كاتب الموضوع :
اسطورة !
المنتدى :
القصص المكتمله
((20))
بعد يومين...
كنت ملتزمه غرفتي ببيت ناصر....وأحس أن ذراعي انلوى....جاء لبيت خالي بعد مكالمتنا اللي رفعت ضغطي...وأخذنا
وسط شك الكل...بس قلت نايف تعبان وأبغى أروح أشوفه.....عصب علي خالي ....قالي ليه ماقلتي لي وأنا
أوديك...جايبه الرجال من الرياض...وولده تعبان....حاول خالي يخليه يدخل يتقهوى....بس هو رفض بالمره....ركبنا
السيارة معاه...وحنا ساكتين....مباشرة للمطار...وبعدها لبيته...وما أحد مننا تكلم....بس كنت أشوف الغضب
بعيونه....بس طنشت....سلطان كان يسولف....وأنا مو عنده....كنت رايحه بأفكاري....كنت ابتسم اذا ابتسم...وأضحك اذا
ضحك....وأنا ماتوصلني منه أي كلمه....كنت أحس بغصب عارم....بكل وقاحه بيرد أمي بسهوله....وواثق انها بترد
له....من زين عيشتها معاه؟.....كان ودي أعانده وأجننه....بس تراجعت بسرعه....من تعلقت عيوني بعيون سلطان...لا
ياجازي....عانديه بس من تحت لتحت.....امسكي لسانك...ولاتركبين نفسك الخطأ....وتغلطين غلطة عمرك.....لما
يصير اللي تبغينه وبعدها سوي فيه اللي تبغي....جهزت أغراضنا...ناظرت غرفة سلطان الواسعه....وحسيت بالشوق
الفظيع لها وأنا توني ماطلعت منها.....هالغرفه شهدت جنوني...وطفولتي...وضحكاتي مع سلطان....أحلامي اللي نسجتها
خيط خيط.....أفكاري وانا أخطط حياة سلطان....هنا لعبت وهنا خنقت شهقاتي علشان سلطان مايسمعها....ناظرت
سريري...هنا حلمت بطلال....وحياتي معاه....هنا المكان الوحيد اللي شهد اعترافاتي بحبي المجنون له....هنا على
هالمخده....اللي شبعت من دموعي....وأنا أصيح عليه....رحت لغرفتي اللي نادر ما أنام فيها....وما أدخلها الا علشان
ابدل....أو اذا كنت معصبه...ناظرتها حلوة كثير...بس ماتهنيت فيها...ناظرت سريري الواسع المغري....وضحكت
بأسى...عفت هالوساع كله...وحكرت نفسي بسريري المفرد بغرفة سلطان....احتدت نظراتي...وأنا أسحب جنطتي
الكبيرة....وأبلع غصتي...كل شيء لعيون سلطان يهون....بتحملك ياناصر....يا أكثر من جرحني بهالدنيا....مو
لخاطرك...لا حشا....لخاطر اللي أغلى من عمري....اللي يسوى هالدنيا ومافيها...نزات تحت....سلمت على أمي اللي
قامت تصيح...بس تقول لو أخوك مو مريض ماخليتكم تروحون....وبرجا بس لا تطولون يمه.....ابتسمت بأسى وأنا أكتم
غصتي....بلاك ماتدرين...يا يمه....يمكن تطول روحتنا كثير....وبنتك ماعاد تقدر....بنتك انلوى ذراعها....بس
وربي...انه يحلم بظفرك....لو كلفني عمري....لو أنحرم من شوفتك عمري الباقي كله....بست راس جدتي بقوة...وأنا
أبقى ريحتها تطمن قلبي....بأشتاقلك كثير....كثير....ما أتصور حياتي بدونك أبد....وهي تأثرت....وقعدت تمسح دموعها
بطرف جلالها....وهي تدعي لي.....وبانت تجاعيد وجهها....اللي أحبها.......ناظرت سعاد وهي حامله جود...اللي
تمد لي يدينها....أخذتها ولميتها بحظني....ياليتني أرجع مثلك ياجود.....لاهموم ولاعذاب....ياليتني أرجع صغيره...ما
أفهم من هالدنيا شيء....حضنتها كثير...وأنا أشم فيها ريحة خالي...اللي أهيم فيها....الأبو الوحيد اللي أعترف فيه....ياما
غرت من جود كثير....بس مابينت.....بس لأنه أبوها...كنت أتمناه أبوي أنا.....بس هو غصب عن الكل أبوي....وعمري
ما أعترفت بأبو غيره....سلمت على سعاد بحرارة....وناظرت الباب...وشفته واقف....ركضت له..وارتميت
بحضنه....سالت دموعي بهدوء....مدري ليه احسه مو مصدقني؟....بس ماكلمني ....لأنه يدري لا ضاقت فيني
الوسيعه....بلجأ له....علاقه تربطني كثير....بهالرجال...ارتميت بحضنه الحنوون.....وداعه صعب صعب كثير....كرهت
نفسي...كرهت ضعفي...مالي قدره على فراقكم...مسحت دموعي بخفه....وبعدت عنه وأنا متجنبه أحط عيوني
بعيوونه....وطلعت بسرعه....وأنا مابغى أتكلم.....لانكلمت بتطيح دموعي.....وانفضح....وخالي بيشك....وأنا مابغاه
يتدخل....مابغى الناصر ينقضوون عليه....ايه كنت أخاف عليه منهم.....أنا بنتهم مهما سويت فيهم....بيتحملوني
ويسكتون...أما خالي اذا غلط عليهم....بيودونه ورا الشمس وبدم دافي....وبعد أمووووت....مستحيل أترك أحد يأذي
خالي...لكذا بعدته عنهم كثير....وتسترت عليهم كثير....لان خالي مستحيل يسكت.....وبيقلب الدنيا....وهم ماراح
يسكتون.......أبد...وبيهدمون خالي......وأنا اللي أعرفهم.....طلعت من البيت..وشفته واقف عند الباب...جنب السيارة...
ووجه مكفهر....ومبين الضيق والسرحان بوجهه...ناظرته ببرود...وركبت السيارة ورا....وهو ناظرني بضيق
وقهر....ثواني...وجاء خالي...وهو حاضن كتف سلطان بحنيه...ويضحك ويسولف مع سلطان....اللي ميت
ضحك....صعد سلطان ورا جنبي....وهو دخل راسه:يالله سلمي على ريوم...وطمنيني على اخوك....وعليك بس
توصلون...
هزيت راسي بايه وأنا ماني....قادره انطق بولا حرف....مابغى أنطق...ويطلع صوتي مرتجف...يفرح ناصر...ويهم
خالي علي....وخاصه وأنا أشوفه مهموم وشاك فينا.....سلم على ناصر...وركب السيارة....وحركنا بهدوء....هو يسوق
بصمت....وأنا حذفت الغطا على عيوني.....مابغاه يشوف الحسرة بعيووني....وسلطان يسولف بفرح....وصلنا
المطار...جاه رجال...أخذ مفتاح السيارة...ووصاه ناصرعلى الشغل....شكله موظف عندهم...وودعه وركبنا
الطيارة...سلطان جنب الشباك...وأنا جنبه...وهو ورانا.....وسلطان فرحان ويهذر....وأنا أجاريه وماني عارفه
شيء.....وصلنا الرياض....ولقينا عزيز باستقبالنا....ركبنا السيارة بنفس الصمت....وحتى سلطان حس على دمه
وسكت...عزيز بين فترة وفترة كان يناظر ناصر.....وصلنا البيت ونزلنا....دخلت البيت....وفجاة نطوا نايف ووليد وهو
حاضنيني بفرح.....وسعاده.....همس لي نايف:مادري بشنو اجازيك؟....
بنفس الهمس رديت:أنت أخوي...وامك هي أمي....لا تقول هالكلام....
وليد راح لسلطان المستحي...وهو يضحك...وسلم عليه....ونايف راح....فجأه حسيت بيدي انخلعت....وناصر ماسكني
بقوة...ويجرني معاه.....كنت أبغى أروح أسلم على الباقي.....بس يده جرتني....صرخت بغضب:هييييييه....وجعتني....
اتركني.....
بس ولا كأني أكلم أحد....الكل انهلع....قال جدي بخوف:ناصر اتركها....
قال بغضب لجم الكل:لو ايش ماصار؟....مابغى احد يدخل علينا.....ولا أحد يتدخل....من اليوم ورايح.....لو
اذبحها....بنتي وكيفي....
وفتح المكتب وقفله....وهو يرميني على الكنبه بعنف....طاح غطاي....وناظرته بقهر...وأنا ماسكه يدي اللي أحسها
أنخلعت....قال بعصبيه رعبتني...:أنتي وبعدين معاك.....وبألم...لعنبو دارك...من طلعتي بحياتي وانا الضيق صار
صاحبي.....مابقلبك رحمه أنتي...أبوك أنا مو عدوك....
ما أدري ليه؟....حسيت بالفرحه....من تصريحه أنه يعاني....حسيته ارضى غروري.....تمنيته يذوق من الكأس اللي
ذقناه....يمكن اكون شريرة....ويمكن أكون حقيرة..... وواطيه....بس أنا مجروحه... ومجروحه كثير.....شخصيتي
الغريبه اكبر سبب لعذاباتي....ما اقدر اسامح مثل ريم وامي بسرعه...وما أرضى بالقليل أبد.....الحياة عندي
لونين...أسود وابيض.....والغلط غلط....والصح صح....ما ارضى بالحلول الوسطى....واللي يغلط عمري ما
أسامحه...أو حتى أجامله....مهما كان....لو هي أمي وغلطت ما أسكت عنها.....والاعتذار والندم....كلمتين شاطبتهم من
قاموسي الغريب....دايما عندي قناعه....أن الأعتذار والندم عمره مايجبر اللي انكسر.....كنت اكره اللي يعتذر
ويندم....لأني أحس اللي يقول هالكلمات ضعيف....وطول عمري أكره الضعف....يمكن طبع امي سبب لي
أزمه....وعقده نفسيه دائمه.....ناظرته بأسى وهو يناظرني بحزن......وناصر الحين يصغر نفسه كثير بعيني....كنت
دايما أفخر فيه....بدواخل نفسي....كنت أسمع سوالف الناس عنه....وان المجالس تفز له هيبه....كنت أشوف كره خالي
فهد النابع من عيونه بس ينذكر طاري أبوي....كرهه لي اللي يحاول يخبيه عني...وفشل...لأني بس أشبه ناصر
بطبعي...واذكره فيه....انتقاده الدائم لي...وان الكل معطيني وجه....رغم ان عمره مابين لي....بس مو أنا اللي يتخبى عني
شيء.....تذكرت نظرات فيصل المليانه اعجاب وهو يتكلم عن أبوي....كنت أحس ان خالي فيصل يشوفه كبير....ويحبه
رغم كل شيء....نظرات أمي لسلطان السرحانه....لأنه يشبهه....ارتعادهاا وخوفها وارتجافها اذا عصبت.....تجنبها
لاغضابي بأي طريقه....كنت أحس انها تشوف فيني ناصر....وضعفها الكبير قدامي...ماهو الا ضعفها قدام
ناصر...أدري فيها تحبه...بس لا مستحيل ترجع له....مستحيل....مستحيل أرضى لها الذل والمهانه....مستحيل أسمح
للناس يتشمتون فينا...مستحيل ترجع له وهي اللي عافته....وفضحونا بالمحاكم.....ياليت أمي مارفعت القضيه....من أكثر
الأشياء اللي مضايقتني....وقاهرتني....رفعة امي للقضيه....ياليتها ظاله زعلانه عند اهلها....ومطلقه من دون
مشاكل....بس خالي فهد هو أكيد راعي الفكرة.....زفرت بضيق....ورفعت راسي....وأنا أرمي غطاي جنبي...وأنفض
شعري اللي ضايقني...أحسه مضايقني....لاتهورين ياجازي...القوة مبتنفع معاه أبد...مثل ماهي ماتنفع
معاك....صيري هاديه وبارد....وأضربي أهدافك بهدووء....علشان لاتخربين أحلامك...هذي
فرصتك...وجت لعندك....قال بألم:ما عندك رد يابنت ناصر.....وبانكسار وهو يجلس جنبي..ويمسك
يدي...ويحط عينه بعيوني....أنا أدري اني غلطت يابوك....وغلطي ما ينغفر...بس وربي الشاهد علي...انه من حر
قلبي....أمك بوقفتها بالمحكمه كسرت ظهري....وبحقد..وكلها من سبايب خالك...
قلت بهدوء وصدق:ماينلام....حط نفسك بمكانه....أختك الوحيده تنضرب ليل ونهار...بدون ذنب ولا شيء....وياليتها
توقف على كف كفين....الا ترقيد بالمستشفيات.....وآخر ضربه....كانت بتآخذ روحها...غيبوبه شهر وفوق.....وحالة
ولدها التعبانه....
قال بألم وانكسار دموعه تسيل:والله غصب عني....قلت لها...يابنت الناس...جنبي دربي....بس ماجنبته....ماجنبته أبد...
قلت بألم أكبر ودموعي تسيل لأول مرة قدامه:ولو ولو ياناصر...كانت حامل...حامل...ياقساة قلبك؟....كيف جاك قلب
تضربها وهي حامل؟....وبصراخ...وأنت تعرف أن حملها كان حساس.....أكثر من مرة حذروك أن حملها
حساس...وقلبها وأنت أكثر واحد يعرف انه مايتحمل.....
زاد صياح ناصر بندم....وأنا زفرت بضيق....جلست...وانا أحاول ما أرتكب جريمه....وأهدي حالي....ومنظره رغم كل
شيء هزني....كنت حاسه هالجلسه بتريحني كثير....وفيه بأعرف اللي ما عرفته.....قلت بألم وأنا أمسح وجهي الأحمر
من الغضب:كل ما أشوف سلطان أنفر منك.....ناظرني بألم وعيونه دموعه تسيل....ضربت بقهر على صدري...حسرتي
على شباب أخوي وحاله تذبحني بالحيا...كل ما اشوف احد يضحك عليه....أتمنى الموت ولا اني اشوفه بهالحاله.....
غطى وجهه بيدينه وهو يمنع صوت شهقاته....شفت انكساره...وناظرته بأسى...كان خاطري أروح وأرتمي بحضنه...
وأواسيه....كنت أتمناه يقولي كل الكلام اللي عرفتيه...كذب أنا عمري ماضربت أمك....كل الناس تكذب....كل الأوراق
اللي لقيتهم بالتجوري....وقريتيهم مرة ومرتين وثلاث.....ودموعك والليل المظلم هم اللي يشهدون.....ليالي الوجع
والألم....كنت صغيرة صغيرة كثير....لما اتضحت لي الأمور.....انهرت بالخفا....وقويت حالي بالعلن.....وانهارت كل
مصداقيه لكلام امي..وخالي....بهالأوراق اللي صارت بيدي.......
وعيت من أفكاري على مسكته ليدي بقوة:سامحيني يابوك....واطلبي اللي تبغين....بس سامحيني.....ووالله لأسوي اللي
يرضيك....وأشري رضاك بعمري....وربي لأعوضك عن كل شيء.....
ناظرته بأسى....قلت بألم:أبغى أخوي....
ناظرني باستغراب وصدمه....وكملت بألم:أبغى أخوي صاحي.....مابغاه ناقص عن أي واحد بعمره....هذا مطلبي....نفذه
وأنا ارتمي عن رجلينك....وأنسى كل شيء...أنسى نبذك....وأنسى نظرات الناس....وأنسى كل شيء....
شفته وهو متجمد...لبست غطاي وعدلت لثامي.....وأخذت مفتاح الباب....وفتحت الباب....والكل فز.....ابتسمت
بغصه....أنا أسكر...الباب...وبصوت هادئ...صدم الكل...:أعذروني مامداني الوقت اسلم عليكم....
توجهت لجدي بثقه...وسط صدمة الكل...بست راسه...وهو حضني...وبهمس:وش صار؟...
قلت بنفس الهمس:ماصار الا كل خير....
سلمت على الباقي...ووصلت لأم وليد....اللي ما أخفاني الامتنان بعيونها...ابتسمت بحب لها وسلمت عليها بحرارة...وهي
بحرارة اكبر...نوف حضنتني بقوة....كأنها تشكرني بطريقتها....ريم ناظرتني بهدوء....وأنا ناظرتها ببرود...باستني
بخوف...وابتعدت....وسلمت على الباقي بهدوء....وبنات عمي سلمت عليهن بحرارة....خاصه اني كنت أكلمهن مع ريم
أحيانا....ونتراسل....صحيح علاقتي فيهن مو قويه كثير....بس عرفت شخصية كل وحده منهم....وعلى أكمل
وجه....كنت أشوف نظرات الحماس والفضول بعيون نجد وخلود ودانه...ونظرات شذى الهاديه....علقت عيوني
بعيونها...وهي ارتكبت ونزلتهم....ضحكت بداخلي....ضعيفه وحساسه وجبانه بس حنونه.....قطعني من
أفكاري....صوت نايف الهادئ:جازي....شنو صار؟....
قلت بهدوء:ماصار شيء....شيبغى يصير يعني؟....موضوع بينا وخلص...
قال وليد بدفاشه...وخبال:قسم بالله....توقعت أنك ماتجين يامجنونه...وأبوي يكفر فيك.....ويدخل فيك
سجن.....وبضحكه...أمانه كم مرة تهاشتوا وأنتم جايين؟....
قلت بصدق:ولامرة...
قال بصدمه:كذابه....
صرخ سلطان وهو يضرب كتف وليد اللي جالس جنبه بعنف:هييييييييييييييه....لا تقول كذابه....أنت
كذاب...وبصدق...أصلا جوجو ما تكذب ابد....
ضحكت على شكل وليد...اللي يدلك كتفه بألم......وقلت بضحكه:جاك الجواب....من شيخهم....
قال باستهزاء:ومنهو شيخهم ان شاء الله؟...
قلت بغرور:من غيره....سلطان....
ضحك سلطان بفرح...وهو يجي يجلس جنبي....قال بحماس:اي أنا شيخ الرجال....وجوجو شيخة النسوان....
قطعنا الصوت الهادئ اللي طلع من المجلس:وهذا الصح....وأقص لسان اللي يقول غيره....
الكل تجمد....تعلقت عيوني بعيوونه....وسط صدمة الكل....شفت وجهه الهادئ...ولا كانه اللي قبل شوي....يصيح صياح
البزران....وقفته اللي كلها شموخ وهيبه....ما أتوقع أحد حس بضيق غيري.....كان يرجاني بعيونه...وأنا أرده
بنظراتي....قطع علينا صوت جدي الفرحان:يهبى كل من قال غير هالكلام....نزلت عيوني بألم.....حسيت بقصه
بداخلي...أبي أفرغ اللي بداخلي...كل اللي صار قبل شوي تمثيل....في تمثيل....قمت بسرعه....وقلت بهدوء:وليد نزل
أغراضنا من السيارة...أبغى أبدل....حاسه بتعب.....
قال باعتراض:يووووه,....وانتي ماتملين من النوم....
صرخ أبوي بقل صبر:قم وانت ساكت...أختك تعبانه...وبحنان...روحي يابوك ارتاحي....الحين توصلك اغراضك....
الكل انصدم....ناظرت وليد اللي فاتح فمه,,,,قلت بحنيه:وليد ياقلبي...وربي مافيني حيل الحين....أحس راسي
مصدع...وبكره بسهر معاك للصبح......
ناظرت سلطان بحنيه:فيك نوم؟...
هز لي راسه بلا...ابتسمت له....وناظرت نايف...وبهدوء:نيوف حبيبي....دربالك على سلطان...لا تتركه بروحه....ولا جاه النوم...جيبه عندي....
هز لي راسه وقال:ان شاء الله....
ناظرت سلطان وبسته بخده:تصبح على خير حبيبي....اذا تبغى تنام...أنا فوق بالغرفه اللي نمنا فيها هذيك المره...وقبل لا
تنام...ارمي دشداشتك...والبس البيجامه....أنا راح احطها على السرير....طيب....
قال:طيب.....
لفيت على الكل وانا متجاهله ريم....وبهدوء:يالله تمسون على خير...واعذروني بس تدرون طريق سفر...وأحس حيلي منهد....
الكل مسى علي....قال جدي بحنيه:روحي يابوك ارتاحي...وماعليك....
صعدت لفوق وأنا للحين أتظاهر بالقوة...دخلت الغرفه...نزعت عباتي وغطاي باختناق.....وثواني وانطق الباب...ودخلوا
خدامتين معاهم جنطتي وجنطة سلطان....ناظروني بصدمه واعجاب....عطيتهم نظره قويه...وأهربوا من وجهي....فتحت
جنطة سلطان....طلعت له بجامه....وحطيتها فوق السرير....علشان يشوفها ويلبسها....وماينسى....ما أبغاه ينام بثوبه...
يسويها عادي....أخذت لي بجامه خفيفه....ودخلت اخذت لي شور سريع....حسيت بدموعي اللي تسيل...تحت
الماي...وصوت شهقاتي المكتومه....علا صوتها....طلعت من الحمام...وأنا أنشف نفسي بفوطتي الورديه....بعد ماسكرت
الباب....لبست بيجامتي.....مشطت شعري بسريعه....وطاح على اكتافي وهو مبلل....ناظرت انعكاس صورتي بالمرايه
الكبيره...وحسيت اني كارهه نفسي....اليوم موناصر اللي انكسر...حتى انا انكسرت...مسحت دموعي....وأنا أقوي
نفسي...فتحت قفل الباب....وتركت الغرفه تغرق بالظلام...بعد ماطلعت لي لحاف....كتبت مسج اطمن خالي اننا
وصلنا...وانا نايف بخير"بسم الله عليه"....ثواني واتصل علي بسرعه....حطيته صامت...وأنا أكتم صوت شهقاتي...لا
تتصل ياخالي....ما اقدر أتكلم...أحس اني منهارة....أبغى أبعد عن الكل....اللي صار اليوم...أكبر مني كثير...كتبت مسج
سريع"خالي آسفه...ما اقدر أكلمك...قاعده مع الكل الحين....وما أبغى اكلمك قدامهم...."ثواني ووصلني رده"اذا
كذا...خلاص ياقلبي....بس كنت بتطمن عليك...."
زادت دموعي...على وشو تطمن ياخالي.؟....آخ لو تدري بحال بنتك.؟....ورحت بالنوم...علشان اهرب من هالدنيا...
وبعدها التزمت غرفتي...يومين ماشفت ناصر...أصلا كنت متعمده....ما أبغى أشوفه....للحين أحس انكساره...ودموعه
وشهقاته....خناجر بقلبي....ليه أحب ليه؟...وهو اللي دمر سلطان.....خفت اذا شفته اني راح انكسر اكثر...كنت محتاجه
ابعد شوي....اصفي ذهني...لآول مرة أحس اني ضايعه...أخواني اللي موقفي احسه قوى علاقتنا كثير....وكبرني
بعيونهم....مايفارقون غرفتي.....وام وليد اللي تعاملني حتى احسن من عيالها....والغدا والعشا تصعده لي بنفسها
فوق...أحس بامتنانها الكبير لي....وسلطان فرحان كثير....وبدر فديت قلبه...أخوي الصغير لازق فيني...وكل دقيقه قالي
انتي حلوة....وأخواني صاروا مايطلعون من البيت أبد....وتقربت منهم كثير بهالفترة....ريم يوم واحد وجتني تصيح...
وكسرت خاطري وسامحتها....مهما تسوي تكسر خاطري...ما أقدر أطول بزعلي عليها...وأخواني...سولفت لهم
عن خالي فيصل ...وحبي له...عن أمي...وعن جدتي...طفولتي أنا وسلطان....وهم فرحانين ويضحكون على مواقفنا....
وأعجبوا بشخصيه خالي فيصل....وهو بدورهم سولفولي كل واحد بروحه...وليد وخباله مع المدرسين....نوف وخجلها
اللي تجاوزته...سولفت لي عن البنات اللي معجبين فيها...وقالت لي برجا...لاتقولين لأحد....نصحتها بهدوء تبعد
عنهم...وأن أي شي تقوله لي....وانبنا بينا جسر أسرار وصداقه وأخوه كبيرة....ونايف شكا لي أوجاعه...وحسيت الدنيا
تظلم بوجهي....وقررت قرارات كثير....وخلاص من اليوم ببدأ......ابتدأ وقت الجد....قمت كشخت...ونزلت
تحت...لبنات عمي اللي جايين يشوفوني....من اليوم بيتغير كل شيء....ولازم أمشي خطواتي بثقه....
|