كاتب الموضوع :
حلمْ يُعآنقْ السمَآء
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم
ما إن وصلوا المنزل المهجور منذ مدة نزلت هي مسـرعة قبل والدته ، لتقف بالقرب من السيارة بـ تيه !
لم تدخل هذا المنزل سوى ثلاث مرات ، في أيام عزاء أختي اخيها رحمهما الله ،، لا تعرف به احدا و لا تنوي ان تتعرف ،، مجيئها خصص لـ رؤية الجدة فقط ؛
إكتسبت ثقة اكبر حالما جاورتها حماتها بـ بسمة بشوشة تنير وجهها السمح ، ليترجل هو من مكانه بعد أن أطفأ محرك السيارة فيملأ الفرع السكني بحضوره بالنسبة لها ، حبست أنفاسها بداخل الرئتين ناقمة ، تكاد تجن من هذه المشاعر الغبية التي لا تكاد تتركها من دون تدخلات أغبى في اعظم المواقف !
تقدمهم ليضغط فوق جرس باب المنزل العظيم ببنيانه ' و العظمة لله وحده ' ، و لم يطل الامر كثيرا حتى سمع نبرة رجولية شديدة تتحدث في الـ ' إنتر فون ' متساءلة عن القادم ، رغم كرهه لهذا المنزل و ساكنيه إلا إنه يحب الجدة بالفعل و يود رؤيتها و الإطمئنان عليها ، و الحبيبة ايضا تكاد تحترق شوقا لمقابلتها و بالطبع لن يبخل عليها بتحقيق هذه الامنية ؛
كان في نيته أن يأتون سلفا ، و لكن إنشغالهم في خطوبة شقيقته حال دون مجيئهم في ايام العيد ، ليقرر اليوم إصطحابها مع والدته ، لم يطل الانتظار اكثر من دقيقة ليشرع الباب الالكتروني و يظهر من خلفه احد الحراس الامنيين الذي ما إن رأى الضيف تعرف عليه فقد زارهم من قبل مشبعا بالجنون مع الجدة و رجل اخر !
سأل عن نساء المنزل ، ليزف له الاخر خبرا غريبا بـ أن لا احد هنا فالجميع في المحكمة ،
محكمة !
إستدار نحو الامرأتين لتتدخل والدته محدثة الرجل الامني : يوووم يا محكمة ؟
لم يشأ أن ينشر غسيل أهل المنزل ، فـ ليس هذا واجبه بل إكتفى بقول : الحجية بس موجودة اذا تريدون تفضلوا يمها !
مجيئنا من أجلها يا هذا ، !
فكر هو في طريقهم للداخل عما يفعله الجميع في المحكمة ، لا يعلم إن كان موعد جلسة عبد الملك الرجل الفاسد هو اليوم ، فـ ما زال الوقت مبكرا ، بالإضافة لإن سرمد لم يزل راقدا في المشفى ، إذن من بقي من اصحاب المنزل غير والدة رفيقه و إبنة زوجها ،
يكاد التفكير يصدع رأسه !!
من المفترض أن لا يدخل منزلا لا رجل فيه ، و لكنه لا يأمن من هم هنا ، و لو لا إتصاله مسبقا على الجدة و تأكيدها بـ تواجدها لما جازف و أتى بأهله لهذا المكان المشوب بالجرائم ، و كإن جدرانه تضيق على من لا يعرف معنى الظلم و التجبر !
حينما دخلوا الصالة الرئاسية الفخمة وجدوها في الانتظار جالسة على الاريكة و أناملها المجعدة تتلاعب بـ غرز سبحتها الطويلة جدا ، تلك المكونة من ألف حبة !
لينا سبقت من معها لتتقدم لها بـ لهفة محتاجة : بيييبي
في محاولة لإستقامتها واقفة ثبتتها لين بكف حانية فوق كتفها لتردعها بلطف : لتقومين عيوني ،
ثم إنحنت قليلا لتعانقها بشوق حقيقي و ابتسامة لطيفة ترتسم بنظراتها بسبب الوجوم الواضح و المعتاد جدا من قبل هذه الصارمة ، تبادل الجميع سلاما و تهاني هادئة بـ عيدهم الغريب ، ليجلسوا بجلسة حميمية يفتقدها سكان هذا المنزل حتى بادر عمر بـ سؤاله عن صحتها : شلونج حجيية ؟ إن شاء الله زينة
زفرت بغيظ ثم إلتفتت نحو اللين لـ تجيب بصرامة : منين زينة ' من اين ' و اخوها الادبسززز ميجوز من سوالفه
هفا القلب حنينا لـ ذلك الـ مجرم ، لكنها تمالكت نفسها و تظاهرت بعدم الاهتمام ، فـ هو لم يهتم ، و لن يفعلها و عليها أن تفعل المثل !
لن تسامحه بعد ان قرر اللجوء بعيدا عن ارضه تاركها هنا وحيدة و كإنها لم تكن شيئا في حياته ، لن تفعلها !
و ان استغبت و سامحت فـ سوف تتذكر كل عيد فطر بأنه لم يتصل و لم يرد أبدا على إتصالاتها ، و هذا كفيل ببناء سد حصين فوق مشاعرها الاخوية المحمومة ، تذبذبت بها الحاجة نحـوه و لكن بوجود طوق عمر و والدته لن تحتاجه بعد الآن ، الكريه !
تدخلت الحنون بـ عطف بمحاولة بائسة لفك عقدة حاجبي العجوز : يا عيوني يا ام سلام ميخالف طاايش يجي يوم و يعقل
صرحت بـ ذات الغيظ : يا طااايش ام عمر فدوة لعينج ، إلي بقده جهالهم يركضون وراهم ، وهوة فايت بمشكلة طالع من اللخ
جملتها الاولى لم تكن كالكرام بمرورها ، فـ إقشعر جسد اللين حالما شعرت بـ إستقرار نظرات عمر عليها لـ أجزاء من الثواني ، لـ يتحدث هو باعدا عن الجو توتره : بيبي يمعودة عوفيه خلي يولي ، شيسـوي خلي يسوي فترة و يرجع لبغداد و ينجب
: لا ميرجع ، مو متعرف مصيبته الجديدة !
صمت ران في المكان حالما القت وابل قنبلتها بـ حدة : هوة هنا هسة و اخذ امه و بت عبد الملك للمحكمة ، رح يعقد على سارة و ياخذهم و يروح يستقر بأربيل
: شنووووو ؟؟
لا تعرف ا قدماها من ساعداها على الاستقامة ام ماذا ؟
جف حلقها رعبا و هي تلتفت نحو عمر متوسلته ان يقول شيئا ما ، أن ينكر قول الجدة ، هو هنا و لم يكلف نفسه عناء زيارتها او حتى مكالمتها هاتفيا ؟
يالـ قسوة طينته !
و ما الذي تقوله الجدة بشأن إبنة عبد الملك ،
لم يتزوجها ؟ بـ أي حق يفعلها وهو حتى الان لم يفك وثاق جلنار ؟ أم إنه قد فعلها و هي لا علم لها بالموضوع ؟
يا إلهي !
