت بطاقة جعلتها تستسهل الاستقامة قرب نافذة غبية ، كانت يوما ما سببا في مراقبته ، و كشف ستر فضيحة العشق الممنوع من رؤية الجماهير ،

: انتظر منك طلاقي ، حتى تخلص من بت قاااسم ، و تخلصها منك .. و انتة ادرى انو اني اقدر اتطلق ببساطة بدون علمك ، بس ...... حطيت تقدير للعشرة الي بيننا

نطقـت حبيباتها المتقاذفة من دون تلكأ أو توتر ، لكنها لم تفتأ أن تتصاحب بـ عبرات منقطعة تارة ، و متصلة أختها لا علم لها ما هي فاعلة بـ صدر رجل إعتاد أن يكون مركزا لـ قوات جيش من المرتزقة ، محتجزين خلف ظلوع عوجاء كادت ان تتكسر لقبضات الاعتراضات المندفعة من قبل أجسادهم الضخمة ، أعلنوا العصيان و التمرد عليه !
و هو لم يكن امامهم سـوى السامع الاصم !!
فـ ليعصوا و لـ يصرخوا و لـ يرفضوا ،، فبالنهاية لا غيره مسؤول هنا ، و لا افراج سـ يصدر بحقهم و إن تناول احدهم الاخر بشراسة رباهم عليها

حطمت ذلك الصمت الرصين الذي اتبع جملتها بـ حسرة أنثى مغتالة بـ زناد حبيبها : علي طلقني دخيل الله ، حيـ ـ ـل بعـ ـد ما بيـ ـ ـة

: هه حيل ما بيج لو حضرتج ناوية تجددين حياتج وية هذا الي خااطبج

تغضن جبينها لتكفكف دموعها مصدرة أنات لها من الأثر أعمقه في نفسه المصلوبة في ساحة اعدام الذات منتظرا منها ما يقال لـ ينزل ثقله ارضا مرتبط العنق بـ وثاق من مسد !!

لكنها كما هي دوما ، له و لأفكاره السلبية صادمة ، فـ أفحمت فيه رغبة في التقيؤ حالما إستجابت لسخريته بـ أكبر : لا أبشررك ، الرياجيل الي شفتهم بحياتي خلوا عندي مناعة حصينة ضد كل رجال بالدنيا ، هذا اذا بعد اكو رياجيـل

لا يتناهى لها منه سوى انفاسا غير منتظمة !
و من ثم تنهد بـ طولة بال ليست من شيمه البتة ، ليردفها بـ : ابو ليث قال رح تجون لبغداد

: بس هوة يجي

: تعالي وياه

تقوس فمها اسفلا و تقطرت منها الدمعات اللؤلؤية لتتماسك قهرا و نبضاتها تكاد تفجر بها ذلك المسكين الممزق من كل جانب ، ليكمل هو بذات الاسلوب : لازم نثبت العقد اول حتى نتطلـ ـ

بالتأكيد يجب ان يحدث هذا الامر ، ليس من اجلها و انما من اجل بضعته النابتة بين احشاءها ، يجب أن يكون وجوده مشرفا ، لكنها استسهلت ان تتلاعب به ولو قليلا ، فـ تلميذة كسولة هي في حضرة استاذيته القهرية : ميحتااج نثبته ، طلقني بكلمة وهاهية ، قتلك .. مناوية اذب نفسي بمصيبة رجال ثاني ،، اناني و حقيييير و نذل ، لإنوو الرياجييل كلهم انذااال كلهم حقراء و انانييين !

لم تكن يوما هكذا ،
لتعصف به وجدان القلب من خلف مساحات البعد ،
ود لو بإستطاعته إختراق سماعة الهاتف فقط لـ يحتضن بها وجعا إستنطق منها حروفا بائسة حد الانهيار بعد ان عادت لتتوسله : مـ تزوجت انتة ،، أني متأكدة !

