كاتب الموضوع :
حلمْ يُعآنقْ السمَآء
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
بسم الله الرحمن ْ الرحيمْ
صلاتِكمْ أولا يـا أحباب حُلمْ
و من ثمْ كُونوا معي و معهمْ
في
الإدانة الخـامِسةْ
أبا الفراتينِ قد شلَّ الأسى رئتي
ومن سواك يحطم قيد أحزاني
أنا ذهلت لصمتك يا أبا قلمي
وأغنياتي وأشواقي وألحاني
لا شاطئاك كم كانا ولا شفة
باست جراحي ولا مشفاك أشفاني
صفعت وجهي أهذا يا زمان أنا
سلمت للريح ساقيتي وبستاني؟
كريم العراقي
؛
لك عندي كلمه
لم أقلها بعد،
فالظل على الشرفة يحتل القمر
و بلادي ملحمة
كنت فيها عازفا.. صرت وتر
لـ محمود درويش
لم تكـن ثورة طبيعية تلك التي ثارها وهو يتحرك سابقا خطوات عمه بعد أن أخبره بالأمر ، ليتبعه الأخر معصور القلب مسـود الوجه
كيف سيسمح لـ نفسه أن يراها بعد أن لوثها بـ قذارته ؟ أ سيمثل دور المغتال كرامة ؟
انفاسه تهدجت ، و إرتأى أن يتوارى خلف الـجدران ، فقط كي يسمع صوتها و يصدق وجودها حية !
و بالفعل ، أرهف السمع لبكاءها المقترن بعويل والدتها و نحيب اختيها ،، تمـزقت أغشية قلبه عند سماعها تسأل عنه متشـدقة ، ما الذي تريده من مجرم مثقل ظهره بـ أوزاره و أوزار كل من يعمل تحت إمرته ؟
أ تريد محاسبته على ظلم رد له عندما أحاق بها ؟
إرتفع صــوت هشام ليطغي فوق اصواتهم الحريمية ، صارخا بها بـ دم ثائر لا لومة لائم معه : ويييييييين جنننننتي ؟ بسررررعة احجـــي
ذهول فـ صمت كان تعبيرهن ،، ليعود فيهتف : جلنااااار جااوبي لا احرررق البيييت على راااسج ،، صاااارلج اساابيع مختفيـة وييين ؟؟ بليييلة العقد إختفيييتي و هسة من لزمنا الكلب ابن 16 كلب ترجعييين فهمينيييي هذاا شنووو يعنييي
تعالى بكاء صغيرته ، ليتوسله قلبه بالرفق ، فـ رفق ، ليظهر لهم من خلف احدى الابواب الرئاسية ، و انظاره تستحـي أن تبحث عن طفلته كي لا يرى أثار ايادي ذلك القذر موشومة فوق جسدها العفيف
هي ما إن رأت من عادت لتستجديه ، إنسلت من حضن والدتها لتستقيم ثم تركض نحوه بـ هلع ، تشعر بإن صدرها سينفجر بين الفينة و أختها
الترقب حلل لها خلايا المخ ، سامحا للـ جنون ان يسيرها ،، إرتمت فوق صدر والدها تبكي نفسها و تبكي علي !
تعلم إنها بعد قليل ستفقد هذا الرباط السميك الذي يربطها بهذا الرجل و قد تفقد معه حياتها ، و عزائها الوحيد إن ما حدث كان تحت إمرة الحلال ، و إن قتلوها ستكـون شهيدة بإذن الله !
فهي هنا لتدافع عن الحق ، تضحي بنفسها من اجل نجاته ، و من ثم عودته لأخته و جدته سالما ، أو شبه سالم !
والدها لم يستطع تقبل قربها هذا ،، بل يقسم إنه إستنشق بها رائحة ذلك القذر ، و كإن أنينها هذا يحكي له عذاب ليال قد مضت ، فتاته تدنست رئتيها بأنفاس حيوانية ، و تمزقت بشرتها بـ مخالب مفترس !
سيقطع له يديه بدلا من تقليم تلك المخالب ؛
حتما سيفعل
صـرخ بها هشام وهو يدنو ليسحبها من زندها فيهزها بـ غضب : جاوبيييني ، شـ صاااار بييينكم ؟
إذن لقد أخبرهم
و كإن رحم الاماني أجهض جنينه توا ، لتنازع ألما نفسيا حادا اثر فقده ،، آه ، لا تحتمل اوجاعا جديدة ، لم طعنتها يا علي و أنت تعلم بإنها تحمل بـ روحها جنينا لأمنية في ساعاتها الاولى ، حيث إنها تكونت بعد إتصاله الأخير
ليصـدم كل ما فيها عند صرخة والدها الموجهة نحو ساعده الايمن : هشاااام لو تحتررم نفسك لو تووولي بـرااا ، إنتتته تــدري بت عمك شريفة ، و اذاا صار بيها شي فهذا من الـ **** الي جــوة
تعالت الصرخات القادمة من اختيها و والدتها ، لم تفكر أي منهن بـ فاجعة كهذه ، رغم إمكانية حدوثها !
و إرتفع صوت هشام مجـددا ، ليستخدم سبابته في تهديدها : شوووفي ياا بت عمي ، والله اذا عــرفت انوو عندج غلطة صغيرة وصلتج لطيحااان الحظ هذا اذبحج بأيييدي سمعتتتي ؟
ليزمجر والدها فإرتعدت فرائص النسوة جمعا : هشااااام انجب و اطلـــع براااا ،، يااا ناااقص بت عمك اشررف من الشرررف ، بيك خير روح استرجل على الكلب ابن الكلب هذاااك ، هاهية روووح كتله يللا ، بتي و رجعت بعــد لاازم يصييير عبرة لكل حيوان مثلــه
لم يـخرج بل أضاف متحديا وهو يدفع بها بعيدا : لا والله ميموت قبل ليشووف حظ اخته طاايح و يذووق النار المشتعلة بـ صدري ، الااا اخليه يبوس رجلي حتى اعوفهاا الااا اخذهااا قدام عيووونه مثل ما لعب بشرفنااا
فهمت توا بإنه لم يخبرهم الحقيقة ، إحتمل طوفان غضبهم ليحميها من بطشهم ، أو ليتناول وجبة الثأر بـ أضافة منكهات لاسعة لحليمات اللسان ، لا يهم
المهم إنه أخفى حقيقة الامر ، ليوهمهما بـ نذالة بعيدة كل البعد عن شهامة تجري مختلطة بـ دماء عروقه !
لينقطع حبل التوازن
فيفيض الدلو بمياهه دفعة واحدة ،
و بـ صراخ لا يمت للعقلاء بشئ ، ركضت لتـرمي بنفسها تحت اقدام والدها ، منتظرة مصيرها الحتمي ، بعد جهادها هذا : لالالالا ، بااابااا لااااا ، ليناااا لاااا ،، علييي معليييه والله معليييه ، مســوواالي شيي والله مأذاااني ،، باابااا لتمووتووه ، والله مـ صاار الي قالكم عنه ، كذااااب ،، والله كذااااب ،، هـ ـ ـوة تـزوجني ، و مغصبني على شـ ـ ـي والله والله تزوووووجنننني
جثم صمـت ثقيل فوق صدور الجميع إلا إياها ،، فـ أكملت نشيجها و هي تنحني نحو أقدام والدها مكسوة بـ عارها فـ ما حدث تلحف بـ ورقة متهرءة ثتبت الزواج ، فيها زوجت نفسها بـ نفسها
تستحق أن يقام عليها الحد ، هي أكيدة !