داهمها الصداع على غفلة لتستند على مركى الاريكة و من ثم تعود لتربض فوقها بـ عينين غائرتين بالمفاجأة التي عبر عنها عمر بـ : لا بيبي والله ؟ هااي شوكت ' متى ' هالحجي ؟ شوو مـ قال مـ حجى ؟ و شوكت اجة لبغداد ؟
بنبرة مغتاظة ردت : الصبح ، و رأسا اخذهم و راحوا ، هسة على جية ،
لتستطرق بسخرية مرة : إبقوا هلهلوا للعريس ' الهلاهل هي الاهازيج المنطلقة من النسوة اثناء الاعراس '
تدخلت ام عمر بـ تساؤل : زين هوة مو متزوج بت قاسم ؟
فعلا شر البلية ما يضحك !
إبنتا قاسم و عبد الملك ترتبطان بـ رجل واحد !!
يالسخرية الحال ، و كإن الشياطين تخر ارضا لشدة الضحك لكل ما يدور بـ حياة ذلك المندفع ،
هو من جمع بين عدوين ، بـ رباطين مقدسين !
علق عمر مجيبا والدته : والله شمدرينا يوم هسة يطلع مطلقها واحنة مندري
لـ تردف الجدة بلا رضا : لا ممطلقها ، ما ادري شديسوي بنفسه هالولد
لتعلق اخته بـ قهر : زيييين ليييش يريد يتزوج هااية ؟؟
بشفتين مزمومتين غيظا اجابت الجدة : يقول ابوها رح ياخذ الاعدام ياخذه ، و اخوها بالمستشفى و مطلوب هوة هم ، بس يقعد ياخذوه ، فالبيت مبيه رجال و ياخذها هية و امه و يروح
: و إنتتتييي ؟؟
هتفت بها لينا حائرة وجلة ، لتجيب هي بـ ذات القهر : أولي وياهم وين اروح لعد ، ما اعوفه وحده وهوة صاير نص مخبل ، دنشوف اخرتها وية ابن سعاد !
إلتف حول حنجرتها حبل سميك لتشعر بإختناق رهيب دفعها لطأطأة رأسها أرضا و فض الدموع التي تألقت في موقف حساس كهذا ، لم لا يشعرها احدهم بكونها من بني البشر المرتبطين بحياتهم سواء اعجبهم الامر أم لم يعجبهم ؟
لم كل ذلك الاهمال ؟
والله لم تخطأ حينما إختارت البقاء مع عمر و أهله !
فـ هم فقط من مدوا لها يد العون و صدر المحبة ،
شعرت بـ نبرة عمر تتضخم و كإنه يقاوم شيئا بداخله وهو يستطرق محدثا الجدة : و شوكت تروحون ؟
لـ تسخر الاخيرة بصدق : فد شووية ، هه مو دا اقلك تخبل رسمي انتوو مدتفتهموني
ضغطت بجسدها على الاريكة اكثر و هي تود أن تشق الارض و تبتلعها ، ما زال يرخصها بعين ذاتها ، الحقير ،
لو كان هنالك مخلوقا بلا قلب في هذه الدنيا لكان هو ،، سيفقدها صوابها ، يا إلهي
: وصل العريس !
إستدارت بسرعة نحو دبيب الاقدام القادمة من الرواق بالإضافة لـ إزعاج مصدره احتكاك العكاز في رخام الارضية ، لتقف عجلة فتتحرك نحو الاريكة المنفردة التي تجلس فوقها الجدة و تستقيم قربها رافعة برأسها في خيلاء مغرور و نية تسكنها لتهشيم انف الاخوة التي تجمعهما ، و بالفعل ماهي الا ثوان حتى ظهر من خلف الباب العريض لـ ترتسم الصدمة بأبشع صورها في الوجوه !
ليس وجهه بالتأكيد ،
حاله مرهب بذلك الرأس الخالي تماما من اي بروزات شعرية و العينين الغائرتين اكثر ترهيبا بالاخص بوجود تلكما الهالتين الرماديتين حولهما ،
إكتفى هو بـ نقل انظاره الساخرة بينهم ، توقع أن تتصل بهم الجدة فتطالبهم المجئ ، بل ارتفع عداد التوقع ليظن بـ أنها ستطلب من رفيقيه ان يوقفا امر زواجه المتهور حسبما تعتقد هي ،
نطق بالسلام هادئا ، متحاشيا النظر نحو جدته و من تقف قربها بـ كبر ، هي الاخرى لم تلقيه بالا ، بل انحنت نحو الجدة لتعانقها مودعة بـ همهمات هامسة و من ثم نقلت بـ أنظارها نحو الحنون لـ تستطرق بـ وجوم : ها خالة نروح ؟
صار الكون اضيق من ثقب ابرة ، و لم تجد ام عمر إجابة لها ، تعلم بإنها كقطعة كريستال تشوهت لكثرة الخدوش و الان فقط قد تهشمت بأكملها لتملأ الأرض بـ شفراتها الحادة ، لتكون مستعدة في تمزيق اقدام كل من يمر فوقها ،
و لكن ذلك الوضع لا يماشي ما ربت عليه ابناءها ، إن شد احدهم لابد ان يرخي الاخر كي يستمروا على نهج المحبة الاخوية ، فـ إكتفت بـ نظرة منها تذكرها بوجود اخيها ،
لـ تعلق الجدة : اوقفي .. دنشوف العريس مناوي يسلم على اخته ؟
لم تضعف لـ أي شئ ، بل تحركت مبتعدة و صوت نقير كعبها على الرخام ازعج الجميع : بيبي اني ما عندي أخ ، هوة واحد والله اخذه من زمان ، يللا خالة اني برا انتظركم !
و كإنه إهتم ؟
لا أحد يعلم !
إكتفى بالاحتفاظ بـ صمته ليجلس ببطئ على الاريكة مادا بـ ساقه اليمين حتى ابعد نقطة يصلها لـ يريحها من شد الحركة بهذا اليوم ، ليتلقى الاحاديث اللوامة من قبل الثلاثة المتبقين ،
لم يشأ أن يصرخ بهم ليصمتوا ، فـ يكفيه والله كل ما حدث بهذه الساعات ، لإنهم لا يدركون شيئا ، يظنونه ساديا متغطرسا و بلا قلب !
و هو بالفعل كذلك ، صقلت مشاعره بـ حجر صوان حتى صار كـ قطعة جمادية متحركة ، أو كـ روبوت آلي ينفذ ما تأمره به خلاياه العقلية من دون تردد او انصياع لأمر أخر ،
اليوم قدم نفسه قربانا لـ ستر فضيحة اهله ،
قربانا بمعنى الكلمة !!
هنالك و هو ينطق بالـ ' نعم ' داهمته رغبة مجنونة بالتقيؤ دما ، و لـ ربما لو فعلها لتقيأ أحشاءه كاملة بلا إستثناء ،
غطا المصيبة بـ ثوبه ، و إحتفظ برائحتها الكريهة في فوهات انفه ، لتلتصق بالشعيرات الصغيرة فيستنشقها بلا زفير حتى تتكوم في داخل الجسد و لربما ستفيض يوما !
الشئ الوحيد المؤثر في مشاعره هو حال تلك المغلوب على امرها ، ماشته في كل شئ خوفا و رعبا من غضب قد يفجره بوجهها فيسحقها به ، كانت مكسورة و ذليلة ، و الجرم يحيطها بهالة داكنة بسوادها
فـ حسبها الله وحده !
: علي قوم وراها لتخليني هسة اعوفلك البيت و امشي
صمت قليلا ثم أردف قاصدا رفيقه من دون ان يلقي بالا لتهديد جدته : مرتاحة يمكم ؟
لم يجيبه عمر و هو إسترسل : اني متأكد مرتاحة فـ يللا روحوا الله وياكم إحنة هم ورانا روحة !
