كاتب الموضوع :
حلمْ يُعآنقْ السمَآء
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: أبرياء حتى تثبت إدانتهم
بسمْ اللهِ الرحمنْ المنآنْ ،
آحبببتي ِ ..!
كَم أحب إنتظآركم المتلهف ، و تيقنوا بـ أن لهفتي للقاءكم أكبر ،
كُل حرفْ كتبتموه زف في القلب عُرسـا
و يا لسـعآدتي لكثرة الأعراسِ و الأهازيييجْ المُبهجة في الفؤادِ
لو تعلمونْ التعب الذي أصـابني و أنا أكتب ، والله قضيت أربعة ليالي بأيامها كـ مُدمنة كتابة !!
و أحمد الله الذي وفقني لـ كتابة إدانتين متكاملتين إن شاء الله
نويت أن أنزلهما سُويا ، لكنني خشيت أن ترغمكم الأطالة على التسرع بالقراءة ،
و أنا أودكم أن تتذوقوا حروفي بالضبط كما أطهوها بـ بطئ كي تكون لذيذة و شهية ،،
فـ سأترككم مع احداهن ، لتتنآولوها بـ نهم ، و بعد فترة قصيرة إن شاء الله أدعوكم لتنآول الأخرى ،
و لكن إدعوا لي توفيقا من الله أحبتي ، فـ قد قضيت أيام العيد المفترض أن أتخذها ساعات دراسة في الكتابة لـأحبتي الذين يسكنون الفؤاد ،
أما أستحق بعد ذلك التعب دعاءا بـ فك شفرات الأدوية و محتوياتها لـكي تترسخ بين أروقة العقل ؟!
حُلم كما تعلمون تُحبكم حد اللآ حد ،
و تتمنـى من الله عز وجل أن تكون واقعا جميلا تنتـظرونه بشغفكم الدائم ، و بـ دعائكم لـ تحقيق ما تحلم به ِ
فـ أنا لا أحتاج سِوى دُعاء صادق و قلوب أنقى من سماء الربيعِ
//
صلآتكم أحبتي قبل كُل شئ ،
و من ثُمْ
كُونوا معي في
الإدانَة الحَـآدية عَشَـرْ
،
انظر لما يفعله المحتلُّ في العراق
يبني لنا مدارس الشقاق والنفاقْ
وإنما اغتصابه العذارى
يعدُّ من مكارم الأخلاقْ
وها هو يجدّ مسيرة الحرِّيهْ
ليمسخ الإنسان والهويّهْ
يقتحم المنازل العزلاءْ
يغتصب الآباءَ والأبناءْ.. ياويلنا
فنحن نقتل بعضنا من شدة الذكاءْ
لو نحن يا سائلنا نوحد الجوابْ
لونحن يا عراقنا نوحّد الخطابْ
نصرخ بالدخيل والمحتل والمأجورْ
كفى بنا تناحراً.. فار بنا التَّنور
بستاننا لا يأمن الذئابْ
لنظهر البيت ونكنس الذبابْ
بلادنا نبيلة طاهرة الترابْ
بلادنا النعمان والحسين والكنديّ والسيَّابْ
كريم العراقي
؛
لـ صباحات الأعياد لذة كالشهد
و لسعة كـ الجمر !
و شتان بين النكهتين ،
يومها تجلس منزويا ، تنطوي الأحزان فوق بعضها ، لتتلألأ الأفئدة بـ دموع المهج ، و كإن الفقد قد حدث توه ،
و كإن الأحبة للتو إنطوت فوقهم أتربة القبور ، ليتركونا نصارع ألاما خلناها افلت بنجم قسوتها ،
لتبطش بنا مجددا ،
و مرتان في العام ، بل ثلاث !
فـ أول أيام شهر الفضائل يشابه العيد ، بـ لذته ، و لسعته !
وخز الإبر في صدر الإشتياق يؤلم ، والله يؤلم ، و كيف الحال لمن إمتلئ صدرها بـ التكتلات البشرية المفقودة ،
تلك التي فوق خساراتها حرمت من حيطان و اسقف فـ أبواب ،
اجبرت على أن تلسع في أرض ليست بأرضها ، و بين قلوب لا دماء مشتركة تصب و تنبع تباعا بها و منها !
