الفصل الخامس

توجهت نانسي في اليوم التالي بعد مواعيد العمل الى المدرسة بسيارتها , حيث كان فريق البيسبول يلعب مع عدد من المدراس.
اغتنمت الفتاة هذه الفرصة لترى اخاها يستعرض مواهبه في هذه اللعبة.
اوقف سيارتها بساحة الانتظار ثم توجهت الى صفوف المشاهدين بالاستاد وكانت مزدحمة تماما بجمهور المشجعين لكنها وقفت في ان تهتدي لها الى مكان فوق احد المقاعد الطويلة , صاح احدهم مخاطبا إياها:
- اخوك بطل بحق!.
لوحت نانسي في اتجاه شقيقها واحاطها السيد هانسن الصيدلي الذي تصداف جلوسها بجواره علما بالموقف:
- إنهم في الشوط الثالث للتصويب وفازوا بالهدف الاول بفضل كيب ,إنه هناك في وسط الملعب هل ترينه ؟منتديات ليلاس

فقالت نانسي بكل فخر:
- نعم , في الواقع.
واحرز فريق اخيها هدفين اخرين بينما عزفت الفرقة الموسيقية بالمدرسة الحان النصر. لكن نانسي كانت مستغرقة تماما بحيث لم تسمع تلك الضجة ولا الاحاديث الدائرة في صفوف المشاهدين.
وعندما همس صوت مثير للاضطراب في اذنها بكلمة مساء الخير كاد قلبها ان يتوقف لهول المفاجاة, التفتت مسرعة الى اليسار وكاد انفها يرتطم بأنف فلتشر الذي نجح في ان يتسلل الى مقعد مجاور له.منتديات ليلاس
رمقها بابتسامة دافئة كادت ان تسقط امامها مغشيا عليها , يا إلهي ! كم انها تحب هاتين العينين القاتمتين وذلك العبير الرجولي المتميز.. سألته بعدما التقطت انفاسها .
- ماذا تفعل هنا؟
- جئت لأستمتع بمشاهدة بطلنا , وهذا أمر طبيعي , فهو يقوم بإنجازات مذهلة على الرغم من صغر سنه, لم أكن مخطئا في رأيي فيه.منتديات ليلاس
- حقيقة؟
اصابها قرب فلتشر الشديد منها بحيث استطاعت ان تشم رائحة عطره بالاضطراب وتجاوب جسدها الانثوي بشدة يصعب السيطرة عليها.
- انتما معشر فورست تتمتعان بمميزات لايختلف اثنان عليها , لابد انها سمة عائلية.
- تعتقد ذلك.ريحانة
منتديات ليلاس
كيف يمكنها مقاومة هذا المجاملات التي يهمس بها هذا الشاب المغوي الذي يضغط بفخده ؟ مستحيل , لم يسع نانسي امام ذلك سوى ان تتأمله مبهورة , قال بصوت أجش:
- انظري الى مايجري على أرض الملعب يانانسي.منتديات ليلاس
ثم اضاف وهو يكبح ضحكة رضا:
- إنه دوري الآن لأنظر اليك.
افاقت نانسي اخيرا من احلامها محولة كل اهتمامها نحو المباراة.ريحانة
- ياإلهي كيب هو الذي يحرس المرمى.
- نعم.
صاحت بأعلى صوتها:
- هي! أرهم مهارتك يافورست , اهزم غريمك!.
فقالت فلتشر ضاحكا:
- تتمتعين بذات الحاسة الاسرية.منتديات ليلاس
فقالت معتذرة:
- تأثرت بحماس الآخرين.
وأعلن الحكم النتيجة:
- هدفان لصالح أوكفيل.
وصاح فلتشر مهللا ونهضت نانسي في حماسها تلوح بذراعيها وقال احد المشاهدين متمتما:
- ليس جميلا ان اجلس خلف نانسي إنها غير محتملة , اجلسي حتى استطيع المشاهدة انا الآخر.
املى فلتشر عليها الجلوس وترك يده تتحسس ركبتها .منتديات ليلاس
- امتقع لونك يانانسي , لماذا؟
- إطلاقاً...
اشتد الحماس في اللعب في تلك اللحظة بحيث نسي العاشقان تماما ان يتمازحا , كانت نانسي تتململ بين الحين والآخر لكن فلتشر كان يعيدها الى سكونها بقبضة يده المثيرة للطمانينة لحظة ان ضاعت من الفريق المحلي احدى الفرص الذهبية .

اضطر كيب ان يترك المرمى في حراسة لاعب آخر, لكن عندما عاد كان فلتشر نفسه في قمة الابتهاج بالفريق الذي كان يشجعه بكل قواه.
عندما احرز كيب الهدف الذي حقق الفوز المذهل لفريقه نهض فلتشر واخذ نانسي بين ذراعيه وقبلها بحرارة .منتديات ليلاس
ذهلت الفتاة إزاء ذلك بحيث لم يمكنها ان تفعل شيئا لإيقافه مع علمها ان هذا يجري على مرأى من أوكفيل بأسرها وعندما التفتا نحو الملعب من جديد شبه متعانقين رافعين الإبهام صوب كيب تهئنة له انفجر جمهور المشاهدين المحيط بهما ضاحكا بحرارة.
ابتهجت نانسي اكثر مما اغتاطت مماحدث لأنها رأت ان لفتة الحب هذه تثير فيها الطمانينة, وكانت تلك هي المرة الاولى - لا, المرة الثانية التي جرؤ فلتشر فيها على ان يثبت علنا مدى تمسكه بها.منتديات ليلاس
كانت نانسي تحلم بتكوين اسرة تضم كيب وفلتشر لأنه ألم يكن فلتشر مهتما بشقيقتها بعدما توفيت والدتهما ؟ لذلك وعلى ضوء قدرته وحماسه تصورته نانسي ابا مثاليا لأسرة كبيرة سعيدة تعضده زوجة متفتحة بشة, ألم يحلم هو بذلك قط بالقرب من البركة خلال تلك الاوقات المشمسة التي قضياها هناك؟
رأت الفتاة انها معجزة ان يظل كل منهما متمسكا بالآخر, وأصبحت الآن اقل خوفا من ان تعترف بحبها لهذا الرجل لأن ذلك أصبح امرا طبيعيا.منتديات ليلاس
صاح على الفور:
- وهاقد فزنا! ينبغي ان نحتفل بهذه المناسبة يانانسي , مارأيك في وجبة روسية ممتعة؟
- قوامها الكافيار والمشروبات التي يشتهر بها ذلك ذلك الجزء من العالم ؟
- بالتأكيد , بالإضافة الى طبق كبير من الـ زاكوسكي وهو عبارة عن فاتحات متنوعة للشهية مستوردة من منطقة وسط اوروبا.
- لا يافلتشر سيكون هذا كثير جدا.ريحانة
منتديات ليلاس
- إطلاقا, اصحاب هذا المطعم اصدقاء لأبي, هاجروا من روسيا وفضلوا البقاء في بلادنا عوضا عن اسرائيل كوطن بديل , سوف ترين بنفسك كم انهم ظرفاء.
- وأنت تعرفهم بنفسك؟
- حدث ان ذهبت الى هناك.منتديات ليلاس
- في هذه الحالة..ينبغي ان اعترف بأن هذه الوجبة تسعدني اكثر بكثير من شطائر الطماطم والخيار التي تنتظرنا بالبيت.
- حسنا, الى هناك إذن! ولا يبقى لنا سوى الخروج من هنا بلا إصابات , لا اريد ان تكسر ساقي الاخرى!
- ياحبيبي المسكين ! إنك غاية في الرشاقة على الرغم من الجبس حتى إنني نسيت تماما انك مصاب.ريحانة
- ماذا قلت؟
- متى؟
- الآن , رددي على سمعي ماقلته حالاً...
- لا اذكره.
- وصفتني بأنني حبيبك.منتديات ليلاس
- لابد انها زلة لسان , لم اعد اعلم اين عقلي , لكن إذا كنت تطلب مني قولا محددا, الحقيقة انني اتمسك بك.
- عاد فلتشر الذي كان قد توجه الى المطعم بمفرده للتأكد من انه يعمل معلنا:
- إنه مغلق للأسف.
كان قد صمم على ان تبقى نانسي بداخل السيارة نظرا لماراه من خلو ساحة الانتظار الملحقة بالمطعم الروسي من السيارات تماما ومن الظلام البادي من النوافذ , لابد ان المطعم في عطلة مدة بضعة ايام.منتديات ليلاس
- كان من الواجب ان نتصل تليفونيا قبل ان تأتي , والآن يمكننا الذهاب الى مطعم البيتزا المحلي وإن كان اقل مستوى في الواقع .
- ليكن ذلك , هيا الى ايطاليا.

عاد فلتشر الى مقعده خلف عجلة القيادة ولما انطلق في طريقه الى هناك خاطب صديقته قائلا:
- تذكري انها المرة الاولى التي اصطحبك فيها الى احد المطاعم, من الغريب اننا لم نتصرف قط كعاشقين عاديين, بدت ضفتا بركتنا كافيتين تماما لإرضائنا , هل ترين شيئا غير مناسب في ان يرانا الناس معا؟
- لا خاصة اليوم.ريحانة
- إننا معارضان الى التمادي في ذلك.. ألا يسبب لك ذلك خوفا؟
- لا بل اسخر من مثل هذه الفكرة.
- لأنك لن تبقي في أوكفيل طويلا؟
- لا , ليس لهذا السبب , لوكنا قد احتفظنا بعلاقتنا سرية بعيدا عن عيون الآخرين في وقت مافكان ذلك لاجتناب ثورة والدينا اذا ماعلما بها, لكن من الآن فصاعدا لن اهتم بأي إنسان , وأنت تخاف ان يتحدث احد عنك؟
- إطلاقا.منتديات ليلاس
- مدهش إذن.
عندما دخلا هذا المطعم طوق فلتشر عنق نانسي بذراعه وجالا في قاعة الطعام بانتظارهما بحثا عن مائدة في موقع مناسب , وسط تحية البعض ونداء البعض الآخر, لم يمض وقت طويل حتى تركزت جميع انظار الحاضرين عليهما , قالت نانسي ضاحكة:
- اشعر وكأنني سمكة غريبة في حوض اسماك تابع للبلدية.
- يبدو ان هذا المشهد يسعدك بشدة , اتحبين ان اقبلك بضراوة امامهم كمقابل مناسب لهم عما دفعوه في هذا المكان؟
- لا حاجة بك الى ذلك , لا, هل ترى مائدة مناسبة؟
- لا.
- مارأيك في ان نذهب الى مقصف المحطة ونتناول طبقا من البطاطس المقلية؟
- لابأس , الناس هنا يسببون لي إزعاجا.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
لوح فلتشر الى جمهوره بتحية اخيرة ثم غادر المطعم يضم صديقته بشدة بينما لم تبذل هي ادنى محاولة للابتعاد عنه.
سألته عندما بلغا السيارة:
- متى ينزعون لك الجبس؟
- بعد خمسة عشر يوما من الآن, ظللت بالمستشفى بضعة ايام بعد إجراء العلمية , هذه هي المرحلة الاخيرة من المفروض ان تكون العظام قد التأمت تقريبا , بعد ذلك ينغي ان تجري لي جلسات علاج طبيعي لكن لا يمثل كل ذلك ادنى مشكلة بالنسبة ليّ , فقد خرجت من هذه الحادثة بحالة افضل كثيرا من السيارة الجيب , اما عن السائق فلم يصب حتى بخدش واحد ذلك الرجل المحظوظ!
- ألم يمكنك اختيار سائق اكثر خبرة؟
- لم تقع الحادثة بسبب خطأ من جانبه , انا الذي صممت على الذهاب الى منطقة لا شوراع ممهدة فيها, ونظرا لهطول الامطار بشدة عليها في وقت سابق انزلقت السيارة فوق منحدر موحل .منتديات ليلاس
تساءلت الفتاة وهي تصغي له بانتباه:
- هل سيخبرني بالمزيد؟ اما فلتشر فكان يحدث نفسه في صمت قائلا: لم تطرح علي أية اسئلة , وهذا أفضل وحبي لها يتضاعف لهذا السبب.
توقفت السيارة امام المحطة, من الطبيعي ألا يعتبر مقصف المحطة مكانا مناسبا تدعى اليه المرأة التي يحبها المرء لعدم سمو مستواها بالتأكيد, لكن ذلك المقصف الملحق بمحطة أوكفيل كان استثنائيا وعلى مستوى متميز, هذا فضلا عن ان هذا المطعم يقدم البطاطس المقلية من البطاطس الطازجة والمعدة بأسلوب طبيعي لا إضافات فيه ولا ابتكارات, لكن هيهات هيهات! وجدا المكان مزدحما جدا بل اكثر زحاما من مطعم البيتزا واخيرا تقدمت نانسي بالحل المناسب:
- لماذا لا نشتري مانريده منها ونحمله الى البيت كي نتناوله هناك؟
- فكرة مدهشة.منتديات ليلاس

دخلا بعد نصف ساعة حجرة المعيشة بشقة نانسي إذ لم يجدا صعوبة في ان يقنعا صاحبة المقصف الجميلة بإعداد قرطاسين من البطاطس المقلية مع شريحتين من اللحم المتبل الناضج, قال فلتشر مازحا:
- لحسن الحظ ان المسافة لم تكن طويلة وإلا لماتبقى لدينا قطعة واحدة من البطاطس.
