كاتب الموضوع :
الساحره الصغيره
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: اخوات ولكن
الفصل الاخير
هل تعرفون تلك اللحظات التي تتمنون بها لو ان الوقت يتوقف لدقائق لتسبقه وتسرق منه دقائق معدودة
هل جربتم يوما هذا الاحساس الموجع بالتشتت والضياع
هل عشتم يوما هذا الوجع بنقل خبر مزعج لاقرب الاشخاص اليك
وحياتك تكون مُعلقه بلحظات الوصول اليه
وقتها فقط تتمنوا لو بإمكانكم ان تصبحوا خارقين لتُمزقوا حدود الزمن
لو ملكتم تلك العصى السحريه لتزيلوا العوائق من امامكم حتي تصلوا لوجهتكم
وقتها وقتها فقط تُدركون معني الثواني وتعرفون قيمه الدقائق
ولكن بعد فوات الاوان
وقتها لن يُجدي الندم نفعا
وستتمني لو كنت نطقت بكلمه اسف واحده
قبل ان يرحل ويختفي من عالمك
****************
لا يعرف كيف تَحمّل ان يُنهي المكالمه مع عامله الاستقبال في مستشفى الدكتور ايوب التي اخبرته بخطورة وضع السيد حمزة الاسم الحركي الذي يستخدمه حماه لاخفاء حقيقة مرضه عن عائلته ليُسرع بالاتصال بعلي ويطلب منه ملاقاته في الاسفل فهو يعرف جيدا انه لن يتحمل الذهاب بمفرده
لم يستغرق الامر الكثير من الوقت وهو يقف امام فيلا السيد ايوب ليظهر علي بملامحه الخائفه وبشرته الشاحبه ليسأل بتوتر عما حدث
يوسف : اركب يا علي وانا هفهمك كل حاجه في الطريق
علي : ما تقولي في ايه قلقتني
هتف بها علي بحده وهو يفتح الباب المجاور ليُكمل ما ان جلس بجانبه _ وبعدين ايه اللي عرفك ان عمي حسين في غيبوبة
صرخ يوسف دون ان ينتبه لنفسه وهو بالكاد يستطيع ان يتحكم في اعصابه الثائرة
يوسف : انا معرفش حاجه المستشفي اتصلت بيا من شوية وقالولى ان حالته خطيره
وانهم ميعرفوش غير رقمي انا عشان كده اتصله بيا
علي : انت مش بتقول في مستشفي ابويا يعني الكل عارفنا
ركز علي الطريق امامه بصعوبه يقول باعياء ضاغطاً علي جبينه بقوة : مش كتير اللي يعرفه انه حسين سلامه
لم يُفسر الامر لعلي وهو يصف سيارته بسرعه بعدما وصل في وقت قياسي لمستشفى ايوب الخاصة ليقفز بخفه من السيارة قاصداً المستشفي بخطوات واثبه ليلحق به علي بخطوات خفيفه سريعه مكّنته من الوصول الي يوسف وهو يتمتم بالستر
يوسف : لو سمحت عايز اسأل عن حالة الاستاذ حمزه السيد وهو فين بالتحديد
<< حمزه <<
كرر علي الاسم مستنكرا ليأتيهم الرد كالصاعة من عاملة الاستقبال : نبضه وقف للحظات وبيحاولوا يسعفوه
*****************************
" عايزة حاجه يا جيجي >
التفتت حيث كريم بجانبها يجلس خلف عجلة القيادة لتُهديه ابتسامة مُشرقة لم تكن لتظهر له ابدا قبل ان تعرف الحقيقة وقبل ليلة البارحه التي فجّرت بها كل مشاعرها السلبية
" لا يا كريم ربنا يخليك انا هفضل مع البنات لحد ما بابا يجي "
" طيب اتصلي بيا لما تيجي تروحي "
اماءت بالإيجاب وهي تترجل من السيارة مبتسمة برقة بعدما قررت ألا تستعجل الامور وتترك حياتهم تسير كما هو مُقدّر لها دون ان تقفز بتهورها لمراحل متأخرة ولن تزيد الامر على كريم فهو تحمل الكثير من اجلها
اخرجت نسخة مفاتيح منزل والدها التي مازالت محتفظة بها رغم تركها للبيت عمداً وقرار سفرها للخارج وترك كل شيء خلفها