عودتها لذات النقطة اكدت له بأنها قد تعيش اوهاما من اللا اعتراف ، نحرت به حبل الصبر ، ليـدر عليها بـ كلام نادر ، كعادة هذه المكالمة المحملة بالمفاجئات : قتلج ماكو بيننا حيـ ـ

لتصرخ به بحدة فتقاطع ما ينويه من إستغلال لعطف امومتها و انوثتها تجاهه : اييي اعررف ماكووو ، و لا رح يصييير ، و لو بعد ميية سنننة تبقى انتة كتاااال ابن عمييي
تبقى سبب الجفااا الي بيني و بين ابوييية ،،
تبقى تربيية عبد الملك ،
تبققققى حقيييـ ـ ـ
آآآآآآآه علييييييي اكرررررررررهك
اكرررهك حيييل ،،اكرررهك لاانووو وجعععت قلببيييي
ذبحتنننييي ،، ليييش هييجي تسووي بيية انيي شسوويتلك ؟
فهمننييي شسوويييتلك ؟؟
عليييي والله حراام علييك ، رح تتأذى ، عمررك كله رح يصييير اسوود لانوو ظلمتتنييي ،، حييل ظلمتتنييي .. و هسسة غصبااا ما علييك تطلقنيي و تعوفني افتهم حيااتي الباقية و اعيشها مثل ما ارييد ، أتزوج احترق انتحررر انتة معلييك
مو تزووجت انتة ؟ خلص اني هم يحقلي
و قتلك .. اذا مسويتها انتة و طلقت فـ أني ما ابقى على ذمتك و اتطلق منننك غيااابييي و تدري هالشي اقدر له

ران صمت طويل ، ليبتر بـ نبرة ليست بنبرته ،
و إنما بـ صوت إنقطاع الخط بوجهها ، لتعبس بشدة و الدمعات تنهمر على الخدين لتفلت الشهقات متصلة بغير ذي انفكاك فيما بينها ، حتى تسلسلت اعراضها الكريهة التي لا تفتأ أن تذكرها بـ حقارة رجل اصبح لها بين العالمين الكون بأسره ،
فـ دوار و غثيان إن إجتمعا مع صراخ و عويل ،
لن تكون حينها النتيجة مرضية البتة
أبدا !!
ستنساه ، ستقتله بها و إن اضطرت لقتل جميع المشاعر البشرية التي تملأها ، ستستل منها السم ،
لتنقي تلوث جسدها من مصائبه بـ عملية غسيل دموي و عضوي ، ستتنقى منه إن شاء الله ، فـ لا تحتمل ان تبقى ملطخة بأثاره بعد ما فعله !
علي لا يستحق ان يكون مالك عرش القلب و مدبر شؤون توزيع الدماء على الاعضاء ، تلك الدماء المسمومة به ، فهو غير عادل ، لطالما كان بحقها ظالم متجبر و متعد ، و لطالما عفت و غفرت و قدمت ذاتها فداءا !
و لكن هيهات أن تعفو او تغفر او تصفح بعد أن إختار لها بديلة في غضون شهرين ،
هيهات أن تكون طعنته هذه المرة مقبولة !
هيهات أن تبقى هي ذاتها




إن كنت صديقي ساعِدني
كَي أرحَلَ عَنك..
أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني
كَي أُشفى منك
لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً
ما أحببت
لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً
ما أبحرت..
لو أنِّي أعرفُ خاتمتي
ما كنتُ بَدأت...
إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني
أن لا أشتاق
علِّمني
كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
علِّمني
كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
علِّمني
كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق

*

إن كنت تقياً .. خلصني
من هذا السحر..
إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني
من هذا اليَمّ..
فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم
الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق
وأنا ما عندي تجربةٌ
في الحب.. ولا عندي زورق..
إن كنت أعز عليك .. فخذ بيديّ
فأنا عاشقةٌ من رأسي .. حتى قدميّ
إني أتنفَّسُ تحتَ الماء..
إنّي أغرق..
أغرق..
أغرق..

نزار قباني



.
.
.