إستتر الحزن خلف قناع متقن الملامح ، بحدقتين باردتين ، و شفتين تكتنزان غرورا ، و أنف يعلو بـ مجد شامخ ، و كإنه يعود لـ بلقيس عصرها الأبي !
إكتفت بـ رفع المتمردة من الخصل بـ كرة مهملة فوق رأس تنقره الاوجاع منذ بدايات الفجر و حتى إنتهاء ما قبله بـ ساعة !
بحركات بطيئة نزلت من على السرير الواسـع العائد لـ تلك الحنون ، لتعود فترتمي فوقه بلا حول لها يذكر ، شددت إطباق الجفون فوق بعضها البعض ، منتظرة بـ إعتياد زوال اعراض ذلك التخلخل المشكوك بأمره ،
و كم طال الإنتظار حتى تمكنت بـ شجاعة من النهوض و التحرك نحو باب الحجرة الموصد ، آملة أن لا تجد أحدا من أصحاب المنزل أمامها ، فـ أمنيات العيد تتلى فوق أسماع القلب ، راجية من الله أن تتناقص ساعات النهار ، فـ تتلاشى تلك التي لليل ، و تنتهي الثلاثة أيام من دون تصادمات مع بني البشر ،
و لكن أماني كهذه ليست سوى سرب من حمام ضمآن ، هدفه يقتضي أن يصوم ماءا لـ عشرة أيام أخر ، أو يستطيع حينها من إكمال مشـواره ؟
أم إنه سيهوي قاع المعمورة ، بـ جناحين ترفرفان بحثا عن واقع جريح ، ما زالت للأماني حدودها الخاصة الممنوعة من أن تعتب بـ أقدام طفل ما زال الى الحبو اقرب !
سمعت لهم ضحكات متوالية ، تردفها تهاني عيد بهيج ، و كإنهم لم يفقدوا ابا ابدا ، أم أن لوجودهم مجتمعين بـ خيمة من عباءة الحنون يقيمها وتد العمر بإمكانه الإنتصار على غزوة الوجع المتغطرس بجيوشه الرعناء ؟
إسندت وهن الجسد بـ كف ترتجف على الجدار الاقرب ، لتتوسل ذرات الهواء من ان تعانق حويصلاتها النهمة ، فالمجاعة إستحلت الرئتين بـ شعوبها الفقيرة ،!
و بعـد وهلة لم تطل ، عادت مجرجرة ساقيها كـ حافي قدمين و متوهج الجسد إشتعالا يجرجر قضيبان من حديد سميك على أرض تعكس حرارة أغسطس
؛
ما يفعلُ المشتاقُ يا حبيبتي في هذه الزنزانة الفرديَّه
وبيننا الأبوابُ ، والحُرَّاسُ، والأوامرُ العُرْفيَّهْ..
وبيننا أكثرُ من عشرين ألفَ سنةٍ ضوئِيَّهْ..
ما يفعلهُ المشتاقُ للحُبِّ، وللعزف على الأنامل العاجيَّهْ
والقلب لا يزالُ في الإقامة الجبريَّهْ..
نزار قباني
و كإنه لم يشهد يوما اي عيــد ،
و كإن الـ ستين ' كل عام و أنت بخير ' لم تكن سوى وهما ، أو حلما .. أو لا شئ !
أول أعياده ها هو ، أعذب الأمنيات و أنقاها متكتلة في دلو عظيم يقبع امام انظار قلبه النهم ، ليصب لنفسه كؤوسا تمتلئ حتى الاندلاق ، كؤوسا تبرق بـ كرستالاتها المبتهجة ، مستبشرة خيرا بـ عيد جمعهما فوق أرض واحدة ، لم يشأ أن يبل ريق الصوم فيفطر معلنا عن عيده قبل معانقة محاجره لـ زمردتيها ، تلك الحجرتين الكريمتين الغاليتين على نابضه المثخن بها ولعا ليس من فوقه ولا تحته ولع !
يشتاق رؤيتها ،
ليس متيقنا بـ أخر إصطدام بينهما كم مر عليه من الأسابيع ، فـ وجودها في حجرة الحنون قـد أقصاها عنه أكثر من ذي قبل ، و هي أيضـا قد عادت لتعتكف في قوقعتها كـ لؤلؤة فريدة تنافس جواهر العصر الذهبي ، لـ تحمل فوق أكتافها ذنب عاشق يكاد يأتيه الصمت الرزين بـ ذبحة في الفؤاد تمتد من يسار الصـدر حتى الذراع و الظهر ، فـ تلكم الفك أخيرا عقابا لـ تماسكه الأخرق ، فقط لو ينطق شوقا ،!