بلحظة إستطاع المنطق أن يطرق نواقيسا بـ دماغها المرهق ليجعل الكلام ينهمر كـ سيل جارف منها ، عليهم أن يفهموا الآن كل شئ ، فهم لن يسمعوها مطلقا مستقبلا : باااباااا والله صدقنــي هووة معليييه ، هذاا عبد الملك الـ ... هووة خطفنيي والله هووة و جماااعته ، و جاااان نااوي يكتلننننني ، بس علــييي نقذني والله واخذنننني ببيتهم يم اختتته ، بااابااا والله هذا الي صااار والله والله آآآه
تأوهات حارة ،، و صراخات متآكلة نهاياتها أشعرتها بوجود تلك الساحرة الشريرة الساكنة مياه المحيط التي ساومت حورية البحر بـ صوتها مقابل إعطاءها قدمين ، تستطيع معهما الذهاب لـ أميرها الوسيم
نعم من الممكن جدا إنها قد حضرتهم الآن لتسـلب منها صوتها و لكن للأسف مقابل ' لا شئ ' ، و إنما عقاب على سمعة لطختها بلا إعتبار لـ لحظة كـهذه !
إختنق بعنقها الكلام بعد تلـك الهزات المسلطة من قبل ذراعين بشدة الصخـر و تماسكه لإبن عمها الثائر ،، يتحرك بـدنها الضئيل إثر أسابيع من الخوف و المرض مع حركات ذلك الـ هشام
فتارة يميل شمالا ، ليعود يمينا إثر صفعة تحط فوق بقاع مختلفة من الوجه ، مزمجرا بأبشع الكلمات الدنيئة ،، و راميا سمعتها بـ سهام حادة الرؤوس من الإتهامات الباطلة
شعرت بأذرع مختلفة تحاول تخليصها ، تتشابك عندها لـ تبتعد منفصلة ، فترتبط كل منها في جسد ما ، والدتها و شقيقتيها إستقتلن عبثا أن ينقذوا لها ما تبقـى ، و لكن يبدو إنهن أيضا حصلوا على نصيبا لا بأس به من تلك اللكمات
من أتعس تلـك الاحاديث التي مرت فوق اسماعها مرارا من صـوته الزاجر ، هو إنها ليست سوى رخيصة باعت شرفها منذ سنين ، و هذا ما جعلها تعلقه كـ قميص بطراز قديم متوارث في العائلة ، فلا حيلة لها على رميه ، و ليست أيضا بذلك الشرف الذي يؤهلها لـ إرتداءه !
و الآن و بعد إستسلامها ، عاد ذلك العابث بـ شرفهم ، ليأخذها مجددا ، و هذه المرة من دون نية في إرجاعها ، فهما إعتادا الإنغماس في وحل المنكر ، حتـى أصبحا يتلطخان به بـ نهم حيواني و عقول ضائعة !!
ظلم و إفترى و تجبر ، و ما كان منها إلا أن تحتمل وزر مصيبة إقترفتها يداها
ودت لو تقدم لها اناملها كي ينفذ القصاص بحقها ، فهي قد سرقت نفسها و سمعتها و أهدتها لـ ذلك الذي لم يهتم بكل ما فعلت .. أو ربما إهتم و لكنه بالتأكيد غير مدرك لمدى إستعار نيران هذا الجحيم الذي جرها نحوه بسلاسل قيدت جيدها كـ شاة يحضرونها للشـواء !
أوليس عقاب السارق القصاص ؟
إذن فـ ليقطـع لها يد كانت السبب بكل شئ ،
و إن إستطاع أن يحـطم جمجمتها بالدماغ فليفعل ، لإنها المدبر الأول ، و الجاني المستتر خلف ظهور الأخرين بجبن لا مثيل له !
إضطر أن يلجم لكمته الأخيرة ، فيـكور قبضته قرب جسده عندما إهتزت الجدران بصـدى صراخ عمه ، الغبي !!
نعم غبي و هو يدفعه للإبتعاد عن هذه الخطيئة .. من في مكانه عليه أن يغسل عاره و يطهره بـ دمها فقط ، و ما هذا الضرب سـوى تعذيب بسيط نهايته يجب أن تكون إزهاق روح ، و إستباحة دماء قذرة لوثت طهرهم
و كإن مصابهم هو الأول من نوعه !
أعرضهم وحـده ما يثقب القلوب و ينخر الاجساد ؟! فيستصعبون إنتهاكه ، و يستسهلون سفك الدماء ، و دق الاعناق لمن يعتقدون إنهم ممسحة لأقدامهم القذرة؟!
أي منطق هذا الذي يسلكون دروبه ؟
ما بالهم بني البشـر ؟
أ نسيوا أن هنالك جبار فوق كل متجبر ؟
ألم يسمعوا يوما عن دين ينعكس فوق جدران الحق ، ليرد في نحورهم ، فيسقطهم سقطـة نكراء
يظنون بإنهم الأوائل بكل شئ ، حتى بـ الظلم و القسوة ، و تناسوا رب الكون الاعلى ، الذي مهما علوا و تجبروا في الأرض سيـبعث لهم من يرمي بهم من فوق أهرامهم الحقيرة تلك ، فيتتابعوا بالإنحدار نحو ما تحت الأرض ،!
هنالك عدل إلهي حاشاه أن يبخس حق أحدهم يوما ، و إن أمهل القيوم الظالم ، لن يهمله ، ألم يتتبعوا حكايات تليت بـ قرآن مبارك نزل على صـدر الحبيب المصطفى ' عليه وعلى آله و صحبه أفضل الصلاة و السلام ' ؟
ألم يخشـوا يوما تشخص فيه أبصارهم كـ أقوام خلت من قبلهم اذاقهم الله شر ما عملوا ؟
أم يظنون إن إسلامهم سيشفع لهم ؟
تبرأ الإسلام منهم و من أفعالهم القذرة تلك !
تبا لـ عقول فارغة أقفلت عن فهم الحق و ابصار عميت عن اتباع نور الاسلام قلبا و ليس قالبا فقـط !
رسولا طيب الخلق حسن الأخلاق ، صادق أمين .. هو حبيبنا و شفيعنا ، أ لا يستحون ان يتبعوا طرقا نهـى عنها بأمر من رب البرايا ؟
أم هم مستعدون الآن لـ مقابلة الله و رسوله ؟
إن الموت على شفا حفرة فقـط ، و عنده تسقـط الالقاب ، و تنهار الأكوام المالية التي جمعوها بـ إجحاف ، فـ تلتف ساق بـ ساق ، و من ثم الى الرحمن هو المساق !!
عندها يستوي في حفرة ضيقة المتعالي بدنياه ، مع غيره ، لا فرق بينهم إلا بتقواهم ، و بخشية تنبت في صدور الخاشعين من رب السماوات و الأرض
و لكـن ، كثيرون من يسمعون ، و قلة من يتفكرون
فـ سحقا لـ عقولهم الرديئة التي إستحلت الفناء على البقاء الأزلي
كان هو أحد أولئك الجبابرة ،
سفك دماءا ، و إستسهل ظلما ، و أبتلع اموالا من مكسـب ملوث بالحرام
غير آبه بـ أنها ستصير نارا تأكل له أحشاءه يوم لا ينفعه فيه ماله و لا جاهه الذي تبطر به و جر ذيول ثوبه متبخترا بسببه في هذه الفانية !
لطالما تمتع بـ كونه المتسلط المتعال ، فـ ثار بـ عقل غائب حينما جاء أحدهم و تلاعب به ، و ليس بـ أي طريقه ، و إنما بتلويث الشرف
كم تمنى صمتا منذ الأمس أن يكون ذلك مجرد ذبابة مزعجة تنوي إثارة ضيقه بالطنين فـ لا أداة لسع تملكها ، حينها سيستسهل دعسها بـ حذاءه ، فيصمت صوتها لـ يهدأ بال شوشته !
لكن حديث إبنته و جنونها المتقد وهي تجابه الجميع بـ شجاعة متناهية الوصف ، لتعترف بـ جرم مشترك جنته مع تلك الحشرة أكدت له إنه لم يكن ذبابة مزعجة ، و إنما بعوضة نجحت في إمتصاص دمه ، ذلك المعتق في جسـده منذ سنين ، و للأسف تم الأمر بـ مساعدة فلذة القلب
هذه التي تحمل ذات الفصيلة الدموية ، و لا شك إنها الأخرى كانت مصدرا لـ غذاء تلك البعوضة !
أمر الجميع أن يخرجوا ، تاركيه بمفرده معها ،، حتى الآن عقله يأبى أن يصدق ترهات نطق بها لسانها ، أكيدا هو بـ أنها ليست بـ فتاته بعد الآن ، فـ جاء من إقتحم قلاعها بـ جواده القذرة حدواته !
لوثها ، !
و هاهي تغير إتجاه مقود مركبة العذابات لتستقبلها في طريقها بدلا من المضي في دربه ، و ذلك بقولها إنه تزوجها
و كيف يفعل ذلك ؟ و أي حق يملكه ليأهله لفعلها ؟
و أين موقفها هي من الوضع ؟!
كررت قسمها بإنه لم يجبرها على شئ ، بمعنى إنها إرتضت دق الخنجر في ظهره هو ،
قدمت رجلا حقيرا عليه ،
هو من اجهد في تربيتها و اختيها حتى شاب رأسه !!
إعترض الجميع على قراره ، فـ هشام يود أن يستلم وسام الشرف بعد أن يذبحها بيده ، و والدتها و أختيها مزقوا أنفسهم توسلا كي يسمع منها قولا قد ينقذها من بطشه !
والدتها التي إرتمت فوق جسد إبنتها و الإثنتان ما زالتا تقبعان قرب قدمي قاسم إحتضنت صغيرتها رافضـة أن تفقدها أمام عينيها و النحيب النسوي صدع الجدران بحدتـه !
صرخت بين شهقات تنفصل تارة لتتصل أختها : ماا اعوووفهااا ، والله روحي بروحها ، شتسـووي بيهااا سووي بية قبلهااا ، قاااسم بتتتي متااخذها قدام عيني ،، إسمعهاااا اووول شي ، شووف شسووا شبييهااا الظلااام
هاج بالعارم من الغضب و هو يركلهما سويـة : انععععل ابووج لااابوو حتى قاااسم الي معــررف يربي ، و لااا اني تااالي عمررري يجي واحد كلب ابن 16 كلب يلعب علييية
أكمل مشيرا لـ ذلك المستشاط غيظا : لو هذاا الاثوول يجي و يحجي هالحجي الجااايف ،، أنننني ينقااال لبتتي هيجي ؟!
أنفاسه على وشك ان تختفي ، و ألم حاد سطا على صـدره ليرتد نحو اظلاعه من الخلف ثم يمتد لشمال ذراعه ، عليه الهدوء ، فـ ليهدأ ، لا يريد الموت قبل ان ينهي هذه المهزلة ، قبل أن يري عبد الملك و أتباعه من هو قاسم الذي تطاولوا عليه للمرة الثانية
نفـخ هواء صدره رويدا ، ثم نطق بـ شتات متماسك : سوسن قومي لا أحرق البيت بيج و ببناتج قووومي
لتدس أخر العنقود جسدها في بطن والدتها أكثر ، غير مستوعبة حجم الألم الذي تسببه بضغطها هذا ، فـ رعبها هذه اللحظة لم يترك لها مجالا للتفكير ،، كل ما توده هو إختراق هذه الطبقات الجلدية الكثيفة لتصل ذلك الرحم و تختبئ به متكورة على نفسها بذنوب تراكمت كـ الزبد في صفيحتها !
لكنها تخشى ذلك الرحم أيضا ، فقد يرفضها ثم يجهضها حية على غير العادة !
فهو لم يعتد أن يحتضـن شئ مدنس بذنوب بني البشر مثلها ، كل من فيه اطهارا ، بيض الصحف !
زمجر بعنف وهو ينحني ليسحب زوجته بعيـدا بعد أن نجح في السيطرة على وضعه الصحي المتأرجح : سووسن قوومي
تقافز جسديهما معا إثر قوته التي سلطها بتحكم ، و لكن الطبيعة الأموية ، و الفطرة التي نشـأت بها حواء جعلتها تغرز فتاتها بها أكثر ، غير مهتمة بنفسها و إن كان هنا مصرعها
فـ لتنتهي فصـول حياتها قبل أن تعتب باب هذه الردهة من دون طفلتها الكبيرة !
صوتها الـرافض تعالى بـ : ما اقوووم ، ماا اعووفهاا ، بااقييية يمـكم ما ارووح
أما تلك ، فـ كم توسلت أن تفقد الوعي بهذه اللحظة ، ليكون بداية لغيبوبة طويلة الأمد ، و إن تكن لأعوام ،، او حتى طول الدهر .. حينما إرتـدت خوذة الشجاعة ، و حملت سيفها لتدخل حربا خاسرة قبل أن تبدأ ، لم يـمرها خيط شك بإنها ستتعذب ، لكنها لم تعتقد بأن رعب ما سيفـطر دماغها ، لتزداد تعرجات سطحه أكثر !
مرهقا ، و متعبا ، و فوقهم ينزف ظهره بطعنة لا أثر لها ، و بـدم لا وجود له أو لرائحته النتنة !
حررها بـ تهالك ليبتعد نحـو احد الأرائك فيجلس فوقها بـ ثقله ، و كم تمنـى لو ينكث ذرات فقط من كومة ذلك الهم الذي إستفحل بـ بيادقه الحربية صدرا يحمل بين جوانحه قلبا واحدا لا أكثر ،
تحدث هشام حينما فهم إستسلام عمه لبقاء زوجته : خااالة عوفيها الحيوااانة ، شمدريييكم يمكن هية متفقة وياااه يجي يخلصهااا من هشاام الأثوول الي انتظرها سنين لو حتى ينقذها من مصييبببة مسويها قبل ، مثل مهية جاية تنقذه لـ عنتتر إبن شدااد
صرخت به بكر والدها بـ جفاء و بكاءها اضاف حشرجة خفيفة لـ نبرتها : هشاااام ، لووو تصير محضر خيير لو رجااءاا لتتدخل ، نريدك عون تطلعلنا فرعون ؟
أسكتها بهمجيـة و هو يستخدم سبابته التي يقال إنها سميت بهذا الإسم لأهميتها الرفيعة في التهديد و التنبيه و أحيانا السباب ! : محد هنا لااازم يتدخل غيري اني .. نسيتووا انو هية انهزمت بيوووم مهرناا ، نسيتوواا ؟ و هسسة جااية تقول متزووجة ،، و الحيواان الي جوة متونس و مفتخر انوو طيح حظنا و نزل راسنا للقااع ، و الله لو بيدي اذبحهااا والله ،، و محــد يقدر يوقف بوجهي لو ردت هسة افرغ المسدس براسها
بـ زئير يصلب الاوعية بدماءها صرخ عمه ليصمته : هشااام ياااحيوااان .. قتلك إحترررم نفسك لا اطيح حظك هسـة
حكه لسانه ليزمجر هو الاخر : طييح حظهااا هييية ، مو اني الي سوودت وجهك بين الناااس لا و بكل وقاااحة و استهتاار تقول مغصبني ، ' و بإنفلات أعصاب إشتدت حتى دنت من الإنقطاع ' من دنعل أبوووج لاابووه الكلب إبن الكلب ، أحرررقه والله احررقه وهسة تشوفوون ، إذا مـ جبت اخته و بت هذاك الـ **** عبد الملك ما اصير هشاام
طرده عمه مجددا ، ليـخرج معبرا عن غضبه الكاسح بضربة عنيفة على خشب باب تـؤدي الى الرواق و من ثم إختفى خلف باب المكتب ، عائدا لذلك القبو
تبعت خطاه زينة و روشن في الاختفاء ، و لكنهما أختارتا الارتقاء الى الطابق الثاني ، حيث اطفالهما يتواجدون برفقة المربية !