تَرْحالُكِ شَيءٌ يَتَجَدَّدْ
ولِقانا شَمسٌ غائبةٌ
في رَحْمِ الغَيبِ ولَمْ تُولَدْ
أنا قَلبي مَوْقِدُ أحزانٍ
ودُموعُكِ زَيْتٌ تَسكُبُهُ ..
عيناكِ على نارِ المَوْقِدْ
قد عِشتُ أخافُ أُوَدِّعُكِ
أو يوَمًا حُلمي يَتَبدَّدْ
وبِرَغمِ الخوفِ تَفَرَّقْنا
ورَحَلْتِ أيا حُبي الأوحَدْ
مازِلتِ حَريقًا في قلبي
حُبًا ومَشاعِرَ تَتوقَّدْ
لِمَ لا تَبقينَ وأنتِ العُمرُ
وحُبٌّ في قلبي غَرَّدْ
يا أعظمَ حبٍّ أعطاني
قلبي وهَواكِ على مَوْعِدْ

***

تَرحالُكِ ضَيَّعَ أيَّامِي
إن ضَاعَ العُمرُ فَهلْ يَرجِعْ ؟
أنا أسألُ نَفسي أحيانًا
مَنْ فينا ضَاعَ ، ومَنْ ضَيَّعْ ؟
أنا بَعدَكِ حُلمٌ مَجروحٌ
أنا نَهرٌ تاهَ عَنِ المَنبعْ
سُفُني في عَينِكِ راحلَةٌ
تَنتظرُ وَداعَكِ
كي تُقلِعْ
مازلتُ أخافُ أُوَدِّعُكِ
وأخافُ عُيوني
أنْ تَدْمَعْ
قد يُطفئُ دَمعي نِيرانًا
تأكُلُ في القلبِ وفي الأضْلُعْ
أو يَغرَقُ طيفُكِ في دَمعي
أخشى إنْ راحَ
فلا يَرجِعْ

***
تَرحالُكِ شيءٌ يَتجدَّدْ
ولقاؤكِ حُلمٌ أرصُدُهُ
في أٌفْقٍ تاهَ عنِ المَرصَدْ
يا وجهًا يَسكنُ في قلبي
يا ألفَ حِصارٍ في دَربي
أنتِ الأيامُ بأجمَعِها
أجملُ أُغنِيَةٍ أسمَعُها
وحديقة ُحُبٍّ أزرعُها ..
بمَشاعِرِ شَوقٍ
تَتولَّدْ
قد نَرحلُ يا عُمري الأوحدْ
أو نُصبحُ في يومٍ أبعَدْ
لكني مازِلتُ أُؤكِّدْ
إنْ نَفَدَتْ أنهارُ الدنيا
حبِّي أنهارٌ لا تَنْفَدْ




رمى بالهاتف على الاريكة بقربه ، لياخذ من مسندها مركى لـ رأسه المثخن هما و غضبا فـ ضيق !
حمامة حياته قررت أن تتخذ من الفضاء موطنا لها بعد ان وجدت ان قفصه المتعفن برائحة الدماء لا ينفع لـ معيشة الاوغاد ، فكيف بها وهي الباحثة عن السلام ؟!
فـ لا إهتمام و لا عناية بل فوق تلك اللا ،، كل انتقاص للانسانية ،
أشقاها لأنهم اشقوا به الروح
نحرها لـ نحرهم عرضه امام عينيه الحقيرتين !
شق جيب قلبها و إستخرج منه دماءه لحقد يسكنه منهم !!
كبش فداء لهم كانت
و مصدر تنفيس له !
حتى حان وقت الرحيل ،
عليه ان يفك قيدها و لترتحل بذكراها بعيدا ،
هي محقة ،،
و عبد الله محق ايضا !
بل الجميع محق ، فـ هم يفكرون بـ عقولهم الحاضرة ،
أما هو فـ ذهنه ما زال متوقف هناك ، حيث انتحار العزة
كل ما يفعله هو تكبير كرة الاخطاء يوما فـ أخر ،
آه على وجود لـ أنثى هزمت له رصانته الجدراية !
جعلته يخشى أشياءا ما كانت بحسبانه ابدا ، يخشى ان يفقدها ، نعم يعترف ،
لا يريد ان يمتنع عن حز سكين الحنين و قطع عنق الشوق !!
متعة و لذة لا يجدها الا حينما تراق دماء الشوق السالب لإعتزاز الرجال .. و عقول النساء !