آه من شوق يسكنه لـ حورية تستوطن شطآن الروح ، تأتيه عند تمركز البدر في كبد السماء ليختلط إنعكاسه على مياه الشاطئ النقي مع متمردة القلب المحاطة بـ دوامات عريضة ، كلما خفت حدتها تعود عنيدة النابض لـ تحرك ذيلها الوهاج بـ قشور من مرجان فـ تحدث أعاصيرا من أمواج تلطم صخور الصدر لـ مغتال يتابع عملية إعدامه بـ شغف ، بل و يساعد الجلاد بـ شد وثاقه قرب المصلب ، كي يكون لـ قتله نكهة كـ الزنجبيل !
يعلم بإن نسـوة المنزل تتابعن حركاته بـ إهتمام مشوب بـ لمحات من فضول ، كل من هنا على يقين نقي بـ أن القلب يهفو ملهوفا لمن تختبئ خلف قوائم تلك الغرفة الصغيرة ،
يريــد أن يتذوق العيد يا بني البشر ، الصدر يحترق شوقا لـ نسائم الماضي المعتقة بـ طعم الطفولة ، لم لا ترحم ضعف الفؤاد و تأتيهم ؟!
لن يفعل شيئا عندها سـوى الإفطار !
أ وستحرمه من ذلك الحق أيضا ؟ يالها من متعنفة قلبا و قالبا !
: عموووري ، اليووم مو تطلع و تتأخر ، لتنسى مهر أيووش باجر وعدنة كوومة نواقص
إلتفت حدو المعنية بالحديث لينبض قلبه عطفا على خجل غطى ملامحها الرقيقة ، ليجيب اخر العنقود بـ حنان : شلوون انسى ، و يووم ال الج ميوس و نخلص منج
لتغتاظ فتجيب بـ حاجب مرتفع : اصلااا اني حلاوة البيت ، اذا رحت غير تتخبلون
ليأتيها ردا من والدتها التي دلفت حجرة المعيشة بـ إبتسامة تكاد تحمل صفاء الكون اجمعه : والله كل وحدة منكم قطعة من قلبي و من تروحون تخلون البيت وراكم ، بس هاي سنة الحيااة ، و ان شاء الله نفرح بـ ميوسة حتى تخلص رساالتي
أضافت جملتها الاخيرة و هي تختار المقعد الطويل الرابض فوقه شبلها الحبيب ، ليجر جسده بـ هدوء فيختار فخذيها وسادة لـ رأسه المملوء بـ أفكار تربطه بـ حسناءه الغائبة ، والله اشقته ، و لهذه الحبيبة يد في الامر ايضا ، فهي من أبعدتها عنه تنفيذا للاعراف و الاحكام الجائرة ، لم يكن عليها ان تساور بالشك ولو لـ برهة ، الشك قتال لـ صاحبه ، و هي قررت قطعه قبل أن يضيق الخناق حول عنقها و لا تعلم بإنه هو من صار فداءا لـ ذلك الحبل السميك ، أو إنها تدري و لا تعطف !
الحنون بدأت بـ حركة غريزة العبث بشعره القصير متمتمة حبا : عيوون امه شبيه ؟
إبتسم بخفة من دون أن ينطق ، لتنعكس إبتسامته بـ أعمق على ثغرها ، لتميل نحو جبينه فـ تقبله بـ رقة لتدغدغ أسماعه دعوتها الصادقة : إن شاء الله عيد الجاي ابنك بحضني
أغمض عينيه حالما بتلك اللحظة ، أو بالإمكان لأن تتحول واقعا ؟ لا يعلم لم القلب يصيح معترضا على كل شئ ، مستخدما لغة غريبة يجهلها هو ، و لكنه أكيد بإنه غير راضي عن كل ما يحدث ، و كإنما هنالك كف تلطم وجه السعادة بـ قبضة زينبية ، تذكره كل حين بـ جرم إقترفته يداه ، قد يكون العدل الالهي يختار ان يكون العقاب هو سنين عجاف لا تثمر بما تدعو به والدته !