خشيت كل منهما أن تكون رائحة المصيبة قد فاحت لتصل انفاس تستنشقها الخادمتين او المربية ،، لا يودون ذلك الوشم ان يوصم جبين اختهما ليحملها عارا طيلة ما تبقى من عمرها
ما إن فرغ المكان إلا منهم الثلاثة ، تحـدث بهدوء على غير ما توقعت منه الاثنتان اللتان تتمسكان ببعضهما كـ صغيرتين ، و لا كإن صغيرتهما تقف على اعتاب العقد الثالث : هسـة تحجيلي كلشي ، تعرفين شنو يعني كلشــي ؟؟ شنو صار من اخذوج ولد الكلب ذاك اليوم ؟
كان وجهها مغمورا حتى الآن في والدتها ، و بعد ذلك الأمر بالشرح .. إبتعدت قليلا فقـط لتجيب بنبرة مذيلة بالـ وجع المرتعدة فرائصه : بابـ ..!
رفض سماع ترهات لا أهمية لها ، و بالذات مع هذه الكلمة كـ مقدمة : إلغـي ' تكلمي ' بسـرررعة ، و بابا بعد لتقولين ،، أني بتي متكسر ظهري .. متكسررره سمعتي يابت امج ؟ من دنعل أبووج لابوو حتى أمممج
و بنبرة افزعتها مع والدتها : الغغغغي يلللاااا
أَنا من أُولئك: مِمَّنْ يَموتون حين يُحبون،،
مَحمود دَرويشِ♥
.
.
.
بالكـاد يستطيـع سماع ما يقوله هذا الهائج ،
بل هو لا يسـمع حتما !
كم دلو ماء صبه فوق رأسه لغرض إستفاقة ينتظرها و لم يعد الأمر عليه بـ فائدة تُرجى ،
فـ عقل هذا الرابض فوق مقعده ما زال يهيم بـ مقدار الوجـع الناخر لـ عظامه ، فـ تارة لكتفيه و أخرى لـ شمال حوضه ، و حـتى مرفقيه !
برغم إستطاعته الشعور في الغضب الـمستعر بـ نظرات من أمامه ، إلا إنه لم يحرك إصبعا واحدا ، كـان هادئا لـ درجة الإستفزاز ،
أجبر على الخروج من لعبة حرق الأعصاب تلك ، غير مهتم بوجعه بعد أن سمع السؤال الذي وجهه هشام له بـ صرامة جازمة : إنته تزووجتها ؟
رف جفنه و إمتلأت نظراته بالصدمة ، أمال رأسه قليلا و كإنه تلقى رصاصة كادت أن تخترقه ، فـ نجح في الخلاص ،
لكن المحاولة كررت ، إذا عاد هشام ليصرخ به : جاااوبني ، الحيوااانة تقوول انته تزوجتها .. صح لوو لأ ؟
و كإنه الآن شك بالأمر ، فـ رجل وضيع كهذا المقيد بإمكانه فعل أي شئ ، و لا يحتاج ورقة ما كي ينفذ ما برأسه من قذارات !
بينما هو فـ شعر فجأة بخدر بـ أجفانه ، و بعدها إنتقل لـ أرنبة أنفه و من ثم لـ شفتيه !
عمر و ألن
ويل لكما مما فعلتماه ،، سيقتلهما ،
فليدعيا الله أن يظل عالقا هنا او يموت ، فإن عاد سيــقضي عليهما لا محالة ،، كيـف جاءا بها لـ هنا ؟
تبا لهما ، تبــا !
و لها هي الأخرى ، مالذي أجبرها على الرمي بنفسها تحت اقدامهم ؟
الغبية .. ستموت ،، سيقتلها هذا الحيوان ، او والدها !
سحقا لهم جميعا
و كإن عاصفة تلك التي ثارت على اوراقه المنتظمة فوق ذلك المكتب ، فـ تطايرت بخفتها حاملة معها نقاط متتالية يمشي على أثرها كي يتلذذ بإنتقامه !
لم يتبق إنتقام بعد الآن ،
فصل جديـد إبتدأ ، صار فيه هو من يخشى على دمهم ،
لن يقتلاها .. لن يجرؤ اي منهما على ذلك ،!
بالتأكيد قاسم الكلب لن يفعلها ، علم إنها بالنسبة له فلذة الكبد و مهجة الروح ، كان سيموت بسبب ما قاله هو عنها بوقاحة إستسهلها !
لم يتبق سوى هذا الحيوان الذي بالتأكيد سيحاول جاهدا أن يأخذ بثأر خمس سنين إنتظار
و لكن قاسم لن يسمح له ، نعم .. عليه أن لا يفعل
ما الذي فعله بحق الله ؟
لقد ربطها فوق سكة حديد بسلاسل و اصفاد ، ثم سلمها المفتاح ليذهب فيركب قطاره .. ثم يتقدم نحوها ضاغطا على دواسة الوقود المتمثلة بـ غله ومديرا المقود وهو إنتقامه ، بينما هي فبحماقتها تركت المفتاح يسقط من بين يديها لتنتظر مصيرا ربطته به !
تقدم منه هشام ليلتقط عنقه .. كما اعتاد ، مهددا : تدري إذا متزوجها ، عذابك رح يقل .. لإن يتقسم على إثنين .. فـ بدل الموت .. يصير غير شي .. بس إذا لأ ،، رح تضطر تشوف بعينـك اني شناااوي ، و مثل ما اخذت بت عمــي بيوم عرسناا ، والله أردلكياااهاا " أردها لك "
نبضت عروق جسده ، و شعر بحرارته ترتفع ليحاول تلطيفها بـ طرد الهواء من جسده ، حتى إقترب مؤشر التنفس من الذروة ،!
هذا الحيوان لن يتركها !
مارس هشام هوايته الاحب في الضغط تحت تفاحة أدم المتوسطة عنق هذا الصامت ، و لم تلبث طويلا حتى برزت أكثر
إزرق وجهه و جاهد نفسه كيلا ينطق بشئ ، عليه لملمة تلك الاوراق اولا ،، عليه ذلك
و من ثم سيقرر مساومتهم ،
لربما بـ سمعة قد يلوثها ، بحقارة !
مقـابل ..... حياتها !!
.
.
.
كان ينوي إعادتها مع الجدة لمنزله ، و لكن بعنادها هي ، و إصرار الجدة وافق على إيصالهما لـ منزل الدكتور صفاء ' رحمه الله ' ، فـ به تستطيعان التعبير عن مشاعر الرعب التي تتمالك كلاهما من دون حرج او خجل !
و ها هو يقف خارجا برفقة ألن ، ينتظران أي إتصال قد يصلهما من إبنة قاسم التي وعدتهم جميعا بـ أنها ستكون مقابل علي و لو كلفها ذلك حياتها ، فـ هي لا يحتاجها احد كما تحتاجه النسوة الثلاثة !
رغم إن أكبرهم قد أوجعت لها قلبها المتدلي بشرايينه من احد الجانبين و أوردته من الأخر فوق نار إستوقدتها بلهيب شهيق تستنشقه .. و بوجود حطب من أجود الأنواع متمثلا بأظلاعها المرتخية !
لا شئ حتى الآن و الساعة تقترب من الـ تاسعة و النصف صباحا ، مرت ثلاث ساعات على عودتها لهم ، و لا نبأ طرق أبوابهم المنتظرة بحذر
سعل ألن بعد أن مرت قربهما إحدى نساء الحي ، التي إستغربت وقوفهما هنا منذ أن خرجت قبل قليل للتسوق ، و ها هي تعود و مازالا هنا ، رغم إن علي غير موجود !
تعرفهما بالطبع ، فـ رغم إن عمر و اهله قد غادروا المنطقة إلا إن الطيبين لا ينتسون ، كما هو الحال مع الخبثاء ؛
ما إن إبتعدت إستطرق ألن المستند بجذعه على مقدمة سيارة رفيقه : أقلك هسة العالم شتقول علينا إذا بقينا هنا ؟ بللا اني هسة رايح للدوام بس إنته باقي محد من المنطقة يدري انته خطبت لينا ، قول على الاقل للرياجيل حتى ميستغربون جيتك
أجابه وهو يحرك هاتفه بتفكير شارد دافعا به بـ أصابع يمينه ' المتوجعة ' فوق راحة شماله ، ليكرر الحركة مرة تلو الأخرى : ما ادري ، يمكن أجيب امي هسة يمهم ، حتى محد يحجي
بعقلانية علق : اذا طول غياب علي لااازم اهل المنطقة يدرون
هز برأسه موافقا : إي صح ، هية عود اخليها تمر لأي وحدة من الجوارين وتقلها و همه ينشروها من يمهم
ثم أضاف بتجهم و يده تثبت بالهاتف : بس اول و تالي مارح يبقون وحدهم هنا ، لازم يرجعون لبيتنا ، ألن علاوي تحارش بناس ميخافون ربهم ، و اني ترة خايف على لينا حيل
إستفسر : و تتوقع هية تقبل ؟ لو الحجية تقبل ؟ وحدة اعند من اللخ ما شاء الله محد يقدرلهم غير ابو حسين ، طيح الله حظه شسووه بنفسه ،؟ لك عمر رح اختنق والله
اضاف جملته الأخيرة وهو يعتدل واقفا ، ليقابله عمر بجمـود غريب ، ثم يستطرق بـ تماسك : ألن دخيل الله إسكت ،، والله لو اشوفه هسة اشبعه كتل ، الزمااال شقد قلنااله بلا هالشغلة الطاايح حظها بس راسه *** محد يقدر يغير الي بيه
هز الأخر رأسه شاعرا بالهواء الخارجي من حولهما غير نقي فجأة ، و كإن نسبة الأوكسجين التي يحتويها ضئيلة جدا ، بل تكاد تنعدم !
إستطرق عمر بعد برهة : قبل لتروح الدوام مر على مستشفى .... و هناك إسأل عن الصيدلانية رنا ، هية حتساعدك بالإجازة مال لينا ، ألن لو تحفر القاع لازم تجيب الإجازة لإن طلعتها من البيت هسة أكبر غلط
وافقه بـ هدوء : أدري ، بس هية رح تقتنع ؟
بـ جزم اجابه : ليش هوة بكيفها قابل ؟ ' إستطرد ' بس انته فهمها الوضع لـ رنا ، ترة اكيد لينا مقايلتلها شي
صمت قصير ، ليقطعه ألن : زين هية رنا شنو ؟ من أسأل غير افتهم على منو ،، قابل رنا وحدة بالمستشفى
رفع بكتفه قاصدا اللا معرفة ، فـ نطق الأخر بـ تفكير : شفت الضابط الـ**** ؟ يعني مو لازم هسة يخابر و يسألنا ليش كذبنا و قلناله مختفي من يومين ؟ غير المفروض يروحون يسألون عنه بمقر عمله و يعرفون انو جان موجود البارحة و يقولون ليش ميصير براااسنه خيير!
قابل إنفعال ألن بتنهيدة مؤيدا في نهايتها : أدري ، اصلا اني البارحة فكرت انو احنا غلطنا بهالكذبة ، لإن هسة بعد ميصدقونا بشي ، اذا مشـكوا بينا كمتهمين
ليسخر ألن بـ قوة: إي هية هاي العايزة !!
و فجأة رن الهاتف بيد عمر ، ليرفعه مسرعا و نبضاته أبت أن تتـضائل بعد أن رأى الرقم المجهول الملح بإتصاله !!
لهج دعاءه صمتا أن تكون هي ، لتخبرهم بسلامة رفيقهما الأحمق
دنا منه ألن و ود لو يسحب الهاتف من يديه بعجل ، إلا إنه طردها من رغبة خطرة لتفر بعيدا عنه ، فهو يثق برجاحة و ركادة عمر اكثر من تهوره هو ، لذا تولى عمـر المهمة راجيا أن يكون هنالك خبر ما ، يرتق لـ من في الداخل جرحهما الندي ، و يقلل نزيفا لم يفتأ أن يتزايد .. و كإن تناسبا طرديا بينه و بين الوقت الماضي قدما غير مهتم بـ أياد تتمسك بـأذياله ضعفا و تتوسله الرفق قليلا
لم يختار اسرع وسائل النقل لأكمال مسيرته ؟
ألا يستطيع السير برويــة خطوة فـ أخرى ؟
أم هو يستمتع بالدعس على تلك الأنامل المتشبثة به بقصد او بدونه ؟
لو كانوا يودون إنقضاءه سريعا لفعلها و إختار التمهل مشيا ، مضيفا لمسيرته الكثير من الإستراحات المجانية تحت اظلال شجرة التفاح ، فـ يوقظوه بعويلهم المتذلل ليتثاءب و يعود مكملا غفوته تلك !!
كان رجلا من تحدث ، ليتفاجئ به عمر لـ لويحظات ، حتى عرف نفسه بالضابط مصطفى !!
إذن لقد أكتشفت كذبتهم الملفقة بـ غباء و تسرع
طلب منه الحضور الى مقر المركز ، ليخبره عمر بـ صعوبة الموقف ، و إحتياج العائلة لتواجده في الأنحاء ، فـ إكتفى الضابط بـ الواح مليئة بعبارات اللوم قرأها فوق أسماع احد المذنبين ، لينهيها بـ : تدري لو الشغلة طالعة من إيدي جان حولوكم للتحقيق بتهمة التلاعب على رجال الشرطة ، و إحتمال اكبر يقول بتهمة خطف علي صفاء !!!