إن ودت الانفكاك كما تزعم ، سيفعلها ،
سيتركها ،
ليس من اجلها هي ، فـ ليس هو من يقدم غيره على ذاته
بل من اجل أن تحزم حقائبها و تغادره بأسرع وقت ممكن ،
فـ مكوثها أرق
و وجودها البعيد اشبه بالحرق
لكم يشتاق أن تكون امامه ، يحيطها بذراعيه و يكون لها موطنا نفاها منه بغطرسة شرقية !
ليصفع وجهه ندما على ذلك الشوق
فيطأطأ الحب رأسه معلنا ضعفه ،
لـ يلكز خاصرته بأنامل العشق المكتوم ، ذاك الذي لا يقاوم ، و لكن هو الاخر لا يأت بنتيجة ترجى مع متصلب الرأس و العقل !
فهو لن يزل متأكدا بـ أن البعد هو الافضل
و الانسب
و الأجمل !
فـ لا حكايا تجمع بين الـ علو و الدناءة !
لا رابط بين علي و قاسم ،
سيمزق صدره إن عادت له امنيات الشوق تلك ، حتى يستبيح دم الذكرى ، فيدفنها بقعر الروح
و ينساها هناك .. حتى ان يحل الأجل المنتظر !






تغيبين عني..

وأمضي مع العمر مثل السحاب

وأرحل في الأفق بين التمني

وأهرب منك السنين الطوال

ويوم أضيع.. ويوم أغني..

أسافر وحدي غريبا غريبا

أتوه بحلمي وأشقى بفني

يولد فينا زمان طريد

يحلف فينا الأسى.. والتجني..

ولو دمرتنا رياح الزمان

فما زال في اللحن نبض المغني

تغيبين عني..

وأعلم أن الذي غاب قلبي

وأني إليك.. لأنك مني

* * *

تغيبين عني..

وأسأل نفسي ترى ما الغياب؟

بعاد المكان.. وطول السفر!

فماذا أقول وقد صرت بعضي

أراك بقلبي.. جميع البشر

وألقاك.. كالنور مأوى الحيارى

وألحان عمر تجيء وترحل

وإن طال فينا خريف الحياة

فما زال فيك ربيع الزهر

* * *

تغيبين عني..

فأشتاق نفسي

وأهفو لقلبي على راحتيك

نتوه.. ونشتاق نغدو حيارى

وما زال بيتي.. في مقلتيك..

ويمضي بي العمر في كل درب

فأنسى همومي على شاطئيك..

وإن مزقتنا دروب الحياة

فما زلت أشعر أني إليك..

أسافر عمري وألقاك يوما

فإني خلقت وقلبي لديك..

* * *

بعيدان نحن ومهما افترقنا

فما زال في راحتيك الأمان

تغيبين عني وكم من قريب..

يغيب وإن كان ملء المكان

فلا البعد يعني غياب الوجوه

ولا الشوق يعرف.. قيد الزمان




فاروق جويدة
.
.
.


نهايةْ الإدانَة الثآنية عَشرْ

حُلمْ

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أبرياء حتى تثبت إدانتهم . للكاتبة حلم يعانق السماء, لحنا, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, اأبرياء, الشلام, العراق, تثبت, حلم, روايه عراقيه ., عمر, إدانتهم, قصص و روايات
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t174653.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
‫ط´ط¨ظƒط© ظ„ظٹظ„ط§ط³ ط§ظ„ط«ظ‚ط§ظپظٹط© - ط£ط¨ط±ظٹط§ط، ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط§ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ..‬‎ - YouTube This thread Refback 14-09-14 01:34 AM
ط±ظˆط§ظٹط© ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ظ‡ ظ…ظ† ظˆط­ظٹ ظ‚ظ„ظ… ط§ظ„ط§ط¹ط¶ط§ This thread Refback 17-08-14 02:24 AM
ط±ظˆط§ظٹط© ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ظ‡ ظ…ظ† This thread Refback 10-08-14 11:27 AM
ط±ظˆط§ظٹط© ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ظ‡ ظ…ظ† This thread Refback 03-08-14 11:52 AM


الساعة الآن 06:33 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية