لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (11) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-07-12, 03:23 PM   المشاركة رقم: 791
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق



البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240258
المشاركات: 744
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالق
نقاط التقييم: 2673

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيشْ ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيشْ ! المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

+ صح نسيت الوسام :"
عاد تحملوا مافيه خاصة تعديل الردود :p
و " كاتب متميِّز " بطير الحين :$$
حنُو شكرا على الكلام الحلُو في موضوع الألبوم و أصلا كنت ماراح أدري عنه لو ماجتني أمورة :""
لازم تحطون تنبيه شي إذا أنذكر أسم الواحد -> شطحت :$
مير جدًا سعيدة بالكلام يا حنُو و شكرا على هالشهادة الطيبة و شكرًا للإدارة ككلْ إنها أختارتني
ممنونتكم و كثير :$$
وممنونة للمتابعة الطيبة يا أنتم :$$
و الوسام محلي إسمي -> لآ يكثر :p


 
 

 

عرض البوم صور طِيشْ !   رد مع اقتباس
قديم 24-07-12, 09:56 PM   المشاركة رقم: 792
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 191798
المشاركات: 11
الجنس أنثى
معدل التقييم: خربشة مصورة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 17

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
خربشة مصورة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيشْ ! المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

عوداً حمييييداً ❤
والحمد لله على سلااامتك ياطيش ❤
نستنى هالبااارت ومااا اقدر اتخيل ردت فعل رتيل اذا درت باللي يسويه عبدالعزيز وانو زواجهم بيكون على ورق ><
<< اهههم شي اني زوجتهم خلااااص ههههههههههه
بس المفرووض ابوسعود يهدي اللعب مع عبدالعزيز
ويوسف بعد بالرااااحه على مهره عشان تحبك ❤❤

 
 

 

عرض البوم صور خربشة مصورة   رد مع اقتباس
قديم 25-07-12, 12:39 AM   المشاركة رقم: 793
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق



البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 240258
المشاركات: 744
الجنس أنثى
معدل التقييم: طِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالقطِيشْ ! عضو متالق
نقاط التقييم: 2673

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طِيشْ ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيشْ ! المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

-


السلام عليكُم و رحمة الله وبركاتهْ.
عساكُم بخير يارب و السعادة ترفرفْ بقلُوبكمْ ()"

سعيدة جدًا بكم وبكل عين تقرأنِي من خلف الشاشَة ممتنة لها وممتنة لوقتْ سمَحْ بِه قارئِي مهما بلغ عُمره أو جنسيته أو كان من يكُون .. ممنونَة جدًا لهذا اللطفْ الكبيرْ الـ تغرقونِي بِه في كل لحظة.
مُتابعتكُم شرف لي وشرف كبير .. أحمد الله وأشكُره على هؤلاء المتابعينْ .. والله ولو تابعنِي شخصُ واحد لـ قُلت : يابختِي .. كيف بـ كل هذه المتابعة الفاتِنة لقلبي وجدًا.


الله لايحرمنِي منكم و اعرفُوا أنكم تحلُون بـ جزء كبير من قلبي ()
شُكرًا كبيرة لهذا الدعمْ و من خلف الكواليس شُكرا على هذا الكم من التقييماتْ.




رواية : لمحتُ في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية , بقلم : طيش !
الجزء ( 33 )



الأمطارُ تهطل بشدة تكادُ تحفرُ بالطريق من قوتِها ، جلسا في مقاعِد إنتظار الباص المظللة ، تأفأفت من تبلل حجابها و سوادُ قدميها المُتسخة بفعل المشي ، هو الآخر أدخل كفوفه بجيب معطفه الأسود من شدة بردِه.
بحلطمة أردفت : خل أشوفها أقطعها بأسناني
عبدالعزيز وضِحكة تفلت مِنه : توبة اعطيها سيارتي
هديل : أصلا هالحمارة ذي رايحة مع ناصر بس كذا خذت سيارتك عسى سيارة تهفَّها وتفكنا منها ومن *تقلد صوتها* نصوري
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههه أستغفري بس
هديل بعصبية مُضحكة : خلني اتزوج والله والله لأطلع حرة طلعاتها مع ناصر بأسبوع وبتشوفون
عبدالعزيز وبمجرد أن ينطق حرفيْن يخرُج دخانًا أبيض بين شفتيه : على حسب اللي بيآخذك
هديل : دوِّر لي واحد من ربعك
عبدالعزيز : لو ماني بردان كان صقعتك بهالعمود *أشار لها بعينيه لعامُود الإنارة*
هديل بقهر تُقلد صوت غادة بإتقان مع بعض الدلع والميوعة في نبرتِها: ناصر عيوني وقلبي و حياتي و روحي و اكسجيني وبدونه ماأعرف أعيش يا عساه جحيمك يالكلبة
عبدالعزيز انفجر من الضِحك و أردف : ترى الدعاء مستجاب بالمطر لا تدعين عليها
هديل : ههههههههههههههههههههه قهرتني الله يقهر ابليس

أفاق من غيبوبة ذكراه وهو يسير بإتجاه المخرج لا يعرف الربط بين هديل ورتيل ولو أنَّ هديل أفضل بمراحل كثيرة من رتيل ولا وجه للمقارنة بينهُم ، نفث ذكراها و تفكيره ينصَّب لما فعله اليوم ، يشعُر بنارِ غضبهم من أعيُنهم ، يدرك فداحة تهوِّره و يدرك أيضًا المُصيبة التي أوقعُهم بها ، بعضُ من الحقد ينطفأ ولكن مع كل هذا : لم يرتاح.

بجهةِ أُخرى ، الغضب مُسيطر بين أحاديثهم
تنهَّد : أعرف كيف أقلب حقده عليه
سلطان : عقله مصدِّي يفكر بطريقة الحمار مايفكر فيها
بوسعود : مدري وش يبي يوصله في كل مرة يصدمني اكثر
سلطان بعصبية : ماهقيت سلطان الله يرحمه مدلعه كذا
بوسعود : بالعكس الله يرحمه كانت تربيته قاسية وحيل
سلطان : قهرني الله يقهر عدوَّه ! ناس لهم سنين ماقدروا يسوون اللي سواه وهو بـ كم يوم طلّع عيوني
بوسعود : جالس يأذي نفسه كثير حتى ماني عارف كيف اتصرف معه
سلطان : انت لا تعطيه وجه من البداية وتوافق ! خلَّه يآكل تراب وماعندنا زواج وصدقني ماراح يقدر يسوي شي
بوسعود : بس دخَّل الجوهي بالسالفة عرف يختار الوقت عشان يضغط علينا
سلطان : ذكاءه خبث قسم بالله
بوسعود : مستحيل فكَّر انه يحمي نفسه ، كذا الجوهي بيصرف نظره عنه وبيقطع الأمل انه ممكن عبدالعزيز يوقف ضدنا
سلطان : كان ممكن نبرهن للجوهي انه مستحيل عبدالعزيز يوقف ضدنا بطرق ثانية ماهو بطريقته اللي زي وجهه هالخيبة
بوسعود : كذا ولا كذا ماراح يعرف من تزوَّج ، وبخلي مقرن يدبِّر لنا فحص الزواج عشان يتم العقد
سلطان بإبتسامة رُغم مزاجه السئ : أتخيل شكله لو ماعرف منهي
بوسعود : دامه يبي يستلعن انا استلعن معه بعد
سلطان : مين الكبيرة ولا الصغيرة
بوسعود بـ حميمية الودّ مع سلطان : محتار سواءً عبير ولا رتيل إثنينتهم ماراح يعرفون ولا هو بيعرف لكن اخاف إذا عرفوا بأي طريقة
سلطان أبتسم من طاري رتيل : مهي بعيدة عن عز ابد
بوسعود وفهم من يقصد : كوبي بالتهور من عز
سلطان بتفكير عميق أردف : أنا أشوف رتيل بكلا الحالتين ممكن تتقبل الموضوع
بوسعود : بس عبير أنسب
سلطان : ممكن تكون ردة فعلها عنيفة لو عرفت
بوسعود : بس هي أقرب لي وأعرف كيف تفكر يعني ممكن تتقبل الموضوع إن عرفت انه مجرد ورق وإن شاء الله فترة وتعدِّي
سلطان بعد صمت لدقائق : ممكن !! ليتك تبعده عن بيتك مع اني ماأحسه وقح لهدرجة لكن ممكن يتقرب من بناتك
بوسعود : لا مستحيل يكون كذا ! دامه يصلي مع الإمام انا متطمن ، إذا هو عند عيني وماني قادر اسيطر عليه شلون لو يبعد !!
سلطان تنهَّد : المهم أنَّه هالمجنون مايعرف مين من بناتك والأكيد انهم ماراح يعرفون من طريقك

،

مُنذ أن أتت وهي تتجنبُ الحديثِ معها ، تجاوبها بإيجاز وتُنهي أيُّ بابٍ للنقاشِ تفتحه.
هي الأُخرى مُستغربة تصرفاتها في الساعات الأخيرة منذ ان علمت بأمر زواج اختها من سلطان وأمرُها في حيرة.

نشفت شعرها المُبلل بعد ما تقيأت في العمل بكثرة ، رفعت عينها على أفنان الواقفة بمقابلها
أفنان : عسى صرتي أحسن ؟
ضي هزت رأسها بالإيجاب دُون أن تنطق حرفًا
أفنان أمالت فمها بحيرة : طيب انا بحاول أنام ساعة على الأقل ، تمسين على خير .. ودخلتْ لغرفتها
ضي بخطواتِ سريعة توجهت لهاتفها و أرسلت رسالة " متى مافضيت كلمني "

،

أمام نافِذة تتصببُ ماءً و سماءٍ داكِنة ممتلئة بالغيم بين حرائرها شمسٌ غائبة ، باتت تشكُ في نفسِها بعد نفي والدتها لخروجها مع وليد و حديثها أيضًا ، تشعُر بأنها تتذكّرُ حقيقة وليس خيال ، دمعها لم يتوقف ينهمِر كـ مطرِ باريس الآن.
ترمشُ كثيرًا علَّها تُسقط أوجاعُها ، بحديثِ النفسِ تضيق نفسَها " رُبما حتى لا يُوجد شيءٌ إسمه عبدالعزيز أو سلطان العيد أو حتى غادة ، من الممكن أنني توهَّمت ، إن كنت فعلا لم أخرُج مع وليد إذن ناصر و عبدالعزيز و سلطان و غادة هُم وقعٌ من خيالي . . . أُمي مهما كان لن تُضايقني بتكذيبي لن تستطيع أن تجرحني . . أحيانًا أفتقِد أُمي و هي بجانبي "
قاطعها صوتُ هاتِفها ، أخذته لترُد على وليد بصوتٍ واضحٌ عليه الإجهادُ من بكائِها : ألُو
وليد : السلام عليكم
رؤى : وعليكم السلام والرحمة
وليد : وش فيه صوتك ؟
رؤى قاطعته بالسؤال : متى آخر مرة شفتك ؟
وليد : بالمطعم لما سألتيني كيف نفقد نفسنا
رؤى : أمي تقول اني ماطلعت معك هاليومين
وليد بإستغراب صمَت
رؤى بإختناق : ماني عارفة مين أصدِّق ! أكذب نفسي واصدق امي ولا وش أسوي ؟
وليد : متأكدة قالت لك كذا
رؤى بعصبية : حتى انت تشك فيني !!
وليد : مو قصدي بس
رؤى تُقاطعه : بنجَّن أصدِّق مين ولا مين
وليد : لاتكذبين نفسك
رؤى بنبرةٍ هادئة : طيب ليه تكذب عليّ
وليد : لا تزعلين من كلامي بس أمك تصرفاتها جدا غريبة أحسها تضرك اكثر من انها تنفعك
رؤى مُلتزمة الصمت
وليد يُكمل : و أنا ماني راضي أبد على علاقتنا هذي ، يارؤى فيه شي واحد أؤمن فيه أنه شي بالحرام ماينتهي بـ يُسِر لكن نقدر نقلب هالحرام حلال ، أبيك زوجتي أبي أستقر ويكون لي عايلة لكن أمك واقفة قدامي لا هي معطتني حق ولا باطل
رؤى و كأنَّ دمُوعها تسلكُ جوابًا.
وليد : مقرن إن كانه أبوك فهو حيّ أو ان كانت هويتك مزورة على اسمه فهذا شي ثاني
رؤى وقلبُها يتسارعُ بشدَّة ، ضعيفة جدًا و هزيلة.
وليد : أُمك لازم تعلمك بكل شي ! كيف اقدر اخطبك من مقرن ولا من مين بالضبط ؟ يا رؤى ماأبي أقسى بكلامي عليك لكن هذي الحقيقة امك تكذب كثير وفي كل شي تناقض نفسها
رؤى و تكاثُر الخيباتِ على جسدها الهزيل أماتَ الشعُور بِها ، لا ردة فعل حيال حديثه لا شي يصوِّر لها أبٌ حيّ تعيشُ اليتم دُونه . . . أجهلني و أجهلُ ما يُوجد يسار صدري.

،

في زحمة أفكارِه ، تضايق جدًا و جدًا - الدناءةُ تتسلل إليه بسلاسة ، بين أُصبعيه سيجارة و كفِّه الاُخرى مُثبتة الهاتف على إذنِه : طلع متزوج بنته . . . . لا ماينفع أبد . . ماأبغى ادخل نفسي بمتاهة يكفيني اللي انا فيه أخلص أموري مع صالح وساعتها افكر بعبدالعزيز . . . . . . إيه . . . لا صفقة ضخمة إن شاء الله نآخذ منه السيولة عشان نعرف نوقف الكلب واللي معه . . إيه أكيد . . . . . *دفن سيجارته على طاولة مكتبه المطلي بالفخامة* نعمممممم . . كيف كيف ؟ لحظة وش يطلع ؟ . . . . كان مع عمَّار ؟ . . . . . . . . . . . إيه وبعدها ؟ . . . حسبي الله . . . . . إيه كمِّل . . يعني كان يتجسس على مخططات عمَّار منه ؟ . . . والحين وين راح ؟ . . . . . . . . إيه يقولون سافر ومعاه بنته ! . . وانا كنت متأمل فيه لكن طلع معاهم وشكلهم غاسلين مخه بعد !! . . . . . . . بعرف كيف يتزوج بنت الحمار الثاني . . أنت شف أبحث لي بالموضوع . . . . . . الحين مشغول مع صالح نبي تتم صفقتنا بدون مشاكل . . .