آه يا اماه ،
أعلم و متيقن بإنني غرست كفي في ظهرها لـ اجتث القلب من موضعه ، فـ مزقته قبل إخراجه بـ دعسه بين الاضلع و الفقرات ، أنا من أقحمتها في قصتي البائسة ،
أنا من أوجعت شعورها النقي فـ شوهتها بـ الألم ، و لـ ربما سيبقى ذنبها معلقا في عنق حلمي حتى أخر أيام الدهر ، لأحرم من بقايا العمر ، رغم الروح اللينة الساكنة بي !
بتر عليه انغماسه في غيمات معانقة لحلمه الازلي نبرة غيرة منبعثة من حنجرة الصغيرة : كفووووحة خانووم ، شو الدلاال بس لعمر بييك ، ليكون بس هوة إبنج ؟؟ و إحنة بنات الخدامة
تكفل هو بالاجابة من دون أن يباعد بين جفونه ، فحلمه أعمى ، و عليه أن يسايره حتى يبصر يوما اشعة الشغف النبضي المنبثقة من صدر إعتاد مضامير السباق : شحدج توصلين لمعززة عمر بيك ، كلمن لازم يعرف قدره
لتقاطعه الحنون بـ لطافتها : عمررر حبيبي اليوم عيد لتزعلها
: لا عيني خليييه يزعلني ، شو هوة صاير غير عمر ، وييينه ذاكة حبيبي الي ميقبل علية الحجاية ، هسة صاير ميتحاااجة
لم تغادر الثغر نقاوة البسمة ، ليجيب بذات الوضع اللا مهتم : إنتي صاايرة رقيقة و بس تتزعلين
لـ يلتفت نحوها و كإنه وجد مبررا لـ حساسيتها المفرطة هذه الأيام : بس طبعا وقعتي من عيني ، كل هالغيرة لإنو بقيتي بس انتي عانس بالبيت
صرخت به حانقة و خيل لشقيقها بأن ذرات الغبار تتطاير من حولها : عاااااااااانس ؟؟ عمررري 23 ربيعااااا يا .. يااااااا ما اعرف شقول
ببرود أعصاب ود في إثارة غضبها و إلهاء ذاته الفارغة بشئ ولو على حساب المراكز الدماغية لـ صغيرته الشقية : شحدج تقولين شي حتى اقص لساانج
: مااماااا شوفيييي ابننننج
أردفت بعد أن وجدت أن لا شريك لها غير لسانها : عمر افندي مو لإنوو لحد الآن مـ عيدت على حبيبة القلب تريد تقهرررني
تصلب ظهره بـ مفاجأة !
أجلد يكسو لحمه ام غشاء شفاف ؟
أم إن العقل قد تسربل بالجريمة القلبية لـ يدونه بعنوان عريض في صفحة الفضائح !
كيف علمت هذه الخبيثة ما يدور في خلد الروح من حاجة عنيفة لمن حبسوها فـ أحبت الحبس ؟
إلتفت ليقابل حديثها بـ برود أشعلها أكثر ، و هو كاره أن يكون بموقف متسم بالغباء الكثيف : هاي يعني دترديلياها ؟ خسرتي يا كتكوتة ، إلقييلج شغلة ثانية
: إحللللف مـ ضااايج لانو مشفتها .. يلاا احلف حتى نشوف منو الـ خسر
بـ رقة إسلوب إعتادت أن تحل المواقف المحرجة بأقل خسائر ، لتتدخل : ماماااا يللا خلي نترييييق ' نفطر ' ترة الكاهي اذا برد يصير مو طييب ' الكاهي و القيمر هو الفطور الرسمي لصباحات الاعياد في عراقنا '
: لا عيب نتريق و حبيبة أخوج بعدها نايمة
تهكمت الصغيرة مجددا وهي تنوي ان تشعلها حربا اليوم فليست هي من تنادى بـ عانس ، رغم إنها لطالما أطلقت هذا اللقب عليها و على رفيقاتها ، غير أن سماعه من قبل الجنس المعادي يعتبر إهانة لا ترتضيها مع أنسات جنسها اللطيف
ضحك بـ صوت أخرس ، لتعلق والدتهم هذه المرة : ولج ميس شبيج تخبلتي ؟ روحي قعدي البنية يللا ، و عقلي و عوفي اخوج بحااله
و أخيرا حان موعد عطف القلب الحنون ،
لم لم تسرع والدته بقرارها هذا ؟
أ ودت أن تختبر صبر الجوع به ؟
أم إنها تربض على رأس طاولة إجتماعات نساء العالم المحبات لـ تعذيب أفئدة الرجال ؟
لكنه قرة العين ، فـ كيف إستسهلت رش ذرات ملح الشوق في قرنيته ؟
آه عليك يا أمآه !
هيا إذهبن و نادنها ،
سـألتكم بالله أن لا تعدن الا و حورية شطآني محمولة على زعانف الشـوق لـ صيادها الحنون المشتعلة أصابعه بـ جمرات لملامسة ذلك الذيل العنيد ،
حين لم يتبق سواه مع حبيبته الأولى ، تلك التي لم تشكوه يوما لأحد ، همست بـ صوت أجش متحدثة من عمق الروح : عموري ، خابرت علي ؟ حبيبي هذا عيد خلي يجي يشوف اخته حرام عليه ، لو انته وديلهياه ، و قله لاازم ان شاء الله يجي حتى نتفق على عرسكم ،
قلت لكم ، هي رئيسة مجلس إدارة الشركة العامة لـ ذبح شرايين الرجال !
تقولها بهذه البساطة غير مبالية بـ كوني أغزل نسيج الحلم ليلة فـ ضحاها لتتدحرج كرة الصوف حال إصطدامي بواقعي الاخرس !
إسترسلت والدته و نظراته ثاقبة لـ بؤبؤيه الجامدين : أمي ميصير هيجي البنية صارلها شقد يمنا و بين الناس لهسة ممتزوجين ، باجر شنقول لـ الله يا ماما صدق هية تعاند بس محتاجة شي يفرح قلبها ترة والله هية طفلة و أي شي يرضيها
طفلة !!
لم تصدقي الحدس يا غالية ،
فـ مهجة العين ليست بـ طفلة البتة ، بل هي عجوزا في خرق قوانين البراءة العفوية
طفولتها إنقرضت منذ سنين ، بل و تبدلت بـ كثير من الـ غطرسة الأبية
لتتفكك سلسة من رؤى تدور حول محور إبنة السلطان فقط إثر كلام اخته العرضي و التي دلفت الحجرة للتو : ماماااا متقبل تجي تقول تريقوا انتو بالعافية !
إنقطع حبل القلب ،
ذلك الذي يثبته بـ موضعه الطبيعي في منتصف الصدر مائلا نحو الشمال بـ ذروة هرمه ،
ويلا لها ، أما اكتفت بـ أرجحة ذلك الفؤاد يسارا فاليمين لتأتي الآن بـ منشار تحتد أسنانه خصص لبتر اضخم سيقان الأشجار عن موضعها ليتركها عرجاء حتى البين ،!
فـ كيف بـ ذلك الرفيع المكون من أنسجة لحمية مكتنزة بالدماء لا غير ، ؟!
إبتعد قليلا عن موضعه لـ يتحدث بـ ركوز ' ذهني ' فالقلب ماعاد له ما يرتكز عليه ، إلا إن عادت لـ ترأف به و تخيط أطراف الحبال بسنارتها السحرية : اروح اشوف شبيها !
: لا أمي اني اروح
اعترضت والدته ، لتقف سابقته فـ يتنهد هو بلا احتمال لهذه الغطرسة الحريمية و القوانين التعسفية المصدرة بحقه من قبل أنثى باتت تجور من دون قصد او به ،
اتبع خطاها في الاستقامة لـ يصر بـ لطف : يعني رح اكلها قابل ؟ و بعدين صار كم يوم مشايفها هسة تطلع هم براسها مصيبة جديدة تعرفيها مـ تقعد راحة ، هية 5 دقايق احجي وياها ، طلعت طلعت مـ طلعت كيفها !
و من ثم غادرهما بـ قهر احنى كتف قلبه اكثر ليلامس جدار المعدة فينقرها وجعا !