ربما ليوم مضى كانت تستنكر افعالها هذه ولكن اليوم تعرف ان امر احتفاظها بمفاتيح البيت وكل متعلقات والدها امر طبيعي جدا بل يُسعدها كثيرا ، ما ان فتحت الباب حتى وصلها صوت ضحكات اخواتها الخالي من صوت عمر المرح لتتقدم نحوهم بخفه وبروح اخرى هي نفسها تستنكرها ليس بمعني الاستنكار الفعلي ولكنها لم تعتاد عليها
جيلان : "السلام عليكم
" جيـــــــــــــــــحي
" صرخت براء بسعادة وهي تقفز بحماس لتستقبل جيلان بحرارة كما فعلت مع وصال وسما من قبل فهذه هي اطول فتره تتباعد عنهم بتلك الطريقه حتي فرح جيلان فقد كان كارثه بكل المقاييس بالنسبه لها وبالنسبه لاخواتها ايضا فجيلان لم تكن تحتمل يومها
براء : "وحشتيني خالص يا وحشة انت "
جيلان :ههههههههههه بت احترمي نفسك انا اختك الكبيره "
" ههههههههه لا سما هي الكبيره "
قالتها براء بمرح وهي تُخرج لسانها بطفولة محببه لقلبهم بينما جيلان مازالت تحتضنها من الجنب
ريناد : هاهاها كبيره علي نفسك يا حببتي مش علينا
تدخلت ريناد بمشاكستها المعتادة ليأتيها رد سما بدلا من جيلان :انتوا متعرفوش تقعدوا من غير ما تتخنقوا
وصال : وبعدين يا ريناد اتلمي جيحي لسه داخله وهي العروسه لحد بكره وشكلها كانت صاحيه طول الليل ههههههه اصلا
قالتها وصال بخُبث مرح وهي تغمز بتلاعب لجيلان التي اشتعل وجهها خجلاً علي ضحكات وصال التي شاركتها بها سما برحابة صدر ، لو كان هذا الحوار صباح البارحه او قبل يومين لكان رد جيلان سيكون حاد محرج وقاسي ولن يكون ابدا كما هو الان ضحكه خفيفة وابتسامه دافئة وهي تقترب من وصال بخجل لتسلم عليها بسعادة
جيلان : لولا انى وعدت كريم اكون طيبه وكيوت لكنت وريتك شغلك
ارتفعت ضحكات الجميع ليستمر الحوار المرح بينهم بعدما انهت جيلان سلامها علي ريناد بود لتختم الامر بسما وهي تجلس بجانبها لتضع رأسها علي صدرها بحنان
ارتفعت يد سما تضمها باخويه خالصه دون ان يحاول أي منهما ان يستفسر عن السبب بل تقبّل احساس الاخر بأريحيه او ربما لأنهم ادركوا السبب اخيراً انهم اخوات مهما انكروا الامر
مر الوقت سريعاً بين ضحكاتهم وتعليقاتهم المرحه بعدما انضم لهم عمر ظناً منه ان براء وريناد هناك بمفردهم ليُصدم برؤيه الجميع في جلسه اخويه افتقدها هو منذ رحيلهم واحده تلو الاخرى لينتهي الامر به وبوالده الغائب منذ يومين ولا احد منهم يعرف اين هو "
وصال : بابا اتأخر يا بنات ... عمر انت متعرفش هو فين
سألت بقلق وهي تشعر انها تكاد تموت شوقاً لرؤية فرحته بأمر حملها
عمر : لا يا سولي والله ما اعرفش قالي مسافر يوم وراجع قبل الحنه يعني مفروض يكون هنا الصبح بس لسه معرفش هو فين ولا عارف حتي اوصله
قلبت شفتيها بامتعاض فهي لاتريد ان تخبرهم قبل والدها ولم تعد تستطيع صبرا ان تخفي امر طفلها عن اخواتها لتهتف بحنق صفولي "
وصال : يا سلام يعني احتمال ميجيش انهارده اصلا "
عمر : معرفش بس انا بجد قلقان عليه "
ريناد : لا متقلقش يا عمر هو متعود يختفي في الافراح
قالتها بتهكم ساخر وهي تنهض لتسكب لنفسها كوب ماء من فوق الطاوله