بجهةٍ أُخرى
أمام شاشة عرضٍ متوسطة الحجم بجانبها شاشة تكبرها كثيرُا ، تبدُو الغرفة مجمَّعِ شاشاتٍ متفاوتة الأحجام تُحيطها من كل زاوية من كاميرات المُراقبة.
متعب أنزل السماعة السودا الضيِّقة من أذنيه : عرفوا بموضوع عبدالعزيز مع عمار
أحمد يحك جبهته بقلق : اليوم شكلهم معصبين بعد سالفة عبدالعزيز والله لو أقولهم الحين بيدفنوني
متعب تنهَّد وهو ينظر من خلف الزجاج خرُوج سلطان : نقولهم بكرا
أحمد : المصيبة إن عرف شكل عبدالعزيز تراه ماأتغير أبد اذا اللي كانوا مع عمار عرفوه يوم اعتدوا على البيت وكان بيروح فيها عشان موت راشد
متعب : المشكلة باللوك هذا صاير فيه شبه تقريبا مع صالح اللي اصلا ماشافه الجوهي لكن لو شاف صورة عبدالعزيز بيوضح انه صالح هو عزيز !
أحمد وينظُر أيضًا لبوسعود الخارج من مكتب سلطان و غارق في شاشة جوالِه : عساهم يروقون بكرا مالي خلق يطلعون حرتهم فينا
متعب أبتسم : هذا اللي هامك
أحمد : بوسعود أتحمله لكن بو بدر لا والله لا عصب ماأحب احاكيه بأي شي يجلس يمسخرني قدام الكل
متعب : مالنا دخل بكرا نقوله وهو كيفه يروح يعصب على عبدالعزيز
أحمد : هههههههههههههههههه دام عبدالعزيز ماعليه خوف ماشاء الله يقدر يراددهم بكيفه

،

في سيارتِه مُثبت السماعة بإذنه ويُحادث ناصِر : وبس هذا اللي صار
ناصر : لحظة خلني أستوعب
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههه والله شعور أنك حقير حلو
ناصر : من جدك !! أنهبلت ! أتحدى اذا كنت مبسوط الحين
عبدالعزيز : يعني مقطعتني الوناسة من قبل على الأقل اوقفهم عند حدهم زي مامنعني من العلاقات هذا انا اجبرته على علاقة ومع بنته بعد
ناصر بإستهزاء : كفو والله انك رجَّال الله لايضرك
عبدالعزيز : انا ماقلت لك عشان تتطنز
ناصر : لأن حركتك جدا دنيئة و أسمح لي عزوز حركتك ماتطلع من رجَّال
عبدالعزيز تنهَّد وهو يقف عند الإشارة
ناصر : يعني كيف تجبره ؟ هذا هو بيقهرك وماراح تعرف مين ! وش أستفدت بس إسم انك زوج بنته ؟ طيب أي بنت ؟ ماتعرف ولا راح تعرف
عبدالعزيز : مايقدر يخبي عليّ بقراه بالعقد
ناصر : حتى هي ماراح تعرف لأن بوسعود اللي بيوقع !
عبدالعزيز : مايهمني تعرف ولا ماتعرف
ناصر : وفرضًا قدروا يخبون اسمها وش بتسوي ؟
عبدالعزيز وشعُور بالقهر من الآن بدا يتسلل إليه : مستحيل
ناصر : انا اقولك افرض
عبدالعزيز : أستغفر الله ماهو موفقني ابد
ناصر : من فعايلك ، أركد و لا تحط في بالك سلطان ولا بوسعود ولا مدري مين ! حط في بالك إسم السعودية و ديرتك واتركهم ماعليك منهم خلهم يسوون اللي يبونه اهم شي تنفِّذ أوامرهم لمصلحة هالوطن لا تفكِّر انها لمصلحتهم وكل شي يتسهَّل ، كلها فترة و ارجع باريس ما جاك من الرياض الا الشقا
عبدالعزيز : وأنت ؟
ناصر : أرجع باريس وبطلب نقل لفرعنا هناك
عبدالعزيز : بديت أفكِّر أنهي هالشي واستقر بباريس زي قبل بعيد عن هالزحمة والقلق
ناصر ويريد أن يُلطف جوَّه : ماهي شينة اثير
عبدالعزيز ضحك بوضع مزاجه المتدحرج للأسفل : ههههههههههههههههههههههههههه أبد ماعندي مانع تكون زوجتي
ناصر : لو أنك مهجِّد شياطينك على الأقل تحبك وين تلقى بس
عبدالعزيز يستدير لشارِع قصرِ بوسعود : ماتعجبني حياة الفري واختلاطها و كلهم أصدقائها وماأعرف وشو هذا زميلي وهذا مثل أخوي
ناصر : أنت وش يعجبك أصلاً !!
عبدالعزيز : هذا اللي ناقص بعد أتزوج وحدة تطق حنك مع اللي يسوى واللي مايسوى
ناصر : أشوى تطمنت أنك للحين عزوز اللي أعرفه
عبدالعزيز : هههههههههههه لهدرجة !! من زمان تعرف رايي بالحريم وش بيغيره
ناصر : مدري عنك ماعاد نعرف لتصرفاتك
عبدالعزيز : بس قناعاتي ماتتغير ! عُمرها الرخيصة ماتكبر في عيني

،

ماذا تُريد الجوهرة من والدها ؟ هل ستُخبره ؟ كيف ستُخبره ؟ و هل سيكُون بحضور سلطان ؟ مستحيل أن تتجرأ ؟ هي جبانة لا تقوى على الحديث حتى مع ذاتِها ؟ لن تصبر أكثر و لا أحد سيُصدقها ! لن يشك واحِد بالمية عبدالمحسن بيْ ، لن يستطيع حتى التفكير بطريقة الجوهرة ! هي المُذنبة وليس أنا ! أما سلطان لم يُعرف أبدًا بـ حنيَّتِه .. قاسي على الجميع كيف سـ يُصدقها او حتى يُشفق عليها لن يحاول حتى لمجرد المحاولة أن يُصدق ما ستقوله ، أنا واثق أمامهم لن تستطع أن تواصل الحديث لو فعلا خططت بإخبارِهم ، الآن يجب أن أختفي عن أنظارِهم ، جوازي بحوزة عبدالمحسن ولو أخبرته سـ يشك بالأمر ! رحلة مؤقتة عِند مسفر لجدة قد تُجدي نفعًا.
فتح دولابِه ليُجهِّز شنطة متوسط الحجم وضع بعض الملابس الضرورية بإستعجال ، أرتدى ثوبِه والشماغ على كتفِه ، أغلق أزارير ثوبه أمام المرآة ، ملامحُه بِها شبه كبير من عبير ، رُغم هذا و ماحصَل إلا أنَّ معزةُ رتيل و عبير مازالت تزداد في يسارِه و الشوق لهُما يكبر أيضًا.

،

بُوسعُود ما إن رأى رسالتِها حتى أتصل وأتاهُ صوتها الناعم : الُو
عبدالرحمن : مساء الخير
ضي : مساء الناس القاطعة
عبدالرحمن : أنا قاطِع ؟
ضي : اللي مايفرحني بشوفته 5 شهور قاطع
عبدالرحمن : وقتي ماهو بإيدي
ضي : وشوقي بعد ماهو بإيدي
عبدالرحمن : تشتاق لك الجنة
ضي : آمين ويَّاك ، إيه قولي وش أخبارك ؟
عبدالرحمن : بخير أنتي بشريني عنك ؟ وكيف الشغل
ضي : من أول يوم واضح انه مُتعب مرة
عبدالرحمن : أهم شي تشغلين وقتك ، كيف السكن ؟
ضي : ماشي حاله و اللي معي حبوبة
عبدالرحمن : لا تثقين بأي أحد بسرعة
ضي : تطمن من هالناحية
عبدالرحمن : مين اللي معك ؟ إسم ابوها أوعايلتها
ضي بتوتر كبير أردفت : مدري يعني ماسألتها
عبدالرحمن بإستنكار : معك وما تعرفينها ؟
ضي أرتبكت فـ ألتزمت الصمتْ
عبدالرحمن : ناقصك شي ؟
ضي : حبيبي ماتقصِّر ... بتجي باريس هالفترة ؟
عبدالرحمن : مدري يمكن نجي ماهو أكيد عشان الشغل بس بناتي بيكونون معاي
ضي : على هالطاري شلونها رتيل الحين ؟
عبدالرحمن : الحمدلله نفسيتها صارت احسن
ضي : الحمدلله وعبير ؟
عبدالرحمن : الحمدلله ماعليهم
بعد صمتٍ لثواني طويلة ، أردفت ضي : أحس بوحدة فظيعة يعني لو يومين تجي هنا
عبدالرحمن بتنهيدة : مقدر يايبه حتى وقت لنفسي وبناتي ماني لاقي
ضي بضيق : ماني عبير ولا رتيل عشان تقولي يايبه
عبدالرحمن بضحكة طويلة يعرف عقدة ضي جيدًا ، أردف : حقك علينا
ضي : زين سمعنا هالضحكة
عبدالرحمن : لأني متضايق وطلعت لي مصيبة فمزاجي مش ولا بد
ضي : سلامتك من الضيق ، وش صاير ؟
عبدالرحمن : شغل ماينتهي
ضي : دبِّر لك إجازة تغيِّر جو و ترتاح و سلطان ماراح يقصر يمسك عنك يومين
عبدالرحمن : مقدر
ضي بعد صمت لثواني طويلة : لا تعيِّشني بوحدة مرة ثانية يكفي اللي مضى
عبدالرحمن يُثبت بكتفه الهاتف و يُشغل سيارته : إحنا وش أتفقنا ؟
ضي وتحاول أن تتزن بنبرتها التي توشك على البُكاء : أنا ماأتذمَّر ولا أقولك أضغط على نفسك لكن حسسني أني مهمة بحياتِك
عبدالرحمن يُسند ظهره و تنهيدةٍ أُخرى يطلقها بصمتْ
ضي مع صمتِه رمشت عينها فـ بكت ، أردفت : لو ماأرسلت لك المسج مافكرت حتى تكلمني
عبدالرحمن يستمِع لعتابِها بهدُوء
ضي : بعد كل اللي شفته عوضتني فترة وبعدها أهملت حتى نفسك عشان شغلك اللي مايخلص وبناتك و أشياء كثيرة تنشغل فيها وتنسى نفسك و تنساني
عبدالرحمن : خلصتي ؟
ضي ونبرتها تُشاركها البُكاء برجفة : مالي حق اعاتبك ولا اقولك شي ، آسفة نسيت مين أنا !
عبدالرحمن : لاحول ولا قوة إلا بالله واضح انه نفسيتك ماهي تمام وقاعدة تفرغين
ضي ببكاء : ليه تبخل عليّ ؟
عبدالرحمن : قلت لك مليون مرة أنه وقتي ماهو بإيدي
ضي بصمت و بُكاءها هو مايصل لـ بو سعود.
عبدالرحمن : ضي
ضي بنبرةٍ مقهورة : تعاملني كأني ولا شي !!
عبدالرحمن : مين قال انك ولاشي ؟
ضي : افعالك اللي تقول ، كان ممكن تخلق لك مية طريقة بهالخمس شهور عشان تشوفني
عبدالرحمن : متى ماهديتي كلميني
ضي : انا هادية بس
عبدالرحمن يُقاطعها بحدة : لا بس ولا شي !
ضي : حرام أفضفض لك عن اللي مضايقني ؟ اذا حرام خلاص كلمني كل 5 شهور *أردفت كلمتها الأخيرة بسخرية على حالها*
عبدالرحمن ألتزم الصمت فـ غضبه من عبدالعزيز الذي يكاد يسكن هاج مرةٍ أُخرى بضغط ضي عليه و تكاثر مزاجه السيء من ضي و عبدالعزيز أيضًا
ضي : متضايقة من كل شي ..*بتردد* عبدالرحمن قول لبناتك
عبدالرحمن بغضب : نعممم !!
ضي برجاء : أنا متأكدة انهم ماراح يعارضون
عبدالرحمن : وانا خايف منهم عشان يعارضون ولا مايعارضون ؟ عندي أكثر من سبب وانتي عارفته كويِّس
ضي : طيب حس فيني والله تعبت حتى من نفسي ، مافيه أحد اعرفه ولا احد اكلمه ! حط نفسك بمكاني تمر شهور ماأنطق فيها حرف مع احد !!
عبدالرحمن ببرود : صادقي اللي معك بالشقة
ضي : الشرهة علي متصلة ابي أسمع صوتك وأرتاح وزدتها عليّ
عبدالرحمن بجفاء : مع السلامة
ضي أنهارت ببكائها و هي تضغط على زر إنهاء الإتصال ، عندما تفقد خياراتِها من هذه الحيَاة ، عندما تُفقِد مُسمى " عائِلة " ، حين يُشطب إسمها من لفظِ " عائِلة " ، لا شيء يستحق هُنا الحياة ! لا أب لا أم لا أخ لا إبن ولا حتى زوج يُعوِض الفُقد الذي صابها ، يعوِّض خريفُ عمرها الممتلىء بالغياب ، عبدالرحمن رُغم أفعاله إلا أنَّهُ يبقى الرجل الوحيد الـ أُحب و الرجُل الوحيد الذي لن أستطيع الإنسلاخُ مِنه ، يبقى الحبيب مهما حدث.