تعلم جيدا بإنه يملك حق الخوض في حياة تلك المسماة بـ زوجته ، و لكنها تخاف ان تتورط بـ السماح لمخالب شبلها في إجتثاث قلب انثى اخرى ، وحيدة و لا طاقة لها على إستعادة توازن الجسد او الروح إن خدشت حرفيا فقط ،
بات صغيرها مفضوح العشق ، فالـ شوق ينضح من إنقباضات الجسد و هدهدات النفس النقية ، مفضوحا عندهم بينما امامها يكون اخر ، تكره ان تتابع لعبة القط و فأرته كل حين ، و لكنها مجبرة على ذلك ، فـ هو لا يود منها اي محاولة لـ عقد هدنة بين رجل يلظى جلده حبا ، و حبيبة يخرسها الوجع من كل ما حولها ؛
هي من تبيت عندها كل ليلة ، و هي من تضطر لـ سماع ناي الحزن الشجي عند كل أنة و تنهيدة تصدر من بين انفاسها الغافية ، تشبع قلبها عطفا و رحمة تجاه هذه الـ ' كنة ' ، و إستطاعت بـ لا أي محاولة كسبها في صفها المتعروجة طرقه ، لتقف كـ سد حصين بشكل مضاد لـ شبلها ، فقط من أجل أن تربت على كتف اليتيمة !
إلتفتت صوب عروسة المنزل حالما تهادى صوتها الناعم لـ ينعكس فوق الاجسام الصلبة بـ رقة : ماما عيوني خليه يشوفها شوية ، ترة مو لهالدرجة ، إنتي تدرين بيه يحبها و اكيد مـ حيأذيها ، و قابل انتي متعرفين عموري ، فدوة لقلبه هوة ميعرف يأذي نملاية ' نملة '
ليستنطق الحديث شئ خفي ، فـ تعبر عنه بذات زفرة : ادري يا ماما ادري ، بس الي اني متأكدة منه هية تجيب الاذية لنفسها و اله و هوة اروح له فدوة مـ يقصر رأسا يعنتر عليها و ينقلب حاله ، بس لو اعرف على شنو هالعناد ارتاح
؛
هَلْ تَسمحينْ
لي بالدُّخولْ ؟
لا تَسمعي مِن زُمرةِ الحُرَّاسِ شيئًا
أنا شرحُ مُشكلتي يَطولْ
أنا قادِمٌ والبحرُ خَلفي
والعصافيرُ الجميلةُ ، والنَّوارِسُ ،
والنجومُ على وُصولْ
قالوا بأنَّ مَناجمَ الماسِ العَتيقةَ
بينَ عينيها
تَجولْ
قالوا بأنَّ مَنابعَ الأنهارِ في العينينِ
تَركُضُ كالخيولْ
قالوا بأنَّكِ دائمًا أرضُ التَّرَقُّبِ
والتَّوقُّعِ ، والتَّمرُّدِ ،
والذُّهولْ
ولِذا أتيتُ
أُحطِّمُ الأسوارَ حتى تأذني
لي أن أقولْ
أنا جئتُ أنسِفُ
كلَّ ما بيني وبينَكِ من حدودٍ
جئتُ أطرحُ كلَّ أسئلةِ الفُضولْ
قلبي الزلازلُ ، والبراكينُ العنيدةُ ,
والسيولْ
وقصائدي سُحُبٌ مُحمَّلةٌ
بماءِ العشقِ
تَرغبُ في الهُطولْ
أنا شرحُ مشكلتي يَطولْ
هلْ تَسمحينَ ..
لِي بالدُّخولْ ؟
عبد العزيز جويدة
تجلس متكأة على ظهر السرير و تداعب بأناملها المبيضة طرف القميص القطني الذي ترتديه ، لتتكفل يسارها تثبيت هاتفها الغالي على صيوانها فـ يصلها صوت محبب يبقى له في القلب موقعا لا ينازعه احد به ، من تلك التي اثبتت صدق الاخوة الغير مرتبطة بـ عروق الجسد
وصلتها نبرة بائسة من تلك ، تنهيها عن جنون تماشيه : و بعدين يعني ؟ لـ شوكت تبقين هيجي معااندة ؟ لينا حرام عليج والله يحبج ، لج قبل خبصتيني تقولين متزوج و متزوج هسة عااافها علمودج
بترت استرسال رفيقة الروح بـ حدة مجهدة : مو علمووودي ، هية رادت تعوفه ، و رسل دخيل الله ترة روحي واصلة لطرف خشمي مو خابرتيني و عايدتيني ؟؟ عندج حجي مهم قوليه ما عندج يللا اولي اني
: إنتي شقد متستحييين
لم تهتم لـ إستنكار رسل ، بل اكتفت بالصمت و هي تغرس بـ جمجمتها في ظهر السرير اكثر علها تخفف من حدة الوجع ، لـ تعود تلك البعيدة جسدا و الاقرب من كل قريب روحا فـ تردف : انجبي و اكلي *** ، إنتي فد وحدة لووقييية ، يعني على اساس متدرين بيه يحبج و اكيد بقلبه جان يتمنى يخلص من الزواجة الي ورط نفسه بيها علمود ينساج بس
: لا ماا ادرييي ، و لا يهمني ادري ، ترة مللتيني كلما نتخاابر لازم تفتحين الموضوع
: لييش هوة موضوع ينسد حتى افتحه ؟ لج زمالة انتي ؟؟ قاعدة ببيتهم صارلج 3 شهور و انتي مرتتتته تعرفين شنو يعني مرته ؟ و صابر عليج و عايفج على راحتج و عمره مـ طلب منج شي فوق طاقتج و ....
قاطعتها بذات الأنف الملامس لـ غيمات السماء : و الله محد قله يصير لي عنتر و يتزوجني علمود صديقه ، خليه ياكلهااا
لتسخر الاخرى : والله محد حياكلها غيرج من تجيج امه و تقلج عيني شكلج ما منج فايدة و اني ابني كامل و الكمال لله و لقيتله بت الحلال الي تتمنننى منه نظرة و انتي روحي بطريقج الله وياج ، ترة الي خلق زينب خلق غيرها ، و وقتها عود تبجبجي زيين و تندمي
قرصة بـ سبابة و إبهام ثقبت جدار القلب ،
لـ تسيل دمعة فريدة بلا إدراك حسي على خد مشدودة عضلاته ، همست بـ كبر في محاولة لـ فض حديث تلك الخبيثة : بعد احسسسن ، اخلللص منه
لتضغط رسل على زناد سلاحها بغير عمد : و وين تروحين اذا صار هيجي صدق ؟ شو علي و عافج ، و حتى لو موجود تتخيلين رح يتحمل خبالاتج هاي مثل ما عمر و اهله متحمليها ؟
حاولت تجاهل لزوجة الدم النازف من الثقب الذي كونته تلك الرصاصة المغروسة في شمال الكتف ، و تغطية انفها عن رائحته المقرفة لـ تهمس : رسل باي
: لحظظظة
: شتريدين بعد مغثة ؟
: تعيبين على اخوج و انتي انقس منه ، لازم محد يقوللكم انتو غلط ولا تاكلووه
: قتلج شتريدين ؟؟
: تدرين ليش قلبي محروق هسة ؟
: ليش ؟
: لإنـ ـ ـو انتييي بعدج على حااالج و انـ ـي طلعـ ـت حاااامل
رف جفنها بـ سرعة ،
لتفلت من بين تعرجات الحبال الصوتية نغمة رقيقة محملة بالشوق المنتحب : والله ؟؟ يااا حيوااانة ليييش مقلتيييلي من البداااية ؟ شقققد كرهتتتج ، صاار ساعة ترزلين بيية و مفرحتي قلبي بهالخبر شقد اكرررررهج ،، ثوولة انتي ثوولة ؟ تدرين اموت و اسمع هيجي خبر
لم تفتها نبرة البكاء المالئة لـ صوت رفيقتها و هي تستطرد بالحديث : لييين اني حامل و انتي بعدج كل شي ممفتهمة من حياتج ، لج خاافي الله ، لج والله اريد افرح بييج وارتاح ، والله العلي العظيم مدا احس بطعم الفرح بس اتذكر وضعج الي انتي مصرة تبقين بيه ، حتى إسألي هييثم شقد افكر بيج و بخبالاتج ، لج كافي مو مللتي ابن العالم ، و الله يعلم يمكن حتى هوة رح يكرهج
و كإنها صماء قرب ذاك الحديث الغبي ، لتعتدل جالسة و غير آبهة بمقدار الوجع الداق بـ مطرقته لـ رأسها ، فـ تستطرق بصدق عفوي : بيا شهر هسة انتي ؟
تنهيدة فقدان صبر و من ثم : بالثاني
: أووووي صدقة لعمرها الي رح تصير ماما ، لج سوسوو يا كلبببة اريييد احضنج و ابجـ ـ ـ
لم تستطع تحقيق الامنية الاولى ،
و لكن تابعتها كانت الاسهل ،
لتشحنها بالكثير من الطاقة المتلاشية ، فـ تتدفق مياه الوجع من مآقيها المحمرة ،
فتدس الجسد الضعيف على السرير مجددا محاكية رفيقتها بـ نبرة موجوعة : اريد اشوفج ، و أشـ ـوف علـ ـ ـي ، مشتاقتلـ ـ ـه حيـ ـ ـل
فضت دموع الحنين بـ أنات متتالية ، حاولت قدر المستطاع أن تخنقها في حبل من تماسك ، و لكن الاخرى أبت الا و الافصاح عن عويلها العاجز عن تقديم اصبع مساعدة فقط لـ حبيبتها !
: حختنق ، بعدين نتخابر !
همست بها و اغلقت الخط مباشرة لـ تجهش ببكاء مرير و القلب تتصدع جدرانه حاجة لمفقودين من بني البشر ،
آه عليهم و على وجودهم و الغياب !
وجع في العظام ، بل نخر ورب الكعبة
الوحدة تكاد تخترق روحها و ليس الجسد فقط !
كم تكره رجلا كونها ،
تخليا عنها عند اول مفترق للطرق ،
ألا يعلم احدهما بـ حاجة ماسة تنبت فطريا في ثنايا الحواء تنتظر بها متشدقة احاطة من ذراعي آدمها ؟
متيقنة هي بـ أن علي لا يفعل ، و لكن ماذا بـ شأن رفيقه المتعفف بلباس العطف و الحنان الذي لا يناسبه ، فليس سوى وجهة اخرى لـ اخيها ، وجهة مشووهة أكثر !
تكورت على قدها حالما تناهى لها الازيز المزعج للباب ، لتحاول جاهدة التظاهر بالسبات ، او حتى الموت ، و لكن كل شئ افل عندما ارتفع طنين القلب معلنا عن استشعاره لـ قطعة مغناطيس ضخمة تقترب ، لتجذبها من مخدعها بـ عنف حاني ، فتجبرها على المواجهة !
إختنقت الانفاس و تسارعت ضربات الفؤاد جنونا ، عبثا حاولت ابعاد نظراتها عن وجوده الذي عصر كل شئ من حوله ، فـ أنساها حتى قمة الغيظ التي كانت قد اعتلتها منذ برهات قصيرة ، يا الهي ،، مالذي فعله فقط بـ مجرد حظور ؟
لا تصدق حين يقولون لك
أنك عمري
فقاعة صابون عابرة ...
لقد اخترقتني كصاعقة
وشطرتني نصفين
نصف يحبك ونصف يتعذب
لأجل النصف الذي يحبك
أقول لك نعم
وأقول لك لا
أقول لك تعال
وأقول لك اذهب
أقول لك لا ابالي
وأقولها كلها مرة واحدة في لحظة واحدة
وانت وحدك تفهم ذلك كله
ولا تجد فيه أي تناقض
وقلبك يتسع للنور والظلمة
ولكل أطياف الضوء والظل ...
لم يبق ثمة ما يقال
غير أحبك !!...
أنت
تركض كل لحظة فوق جبيني
مثل عقرب صغير أسود
آه السعني
اشتهي سمومك كلها
انزف ظلماتك داخلي
لأضيء ...
وحينما يأتيني صوتك
تمتلك جسدي رعدة خفية
كدت أنساها
آه صوتك صوتك صوتك
الهامس الحار
صوتك الشلال الذي يغسلني
وأنا اقف تحته
عارية من الماضي والمستقبل
وقد شرعت أبوابي
حتى آخرها ...
إدخل !!!
كالمخالب
تنشب كلماتك في ذاكرتي ...
كالسجناء
نلتقي وعيوننا معلقة على الزمن الهارب
_ العائم مثل طائرة ورقية
يلهو بها طفل لا مبال _
كشجرة لبلاب جهنمية
تنمو أيامنا حول أعصابي ...
وتأتيني يا حبيبي تطالعني
مهيباً لا يقاوم كسمكة القرش
وأبحث بنفسي عن أسنانك
كي أوسدها قلبي
وأنام بطمأنينة الأطفال ... والمحتضرين .
غادة السمان
؛
|