رفع حاجبيه متقبلا الأمر بـ رتابة ، مثبتا نظراته على حفرة متعرجة في الإسفلت لطالما أزعجت سياراتهم عند مرورهم من عليها ، حالما أغلق الخط بادره ألن : عرف ؟
بـ هزء من وضعهم همس : ربك ستر ،
ثم أردف جارا بحدقتيه لتتابعان حركة ألن و هو يخرج هاتفه من الجيب العلوي لـ قميصه : أقلك إحنه لاازم نتحرك ، خوما نبقى واقفين ننتظر تليفون
حملق به ألن لبرهة و يده التي إحتضنت الهاتف تصلبت قليلا ، ثم أضاف : قلي شنسوي ؟
لتتحاور نظراتهم بحديث لم تجرؤ على ذكره الشفاه ، ففهم أحدهما الأخر صمتا ، ليشق جيوبه عمر : بس مو مال نروح طرق روحنا وبدون منقول لأحد ، رح اخابر ابو محمد ..!
قاطعه ألن مستنفرا وهو يكشر ملامحه بإمتعاض : دخلي يوولي هذا الناقص ،، والله البارحة لو هادني عليه جان طيحت حظه ، بللا لو محمد الفاااهي ' البارد ' سوااها مو جان حفر القااع علموده ؟ بس لإن هذا ما عنده لا اب ولا اخ عباله رح نعووفه تايه
هدأ من نار أدت لـ غليان أمعاء هذا الغاضب : على كيفك ألن ، موو قصـدي يجي ، بس ننطيه خبر على الاقل احد يعرف وين رحنا
ليتحرك ألن بسرعة نحو السيارة مرجعا هاتفه لجيبه : ديللا لعد خل نتوكل
أوقفـه بهزة رأس خفيفة مشيرا نحو المنزل ، بل لمن فيه ، فـ إمتقع وجه ألن مزمجرا بعد أن إنعدمت حركته : دروح قلهم حتى نولي
أشار بهاتفه نحو رفيقه بـ رفض لذلك الإسلوب البارد الذي يتحدث به : من كل عقلك نرووح و نعوفهم ؟ يااااابة صدق مرات تصير زمال
قذف الهاتف بإتجاهه ليلتقطه ألن بعجل مرتبك خشية أن يقع ، فـ تلاه الأول بـ مفتاح السيارة مستطرقا : اروح اقلهم يجون لبيتنا ، على الاقل منخاف عليهم ، وخلي الموبايل يمك اخاف احد يخابر
لو أستبدل الوضع بأخر لما توانى وقتها ألن من إرسال عبارات السخرية الى رفيقه العاشق .. لكنه الآن تفهم خوفه ليضيف : بس بسرعة يمعود
؛
هلْ أنتِ حَقًّا تَفهمينَ الحُبْ ؟
فَرْضًا بأنَّكِ تَفهمينْ
لكنْ مُحالٌ ..
أنَّ حُبَّكِ مثلُ حُبِّي
هل أنتِ حقًّا تَملِكينَ القلبْ ؟
فرضًا بأنكِ تَملكينْ
لكنْ مُحالٌ ..
أنَّ قلبَكِ مثلُ قلبي
***
دومًا أحِسُّ بأنَّ حبَّكِ كالعواصِفِ
قد يُطيحُ ولا يُبالي
دومًا أحسُّ بأنَّ حبَّكِ
ليسَ حُبًّا
إنَّما نَسْجٌ غَريبٌ من خَيالي
***
قَلِقٌ أنا
وأُلِحُّ دومًا في سُؤالي
حُبِّي أنا
ماذا يُمَثِّلُ في حَياتِكْ ؟
ماذا أضافَ لِذكرَياتِكْ ؟
إنِّي أُقرِّرُ كُلَّ يومٍ
ثُمَّ يَخْذُلُني قراري
إنِّي أموتُ ولستُ أدري
أنَّ موتي ..
كانَ مِن مَحْضِ اختِياري
عبد العزيز جويدة
تسلل عمر الى الداخل خلسة و كإنه لص يستسهل التعدي على حرمات الغير ، أو كـ من يطعن ظهر أخيه في دروب الثقة المنارة !
داعيا بظهر الغيب ان لا يراه احد من الجيران ، حتى يصلهم خبر إقترانه بـ مدللة هذا المنزل ، إبنة السلطان ، و أخت عنتر زمانه !
عندما إقترب من المطبخ ، دق نحيبهما فوق طلبته دقا كاد معه أن يثقبها ،
إشتـدت أعصابه ، لينادي خطيبته من دون ان يخطو الى الداخل : ليناااااا
كرر النداء مرتين ، و لم تستجيب سوى بالثالثة حيث قطعت لفظه لإسمها : ليـــ . . !
ليعلق حرفان نطقهما بـ جدران قلبها الممزقة ، فيندسا بين تلك التشققات بـ ضعف ، تنفس ببطئ حينما شعر بـ قلبه ينعصـر فتراق دماه في بقاع الصدر ، حيث هناك يحدث الطوفان !
كم يود إزاحة ذلك الجبل الراكد فوق كتفيها ، حبيبته ،، إختفت مقلتيها فلم يعد يرى منهما سوى بريق أخضر ، ممتزج بشئ احمر ،، فالأجفان تورمت لدرجة مريعة ، !
عويل الجدة لم يكف عن نقر رجولته ، ليحاول عبثا أن يقلل من وطإة مصابهما : شنو هالبجي ؟ لين يمعودة قولي يا الله ، خلي أملج بـ الله قوي وسكتي بيبيتج يا عيني ، خليها تهدا مو تزيدين نارها
همسـت راجية و كإنها صماء قرب مواساته : مخابرت ؟
أطبق جفنيه نافيا ، لـ تجهش مجددا بنحيب مفضوح ، دنا منها ليستقبل حروفها الغير واعية : احتماااال كتلووه هاهية و متريد تقوللنا
رفع بيمينه بمحاولة لتثبيت رأسها عن الإهتزاز إلا إنها صدته وهي تعود خطوة نحو الخلف : أو يمكن انته هم تدري بس مدتقوول
إستغرب هذا القدر العالي من التشاؤم ، لم يعدها ' لينة ' هكذا ، فيراها سهلة الإنصار ، لتختفي كل ملامح تلك المتعجرفة ، ما حجم هذا الذي تحمله بقلبها نحوك يا علي ؟!
هنيئا لك يا رفيقي ،
بالفعل أهنئـك !
بل أغبطك على هذه المكانة التي تحتلها بصغيرها المتكبر ، ذاك الذي أشقاني اعواما من الدهر ، و دعاني لـ أظلم بغير نية ،
فقط من أجل أن لا أجعلها تبتعد عن مصير أشعر به مقترن بإسمها منذ الأزل !
عجبه عليها و على تركيبة شخصيتها المعقدة .. كانت على خلاف دائم مع ذلك الـ علي و لايذكر يوما إنه رآهما متفقين ولو على التافه من المواضيع ، و ها هي تنهزم بـ أول معركة بين الحنين الأخوي المشوه للكبرياء و تلك السخافات الغبية المزينة لها
لو فرضنا إن الأمر قد حدث له ، لا سامح الله .. فهو متقين حينها من إنهيار شقيقاته ، و ذلك امر غير مستبعد .. فـ علاقته معهم مخلدة ، لا تشوبها شائبة !
حتى خلافاتهم ،، فـ يكون سببها أغلب الأحيان خوف يتبادلونه فيما بينهم ،، و على بعضهم بعضا !
اما بخصوص أبني الدكتور صفاء ، فـ ليسوا كـ باقي الإخوة .. دوما ماكانا كـ قطبي مغناطيس متنافرين بشحنتيهما !
ويشعر بإنه كـ قطعة حديد واصلة بين طرفيهما بـكل مودة
لو أخبر مسبقا بإنه سـيرى هذا الحزن متجليا على وجه هذه الحبيبة من أجل علي لـ رفض تصديق الأمر ، فلو كانت درجة التحطم التي تعانيها أقل لربما عقلها !
نجح الخوف بـ كسر شموخها الزائف ، بل تفوق في ذلك
لا يعلم لم فكر لـ وهلة لو كان هو بدلا من علي ، مالذي ستفعله يا ترى ؟
هل ترى بذرة يعلم إنها بين جوانح صدرها قد نبتت لتزهر بـ وريدات ملونة فتندفع نحوه بمشاعر يتمناها إن علمت بـ إن فقدانه ممكن ؟!
إستغفر ربه صمتا ، فـ هذه الافكار لا مكان لها الآن ، اطرق رأسه للحظة ثم عاد ليتابع تفاصيل الحزن الموشومة فوق خديها المتورمين ، تحدث بـ هدوء محاولا أن يوهج لها سراج الأمل الذي اأطفأته بنفخات من يأس تنتفخ له رئتيها : باوعيني ، هالحجي بطلي منه .. علي ان شاء الله ميصيرله شي ، البنية راحت ذبت نفسها بالنار علموده و ان شاء الله تقدر تساعده
لتبتعد الجفون تاركة المجال لـ نظرات لبوة شرسة تظهر فجأة مستصرخة بها لـ قلبه : محـد قللها تقبل تتزوجه ، مثل مدخلته بهالمصيبة تطلعه اني معليييية
جحدها بنظرة غاضبة ليفلت منه كلاما دوما ما كان ينحصر بين طيات الخلق الطيب و القلب المشتعل حبا : ليناااا .. ليش اخووج مثل البشر ؟ تقدر تقله لأ ؟ و بعدين لييش اذا قبلت تاخذه يعني يطيح حظهااا ؟ لتصيرييين أنااانييية مثل أخوووج ، فكري بحالهاا شووية ، احتماال اهلها يكتلوها و السبب علي
تقوس فمها أسفلا ثم إهتز بـ شدة ، لم يتعاطف معها ' ظاهريا ' فبقت نظراته حادة بعض الشئ ، لتهمس وهي تمد يمينها نحو كتفه لتدفعه رغم إنه بعيدا عنها و لكنها فقدت عقلها بعد هذه الصدمة التي داهمها بها بكل وحشية : لتصيييح علييية ، أنييي ماا اتحممل ، عممر مو هالمرة إنته ، و هاهييية إحنة نااس انانيين ، ياللا عووفناا شتريييد منننا
و كإن ثورة النبضات إمتدت لـ تشمل مواقع أخرى تناوبت بين الشرايين و الاوردة و ملحقاتهما ، شعر على أثرها بنقير متوالي في عروق رأسه لتكفهر ملامحه !
إستدارت لـ تلج المطبخ مضيفة بوهن جسد و روح : يللا روح ، رووووح إذا ترييد ، اصلااا اذا بقيت حتبقى تحجي واني ماابية حيل نفسي
إستوقفها بـ هدوء بعد إستشعر حاجة في نفسها تأبى أن تنطق بها : لينا اوقفي
إهتز كتفيها لتستطرق مرتعشة و مازالت توليه ظهرها مائلة بقدها نحو الأمام : روح عمـ ـ ـر .. روووح ، عوفني بأنانيتي و ان شاء الله اموت و اخلص من هالحيااة القشرة ، كلكم متتحملوني و اني هم ما اتحملكــم ، و لااا اريدكم ،، و حتى صديقك ما ارييده بعد
أدارها نحوه عنوة ليستقبل لكماتها الكلامية التي دعته رغم أنف قلبه لـ مواساتها بنظرات متراخية : اصـ ـلا هـ ـوة مدايـ ـرلي بال ، لـ ـو فكر بيـ ـة شـ ـوية جان مدخـ ـل روحه بهالمعمعة ، و لاا عبااالك أنـ ـي أختـ ـه ، و اني الثـ ـووولة أبجـ ـي عليه
لتستدرك مسـرعة و هي تقابل عطفه بـ نفور : اننني أصلاا مدا ابجي عليييه ،، دا ابجي ارييد بابا و مصطفى .. اريدهم لإن بس همة يحبووني ، و يخافون علية ، عمرري مبجييت من جانوا وياية ، بس علي تعبنــي ، والله تعبنـ ـي
لم يهتم بـكون ألن ينتظره و لا بإن مجيئه كان لغرض اخر غير دفع الوجع عن صدرها لئلا تقترب رائحته من قلبها الحبيب ، مـد يمينه نحوها ليجر بجسدها قليلا قربه ، غطى بكفيه وجهها المنتحب قائلا بهمس متعاطف : لج كااافي ، كاافي حتموتين من البجي ، عيوني اششش ، باوعيني شوية
قالها حينما اغمضت عيناها بوهن كارهة ما تفعله ، إنها تختلف عن تلك العنيدة ، لا تعلم أين إختفت تلك ؟ و لم هذا الضعف و الحاجة تقلص روحها فقط عند وجود عمر ؟
تقســم بإنها باتت تكره ذاتها بقربه ، لا تريد أن يلتمس فضلا يغدقها به بـ وافر عطاء
ساعات فقـط ، تلك التي إنقضت ، و لا يعلم كم دقيقة منها كانت فيها هذه الـ لقمة بـ صحنه ليتمتع بالنظر لها رغم فقدان الشهية الحاد التي أجبره الظرف على الإصابة به !
مسـح لها سيولها الدمعية ، بكف حانية ليأتيها صوته هامسا بقلب رحوم : و لتقولين علي مدايرلج بال .. إنتي تعرفين طبعه ، بس هوة يحبج لينا ، و يخاف عليج من الهوا ، ولا ... مجان جبرج ... على الزواج ، لإن يدري هذا احسنلج من القعدة ببيت عمج
عضت شفتها السفلى بقهر حانق ، و كإن رفيقه عاد ليتلو صفحة انطوت من ذاكرتها ، فيـجعلها متيقنة من درجة الغباء التي خطت اعتابه ، لم تبكيه و هو حتى الزواج فرضه عليها فرضا ؟!
تبا له
عليها أن تفرح ، فـ هو الآن واقع بشـر أخلاقه الخبيثة ، و تصرفاته المقيتة !
نعم يا لينا ، استمتعي بـ أهازيج الإحتفالات ، فـ كل يشمئز منه و هو يستحق أن يعاقب ؛
: جبرني لإن راد يخلص مني ، مو لأن يخاف علية
رددت ما مر ببالها بشأن ذلك الزواج ' الإضحوكة ' الذي قد يكون نعمة في الوقت الحالي ، فـ لولا والدة هذا الرجل ، و هو .. بعد الله لا تدري ما كان سيحدث لها
لن تحتمل بقاءها في منزل عمها محاطة بـ دائرة واسعة من اللا مهتمين من الأقارب ، فقـط فضول يدفعهم للسؤال عما حدث ، و حقارة تستهويهم للنبش في تفاصيل تلك القصة المثيرة
كان رأسها المحاط بخمار كحلي اللون يهتز إثر عبرات من أنين تتوجع بها ، ليحاول هو جاهدا ان يثبته ، ناقلا بالأفكار الإيجابية من راحة يده ، لرأسها : هسة انتي معصبـة ، شوفي نفسج كل شوية تحجين على احد ، منو بقى ؟ ' بمزاح فاتر علق '
في ذروة البكاء ، سخرت بـ قول قد قاله مسبقا و ظن إنها قد صمت عن سماعه ، !