،

التوتُر يعتليها ، قلبٌ يهبِط بشدة على صدرها الرقيق ، نبضاتُها تخدش هدوئها ، تعدُّ اللحظات ، ماذا يعني لو علمت بموعِد الوفاة ؟ يا أنتِ غدًا يومُ مقتلك كيف لي أن أتصرف ؟ لن يأخذني سلطان بالأحضان و لن يبتسم أبي لي و كأنه وقعٌ من الجنون يستطيعُ تصديقه ! كيف أُخبره عن أخيه ؟ لو علِم عمي عبدالرحمن كيف سينظُر ليْ ! الطلاق هو مايحكيه منطقي ولكن قلبي يعضُّ أصابعه بـ ندم كيف بسهولة أنجذبت نحو سلطان ، رأيته أبي و أخي و حبيبي و أشياءُ أخرى لا تُحكى ، كل هذا كانت عيناي تقُوله ، كانت عيناي تتقرب منه وقلبي يُعينها ! أما أفعالي تنبذه تحاول البُعد .. أنا أحبه.
أبو ريان : تأخر سلطان !
الجوهرة : إن شاء الله يجي بدري
ابو ريان : لأن ماجبت شي معاي ماأقدر أجلس يوم ثاني
الجوهرة أبتسمت بقلق ، تشعُر بالدوار بمجرد أن تحكي له
رفعت عينها للباب الذي ينفتح ، بمجرد دخوله و إبتسامته الشاحبة ترفرف الدمعُ على هدبها
سلطان يُسلِّم بحرارة على والد الجوهرة : أعذرني صارت لنا مشكلة وتأخرت
بوريان : ولا يهمك
سلطان : شلونك ؟ وشلون الأهل
بوريان : الحمدلله كلهم بخير أنت بشرنا عنك
سلطان بتنهيدة : الحمدلله .. جلس يُريد أن يتنفس براحة و مازال بقايا الغضبْ على ملامِحه
بوريان بإبتسامة : هذا زوجك وجاء وش اللي تبين تقولينه
سلطان وعينه على الجوهرة : من أمس ومنشغل بالي ، عساه خير
الجوهرة و كلمة " زوجك " يرددها قلبها ، نبضاتُها فوق الحد الطبيعي و الخطير أيضًا ، تكاد تغصّ في أكسجينها
واضح جدا غضب سلطان حتى لو حاول يُخفيه بإبتسامته هذه
بوريان : تكلمي يا عيني
الجوهرة مُرتبكة جدًا ، دماء تنزل من أنفها حارقة من تلخبُط دقاتِ قلبها ، أخذت منديلا : اعذروني شوي
بوريان بخوف وهو ينظر لدمائِها
الجوهرة و تأخذ نفسًا عميقا لتردف : آآآ .. أبي أقولكم موضوع صار من زمان بس لازم تعرفونه
سلطان الهادئ يُراقب هبوط صدرها و إرتفاعه المُخيف و عينٌ أخرى تراقب عينها المُرتجفة
بوريان : نسمعك ياقلبي ، خايفة من وشو ؟
الجوهرة الواقفة امامهم ، بدأت فكوكها تصطدم ببعض لترتبك حروفها و تكثُر تأتأتها : كان مفروض ينقال من زمان لكن *بدأت دموعها هُنا بالسقوط والإنهمار*
بوريان وقف يُريد ان يقترب منها ولكن الجوهرة قاطعت إقترابه : يبه أسمعني للأخير ، بكون بخير لا حكيت لكم
سلطان ومازال مُحافظ على هدوئه ينتظرها تتحدَّث
الجوهرة و هذا الأمر المهوِّل لها ينزف معه انفها و دموعها و ربكةُ حروفها و نبضاتٍ مُتعالية ودوارٌ يُهاجم دماغها .. و أشياء مُتعبة يبِّح معها صوتها فقط لتُخبرهم بما حدث بالماضي ، عيناها على والدها ، الآن في نوبة بُكاء بمجرد أن رأت تقاويس عينيه المُهتمة لها
سلطان و عقله متوقف لا يُفكر بشيء ، بصوتٍ هادئ : الجوهرة
رفعت وجهها المُحمَّر من البُكاء و تجمع الدم بٍه
سلطان : منتي مضطرة تقولين شي
الجوهرة أغمضت عينيها و هي تقُول : لازم تعرفون
بوريان : طيب أجلسي أرتاحي وش هالموضوع اللي ملخبطك كذا
الجوهرة مازالت واقفة : ممكن بس ما تقاطعوني أتركوني أحكي وأرتاح
و قلبها يعتصر من الألم ، أيُّ جرأةٍ غبية في نظرها سلكتها ؟ ليتني كنت صامتة و لا عذاب اللقاءِ هذا
كل هذه السنين هيِّنة جدًا ولا هذا اليوم
كيف ألفظها ؟ لساني لم يعتاد على كلمةٍ مكونة من 6 حروف " إغتصاب "
7 سنوات ابلعُ هذه الكلمة ، 7 سنوات اتجاهل حروفها ، 7 سنوات ألُجم بهذه الحروف ، 7 سنوات كيف أنطقها الآن ؟
7 سنوات أشهقُ بأنفاسِ حارقة تُدعى " إغتصاب " كيف أزفرها الآن ؟
لم أعتادُ أن أخرج السواد في زفيري ؟ لم أعتاد أبدًا على البُوح ؟
قوةٌ أشعُر بها بجناحيّ قلبي تُلقب بـ " رحمة الله "
يالجوهرة أنطقيها ، أنطقيها يا رُوحي ، أخبري ما أختبئ بقلبِك سنوات ! أخبري الأعيُن المنتظرة كيف الصبر كتم أنفاسي ليلا و سلب راحتي نهارًا ، أخبريهم كيف كان لون الإختناق وشكله.
بُكاء بل نهرًا على ملامِح مُحمَّرة الآن.
مازالا يحترمان رغبتها ، صامتان لا ينطقان بشيء.
يُراقبان تفاصيلها الباكية ، الوالد يخشى على إبنته من الموت في هذا الموضع بعد ما رأى شُّحَّ إبتسامتها و بُكائِها ، مُصيبة آتية هذا ما يتوقعُه قلبِه.
اما الآخر .. أما الزوج .. أما الحبيب ...... يخشى الحقيقة و . . . نقطة على السطِر.
تمسح الدماء التي لا تتوقف ، تمسحها من جهة لتنزف مرةَّ أُخرى.
بنبرةٍ موجعة : كيف أقولها ؟ .... أنفاسها تتصاعدُ بخوفٍ منهما ، أنفاسها تُشعرهم بأنَّ المُصيبة موجعة جدًا.
بعينيْن ماطرة يُحيطها هالاتٌ حمراء : أنا ... ياربي .. *أخفضت رأسها و يديها تتشابك في طرفِ بلوزتها* أنا ... اللهم كن معي ..*دُعائها يُربكهما*
يارب يارب ... *وعيناها الهاربتان من سلطان تسقط عليه وبسقوطها تنهارُ بمطرٍ لا يهدأ*
أكملت و الدموع تُكمل سيرها لتختلط بالدماء : ياربي .. يامُعين .. *تصادمت فكوكها لتُردف* كيف أقولها ياربي
بوريان برحمةٍ على حالها : يارُوحي وش اللي كيف تقولينه
الجوهرة عضت شفتها السُفلية بقوة لتنزف هي الأخرى
الزوج المُنتظِر عقد حاجبيه من منظر دمائِها ، أيُّ حقيقةٍ تُوجع هذه ، لا نريد معرفتها مادامت تهلكها لهذا الحد
الجوهرة تُقاوم ، كل هذا البُكاء و حُمرة الدماء و إنهيارُ عِرقها و دقاتُّ قلبها .. قادرة برحمةٍ من الله أن تتجاوز كل هذا
غصةُّ بلسانها ليست قادرة على بلعها ولا حتى تقيؤها ؟ كيف تنطق ؟ علِّمني النطق يا خاطِف اللونَ من قلبي ؟
أنظارُها على سلطان و حكايةٌ تُخبرها عينها ،
بنفسٍ عميق : لما رحت الرياض و تركتوني عشان دراستي بثالث ثانوي
بوريان : إيه مع ريان
بوجع : و تركي
بوريان : ايه تركي بعد
الجوهرة : في ذيك الليلة . . . آآآ . . *أغمضت عينيها لا تُريد الرؤية أبدًا لا تُريد أن ترى إنكسار والدها ، مُوجعة جدًا أن ينكسر ظهرُ والدها بسببها و آآآآه من خيبة سلطان و وجعه*
تُكمل والكلماتُ ترجف : مقدرت أتكلم كل هالسنين ، مقدرت لأني خفت .. خفت من أشياء كثيرة ، خفت عليك يبه وخفت منك و خفت من كلام الناس ، بس الحين مقدر أسكت لأني ..............*عيناها تستديرُ لسلطان* لأني ... لأني تزوجت و لازم أبني حياتي من جديد و لأن سلطان ما يستاهل أني أبدى حياتي معاه بهالصورة
بوريان الجاهل عن ماذا تتكلم و سلطان العارف بتفاصيل ما تقُول.
سلطان بمُقاطعة حادة : ما شكِيت لك
الجوهرة : أتركني اكمل
سلطان وقف وبنبرة الغضب : لا مايصير تقولين لأبوك هالحكي
الجوهرة : سلطان واللي يخليك لازم يعرف
سلطان بحدة : الجوهرة
بوريان : منتي مجبورة تقولين أشياء صارت وانتهت كلنا نخطي بس نبدأ من جديد دام لنا رب غفور
الجوهرة ببكاء الضُعف وصوتها يختفي شيئًا فـ شيء : بس أتركوني أكمل
سلطان بغضب لم يستطع ان يسيطر عليه : أنتهى الموضوع
الجوهرة بإنكسار تترجاه : دقيقة
سلطان والغضب يُبصر من عينه : ماكنت متوقع اني مرعبك لهدرجة !!!
الجوهرة و خيبةٍ أُخرى : منت مرعبني أنا .. أنا يا سلطان .. نبضُها يخدش الحروف من بين شفتيها في هذه اللحظات
تراجعت عدة خطوات للخلف و بنبرةٍ قطعت بها حسرةٍ علقتْ من 7 سنوات و هذه ثامن سنة لن أكملها أبدًا و الغصاتُ تنتظر ماءٌ طال إنتظاره ، أرضي اليابسة لم يعُد ينفع معها ماءً ، جاء وقتُ آخر جاء وقتٌ تموت به الأرض أو تحيا ، أختار يا قلبي إما حياةً او موتْ ، فـ سُقيا الصدقات لا تُجدي نفعًا : في نوفمبر 2005 أنا . . أنا ماني ..
بمنظرٍ ينحني الجميعُ لأجله شفقةٍ على حالها وهي تضع كلتا كفيَّها على أذنيها و مُغمضة عيناها ، تنطق بحروفٍ سريعة : ضيَّعني تركي ... رجعت للخلف أكثر لتتعثر بعتبات الدرج وتسقط على الدرجة السابعة.
فتحت عيناها ، تنظر لوالدها الغير فاهم ، الغير مُصدق
بوريان بنبرةٍ خافتة : ضيِّعك بأيش ؟
الجوهرة و عيناها غارقتان بدموعٍ مالحة تمُّر على دمائِها الحامضة و ملامُحها المختنقة تنطق : سـ سـ .. سلط .. ماهو أول *وكأنها ركضت مسافةً طويلة حتى أن الإرهاق والإجهاد واضح بين كلماتها التي تأتي متقطعة* .. ماهو أول ... رجَّال .... *لم تُكمل لم تتجرأ أن تكمل أبدًا*
والدها و غصَّ بـ ريقه و هو يستنتج " الشرف " و ملامحها تخنقه أكثر .. كيف لعقله أن يُصدِّق هذا الجنون ، أخي ، أبني الآخر ، تركي ، مستحيل ! ! كيف أستوعب ! كيف تُنطق ! و انا بمجرد طيف التفكير تحشرج بها صوتي ، تُركي ! هل أنا أحلم أم ماذا ؟ إبنتي مع تُركي ؟ أم تُركي دلَّها على طريقٍ فاسد !
عقلي متوقف .. متوفي , تُركي !!!
الآخر ، أيّ جمودٍ يتصف به الآن ؟ أيُّ برود يخنقه ليجعله واقفًا ! كيف يقف و هو يسمع بضياعِ الشرف ! كيف ضاع ؟ كيف يتزوَّج بإمرأةٍ أضاعت شرفها ؟ أيُّ منطق يقبلُ بهذا الزواج ! أيُّ عقلٍ يحكم عليه أن يصدقها ، هذا السبب ، هذا ما كان يقف عائقًا ، أيُّ إستغفالٍ لسعني ؟ أيٌّ غباءٍ أشعر به الآن ! أيُّ كرهٍ أحمله لكِ يا خائنة.
والدها بنبرة شك : شرفك ؟
الجوهرة و بإنهيار تام و إن كان هناك درجة فوق التام فهي تقف على قمتها وبنبرةٍ موجعة مرتبكة : تحرش فيني .. والله مالي ذنب .. والله يبه *تُردد الحلف بقهر المظلومين *
إنكسارٍ يطعنُ بظهره ، أخيه ؟ أختنق الدمُّ في قمةِ رأسه ، أنحنى ظهره و عيناه على الأرض ، جنون ما يسمعُ بِه ، جنون ... جنون يا عبدالمحسن ؟ تُركي لا يفعلها ، تركي قائِمًا مُصلي لا يتحرش بإبنتي ؟ و أبنتي حافظة القرآن كيف تتحرش بِه كيف تقودها قدميها للحرام ؟ زنا أم إغتصاب أم ماذا ؟ قُل لي زنا و أقتلني و قل لي إغتصاب و أنحرني.
سلطان و لم يتمنى الإختفاء أبدًا كما يتمنى الآن الزوال من هذا الجنون ، أغمض عينيه يُحاول التصديق ، يحاول أن يحكم غضبه يحاول أن يسقط السلاح بعيدًا عن خصره قبل ان يُفرغه برأسٍ هذه الإمرأة !!
الجوهرة الساقطة على عتبات الدرج و قطراتُ دماءٍ حولها و عيناها المكسورة تترجى : والله
بخطواتٍ غير مفهومة ، يقترب منها
صعدت بقلةٍ حيلة درجاتٍ أخرى للأعلى ، عينا سلطان تُرعبها الآن
تجاهل وجود والدها تجاهل هذا العالم بأكمله ، تجاهل حتى عقله والمنطق ! ما يشعُر به الآن لن تهدئِه كلمات ولا حلفها ! مايشعُر بِه الآن هلاك و هلاكٌ عظيم يحفُّ سلطان.
و الموتُ يُدني منها ، أبتعدت أكثر وهي تتعثر أكثر بالدرجات و دمائُها تنزف بتكاثُر.
وقف أمامه ، إنَّ قتلَ إبنتي على يدِك لن أرضاه ، أجعل مُهمة إلمام هذا الشرف لي ؟ أجعل هذا الغضبْ لي .. أترك أبنتي فإن قتلها على يدِك مُحال.
الجوهرة وسيقانها لا تُساعدها على الوقوفْ
سلطان : أبعِد عن طريقي
بوريان : أتركها و الطلاق زي ماتبي يصير
سلطان وبراكين تثور الآن و بنبرةٍ مصممة : أبعد عن طريقي
بوريان ورُغم هذا يخدعُ نفسه بقوله : اللي حفظت كتابه ماتهين حدوده
سلطان بصمت يُرعب بقايا العزَّةِ في نفسِ الجُوهرة و يُضجُّ ببقايا كرامةٍ على ملامح عبدالمحسن.
بوريان : طلقها و أستر على خلقه الله يستر عليك
سلطان مازال صامت و فاجعتُه أستهلكت قوةُ لسانِه
ألتفت بوريان على إبنته وبعينٍ كُسِرتْ و أُخرى تُعاتبها غير مصدِّقة ، بنبرةٍ حادة : روحي جيبي عباتِك
سلطان يقطعُ سيرها للأعلى بصوتٍ حاد غاضب .. أيضًا مُوجع : مالك طلعة من هنا
بوريان وعينه التي تجهل نوايا سلطان ، بصوتٍ مُتعب ينبأ عن غضبٍ كبير : سلطان أرحمنا الله يرحمك ! ماعاد بي حيل أكثر
الجوهرة وتنظُر لألوانِ حديثهم كيف أنَّ لا أحدٍ يُصدقها ، و عين سلطان ذات حديث يُرعبها !
بوريان : ماعرفنا نربِّي لا تكسر ظهورنا اكثر
الجوهرة بكلمة والدها خانتها أقدامها لتسقط على ركبتيها تجهشُ بدموعها
أخيه و إبنته ، لا طاقة تستوعب مايحدث الآن
سلطان بغضب كبير ، بإنكسار فظيع ، بقهر و آآآه من قهر الرجال ، أيُّ رجولةٍ ترخص بعينه وهو لا يفعل شيئًا أمام مُصيبته و بنبرةٍ حادَة : ما يخلص الحساب كذا !! أبعد واللي يرحم شيبك
تقدَّم للجوهرة ومسكها من زندَها تكادُ أصابع سلطان تنحفِر بجسدها من شدَّة مسكِها ، لا أعصاب تملكها تتحمل كل هذا ، نفسها يقِف ! صدرُها من الهبُوط توقف ! كل شيء يسكن و يهدأ من الخوف وهي بين ذراعيّ سلطان.
ينظُر لهما بإنكسَار ، يحمي من ؟ هل يحمي الضياع ؟ أم يحمي إبنته من سلطان ؟ أيُّ مصيبة أتت منك يالجوهرة ؟ أي عقلٍ يُجبرني على تصديقك ؟ خذلتي الطُهر قبل أن تخذلي والدِك ! لو يتقطعُ لحم جسدِك بأصابع سلطان فهذا أقل ما تستحقيه ؟ أيُّ عقاب سيرحمك ؟ . . . تُركي هو من سأتأكد منه والله إنَّ كان مثلما تقُول الجوهرة والله وبالله ليذوق الجحيم في دُنياه ، بتفكيرِ المقهُور أُغمى عليه أو رُبما شيئًا آخر.
أيُّ رحمةٍ تنزل على الجوهرة تجعل سلطان يصرُف نظره عنها قليلا ، أي ألمٍ يزلزل قلب الجوهرة و هي تنظر لوالدها ؟ أيُّ موتٍ تشعُر بِه روحها ؟ أيُّ قلبٍ يتحمل ؟ ايُّ قلب !
سلطان ينحني لـ بو ريان ، يحاول أن يُسعفه بما يعرف ، نبضُه ضعيف هذا ما وضح له ، وبقوةٍ حمل بوريان بين ذراعيه ! وأيّ عقلِ يُصدق جسدٍ خفَّ وزنه ؟ المقهور ضعِفَ و كأنه مات نسبيًا حتى يحمله سلطان الآن.
شهقت بكلمة " يُبـه " كُسِر غصنها ، لأولِ مرة تُبصر الحياة بعد سنوات في ظُلمةِ قبر تُركي ، و هذه الحياة أوجعت رُوحها و نبضها و كل تفاصيها أوجعت والدها.
تسحَّبت إلى أن دخلت غُرفتها ، تُريد السجادةِ الآن ، ارتدت جلالِها القريب منها و لم تقوى الوقوف فـ سجدت
في سجُودِها تنزف دمًا و بكاءً و حياةً.
تبكي بإنهيارِ العينيْن الراجية ، هل ما رأتهُ للتو حقيقة ! نطقت تكلمت قالت أخبرت ... كل هذا ! لساني تحدَّث بِه ، بالحقيقة خسرتُ سلطان و بعضٌ من أبي غادرني ، خسرتُ الطُهر بأعيْنهُم ، شيءٌ يصبِر هولي شيءٌ يقُول لي " ما دام الخالق راضي سيرضى خلقه عليْ " أو أنا أكذبُ على نفسي ، رحمةٌ من الله تُصبرني و دُون الله كدتُ أن أموت و أنا الفظُ إسمه ، يالله مُنكسرة ضعيفة أحتاجُ لُطفك وَ رحمتك.
رُغم أن لا أحد صدَّقها ، رُغم الضياع رُغم أنَّ سُلطان شعرت بأنه يُريد قتلها ! رُغم أن والدها هوَى ساقِطًا ، رُغم كل هذا أنا نفضتُ يدي من حياةٍ تجمعني مع سلطان و من رحمةٍ تُقربني لوالدِي ..... أحسن خاتمتي يارب ولا تُحملني ما لاطاقة لي.

،
في طرِيقه بالسيارة ، قَد بعِد عن الشرقية جُزءً لا بأس بِه
مسفر : أبشِر غرفتك جاهزة بس أنت نوِّرنا وخلنا نشوفك
تُركي : يمكن أطوِّل يعني مدري على حسب
مسفر : الشقة شقتك الله يصلحك
تُركي : ماتقصر حبيبي تسلم
مسفر : درب السلامة
تُركي : بحفظ الرحمن ... وأغلقه.
لم يتصل عبدالمحسن إلى الآن ؟ رُبما تُريد إخبارهُم بشيءٍ آخر . . تنهَّد بضيق وهو يفكِر بأيِّ طريقةٍ سيعرُف هل تحدثت لهم بما يخشاه أو تحدثت بأمرٍ مُختلف ؟ أُريد حلاً لأعرف ماذا يحصل في بيتِ سلطان الآن.

،

في مساءٍ مُتأخِر.

تُحضّر طاولة الطعامْ ؛ أمتلأت الأطباق بما صنعتْ ، رتبت جوًا جيدًا لبدايةٍ صحيحة ، دخلت للحمام لتتحمم و تُزيل رائِحة الطبخ من جسدِها ، أنتهت بـ 10 دقائق لتسأل نفسها ، ماذا أرتدي ؟
هذا السؤال بعثر قوّاها ، بتنهيدة فتحت الدولاب ؟ لن أتراجع عن ما أُخطِطُ له . . أرتدت قميصُ نومٍ ناعم باللون البصلي ، يبدُو ساتِرًا طويلاً ، وقفت أمام المرآة ، لم يراها مطلقًا بلمحة مكياج أو حتى شعرُها يترنم على كتفيْها ! نشفت شعرها بالإستشوار و بنعومة سقط على كتفِها ، كحَّلت عينيها بالسوادْ ، بعضُ الماسكرا لتتراقص رمُوشها ، و شفاهٌ بلونٍ هادىء يميلُ للزهرِي ، نظرة أخيرة لشكلِها و هذه النظرة تسربتْ للباب الذي يُفتَح ويُبشِّر بدخولِه ، وقعت عينها بعينه من المرآة ، ألتفتت عليه.
يحاول ان يُصدِّق بأنها فعلا هي أمامه ، الصورة العنيفة التي في باله لن تُكسر بسهولة ، أول مرةٍ يراها كـ " أنثى " ، أيُّ جمالٍ تملك ؟ تقاسيمُ ملامِحها تكفي بأنّ أنجذب نحوِها ، عيناها مازالت مُصيبة والله إنها فاتنة !
مُهرة بإبتسامة : مساء الخير
يُوسف : مساء النُور
مُهرة و التوتر يتبيَّنُ بإرتفاعِ صدرِها وهبُوطِه
يُوسف يتأمل الطعام : تسلم إيدك
مُهرة وبربكة كلماتها : الله يسلمك
يُوسف وضع مفاتِيحه على الطاولة و هو ينزع كبك كُمِّه
مُهرة ولم تتوقع أن ترتبِك بهذه الصُورة أمامه ، أردفت بنبرة مُتزِنة وهي ترقُد كفوفها على طرف الطاولة : يُوسف
يُوسف ألتفت وبعينِه يستمع إليها
مُهرة تبتسم وهي تقترِب منه ، يبدُو الشياطين تُرافقها : بنسى كل اللي صار وكيف صار وكل شيء وبحاول قد ما أقدر أكون واضحة وياك ، نبدأ صفحة جديدة وكل اللي مضى تجاهله وإن شاء الله تتغيَّر أفكارك عني
يُوسف ويشعُر بأنه حقير وهو يقترب من الضحك لكن حبس ضِحكته وأبتسم دون أن ينطق حرفًا
مُهرة : إيه وش قلت ؟
يُوسف و نظراتِه تسيرُ من أسفَلِ قدميها حتى رأسها ، هذه النظرات كفيلة بأن تُحرق جِلد مُهرة بحرارة الخجل.
أردف : وشو ؟
مُهرة : قلت ننسى اللي صار
يُوسف : انا اصلا ماأتذكر أشياء تكدرني فتطمني من هالناحية
... جلس ورُغم أنه ليس بجائِع إلا أنَّ منظر الطعام شهي ولذيذ جدًا لبطنه
مُهرة تجلس بمقابله ، ستتعب فعلاً في إمالته لطرفها حتى أنها لا تشعُر بأي نظرة إعجاب في شكلها و كأنها ترتدي قُطنًا رديئًا لا يجذب حتَى أسوأ الرجالِ ذوقًا ، تنهَّدت وهي تتأمل طريقته المُرتبة في الأكِل ، يُشبه أُختيه في طريقته ، كم تُمقِته و تمُقت أخيه الآخر ، حقدها يزداد في كُل لحظة ، لايغيب عن بالِها أبدًا انها فقَدت وطنًا بأكمله عندما سمعِت خبر مقتل اخيها ! كان هو بمثابة الصديق والأب ، كسرها موتِه و كسر قلبها ردة فِعل والدتها ، تشعُر بعظيم حزن أمها بأبنِها الغالي و تعي جيدًا أنها أرادت وطنًا آخر لإبنتها ولكن أخطأت الإختيار.
يُوسف يرفع عينه لها ولا يُحب أحدًا يتأمله بهذه الصورة أثناء أكله : ناسية شي بوجهي
مُهرة ألتزمت الصمت وهي تشتت نظراتها بعيدًا عنه
يُوسف : أول مرة أنتبه انه عندك غمازة من كثر ما تضحكين مالمحتها *أردف كلمته الأخيرة بسخرية*
مُهرة تُدرك أن على خدها الأيمن غمازة بسيطة لا تكاد تُرى حتى عندما تبتسم ولكن تتضح كثيرا في ضحكها النادر : إن شاء الله تعوِّدني على الضحك
يُوسف ولا تعاملٌ حسن مع الناعِمة : لا يكون تتمصلحين عشان السفرة
مُهرة وكأن ماءً باردًا أنزل عليها من طريقة تفكيره
يوسف : هههههههههههههه دُعابة لا تنهارين بس
مُهرة تبتسم مُجاملة وفي داخلها " يا ثقل دمك "
يُوسف يشرب من العصير ويردف : على العموم العشاء حلو مع اني ماأحب الأشياء الثقيلة قبل النوم حاولي تسألين وش أحب عشان ماتتعبين نفسك على الفاضي
مُهرة : إن شاء الله
يُوسف يتجه لحمام غُرفتِه ، دقائِق حتى تجاهلها بكلمتِه : تصبحين على خير
مُهرة وعيناها تسير معه لدولابِه ، أيُّ تجاهلٍ منه تراه الآن ؟ ولم يُعبرها حتَّى !! " الشرهة على اللي متزينة عشانك ومحضرة العشا ولا أنت فلافل وتخب عليك " *قالتها في نفسها و تسخرُ من حالها معه*

،

في مكتبه و ساعةٌ من الليل مُتأخِرة
بُوسعود يحجز من حاسُوبِه رحلة إلى " بـاريس "
مقرن : وش تحجز ؟
بُوسعود : لباريس المشكلة مافيه عودة إلا بعد أسبوع يعني بجلس اسبوع هناك
مقرن : شف ترانزيت
بوسعود : شيَّكت مالقيت رحلات
مقرن : ضروري مررة ؟
بوسعود : عشان ضي
مقرن : والبنات ؟
بوسعود : معتمد عليك
مقرن : أكيد مايبي لها كلام قصدي أنك ماراح تآخذهم معك ؟
بوسعود : مجنون آخذهم معي
مقرن : قلت لبو بدر ؟
بوسعود : بكرا بقوله دام الجوهي راكِد هاليومين
مقرن وقف : على خير إن شاء الله ، يالله تصبح على خير ..
بُوسعود يؤكد حجزه ويغلق اللابْ تُوب الخاص بِه ، أغلق درُوجه جيدًا ، وخرج مُتبِعًا مقرن.

،

بضحكةٍ طفولية أو بمعنى أصح فرحةٍ عظيمة ، شعُور تنحني بِه الكلماتُ عاجِزة عن وصفِه ، كفوفها البيضاء تُعانق بطنها المنتفِخ ، صفةُ أسنانها العُليا تُرى بإبتسامتِها نورًا لا ينطفأ ، تكاد تبكي من هذا الشعور الجميل ، بنبرةٍ تتراقص : منصور تعال
غارق في أوراقٍ جلبها من الشركة ليُكملها هنا ، لم يرفع عينه : هممممم
نجلاء : تعال بسرعة
ألتفت عليها : وشو ؟
نجلاء بعفوية : أخاف لا وقفت يوقِّف حركة
منصور أبتسم وهو يضع القلم على المكتب ، تقدَّم إليها ليجلس بجانبها
مسكت كفِّه اليُمنى ووضعتها على بطنِها : حبيب أمه يرفس
منصُور: وش ذا ماأحس بشي
نجلاء : لحظة الحين يتحرك
منصُور وبعد ثواني طويلة شعَر بِه ، ضحك من فرحتِه ، نشوة من السعادة تُرفرف بِه ، شعُور غريب ينتابه ! شعُور لا وصف له ولكن يتذيله شيء يُدعى " أبوَّة " ، الشوق هاج مرةٌ أُخرى لأن يرى طِفله ، يُفكِّر كيف سيحمله ؟ كيف سيربيه ؟ من سيُشبه ؟ كيف سيكون بالمستقبل ؟ أيُّ تخصص سيميل إليه ؟ إيُّ شخصية ستُرى بِه ؟ .. أسئلة عفوية كثيرة تداعب عقله.

،

تكوَّرت حول نفسِها على السرير ، تنتظر خبرًا يُطمئِنها بقلةِ حيلة ، تُغمض عينيها ثواني فـ تفتحها مُرتعبة ، تنظر لـ عينيْ تُركي الآن ، أنقبض قلبها و كأنها تسقط من أعالي الجحيم و هي تراه . . في قلبها تُوهم نفسها بأنه خيال ، وهم لا تريد تصديقه ، أغمضت عينيها مرةٌ أُخرى لتفتحها برُعب من رؤية تُركي أمامها وقريبٌ جدًا جدًا ، جسدِها مُقيَّد لا تستطيع الفرار أو حتى الحركة ، قلبها يتسارعُ نبضِه ، أتى ليقتلها ؟ فـ كما هانت عليه حدود الله في المرةٍ الأولى قادِر على التهاون بـ حدِ القتل !! شرقت بأنفاسها ، تبكي حُرقةً ، يبدو ثابتًا جامدًا ولكن عيناه ترمش حقدًا ، تمدُّ ذراعها ! " أُريد النهاية ، سئمتُ الوقوف في المنتصف " ، بتصاعُد أنفاسها يضيقُ قلبها أكثر ، يقترب بخطوةٍ و أُخرى . . يجلس على السرير بجانب رأسها ، ترمش عيناهُ الآن بكاءً ، " آآآآآآآآه " لفظتها الجوهرة فهي كسيرةٌ الآن غير قادرة على الحركة أو حتى الكلام ، عظامها تذوب لا تحميها أبدًا.
تُركي ينحني برأسه لـ رأسها.
هي و كأنَّ أحدًا يُعذبها بالسياطٍ ، تحاول نطق حرف واحد ولكن لا حول لها ولا قوَة.
يُقبلها وَ الدماء من أنفه تسيلُ مِنه ، لطخها بدمائِه الفاسِدة ، هي مرةٌ أُخرى تتحركُ يُمنةً ويسره وهذا ماتستطيعُ فِعله لتقاوِمه ، تحاول صدِّه و بأسفٍ غير قادرة.
و كأنهُ يُحرق شفتيها و يلتهِمها بجحيمه ، الرُوح و الحياة تقِف في منتصف عنقها ؟ ستلفظها موتًا أمام إقترابِه هذا.
فتحت عينها على غُرفتِها المظلمة من الظُهر ، برجفةٍ بكت بأنهُ حلم و وهم . . سابِقًا مُنذ سنين ماضية كانت تبكي بصمتْ أما الآن تبكي و صوتُ أنينها يخترق الجدرانِ بحدَّتِه ، هذا و فقط " كابوس " و أنهارت هكذا كيف كان شعُورها عندما يتقرب منها حقيقةً ؟ أيُّ عذابٍ جُلِدت به في السنوات الماضية ! غطَّت نفسها بالفراش وهي تدفن رأسها بالمخدَة وشعُرها مبعثر حولها ، تكتم الآهات و لكن صوتها ينُوح ، تشدُّ على بلوزتِها من جهةِ صدرها بخوف ! أورثها هذا التُركي شكًا و عقدةً لا تنفَّك بسهولة ، ترفعُ رأسها بعد أن سكَن ضجيجُ قلبها. بكاءِه ، لا ترى شيئًا سوى الظلام.
والِدها ؛ هذا ما طعن في رأسها مُسببًا لها صداع ، كيف حاله الآن ؟ عادت للبُكاء و يومٌ دون أن تبكي يُصبح غير طبيعي ، أخذت نفسًا عميقا وببحَّةٍ مقتولة : يالله يارحمن .. رفعت الفراش لتتقدَّم على الرخام البارد بأقدامٍ عارية ، فتحت النُور وكادت روحها تخرج من جسدٍ واقف امامها ، شهقت برُعب ، بكت بضعف ، أنهارت بإنكسار ، سقطت على ركبتيها وهي تضع كفوفها على أذنيها ، لا تُريد أن تسمع ضِحكاته الصاخبة ، تخترقها بوجع هذه الضحكة ، يلتفتُ إليها بـ عينٍ ممتلئة بالدماء ، صرخت بكل ما أؤتيت من علوٍ بالنبرة ، لا أحد يسمعها ، تبكي ولا قوة لديها ، أنهكها البُكاء و بهذا الإجهاد ضربت رأسها بالجدار ، لتنظر مرةً أُخرى " لا أحد أمامها " ، وضعت كلتا يديها على رأسها المتوجِّع ، أطلقت آهآآت مُتتابِعة ، تبكي وصوتُ بكائِها يُشبه الأطفال ! تُنادي من ؟ لا أحد ! ولا أحد أرحمُ من الله على خلقِه ، شفتيها ترتجفْ بخوف و عيناها ترمشُ برُعب ، نظرت لحُضنها فـ إذا هو ممتلئ بالدماء ، نزَف أنفُها كثيرًا ، وضعت أصابعها على انفها ومن ثم أبعدتها لترى " لا أثر للدماء " بضُعفٍ شديد نظرت لحُضنها مرةً أُخرى " هي لا تنزف من أنفها " أرتعبت جدًا و لم تُفكِّر كثيرًا حتى سقط رأسها على الأرض الباردة.

،


جالِس على مقاعِد الإنتظار ، منحني ظهره وعيناه تُراقب تشابك كفيِّه ببعضهُما البعض ، أنتهى الأمر لن تستعيد الجوهرة شرفِها بضربي لها أو حتى بتوبيخي أو حتى بطلاقي ، ولن تسكُن عصبيتي بتقبُّلي للأمر ! مُنذ ساعاتٍ ماضية ولم يهدأ الغضب والبراكين الثائرة أعلى رأسي ، أن تستغفلني هذه مصيبة و لكن المصيبة العُظمى أن تكُن حافظة للقرآن وتسلك طريقًا مثل هذا ، أشعُر برغبة بأن أدفن الجوهرة بيدي ! لا أتحمَّل أن تكُون زوجتي ! لا أتحمل أبدًا أن أراها مُجددا ولا أتحمل أيضًا أن أرى خيبتي بهذه الصورة ، أهانت الكثير بفعلتِها و أنا لم أتعوَّد على الإهانة ولأنني لم أتعوَّد لن تفلُت من عقابها ! على إستعدادٍ كامل أن أستُر عليها ولكن ليس عن طريقي مثلما يُعاقب المُجرمين ستُعاقب على انتهاك الحدود ! حدِّ الزنا سيُطبق عليها وانا بنفسي من سيُبلغ عنها وعن الخائِن الآخر ، أنت يا تُركي ستُذيق منِّي عذابًا يُبرِّد جُزءً صغيرا من براكيني ، وبعدها إلى الجحيم أنت و إبنة أخيك.
رفع عينه ليُقاطع زحمةِ تفكيره
الدكتور : الحمدلله أموره سليمة
سلطان : تعدَّى مرحلة الخطر ؟
الدكتور : ولله الحمد تعدت الأزمة على خير هو الحين تحت تأثير المخدر يعني راح يبقى معانا كم يوم على حسب الفحوصات
سلطان : يعطيك العافية ماتقصِّر
رحل الدكتور ليخبر سلطان ذاته " لك الله يا عبدالمحسن بنتك ماتستاهل تحمل إسمك "
خرج من المستشفى بعد ما أطمأن عليه ، يتوجه إليها ، يجزم في داخله لو رآها ستكُون آخر ليلةٍ لها ، رُبما أستجوبها بنفسي ... لِمَ أتحققُ من التفاصيل ؟ لِمَ أُعذِّب نفسي بمعرفة أدق ماحصل .. لكن ما أنا مُتأكِد منه بأن زواجنا سينتهي قريبًا ، لا أُملك الشرف بأن تكُون زوجتي أو أم أبنائي ، ينتهي حسابي لك و بعدُها " الله لا يذوقك الفرَح " قالها في داخله بنبرةٍ مكسورة ، دعى عليها من باطن قلبه ، دعوةٌ خارِجة من عُمق خيبتِه ، لم يدعُو على أحدٍ بقسوة كما لفظها للتوّ.

،

بيأسِ فقير الحُب ، تنظُر لـ اللاشيء ، يهجُم على عقلِها منظرُ ذاك الذي كان ينظر إليها نظراتٍ كريهة قبل أن يموت ، تعوَّذت من هذه الذكرى البائِسة ، أسوأ يومٍ في حياتها كان ذاك اليوم !! سيء لعدم تصديقها بأن من الممكن أن يهجم عليها احدهُم و زاد السوء خيبتها بعبدالعزيز ، تنهَّدتْ مُبعدة الفراش عن جسدِها ، تقدَّمتْ لشُباكِها تنظر لبيتِه ! مازال يضيء بنُوره ، يبدُو أنَّهُ لم ينم بعد.
" لو أننا في غيرِ الزمان لو أنَّ ما حدث لم يكُن ، لو أنَّ الظروف تختلف لكان الحُب يتغنجُ بين قلبيْنـا ، أفسَد الحُب إلتفاتةُ كبريائِه و أفسدني الحُب حتَى بات كل ما أتمنى محضُ طيشٍ ، باتت أمنياتي تنتهي بِك و لا وجُود لـ الأنا في قائمتي ، أنت و أنت فقط "

هوَ أمام الطاولة ، معه علبة الكبريت و عُود الثقاب ، سمَّى عود الثقاب رتيل و العلبةُ عبير
بنفسِه " رتيل ولا عبير ؟ " يتلاعبُ بأماكن العُود والعلبة بين أصبعيه ، يختار في داخله إسم و يختارُ المنطق إسمٌ آخر ، أتعب عقلهُ من كثرة إرهاقه بين رتيل و عبير و من سيختار بو سعود ؟ نظر لهاتِفه ، لم يتبقى سوى القليل ويأتي رمضان ، في الشهر الآخير حاول يتجاهل بأيّ يومٍ سيأتي شهرُ الخير ! سيكُون صعبًا على رُوحه أن يتبعهُ العيد لوحده ، كيف يصُوم دُونهم ؟ كيف يتناسى أنَّ المغيبُ كان يجمعهُم على سُفرةٍ واحدة ؟ الأجواءُ الرمضانية التي كانت تُعطَّر بالمسك من والدتِه أو تجويد والِده للقرآنِ مُتقنًا ؟ كيف أتناسى كل هذا ؟

تخرج من غرفتها وتركض بقوة حتى تتزحلق أمام الطاولة : والله ماتحطيني اول يوم
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههه هذي الطيحة تُدرَّس يا فن يا هديل
هديل اعطته نظرة و من ثم أردفت : اسمعيني انتي انا ماتحطيني أول يوم والله لأسحب عليكم وانام
عبدالعزيز : لحول زي كل سنة عاد الله وسحوركم الله يكرم النعمة
غادة : انا عندي شغل مانيب فاضية
تدخلت والدتها : جيبي نسوي قرعة
عبدالعزيز لم يتمالك نفسه من الضحك ليُردف : خلاص أول يوم حطوه لي بجيب لكم سحور من برا ولا منَّة بناتك
غادة : وثاني يوم لهديل
هديل : ايه الكلبة تبي تصيع مع ناصر ! خلاص رمضان الناس تهجد والشياطين تهجد وانتي بتقعدين مقابلته يالله لا تشقينا الا بطاعتك
غادة بعصبية وهي تتفجرُ بالحُمرة : ومين قال مع ناصر ! قسم بالله ناس تتكلم وهي ماتدري وش السالفة
عبدالعزيز بسخرية : عطيني الورقة أنا أقسِّم بينكم على حسب اوقات دوام ناصر
هديل تمِّدُ كفَّها لتصفعه بـ كفّ عبدالعزيز ويتعالى ضحكهم
غادة تتخصَّر : مررة ظريفين يعني بتقطَّع من الضحك يا سامجين الواحد ينتحر بعد هالسماجة
أم عبدالعزيز بإبتسامة لا تُريد مشاركتهم الضحك على غادة : خلاص عاد مصختها انت وياها
عبدالعزيز يُقبِّل رأس والدته : مدري كل وحدة تحسسني انه طباخها يطيِّح الطير من لذته
هديل : احسن قولوا لي انه طباخي شين عشان ماأسوي لكم شي
غادة : وانا بعد

أبتسم لذكراهُم ، عفوًا لم يبتسم ولكن بكاءه بدأ يتقوَّس ضُعفًا على شفتيه ليخدع نفسِه بـ إبتسامة ، و فجأة يكُن حاله بهذه الصورة ! ودُون أيّ مقدمات يتساقط هزيلاً هكذا ، قبل سنة و بُضع شهُور كانت شفتيه لا تُفارقها الضِحكة وعيناه تُنير برؤيتهُم حوله ، كُنت حيًا بجسدٍ و رُوح !

،


جالسٌ على كرسي ذو ساقٍ طويلة ، بيدِه اليُسرى علبة ألوانٍ عتيقة و بين أصبعيه في اليد الأخرى فرشاةٌ كئيبة ، أمامهُ لوحةٌ غائِمة لا يتخللها لونٌ للفرح أو حتى لبياض المطر ، ينظُر لعينيْها السوداء ذات العدسة الرمادية ! يُشكِّلُها كيفما يُريد ولكن عاجز على تشكيلها بالحقيقة ، يلوِّن عينيها بعدسةٍ رمادية على الرُغم من سواد عينيها النجدية , رُغم ضعفها له في الفترة الماضية إلا أنهُ يعرفها جيدًا ويعرفُ العقل المُتحكم بها ، ليست عاطفية حتى تُقرر ! هي ترتدي عقلها و إن نزعتهُ في فترةِ ما ، سئم و ضجر من تفكيره بِها و تحليله الليلي لتصرفاتِها ، أخذ اللونَ العنابي و لطَّخ عينيها بتمرُّد ليُفسد لوحتِه ، أتاهُ الصوت من خلفه : غسِّل يدك والحقني
لم يلتفت ، ينظُر لعُتمةِ لوحته و كآبة ألوانه ، تنهَّد ليتجه للمغسلة ، غسَّل كفيه المبللة بالألوان ، نظر لـ التي شيرت وأيضًا كان مُلطخا ببعض الألوان ، نزعه لتظهُر عظلات بطنه البارزة و بنيته القوية ، أرتدى تي شيرت آخر و أخذ سلاحِه ونزل . . بخطواتٍ باردة ميتة أتجه لساحةٍ تكاد تتفجَّرُ من حصارِ الأسلحة بها.
بصوتٍ حاد يخترقُ القلب قبل الأذن هذا هو الرسّامُ الكئيب : نبدأ ؟
الآخر : ريحة الألوان تقرف يخي فكِّنا من هالرسم وهالعفن
هوَ يتجاهلهُ ، يُغمض عين و يفتحُ أخرى ليصوِّب بثباتْ ويبدأ عرس من أصوات إطلاق النار.

،

دخَل لظلمته ، يشتهي أن يمزقها الآن ! يقتلها ! و إن قتلها لن يشفي النار الهائِجة في صدره ، يُريد أن يصعق الـ آآه من شفتيها لتتعذَّب دون البكاء ، و تخيَّل أن تتألم ولا تستطيعُ الحديث أو حتى البكاء كأن تنهشُ بجسدِك قطَّة و لا تستطيعُ الحركة أو مناداةُ أحدٍ ليُبعدها ! يُريد بـ كُرهٍ عظيم أن يمزقها قِطعًا و يُمزِّق تركي خلفها !! تُركي و لن تُسعفه اعذاره هو بالذات من سأُنهيه قبل أن تتم مُعاقبته ، أرسل بهاتفه رسالة " تركي بن خالد آل متعب ، جيبه لي لو كان تحت الأرض " أغلق هاتفه ورماه على الطاولة مع مفاتيحه ، نظر للدرج ، واثق تماما أنَّ رؤيته لها مُضرة لها وستضره أيضًا ! رغبة كبيرة تُصيب يديه بأن يضربها ! رُبما بضربه يشفى شيئًا في صدره ولكن يخشى التمادي في ضربه ، لم يتعوَّد على الإتزان أبدًا حتى في الضرب يبدو مسرفًا.

تفتحُ عينيها على الرُخام ، تصلَّب ظهرها من إغماءةٍ بـ وسطِ هذه العُتمة ، جلست وهي تتألم وتُطلق الـ آهاتُ خافته ، نظرت للدماء حولها - ليست دماءٌ أعتادتها كل شهر - يبدُو أمرًا آخر ، أرتعبت حتى أنَّ نفسها وسوست.

يصعدُ الدرجات بخطواتٍ جامدة يخطُو الخطوة بثواني طويلة كأنه يُتقاتلُ مع ذاته.

تقف مُستنِدة على الطاولة تتسحبُ بخطواتها للحمام.

يتأملُ الدرجاتِ الأخيرة في أعلى الدرج و كأنهُ لأولِ مرة يرى بيته.

تُغلق باب الحمام عليها وتنزع ملابسها الممتلئة بالدماء ، فتحت الماء الدافىء ليتدفق على جسدِها ، تُمسك رأسها من الخلف وتنزل يديها إذ هي غارقة في الدماء.

وقف أمام الباب ، يُحرق صدري فكرة أن أحدًا أستغفلني ، مبادئي تقف رادعًا من أن أنتهكُ عفتها الضائِعة مع تركي ! مع عمِك !! وبكلمته هذه هاج غضبٌ كاد يسكن ! كيف هانت الحدود عليك أنتِ و الحقيرُ الآخر ، فتح الباب بقوَّة لا شي يقف أمامه الآن.

تتحسسُ الدماء من بين شعرها ، لا تعرف موضع نزيفها بالضبط ، أنفها متوقف عن النزيف منذ وقتٍ طويل و إن كان أنفها فمن المستحيل أن يتبلل حجرها بهذه الصورة من أجله و أيضًا رأسها إن كان النزيفُ من الخلف كيف يصل لحجرها ؟ تصادمت بأفكارها من أجلِ النزيف

يسمع لصوتِ الماء ، جلس على الكرسي لتسقط عيناه على مكانٍ مبلل بالحُمرة ؟ ماذا حصل معها !

رُبما نزيفٌ عابر من رِحمها أو مهبلها ؟ هذا ما واست نفسها بِه ، - أحيانًا التعب والإجهاد و رُبما تشابُك الهرمونات وتخربطها ، ماذا بالضبط ؟ أو هو عابرٌ فعلاً ؟ -

ينظُر للدم دون أن تحرَّك به شعرة ، لا تهمه هذا ما أخبر قلبه به ، وماذا يعني لو سقط إسمُك في قائمة الوفيات ؟

تلفُّ منشفتها حولها ، تنظر للمرآة ، ملامحها مُصفَّرة شاحبة , فقدت دماءً كثيرة ، عيناها مُحمَّرة ، شفتيها بيضاء تفقُد الحياة هي أيضًا ، فتحت صنبور المياه لتتوضأ.

عيناه متجمِّدة على الدماء الجافة ، خيبةٌ أخرى وسيعلن موت قلبه ، و إن مات قلبٌ فلا مفَّر من القسوة فكيف لو مات قلبُ رجلٍ لحظتها لا محَّل للرحمة أبدًا ولو كانت والدتُه.

بشفقة تُنهي وضوءها ، شعرها المبلل يزيد من رجفتِها ، هذه ساعاتُ الثلث الأخير ربما دعاءٌ لوالدها يقل له الله كُن فيكون ، لم تُفكر بنفسها كتفكيرها بوالدها ، مُستعدة على ألوانٍ من العذاب مقابل صحَّةِ الجنَّة التي تُرى بين اهداب أبيها ، فتحت الباب

تلفت عيناهُ للضوء المنبعث من الحمام ، حممٌ من الجحيم تُرى بعينيْه.

تتقدَّم وما إن أستدارت حتى أختنقت بأنفاسها وهي تراه.
وقف مُعلنًا الحرب بهذه الساعة.
عيناها دون إنقطاع تذرف الدمع بصمتْ ، تصادمت فكوكها في بعضها البعض.
يقترب بخطواتٍ تُرعب قلب الجوهرة الصغير ، هي تشدُّ على منشفتها تريد أن تختفي من أمامه ، بكاءها لا يتوقف و خطوات سلطان أيضًا لا تتوقف ، تبتعد هي بخوف للخلف وهو لايرمش أبدًا ، يطرقُ ذاكرتِها ما أمرت قلبها بنسيانه

تُركي يقترب بخطواتٍ لا تهدأ إليها ، يحاول تطويقها وحصرها ، هي تبتعد للخلف خائِفة ، تُطلقُ الوجع بخفُوت ، يهجمُ عليها كـ الكلابْ ، تحاول أن تقاومه . .

رمشت عينها للحقيقة أمام سلطان الذي أصبح الآن لا يفصُل بينه وبينها شيء.
عقدت حاجبيها بضُعف لتُردف بتأتأة وكأنها للتو تعلمت النُطق : لا تظلمني
وبهذه الكلمة زادت براكين سلطان ! أيُّ نفاقٍ أراه بِك.
أأفرغ الجحيم بِك أم بتركي أم بمن ؟
الجوهرة وكل من حولها يبكي معها : سلطان
سلطان قاطعها : أسمي لا تنطقينه
الجُوهرة تُخفض رأسها والدمعُ يستقِرُ على اقدامها
سلطان : توبتك بينك وبين الله ، بس أنا لأ
الجوهرة لم تفهم ما يقصد و لم تتجرأ أن ترفع عينيها
سلطان : و بالمناسبة عشان تعرفين كيف تستغفليني مرة ثانية ؟ انا بنفسي راح أروح و أبلغ عنك و عن الكلب اللي معك ! عاد شوفي وش القاضي يحكم ؟ أُمنيتي يشهِّر فيكم عشان القذرين اللي مثلكم يتعضون !
رفعت عينيها الباكية ، غير مصدقة لحديثه ! أنا لستُ زانية كيف أصرخ و أقولها.
سلطان يُكمل : أما الطلاق بحذفه في وجهك بس ماهو الحين !!
الجوهرة برجفة : أنا ماني كذا
سلطان لم يتمالك نفسه ، غير قادر أبدًا أن يتحمَّل الكذبُ بحديثها ، ضربها ! مدَّ يده عليها ليسحبها من شعرها ويُحرقها بجحيم غضبه ، يصرخ عليها : يكفي كـــــذب
نظرَ لحزامِ العسكريةِ المتين - القاسي - المرمي على الكنبة ، أخذه و لم يتردد لحظة في جلدِها.

،

تسللت شمسُ الرياض ، هذه المدينة الصاخبة يتذيلُها قبحٌ يراهُ سكانها ، رغُم هذا هي فاتنة نشتاقُ إليها.
بكفِّه السلاح و هي أمامه ، يصوِّب مُتجاهل أحاديثها
سئمت : أكلم جدار !!
يُوسف : عفوًا
مُهرة : أقُولك أبغى كم شغلة من بيتنا
يُوسف : العصر . . اذا فضيت
مُهرة : وان مافضيت
يُوسف بعبط : تنتظرين لين افضى
مُهرة : أكلمك جد
يوسف : وانا احلف اني ماأكلمك عم
مُهرة نظرت عليه بنظرات تُبيِّن أن ماقاله يوسف سامج
يوسف أمام ملامحها صخب بضحكته : ههههههههههههههههههههه خلاص المغرب لا رجعت من النادي
مُهرة : طيب .. وألتفتت لتتجه إلى البيت
يُوسف يصوِّب بجانبها لتمُّر الرصاصة بجانب صدرها
مُهرة صُدِمت بفعلته لتقف متجمدة في مكانها
يُوسف : نمزح عسى ما متِّي
مُهرة وتخلَّت عن جميع المبادئ التي وضعتها ليلة البارحة ، تخلت عن كُل شي لتتجه إليه غاضبة وتقف أمامه بعينيْن مُتحديَّة : طبعًا القتل في مفاهيم هالعايلة عادي ! زي أخوك ماتختلف عنَّه كثير ! أصلا الدم عندكم رخيص ماله أيّ أهمية .. تقتل اليوم وتضحك بكرا وتعيش ولا كأنك مسوي شي
يوسف ولم يتوقع بأن تُفسِّر فعلته بهذه الصورة
كان سيتحدَّث ولكن قاطعته بعصبية كبيرة و كبيرة جدًا : أنتوا اصلا القتل ماحرَّك فيكم شعرة !! ماأعرف كيف فيه ناس ضميرها ميت زيِّكم
منصور يخرج من الباب الداخلي وتراجع قليلا وهو يسمع صُراخِها
مُهرة ولم تهدأ أبدًا : كيف تضحك أنت وياه و فيه واحد مقتول بسببكم ؟ ماخفتوا من دعواتنا ؟ ماخفتوا من الله !! حتى القتل أستهنت فيه عليّ ! الله يوريني فيك أنت و أخوك فاجعة
ثبتت عينا منصور على الزرع ، يسمع دعوتِها ، توقع حقدها ولكن ليس بهذه الصورة , لم يتوقع أن تلفُظ الحقد بين كلماتها أمام يوسف.
يُوسف بمقاطعة حادة وهو يحذف السلاحُ جانبًا : صوتك لا يعلى عليّ لا أخليك تعرفين كيف ميتة ضمايرنا
مُهرة و لا تهدأ أبدًا ، يوسف أستفَّز جرحها كثيرًا
وقبل أن تتكلم تحدَّث يُوسف بعصبية لم يعتادها الكثير منه : ولا أبي أسمع منك كلمة ثانية ! و منصور لا تجيبينه على لسانك صدقتي ما صدقتي هذا شي راجع لمخك المصدِّي ، لكن تدعين و تقعدين تصارخين هنا لأ وألف لأ وبيجيك كف يعدِّل أسلوبك ، دامك في هالبيت تآكلين تراب وتحترمين الكل غصبًا عنك و تحترمينهم حتى في غيابهم
وجعٌ آخر ينصَّب في صدرِ منصور الآن ، ليتهُ لم يخرج في هذه الساعة ويسمع لحقدِها ، تراجع ودخل مرةٌ أخرى للبيت ليخرج من الباب الخلفي.
مُهرة و أيضًا كانت ستتحدث لكن يوسف قاطعها مرةً أخرى : أما بينك وبين ربِّك فـ أدعي لين تشبعين ما حرك بي شعرة ولا برتجف من دعواتك
مُهرة ولا حديثٌ آخر ، نظرت لعينيه بنظراتٍ ذات معنى لا يجهلها يوسف ، أعطتهُ ظهرها ودخلت.

،


ترتدي فستانها الأبيض للمرةِ الألف ، شغفها و حماسها لا يهدأ ، لم يتبقى سوى القليل و يجمعها الله مع ريان تحت سقفٍ واحد.
هيفاء بتملل : حفظت كم خيط فيه
ريم بضحكة وهي تستديرُ حول فستان الحلم و زفافها الأبيض الكبير ، تبقى هذه ليلةٌ في العمر وتبقى الأهم : أحس الأيام تعِّد معاي
هيفاء : ماألومها كنك أول بنت بتعرس ! أنزعيه لا يتوصخ بعدين نجلس ندوِّر لك مصبغة وتخربه لك
ريم : الحين بنزعه خلاص ماراح ألبسه إلا بليلة العرس
هيفاء : هذا وجهي اذا ماجيتي بكرا لابسته
ريم بدقائِق بسيطة علَّقت الفستان في دولابِها و هي تهتم لآخر طرف أن لا يفسَد
هيفاء : أنا أتوقع أنَّه ريان بيكون زي منصور يعني ماهو من النوع اللي يظهر مشاعره
ريم بأحلامٍ ورديه : أحس بيكون زي لِينْ أبُوي و صلابة منصور ، أحسه قليل الكلام .. آممم اتوقع بيكون خجول زي الجوهرة
هيفاء : هههههههههههه أما خجول ! ماأحب الرجال اللي يستحي كثير حلاته قليل ادب *أردفت كلمتها الأخيرة بهبال*
ريم : يالله لا تشقينا مثل رتيل يوم تقول الرجَّال الوقح عندي محترم
هيفاء ضحكت لطريقة تفكير رتيل المُشابهة بعض الشي لها ، أردفت : الله يذكرها بالخير خلني أتصل عليها و أدوِّج ذا الإنسانة شي جميل
ريم : يالله روحوا قبل لا تهجدون
هيفاء : ها ها ها فهمتها يعني احنا شياطين ماأقول غير مالت *وتكِّش عليها بكفيَّها*

،

في مكتبِه ، مُستغرب تأخر سلطان و عدم ردِّه على إتصالاته ، بدأت الشكوك تُحيطه و هو يرى هاتف الجُوهرة أيضًا مُغلق.
قطع تفكيره صوت هاتفه وعلى الشاشةِ يُضيء إسمَ " ريَّان "
ريان : صباح الخير
بوسعود : صباح النور
ريان : شلونك عمي ؟
بوسعود : بخير الله يسلمك أنتْ شخبارك ؟
ريان : الحمدلله بخير
بوسعود : وشلون أفنان ؟
ريان : رايحة دورة في باريس
بوسعود وتوقف العالم أمامه للحظة : باريس !!
ريان : مع اني عارضت بس ابوي الله يهديه
بوسعود ولم يهتم لهذا الأمر كإهتمامه بأيّ دورة وهل هذا مُصادفة ، : أيّ دورة ؟
ريان : مدري عنها والله بس 3 شهور وبترجع
بوسعود و مدة الدورة ثلاث شهور !! كل الشكوك تتأكد
ريان : ماعلينا كنت بسألك عن ابوي مايرد على جواله ! هو للحين عندكم ؟
بوسعود تنهَّد : لأ خبري فيه أمس راح للجوهـ .. لم يُكمل وعقله يربط بين تأخر سلطان و سؤال ريان و الجوهرة.
ريان : صاير شي ؟
بوسعود : لا لا بيمشي الدمام العصر
ريان : بالله لا شفته قوله يفتح جواله لأن امي ذبحها التفكير حتى الجوهرة جوالها مغلق
بوسعود : ولايهمك خلها تتطمن
ريان : مع السلامة .. وأغلقه
بوسعود يترك جميع مابيده ليخرج متوجِهًا لبيت سلطان.
في طريقه يتصل مرارًا و تكرارًا على جميع الهواتفْ التي تتعلق بسلطان ، بدأ القلق يلتهم عقله ، زحمة الرياض لا تُطاق وجدًا ، يشعر بأنه يراكض الوقتْ.
بضجر : ردّ يخي
نظر للواتس آب كان آخر دخول لسلطان الساعة الخامسة عصرًا من اليوم السابق
يبدُو أنَّ شيئًا حدث هذا ليس مُجرد صدفة ! و شيبُ رأسي لا يؤمن بالصُدف.
أتصل على هاتف بيته ولا مُجيب ، كان سيُغلقه لولا صوتُ عائشة الذي أتاه : ألو
بوسعود : هلا عايشة ، وين بابا سلطان ؟
عائشة : ما يأرف*يعرف* انت بابا ابدالرهمان
بُوسعود : ايه طيب عطيني الجوهرة
عائشة : شويّه .. تركت السماعة وتوجهت للأعلى ، طرقت باب الجناح لثواني طويلة ولا مُجيب . . بصوتٍ صاخب : ماما فيه بابا أبدالرهمان
وأيضًا لا مُجيب
من خلفها : maybe she was sleeping
ألتفتت للخادمة الفلبينية : شنو يقول حق بابا الهين ؟
الخادمة : what ? Please aisha speak english
عائشة بإنجليزية مُحرَّفة : أنا يقول what say to بابا أبدُالرهمان
الخادمة : she's sleeping و تركتها.
عائشة تسيرُ خلفها : بابا سولتان where ؟
الخادمة : I don't knew
عائشة : انا مافيه see today
الخادمة ضحكت من لغة عائشة الإنجليزية
عائشة : أنتي في مجنون والله .. مسكت السماعة لتُجيب : ماما جوهرة يمكن هوا نايم
بوسعود : و سلطان ؟
عائشة : انا مافيه يشوف اليوم
بوسعود ويتحدَّثُ بلكنتها : طيب بابا كبير امس يجي ؟
عائشة : بابا الجوهرة
بوسعود : ايه موجود ؟
عائشة : لا ما يأرف بس هوا يجي أمس وانا وهادا خدامة مجنون يشتغل فوق مايشوف هوا بأدين يروه *يروح* شمس ينزل مايلقى أهد*أحد*
بوسعود : ولا أحد ؟ يعني طلعوا
عائشة : بابا سولتان و بابا حق جوهرة فيه يطلع لأن انا مايشوف بس ماما جوهرة فيه فوق كان غرفة هيا
بوسعود ولم يأخذ منها حق ولا باطل : طيب انا جاي الحين .. أغلقه و الإشارة واقفة إلى الآن ، يالله يا هذه الزحمة !!

،

تحت قلقٍ سلب مِنها النوم ليلة الأمس ، لم تُصدق مُكاملة ريّـان لـ بُوسعود ، تشعُر بضيق شديد يُنبئها عن مُصيبةٍ آتية : قلبي قارصني يقُول أنه فيهم شي
ريان : يعني يمه وش أسوي قلت لك عمي عبدالرحمن طمَّني وقال العصر بيمشي
أم ريان : طيب وراه مايتصل واختك مسكرة جوالها
ريان : يمكن شحنه قضى يمكن طاح يمكن ضاع يعني لازم شي شين عشان يكون سبب
أم ريان بتوتُر : يارب لا تفجعني فيهم
ريان رفع حاجب إستنكار : تركي وينه ؟
أم ريان : مدري عنه
ريان : غريبة !! ماهو بعادته يطلع في هالوقت

،

صحَى على صوت المُزارع الهندي الصاخب ، غسَّل وجهه و توضأ - لم تكُن هناك صلاة ولكن عندما تدرَّب سلطان على يد بوعبدالعزيز في فرقةٍ بالصحراء كان يُجبرهم على الوضوء في كل مرةٍ ينقض بها حتى و إن لم يكن هناك أيُّ صلاة ، فأصبحت عادة لا تُضيَّع ، توارثها الجميع من تحت يد سلطان العيد لسبب واحد " أنت لا تعلم متى تُقبض رُوحك فـ الجميل أن تكُن طاهرًا "

سنـة 2000 ميلادية ، صيفٌ لا يُنسى لسلطان ، حرُّ وشمسٌ حارقـة.
ربَط ذراعه المكسورة بخشبة مُستطيلة لتُثبِّت ذراعه ، يسيرُ خلفهُم و الشمسُ تخترق عيناه.
سلطان العيد بحزِم : 10 ثواني والكل متوضي
يتسابقون للمياه و كأنها كنزٌ مدفون ، بعد العدِّ للعشرة يُحرمون من المياه ، لا هناءٌ في نوم ولا طعام ، فالطعام يبحثون عنه كالمُشردين ، ينامون لنصف ساعة ثم يستيقظون بفزع من أصواتِ قنابل - هذا القنابل الوهمية هي المُنبه لهم - يُعاقبون شر عقاب كـ وقوفٍ تحت الشمس الحارقة بأقدامٍ عارية إذا تأخر عن الصلاة ثانيةٌ واحدة ، يمُّر بهم أسبوعًا للعذاب لا ينامون فيه إلا ساعةٌ واحدة ، يأكلون الزواحف بكافةِ أنواعها والأرانب حيَّـة ، هذا ليس تعذيب ولكن لتنضُج الرجولة و تقسُو القلوب إتجاه أعداء الوطن و هذا كلهُ فداءٌ للوطن حتى يُقال بإستحقاق أنه رجُل يدافع عن دينه و وطنه.
شابٌ آخر كان سيشرُب من الماء ليروي عطشه ولكن سحب القارورة من يده وهو يقول : عشرة

مسح سلطان وجهه المُبلل بالمنشفة ، لم يكُن بحاجة لتوجيه في حياته بأكملها كحاجته في يومه هذا بـ رأيٍ من سلطان العيد.

خرج لمزرعتِه ينظُر للزهر الذابل وبنبرةٍ جافة : هذا ليه كذا
المُزارع الهندي أكتسب اللكنة النجدية من حياةٍ أمتدت لـ ثلاثين عاما هُنا ومن يسمعه لا يقُل بأنه هنديًا : التُربة ملوَّثة
سلطان عقَّد حاجبيه وينظُر لمزرعته الكئيبة في نظره رُغم ألوانها الزاهية ، تناثرت صرخات الجوهرة أمام عينه ، لا يُريد التفكير بها ! يُريد أن ينسى شيئًا إسمهُ " الجوهرة "
فتح هاتفه و أنهالت عليها - الإتصالاتُ التي لم يرد عليها -
أتصَل على المُستشفى ليرى حال عبدالمحسن ، : السلام عليكم
الإستقبال : وعليكم السلام
سلطان : معك سلطان بن بدر الجابر
ونبرةُ الإسم تكفي لتُبيِّن أهميته : والنعم كيف نقدر نخدمك ؟
سلطان : غُرفة 206 عبدالمحسن بن خالد آل متعب ؟ كيف حالته الحين
الرجُل و هذه الأسماء تُربكه ! لم يتوقع يومًا أن يُحادث شخصًا بمنصبه - بعفوية تفكيره سرَح -
سلطان : ألو
انتبه لنفسه : دقايق من وقتك الله يسلمك .. نظر لفحوصات اليوم وبين الملفات ، ماهي الا دقيقتان حتى أتاهُ صوته مرةً أخرى : الحمدلله ضغط الدم في مستواه الطبيعي و السكر و مثل ماهو مكتوب أنَّه مر بأزمة لكن كل أموره الحالية مُستقرة ولله المنَّه وتفاديًا للمضاعفات مُستقبلا راح يكون عندنا لين نتأكد من سلامته
سلطان : يعطيك العافية أجل حولوه لجناح خاص تحت إسمي
هو : أبشر تحب تأجل دفع التكاليف لآخر يوم
سلطان : لأ اليوم إن شاء الله لكن ممكن العصر
هو بتعليمات المستشفى التي لا مفرّ منها : أحب أنبهك أنه زيارته أول يومين ممنوعة إلا للأقارب المقربين جدًا
سلطان تنهَّد : طيب ، شُكرا مرة ثانية ..
هو : واجبنا الله يسلمك .. وأغلقه
سلطان يقرأ رسالةٍ قد أنتظرها " ماهو موجود بالدمام وبحثت عن سجلات المُسافرين باليومين اللي فاتوا لخارج المملكة ومالقيت إسمه ، ممكن يكون بالرياض ! "
أتصل على هذا الرقم وبعصبية دُون حتى أن يُسلِّم : كيف ماهو موجود !! شف الرحلات الداخلية ولا أسأل أيّ كلب عنَّه . . تجيبه لي لو تطلعه من قبره !!

،

بعد قانون جديد من والدهم حتى تصل لياقتهم للصورة المطلوبة , بدأوا بالركض حول قصرهم ,
رتيل وقفت وهي تضع يديها على ركبتيها وأنفاسها تتصاعد : أوووه تعبت
عبير وقفت أيضًا : خلاص ؟
رتيل ألتفتت لترَى الخادمة واقفة بثبات تراقبهم : الكلبة ذي بتقول لأبوي
عبير : لحول ماراحت
رتيل ركضت مرَّة أخرى و الشمس تحرق بدنها
عبير : سوِّي تان طبيعي
رتيل وهي تركض وبكلمات متقطعة : إسم الله على قلبك يالبيضا
عبير أطلقت ضحكتها و ركضت خلفها ولياقتها هي ورتيل في مستوى متدني جدًا
و العشب المبلل كان كافيًا لـِ تتزحلق رتيل وتطلق صرخة خافتة : لااااااااااا ياربي
عبير لم تتمالك نفسها من الجلوس أرضًا وتصخب بضحكتها على منظر رتيل
رتيل : أححح ظهري تكسَّر
عبير : آآخ يابطني يبيلك صورة على الجلسة الجهنمية ذي
رتيل ومتمددة على ظهرها ويدها على بطنها : وش ذا تراني مانيب رجَّال أجلس أراكض !!
عبير ومازالت تضحك وبين ضحكاتها : لازم نتقبل الواقع في يوم من الأيام راح يتم تجنيد الحريم وأنا وأنتي على رأس القائمة
رتيل : جد أبوي تفكيره يحسسني أني عايشة بدولة إرهاب و قتل ومقاتل
عبير : الله يديم الأمن بس
رتيل : آمين بس يختي تعبت والله
أتت أوزدي : بابا يقول ثلاثة ساعة
رتيل : طيب وانا اقول ساعة
أوزدي : أنا في كلام بابا مافي شغل
رتيل : تهدد بنت اللي مانيب قايلة , أنقلعي بس وراك
عبير وقفت وبدأت بالركض من جديد
رتيل وتذكَّرت مُكآفآة والدها وتحمست مرةً أخرى لتقف تركض خلف عبير

,

هو الآخر يركِض لوحدِه حول مضمارٍ مُتعب , الأرض ليست مستوية من تحت , جميعها أحجار بارزة .. يضعه سلطان في أصعب الأماكن ليتدرَّب عليها , مرَّت الساعة الرابعة وهو يركضْ , تبقى ربع المسافة وينتهي الزمن المطلوبْ.
بالركض لا يُفكِّر بشيء , كل من حوله يختفي رُبما الإجهاد يعينه على نسيان الكثير من الأمور.
وصَل أخيرا , لياقته بدأت تصل لمعدَّل جيد ولكن ليس جيِّد لشخص يُدافع عن وطنه , مسك المنشفه البيضاء ومسح وجهه ورقبته المتعرقة , ينظر للفراغ الـ حوله والسكُون , اليوم الجميع مختفي ! لاوجود لابو سعود ولا سلطان ! ولا حتى مقرن , يشعُر بمصيبة حصلت تجعلهم يختفون بأكملهم . . تنهَّد وهو يتجه لدورات المياه ويستحم.
دقائق معدودة حتى أنتهى و دخل لتلتقط إذنه حديثًا
أحمد : أتوقع عبدالعزيز معاهم ؟
متعب ويضع أوراقًا أخرى على المكتب : إيه ابوبدر قال أنه بيكون موجود
أحمد : طيب كيف ؟ هم يبونه بالفترة الجاية كيف يروح يتدرَّب هناك ؟
متعب : مدري عنهم والله ! لكن إذا دخل هالقوات يعني رسميا عزيز بيكون هنا
أحمد : هو قال يبغى
متعب : ماظنتي قالوا له عن هالموضوع !! *ألتفت عليه* تهقى أبوه الله يرحمه قاله عن تدريب سلطان ؟
أحمد : لا ماأظن .. عطني الأوراق خلني أرتب ملفات اليوم
متعب يمِّد له الأوراق
عبدالعزيز و كلمات كثيرة تتصادم بعقله , تدريب و قوات وشيء يدعى تدريب سلطان !! ماذا يحدث بالضبط ؟ دخل على هذه الغرفة المُشرِّعة بابها
أحمد يرفع عينه : خلصت ؟
عبدالعزيز : إيه , وين بوسعود و سلطان ؟
متعب : يمكن مشغولين ما جوّ اليوم
عبدالعزيز ويبحث عن الخلاص منهم حتى يختلي مع هذه الأوراق : طيب
أحمد وأخذ الملف الذي رتَّب بها الأوراق وخرج
عبدالعزيز و حقد عليه , يشعر أنه أستقصد هذا التصرف ولم يحسن ظنه أبدًا بفعلةِ أحمد
متعب يُغلق الأدراج بحِرصْ و يخرج
عبدالعزيز يخرج وأفكاره تضطرب من جديد , لايعرف ماذا يفعل الآن ؟ تعوَّد أن يسمع أمرًا من سلطان أو بوسعود لكن اليوم لا أوامر لا شيء . . أخذ مفاتيحه و هاتفه وقرر العودة للبيت.

,

فتحت عينيها على الشُباك الذي يخترقه الضوء , تحركت قليلا وأطلقت آآآه , تصلبت في مكانها , عيناها تحولت للسقف , كل جزء في جسدها يئِن , تقطَّع لحمها ليلة البارح مِنه , لا تعلم كيف نامتْ ؟ كانت ببُكاء مستمر لساعات الصباح الأولى , أغمضت عينها لتفتحها والدموع متجمَّعة بمحاجرها , لاتُفكِّر بأمورٍ كثيرة , تُفكر الآن كيف تقف من جديد ؟
توقَّعت أن الحياة مُرَّة حين تفتح كلتا عينيها عليها بعد أن طال العمى بها ؟ توقَّعت بأن الإنصافُ لن تلقاه ؟ توقعت الكثير لكن ليس جحيمًا بصقه سلطان بالأمس ! كيف تُدافع عن نفسها بذراعٍ مبتورة ؟ كيف ؟ ومع عجزها بدأ أنينها يخرج , لم يترك في جسدها أيُّ جُزءٍ لم يجلده ؟ كل هذا بجانبْ و كلامه بجانبٍ آخر.

بجحيمٍ يلفُظه بعينيْن تقف على حافة نارٍ ثائِرة وبصوتِه الرجُولي الذي لم يبقى بها خليةَ لا تتأوَّه : حرمتيني منك !! *وبصرخة* تعرفين وش يعني حرمتيني !!! تعرفين لما كنت أجي و أنا أبي قربك ؟ شفتي كيف تصديني ؟ شفتي كيف العذاب لما أمسك نفسي عنك ! لما احاول ماأدوس عليك بطرف ! لما أحاول ماأضايقك بشيء !! كنت أتعب من نفسي اللي صبرت عنك ! أشوفك زوجتي بس انتي ماكنتي تشوفيني كذا ! ماتدرين وش يعني أتضايق من نفسي لما اشوفك تبكين وتحلمين في الكلب اللي معك !! كنت أتضايق لأني ماني قادر أسوي لك شي ! لأني كنت غبي وصدقتك أنا الحين متضايق !! أنا منك نفسي طابت ! جاء الوقت اللي أقولك *يُردف بكلماتٍ كـ وقعِ السيف وهي تنغرز بجسدِها* أنا ماأشوفك زوجة ولا أشوف أي شرف فيك ولا أي طُهر و حفظك للقرآن أشوفه توبة لك بعد مصيبتك لله بس ماهو لي !! أنا ماني متسامح ولا أعرف كيف أغفر ولا تعوَّدت أغفر !!!!

أفاقت من ذكرى ليلة الأمسْ على وجعِ التكييف البارد الـ يخترق مساماتِ قلبها .. تسقط دموعها الحارَّة على خدِها , تبكي بصوتٍ متقطِّع يتأوه , صوتها الخافت يُسمَع !! لم تبكي بصمتٍ يجرحها أكثر بل دعَت لنفسها حُريَّة البُكاء بصوتٍ قد يواسيها ويُربت على كتفِ الصبر بها , يالله أنت تعلم بما يخفى عليه يالله أنت تعرف ماذا مررت به بينما هو لا يعرف يالله أنت الغفُور الرحيم بينما هو لا يعرف أن يغفر يالله أنت تعلم بأن لا ذنب لي و لكن هوَ يُسيء ظنه بي .. يالله أحتاجُك أكثر من وقتٍ مضى ! يالله ساعدني على الوقوف فوق هذه الأرض المضطربة ! . . . وبُجملةٍ تُفتت الحجر ببكائها " اللهم أني أحببته زوجًا و حبيبًا و رفيقًا و أخًا و أبًا فلا تَزِدني به تعلقًا و علِّق قلبي بك "

حُب الصامتين الذي لا يعرفُون أن ينطقُوا " أحبك " لبعضهم البعض , لا يُلامُون على معصيتهم للحياة.

,

تحاول أن تتناسى ضيقها من بـوسعود , تحاول أن تتجاهل أمره لكن يحضُر بقوة في وسطِ عقلها وقلبها وجسدِها بأكمله , تشعُر بالضياع لمجرد أنَّ النقاش بينهم أحتَّد , تشعُر بأن هذه الدُنيا رخيصة إن أبتعدت عنه للحظة , قاطع هذا التفكير نبرة افنان المُهتمة : إذا تعبانة أتركي عنك هالشغل وأنا أسويه عنك اليوم
ضي رفعت عينها عليها بضياعٍ حقيقي : لأ عادي
أفنان : يعوِّرك شي ؟
ضي : لأ لا تتعطلين عن شغلك مابقى وقت ولازم نسلمه
أفنان رفعت حاجب الإستغراب : متأكدة ؟
ضي : إيه .. عن إذنك .. توجهت لدورة المياه , غسلت وجهها ثلاثًا , ليست بخير أبدًا
ستتنازل عن أشياء كثيرة من اجله , أخرجت هاتفها وأتصلت به . . لا مُجيب . . لابُد أنه متضايق منِّي , بالتأكيد لن يرد
أرسلت له رسالة " آسفة , كلمني بس تشوف المسج والله مخنوقة .. أحتاجك "

,

تحت فُتاتِ صبرٍ بدأ يتناثر , يُفكِّر بعقلانية ولكن قلبه يقف بالمرصاد , يُريد أن يُفكِّر بإتزان ولكن مُسرِف بحُبِّها لدرجةٍ غير قادر على التمييز بين الصح و الخطأ , أمها مسلِمة لا يُمكن أن تفكر بعصيان ربِها عن طريق رؤى ؟ إن كانت وافقت على زواج رؤى إذن الزواج سيكُون صحيح , يحاول أن يواسي قلبه وعقله الغير مصدق بهذا الحديث , كيف يقنع والده ؟ كيف يُخبره بأنَّ مقرن متوفي ؟ رُغم أنه يؤمن بأنَّ مقرن ليس والدها ولكن يُريد أن يكذِّب هذه الحقيقة.
لِمَ الحُب لا يقف في صفِّي ولو لمرَّة ؟ لِمَ يضيق عندما تهفُو نفسي إليه ؟ لِم أنا في كل مرَّةٍ أُحب بها يُقيدني الجميع ؟ سئمت قلبًا ضاع به الحظُ دُون حبْ.

,
مجوَّفـة بحالة من الجنون , تكاد تأكل أصابعها من كثرة تفكيرها , بهالاتٍ سوداء موجعة تُحيط عينيها وشعرُها مبعثَر على كتفيْها , تنظُر للساعة المُزعجة التي تُطلق صوت رنين في كل دقيقة تمُّرها , لا يشغل بالها شيء مُهم ؟ ما يشغل بالها ؟ هل هي تخيَّلت لقاء وليد و تخيَّلت حديثُ والدتها أم لأ ؟ هل هو خيال ولا وجود لوليد في عالمها ؟ و أن هذا محضُ من جنونها ؟ هل والدتها حقيقة أم خيال أيضًا ؟ رُبما أكون وحيدة لا أحد حولي وأنا أتخيل وجودهم ! الساعة تُشير للرابعة عصرًا ؟ هل صليت الظُهر ؟ صليتها أم تخيلت أنني أُصليها ؟ لا لا أنا صليتها ؟ . . . ألتفتت لسجادتها المطوية على السرير ؟ لم أُصلي ؟ . . لاأحد يشعُر بوجعها , حتى الكلمات تعجز عن إيصال رُبع ماتشعُر به من الضياع , أخفضت رأسها وبكتْ بشدَّة , وضعت كفوفها على أُذنيْها من طنينٍ أزعجها , تُريد أن تصرخ ؟ تشك في كُل فعل تفعله ! تشك في نفسها حتى , بدأت أطرافها ترتجفْ . . حالة من التوتر الكبير تُصيبها .. نسيتُ من أنا ! . . . آآآآآه يا أنا.

,

بضحكَـة متقوِّسـة , بفرحة محشوَّة بعينيْها , تضع أطرافُ أصابعها على أقدام ناصِر وتقف عليها لتُقبِّل مابين عينيه : مبارك عليك الشهر
يسحبها لصدره لتسقط أقدامها على الأرض : بك يتبارك شهري
غادة بإبتسامة خجولة , تبتعد قليلا عن صدرِه لترفع عيناها المتلألأة بالدمع له
ناصِر يقترب لتُغمض غادة عينيها , قبَّل عينها اليُسرى وهو يهمس : يا رُوحي
غادة بكلمتِه هذا سقطت حصون أهدابها لينهال دمعها وهي ترمش وبصوتٍ موجع : شفت المُوت
ناصِر يضمُّها بشدَّه و أصابعه تخلخل خصلاتها و ذقنه مُثبِّت على قمة رأسها بين سوادُ شعرها : أشششش لا تطرين المُوت
غادة و تحكي له بالوجع : كنت بعيد حيل كل ماأقرب خطوة تبعد أكثر .. صوتي ماات ماعرفت أصرخ و أناديك , كنت أبي أناديك كنت أبي أضمك كنت أبغى أقولك أني أحبك *شهقت بهذه الكلمة وزاد بُكائها , أردفت بعد ثواني طويلة بصوتٍ غير متزن* ضعت منِّي ... أختفيت .. أنقهرت منهم كانوا يقولون لي عظم الله أجرك .. يالله ياناصر لو تعرف كيف قضيت ليلة البارح !!! بغيت أموت من خوفي ! أنا وش بدونك ؟
صمَت , يخاف الموت كثيرًا يحترم هيبته لدرجة أن ذِكرهُ مُهيب في قلبه لحدٍ كبير
غادة : كوابيس شنيعة قاعد تجيني مع أنَّه زواجنا مابقى عليه شي !! أخاف مايتم .. أخاف يصير شي ويوقفه
ناصر بنبرة هادئة : إن شاء الله خير ! لا تفسرين الحلم الشين , والله يكتب لنا اللي يسِّرنا
غادة تبتعد عن حُضنه مرةً أخرى و وجهها المُحمَّر يُضعف ناصِر , أردفت بنبرة مبحوحة : مهما صار و مهما راح يصير ماراح أختار غيرك زوج و حبيب و أنت كل شيء في حياتي

صحى مفزُوع , صحى متبلل بعرقِه , صحى وكأن حياةً أُخرى بُثَّت في روحه , صحى متوجِع
صدره يهبط بشدة و يرتفع , أنفاسه تُسمَع بشكل مُخيف , بعُقدة حاجبيه يُفكَّر بماذا رأى ؟ غادة ؟ غادة تبكي ؟ رمضان الماضي كان يجمعهم ! , آآآه أشعُر بنارٍ مهوِّلة أسفَل قدمي , أشعُر بحرقانٍ في يسار صدري , أشعُر بأنَّ - أنـا - ضاعت منِّي , أشعُر بغادة.
أنحنى ظهرِه لتسقُط الدمعة المُوجعة لكل رجُلْ , لتسقُط دمعة إشتياقه , تمتم : ياالله
رفع عينِه وفي إذنه يرٌّن " ضعت مني .. أختفيت " لو أنَّ لُقياك بالدُنيـا ليس وقعٌ من جنُون لقابلتُك أسفَل رنَّة القمر الصاخبة و أهمس بين عينيك " من ضاع منِّي هو أنتِ و من ضاع أيضًا هو قلبي الذي كان مع (أنتِ) "

,

دخَل بـو سعُود لقصرِ سلطان : صحِّي الجوهرة بسرعة .. وجلس على الكنبة
عائشة تطرق الباب بتملل من وضعِ الجوهرة الهادىء
سمعت الطرق و باغت الخوفُ قلبها , غير قادِرة على الوقوف .. بنبرةٍ مكسورة : مين ؟
عائشة من خلف الباب : ماما أنتي في يصحى ؟
سؤالها الغبي أجبرها على السكوت فلا طاقة لديها
عائشة : بابا أبدوالرهمان في تهت*تحت*
الجوهرة و صفعةُ قوية و كأن الليمون الحامض يُرَّشُ على جروحها التي لم تلتئم
عائشة : يقول لازم يجي تهت .. يلا بسرئه ماما *بسرعة* . . ونزلت للأسفَل
الجوهرة و آخر ماتوقعته بأنَّ سلطان يُخبره ؟ رُبما يكون تحت معه . . بكَت بضيق من نفسها , بكت الضُعف و الإنكسار , بكت أن لاشيء يستحق الآن بعد هذا !!
وضعت كفَّها على طرفِ الطاولة لتحاول الوقوفْ و إنزلاق قدمها أسقطها بشدة على ظهرها , أطلقت آآآآه موجعة من حافةِ صدرِها , شعرت بنارٍ تحت ظهرها , تُريد الوقوف , تُريد ذراعًا تُمَّدُ إليها كي تستنِد إليها , تُريد . . . . لا يا قلبي إلا هوَ !! إلا هوَ .. لا تُضعفني يالله أمامه أكثر.

.
.
.


أنتهى

مُقتطفْ ملوَّن ( ينظُر بإندهاش مما حدث للتوّ , أخذ نفسًا عميقًا ليُصدق و بفهاوةٍ شديدة توسَّعت محاجره : يعني كيف ؟
قابله بإبتسامة : مبروك يا عريس )
مُقتطف رمادي ( لم يتبقى في القصرِ فردًا , ولم يتبقى في نفسِه ذرَّة إحترام لأيِّ أحد )

الحمدلله أنه نزل ، أعتذر وبشدة على التأخير اللي ماهو بإيدي ، بس ذا شكلي لأني فوَّت أقول " إن شاء الله " بـ ردي اللي حددت فيه الوقت :' ، تعبت والله 3 لابتوبات ولا واحد فيهم ضبط النت فيه ، وعشانكم ركبت شريحة أختي اللي بتذلني عليها شهر قدام :( عشان النت يشتغل فيها و عشان ما أفسِد إحترامي لكم و أتأخر أكثر ، عُذرًا كبيرة مرة ثانية :$

ولحد يقولي البارت قصير *فيس متعقِّد*
تراه 28 صفحة بالوورد عن بارتين ونص بعد :$$
أتمنى ينال إعجابكمْ و يروق لكمْ , و الحمدلله أنّ هذه الأعيُنْ تقرأنيْ جدًا ممنونتكم ()

نلتقي بإذن الكريم - الثلاثاء الجاي -
لاتحرمونِي من صدق دعواتكمْ و جنَّة حضوركمْ.
و لا ننسى أخواننا المسلمين في سُوريــا , كان الله في عونهم و اللهم أرنا في بشارٍ و أعوانه عجائِب قُدرتكْ.

*بحفظ الرحمن.








 
 

 

عرض البوم صور طِيشْ !   رد مع اقتباس
قديم 25-07-12, 02:28 AM   المشاركة رقم: 794
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2010
العضوية: 180672
المشاركات: 39
الجنس أنثى
معدل التقييم: للطفش عنوان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
للطفش عنوان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيشْ ! المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

طيييييش وش سويتي فيناا بهالبااارت صح الحمدالله على السلااامه ورمضاان مباررك والبارت طويل جدا ورائع ومشووق استمتعت وانا اقرااه تسلم هلأناامل وعلى التأخير ياافديتك والله انتي وكرمك الحاتمي ولطفك ومحاولتك ل تنزيل البارت وصدقيني انتي خصوصاا بنعذرك لأننا نعرف احترامك للوقت نشكرك عليه بالنسه للبارت

الجوهره وسلطان
مالت عليك بسس واضح انه حبها وانصفق على وجهه من اللي صار ويارب يجيب تركي ويعلمه الأصول اما جوهره على كل للي صار زين سويتي والباااقي بالطقااق يصير للي يصير انتي تعبتي كثير وطريقه تفكير سلطان انها هي للي تبي وتصيح لأنها كارهته تقهرر اوف منه بس واكيد بيعرف الحقيقه من تركي الجبان خصوصا ان سلطان خبير بالكذابين

ابو سعود
شكل سفره باريس بتتكنسل وضي والله تكسر الخاطر صدق اهلها وش سالفتهم ؟

روؤى
تنرررحم والله ربي يستر ل تطير كل ابراج مخهاا

ام رؤوى
ماظنتي انها امها صدق والله بديت اشك هذي ابد مب تصرفات ام وين الحنيه والرحمه

والمقطع للي فيه احد يبارك ل احد بالزواج معقوله هذي ملكه عزوز ؟؟ او ملكه روؤى ووليد ؟؟ والله مدري حيرتينناا ياطيش

بالنسبه لمهره ويوسف احسن شي ان يوسف كاشفها وعارف كيف تفكر

ريم والله تنرحمين فرحانه وبلأخير بتاخذين ريانوه الشكااك الله يستر وش بيسوي فيك بشكه بس انتي قدها ادبيه


يعطييك العافيه طيش ماقصررتي

 
 

 

عرض البوم صور للطفش عنوان   رد مع اقتباس
قديم 25-07-12, 02:58 AM   المشاركة رقم: 795
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 58888
المشاركات: 138
الجنس أنثى
معدل التقييم: lenaaa عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 39

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lenaaa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طِيشْ ! المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

خطيررر البااارت ممعني تمنيت انه يكون اكثر من كذااا,,,,طماعه ابي اكثر
مشكوووره
رحمت الجوهره حيلل ان شاءالله عمها يكون عون لها مو فرعووون .

بنتظااارك

 
 

 

عرض البوم صور lenaaa   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
. قصص و روايات, لمحت في, للكاتبة طيش!, أبو سعود, ليلاس, معصية, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, مقبرتي, الثغر, العم مقرن, تجسس, حكايات, رتيل و عبير, روايات خليجيه, روايات سعوديه, رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية, روايه مميزة, شرطة, شفتيها, عبدالعزيز, طيش, طيف
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t174470.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط´ط¨ظƒط© ظ„ظٹظ„ط§ط³ ط§ظ„ط«ظ‚ط§ظپظٹط©- ظ„ظ…ط­طھ ظپظٹ ط´ظپطھظٹظ‡ط§ ط·ظٹظپ ظ…ظ‚ط¨ط±طھظٹ .wmv | FunnyCat.TV This thread Refback 18-09-17 01:05 PM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط·ظٹط´ This thread Refback 02-10-16 03:01 PM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط·ظٹط´ This thread Refback 01-10-16 07:16 AM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط·ظٹط´ This thread Refback 28-08-16 07:38 PM
[ظ‚طµط© ظ…ظƒطھظ…ظ„ط©] ظ„ظ…ط­طھ ظپظٹ ط´ظپطھظٹظ‡ط§ ط·ظٹظپ ظ…ظ‚ط¨ط±طھظٹ … - ط¥ظ„ط³طھظˆظ† (ط¢ظٹظˆط§) This thread Refback 27-02-16 04:26 PM
Untitled document This thread Refback 12-02-15 09:34 PM
&#x202b;ط´ط¨ظƒط© ظ„ظٹظ„ط§ط³ ط§ظ„ط«ظ‚ط§ظپظٹط©- ظ„ظ…ط­طھ ظپظٹ ط´ظپطھظٹظ‡ط§ ط·ظٹظپ ظ…ظ‚ط¨ط±طھظٹ .wmv&#x202c;&lrm; - YouTube This thread Refback 20-10-14 09:35 PM
ظ‚طµط© ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ظ„ظ…ط­طھ ظپظٹ ط´ظپطھظٹظ‡ط§ This thread Refback 14-08-14 05:11 PM
ظ‚طµط© ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© ظ„ظ…ط­طھ ظپظٹ ط´ظپطھظٹظ‡ط§ ط·ظٹظپ This thread Refback 05-08-14 09:23 AM
Untitled document This thread Refback 15-07-14 02:20 AM
Untitled document This thread Refback 13-07-14 05:00 AM


الساعة الآن 12:59 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية