لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-08-12, 11:36 PM   المشاركة رقم: 526
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224672
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: سوزورا عضو له عدد لاباس به من النقاطسوزورا عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 124

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سوزورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمه الله
كل عام وانتى بالف خير يا أحلى حلم
وتقبل الله منكى
أدانة راااااااااااااااااااااائعة رهيبة سلمت الأيادى
على أعتذرت من جلنار وجرحتها فى الوقت نفسه كم أنت متناقض
أعتقد أنك بتحدى قاسم والاعتراف بجرمك تنتقم لجنار من نفسك وتنتقم من قاسم فى الوقت نفسه وتنقذ جلنار أيضآ
لينا كلامك مع رنا منطقى جدآآآ وليس غرورآ وتكبرآ منكى فعلا يجب أن يكون بين الزوجين تكافأ فى الثقافة والمستوى الأجتماعى
بكيت كثيرآ معكى وانتى تسمعين وصية على حقآ أنتى فى وضع لا تحسدى علية
عمر أعجبتنى كثيرآ عندما رسمت حدودآ لأخوتك حتى لا يتعدوها ومع ذلك أثبت لهم أن محبتهم لن تقل فى قلبك مهما حدث
لا أعلم ماذا ستفعل لأنقاذ على من المصيبة الذى فيها
جلنار أتوقع عندما تعلم أن على وقع فى يد والدها ستحاول العودة إلى والدها
حلومه سلمت يمناكى غاليتى
تبهرينا دائمآ بسحر قلمك
الله لا يحرمنا منكى
أحبــك كثيرآ وأنتظرك بشوق
دمتى بكل خير مبدعتى

 
 

 

عرض البوم صور سوزورا   رد مع اقتباس
قديم 23-08-12, 12:04 AM   المشاركة رقم: 527
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 67226
المشاركات: 262
الجنس أنثى
معدل التقييم: inay عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 98

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
inay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلام عليكم
اولا عيدك مبارك اختي وكل عام وانتي و كل الاعضاء و المسلمين بخير ان شاء الله

البارت الاخيير قمة حلم تفجر الوضع الان و اشعلتنا حماسة و تشويقا اكاد لا اطيق انتظارا الله يصبرنا بس

علي وضعك صعب صعب جدا كلماتك تلك التي قذفتها في وجه قاسم لم تكن انتقاما وحسب
اردت ان تكفر عن ذنب ارتكبته في حق جلنار وان تطهرها من الدنس رغم كل ما فيه من العيوب يبقى هالعلي رجل باتم معنى الكلمة مع سقوط قاسم ربما قد تتاح له فرصة للفرار بجلده ثم ماذا اجدني عاجزة عن التوقع حلم بس رجاءا مستقبلا لا تموتيه فكري فينا شوي وفكري فجلنار راح يصير فيها شي لو مات

جلناااار عجبني كلامك له قوي ولاول مرة حسيبنا كلماتك اثرت فيه كثيير هو غلطته معك كبييييرة كثييير بس هنيئا لك باضطرابات معدته يا ترى لو تعرفي شو اللي صار شو راح تسوي ربي يكون فعونك

عمر نعم الاخ حلم كثري لنا من مواقفه مع امه واخواته جوهم الاسري دافئ جدا احببته كثير
تدرين اتوقع لين راح تصير تغير من اخته الصغرى ومعاملته لها و الاخرى كذلك متشوقة جدا لهذاك اليوم
رحمتها وهي خايفة على علي جروحها بعد فقدها للاب والشقيق لم تندمل بعد وليس هناك ما هو اصعب من الفقد ربي يحفظه لك ولجلنار ولنا
عمر اتمنى فقط ان لا تتذكر لين لحظات انهيارها مستقبلا لان لسانك وشى بقلبك و راح تتحطم كل مخططاتك هي اللين اصلا مو ناقصه ثقة بالنفس وربي
الن واخت عمر هل تخططين لعلاقة تجمعهما حلم يا ريت والله ويسلم هالالن ونفرح بيه

حلم مبدعة انتي ربي يحفظك ان شاء الله تملكين لغة واسلوب فريد يشد القارئ غصبا عنه
سلمت يمناااااااااااك وننتظر جديدك الليلة

دمتي بخييير

 
 

 

عرض البوم صور inay   رد مع اقتباس
قديم 23-08-12, 05:35 AM   المشاركة رقم: 528
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

صلاتكمْ أولا أحبتيِ .. ثمْ تواجدُوا معيِ .. في


الإدانَة الرابِعَـة




الحب ليس رواية شرقيــــــــــــة --- بختامها... يتزوج الأبطــــــــالُ

لكنه الإبحار دون سفينـــــــــــــة --- وشعورنا أن الوصول محـــــالُ

هوان تظل على الأصابع رعشةٌ --- وعلى الشفاه المطبقات ســــؤالُ

هو جدول الأحزان في أعماقــــنا --- تنمو كروم حولـــــــــه.. وغلالُ

هو هذه الأزمــــــات تسحقنا معاً --- فنموت نحن....... وتزهر الآمالُ

هو أن نثور لأي شي تــــــــــافه --- هو يأسنا.... هو شكنا القتّـــــالُ

هو هذه الكفّ التي تغتالنــــــــــا --- ونقبّل الكف التي تغتــــــــــــالُ

لا تجرحي التمثال في إحساســـه --- فلكم بكى في صمته تمثـــــــــالُ

قد يُطلع الحجر الصغير براعمـاً --- وتسيل منه جداول وظــــــــلالُ

إني أحبك من خلال كآبتـــــــــي --- وجهاً كوجه البدر ليس يطــــــــالُ

حسبي وحسبك أن تظلي دائمــــاً --- سراً يمزقني وليس يقــــــــــــالُ



نزار قباني



و كإنما سيخ للشواء قد غرس بـ بطنها ، لـ يندفع بداخلها و من ثم يـلج من ظهرها من بين فقرات مهتزة ، جاعلا جسدها يتدلى فوق نار تلظى ، لا تستطيع الجلوس ، و لا حتى الوقوف
ركبتاها ترتجفان ، و قدماها تورمتا ، اطرافها العليا تعاني من إضطرابات غريبة ، فـ تارة تشتعل جمرا ، و أخـرى تتجمد بردا !

لا أحد بإمكانه التحدث بـ كلمة !
فـ الحروف تعمل كـ إبرة تنغز لسانها فتدعوها الى الصراخ الهستيري ، مطالبة بـ أخيها
كل من حولها من بني البشر لا يفهمون ، و لا يعقلون
و ببساطة لإن لا أحد منهم فقـد مسبحة عائلته غرزة فأخرى مثلها هي
فقط لو شعروا بما فيها ، لن يجرؤا عن النبس ببنت شفة !
إنها لا تبكي علي فقط ،
إنها تبكي الثلاثة ذكور الذين صلبوا حياتها في ما مضى بـ أوتاد غليظة تستند عليها خيمتها الرقيقة
و ها هو أخر تلك الاوتاد ، ينسحب ليتركها تهوي قاعا ، بوجـع يتأصل حنايا الروح ،!

من الصعب جدا أن تشعر بثقلك فوق كاهل أحدهم ، جدا !
فـ حينها تهم بالأنفاس حتى ، كيلا تتجاوز الحد المسموح ، فتخزيك ،
فـ كيف بمن مثلها ؟ تحتاج الصراخ حتى تنقطع أوتارها الصوتية ، بل و إلتهام الجدران لشدة الوجع الذي نخر عظامها
و لكن .. جدران منزلهم هي فقط ما ستشبع جوعها ، و ليست تلك التي لـ عمر و عائلته !
بعد تلك المكالمة ما كان من ذلك العمر إلا أن يأتي بها مع شقيقته لمنزلهم ، غير منصت لتوسلاتها تلك وهي تتمسك بالمقاعد كي يأخذها معه ، لم يشعر
هو الأخر لا يستطيع أن يفهم ما معنى أن يرحل علي ، لا أحد يفهم ، لا أحد
ساعتان مرت ، و لم يعد حتى الآن ، حطمت هاتفها بعد عدة مكالمات لا نتيجة ترجى لها ، و هاهي الآن تستوي ببطئ ، تنتظر منه رحمة
بل تنتظرها من رب البرية ، فـ هو أرحم الراحمين

لا ، إن بقيت هنا ستموت ،
عليها الاطلاع على اخر الاخبار ، خمسة عشر دقيقة منذ أن إتصل عمر بوالدته ، ليطمئن عليها فقط !
حيث إنه لا مستجد من الأخبار تحوي جعبته ،
إحتضنت كفاها بعضهما بعضا ، لترفعهما حتى فمها فتضغط فوقه مبتهلة و عيناها مرفوعة نحو الغطاء الرمادي ،، حيث تلك السماء البعيدة ، تتوسل ربها عز و جل أن يعجل بـ برقية الرحمة ، فـ بغيرها ستموت ، حتما ستفعل

قفز جسدها بمكانه حينما شعرت بلمسة حانية فوق كتفها ، لتستدير و بكاءها يعود فيطغي على الأجواء : خالـ ـ ـة ،، مخـ ـابر عمـ ـ ـر بعـ ـد ؟ خااالة أخـ ـ .. ـوية الله يخليـ ـكم


تلك الحنون كانت تجهش بصمت ، أصاب عمر بما فعل ،
و أصاب قبله علي حينما عرضها على شبلها ، فلا سامح الله لو حصل له سوءا ، لن تجد هذه اليتيمة أي صـدر يحتضن أوجاعها
و لا يد تكفكف دموعها ، لذا فهي تحتاجهم
رفعت بكأس الماء لمستوى فمها قائلة : أمي ادري ، والله ادري اخوج ، بس قولي يا الله .. محيصير له شي ،، دهاج شربي مي ، مو رح توقعين والله


رفضت بدفع الكأس قليلا ، لتتبعثر المياه فوق كف ' حماتها ' ، الإمتعاض بان بـ نبرتها المتذبذبة : ما أقـ ـدر ، بس أشرب ... أذب من راسـ ـي ' أتقيأ '


لتمد بالكأس نحو إبنتيها ، و بما إن أية تحمل بـ جنبات صدرها قلبا ضعيفا لا يقوى مواقف كـ هذه ، فـ تطوعت ميس بالتقدم لـ تأخذه من والدتها و دموعا متألمة تتجمع بـ مقلتيها بلونهما الداكن !
تعلم هي ما معنى الأخ ، و تعشق رباطها مع عمر و لا تظن أن هنالك علاقة أسمى من تلك التي بين اجساد جمعهم رحم واحد ؛
و برغم أن علي ليس شقيقا لهذه اللين ، إلا إنها تعتبره كل ما تبقى لديها ، و هذا ما جعل ميس متوجعة جدا لحالها

صـدقت أية عندما اخبرتها بـ ضعف لينا و حاجتها لوجود أحد حولها ،
هذه ليست المرة الأولى التي رأت فيها من امامها متعرية من رداء العنجهية و الأنفة ، فـ ما زالت الذاكرة تحتفظ فوق جدرانها بـ تفاصيل عزاء والدها و شقيقها
لكن هذه المرة تختلف ، فـ هي تتعلق الآن بحبل المشنقة ، لا تعلم أ سيمضون بـ إعدامها و تنتهي الحكاية أم إن عفوا ما سيصدر بحقها في اللحظة الأخيرة

دلفت المطبخ بسرعة تواري نحيبها خلف جدران التماسك ، فـ لن تزيد نار لينا إلا إشتعالا إن لمحت دموعها ،
وضعت الكأس بقوة فـوق الطاولة ثم إلتفتت بسرعة نحو الخلف ، لتجد شقيقتها تتبع خطاها ، و لكن بـدموع ظاهرة ، بل و مزودة بـ شهقات مريرة بين الفينة و الأخرى

همسـت بضعف : عفية تموت قهر ، ياربي ميصير له شي


صدمتها ردة فعل أية التي آثرت الجلوس أرضا و كانت لا تزال بملابسها منذ الظهيرة ، لتهتف الثانية ببكاء مرتفع : لج ميييس قلبببي إحتررق عليهاا ،، لج شلوون بيهاا إذا صار له شـي ؟ والله تمـ ـ.. يا ربي لا دخيلـك ، أحفظلهياااه يااارب





؛




أما هي ؛
فـ كادت تحفر جسد الحنون التي تحتضنها ،،
لم تفكر بوضعها ، و لا بـ حاجة لـ مغادرة المكان تسكن نفسها بعد هذا الصدر الحاني ، كم تتمنى لو كانت لها أما
أما تجمعها بـ علي !
لتعيش معها ذات الوجع الآن ،
على احدهم أن يشعرها بتعزيته الصادقة و لا أصدق من ألما يجتاح قريبا لهما
و كإنها تذكرت احدا ،، بإمكانه أن يفعل

فـ جرت بنفسها قليلا ، هامسة بـ نشيج : بيبي ، أريد بيبي


أم عمر هزت برأسها متفهمة للـ حاجة الماسة التي تعتري هذه المسكينة ، راجية من الله ان يخفف عليها وطأة الألم ، رفعت بيدها لتمسح دموعها الملتهبة ، متحدثة بـ عطف : ماما على كيفج ، هسة إنتظري ، بلكت يجي عمر و جايب اخبار ، لتخابرين الحجية و تخرعيها


لتجيبها بـ نبرة مكسورة و نظراتها التائهة تبحث في تلك الحديقة الصغيرة ، عن أشلاء شئ ما : أصلا موبايلي إنكسر ، محافظـة الرقم


أنزلت بيدها لتضغط فوق كتفي الفتاة : حبيبتي إنتي ، صيري قوية و قولي يا رب ،، لازم تصيرين قوية ماما حتى تقدرين تنتظرين رجعته سالم ان شااء الله


هزت برأسها رافضة ، و مستنكرة ذلك الحديث
قوية ، و من أين لها بالقوة ؟
من الممتاز أن جسدها يستند فوق قدماها حتى الآن ، عن أي قوة تتحدث هذه المرأة
الشئ الوحيد القوي بها هو عويلها ،
بإمكانها الإنتحاب حتى الغد .. و لـ بعده
و ربما حتى أن يعود !
و إن لم يعد ،، فهي أكيدة بإنه حتى الدموع ستجف ، و غددها الدمعية ستضمحل يوما بلا شك

تنبهت لـ صوت الباب يطرق مع رنين جرس مستقتل ، لتزلزل أرضا تحتها راكضة بـ تشدق مستجدي نحوه ، لم تفكر بإنها هنا مجرد ضيفة ، و من الممكن أن الزائر هو احدا يقرب للعائلة !
و لكن هل هنالك مجالا للتفكير في أروقة عقلها ؟
فـ سدت تلك الطرق الواصلة بين الأعصاب و خلايا المخ ، تاركة كل عضو يعمل مستقلا عن الأخر ، و من ثم ثورة عارمة من الـ لا سيطرة الحسية و الحركية لـ تعانيها

لطف بها الله حين كان القادم ليس سوى عمها ، ما إن رأته حتى إندفعت نحو الخارج و نحيبها علا ليفجعه !!
أمسـك بكتفيها بقوة ، و بحزم نطق : إشششش ، لينااا عمو سكتي ، بلا بجي ليش شصاير ؟ ، لتبجيــن و تتفاولين على أخوج


إذن هو يعلم ، سأل بـ تماسك أعصاب غبطته عليه : وين عمر ؟ مرجع ؟


هزت برأسها نافية ، لتلتفت حدو صوت والدة ذاك العمر ، التي شرعت الباب قائلة بتوتر بعد تحية جوفاء : ها ابو محمد ،، موصلوا لشي ؟


ليجيبها وذراعاه تلتفان حول إبنة أخيه المرتجفة البدن الرافعة رأسها نحوه بتشدق علها تلمح طيف طمأنينة بعينه : و الله يا أم عمر لهسة ملقوه وموبايله بعده مغلق

ليتقافز جسد الفتاة بمحاولة للهرب منه ، لكنه أحكم حبسها موجها الحديث لها : ليناااا ، انتي مو صغيرة ، صبري شووية ،، عمر و جماعته ديدورون ، و محمد هم لحقهم ، إن شاء الله يلقوه وين يروح يعني


تعالى بكاها لتجبره على تلطيف نبرته موطئا برأسه قليلا : عمو كافي ، صيري قوية شـوية و تحملي


إياهم و ذكر القوة مجددا ، حقا لا تعلم كيف ستثور إن فعلوا
قدمها لـ والدة عمر دافعا بها بـ عطف : فوتي جوة ، الولد هسة جايين و انتظرهم هنا


كانت كمـن تلقى ركلة ببطنه ، تشعر بالهوان ،
تريد منزلها ، و أهلها ، فليأتوا اليوم فقط ، تحتاجهم و الله تحتاجهم
فقط ليهونوا عليها مصيبتها و هم في منزلهم .. و ليحضروا لها الجدة ، و من ثم ليختفوا من جديد
إستغفارات نطقها قلبها ، فـ لا إعتراض على حكم الله ،
إستسلمت لـ وحدتها ، متوجهة بـ ' ذل ' إنعكس في خطواتها الركيكة لتدخل المنزل ، حيث تقف والدته ، فاتحة لـ ذراعيها ، و مستعدة لـ إلتقاط حزنها
إلا إنها هي من لا تستطيع رمي ذلك الحزن بإتجاه تلك المرأة ، لا يمكنها !
لكن ، لم يكن هنالك ألطف من اللطيف ، حيث أرسل لها من سترمي فوق ظهره أحمالها المثقلة بالـ كدر و الهم ، و لا يهمها لو أحنت ظهره ، فهو الوحيد الذي عليه أن يتحمل ما تفعله
و سيفعل !
ترجل من سيارته التي ركنها خلف سيارة عمها ، لتنتبه لـ ألن الأخر يصل المكان
والدة عمر تقـدمت لتخرج قليلا عن اعتاب الباب ، و صوتها إرتفع لـ يصل ولدها المتجهم وجهه : هاا يووم شسويتـوا ؟


كانت نظراته متناوبة بين عمها ، و والدته
و لكن بعد ما نطقته الأخيرة ، هربت نحو تلك المتكدس وجعها في وعاء أجوف كبير ، كم يود حمله بما يحتويه ليرميه بعيدا ، و إن كان هذا الـ بعيدا ليس إلا جسده
آثر السلام على عمها قبل أن يجيب ، تبعـه ألن المحرج من التجمع العائلي ، ليتكرر السؤال هذه المرة من قبل أبو محمد ، فـ إقتصر جواب عمر على ' بعد ، لهسة ماكو شي '


أرهف سمعه لـ نبرة دوما ما أعتادت أن تهبط بـ بقاع القلب ، إلا إنها هذه المرة مزقت شغافه بـ مهل ، لتجعل الألم أعظم : يعني شنـو ؟ كتلوه ؟


عمها إلتفت حدوها ليزجرها بـ لطف ، فـ نظراتها الباكية تـغمد سيف كل فارس بـ ساحة للقتال : لااا عمو شبيج إنتي ؟ قتلج ميصير له شي ان شاء الله ، إنتي لتخافين

: كتلووه ؟

كررتها بنظرات تتناقل بين هذين الرفيقين ، إعتادوا أن يكونوا ثلاث أضلاع لمثلث ، مختلف الأطوال ،
أ يعقل أن يتركهما مجرد زاويـة مليئة بـ مخلفات الماضي ؟
سامحا للعناكب أن تنسج خيوط بيوتها الواهنة هناك ، بين من تبقيا خلفه ؟!


عمر أجبرها على الصمت حينما أردف : لتخافين ، ميكتلوه و البنية عدنا

ليتدخل العم بـ حذر ، و كان ما نطقه هو ما عجزت والدة عمر عن الإفصاح به : يا بنيـة ؟


يبدون كـ أفراد عصابة ، هذا ما فكر به الرجل الخمسيني ، حينما اسرع ألن في تعديل تلك الجملة : قصده المريضة ، المريضة الي بالمستشفى ، أهلها مرح يـ

ليقاطعهم ابو محمد مجددا ، و بحدة : إنتو شدتحجون يا مريضة و يا مستشفى ؟
أصر بعد ان إستشف ذلك الكم من التوتر في حركاتهم : قلت يااا بنية ؟ و شنوو الورطة المتورطين بيها ؟ شكلكم تدرون منو أخذه أصلا


تبادل الثلاثة حديث سـريع ، بصمت ساكن !
ليقطعه عمر : تفضل جوة ابو محمـد ، و هسة نشرحلك كل شي


لم يـرض أي من الأخرين على قرار إشهار المصيبة ذاك ، و لكن على رجل ذو عمر ' كبير ' ان يتدخل ، عسى أن يكون هنالك حلا أرسله الله على لسانه !

وهو بعد أن إتصل بولده ' محمد ' و أخبره أن يعود بيته ، دلف المنزل برفقـة عمر و ألن ، تتبعهم لينا و ام عمر ،

و بـ مجلس يحمل من شهيـد بطل ، روحه ، جلس الجميع ، و بدأ عمر بـ قص الحكاية على الرجل ، مع تعقيبات مهمة من قبل ألن
المستقبل كان في غاية الدهشة مما علم توا ، القصة لها جذور متأصلة في سنوات مضت ، و حتى الآن أغصان تلك الشجرة الخبيثة تأبى أن تحترق بـ شمس تموز ، بل على العكس فتراها تزدهر أكثر
صمت طويلا تعبيرا عن صدمته من خفايا عن ولد أخيه ، الأحمق

ومنذ ان قرر التخلي عن السكوت ، قطع عرق الدم مع فتاة تجهش أعماقها : أخوج هذا زمااال ، إي طبه مرررض لعد خلي شوية يأدبوه ، و بعدين نتدخل !

أ هذا ما إستطاع قوله ؟
عضت شفتيها بقوة لتمنـع نفسها من قذفه بأبشع الشتائم ،
نعم قد يكون افلت ذلك الحديث بغير وعي ، أو لشدة الغضب من تهور و حماقة أخيها ، لكن مع ذلك فـهذا لا يعطيه حقا بـ التشفي

لـ تتدخل المرأة التي هي أيضا للتو إطلعت على تفاصيل تلك المشكلة التي إتخذها ولدها عذرا ليرفع بالفتاة فوق كاهله : لا على بختك ابو محمد ، مو حجاية هاي ، لعد نعوفه للولد بيد ظلام ميخافون ربهم و اخته هنا البجي عمى عيونها ؟


اجابها بشـدة رجل : يستااااهل ، و اخته هم زماالة و تستااهل ، لعد اكوو واحد يسكت على هيجي مصيبة ؟ المفروض من البداية تقلي

إستطرق محدثا تلك التي نمـى الحقد في فؤادها المتيبس : معرفتي تجين تحجيلي ؟ صارلج شقـد يمنا ، فهميني ،، بللا اخوج محد يقدرله لسانه زفر و اخلاقه *** افتهمناها ، إنتـي شنوو ؟ و الله صفااء خلف خلفة طايح حظها

هول كان أم ذهول ؟
لا يهم ، ما يهم فعلا إن الجميـع قد فقد القدرة على التفكير بعد ذلك التعنيف الـ زاجر ،
علق ألن بعد حين : زين ابو محمـد يعني شتريده يسوي و الرجال كتل خواااته ؟ يخلي إيده على خده و يسكت ؟

زمجر الرجل : لا يابوو ،، يروح يخطف بنية و يطيح حظهاا و حظ نفسه

بـ هدوء علق عمر ، بعد أن نجح في إستيعاب ' عدم الإحتمال المتبادل بين تلك الحبيبة و أهلها ' : ابو محمد ، قلنالك مخطفهااا ، عبد الملك هوة ابو المصيبة ، و لعبها صح من طفى ناره بـ إيد علي

اكمل ألن ، و لكن بإسلوب يناقض تعقل عمر : و بعـدين يعني بلا زحمة عليك ، إنته تلومه لإن مقلك ، زين إنته أصلا سألته ليش حط اخته يمك ؟ غير أكو مصيبة ورة الساالفة ؟ فدوة لعينك فكر شوية و تلقي انو انتوا الي مقصرين بحقهم و بنيتوا بينكم حايط

كم تشدقت لينا بعد صراحة ، أو وقاحة ألن
ليردف الرجل مغتاظا : همة الي قطعوا بينا ، شنسويلهم يعني

ذلك المحترم أبى أن يـجعل من نفسه متفرجا بعد موقف معادي من رفيقه : يا ابو محمد ، همة فقدوا ابوهم ، و مو احنة نعلمك بالصح ، و إنته ابو الصح ، يعني جان لازم تبينولهم إنو كلشـ ـ!

إستقام الرجل واقفا ليقطع حديث هذا المندفع : انتو شباب ، و متعرفون بقد الي اعرفه بهالدنيا .. و لو انو كلامكم قوي ، بس رح اعتبر نفسي مسمعت شي

عليه أولا ان يتقبل الصدمة جيدا و من ثم يحاول مساعدتهم قدر الإمكان ،
و لو إن الإمكان ذلك ، ضئيل جدا

وقف الشابان تباعا ، لتعترض ام عمر بـ خلق كريم : يمعود ابو محمد همة مثل ولدك و قلبهم محترق على اخوهم ، لتطلع و انته شايل بخاطرك منهم

إمتلأ وجه ألن إمتعاضا ، أدرك الآن لم علي لا يـستطيع مواطنة هذا الرجل ، و قربه منه بالفترة الاخيرة إقتصر على سبب خوفه على أخته و فقط !
أما ذلك المتحلي بصفات والدته ،، فـ أضاف : يمعود ابو محمد صدق كذب ، تفضل و خلي نكمل حجيينا ، نشوف شنسـوي

أجابه بـ ضيق : شتسوون يعني ،، قابل تروحون للشرطة تشتكون على قاسم الـ ؟ و شنو الاثباتات إنو هوة الي ماخذه ؟ و شنو الدوافع ؟ لإن صاحبكم الغبي بااايق بته ؟ حتى تروحون كلكم بشربة مي ، و أولهم هوة

حديثه المقنع أرغمهم على الموافقة الصامتة ،
إلا إن الفتاة قد تشعب الحقد في عروق اطرافها ، يتحدث بصيغة المخاطب فقط ،
فـ تارة ' تسوون ' و اخرى ' تروحون و تشتكون ' ،، أليس هو بـ عمه و هو الأجدر بإن يكون المتكلم ؟

إستطرد العم : وهية البنية هسة وين ؟ بعدها هناك ؟

إنسحب ألن من دائرة النقاش ، فـ أجابه عمر بالإيجاب ، ليقترح : لعد جيبوها و رجعوها الهم ، و اذا حجييكم صدق وهية ضمت القصة 5 سنين رح توقف وياكم هسة هم ، و تقول الصدق ، تقول لأبوها على عبد الملك و نشوف شيصير

ليدخل تلك الدائرة مجددا : شنو شيصير يابو محمد ، نقعد نجرب إحنة و همة يمكن يكتلوه ؟ بربك هذا هم حجي ؟

رمقه عمر بنظـرة تنبيه حادة ، تلقاها الاخر لكنه أبى أن يـكون خلوقا بهذا الوضع الحرج ، حيث إنه إستدرك : أو تدري شنو ، إعتبره ابنك و فكر شلون رح تحفر القاع حتى تخلصه ، و ميهمك لو كاتل عشرة ، المهم تخلصه و ساعتها مرح تلومنا

زجره الرجل : ألن بديت تتجاوز ، اني بعمر ابوك ، و بعدين لو ابني مثل هذا الزمال جان اني وديته لـ قاسم حتى يطيح حظه و يخليه يتوب يتعنتر

أكمل بحدته ذاتها موجها نظراته نحو تلك الهادئة جدا ، بتناقض شديد عن دقائق مضت : يللا لينا خلي نروح


بهذه البساطة ،
مزق جلدها بـ سوطه ، ليعود بتكلف يطلبها مرافقته لذلك المنزل
إن كان هو .. شقيق والدها ، لم يتكاتف معهم في هذه الأزمة ، فكيف هو حال بقية أفراد عائلته ، ' المنافقة ' ؟!

زمـت شفتيها بـ خيط رفيع لتقف و العبرة تكاد تأكل حنجرتها ،، بـ تباطئ تجر أنفاسها ، و جفناها المنتفخان يثقلان فوق قزحية خضراء ، محاطة بـ إحمرار قان
ام عمر الاخرى وقفـت لتقول بسرعة و يدها تمسكت بذراع كنتها : ابو محمد فدوة لعينك خليها يمنا ، البنية محتاجتنا حيل

ألـن هم بالمغادرة ، فيبدو أن نقاش عائلي لا دخل له فيه سيـبدأ ؛
و العم كان أكثر من إستحسن خروجه ليعلق : لا أم عمر إسمحيلي ، صدق همة عاقدين بس مال اعوفها يمكم بدون عرس فـ لا

أجابته بـ منطقية تاركة للفتاة حرية الحركة : و ليش لا يا ابو محمد ، قدام الله و رسوله عمر رجلها ، يعني ماكو شي يمنعها تبقى ، ' و بـ تمني صادق اردفت ' و إن شاء الله بس هالليلة ، و باجر اخوها يرجع و يفرح بيها

هائمة ،
في وجعها .. هكذا كانت !
هائمة لدرجة اللوذ بالصمت ، فـ البوح سيكون أكثر إيلاما ، كما تعتقد

الأخر كـان كـ هي ، صامتا
و لكن لأسباب أخرى ، يود ان يعلم اولا ما ترغب هي ، لإن ما تحتاجه فـ واضحا كـ قرص الشمس يتوسط كبد السماء
إلا إنه يشعر بـ أن رغبتها ، معاكسة لـ حاجة نفسها ، كما كانت دوما

اعقب العم : ام محمد و البنات هناك لتخافين عليها ، و باجر اذا تريـد تجي عود اجيبها ، بس بيته متبات
ليكرر امره لها : يللا عمو حضري نفسج


حركت رأسها هنا و هناك ،، تبحث بأنظار غائمة عن شئ ما تعتقد بإنهم يدعونه حقيبة !
ليتشنج عنقها فجأة .. حتى شعرت بـ رأسها يكاد يفلت ليسقط ارضا ، و ذاك لم يحدث عبثا وإنما عند سماعها حديث ' خطيبها ' الموجه نحوها : لينا ، انتي شتريدين ؟

و أخيرا ،، هنالك من شعر بأن لها لسـان بإمكانه التحدث بالنيابة عن نفسه ،
و لا تحتاج لألسنتهم و عقولهم لإتخاذ قرارات هي الأحق بإختيارها ؛
حملته فوق طاقته حينما رفعت برأسها رويدا ، لتجيبه متحكمة بـ ثبات صوتها من الاهتزاز : أريد أخـوية

لكنها فشلت بالتحكم في تلكما المقلتان ،
و على مرآى منهم رفعت بسبابتها و الوسطى لتحذف تلك العلامات الدالة على ضعف بات معجونا بها
إبتلع ريق وجعها ، ليغص به في حروف مشدودة : إن شاء الله يرجع ، خلي إيمانج بـ الله قوي

أضاف بجديـة بعد أن ادار برأسه ليحدث الرجل : ابو محمد ، حجي الوالدة صحيح ، مادام الله محللها تبقى بهالبيت ، معلينا بحجي العالم ،، خليها هنا ،، و ..

قاطعه العم : عمر ، هية مقالت شتريد ولازم تعرف اذا بقت هالليلة .. فهاهية بعد ، تعتبر نفسها مرتك و مترجع لا لبيتنا و لا لبيت ابوها

استعجلت والدته بـ التعقيب : هاهية عيني راايتك بيضاا ، و هية بتنا الله شاهد ،، اصلا هية تدري معزتها بقلبي ،، و ان شاء الله برجعة اخوها ساالم نسويلها كل شي تستااهله

إنحبس صوتها بداخل الحنجرة ،
لم يتصرفون و كإنها دمية لا رأي لها ؟
إنها لينا ذاتها التي لا تنصت لأحد غير عقلها
تلك التي حتى علي بـ شراسته لا يستطيع أن يكبح جماحها إلا بعـد مشاجرات قد يستخدما بها عنفا لفظيا
إذن ما حل بها ؟ لم تسمح لهم أن يتقاذفونها فيما بينهم كما شـاؤوا ؟

ولكن .. أوبإمكانها إبداء رأي ما ؟ كـ ماذا مثلا ؟ كـ رغبتها في أن يتركوها لـ تهم بالرحيل باحثة عن ذلك الوتد الغليظ الضائع ليسند لها حياتها من جديـد ؟
أم كـ العودة لمنزلهم بمفردها ؟ أو حتى الإنفلات من قيد عمـر ؟
ما دامت أراءها مستحيلة التحقيق ، فـ لم تدلي بها ؟!
ألم تقل إن البوح يفتق الجروح الصامتة بالسكون !

غادر عمها ، بعـد أن ترك لها سكينا في خاصرتها إثر كلامه ذاك ،، و خرج معه عمـر و والدته ، تاركيها في الصالة بمفردها ،، سامحة لنفسها بإن تنفث غبار الصمت من فوق عضلة لسانها ، فتدفع به ليلهج ذكرا للقهار ، فـ هو من سيخفف عنها وطأة هذا المصاب !



؛





أريحيني على صدرك

لأني متعب مثلك

دعي اسمي وعنواني وماذا كنت

سنين العمر تخنقها دروب الصمت

وجئت إليك لا أدري لماذا جئت

فخلف الباب أمطار تطاردني

شتاء قاتم الأنفاس يخنقني

وأقدام بلون الليل تسحقني

وليس لدي أحباب

ولا بيت ليؤويني من الطوفان

وجئت إليك تحملني

رياح الشك.. للإيمان

فهل أرتاح بعض الوقت في عينيك

أم أمضي مع الأحزان

وهل في الناس من يعطي

بلا ثمن.. بلا دين.. بلا ميزان؟

* * *

أريحيني على صدرك

لأني متعب مثلك

غدا نمضي كما جئنا..

وقد ننسى بريق الضوء والألوان

وقد ننسى امتهان السجن والسجان..

وقد نهفو إلى زمن بلا عنوان

وقد ننسى وقد ننسى

فلا يبقى لنا شيء لنذكره مع النسيان

ويكفي أننا يوما.. تلاقينا بلا استئذان

زمان القهر علمنا

بأن الحب سلطان بلا أوطان..

وأن ممالك العشاق أطلال

وأضرحة من الحرمان

وأن بحارنا صارت بلا شطآن..

وليس الآن يعنينا..

إذا ما طالت الأيام

أم جنحت مع الطوفان..

فيكفي أننا يوما تمردنا على الأحزان

وعشنا العمر ساعات

فلم نقبض لها ثمنا

ولم ندفع لها دينا..

ولم نحسب مشاعرنا

ككل الناس.. في الميزان






فاروق جويدة







جلست بتهالك على الأريكـة التي احتضنت جسدها منذ قليل ، بعد أن شعرت بـ إختلال توازن عنيف نفخ لها رأسها ، لا تعلم ما حدث و كيف رضيت أن تبقى هنا في بيت عمر من غير أي إستعدادات نفسية سابقة
و لكن كان عليها الإمتثال لـ حاجتها هذه المرة ، و تبا لكل رغبة تمنعها من البقاء قرب عمر الذي بالتأكيد مع ألن لن يتركا اخاها بـ مصيبته وحيدا ،
و هي أيضا يجب أن تكون معهم ، لإنها هناك ستبعد كثيرا عن موقع الحدث
شعرت بسائل ما فوق شفتيها ، برائحة مقرفة ، و بلزوجة عالية !
لم يكن دمعا من مآقيها ، هذا ما فكرت به بعجل ، رفعت وسطاها للتأكد من ماهيته ، لتكتشف إنه ليس سوى دما !!

أحنت جسدها حتى أقرب طاولة لتسحب ورقتين من المحارم و تنظف ذلك الأحمر المنبثق من أنفها ، يا الهي
على ما يبدو إن ضغطها إرتفع لدرجة إنفجار أحد الشعيرات الدموية ، تبا لك علي
أنظـر لـ ما تفعله بي !

رحمة من الله عليها بها حينما إختار ذلك الدم الفاسد أنفها كـ مخرج له ، فـ ذلك أفضل من ان يتخذ اذنها او حتى مقلتيها كـ سبيل للهرب
فكت وثاق رأسها بـ خلع خمارها ، لتترك أطرافه تتدلى على صدرها ، ثم أعادت برأسها الى الخلف قليلا ، حتى أسندته على ظهر الأريكة
نشيج خافت فضحها ، وهي تحاول السلوى قليلا عما تفوه به ذلك العم ، كيف طاوعه قلبا بين أظلعه ؟
نعم قد يكون علي يستحق ما يقال بحقه ،، و لكنه الآن في ضيقة ، و على الجميع أن يتوحد لفك أسره ، كم كرهته
كان علي محقا حينما أعتبره غريبا منذ البداية
هاهي تلوم ذاتها .. إذ لم تتفاجئ وهي تعلم جيـدا ما فعله بعد إستشهاد والدها ، ألم يأتيهم لطلب حقه في الورث ؟

و هي على هذا الحال ، شعرت بـ دخول ' أصحاب المنزل ' عليها ، فـ رفعت برأسها لتتصلب رقبتها إثر وجع مفاجئ ، بـ حركة سريعة وضعت اناملها امام فتحات الانف ، خشية من أن تتزاحم الدماء لتسيل مجددا
و لكن ذلك لم يحدث ،، وصلتها نبرة حنونة إعتادتها من قبل والدته : شبيج ماما ؟

هزت برأسها نفيا لـ شئ بها ، و من ثم إستباح البوح على دواوين السكون ، لتتحدث : خالة ، أسفـة والله ، أعرف ضـوجتكم بـ ـ ـ!

لتقاطعها بـ قلب الرؤوف : ماما انتي ليش تريدين تزعليني منج ؟ ترة هذا البيت بييتج ، إنتي الطابة ' الداخلة ' و إحنة الطالعين

توتر فمها ، لتهمس بدموع على مشارف الهبوط فوق بشرتها المتغضنة إحمرارا : لا خالة العفو ، و الله .. ما اريد أزعجكم ، بس تحملـوني شـ ـ!

دنت منها أم عمر لتشاركها الأريكة جلوسا ، ناطقة بكل ما يعتمل بصدرها : عمري كافي ، بجي ما اريد .. أخوج إن شاء الله يرجعلج سالم ،، و يفرح بيكم انتي و عمر .. و بعد حجييج هذاك ما اريد أسمعه إفتهمتي ؟

هزت برأسها بشرود ، فـ تدفقت دموعها تباعا ،
وهنا تارة
وضعفا أخرى
و فوقهم وجعا منتهكا لحرمة الجسد و الروح !

ستختنق قبل أن يعود علي سالما ، ستختنق و تموت
تشعر بجلدها يكويها بأشعة إخترقته حتى وصلت الأنسجة الداخلية و أذابتها ، و هاهي تنتظر عمر بـ دلو من الصبر فارغ ، تريده أن يعود لـ تعلم إن كان هنالك شئ خلف الستار لم يخبره لـ عمها
يجب أن يأتي و يطلعها على كل شئ ، حتى و إن كان ما يقوله سيـحطمها ، فـ وقوع البلاء أخير من إنتظار له !!

تنبهت لـ صوت والدته تحادثها بفزع و نظراتها مصوبة نحو كفها المحتضنة للمحارم : ليين ماما شنو هالدم ؟ شبييج ؟

هدأت روعها بـ : لا خالة مو شي ، بس خشمي طق دم

تجعد جبينها لتسأل : ليش أمي ؟ متعورة ؟

نفت بـ نبرة متكاسلة .. و هي تمسح خديها من بقايا دموع يبدو أن لا جفاف قريب لمنبعها : لا خالة بس ضغطي إرتفع يمكن

و قبل أن يصلها تعليق حماتها .. دلف عمر الصالة ، ليقف حدو الباب و أنظاره تصوب نحوهما ، ما إن رأته حتى إنتصبت بعجل ، لتتكلم بـ تشدق : معرفتوا شي لهسـة ؟

أجابها بـ هدوء : لا والله ، بس ان شاء الله خير ، أني و ألن رحنا لكل المراكز القريبة ، و قلنالهم إنو مختفي من يومين ، حتى يتحركون

هزأ صوتها و دمعة طفرت من بين أهدابها المبتلة : و يعني شيسوون ؟ خلي نروح لعبد الملك ، هوة يتصرف ،، مثل مورط أخوية يحلها هسة
لتستدرك بـ عجل : و نقووول لأمه ، لازم تعـرف حتى هية هم تضغط عليه ،، عمر .. أخوية لازم يرجع

جملتها الأخيرة تشبعت بالتوسل ، فـ إستدرجت قلبه ليـلين أكثر ،، تقدم نحوهما قائلا بعطف مشوب بتوتر : ميخالف ، إن شاء الله باجر نروح

إنهارت بالنحيب مجددا ، مضيفة : شنووو باااجر ؟ عمممر يكتلووه منا لباجر والله

كـ صغير يتماسك أمام ضربات الغرباء بشفتين متقوستين أسفلا ، على شفا حفرة من الإنهيار ، و فجأة يلمح والدته فيركض نحوها ليتوارى بـ حضنها باكيا ، شاكيا لها قسوة باخسي حق الطفولة ؛
متأكدا بإنها ستحتمل عويله المزعج بالنسبة للأخرين ، و ثقة تملأه بإن لا حق ضائع له و هو في جحر هذه الحنون

هذا بالضبط ما كانت تحس به !
عمر هو الوحيد الذي سيتحمل رعبها المجنون على أخيها

والدته ، قررت بـ داخلها أن تخلي لهما المكان ، فـ عند الحزن ، يحتاج كل نصف لإن يكتمل بـ نصفه ، و لينا تحتاج أن تصـدق قلب عمر ، ذلك سيضآئل من كمية الهم الجاثم فوق صدرها ، مانعا حجابها الحاجز من أن يؤدي وظائفه بالتقلص و الإنبساط المتوالي

هو تابع مغادرة والدته ، لـ يستطرق بعدها : لينا ، الشغلة مو بهالسهولة ، ترة حتى اذا قلناله ، رح ينكر معرفته بالموضوع ، و لو اعترف فـ رح يقول علي هوة الي اخذها بعدين و اختفى بيها ، و حقه ، إحنة لازم نفكر بشغلة ثانية

إهزت شفتاها ، لتعض السفلى لتثبتها ، و بإنفعال اجابت : شنو ؟

أشار لها لتجلس ، و إتخذ لنفسه مقعدا هو الأخر ، مضيفا : أحسن حل نجيب جلنار ، و نرجعها لأهلها ، و هية تبرئ علي .. بـس

: بس شنوو ؟

قابل لهفتها بما يقتل لها أمل ولد توا و ما زال بمهده : علي وصااااني مـ نرجعها ، لح علية انو مترجع

بـ البنصر و الإبهام بدأ بدلك مقدمة صدغه ، نظراته تشرد أرضا و جاء صوته محملا بالهم لـ يكمل : ما اعرف ،، علي متهور ، و ما دام قال لترجعوها يعني صاير شي ميريدنا نعرفه

انحصر الكلام بين حبالها الصوتية ، لتلتف حوله فتخنقه فتتركه يعاني الإحتضار ، قليلا و نجحت في فك اسره من قبضة تلك الحبال ليهرب نحو الخارج : عمـر هوة تزوجها ، أخـ ـاف .. قام يحبهـ ـ ـا ؟

انزل يده ليضعها فوق ركبته و هو يتابع أدق تفاصيلها ،
لا يعلم لم تذكر زينب ، أ تراها دعوة منها تلك التي قلبت حلما إنتظره الى كابوس ؟
لن يحتمل شئ كـ خسارة رفيق دربه ، شقيق له من دون دم مشترك و لا رحم واحد ، !

عادت لتكرر : عمممر ، يمكن صدق حبها و ميريدها ترجع لأهلها ، لإن اذا رجعت بعد هاهية ، مستحيل ينطوهياه

هز برأسه موافقا ، لقد توصل مع ألن لمثل هذا التوقع ، و لكن معرفتهم التامة بشخصية علي ، و قلبه المتحجر جعلهما يستبعدون فكرة تعتيبه باب الموت من أجل إمرأة
مهما كان ما يحمله بقلبه ، بالتأكيد لن يصل به لإن يرمي بنفسه في قبضة النهاية الحتمية

اعقب ظنها بـ المنطق من القول : لأ ، علي مو هيج ، اكو شي ثاني يخليه رافض رجعتها

توسـعت حدقتاها بـ هلع مفاجئ و كإنما منطقيته نورت بصيرتها العمياء ،
بالفعل ، هنالك شئ خفي وراء محاولة حمايتها ، وهي تعلمه
لو عادت جلنار ستقتل حتما !!
و لكن ، إن لم تعد .. أخوها من سيحتمل الذنب بمفرده ، و هو من سيقتل حينها

جفل قلبها لتقف متصلبة البدن : عمر ، معلييكم بيه ، باجر نجيبها و نرجعها ، الله يخلييك والله اذا مرجعت يكتلووه والله

امال رأسه بتساؤل : تعرفين شي منعرفه ؟
قـليلا وهو الأخر تذكر تلك المشاجرة التي حدثت في مطبخ منزل هذه و أخيها ، إستشفوا بها منه إنه قد أتمم زواجه بـ إبنة قاسم !
يا الهي ،
هم الآن بين نارين
إما أن يتركوه يصارع أسـدين جائعين و نهايته ستكون كـ أشلاء فريسة وقحة ،
أو أن يتدخلوا بإغراء أولئك الثائرين بـ فريسة أخرى .. سهلة المنال

أسنـد رأسه بكفيه بعد ان ثبت ذراعيه فوق ركبه ، توالت تنهيداته الحائرة ، بعد هذه المستجدات عليه الإتصال بـ ألن ،
علهما يجدان مخرجا و لو كان ضيقا كـ خرم إبرة

شعر بـ انفاسها تتعالى و هي تدنو منه بخطوات وجلة ، رفع نظره نحوها ليلاقي الدموع قد هاجرت المقل لاجئة الى أنحاء متفرقة من خارطة الملامح البائسة ، كـ الفم العابس و الوجنتين المنتفختين .. و أخيرا الرقبة المتشنجة !

إهتز بدنها فإحتضنته لتهمـس برتابة مضيعة نظراتها هنا و هناك : عمر ، الله يخليـك لتعوفه ..... و الله إذا علي يموت أموت وراه ، صدقنييي

ياللسخرية ، هذه الفتاة تعلم جيدا ما يمكن أن يهدد به
هي فقـط ،
و بـ قمة الوجع ، يسكنها غرورا قلة من يملكونه !

طأطأ بصره مردفا بـ غيظ : ليش يحتاج توصيني على اخوية ؟

هذه المرة إقتربت أكثر ، و خرج صوتها بحدة بعض الشئ : لا ، إنتته مدتفتهم ، أقلك أمووووت ، اصلاا ، أني بس أخته ، و هوة أخوية بس ،، و ما الي غيره إذا راح
لتضيـف بـعد صمته و لا إهتمامه بـ لهاث باكي : عممممر اهلي خلصووا ، تعرف شنو يعني خلصووا و مبقى منهم أحد غيره ؟؟ دفنتتهم واحد ورة اللاخ و بعد ما أقــدررر

إنتصب بـ كدر ، نعم يعلم جيدا ما يؤلمها و لا حاجة لإن تلقيه فوق أسماعه كل ذي حين ذابحةً شرايينه المنتـفخة بالدماء المغلية
علق بـ هدوء يتناسب مع خفوت نبرتها : إن شـاء الله ميصير له شي ،، و إنتي لازم تقوين نفسج بالايمان لينا ،، حطي كل الاحتمالات قدامج ، و توكلي على الله ، هوة رح ينطيج الصبر والقوة متدرين شلون

أثار حنقها بقوله ،، هددت مسبقا بأنها ستنفجر بوجه اي احد يذكر لها أي شئ عن القوة ، و هاهو هنا ليتلقى ما يثخن صدرها من الوعيد : لتقووول صيري قووية لتقووول ، كاافي حسـووا بيية ، عبالكم القوة شي سهل ،، شلون اصير قوية واني خااسرة ابوية و اخوية مكتولين ، و هذا الثالث راااح ركض برجله للمووت ،، قلي شلووون ؟

واجهها و أسنـد كفاه فوق كتفيها ليعصر عظامها البارزة بـ قهر مكبوت : إششش ، تعووذي من الشيطاان يللا تعووذي ، هذا هوة يريدج تيأسين من رحمة الله ، تعووذي منه بسـررعة

هزت رأسها نفيا و كإن عنقها التف ليكون عقدة مع نفسه فيخنق الصوت .. فتحت ثغرها تشهق هواءا ، لتزفره بسرعة لاهثة ، علها هكذا تنجح في فتح تلك العقدة لكن الفشل بقي حليفها لمدة ،

فقـط عيناها كانتا تعملان بجهد واضح ،، فـ إفرازات الغدد كانت ممتازة كما و نوعا ، مع إحتقان شديد للدماء في شعيراتها
كف دموعها بـ حذر مكررا : تعوذي بقلبج اذا متقدرين تحجين ، و إستغفري زين ،، هسـة تهدين

رفعت بيمينها لتفرك عنقها بـ شدة كادت معها أن تشنق نفسها ، لم يتوان عن سحب يدها لمنع ذاك الجنون الذي تفعله ، مشيرا لـ وضعهما الجديد : سمعيني لينا ، قبل كلشي لازم أسألج إذا تريدين تبقين هنا لو لأ ، إذا لأ ، فـ مستعد هسة أرجعج لبيت عمـج .. و إذا إي ....!

تبخـر الغضب ، ليحل محله حاجة عظمى لـ إلتقاط فتافيت الإنتماء ، لطالما شعرت بإن هذا الرجل لا ينتمي لـ إمرأة سـواها ، و ها هي رغم أنفها تنتمي له وحده ، و لسـوء الحظ ، لا حيلة لها على كره ذلك !

أكمل يعتصر كتفيها أكثر : لين ، إذا بقيتي اليوم ، أعرفي إنو عمج رافض رجعتج بعد .. يعني لازم تبقين هنا ، و تتأقلمين على حياتنا

إستطرقت و أهدابها تنسدل لـ تخفي عنه صدقا يود معرفته بـ النظر لتلكما المقلتين : لحدما يرجع علي ،، صح ؟

توجعت لشدة ضغطه ،
لم يأتيها جوابه حتى أفاق من سكرة الغضب تلك ، ليحررها قائلا : لحدما الله كاتب

فـ إستطرقت بـ وجل : و إذا مرجع ؟

قابل نظراتها المرتبكة ، بـ أخرى ثابتة .. ليهمـس ساخرا : أبتلي بيج طول عمري

لم يعلم ، أ يرتاح أم يضيق لردة فعلها حيث إنها لم تهتم لتعقيبه عن حديث قالته ، و إنما .. لـ عدم تعقيبه عن حديث لم تقله ! : يعنـ ـي أكو إحتمال مـ يرجع ؟

تغضن جبينه بإكفهرار ، ليجيب متمللا بـ إنتصاب جسده : لين ،، ' قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ' ،، عوفي هالحجي الي ما منه فايدة ، و إدعي الله يحفظه و بس

تحـركت هي الأخرى خطوة فقط لـ تقابله مردفة : زين ، إنطيني موبايلك

كان قد أشاح ببصره عنها ، لتعود فـ تجبره على النظر نحوها بـ مفاجئة ، لتبرر : موبايلي إنكسر ، و أريد أخابر بيبي

بـ هدوء : وينه ؟

رفعت كتفاها وهي تجيب بخفوت : ما أعرف ، بالحديقة يمكن

هز برأسـه متفهما ، لـ يمد يده في جيبه ، أخرج هاتفه متمتما : مو تقوليلها و تخرعيهااا لين

نفت بـ ' تؤ ' صغيرة ، مده نحوها لكنه لم يسلمها إياه ، راقب إرتجافة كفها الممدوة ، ليثبتها بيساره بـ هدوء ، ثم أعاد الهاتف لـ جعبته ، و بدأ بتدليك كفيها بـ حذر : لترجفين ، إهـدي أول شي

رفضت أن تهدأ ، لتكرر بنبرة مكسوة بالـ وجع : أريد المـوبايل

شدد من إحتضان كفيها و عيناه تحاول جاهدة أن تسرق نظراتها ، و لكنها كانت سريعة جدا في تشتيتها ، لتحرمه لذة الإستمتاع بالتخفيف عنها
كررت : هدنننني و إنطيني المـوبايل ، أريـد بيبي ، أريدها تجي ، هية تحب علي ، و أكيد رح تتحملني ،، و تبقى يمي

يقال إن غضب الرجل ، يخمد سعيره بـ مجرد دمعة ، و هذا ما حدث معه ، إذ إنها تصر على إشعال فتيلة الغيظ بداخله ، لتعود فتـطفإها تارة بدمعة تطفر من مقلتيها ، و أخرى بنبرة مكسـورة
تفطر قلبه هذه الفتاة ، من دون أن تعلم ، بل إنها تعلم جيدا ، و تتكبر بـ دلالها !

أفلت يـدها ببطـئ ، ليحيط عنقها هذه المرة بيمينه ، دافعا بجسدها نحوه ، ليتلقفها صدره بـ ترحاب و تهليل ، همس بـ إذنها حالما حطت فوق نابضه الذي إحتفلت بـ هدوءه جميـع الأعضاء الأخرى ، مرددة أهازيج السعادة الوقتية : ابجي ، اذا البجي يريحج إبجي ، بس بالحجي لتخربطين بعد

دفع بها قليلا أكثر مضيفا بجدية : إنتي تدرين شنو علي بالنسبة إلي ، و تعرفين إنو مستعد أنطي روحي بس يرجع سـالم

: إنطيهااا ، يـللا إنطيها و رجعه إلييية

كان دوما كـ إسفنجة كبيرة ، بإمكانها إمتصاص الماء من حولها لتجفيف المكان ، و لا يهم إن إنتفخت هي !
تقبل قولها بـ شئ من الخذلان ، فـ همس مجددا : ميخالف ، بس إنتي إهدي

شعرت بتصلبه بعد قولها الذي ندمت عليه بعد اللحظة الأولى من النطق به ، لم يكن عليها التفوه بمثل تلك السخافات ،، ما ذنبه هو ليحتمل نتائج تهور علي ؟ ما ذنب أخواته و والدته ؟
إستطرقت راجية : انطيني موبايلك عمممر

ويحك يا قلب ، ويحــك
و لك أن تنبض بعد وقاحة ادلتها بحقك ؟
من مثلك عليه الكف عن الحماقات و ترك الأمر و النهي ليكون بيد العقل ، فـ هو حتما سيوصلني معك لـ بر أمان اقصيتني بعيدا عنه بـ هشاشتك و ' لينك '
أفلتها لـ يخرج هاتفه من جيبه ، قائلا : لين إذا الحجية عرفت رح يصير بيها شي ، لتنسين هية مرة جبيرة ، و مريضة و تعرفين شقد تحب علي

بـ إعتراف مصر : أحجي وية جلنار ، أقللها الصار .. لاازم تجي هييية و ترجع اخوووية

مرة أخرى مرت بباله وصيـة علي .. بحذافيرها ،
جلنار كانت إحدى المؤتمنات عنده .. إنها اصعب أمـانة يا علي ، أصعبهـنَّ

حاول ردعها : لينا .. علي ميريدها ترجع لأهلها .. مية مرة قال مترررجع .. لتقولين للبنية و تخليهاا تتخبل هنااك وحدها .. و أخاف تقول لـ بيبيـتج

إمتعض وجهها : لعد أسكت ؟ مرح تقول لبيبي لتخااف .. و لازم ترجع لأهلها حتى أخوية يررررجع .. إذا مرجع يكتلوه .. و بعدين أني بس رح أحجيلها شصار .. و هية تقرر شتسـووي .. و أصلا أني متأكدة من ردة فعلها .. " بجزم إستدركت " ترة هية تحبببه .. و أكيد حتخااف على حياته
ثم بـ صوت مرتعش النبرة أضافت : عمممر أني ممستـعدة أخسره علمود أي أحـد .. و ميهمني حتى لو هوة ميريدني .. " و بـ إنكسـار نادر ، قررت أن تعترف " أني أرييييده و أحتاجه والله

لم يبخس حقها في إنقاذ اخيها ، و إن كان هنالك من يجب ان يقدم كـ كبش فداء بدلا عنه ، فليكنْ .. و لكن عليّ كعادته كان له دوما رأي أخر .. يعارض به الجميع
فـكيف سيحل الأزمة هذه .. و هو يقف بمنـتصف طريق بين رأسين عنيدين لـ أخوين غير أشقاء ؟!
تقول بـ إنها تحبه ..كيف علمتْ يا ترى ؟
هل أخبرتها تلك الـ جلنار عن شئ ما ؟
و هل هذا فعلا ما جعل عليّ يوصيـه بحمايتها ؟!
لا يعلم .. تعقيدات علي و أخته .. أنهكته ،
و لم ينجـح حتى الآن بـ فك عقدة واحدة !
مدت يدها لتأخذ الهاتف بسـرعة و بذاتها تحركت للخارج مردفة : رح اجيب موبايلي و احط سيم كارتي ' شريحتي ' بموبايلك ، فـ حينمسح سجلك ترة

علق بـ : عندي الرقم محجوز علي 3 ، بس تعالي هنا خابري

بالتأكيد لا يضمن تصرفاتها ، و ربما وقاحتها مع تلك الضحيـة ، إبنة قاسم هي الـ بريئة الوحيدة في القصة ، فـ كانت و ما تزال قربانا لكل من يود الأخذ بثأره من غريم له

إلتفت حدو الباب المؤدي لـ ردهة الجلوس ، ليجد ميـس تقف متوترة الملامح ، وصله قلقها لـ يتطرق بـ إنهاك : امي وين ؟

تلاحقت انفاسها تباعا ، فـ أجابته بنظرات باحثة عن شخص ما : جوة هية دزتني اشوف شلونها لينا

رفع حاجبيه بـ فقدان حيلة : كل شوية شكل
ليستدرك بـ لطف مشوب بالارهاق : ميوسة حبيبتي حاولوا تصبرون عليها .. ترة هية عنودية حيل ، و هسة دتحس نفسها وحدها ،، فـ إنتوو ..!

أكملت عنه بتفهم : نصير خواتها ، أعرف عموري ، هسة ماما دتحجي ويانة ، إنته لتخاف عليها ، بس شوف نفسـك ، ميت تعب

بهزة رأس خفيفة أجابها ، ليتمتم : فدوة لعينج جيبيلي فولتارين ، جتفي هاج علية






.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء   رد مع اقتباس
قديم 23-08-12, 05:37 AM   المشاركة رقم: 529
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مبدع
كونتيسة الأدب النتي


البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240233
المشاركات: 841
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالقحلمْ يُعآنقْ السمَآء عضو متالق
نقاط التقييم: 3128

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلمْ يُعآنقْ السمَآء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 





فحبك كالطرق القروية في العالم الثالث نصفها مسدود,
والنصف الاخر يقود الى الهاوية!...


غادة السمان





إمتلأ صدرها رعبا ،، ما الذي هذت به لينا ؟
يا إلهي .. إختفى !!!
علي ،، من فعل بك هذا ؟
أ يعقل إنه والدها كما تتهمها أخته ؟
يا رب
لا ،، فقط لو سقط بيـد والدها لن يرحمه
تقسم بإنه سيمزق جسده إربا متفرقة ، ليرسل أشلاءه لـ أهله بدم بارد ،
يارب .. أرجـوك لقد أحسن لي و أنقذني مرارا ، فـ إنقذه يارب
إبعد عنه كفوفهم الـ ملوثة بدماء الأبرياء ،،
يااارب .. إحفظه لـ أخته ، و لـ ـ ـ ـي ، يــارب !

أغلقت الخط لتنسل بخطوات خفيفة موسدة الهاتف فوق صدرها المنـدلعة نيرانه ،، تشعـر و كإن أنفاسها تشابه تلك التي للتنين ، لا تعلم إن كان هو إسطورة ام حقيقة ، لكنها هي الحقيقة هنا ،فها هي تنفث لهبا متكدسا في دهاليز الرئتين

تهادى لمسامعها صوت المسنة تسألها عما حدث ، لكنها إحتفظت بنظام الصمت الذي إتبعته لأيام ، و من ثم دخلت الحجرة المخصصة لها
تلك التي شهدت على مصائب قلبها ، و إستسلامه الواهن !
فيها سلبت منها حياة كان من الممكن أن تعود طبيعة .. و لكن ، بلا قلب ، و لا روح ، عودتها كانت ستكـون كـ سابقتها ، و ما حدث هنا كان بإمكانه أن يلف بأوراق الجرائد المليئة بالترهات الكاذبة !!
كانت ستنجـو ، و ينجو معها ؛
أما الآن .. فـ لا صريخ مظلوم بإمكانه أن ينقذهما
يال خبث هذه الجدران التي لم تحاول أن تردعهما عن الهرولة في طريق أعوج ، ملئ من الحفر أكبرها ، فيعرضهما لـ تهديد الوقوع الدائم ، ليدفنا بـ لا علم لأحد !
تعلم لو إنها قاومته بـ شدة و شراسة كان سيتركها ،، سيتخلى عن سقي شجرة الإنتقام الخبيثة الجذور ، على الاقل كان سيقطع غصنها هي ، فيبعدها عن اياديه ،، لكنها هي المذنبة الأكبر ،
و ما فائدة لوم الذات الآن ؟
لم ينفع ندم النادمين احدا بعد فـوات الأوان ، لن يفعل سـوى سلخ جلودهم بـ أسواطهم الـ حقيرة ؛
تثخن قلبها لـ شدة الوقع ، سـ تصاب بالجنون إن لم تفعل شيئا ، لن تتركه ليتعلق ذنبه مع أخواته الثلاثة كـ سلسال من حديد منصهر ، فيلتصق في جيدها و نحرها ليـخترق جسدها و يذيبه
لن تتحمل أن تكون أحد أطراف المنكرين لإحسان قد فعله لأجلهم ، لن تسمح لـ والدها أن يـغتال أجمل ذكريات ستبقى حبيستها بقية الأمد ،
فتدندن على أطلالها أناشيـد الوحدة !!

رفعت الهاتف لـ تتصل بـ لينا مستعجلة ، لتثبته بشمال مرتجفة ، بما إن اليمين تستحق أن تمضغ الآن ، فـ لولا فعلتها النكراء لما خشيت أن تعود لهم راكضة بـ نعلين متهرئين ، أو حتى بـ قدمين حافيتين !
أما الآن ، فـ تريثت حتى إتخذت لها قرار سليم ، ليس فقط لإنها أحبته ،، و لكن لإنه يستحق التضحية
فقـد ضحى من أجلها كثيرا ، كثيرا جدا
و جاء وقت سداد الدين ، لن تخذله ،، كما لم تفعلها منذ سنين

ما إن وصلها صـوت لينا المنتحب ، تحدثت بـ تماسك مزيف : لينا ، الله يخليج باجر تعالوا رجعوني لـ بغداد ، لازم تجوون و ارجـع لأهلي ، إذا مرجعـت أبـووية يكتله والله يكتلـه والله !