يالوقاحتك !
بل قسوتك و عنجهيتك !!
ألم يفكر بـ أنها لربما اغشيت لشدة الجفاء الموجع ؟
؛
عجبي على حرفين قد سلبا وقاري
حاء حريق، باء، بتُّ في ناري
ماذا جرى لي نحول، غيرة، قلق
سهر، عذاب، جنون هز أفكاري
يا كاتم السرِ، كيف الحب أكتمهُ
فالطفلُ والشيخُ والجيرانُ والبلدُ
والشرق والغرب عرفوا كلَّ أسراري
كريم العراقي
رن هاتفه الذي اقتناه حديثا ليجده رقما مجهول الهوية و من خارج القطر ،
لو كان بمفرده لما فعلها و اجاب و لكنه يود الخلاص من كل هؤلاء عديمي الرحمة ، فـ قرر الانسحاب من دوامتهم من دون ان يعلم بأنه قد القى بنفسه بدوامة اكبر ،
فـ ما إن اجاب وصلته تحية من نبرة رجولية ليست بالغريبة ،
قليلا و اكتشف صاحبها لـ يختنق صوته بلا إدراك منه !!
ما الذي ارسلك الان يا هذا ؟
أ جئت تنبش بالمواجع بمحراثك الضخم ، إستبشر شرا فـ مواجعي لم تزل تحرث ذاتيا كل يوم !
: شلونك علي شخبارك ؟
: زين !
: احم ،، أدق عليك هواية متشيله ، خو ماكو شي بيك لو بالاهل لا سامح الله ؟
: لا
تنهيدة فقدان حيلة و من ثم : علي مخابرك و ادري انتة متريد تعرف عننا شي و لا تريد بيننا ارتباط ، بس والله العظيم اني اشوف الي دتسويه غلط ، علي مرتك يمناااا ، لازم تتخذ موقف ، لو تطلقها و تريحها لو ترجعهـ ـ
بحدة اجابه : أبو ليث هاي حياتي و محد اله حق يتدخل بيها
ليعلق الاخر بتفهم .. فهو على وعي تام بشدة مصاب هذا الرجل و هو اكيد بأن كل ما يفعله لا يستحق لومة اللائمين : أعرف ، والله اعرف ، بس لو مدنشوفها دتموت بين ايدينا جان مخابرتك ولا قتلك
إشتعل به موقدا من جمرات لظت بطانة الجوف ،
هربت منه زفرات محترقة و نظراته تشيح نحو الارض ليبتلع ريقا ممتلئا بـ طعم العار ، مالذي يفعله ؟ أ يفكر بها الآن و بحالها ؟
فـ لتمت او لـ تحترق ،
لا شأن له بها !
حقده السرمدي لم يخبو ، و لم يأفل نجم الكره من سماءه المعتمة بـ ادخنة الشر ، ليستنطقه الثأر الموءود فـ يجيب بحدة : أحسن حتى تذوقون الي ذقناه !
ويل قلبك يا حجر الصوان !
تود لهم أن يتذوقوا وجعك بها ؟
تريد لها الموت و انت من تدعو لها برحلة ابدية ؟
هل سـ يرتاح ثأرك حينها ؟
أ ستنحر رغبتك بالانتقام لو ماتت من اجلك شوقا ؟
أما إكتفيت بـ إمتصاص رحيقها باكمله حتى أذبلت اوراقها اليانعة ؟
ألم يقلل من حدة حقدك إنها من بعدك لم يتبق منها سوى حبيبات جافة مريضة من الرمان الذي كان بقربك أشهى الثمر و أعذبه طعما و لونا ؟
: هذا حجييك النهائي ؟؟ اذا مرايدها لعد بلا زحمة عليك ماكو داعي نطول السالفة ، احنة هسة بالاردن اني اسبوع الجاي راجع لبغداد عندي كم شغلة نتشاوف و عود نروح للمحكمة ثبت الزواج و بعدين طلقها و خلص الموضوع يا اخي
هبط شئ ما كان يستكين بـ مكان ما إلى بقعة ما ليست سوى الارض ،
الأردن ؟!
همس بـ إضطراب أنفاس و هو يحاول الوقوف بعسرة مؤلمة : كلكم هناك ؟
لم يجيبه لوهلة و من ثم اردف : أتوقع ميهمك هالشي ، و ما الومك و حقك ، صدق محد يقدر يلومك بس احنة هم محد يقدر يلومنا من نريدك تطلقها ، خوما تبقى طول العمر على هالحال ؟ هالشي مـ يرضي الله و بعدين كل واحد يشوف حيااته بعيد احسنلكم ، بس رجاءا دكتور سرع بالموضوع لإنو منريد عمي يتدخل تعرفه اذا تـ ـ
: مو بكيفك ولا بكيف عمك ، أعذرني بس قتلك هالشي خاص بية و محد اله حق يتدخل
أثار حنق الاخر ليردف بـ غضب : يعني شلووون ؟؟ تبقيها معلقة طول عمرها لا بسما و لا بقااع ؟ ترضااها لاختك ؟ اذا انته ترضاها فـ أحنة منرضاها لبتنا ، أعتقها و خليها تشووف حياتها
أي حياة تلك التي يتحدث عنها كل حين ؟!
أ تدخل طرف ما في حياتها ليجعلهم يودون انفكاكها منه بسرعة ليربطوها بـ أخر ؟
لم يمض سوى شهران !!!
هل أسرع الحقير بإستبدال ساعده الأيمن بأخر اكثر اعوجاجا و يودها أن تكون خاتما في احد اصابعه ؟
أم إنها هي من شفيت منه في ستين يوما و جاء وعد الخلاص ؟
منذ متى وهي هناك ؟
أوجدت ظالتها بعيدا عن ارض الوطن ؟
أ إستطاعت أن تبيع قلبها لـ أخر بعد كل ما مضى بينهما و حدث ؟
لن تتجرأ و تفعلها ، لن تتجرأ !
يعرفها غبية و هائمة في بحره هو ، و إن مر ستون عاما و ليس يوما لن تفتأ أن تنتظره هو ، و إن قررت التوقف عن الإنتظار سيكون حينها موعد الاجل ،
ما هذه الثقة التي تملأ رؤوسكم يا أبناء صفاء ؟
أ تعتقدون بـ أنهم خلقوا بعد عبادة الله لـ يكونوا لكم مجانينا ؟
أ تظنون بـ أن في دنياهم تتمركزون في اعالي الاهرام من دون منازع و لا منافس ، ؟
تبا لقلوبكم العنيدة ،
يود ان يخرج من هذا المكان حالا عله يستطيع حينها استيعاب الاقاويل السخيفة هذه و مجارات حقارة عبد الله !
و لكن الحركة بالنسبة له عصية الا بـ إستخدامه لـ عكازتين ، فـ أجبر على الرضوخ لـ حاله المعيق لكل عمل ينويه ، إستغفر بحدة لـ ينبه عليه الجميع ، علهم يفهمون و يرحلون !
قرر من على الطرف الاخر ان يتلاعب قليلا بـ أعصابه ، فـ نبرة متوجسة هربت منه بعد علمه بأمر السفر قد نورت سـراجا خفيفا وسط العتمة : بصراحة علي و بدون زعل البنية جاييها ناااس ، و إنته تدري موضوع زواجكم محد يدري بيه ، فيعني احنة فهمناهم انو هية متزوجة ببغداد بس منفصلة عن زوجها و حتتطلق بهاليومين و همة ماعدهم مشكلة ، لهذا خابرتك حتـى تستعجل علمود اول مـ العدة مالتها تخلص يتـ ـ
بطباع إحتدت لتصير بنهايات مشفرة تنحر رسغ العقل فـ تسيل أفكاره حتى يخلو من كل شئ سوى بقايا متيبسة توجس مهابة : شنووو هوة بكيف الخلفووكم تتصرفون ؟؟ هييية وينهااا ؟؟ يمممك ؟
: لا اني ببيتي
تريد أن تعتــد بعد طلاقها لتقترن بأخر ؟
أ يصدق هذه التفاهة ام يحرقها ؟
: هييية وين لعععد ؟؟
: ببيتهم
و كإن الاية قد قلبت ،
في بداية الاتصال كان هو من يستقصد تجريد حديثه من اي ذوق ، لتقلب الطاولة فوق رأسه و يتلاعب به عبد الله بطريقة قذرة !
تبا لهم !!
بـ زئير نطق غير مبالي لو كانت محاجر العالمين اجمع محملقة به ، فـ الآن هو لا يستنشق هواءا ، بل دخانا يتسرب من اذنيه ليعود فوريا لـ فتحتي انفه فيستقر بوسط الصدر : قللهاا خلي تشييل هالموضوع من بالها ، لإنو و الله العلي العظييم طلاق مرح اطلللق ، و عود خلي الكلب ابن الكلب ابوها يجي يكتلنييي و يرملها و بعدين خلي ينطيها للي يريده !
ثم اغلق الخط بوجهه و الصدر يعلو فيهبط بـ طريقة مرعبة ،الامرأتين تظاهرتا بالانغماس في حديث خاص بينهما ، رغم ان صدر جدته اشتعل رهبة !
لـ تهمس محدثة والدة عمر : هذولا اهل بت قاسم يمكن
: الله يهديه علي حيل عصبي
: قولي الله يعقله ، والله حيخبلني هالولد ، شيريد من البنية ليش ميطلقها مشبع منها مصايب و ظييم !
: حجية عيوني على كيفج لتعصبين انتي صحتج بلا شي هالله هالله ، عوفيه هسة بس تبرد ناره هوة وحده يطلقها
بتنهيدة احرقت جدران الحنجرة همهمت : إن شاء الله ، ياااارب ان شاء الله تهديه و ترجعله عقله
بينما رفيقه فـ إقترب منه حالما انزل الهاتف ليعلق : شكو ؟
: ماكو شي ، يللا روحوا عاد دنولي احنا هم
ثبتت نظرات عمر عليه لفترة ليست بالقصيرة ثم تنهد فاقدا لـ صبره : قوم امشي لبيتنا ، بس تغدا يمنا و الن هم يجي و عود بعدين اني ارجعك ، على الاقل شوية تغيير جو و تطلع من الي انته بيه
: ليييش منو قلك اني بيه شي
: علي اعصااابك
: الله ياااخذ علي و اهل علي و السااعة الـ ـ
: أستغفر الله العظييم ، إنتتتة شنو مـ تشبع عيااط و صيااح ؟؟ تدري فد يوم رح تنجلط
: يوووم عيد و اخلص منكم اي والله يصير عييد
نطقها وهو يستخرج من جيب قميصه علبة سجائره لـ يحرق شيئا ما غير نهايات خلاياه العصبية
ويلا لها لو فعلتها و انطلقت لـ تكمل حياتها حرة !
ليس هو من يدمروا له مستقبلا ليتموا ايامهم هانئين ،
كما حطمت حياة سارة و ستبقى معلقة بلا مصير طبيعي ستتعلق هي الاخرى بين جحيم و سعير ؛
لتصلى بالاول فـ تلظى بالاخر ،!
تبا لها و لابيها و لـه !
: زين قوم شوف اختك
: عمرررررر دخييييل الله عوووفني بحااااالي ، شلووون انتووو زمااايل متفتهموووون ؟؟؟ دا اقللكم ما ارييييد اشووف اححد و لاا احجي وياااكم اعتبروووني متت و فضووني من *** بروووحي اذا امووت !!
غضب يستعر به دفعه للانفجار بما لا يجوز
ليبتعد الجميع تاركيه بمفرده يلتهم اسطوانات السجائر احداها خلف الاخرى ، و غيظه لم يكبت و لم يقل وطأه !
لم يشعر الا و يده تمتد لاحدى العكازتين لـ يرفعها فيلقيها بقوة نحو النوافذ الواسعة امامه بعد ما تراءت له لمحة من ذات الشعر الشرقي ،
الحقيرة !
ترتحل هنا و هناك بلا خوف و لا قلق من جنونه ،
تقرر اتمام حياتها بعيدا عنه ؟
سـ يذبحها لو فعلتها ،،
إعتاد القتل و اصبح بالنسبة له امرا اعتياديا ،
و ما زال له في رقبة قاسم دين ، ما زال يطالبه بـ ابنته ، فـ هو من قتل له اثنتين
و لو استعسر الامر سيجعلها هي الحرة الاخرى ؛
لم يطفأ لهيبه بعد ،، إنتهت الاسطوانات جميعها و القلب ما زال محموما بالغيظ ، فقط لو يستطيع الوقوف بحرية و الانتقال لهدم بنيان هذا الراسخ بأموال من جحيم !
لربما احراق غرفته القبلية سيفي بالغرض ،
فـ بها قد رآها اول مرة لتقلب هناء حياته لـ جحيمها
اين هي منه الآن ،، تبا !
يود خنقها .. و الله يود خنقها و اشعال ما به من مواقد غل في كافة اجزاءها حتى تخر بين يديه خردة بالية متوسلته الرفق ،
اسند نفسه على عجل و الانفاس تتسابق فيما بينها و شعر بوخز عنيف بسبب شد خيط العملية و لكنه لم يهتم لو تفتق الجرح الغائر ، كل ما يهمه ان يصب بها جام غضبه و الآن و الا سيفقد صوابه !!
اعاد الاتصال على الرقم الاخير ليجيبه عبد الله بـ هدوء متفاديا اي احتكاكات شرانية ، ليبدأها هو حربا : اريد احجي وياهة و هسسسة
تنهد الاخر ثم اجاب : علي اسمعني ترة الشغـ ـ
: لا شغلة و لا *** .. قتلك اريييد احجي وياهة بسرررعة ، و لتقلي انتة مو يمهم بسرعة انطينيااها
: بس على كيفك وياهة ' عاملها بروية '
: عبد الله بسـرررعة
: انتظر شوية
و الـ ' شوية ' طالت لـ خمس دقائق كاد بها ان يلتهم لسانه لشدة الغضب ،، لا يحتمل
ما يشعر به والله لا يحتمل ، اليوم لم يكن اعتياديا البتة
العودة لبغداد
زواجه من امرأة شهدت جبنه و وضاعته
رؤية اخته بـ ذلك اللقاء المتكتل بجبال صمت و جمود
و اخرها رغبة تلك الحقيرة بالابتعاد !!!
و الله ليبعدن روحها عن الجسد لو حاولت عناده
سيصلها و ان هربت المريخ و ليست الاردن فقط !
تأوه بشدة لـ وجع فخذه المستجدي منه رحمة ، ثم عاد ليربض على مقعد كان قد ملئ بجسد عمر منذ قليل و الانتظار ما زال يقيد الصراخ بين طيات الحنجرة ،
فجأة شعر بـ أنفاس لاهثة تأتيه من مكان ما و تملئ الاجواء من حوله ، لا يعلم أ أنفاسها هذه ام انفاسه ؟
لا يعقل ان يحترق كله بسبب حرارة تصله عبر ازاحة شاسعة بين بلدين
من غير المنطقي و لا المعقول ابدا ،!
همس بـ حدة مستشيط الروح غضبا : تسمعيني ؟
لـ تتوالى الرصاصات الدامية لتخترق طبلته اليسـرى فـ قناته السمعية حتى تتسرب بـ استهتار لتصل ذلك المكان الغريب في اواسط الصدر ، بل يساره !
بكاء حاد و عويل امرأة ثكلت إبنها توا !
أفجعته و اخرست الكلام من بين شفتيه ،
إصطبر صمتا بليغا و الرغبة تكاد تكتم انفاسه لـ مواساتها على فقدانها لـ نجلها المفقود ، أو لـ قلبها المفقود بمعنى اصح ،
الم يكن يشتعل غضبا منذ دقائق ؟
ماذا حدث اذا ؟؟
أين تسربلت نيرانه ؟
أ صب احدهم دلوا من تراب في صدره و كتم حريقه ؟
أم إن دموعها الاخرى اخترقت المسافات لتأتيه بفيضان أخمد براكيينه المستعرة ؟
: عليييي ويييينك ؟
لا يعقل ان يضعفه صوت إمرأة ،
لم يحدث له أبدا أن يغور هكذا في الضياع لمجرد سماعه عويل حريمي ،
لم تفعلها واحدة و تجرده من مقاومته كما تفعل ابنة قاسم !
كيف أتته و عصفت بكل شريان و وريد له ؟
كيف إحتلت ببيادقها الحربية مراكزه الحيوية كافة لـ تترأس إمارة المملكة في الكبد ؟
نعم في الكبد !!
هاهو يشعر بها تتزحلق بين خلاياه بـ حرية و دموعها تغسله من دماه لتكون هي محوى مصبه و منبعه !
أين انا ؟
أو تسألينني يا إبنة قاتلي بـ اي ارض اكون ؟!
: عليييي تسمعنييي ؟
فقط كفي عن مناداتي ، كرهت اسمي و ربك !
: انتي وين ؟
قالها بهدوء لـ تصرخ به منتحبة من جديد ، و كإنها للتو صدقت بأنها تحادثه ، فـ عاد ليكرر بحدة : إنتي بالاردن ؟؟
: إيـ ـ ـي
: تريدين تتطلقين ؟
: علـ ـ
: جاوبييييني
: شصـ ـ ـايـ ـ
: إلي صاااير حضرتج نااوية تكملين حيياااتج الحقييرة و ناسية المصايب الي وقعت فوق راسي من وراج و ورة ابوج ، بس سمعيني يا بت قاسم الكلب ،
طلاااق ما رح اطلقج لو تموتين ، مثل مـ ابن عمج الله يحرقه بجهنم دمر سااارة فـ أني مستعد ادمرج ، و حدمررج و انسي شي اسمه حيااة ، إبقي طول عمرج هيجي ، و اذا متتي فبعد احسسن تخلصيني ، انسيني و لتنسيني ، تعرفين شنو يعني هالشي ؟ يعنيي بععععد لو تحترقين تموتين تنتحرين ما اريد اعرررف ، و نفس الشي لو اشتعل محد يقلج ، بس بنفس الوقت تنجبيين و تبقين بذمتي طوول عمرج ، سمعتتتي ؟؟
بنبرة ميتة وصله توسلها فـ خنق القلب بعقد شرايينه : تعااال اخذنـ ـ ـي !
كاد ان يفلت منه الهاتف
بل فلت فعلا
رحماك إلهي !!
أ لإمرأة كهذه رغبة على الخيانة و اكمال حياة من دونه ؟
عاد ليرفع بالهاتف من جحره و صدم بقطرات العرق التي تألقت فوق الشاشة ،،
جسده يدر عرقا !
بل يدر رغبة بـ تنفيذ طلبها
لكنها إبنة قاسم ،
انها ابنة قاتل اختيه
ابنة عم ناحر شرفه
ابنة الاعداء !
دماها ملوثة بهم ،
تفجر شئ ما بـ قمة رأسه ، ليعبر عنه بـ خيط رفيع أبيض لا يكاد يرى و لن يرى حتى وقت أخر !
شئ سيملأ صدغه قريبا ، فـ الهم إن تكوم سيتفجر لا محالة ، و الخيوط البيضاء أفضل من الحمراء على كل حال !
: عليييي تعااال اذا مو لخاطري لخاطـ ـ ـ
: لخااطر الله عوفيييني بحاالي ، لتنتظرين مني شي ، علي مـ رح يقدملج شي للموت ، لتلعبين علية و لا على نفسج ، إحنة بيناتنا ماكوو حيااة ، تبقين بنظري بت قااسم ، قاسم الي كتل خوااتي ، تبقين بت عم النقس الي اغتصب شررفي ، فكري بيها و تعرفين انو بيني و بينج كل شي مستحيييل ، بيني و بينج الحياة تمووت
: أكووو والله اكو بييناا اكبرر من الحيااة ، علييي بيناتنـ ـ
يجب أن تصمت قبل أن يغرق بعرقه ، عليها أن تخرس قلبها قبل ان تستنطق كبده المغروس بانصال مسننة من مئة سهم و رمح ، و إن كان لابد أن يمزقها بـ أحد السهام ، فـ مرحبا بها لتكون ضحية لـه من جديد : اني تزوجت !!!
طِالَ البعادُ وقلبي ليسَ يَحتَمـِلُ
ما عادَ لي في الهَوَى مِن بُعْدِكُمْ أَمَلُ
لَمٍ يَبقَ لي هاهُنا مِن بَعْدِكُمْ إلا ..
طَيْفٌ جَميلٌ بِهِ عَينايَ تَكْتَحِلُ
ذِكرَياتٌ إذا مَرَّتْ بِخاطِرَتي .. و
هَزَّتْ كِياني ، كَأنَّ الأرضَ تَنْفَعِلُ
وَنَسْمَةٌ حُلْوَةٌ تَأتي بِرائحَةٍ
مِنَ الرُّبوعِ تُذَكِّرُني بِمَنْ رَحَلوا
لَنْ تَستطيعَ سِنينُ البُعْدِ تَمنَعُنا
إنَّ القُلوبَ بِرَغْمِ البُعدِ تَتَّصِلُ
لا القَلبُ يَنسَى حَبيبًا كَانَ يَعْشَقُهُ
ولا النُّجومُ عَنِ الأفْلاكِ تَنْفَصِلُ
كُلُّ القَصَائِدِ قَدْ تَحكِي حِكايَتَنا
أنَا مَا أَضَفْتُ جَدِيدًا لِلذي فَعَلُوا
لَكِنَّ صِدْقي سَيَبْقَى العُمْرَ يَغْفِرُ لِي
بَاقٍ أُحِبُّ إلَى أَنْ يَفرغَ الأجَلُ
عبد العزيز جويدة
.
.
.
لنفترق قليلا..
لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي
وخيرنا..
لنفترق قليلا
لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي
أريدُ أن تكرهني قليلا
بحقِّ ما لدينا..
من ذِكَرٍيات غاليةٍ كانت على كِلَينا..
بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..
ما زالَ منقوشاً على فمينا
ما زالَ محفوراً على يدينا..
بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..
ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..
وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي
بحقِّ ذكرياتنا
وحزننا الجميلِ وابتسامنا
وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا
أكبرَ من شفاهنا..
بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا
أسألكَ الرحيلا
لنفترق أحبابا..
فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..
تفارقُ الهضابا..
والشمسُ يا حبيبي..
تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا
كُن في حياتي الشكَّ والعذابا
كُن مرَّةً أسطورةً..
كُن مرةً سرابا..
وكُن سؤالاً في فمي
لا يعرفُ الجوابا
من أجلِ حبٍّ رائعٍ
يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا
وكي أكونَ دائماً جميلةً
وكي تكونَ أكثر اقترابا
أسألكَ الذهابا..
لنفترق.. ونحنُ عاشقان..
لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان
فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي
أريدُ أن تراني
ومن خلالِ النارِ والدُخانِ
أريدُ أن تراني..
لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي
فقد نسينا
نعمةَ البكاءِ من زمانِ
لنفترق..
كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا
وشوقنا رمادا..
وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..
كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري
فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير
ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير
ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..
يا فارسي أنتَ ويا أميري
لكنني.. لكنني..
أخافُ من عاطفتي
أخافُ من شعوري
أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا
أخاف من وِصالنا..
أخافُ من عناقنا..
فباسمِ حبٍّ رائعٍ
أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..
أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا
وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا
أسألك الرحيلا..
حتى يظلَّ حبنا جميلا..
حتى يكون عمرُهُ طويلا..
أسألكَ الرحيلا..
نزار قباني
؛
إن كنت ذات بطش ، ما كنت ناحرا عنقي ؛
و لكن ضعف حواء
عشق حـواء
قلب حـواء مأسـاة !!
تبعثرت الاحرف من خلف قضبان فولاذية لـ زنزانة فردية و موحشة اطبقت فجأة امام اظلعها ، لـ تحتجز قلبا مكللا بالجراح المستهدفة كل زواياه ، فـ يترك من بعدها كـ مهووس قد دلف توه خنكة المجانين ،
ثقلت أنفاس العمر ، و إنعدم هواء الفضاء أكمله ، فـ لم يتبق ما يذكر منها ، سـوى جسدا قد فورق من قبل بقية الأمل الذي كان يملؤه بإنتصاف مع الروح !
لم تزل الروح قابعة في محلها ، فـ لم يعد بعد وقت الرحيل الأبدي ، و لكن الامل يعاني إحتضاره قريبا من أنفها ، يود أن يلاقي دفعة إصبع كي يعود لها من جديد فيزيح الروح قليلا عن موضعها و يتخذ تشعباته في الجسد الخائرة قواه عله يبث به تمسكا في الإنقياد للحياة !
هذه حواء ،
مكسورة و ضعيفة ، و ما زالت تنتظر منك تتمة لـ غرسك السكينة في خاصرتها ، يا أدمها .. بل تنتظر منك تراجعا !
كـ إخراج نصلك مثلا و الاعتذار بقبلة على الجبين
أو من دون إعتذار ، لا يهم .. يكفيها أن تقول إنتظري
لم أنوي أن تكوني أنتي المغتالة
أردتك ان تشهدي قتلي لـ أبن عمك و فقط !!
' آه '
هاهو رحمها يتقلص فـ ينقبض بإستماتة ، لتهرب من فاها المنتفخ بعبراته حـروفا تتعثر بين الشفتين : شنـ ـ ـو ؟
بعد صمت طال و طال ،
وصلها رده الهادئ الساخر و كإنما هنالك زر ما قد ضغط ليطفئ به إشتعالا كاد يشوي اعصابه منذ ثوان طوال ! : تـزوجت
: شلـ ـون ؟
: مثل ما العالم يتزوجـ ـ
: شنوووووو يعني تزووجت ؟؟؟
: يعني تزوجت !
: علـ ـ ـي
فجوة كبيرة تلك الفاصلة بين الصمت و البوح ، ليعترف بـ نبرة مبحوحة : قتلج .. كل الي بيننا غلط في غلط ، و الي ردته حصلته منج و حوبتج طلعت بية بسـرعة .. و اعتبريني موافق على الي تريديه ، حتى اذا تريدين تتطلقيـن فـ ـ ـ
: تزوووووجت شنووو يعننننيييي ؟؟
: صوووتج لـ تعليييه
: انتتتة مو بشررر طبيعي ، أصلااا مو بشرر ورة كل شـ ـي صـ ـار و سـ ـ ـويته بيه حتكمممل حيااتـ ـك
آه على تلكما غصتين احتجزتا قهرا بين حبال مشتدة لتقترب من الانقطاع ، شهقاتها مرة ؛ كـ مرارة زقوم دنيوي فاخر الصنع و الجودة ، شاء تعذيبها فـ فعل
ود تمزيقها فـ ابهرها في العمل
و ها هي مصيبته تكتمل بـ زواجه من اخرى
والله يا علي لـ أذيقنك من ذات زقومي ،
تبا لك و لـ قلب أخرس العقل و اعماه !
سحقا لـ كل قول يمتهن الكرامة في سبيل الحب ،
فالحب يا سيدي و إن عظم لابد أن يرتدي وشاحه الكبريائي و إلا سـ يصيره الصعيق لأشلاء مبعثرة !
و أنت بعثرتني ، و شتتني و تركت بي جسدا مشوها بك ،
آه يا سمي الغالي ،
ذاك الفريد و الغير متوافر في أي معجم غير معجم ضعفي !
ذاك الذي لطالما إنتشر بأجزائي من منابت الشعر حتى مواطئ القدمين !
لم تعد ترويني و لن تفعل ، و سترى منذ الآن كيف يكون هدم ناطحة سحاب الضعف الذي بنيته بيديي هاتين لأجلك
و إستبداله بـ ناطحات كواكب و أقمار ، ادوارها تتناوب بين عزة و خيلاء فـ كبرياء !
فـ طابوقي سيكون اشلاءا من كرامتي التي هدرتها لاجلك مرارا
و مياهي سـ تكون دموعا لن افصح عنها إلا خفاءا فـ لن اعدك بعدم الانتحاب ، فـ أنا أضعف من ذلك و اعترف ، و لكني سـ أرثيك سرا يا غالي ، سرا بيني و بيني
و عجينة البنيان ستكون سنينك يا علي !!
لم تقدر إستسلامي رغم حيلتي
و لا عشقي رغم كيدي
لم تقدر يوما زهرة رمان كانت حبيباتها تتناثر منك اثناء تناولك إياها بنهم ، لتعتصرها بين فكيك فـ ترتوي بماها ، ثم تبصق بقاياها بـ إزدراء !
كإن مهمتها بـ سقي جفاف ريق الانتقام قد هلت و افلت !
و ها هو نجمك عندي بات يهدد بالافول و بت أنا و امنيات الفؤاد نراقب من على شرفة الجراح ذلك السقوط المبهج ، ذاك الذي يهبط بك قاع القلب ، و يرفع برأسي حتى سقف الإعتزاز بالنفس
و لو بعد اوان قد فات و ولى !!
لا تعلم من اين جاءت بطاقة جعلتها تستسهل الاستقامة قرب نافذة غبية ، كانت يوما ما سببا في مراقبته ، و كشف ستر فضيحة العشق الممنوع من رؤية الجماهير ،
: انتظر منك طلاقي ، حتى تخلص من بت قاااسم ، و تخلصها منك .. و انتة ادرى انو اني اقدر اتطلق ببساطة بدون علمك ، بس ...... حطيت تقدير للعشرة الي بيننا
نطقـت حبيباتها المتقاذفة من دون تلكأ أو توتر ، لكنها لم تفتأ أن تتصاحب بـ عبرات منقطعة تارة ، و متصلة أختها لا علم لها ما هي فاعلة بـ صدر رجل إعتاد أن يكون مركزا لـ قوات جيش من المرتزقة ، محتجزين خلف ظلوع عوجاء كادت ان تتكسر لقبضات الاعتراضات المندفعة من قبل أجسادهم الضخمة ، أعلنوا العصيان و التمرد عليه !
و هو لم يكن امامهم سـوى السامع الاصم !!
فـ ليعصوا و لـ يصرخوا و لـ يرفضوا ،، فبالنهاية لا غيره مسؤول هنا ، و لا افراج سـ يصدر بحقهم و إن تناول احدهم الاخر بشراسة رباهم عليها
حطمت ذلك الصمت الرصين الذي اتبع جملتها بـ حسرة أنثى مغتالة بـ زناد حبيبها : علي طلقني دخيل الله ، حيـ ـ ـل بعـ ـد ما بيـ ـ ـة
: هه حيل ما بيج لو حضرتج ناوية تجددين حياتج وية هذا الي خااطبج
تغضن جبينها لتكفكف دموعها مصدرة أنات لها من الأثر أعمقه في نفسه المصلوبة في ساحة اعدام الذات منتظرا منها ما يقال لـ ينزل ثقله ارضا مرتبط العنق بـ وثاق من مسد !!
لكنها كما هي دوما ، له و لأفكاره السلبية صادمة ، فـ أفحمت فيه رغبة في التقيؤ حالما إستجابت لسخريته بـ أكبر : لا أبشررك ، الرياجيل الي شفتهم بحياتي خلوا عندي مناعة حصينة ضد كل رجال بالدنيا ، هذا اذا بعد اكو رياجيـل
لا يتناهى لها منه سوى انفاسا غير منتظمة !
و من ثم تنهد بـ طولة بال ليست من شيمه البتة ، ليردفها بـ : ابو ليث قال رح تجون لبغداد
: بس هوة يجي
: تعالي وياه
تقوس فمها اسفلا و تقطرت منها الدمعات اللؤلؤية لتتماسك قهرا و نبضاتها تكاد تفجر بها ذلك المسكين الممزق من كل جانب ، ليكمل هو بذات الاسلوب : لازم نثبت العقد اول حتى نتطلـ ـ
بالتأكيد يجب ان يحدث هذا الامر ، ليس من اجلها و انما من اجل بضعته النابتة بين احشاءها ، يجب أن يكون وجوده مشرفا ، لكنها استسهلت ان تتلاعب به ولو قليلا ، فـ تلميذة كسولة هي في حضرة استاذيته القهرية : ميحتااج نثبته ، طلقني بكلمة وهاهية ، قتلك .. مناوية اذب نفسي بمصيبة رجال ثاني ،، اناني و حقيييير و نذل ، لإنوو الرياجييل كلهم انذااال كلهم حقراء و انانييين !
لم تكن يوما هكذا ،
لتعصف به وجدان القلب من خلف مساحات البعد ،
ود لو بإستطاعته إختراق سماعة الهاتف فقط لـ يحتضن بها وجعا إستنطق منها حروفا بائسة حد الانهيار بعد ان عادت لتتوسله : مـ تزوجت انتة ،، أني متأكدة !
عودتها لذات النقطة اكدت له بأنها قد تعيش اوهاما من اللا اعتراف ، نحرت به حبل الصبر ، ليـدر عليها بـ كلام نادر ، كعادة هذه المكالمة المحملة بالمفاجئات : قتلج ماكو بيننا حيـ ـ
لتصرخ به بحدة فتقاطع ما ينويه من إستغلال لعطف امومتها و انوثتها تجاهه : اييي اعررف ماكووو ، و لا رح يصييير ، و لو بعد ميية سنننة تبقى انتة كتاااال ابن عمييي
تبقى سبب الجفااا الي بيني و بين ابوييية ،،
تبقى تربيية عبد الملك ،
تبققققى حقيييـ ـ ـ
آآآآآآآه علييييييي اكرررررررررهك
اكرررهك حيييل ،،اكرررهك لاانووو وجعععت قلببيييي
ذبحتنننييي ،، ليييش هييجي تسووي بيية انيي شسوويتلك ؟
فهمننييي شسوويييتلك ؟؟
عليييي والله حراام علييك ، رح تتأذى ، عمررك كله رح يصييير اسوود لانوو ظلمتتنييي ،، حييل ظلمتتنييي .. و هسسة غصبااا ما علييك تطلقنيي و تعوفني افتهم حيااتي الباقية و اعيشها مثل ما ارييد ، أتزوج احترق انتحررر انتة معلييك
مو تزووجت انتة ؟ خلص اني هم يحقلي
و قتلك .. اذا مسويتها انتة و طلقت فـ أني ما ابقى على ذمتك و اتطلق منننك غيااابييي و تدري هالشي اقدر له
ران صمت طويل ، ليبتر بـ نبرة ليست بنبرته ،
و إنما بـ صوت إنقطاع الخط بوجهها ، لتعبس بشدة و الدمعات تنهمر على الخدين لتفلت الشهقات متصلة بغير ذي انفكاك فيما بينها ، حتى تسلسلت اعراضها الكريهة التي لا تفتأ أن تذكرها بـ حقارة رجل اصبح لها بين العالمين الكون بأسره ،
فـ دوار و غثيان إن إجتمعا مع صراخ و عويل ،
لن تكون حينها النتيجة مرضية البتة
أبدا !!
ستنساه ، ستقتله بها و إن اضطرت لقتل جميع المشاعر البشرية التي تملأها ، ستستل منها السم ،
لتنقي تلوث جسدها من مصائبه بـ عملية غسيل دموي و عضوي ، ستتنقى منه إن شاء الله ، فـ لا تحتمل ان تبقى ملطخة بأثاره بعد ما فعله !
علي لا يستحق ان يكون مالك عرش القلب و مدبر شؤون توزيع الدماء على الاعضاء ، تلك الدماء المسمومة به ، فهو غير عادل ، لطالما كان بحقها ظالم متجبر و متعد ، و لطالما عفت و غفرت و قدمت ذاتها فداءا !
و لكن هيهات أن تعفو او تغفر او تصفح بعد أن إختار لها بديلة في غضون شهرين ،
هيهات أن تكون طعنته هذه المرة مقبولة !
هيهات أن تبقى هي ذاتها
إن كنت صديقي ساعِدني
كَي أرحَلَ عَنك..
أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني
كَي أُشفى منك
لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً
ما أحببت
لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً
ما أبحرت..
لو أنِّي أعرفُ خاتمتي
ما كنتُ بَدأت...
إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني
أن لا أشتاق
علِّمني
كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
علِّمني
كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
علِّمني
كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق
*
إن كنت تقياً .. خلصني
من هذا السحر..
إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني
من هذا اليَمّ..
فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم
الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق
وأنا ما عندي تجربةٌ
في الحب.. ولا عندي زورق..
إن كنت أعز عليك .. فخذ بيديّ
فأنا عاشقةٌ من رأسي .. حتى قدميّ
إني أتنفَّسُ تحتَ الماء..
إنّي أغرق..
أغرق..
أغرق..
نزار قباني
.
.
.
تَرْحالُكِ شَيءٌ يَتَجَدَّدْ
ولِقانا شَمسٌ غائبةٌ
في رَحْمِ الغَيبِ ولَمْ تُولَدْ
أنا قَلبي مَوْقِدُ أحزانٍ
ودُموعُكِ زَيْتٌ تَسكُبُهُ ..
عيناكِ على نارِ المَوْقِدْ
قد عِشتُ أخافُ أُوَدِّعُكِ
أو يوَمًا حُلمي يَتَبدَّدْ
وبِرَغمِ الخوفِ تَفَرَّقْنا
ورَحَلْتِ أيا حُبي الأوحَدْ
مازِلتِ حَريقًا في قلبي
حُبًا ومَشاعِرَ تَتوقَّدْ
لِمَ لا تَبقينَ وأنتِ العُمرُ
وحُبٌّ في قلبي غَرَّدْ
يا أعظمَ حبٍّ أعطاني
قلبي وهَواكِ على مَوْعِدْ
***
تَرحالُكِ ضَيَّعَ أيَّامِي
إن ضَاعَ العُمرُ فَهلْ يَرجِعْ ؟
أنا أسألُ نَفسي أحيانًا
مَنْ فينا ضَاعَ ، ومَنْ ضَيَّعْ ؟
أنا بَعدَكِ حُلمٌ مَجروحٌ
أنا نَهرٌ تاهَ عَنِ المَنبعْ
سُفُني في عَينِكِ راحلَةٌ
تَنتظرُ وَداعَكِ
كي تُقلِعْ
مازلتُ أخافُ أُوَدِّعُكِ
وأخافُ عُيوني
أنْ تَدْمَعْ
قد يُطفئُ دَمعي نِيرانًا
تأكُلُ في القلبِ وفي الأضْلُعْ
أو يَغرَقُ طيفُكِ في دَمعي
أخشى إنْ راحَ
فلا يَرجِعْ
***
تَرحالُكِ شيءٌ يَتجدَّدْ
ولقاؤكِ حُلمٌ أرصُدُهُ
في أٌفْقٍ تاهَ عنِ المَرصَدْ
يا وجهًا يَسكنُ في قلبي
يا ألفَ حِصارٍ في دَربي
أنتِ الأيامُ بأجمَعِها
أجملُ أُغنِيَةٍ أسمَعُها
وحديقة ُحُبٍّ أزرعُها ..
بمَشاعِرِ شَوقٍ
تَتولَّدْ
قد نَرحلُ يا عُمري الأوحدْ
أو نُصبحُ في يومٍ أبعَدْ
لكني مازِلتُ أُؤكِّدْ
إنْ نَفَدَتْ أنهارُ الدنيا
حبِّي أنهارٌ لا تَنْفَدْ
رمى بالهاتف على الاريكة بقربه ، لياخذ من مسندها مركى لـ رأسه المثخن هما و غضبا فـ ضيق !
حمامة حياته قررت أن تتخذ من الفضاء موطنا لها بعد ان وجدت ان قفصه المتعفن برائحة الدماء لا ينفع لـ معيشة الاوغاد ، فكيف بها وهي الباحثة عن السلام ؟!
فـ لا إهتمام و لا عناية بل فوق تلك اللا ،، كل انتقاص للانسانية ،
أشقاها لأنهم اشقوا به الروح
نحرها لـ نحرهم عرضه امام عينيه الحقيرتين !
شق جيب قلبها و إستخرج منه دماءه لحقد يسكنه منهم !!
كبش فداء لهم كانت
و مصدر تنفيس له !
حتى حان وقت الرحيل ،
عليه ان يفك قيدها و لترتحل بذكراها بعيدا ،
هي محقة ،،
و عبد الله محق ايضا !
بل الجميع محق ، فـ هم يفكرون بـ عقولهم الحاضرة ،
أما هو فـ ذهنه ما زال متوقف هناك ، حيث انتحار العزة
كل ما يفعله هو تكبير كرة الاخطاء يوما فـ أخر ،
آه على وجود لـ أنثى هزمت له رصانته الجدراية !
جعلته يخشى أشياءا ما كانت بحسبانه ابدا ، يخشى ان يفقدها ، نعم يعترف ،
لا يريد ان يمتنع عن حز سكين الحنين و قطع عنق الشوق !!
متعة و لذة لا يجدها الا حينما تراق دماء الشوق السالب لإعتزاز الرجال .. و عقول النساء !
إن ودت الانفكاك كما تزعم ، سيفعلها ،
سيتركها ،
ليس من اجلها هي ، فـ ليس هو من يقدم غيره على ذاته
بل من اجل أن تحزم حقائبها و تغادره بأسرع وقت ممكن ،
فـ مكوثها أرق
و وجودها البعيد اشبه بالحرق
لكم يشتاق أن تكون امامه ، يحيطها بذراعيه و يكون لها موطنا نفاها منه بغطرسة شرقية !
ليصفع وجهه ندما على ذلك الشوق
فيطأطأ الحب رأسه معلنا ضعفه ،
لـ يلكز خاصرته بأنامل العشق المكتوم ، ذاك الذي لا يقاوم ، و لكن هو الاخر لا يأت بنتيجة ترجى مع متصلب الرأس و العقل !
فهو لن يزل متأكدا بـ أن البعد هو الافضل
و الانسب
و الأجمل !
فـ لا حكايا تجمع بين الـ علو و الدناءة !
لا رابط بين علي و قاسم ،
سيمزق صدره إن عادت له امنيات الشوق تلك ، حتى يستبيح دم الذكرى ، فيدفنها بقعر الروح
و ينساها هناك .. حتى ان يحل الأجل المنتظر !
تغيبين عني..
وأمضي مع العمر مثل السحاب
وأرحل في الأفق بين التمني
وأهرب منك السنين الطوال
ويوم أضيع.. ويوم أغني..
أسافر وحدي غريبا غريبا
أتوه بحلمي وأشقى بفني
يولد فينا زمان طريد
يحلف فينا الأسى.. والتجني..
ولو دمرتنا رياح الزمان
فما زال في اللحن نبض المغني
تغيبين عني..
وأعلم أن الذي غاب قلبي
وأني إليك.. لأنك مني
* * *
تغيبين عني..
وأسأل نفسي ترى ما الغياب؟
بعاد المكان.. وطول السفر!
فماذا أقول وقد صرت بعضي
أراك بقلبي.. جميع البشر
وألقاك.. كالنور مأوى الحيارى
وألحان عمر تجيء وترحل
وإن طال فينا خريف الحياة
فما زال فيك ربيع الزهر
* * *
تغيبين عني..
فأشتاق نفسي
وأهفو لقلبي على راحتيك
نتوه.. ونشتاق نغدو حيارى
وما زال بيتي.. في مقلتيك..
ويمضي بي العمر في كل درب
فأنسى همومي على شاطئيك..
وإن مزقتنا دروب الحياة
فما زلت أشعر أني إليك..
أسافر عمري وألقاك يوما
فإني خلقت وقلبي لديك..
* * *
بعيدان نحن ومهما افترقنا
فما زال في راحتيك الأمان
تغيبين عني وكم من قريب..
يغيب وإن كان ملء المكان
فلا البعد يعني غياب الوجوه
ولا الشوق يعرف.. قيد الزمان
فاروق جويدة
.
.
.
نهايةْ الإدانَة الثآنية عَشرْ
حُلمْ
|