راقبت جيلان ملامح وصال القلقة لينقبض قلبها بقلق وهي تحاول تنحينه جانبا لتركز مع حوار عمر ووصال فهذا افضل من افكارها السوداء الذي تغذي عقلها بمصائب كارثية
عمر : ان شاء الله خير متقلقيش وبعدين ليه بتسألي غريبه يعني
وصال : لا مش انا اللي بسأل ده حوسحوس الصغير عايز يطمن على جده
اتسعت ابتسامتها المشرقه لتتحول لضحكه صاخبة وهي تري ملامح اخوتها المستنكره بفرحه اظهرها تألق عيونهم قبل ان تقفز براء فرحه وهي تصرخ بحماس
براء : وصال انت حامل ؟؟ "
وصال : هههههههههههههه لا هأجر عيل من علي اول الشارع
كتمت ضحكتها متأوه من ضربه براء القويه علي كتفها يتبعها حضنها السعيد بالخبر وهي تتمتم بمباركه لها وليوسف لتتبعها ريناد التي مازالت تكح بعدما غصت في الماء من الخبر بينما سما تبتسم بسعاده فهي تعرف بالخبر منذ زمن وملامح وصال الفرحه وسعادتها في نقل الخبر جعلتها تعرف الكثير والكثير
**************************
انطلقا بسرعة على تعليمات عامله الاستقبال التي ارشدتهم لمكان غرفه العمليات يتخبطون بين مشاعر الحزن والاستنكار التي تعصف بهم ليصلهم كريم في الوقت المناسب بعدما تلقي بدوره اتصال من يوسف قبل ان يتحرك ناحيه المستشفي
كريم : اخباره ايه دلوقتي
قال بقلق وهو يلتقط انفاسه بصعوبة بعدما وصل اليهم بسرعه قياسيه دون ان يسأل عن وجهته وهو ينطلق باقصى سرعة للمستشفي ليصعد الي هنا عبر الدرج ما ان علم بمكان غرفه العمليات
اجابه علي بتعب وهو يمسح على وجهه بينما يوسف يسند رأسه للخلف واجما مغلقا عينه بتعب املاً بأن يفتحها على انتهاء الكابوس المزعج الذي يحيط به فهو حتى الان لا يُصدق ان حسين سلامه ممكن ان يرحل هكذا في غمضة عين
مسح على رأسه بارهاق قبل ان يخرج الدكتور ايوب من غرفه العمليات بملامح شاحبه واثار الارهاق تتقاسم الخوف في الظهور جنبا الى جنب مع خوفه الذي يحاول ازاحته ليتمكن من انقاذ صديقه الوحيد
تأمل الشباب امامه قبل ان يقول بأسف : للاسف حسين حالته خطيره وكل مادا ما بتسوء اكتر لازم نقول لولاده ولازم يوافقوا على اجراء العمليه الوقت مش في ايدنا
استقبل الصمت كردا لما قاله قبل ان يهمس يوسف بخفوت تعب : مستحيل هنقولهم ايه
اطرق برأسه للاسفل وهو يضع وجهه بين كفيه ليُكمل علي بألم : هنقولهم ايه يا بابا دي سما ممكن تروح فيها
شد على خصلات شعره بقوه وهو ينحني للامام ليركع مستندا بيده على وركه وهو يتمتم بالاستغفار والستر
نظر للثالث الذي مازال يلتزم الصمت كمبدأ قبل ان يهمس بتوتر وهو يحرك رأسه نفياً : اوعي تقول انك انت عايزني انا اقولهم
اماء بارهاق وهو يضم شفتيه بأسى قبل ان يقول بهدوء : انت افضل حد ينقل الخبر يا كريم .. يوسف زى مانت شايف وعلى انا مضمنش رد فعله
كريم : بس المــ
سكت رغماً عنه وهو يرى انهيار يوسف التام بجانب الحائط وهو يبكي في صمت بينما علي يقف مستنداً على الحائط لا حول له ولا قوة ليتنهد بقوة وهو يتمتم باستغفار ماسحاً على وجهه بتعب قبل ان يقول بخفوت
كريم : انا هجبهم بس لحد هنا مش هقولهم السبب
ايوب : تمام
همّ بإكمال جملته لولا تلك الممرضة التي ظهرت خلفه تقول بقلق
: دكتور ايوب النبض رجع يقل تاني
**************************
علت اصوات الزغاريد في البيت التي نشرتها الخاله سوسن ما ان علمت بالخبر لتعم الفرحة ارجاء البيت وتزداد بخبر جيلان بالبقاء في مصر وإلغاءها لفكره السفر
لتظل ريناد واجمه على اثر هذا الخبر للحظات لا تعرف ما الذي يحدث حولها فسعادة سما تظهر للعيان وجيلان قررت البقاء ووصال حامل حتى براء وافقت على خطبتها من هذا المدعو يحيى والخجل يُرافق ملامحها كلما اتت سيرته وربما ترى قلوب تطير هنا وهناك على رؤوس اخوتها
ما بالهم اليوم هل اصُيبوا بعدوى السعادة ام احساس فرحة العروس الذي لا تشعر به انتقل لها
راقبتهم يضحكون بخفه ويتبادلون التعليقات المرحه لتتهكم ملامحها رغماً عنها لما تشعر بألم في صدرها لما تلك النار المزعجة التي اندلعت ما ان تذكرت سفرها بعد ساعات ... هل جُنّت مثلهم وتريد البقاء ؟
يا الهي أليس هم من قرروا ان يبتعدوا اذا لما عادوا يريدون التجمع من جديد !! صحيح تؤمن بجنون عائلتها ولكن ليس الى هذا الحد
نظرت الى جيلان وكأنها طفله فرحة تستكين بين احضان والدتها والابتسامة تعفو باريحيه على شفتيها لتنتقل بأنظارها الى وصال التي تضحك باستمتاع على مُشاكسة براء وعمر
اختنقت ببكاء مكتوم وهي ترى الفرحة من حولها لتتذكر اخر كلمات قالتها لوالدها
" انا لا اريد ان ابقي هنا انا لا اريد احد منكم حولي انا فقط اريد ان ارحل "
انتشلها من افكارها السوداء بلون ملابسها صوت سوسن وهي تقول بقلق ان كريم في الخارج يريد جيلان
انقبض قلبها بشده لتتبادل النظرات القلقة مع اخواتها قبل ان تنهض جيلان قائله بهدوء كاذب فضحتها به رعشة يديها
جيلان : هروح اشوف هو عايز ايه
عمر : استني يا جيجي هاجي معاكي يمكن مش عايز يدخل لان ميعرفش اني هنا
رحبت بقدوم عمر وهي تدعوا ان يكون الامر هيّن رغم استنكار عقلها من حضور كريم الان
جيلان : ايه يا كريم خير
قالتها من ان ظهرت امامه ليتبعه عمر بترحيب وهو يبتسم ابتسامة قلقة
عمر : ايه يا ابو نسب تعال اتفضل يا راجل هتفضل واقف على الباب كتير
تنفس بقوة وهو ينظر لملامح جيلان القلقه قبل ان يقول بهدوء يُحسد عليه وهو يوجه الحديث لعمر
كريم : عمر اخواتك جوه مش كده
عمر : ايوه كلنا هنا خير
كريم : خير ان شاء الله من فضلك قولهم يجهزوا ويجوا معايا
جيلان : يجوا معاك فين
امسك بيد جيلان ليشدها ناحيته قبل ان يُكمل بنبرته الهادئة : قولهم بسرعه يا عمر لو سمحت
تحرك الاخر بخطوات سريعه ليلتفت الى جيلان بجانبه التي عادت لطبعها النارى المُندفع وهي تصرخ بتوتر
جيلان : كريم قولي فيه ايه وبعدين انت جاي من فين وليه شكلك عمل كده وعينك حمرا ليه
اغلق عينه بارهاق ليتنفس بهدوء منظماً ضربات قلبه قبل ان يجيبها بتعب
كريم : هتعرفي كل حاجه يا جيلان بس دلوقتي حاولي تهدي
جيلان : اهدي ازاي كريم قولي فيه ايه
انقذه ظهور اخواتها بسرعة كما طلب فالامر لم يتطلب سوا من ريناد وبراء ارتداء حجاباتهم الموضوعه بجانبهم لاي ظرف طارق
سما : خير يا كريم فيه ايه عمر قال ان انت عايزنا معاك
كريم : هتعرفوا بعدين دلوقتي خلونا نتحرك بسرعه
لم يدع المجال لهم للمناقشة وهو يقطع الطريق بينه وبين الباب في خطوه قبل ان يستدير ليحثهم على المتابعة
: عمر يلا اتحركوا يا بنات
تَتّبعوه في صمت بينما القلق ينهش كل واحده منهم ويزداد كلما زادت المسافه بعدا عن فيلا والدهم
*******************
انتبهت للطريق بجانبها وهي تسند رأسها على الزجاج بارهاق وكأن الطريق سحب منها طاقتها الايجابيه التي تشحنها طوال الليل وسرق فرحته بخبر طفلها
الهاتف الذي طلبته مغلق او غير متاح <
استقبلت نفس الرسالة التي تسمعها ان هاتفت والدها وهي تتصل على يوسف لتبعد الهاتف عن اذنها وهي تنظر لسما في المرأة الاماميه لسياره عمر بعدما اقترحت سما ان ينفصلا نظرا لعددهم ليوافق كريم على الفكره بمضض قبل ان يتحرك بدوره ناحيه سيارته
حركت سما رأسها نفيا وكأنها فهمت سؤال وصال فعلى ايضا لا يجيب على هاتفه ، نظرت لسياره كريم التي تسبقهم وتحاول شق طريق لكليهما معا
تحاول تكذيب هذا الشعور الموجع بالقلق وانكار صرخات عقلها بأن الشيء الوحيد المشترك بينهم هو .....
رفضت ان تصل بفكرها لهذه النقطه قبل ان تنقل بنظراتها للجهة الجانبيه من الشارع وهي ترى حركة المارة المستمرة حولها
**************************
نهلة : هو فيه ايه ياسين
سألت بقلق خوفاً من ملامح وجهه الشاحبة وقلقاً عليه حتى انها نست غضبها منه وهي تلحق به داعية ان يكون كل شيء بخير
ياسين : عمو حسين في المستشفي
اجابها بسرعه دون ان ينتبه لما تفوه به وهو يتناول جاكت بدلته من الدولاب لتشهق بصدمة وهي تضع يديها على فمها لتكتمها بخوف وحدقتيها تتسعان بذعر
نهلة : وهو كويس
ياسين : لسه مطلعش من أوضه العمليات علي كلمني وقالي دلوقتي
شلتها الصدمة لدقائق قبل ان تجهش في بكاء موجع داعية الا تفقد والدها الثاني فلطالما كان حسين سلامة بمثابة والدها وزاد الامر بعد رحيله ليكون هو والدها قلبا وقالبا
تحرك بسرعة ناحيتها ليضمها بحنان الى صدره وهو يحاول تهدئتها بكلمات مطمئنة يحاول بثها بداخله هو اولا فلحسين سلامة مكانه خاصة لم يصلها احدا من قبل
ياسين : اهدي يا حببتي اهدي وادعيله وان شاء الله هيكون كويس
دفنت نفسها في حضنه اكثر ونحيبها يعلو بوجع ازهق روحه لتهمس من بين دموعها
نهلة : مش هستحمل يحصله حاجه يا ياسين حرام بابا يروح مني للمرة التانية
شد عليها بحنان وهو يقول بألم : ان شاء الله هيكون كويس يلا خلينا نلحق نروح لهم في المستشفى علي قالي ان سما منهاره عشانها يا نونا اتمسكي
مسحت عينها وانفها المحمر من كثرة البكاء لتقول بصوت متقطع
نهلة : هحـ ـ ـ اول واللــ ــ ــ له عــ ــ شــ ـانــ ـ ـها
*********************
اختلفت اصواتهم ما بين بكاء مكتوم بأنين يوجع القلب وشهقات خافته امتزجت مع الحركة السريعة المتشتتة من حولهم التي تحاول ان تجد موضع لخطواتها رغم تعليمات المشفى الصارمة بعدم ازعاج المرضى ولكن هذا الاحصار الذي شن عليهم كبل ايديهم وجعلهم بسكتون بشفقه على حال تلك العائلة الذي تدعو لكبيرها بالشفاء
راقبت بعيون تائهة خطوات الممرضات التي خفت حدتها بعدما كانوا يتحركون كالنمل في كل اتجاه متفرقين هنا وهناك بسبب المريض الذي توقفت نبضات قلبه منذ لحظات واسرع الدكتور ايوب لإعادتها لتتباطئ بشكل مخيف ينذر بالتوقف
اسندت رأسها على الحائط خلفها وهي تريح جفنها الاحمر من كثرة البكاء وتستعيد تلك اللحظات الفرحة التي سبقت قدومها الى هنا لعلها تمدها بأمل ان الله لن يخذلها
انتهبت من شرودها على يد كريم التي حاوطت كتفها برقة لتعود لواقعها المؤلم بابتسامة حزينه استمدتها من خبر حمل وصال الذي ربما يعيد الحياة لعائلتها اضفت القليل من الحياة على ملامحها الشاحبة
اراحت رأسها بتعب على صدره وهي تقول بوجع وبهمس باكي " هلحق اشوفه قبل ما يروح واخليه يسامحني يا كريم تفتكر هلحق اقوله انا اسفه
التمعت عينه بدمع حبيس على حالها منذ ان عرفت بالخبر لحظة قدومهم الى المشفى لتتضح الرؤية امامها ويصح حدثها ليس هي فقط بل جميع اخواتها اصابهم حاله تكذيب للامر حتى هذه اللحظة
*******************************************
ارجعت رأسها للخلف لتسندها على الحائط خلفها حيث تقف في مواجهة غرفة العمليات التي تحتجز والدها بداخلها بعدما توقف نبضه للحظات وعاد للحياة من جديد مهددا بالتوقف بين اللحظة والاخرى
عصف قلبها بقوة وهي تتخيل الحياة من دونه حقا وليس كما تمنت هي ان تهرب بعيدا كيف ستكون
اين ذهبت قوتها اين اختفت احلامها بالهروب اين ذهب صوتها الذي صدح بكل قسوة انها لا تريده كاذبة هي حتى النخاج وتعرف فهي لا تستطيع الاستغناء عنه
بكت في صمت وهي تسمح لدموعها ان تسقط تغسل اثامها في حق والدها
التفتت خلفها لسما التي وضعت يديها على كتفها بحنان لتلقي بنفسها على سما بتعب وهي تشهق بأنين موجع وذكرى ذلك اليوم الكئيب حيث تحدث والدها و اخبرته انها لا تريد العيش معه تقتلها من الوريد للوريد
ريناد : مش عارفه من غيره هنعمل ايه يا سما عايزه اقوله انا اسفه وانى الله مقدرش اعيش من غيره
*************************
تنحب بوجع وهي بين احضان عمر الذي حاول جاهدا تهدئتها وتماسك بشكل يحسد عليه من اجلها هي اولهم قبل ان يكون من اجل البقيه فهو يعرف براء جيدا لن تتحمل خبر ان يصيب والده مكروه فهي منذ ان عرفت بالخبر عند قدومهم لمشفي الدكتور ايوب الخاص وهي تبكي بتلك الطريقه
ربت على ظهرها بهدوء وهو يهم بألم : براء يا حببتي اهدي هيكون كوب اذن الله
دفنت نفسها اكثر بين احضانه ليشد عليه بحنو وهو يسمعها تقول بوجع : خايفة يا عمر خايفه يروح قبل ما اقوله اني اسفه
عمر : استهدي بالله وادعيله وهيكون بخير باذن الله
_ اخباره ايه دلوقتي يا ولاد
اعادها صوت خالها الدافئ للواقع لترفع رأسها بسرعة وهي ترى خالها الحبيب يقف امامها بملامحه الشاحبة لتبتعد عن عمر وهي تلقي بنفسها بتعب على خالها ليلتقطها بخفه وهو يحاول كالجميع تهدئتها
محمود : اهدي يا حببتي هيكون بخير باذن الله
براء : بابا يا خالي هيروح مننا
محمود : اهدي يا خالوا وادعيله وربنا باذن الله هيشفيه
ضمها بحنان الى صدره وهو يربت على كتفها بابويه خالصه بينما عقله يعمل على كل اتجاه فهو كطبيب يعرف ان حالة حسين متأخره كثيرا وانها ليست بخير على الاطلاق ولكن لا شيء بعيد عن الله فهو من يقول له كن فيكون
تنهد بارهاق وهو يمسح على ظهرها بحنان ويهدئها بكلمات مطمئة يحاول ان يصدقها هو اولا
***************************
حالته لم تكن افضل بكثير من حال اخوته ولكن كان عليه ان يبدي تماسك ظاهري حتى يمروا تلك الازمة فمنذ معرفتهم بالخبر عند وصولهم وهما في تشتت وصراع عنيف مع انفسهم ليجد نفسه فجأة اصبح اكبرهم وان عليه ان يصمد لاجلهم فمن بالداخل ليس بالهين كما يدعون من تحجبه عنهم غرفة العمليات حسين سلامة والده الذي يكرهونه بعشق جنوني لم يولد له اسم يعد
انتبه على شهقات براء ليشد عليها في حضنه وهو يتمتم بكلمات خفيفة كتلك التي كان يقولها والده دوما لتسكن قليلا قبل ان تنفنجر من جديد في حضن خالها ما ان اقترب منهم
ميادة : ان شاء الله هيكون كويس يا عمر
انتبه على مياده امامه ليبتسم بتعب وهو يمسد انفه ما بين عينه ليقول بارهاق : ان شاء الله يا رب يشفيه
مياده : ساره عند اهلها سافرت الصبح قولتلها قبل ما نيجي ولما عرفت الخبر وهي من ساعتها بتحاول تتصل بيك موبايلك مغلق
جعد جبينه باستنكار ليحسس على جيبه حيث يستكين هاتفه بوداعه ليخرجه ويتأكد من الامر
عمر: فصل شحن من غير ما اخد بالي
ميادة : عادي هي عذراك ولو عرفت تيجي بكره هتيجي تزور عمو حسين لما يقوم بالسلامة ان شاء الله
عمر : ان شاء الله
مسح على وجهه بتعب فهو لم يتخيل ولو مجرد خيال بسيط حياتهم من دون والده
زفر بضيق ليصله همس مياده الناعم وهي تضع يديها على كتفه برقة لتربت عليه بحنان : متخفش يا عمر هيكون بخير ادعيله انت بس وسيبها على ربنا
عمر : ونعم بالله
***********************************
اسندت جسدها بتعب علي يوسف الذي تماسك من اجلها ما ان لمحها قادمه هي واخوتها بعدما ذهب كريم لاحضارهم ويبدوا انه لم يكن اخبرهم بالامر بعد من نظراتهم التائهه المستنكره لوجودهم في المشفي او ربما المكذبه للامر الذي تثبته كل الادله حولهم ان والدهم هو المعني بالامر
شد عليها بحنان هامسا بتعب : ان شاء الله هيكون كويس يا وصال
وصال : ان شاء الله
قالتها بألم وهي تريح عينها التي ارهقتاه من كثره البكاء علي والدها منذ ان علمت بالامر تنهد بتعب وهو يمسح علي رأسها بحنان ليتمتم بكلمات خفيفه تمس روحها برقة لتهدئ على اثارها قليلا
****************************
حالها لم يكن افضل بكثير من حال زوجها وهي تريح جسدها عليه بارهاق دون ان تتوقف عن البكاء
لا تعرف السبب بالتحديد هل هو خوفا من ان تفقده للابد ام احساس بالذنب لانها لم تطلب منه السماح
مسحت على بطنها برقة وهي تهمس بحنان
_ هيكون كويس علشانا انا عارفه ووثقه من ده يا حبيب ماما حسين سلامة عمره ما هيسبنا
راقبت حزن اخواتها الذي لا يقل عن حزنها شيئا لتبكي في صمت ابتعدت عن يوسف لتتحرك ناحية جيلان التي تنحب بوجع
جلست بجانبها مكان كريم منذ لحظات لتضمها الى صدرها بحنان وهي تحاول لعب دورها الحقيقي كاخت كبرى وتتماسك من اجلهم كما فعلت سما قبلها وهي تتمسك بكلمات يوسف التي انسابت بداخلها بحنان
***************************
راقبت اخواتها بعين تعبه مجهده من كثره البكاء لتنتبه على علي الذي جلس بجانبها ليمسك يدها ويشد عليها برقة وهو يواسيها بهدوء لتريح رأسها على كتفه بارهاق وهي تتابع تصرفات اخواتها من بعيد
_ لو بابا حصله حاجه احنا ممكن نضيع بجد
همست بتعب وهي تتأمل براء الباكية في حضن خالها بينما ريناد وجيلان بجانب بعضهن البعض ووصال تستند على يوسف بتعب لتكمل بارهاق وهي تريح عينها
مش عارفه ازاي كنا بنفكر للحظة واحده ان احنا نسيبه
ابتسمت بألم وهي تكمل حديثها بلا وعي منها وبنبرة حزينه _ لما كنا صغيرين ونتخانق كنا نجري على بابا حتى لما كبرنا كنا برضوا بنجري عليه منعرفش حد غيره كان بيصر على لمتنا غصب عننا او يمكن كنا بنتلكك
ضحكت بوجع لتبدأ بالبكاء مرة وهي تكمل بألم : كل حاجه كنا بنعملها مع بعض وايام امتحانتنا كان يرفض واحده فينا تتعطل وهو اللي كان بيعمل كل حاجه لحد ما وحده وحده تخلص وتساعده
ضمها لصدره بقوة لتندفن رأسها بين تجويف رقبته هامسة بألم : مش هقدر اعيش من غيره يا علي لو حصله حاجه انا ممكن اموت
علي : بس اهدي يا سما اخواتك محتاجنلك انت الكبيرة فيهم متنسيش ده
اماءت بارهاق وهي تمسح على وجهها بتعب لتعود لذاكرتها لكريم عندما اتى يطلبهم مرافقته
انكرت الامر بعناد رغم وضوحه فحسين سلامة هو الرابط الذي يجمعهم
***********************
سناء : لاحول ولا قوة الا بالله انتى متأكده من الخبر يا ايمان
ايمان : ايوه يا فندم واول ما اتأكدت قولت لحضرتك
سناء : خلاص ماشي يا ايمان اتفضلي انتى
ايمان : عايزة حاجه تاني يا فندم
سناء : لا تقدري ترجعي لشغلك
تحركت ايمان بهدوء وحزن على الخبر الذي سمعته من احدى صديقاتها وتأكدت منه بنفسها لتنقله لرب عملها بسرعة فهي تعرف جيدا موضوع حسين سلامة بالنسبة للسيدة سناء امر جل لا يمكن التهاون فيه
ربما يكون حقا خلافات كثيرة بينهم ولكنها تعرف جيدا ان لهذا الرجل معزة غالية ومكانيه مميزة في حياتها
تتبعت بانظارها ايمان حتى اختفت لتظهر ملامحها الشاحبة وهي تخلع قناع القوة عنها لتمسح على وجهها المرهق بتعب وهي لا تصدق الامر لقد قابلته البارحة اتى الى هنا وتحدث معها واوصاها خيرا على عمر
لم تفهم وقتها سبب كل تلك الوصيات فهي لم تعامل يوما عمر الا كمعتز واخوات عمر منذ زمن كانوا بمثابة بناتها صحيح لاتنكر انها كانت على خلاف دائم مع والدهم ولكن الخلاف لم يكن الا مرآة عكست مشاعرها السلبية حزنا على علياء اختها الصغرى وترجمتها هي لكره شديد لحسين سلامة وخصوصا بعدما اختارته علياء بدلا منها لتكمل معه حياتها
ضغطت على صدغها بقوة وتعب وصداع قوي بدأ يطرق ابوابها
فتحت عينها بسرعة وهي تتذكر معتز لتسرع للهاتف وتضرب ارقامه قبل ان تعود في قراراها وهي تلغي الاتصال لتنهض بخفه حامله حقيبتها ونسخة مفاتيحها
تحركت بسرعة لتهتف بحزم لايمان وهي تستعد قوة المرأة الحديدية التي تغلفها راسمه شخصيتها القوية خافيه ملامحها الشاحبة ببراعه تحسد عليها
سناء : خليهم يحضرا العربة بسرعه
اسرعت ايمان تنفذ الامر قبل ان تلقي عقاب من مديرتها هي في غنى عنه
******************
|