حتى الآن لم ينجلي وقع المصاب يا جلنار ،
لم تجف المنابع الدمعية ، و لم يكف القلب عن اللهج بالدعاء
و تأتين أنتي ، لـ تفتقي الخيـط البالي الذي اخاطت به جرح صدمتها ،
ترتدين قفازا مسموما لأبيك فتجتثين قلبها ، لترميه تحت قدميك و تثقبيه بـ كعب علياءك و بـ أرجل كرسي ذلك الأب المتوحش !




.
.
.





يحرك أصابعه ببطئ ، فتفلت منه صـرخات متوجعة لكن صامتة ، !
إكفهر وجهه ، فـ تجعد جبينه ، و أنفاسه بدت متعالية ، لكن خافتة !
إستـرجع ما حدث في ظرف ثـواني بعد الإستفاقة ، حاول تحريك جفني يمينه للمباعدة بينهما ، و إبصار ما حوله
لكنه فشل
هز برأسه ببطـئ ، ما هذا !
تبا !
يديه مكبلتين ، و عينيه معصوبتين !!
جسـده يستند على مقعد بالكاد يحمله ، و يشعر بالأوجاع تهتك بـ كافة أطرافه
و كإنما شعر بـ أرجل رجالهم الفولاذية تسحق كفيه مجددا لمجرد الذكرى !
لم يقابل طيلة الـ ثلاث عقود وجعا كـ هذا

سحقـا لهم أشباه الرجال ، فـ لو كانوا رجالا حقا لما كانوا إستخـدموا كلابهم القذرة المسماة بالـ حراس الشخصيين في غرس أنيابهم في لحمه
و لما إستسهلوا عراكه وهو واحد ضد إثنين !
يظن قاسم ، الحيوان ، بإنه سيـنتقم منه بهذا الضرب الوحشي ، فـ ليتلحف جيدا و لـ يكمل أحلامه القذرة بعيدا عن فضاءه !
الكلب ،
لم ينكر إنه وراء قتل أختيـه ، تبا له و لـ أهله جميعا ،
و تبا لها هي أيضا ،، تستحق ما حدث معها فهي لم تقف بوجهه لـ تعلن له عصيانا على إستبداد ذبح به زمرة من البشر
بعـد أن عبر حدود الإستمتاع في ردة فعل ذلك الـ حيوان إمتن كثيرا لـ تلك الضحية ، نعم لقد جعلته ينتشي ، و يـبتلع ثأر أختيه إبتلاعا

شـعر بـ حركة ما من حوله ، فـ امال برأسه قليلا ،، كاتما أنينا نشأ في احشاءه الرخوة ، و تلك العظام التي هي أيضا تراخت !
ينتظر أن يأتيه أحدهم بـ خبر ما قد يثلج صـدره كـ موت ذلك الكلب المسعور ، و سيسعده أن يغادر الدنيا بعدها حاملا راية النصر و مقلصا من عدد السماسرة
كم تبدو فكرة لذيـذة ،، لذيذة جدا ، ليته يقضم أطرافها فقط

تحرك رأسه بيدين غليظة تفتح له عصبة حول رأسه ، كشر ملامحه إثر دخول الضوء المفاجئ لـ عينيه ، شخر قليلا ثم علق ساخرا بعد أن لمح الغريم : مـ مات و خلصنا ؟

شعر بتلك اليدين تكاد ان تخترق عظام فكه و هو يضغـط فوقهما بـ كل قوة إكتسبها طيلة سنين عمره
توسعت فتحتي أنفه و عيناه أيضا ، و تناهى له صوت إصطكاك صفي أسنانه ببعضهما ، و لشدة إحتكاك ناشئ بينما ظن إن قواطعه ستتآكل لا محالة ، ليهمـس الأخر بصـوت خافت ، كـ فحيح ثعبان سامة : يا إبن الكلب ، والله ، والله ثم والله .. موتـك رح يصير على إيــدي هاي ، شوفهااا زين و تذكر ، بس مو هسة .. من تاااكل *** و تقوول ويين البنيــة ، لإن إذا مقلــت ، رح تذووق السم ، تعرف شنوو يعني تذوقه .. و تتمنى تموت ،، بس مـ تموت

قاوم تلك القوة الدافعة التي يسلطها هذا الذيل الأعوج حتى سمع طقطقة بـ فقرات عنقه ، أجابه بـ عنجهية ، و لذة رغم وجع دق بمطرقته فوق كل عظامه ، حتى فتتها : ههه ، بطل ، إنته الي جنت خاطبهااا مو ؟

كم يستمتع برؤية هذا الحطب المشتعل بـ عيونهم الوسخة تلك التي إستمتعت بـ رؤية المسفوك دماءهم ، تراخت قبضة هشام ليجحده بنظرة مـرتابة ، فيقابله العنيد بـ شبه إبتسامة ، مضيفا ببطئ : الظاهـر عمك مقلـك شنو الي وقعه
لم ينجح هشام بتمالك نفسه ليسأل عن شئ ، و إستدرك الأخر بـ ذات السخرية : ها صدق ، احتمال الخبر شله ، و بعد ميقدر يحجي ، موو ؟

رد هشام هذه المرة كان بـ لكمة قـوية سددها نحو أنف هذا الحيوان ، يبدو إنه لم يستوعب بعد مالذي يمكنهم أن يفعلوه به ،، يستطيـع إقتلاع لسانه من أصله ، كي يكف عن التجاوز بـ حديث قذر كـ هو
ليلهث غضبا نقر صدغه : انته ناااوي تنكتل لوو شنو قصتك ؟؟ و عمي رااجعلك ، شوية يرتاح و يجي يراويك ياا قندرة تسووى

عاد المقيد في التعدي على حرمة المنزل رغم طعم الدماء المتدفقة داخل فمه ، و رائحتها المقرفة التي إختلطت بإنفاسه : هه بس شكلك متدري لهسة ، عود سأله ، ليفوتك الخبر هه

شدهة هشام جعلته يزيد مكاييل التعدي : أقلك إنته شمنتـظر ؟ عبالك رح تعرف مني وينها ؟ فهمته لعمـك شصار ، و ما اعتقد يريدهـا بعـ ـ ـ!

ليكف عن اتمام الحديث ،، و إكتفى بكتم صراخ قد يـثلج صدر هذا الثائر لـ عرضه ، تلقى الركلات و اللكمات بـ فيض من الإنتشاء النفسي
و هشام لم يستطع أن يهدأ ، بل تجاوز الإنسانية بـ رمي هذا المنتهك لـ شرفهم بـ قبضات تمنى لو كانت مزودة بـ قفازات من حديد
كم من المرات سقط بالمقعد فيعود هشام ليعدله ثم يـبرحه ضربات جديدة ، الى أن شعر بـ جروح يده تؤلمه ، ليبتعد و زئيره لم يفتأ أن يتعالى ، لم يخمد سعيره حتى الآن ، ركل سجينه ختاما ، حتى هبط قاعا مع مقعده على جانبه الأيمن ، و تأوهاته إختفت بتلاشي تقلصاته العضلية !






.
.
.








ليلـة إنقضت ، و لا تعرف أنى لها أن تفعل ، لكنها أكيدة بإن تهجدها لـ ساعات طُـوال قد قلل من تفاقم أثقال الـ رعب في جوفها ،
نعم .. قد تكـون تذوقت كؤوسا من مرارة الفزع ، لكـن فزعها الأخير كان الأكبر
لا تستـطيع تصُـور بقية حياتها وهي تـحمله بقلبها ذكرى مستباحة بـ سلاح والدها ،
إنه لأمر مستحيل .. سـ تكره أباها ، ستكرهه ، وهي لا تريد ذلك .. !
تتـربص خوفـا من أن تتحـقق كوابيس يقظة لم تفارقها منذ الأمس ، يا إلهي .. أرجوك .. أستـجديك و أتوسل إليــك .. ألا تفجـعني و أخته به ،
ربـاه .. أرجـُوك .. لا تـدعه لـ من لا قلب له ، أتوسلك يا الله

حـُذرت مسبقا من أن تُخبر الجدة بشئ ، لكنها لم تأبه ، فـ هي وحيدة . . ضعيفة ، و مرتعدة الفرائص !
لن تستـطيع إرتداء نقاب ما ليستر عُري خوفها ، لـ ذلك إرتأت إخبارها بـ حقيقة مُحرفة بعض الشئ ، وهكذا ستجد مبررا لـ قلق يطفح من مقلتيها
و ذلك التلفيق تجسد بـ إن أحـدهم قد هـدد علي ، و هُو الآن يختـبئ في مكان ما ، لذا فـ عليها العودة لأرض العاصمة .. لـ تـهرول لـ منزلها ، فـ قد يكون ذلك الـ " أحدهم " ليس سوى والدها .. و إن رآها .. بالتأكيد سـيترك علي و شـأنه

وها هما الإثنتـان ، تنتـظران مجئ لينـا و .. رفيقي سجانها .. ذلك الذي بات مسجُـون أبيها الآن ، كـ أضخم الإعتقادات
أغلقتا أبـواب و نوافذ المنزل الصغير ، لتنهيا فصُـول رواية لم تكتمل بعد ، و لم تشـأ أن تفعل !

أنين يفلت منها كل حين ، متبوعا بـ أدعية " باكية " تعبر حُنـجرة المُسنة ، تلـك التي فقـدت القدرة على الـ حراك بطبيعية بعد سماعها الخطر المحدق بـ عينين شرستين نحُـو حفيدها ، بل طفلها !
فـ لطالما عاملته كـ صغـير يتيم ..!
مُدلل لأبعـد الحدُود من قبلها ، و لو كـان بيدها أن تـفديه بروحها الـمتأرجحة على أرجـوحة الخُـوف الآن ، لـ فعلت
رن هاتفها معلنـا عن مكالمة في الإنتـظار ، و لم تـكن سوى من لينا التي كانت نيتها إخبار جُلنـار بإن تخرج حتـى نهاية البـستان .. فـ لا يود أحدهم أن تكتـشف الجدة شئ ما
و لـ كون زهرة الرُمـان تعاني ذبولا ذهنيا و وهنا بوريقاتهـا نسيـت أن تخبر لينا سـلفا بـ كذبة لفقتها لـ ترميها فوق أسماع المُسنة
و عندما رفعت الجـدة الخط .. بنفسها ، وصلها صُـوت لينا المتوتر ليبتر الخيط الفاصل بين الزيف والواقع : جلنار يللا بسـرعة إحنة وصلنـا .. طلعيلنـ..!

صمتت بـ صـدمة حين سمعت الجدة تقول بلهفة : وييييينكم ؟؟ تعااالوواا لباب البيـت لييينا .. أني هم جـااية ، يييمممة أريييد اشووف إبنـي

على الطرف الأخر ، أخفضت الهاتف قليلا لتعلق أنـظارها بـ عمر من خلال المرآة الأمامية .. مرتعشة بهلع : بيبـــــي عررررفت .. عمـررر تدري بيبي و تريد تجـي ويااانة !

كـان آلن يـرافقهم ، و يـجلس في المقدمة قرب عمر ، ليعقب هو مسرعا : دتبــجي ؟!

أجابتـه بـذات الإسلوب : لأ ، بس تقول تعالوا لـ باب البيت

تـدخل عُمر : إهدي إنتي و لتخرعيها .. و قوليلها زين جايين هسة

فعلت ما أُمرت بـه ، ثم مـرت الدقائق التالية بطيئة كـخطوات عرجاء تتكأ على عكازات من البلاتين الـنقي !
بـ تعليمات من ألن ، الوحيد الذي يـعرف الطريق وصـلوا المنزل المنشُـود .. لتـترجل لينا من السيـارة بسرعة خاطفة ، متبوعة بـ صرخات عمر و ألن محذريها من أن تُفجع الـجدة

لكنهـا هي الأخرى ، لم تـكن سُوى شبيهة لـ إبنة قاسم ، و لكن بطـريقة أسـوأ ، فـ ما إن ضربت على الباب الحديدي .. و قُوبلت بـ جُلنار التي تنتـظر خلفه .. صـرخت مرتجـفة : يـاللااا بـسرررعة خلي نرررجع قبل ليكتلوووه .. بـسررررعة !

: شنووووووو ؟؟ يكتلووون منوووو ؟

كانت صـرخة مـهتزة الأصُـول و متـبعثرة الفروع ، من قلب جدته !
لـ تركض نحُـوها لينـا .. دافعة بـ جسـد جلنار قليلا لتخلي لها الطريق ، هذه هي من تمنـت أن تـمضي الأمس بـ حضنها ، و إن توجعت .. لن يهم ، فـ هي الأخرى تتـُوجع لـ درجة قصوى
لـ درجة الأنـانية ، حاول الجميع أن يلملم شتات روحها بالأمس ، و واحد فقـط من نجـح بـ إلصـاق بعض من الأشلاء المُبعثرة .. و هي هنا تبـحث عمّن يكمل لملمتها !