وضعت الفتاة قطعة منها في فمه, ويعلم الله انها لم تعن بها اكثر من معاملة ودية لطيفة ومع ذلك بدت له وكأنها مشهد نادر للإغواء.
تلاقت نظراتهما , قبض فلتشر على المعصم الممتد نحوه وبعدما تناول قطعة البطاطس بفمه طبع قبلات رقيقة على اطراف اصابع الفتاة ثم اخرج لسانه واخذ يلعق اثار الملح من عليها .منتديات ليلاس
خارت قوى الفتاة وصعدت الدماء الى رأسها مثيرة فيها الآف من الرعشات القصيرة القوية , قال فلتشر:
- حسنا ..حسنا جدا.. وعندما تنظرين اليّ اشعر بالاضطراب الشديد.
فقالت نانسي:
- يحسن بنا ان تنتهي من تناول طعامنا قبل ان تبرد الوجبة.ريحانة
- نعم , هذا صحيح.
لكنه لم يبد حركة واحدة , قال بنبرة دافئة جدا :
- احبك.
- اعلم, انك تحبني يافلتشر.
- حبيبتي!
اخذ قرطاس البطاطس من يدها ووضعه فوق المائدة ثم احتوى وجهها بين راحتيه وبعد ان نظر اليها مليا وكأنه يلتهمها بعينيه حول نظرته الى عينيها قائلا:
- قولي ذلك ثانية , رددي على سمعي انك تثقين بحبي .. لأنه حب حقيقي صادق , لم أكف عن حبك قط , ارجوك يانانسي أود أن..
- نعم , اصدقك يافلتشر.منتديات ليلاس
اغمض عينيه ليلتقط انفاسه.
- اشكرك ياحبيبتي .
- ومع ذلك..
فقاطعها قائلا:
- لا ارجوك, لا تبددي فرحتي , أعلم انه لا يزال هناك الكثير لكن لا تحرميني من الاستمتاع بهذه اللحظة.؟
منتديات ليلاس
اقترب منها وشعرت نانسي بفمه في مثل وزن ريشة طائر رقيقة يداعب شفتيها , احتوتها موجة من رغبة عارمة, عذبتها شفتاه برقتهما اللذيذة فمررت يديها على قفا عنقه تداعب تموجات شعره الكثيف وتقربه منها بقدر اكبر فنتزع منها قبلة حارة, سمعت عندما التقت شفاههما تنهدا مكبوتا من حلق فلتشر.
جذبها اقرب اليه حتى تتبين مدى رغبته الملحة فيها , كبحت انفاسها عاودتهما حرارة عناقهما فيما مضى بإلحاح يفوق اي وقت سابق.منتديات ليلاس
لم تصل رغبتهما قط الى هذا الحد في أي إنسان آخر لأن فلتشر وحده هو الذي يعرف كيف يعطيها ذلك الذي تنتظره المرأة من رجلها. ومع ذلك ألم يكن هذا مبكرا جدا ومتأخرا جدا في ذات الوقت؟
- نانسي.
فتحت عينيها وقرأت الاستفسار الذي كانت تنطق به عيناه واجابته:
- نعم , نعم اريدك , مرة واحدة اخرى لكن ليس هنا لأنه من المتوقع ان يعود كيب الآن , هيا بنا الى ضفة بركتنا نتحاب هناك مثل ذي قبل دون ان نفكر في اي شيء , مرة واحدة اخرى.منتديات ليلاس
- مرة واحدة فقط؟ ماالذي تعنينه؟ إنك متمسكة بمرة واحدة فقط وبعد ذلك ترحلين مطمئنة القلب مستريحة الجسد لأنني احبك؟
- وانت يافلتشر ألم ترحل وانت تعلم مدى حبي لك؟
ابتعد عنها وندمت نانسي على انها قد نطقت بمثل هذه الكلمات الجارحة, وارتسم الأسى واضحا على قسمات وجهها.