ليحز سكينه اولا ، ثم يوصم جراحا فوق رداءها الرث ، فيزيده منظرها فقيرا ، مثيرا للشفقة : تعرف ، أني صدق أنانية و ميعجبني أحد و لا يهمني اي شي تسووه علمودي ، فـ لا تتعب نفسك بالحجي
أفلتها حالما تنافرت شحنتا جسديهما ، ليتركها تبتعد خطوات نحو الخلف ، نطقت بـ هدوء ، و هي تستزف اموال مدخرة لـ إقتناء ثوب جديـد يستر عري ضعفها : احنة باقيين هنا ، إذا عرفتوا اي شي خابرني بلا زحمة عليك ، و غير هالشي ، شكرا منحتاج منك شي !
برسميـة جامدة جاء حديثها .. و كإنها لم تكن ستذوي منذ قليل بين كفيه ، و لم تصفعها رغبة حقيرة للإرتماء فوق كتفه الـممزق ، لتمزقه أكثر ، و تنبش به في اظافرها حتى تفوح رائحتها المعتقة بـ دماءه !
هو كاد أن يفلت ضحكة هازئة ، شامتة بـ قلبه !
أ بعد كل هذه البشاعة ما زالت رغبة تسكنه ليتذوقها ؟ قرأ الإرشادات المرفقة بـ نظراتها ، مشيرة الى كمية الـ ' سم ' الذي انعجنت به و ما زال رغم ذلك مصرا على تناولها بعناد شرقي الأصول !
أدرك حينها أمرا ، إنه قضى عمرا يعاني نوعا من الإدمان لشئ لم يقترب منه سابقا ، و الآن و بعـد ان إستمتع بـ إستنشاق رائحته الشهية ، و إعتاد الإقتراب المحظور منه و ملامسة الصحن الحاوي له فـ لا يظن بإن إستطبابا ما سينفعه و لو تدخل اعظم الأطباء في محاولة علاجه و الإقلاع عنه !
لم يتحدث لـ برهة .. فعضلاته اجمع ما زالت تعاني من انقباض ملحوظ ، و بالطبع عضلة لسانه على رأس القائمة ،
و كانت هي الأوقح حينها ، و كإنها أعلنت حربا ما ضد الجميع ، و ارادت ان تنفث بـ غضبها في مكان ما من المعمورة .. أي مكان !
ليأتيها قلب هذا العمر كـ الأمثل بقعة للرمي بتلك الاحقاد ، لن تنسى يوما إنه ليس سوى خائن أخر ،
إرتضـى أن يقترن بـ غيرها فقط لإغاظتها ، و تهشيم رأسها الكبير .. ظنا منه بإنها تهتم ، لا يعلم بإنه لا يهمها ، أبــدا
فـ سحقا له و لتلك الحاجة التي تتوسلها الرفق بـ نفسها قليلا و تذوق الهناء بـ قرب شخص أثبت لها أن إجتماع الرجولة بالحنان قد يكون ممكنا في مجتمعنا الذي يمجد خشونة الرجل ، و إستبداده ، لترزق بـهذه الخلطة النادرة محظوظة واحدة من بين العشرات ،، بل محظوظتين .. عليها أن لا تنسى ذلك
إستخرجت منها صوتا متمهلا ، قائلة : صدق لتخلي مصيبة أخوية الأناني تأثر على حياتك ، و أسفة إذا أخذنا من وكتك ، ادري انو انته عندك وحدة تنتظرك .. روحلها ترة هية مو انانية هه
لم يجيبها ، فـ يبدو أن النقاش قـد دنا من موقع القنبلة الذاتية التفجير ، واحدة تستشعر أي حرارة قريبة لـ يلتهمها فتيلها ثم تؤدي بحياة الكثير من النفوس البريئة ، لتشـوهها بلهب حارق !
أما هي فـ لم تهتم حقا بإنها سـ تكون السبب الأول بالإنفجار ، فـ أكملت سخريتها : ليش هيج تباوع علية ؟ عباالك علي راح يعني رح اصير ضعيفة و اخليك تسوي الي تريده ؟ لااء .. أصلا أني .. أكرهك إنته و علي ، أكرهكم حيييل ،، حييييييييل !!
جسدها كان يرسل إنتفاضات متتالية ، لتهتز أطرافها بقوة ، و كإن تلك القنبلة لم تجد لها مخبئا سوى صدرها لتدفن به ، و ها هو الفتيل القصيـر ينقضي أجله .. و فاحت رائحة البارود لتخترق الأنوف بإستهتار تام .. و وقاحة لا مثيل لها !
إبتسامة مليئة بالأمل الخائب .. رسمت على ثغر قلبه ، و نسي إنه منذ قليل حاول ان يشعل بها قبس الامل ، لتجرجر أمله منه بـ وضاعة يبدو إنه لم ينتهي منها حتى الآن
بالأمس فقـط طالبته بـ أن يقدم روحه فداءا لأخيها ، و حاول نسيان الأمر ، و تكبير عقل ' قلبه ' ، أما الآن فـ هي تقدمه مع أخيها فداءا لـ وجعها ،!
: روحي قولي للحجية خلي تجي ، يللا دناخذكم لبيتنا عدنه شغلة ضرورية
قالها بالهادئ من الصوت مشيرا نحو باب المطبخ بحركة من رأسه الشامخ فوق عنق حنطي طويل .. ليصدمها شر صدمة ، فـ ظنت معها إنه يعاني من مشكلة ما في السمع ،، لأنه من غير المعقول بتاتا أن يكون بهذا الهدوء بعد ذلك الدوي المزعج الذي أطلقته تلك القنبلة !
إكفهرت ملامحه لتعطيه شكلا غريبا ، لا يليق به البتة ، ليستطرد : رنا شسم ابوها ؟
: ماجد ، ليش ؟
أجابت فـ تساءلت بـ ذات الشرود ، لا تعلم لم شعرت بـ رائحة ما تخنقها ، أيعقل إنها رائحة الدم الذي تلطخت به أظافرها عند إجتثاث كتفه المريض ؟
لم أحست بالوهن فجأة وهي ترى منه هذا الوجه الغـير متناسب مع الاخر الذي كان هنا لـ برهة مضت
بـ أمر بارد ، نطق و بذات الوجه الكريه : دوام بعد ماكو منا لحدما يرجع أخوج و يخلصني ، سمعي الكلام و بلا عناد ، ترة ما بية حيل افوت بخطيتج !
ثم ، كما جاء فجأة مناديا لها ،
إبتعد و لكن بـ حال أخر .. أشعرها بالجزع ،
و كإنها فقدت في هذه اللحظة الكائن البشري الوحيد الذي بقيت تتفاخر بـ كونه لن يمل حماقات تتفوه بها !
كان كالخيط الرفيع الذي يربطها بـ هؤلاء الناس .. لتقطعه هي بـ شفرة حادة نهايتها !
آهٍ على قلبُ هواه محكمُ
فاض الجوى منه فظلماًً يكتم
ويحي أنا بحت لها بسره
أشكو لها قلبا بنارها مغرم
ولمحت من عينيها ناري وحرقتي
قالت على قلبي هواها محّرم
كانت حياتي فلما بانت بنأيها
صار الردى آهٍ عليّ أرحم
.
.
.
|