الجدة دفعت بها صارخة : ولـــكم شكووو ؟؟ إبنننني شبيييه ؟؟ علييييي شبيييه ؟! ولج اخووووج ويييينه ؟

إستـدارت مصـدومة تحاكي جلنار بصمت . .لتـقابلها الأخرى بـ إرتعاشة صُوت : مقلتلها الصدق .. لينا شسويتي إنتي ؟ ياااربي

إثر الصُـراخ ذاك .. تقدم الرجلان نـحو الباب المُشرع .. لـ يتحدث ألن من مكانه بـ نبرة قوية : بيبي لتخااافييين عليييه ، مبيييه شييي

نقل نـظره لـ عُمر قائلا بـ غيظ : شقد ثووولة هاي ليناا .. عود صار ساعة نوصي بيها

برر لها تسرعها : ليش هسة أكو عقل براسها ؟ زين منهاااا واقفة على رجليها

تمتـم ألن : دروووح ، هسة شيسـكت بيبيته ، إحنه أعصابنا راح تنفـجر .. هالمرة تعالوا ..!

أصمته عُمر : ألن و سسسم ، هسة وكتـك

أشار له ألن : دفوووت سكـتهاا إنته ، يللاا بسرعة حتى نرجـع !

كـانت قـد تربعت أرضـا ، و عباءتها تـلتف حولها ، تصـرخ بالفتاتين غير مُصـدقة لكلام مزق أوعية الـقلب : ولكم إحجوووا .. ليييش سـاااكتييين ؟! علييي وييييين ؟

دلف عُمر ، فـ دنا منها لـ يجلس القرفصاء قربها : السلام عليكم ، حجية يمعـودة قولي يا الله .. مااا بييه شي ، متعرفين لينااا أم دميعة و خوااافة

مـدت يدها لتضغـط على ساعده بـ قوة متلاشية : أحلفك بـ الله العظيييم تقول الصدق ، إبنـي ويييين ؟؟ علاااوووي وييين يمممة عمررر ؟! ررررح يكتلووه ؟

بالإبهـام و الوسـطى ، ضـغط مقدمة عظـمة الأنف ، لـ يهمس بهـدوء : لتخـافين يا عيني ، إن شاء الله ميصير له شي .. قومي يا يوم خلي نرجـع لـ بغدااد و نشـ...!

قـاطعته صارخة بعـد أن أفلتت يده : ترييييدني أفووت بغداااد و ما ادري علي ويين ؟ من عمـــت عيني إذااا طبيتهاااا وهوة ماااكوو

كـانت تشعل فتائل الـوجع بـ جسدي الـ فتاتين من دون أن تقصـد ، فكل منهمـا تتمنى أن تملك أجنحة تنقلها حيث فقيدها ، او حتى ترزق بقدرة خارقة على الاختفاء و من ثم الظهور في موقع الحدث ، كـ ما إعتادت سابقا في أفلام الرسوم المتحـركة !

كانت تقف على مقربة ، ببدن يهتز إثر شهقات الرعب التي عصفت بها ، الجدة تـذبحها بهذا الحديث من غير أن تعلم ، تذبح أوردتها فالشرايين ، جلست لـ تسند قدها بـ ركبتيها المثتتين ارضا ، سحبت كف الجدة و بنبرة متوسلة : بيبي لتبجييين هيجي ، الله يخليييج لتقولييين رح يموووت ، الله يخلييج بيبي ، والله هسة نرجع جلنار لأهلها و هية تفهم ابوهاااا ،، لاازم يعرف انوو اخوية معلييه بيهاا ،، والله معلييييه !

هتفت الأخرى بـ عقل غير مدرك لـ وجع إقتحم بحصونه قلب الـ جلنار : الله يااااخذهااا ،، كللله منهااا ، الله لا ينطيهااا ولا ينطي ابووهاا ، رح يموتون ابنـيييي

مدت بيدها نحو عمر لتستند عليه مكمله صريخها المدمج بألحان باكية : وج سعيييـــدة ،، نعلعلااا أبوووج يا قشرة يا بت القشرررة ، ولج إبنننج رح يموووت و انتي فرحااانة بـ الـ **** عبد الملك و جهاله ، من تروحووون كلكم فدووة لطوووله ، يمممة علييي ، يممممة إبنني

أعانها عمر على الإنتصاب ، و هو يتابع حركات جلنار بـ إهتمام حريص ، إنها الأمانة الصعبـة ، و هاهو يضحي بها ، من اجل المؤتمن !
جلنار إبتلعت الكلام لترتشف الهم في أكواب مغبرة ، فـ يتعفن بـ جوفها و تفوح منه رائحة نتنة ، لا تحتمل !!
ركضت قبلهم خارجة من المنزل ، لتقابل ألن المنصت لكل الحديث ، حاول النطق بشئ ، لكنها منعته بـ كلمات تتزحلق من بين الشفاة المرتعشة : ألن ودووني بسـررعة ، لازم نوصل بسرعة ، الله يخليك

سبب هذا الرعب بات مكشوفا للجميـع ،، و ألن من ضمنهم ، لكنه قرر الإدلاء بـ أمانة علقت بعنقه و عنق رفيقه : ترة علي ميريد ترجعين ، وصانا علييج أني و عمر قبل ليختفي ، معليج بحجيي أي أحد ، إذا متريدين ترجعين فـ محد يغصبج ، و علي رجال و يتحمل

إرتعبت و هي تحاول جاهدة أن تفك طلاسم هذه الوصية ، مالذي ينوي فعله ؟ ألم يجبرها على الرضوخ لتوافق على أن ترمى بـ فم القرش ، اليوم .. الخميس ، كما إتفقا ؟!

فجإة وفي خضم رحلة البحث عما خلف الستار إشتعل قبسا ما في عقلها ، ليضئ تلك الدهاليز المعتمة ، سامحا لها أن ترى كل شئ كما الحقيقة !
إرتجف فكها الأسفل ، لتهمس محدثة نفسها بلا وعي من قبل خلاياها العقلية : عزة ، عزززة ، حيقلهم كتلني ، عزززة !

هذه الفكرة التي تبلورت فـ نضجت بـ عقلها بعد تلك الإضاءة الممتازة ، و هذا ما جعلها تهتف بـ هلع : الله يخلييييك خلي بسررعة نرووح ، الله يخليك

أشار لها نحو السيارة متحدثا : على كيفج ، و لتخافين .. و مثل مقتلج والله اذا متريدين ، محد يقدر يضوجج بحجاية ، بـس قـ ـ!

قـاطعته بـ هلع أكبر و تلك الافكار تنقسم طوليا و عرضيا ، لتتكاثر كـ بكتيريا مضرة بالصحة .. و مسببة للشديدة من الإلتهابات : لالالا ، والله اريييد اروح ، شلووون اخليهم يكتلوووه شلـوون !

لم تعتقد إن نهاية تلك الفوبيا المرضية الزاحفة لها سينقضي أجلها قبل أن تنتهي الحكاية كاملة ،، فهاهي تقف بينهم جميعا و لا خوف يسكنها منهم ، رغم إنهم لا يمتون لها بصلة
و لكن الخوف الأعظم .. كان من قبل رجال يحملون من دماءها الحصة العظمى ،!





.
.
.




سبب نكسته إقتصر على تفاقم أعراض الذبحـة الصدرية التي يعانيها كـ داء مزمن ، و إحتاج البعض من الوقت لإسترداد عافيته بعـد أن قامت تلك الحبة القابعة تحت اللسان بإنقاذ حياته
و ليتها لم تفعل .. فما حيلته بـ حياة يعيشها منكسا لـ رأس الكرامة و مرتديا لثوب العفة الممزق !
لا عيش يستهويه بعد أن تحطمت فتاته ،، بسببه و بسبب جشعا سكن نفسه و أبى أن يفارقها إلا بعد أن إهتزت الأرض من تحت قدميه ، لتجعله يتدلى من فوقها ، حتى هبط بـ مراكز لها
حيث درك الجحيم الذي يستحقه الأنذال أمثاله ، و أمثال ذلـك الحيوان المسمـى بـ علي صفاء ، لقد تعدى على أسياده ، و أشعل نارا بـ ثوب العرض ، لتأكله ، و من ثم تتركه بقايا رماد !

سيندم ، و الله سيندم بإنه إقترب من حرمات صغيرته ، وهو سينتقم لكل دمعة أنزلت من مقلتيي فلذة كبده بسبب جحش كـ ذلك المحتجز ، لن تتوقف بينهما يوما لعبة إراقة الدماء تلك ، فـ لا أحد يغمد سيفه بـ مبارزة ممتعة كـ هذه


كان بطريقه نحو القبو مجددا ، ذلك الكائن تحت مكتبه الخاص ، حيث به تقام بعض الاعمال اللا قانونية
تقابل مع إبن أخيه الخارج توا من هناك ، الذي ما إن رآه حتى حث الخطـى ليصله بلهاث و أثار الحرب الغير متكافئة تتجلى فوق مظهـره ، يبدو إنه لم ينم أمسه !

وقف أمامه ليشــدد من قول يكاد يمزق له بطانة معدته ، ليورثه قرحة عميقة لا شفاء معها : عمووو ، بســرررعة قلي هذا الـ **** شقلك و خلاااك تووقع ؟

زفر قـاسم بهم ، ليلقي بنظراته نحو الجثة العملاقة القابعة قرب الباب بـ صمت مهيب ،
و كإن صاحبها لا يرى و لا يسمع ، و لا يتكلم حتى !
كإنه أداة الكترونية ، زرها الوحيد هو الزنـاد المنطلق نحو الهدف المراد الخلاص منه

كرر هشام قولـه بغلظة و تتابع أنفاسه جعل عمه يعاني من أعراض أخرى قد تكون لنوبة جديدة : قلللي شقلـــك ؟ الحيوااان يقووول .... يقـ ـ ـ!

قطـع حديثه إتصالا ورد هاتفه ، ليخرجه بغضب و بنيته أن يغلق الخط لكن عمه أمره : جاااوب

كان من أحد الحرس القابعين امام القصر و فيما حوله كـ جنود يدافعون عن حمى بلادهم ، بالرغم من فساد يسود حكامها و شعبها ،
أخبره عجلا ، بإن ' إبنة الأستاذ ' قد عادت توا ، و هي الآن في الداخل !

لم تكـن ثورة طبيعية تلك التي ثارها وهو يتحرك سابقا خطوات عمه بعد أن أخبره بالأمر ، ليتبعه الأخر معصور القلب مسـود الوجه
كيف سيسمح لـ نفسه أن يراها بعد أن لوثها بـ قذارته ؟ أ سيمثل دور المغتال كرامة ؟
انفاسه تهدجت ، و إرتأى أن يتوارى خلف الـجدران ، فقط كي يسمع صوتها و يصدق وجودها حية !

و بالفعل ، أرهف السمع لبكاءها المقترن بعويل والدتها و نحيب اختيها ،، تمـزقت أغشية قلبه عند سماعها تسأل عنه متشـدقة ، ما الذي تريده من مجرم مثقل ظهره بـ أوزاره و أوزار كل من يعمل تحت إمرته ؟
أ تريد محاسبته على ظلم رد له عندما أحاق بها ؟

إرتفع صــوت هشام ليطغي فوق اصواتهم الحريمية ، صارخا بها بـ دم ثائر لا لومة لائم معه : ويييييييين جنننننتي ؟ بسررررعة احجـــي

ذهول فـ صمت كان تعبيرهن ،، ليعود فيهتف : جلنااااار جااوبي لا احرررق البيييت على راااسج ،، صاااارلج اساابيع مختفيـة وييين ؟؟ بليييلة العقد إختفيييتي و هسة من لزمنا الكلب ابن 16 كلب ترجعييين فهمينيييي هذاا شنووو يعنييي

تعالى بكاء صغيرته ، ليتوسله قلبه بالرفق ، فـ رفق ، ليظهر لهم من خلف احدى الابواب الرئاسية ، و انظاره تستحـي أن تبحث عن طفلته كي لا يرى أثار ايادي ذلك القذر موشومة فوق جسدها العفيف
هي ما إن رأت من عادت لتستجديه ، إنسلت من حضن والدتها لتستقيم ثم تركض نحوه بـ هلع ، تشعر بإن صدرها سينفجر بين الفينة و أختها
الترقب حلل لها خلايا المخ ، سامحا للـ جنون ان يسيرها ،، إرتمت فوق صدر والدها تبكي نفسها و تبكي علي !
تعلم إنها بعد قليل ستفقد هذا الرباط السميك الذي يربطها بهذا الرجل و قد تفقد معه حياتها ، و عزائها الوحيد إن ما حدث كان تحت إمرة الحلال ، و إن قتلوها ستكـون شهيدة بإذن الله !
فهي هنا لتدافع عن الحق ، تضحي بنفسها من اجل نجاته ، و من ثم عودته لأخته و جدته سالما ، أو شبه سالم !

والدها لم يستطع تقبل قربها هذا ،، بل يقسم إنه إستنشق بها رائحة ذلك القذر ، و كإن أنينها هذا يحكي له عذاب ليال قد مضت ، فتاته تدنست رئتيها بأنفاس حيوانية ، و تمزقت بشرتها بـ مخالب مفترس !
سيقطع له يديه بدلا من تقليم تلك المخالب ؛
حتما سيفعل

صـرخ بها هشام وهو يدنو ليسحبها من زندها فيهزها بـ غضب : جاوبيييني ، شـ صاااار بييينكم ؟

إذن لقد أخبرهم
و كإن رحم الاماني أجهض جنينه توا ، لتنازع ألما نفسيا حادا اثر فقده ،، آه ، لا تحتمل اوجاعا جديدة ، لم طعنتها يا علي و أنت تعلم بإنها تحمل بـ روحها جنينا لأمنية في ساعاتها الاولى ، حيث إنها تكونت بعد إتصاله الأخير
ليصـدم كل ما فيها عند صرخة والدها الموجهة نحو ساعده الايمن : هشاااام لو تحتررم نفسك لو تووولي بـرااا ، إنتتته تــدري بت عمك شريفة ، و اذاا صار بيها شي فهذا من الـ **** الي جــوة

تعالت الصرخات القادمة من اختيها و والدتها ، لم تفكر أي منهن بـ فاجعة كهذه ، رغم إمكانية حدوثها !
و إرتفع صوت هشام مجـددا ، ليستخدم سبابته في تهديدها : شوووفي ياا بت عمي ، والله اذا عــرفت انوو عندج غلطة صغيرة وصلتج لطيحااان الحظ هذا اذبحج بأيييدي سمعتتتي ؟

ليزمجر والدها فإرتعدت فرائص النسوة جمعا : هشااااام انجب و اطلـــع براااا ،، يااا ناااقص بت عمك اشررف من الشرررف ، بيك خير روح استرجل على الكلب ابن الكلب هذاااك ، هاهية روووح كتله يللا ، بتي و رجعت بعــد لاازم يصييير عبرة لكل حيوان مثلــه

لم يـخرج بل أضاف متحديا وهو يدفع بها بعيدا : لا والله ميموت قبل ليشووف حظ اخته طاايح و يذووق النار المشتعلة بـ صدري ، الااا اخليه يبوس رجلي حتى اعوفهاا الااا اخذهااا قدام عيووونه مثل ما لعب بشرفنااا

فهمت توا بإنه لم يخبرهم الحقيقة ، إحتمل طوفان غضبهم ليحميها من بطشهم ، أو ليتناول وجبة الثأر بـ أضافة منكهات لاسعة لحليمات اللسان ، لا يهم
المهم إنه أخفى حقيقة الامر ، ليوهمهما بـ نذالة بعيدة كل البعد عن شهامة تجري مختلطة بـ دماء عروقه !

لينقطع حبل التوازن
فيفيض الدلو بمياهه دفعة واحدة ،
و بـ صراخ لا يمت للعقلاء بشئ ، ركضت لتـرمي بنفسها تحت اقدام والدها ، منتظرة مصيرها الحتمي ، بعد جهادها هذا : لالالالا ، بااابااا لااااا ، ليناااا لاااا ،، علييي معليييه والله معليييه ، مســوواالي شيي والله مأذاااني ،، باابااا لتمووتووه ، والله مـ صاار الي قالكم عنه ، كذااااب ،، والله كذااااب ،، هـ ـ ـوة تـزوجني ، و مغصبني على شـ ـ ـي والله والله تزوووووجنننني


إخترقتني كـ " الصَـاعقة "
فـ شطرتنيِ نِصفينِ .. !
نِصفْ .. يُحبكَ و نِصفٌ .. يتعذبْ لأجل النصف الذي يُحبكْ


غادة السمّان




.
.
.


نهاية الإدانة الرابعةْ

حُلم

 
 

 

عرض البوم صور حلمْ يُعآنقْ السمَآء   رد مع اقتباس
قديم 23-08-12, 07:42 PM   المشاركة رقم: 530
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 168407
المشاركات: 145
الجنس أنثى
معدل التقييم: رذاذ المطر عضو على طريق الابداعرذاذ المطر عضو على طريق الابداعرذاذ المطر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 210

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رذاذ المطر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حلمْ يُعآنقْ السمَآء المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

مساء العيد .. وعيدنا هنا نراه بك ياحلم وبوجودك حولنا ..
مساء الجنون .. وهل للجنون وصف أجمل .. بقلم غير قلمك ياحلم ..
مساءنا حلم .. وهل هناك أجمل من هكذا مساء ..

حلم .. لأول مره استاء من مكان عيدي .. حيث أقطن بقريتنا الصغيره أوقات أعيادنا .. بعيدا عن صخب المدينه .. ولأنها قريه .. وسائل التقنيه تكاد تكون معدومه .. وهذا مايجذبني اليها .. ولكن هذا العيد .. شعرت بالقهر والعجز .. وأنا أحاول الوصول اليك .. والتعقيب على ادانتك .. حاولت عشرات المرات .. وكل مره تأبى الشبكه الخضوع لي .. حتى انتقل غضبي منها .. الى الجهاز .. ثم الى أخوتي .. ثم الى البيت أجمع .. تاره ألفظ بيارب .. وتاره سحقا للاتصالات .. وتارة ( أبغى جدددددددده ) .. حيث هي مدينتي ومقري ..
وحتى اليوم لم أعود الى جده .. ولكن الآن أجد الشبكه كريمه .. وأتمنى أن يستمر كرمها حتى ينتهي تعقيبي ..
حتى الآن لم أقرأ الأدانه الرابعه .. ولن أقرأ حتى أعقب على الثالثه ..

حلم .. ماعاد لنا قدره على تحمل جنون قلمك .. كل مره أقول هذه المره ستكون الأدانه أهدأ .. وأقل جنونا .. وأقل تمردا وعنفوانا .. ولكن اصطدم .. بقمة الجنون .. وقمة التمرد .. وقمة العنفوان .. وخالقك .. هناك حبلا متصلا بين عزف حروفك وبين نبضات قلبي .. تكون في قمة الهدوء والعذوبه عندما يكون حرفك عذبا وهادئا .. وتكون في قمة الاضطراب والتأرجح والخوف والهلع عندما يعزف عليها حرفك بأحداث مزلزله وحوارات قاتله ..
ورربك .. ذلك المشهد الأخير من الأدانه الثالثه .. مزق قلبي .. وخالقك أتقنت بجنون .. مشهد الانتقام .. وأبدعتي بوصفه .. أذهلتينا بالقنابل القاتله التي ألقاها علي على مسامع أبيها لجلنار .. لم أتوقع أن يفعلها علي .. رغم أن شخصيته الرجوليه التي أظهرتيها لنا من البدايه توحي لنا بأنه قادر على فعل ذلك .. وكم أعشق قلم الكاتبه عندما تربط بين شخصية أبطالها وأحداث الروايه وردات فعلهم .. علي منذ البدايه كان رجلا بكل ماتعنيه هذه الكلمه من معاني .. ولكن في هذا المشهد بالذات .. أظهرت لنا قوته وصلابته وتمرده وجنونه عندما تفوه بتلك الكلمات الحارقه بل القاتله التي جعلت قاسم يصرخ ويشتم كاالنساء تماما .. شعرت حقا أنه لايخاف الموت .. ياألهي الموت مصيره لامحاله .. ولكنه انتقم .. وانتقم بلذه ..

اقتباس :-  
ليأتيه صوت علي وقحا : هاا ، يعني طلعت جبيرة .. يمكن تذكرتها !

وخالقكم .. لأول مره أشعر أن الوقاحه .. لها جانب جميل .. حوووووووولم .. كم أعشق ذكاء عقلك المتجلي في حواراتك .. وخالقك .. الحوارات معك لها لذذذذذه شهييييييييه مممممتعه .. أعشق قراءتها والتأمل في معناها .. أسلوبك اللذيذ يسهب في الوصف اكثر بكثير من الحوار .. وعشقي لوصفك .. يضاعفه عشقي لحواراتك الشقيه واللذيذه ..

اقتباس :-  
و ما إن خلا المكان إلا منهما ، تحدث قاسـم بخشونة يخفي خلفها خوفا مستميتا على فتاته ، إن كانت مع هذا الرجل قضت أيامها الفائتة ، فـ سترك يا رب !

رغم جنون الموقف .. الا ان شعور قاسم .. أضحكني كثيرا .. أعشق اذلال الجبابره المتجبرين .. واتوق لرؤيتهم مطأطئ رؤوسهم .. واتمتع وأنا أرى نظرة الخوف في عيونهم .. سبحان الله لكل ظالم نهايه .. ونهاية رؤوساء العرب وذلهم في الاحداث الواقعيه الاخيره .. ماهي الا دليل على عدل ربنا وانه يمهل ولايهمل .. وماهي الا عظه وعبره لكل جبار وظالم على وجه الارض .. سواء كان يحكم دوله .. او يحكم عائله .. وقاسم ماهو الا مثال خيالي لامس الواقع بصدق قلم حلم .. للاسف اشباهه كثيرون .. وعلى الله جزائهم ..

اقتباس :-  
رفع برأسه بهزة خفيفة : ميشرفني ، بناته الي كتلتهم خواتي من أمي ، و عليه .. إنتهى الثار ، إنته ذبحت إثنين صغار ، و أني ذبحت وحدة ، المفروض تشكرني على الاقل تنازلت عن وحدة

علي .. يالهي .. اعشق قووووتك .. الموت محيط بك من الجهات الاربع .. وتتحدث وكانك صاحب فضل عليه .. وعليه شكرك .. ههه علي أنت مجنون أكثر من حلم :)

لين .. تبا للسانك الأخرق .. ليته يخونك .. متأكده أنا بأنه سوف يخرج درر كلاميه ترضي كل عاشقات عمر ..

اقتباس :-  
بـ عفوية اجابت : هههه أخت عمور..!


لتبتلع ' ياء ' التملك التي كاد لسانها الخائن ان ينطقها ، يعتلي إعتقاد ما على منصة التفكير بـ بإن هنالك اخر خلف هذه الزلات الكلامية ، فـ هي واثقة اشد الثقة بولاء لسانها !!
إذن من الخائن المتخف ذلك ؟ إن كشفته لن ترحمه مطلقا

سوف ينتصر الخائن لنفسه .. كما انتصر ذلك الذي يسكن يسار صدر عمر .. ومهما طال ولاء لسانك لك ..سوف يخونك عندما يتحدث قلبك ..

أخشى فقدانك لأخيك .. للفقد لوعه تحرق القلوب .. وقلبك احترق بما فيه الكفايه .. ولا أعتقد انه سوف يتحمل فقدان آخر ..

جلنار .. مأساة " أبرياء حتى تثبت ادانتهم " .. أشعر أن حلم .. تغرف من نهر الحزن .. وتسكب لنا منه في مشاهد جلنار ..


حلم .. رفقا بنا .. معك أصبحت الأقلام الاخرى باهته .. وان كانت بارعه ومبدعه .. مقارنه بك تخسر بشرف ...
أسعدك الله بقدر حبنا لحرفك ..
نحبك ياآآآسره ...

 
 

 

عرض البوم صور رذاذ المطر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أبرياء حتى تثبت إدانتهم . للكاتبة حلم يعانق السماء, لحنا, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, اأبرياء, الشلام, العراق, تثبت, حلم, روايه عراقيه ., عمر, إدانتهم, قصص و روايات
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t174653.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
‫ط´ط¨ظƒط© ظ„ظٹظ„ط§ط³ ط§ظ„ط«ظ‚ط§ظپظٹط© - ط£ط¨ط±ظٹط§ط، ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط§ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ..‬‎ - YouTube This thread Refback 14-09-14 01:34 AM
ط±ظˆط§ظٹط© ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ظ‡ ظ…ظ† ظˆط­ظٹ ظ‚ظ„ظ… ط§ظ„ط§ط¹ط¶ط§ This thread Refback 17-08-14 02:24 AM
ط±ظˆط§ظٹط© ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ظ‡ ظ…ظ† This thread Refback 10-08-14 11:27 AM
ط±ظˆط§ظٹط© ط£ط¨ط±ظٹط§ ط­طھظ‰ طھط«ط¨طھ ط¥ط¯ط§ظ†طھظ‡ظ… ط§ظ„طµظپط­ط© ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ظ‡ ظ…ظ† This thread Refback 03-08-14 11:52 AM


الساعة الآن 01:10 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية