كاتب الموضوع :
الساحره الصغيره
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: اخوات ولكن
الفصل الخامس والأربعون
يوسف
هتفت بها بذهول وملامح الصدمة واضحة على وجهها ليبدل إبتسامته الخفية بملامح خالية من أي تعبير وهو يرى صدمة وصال البادية بوضوح على ملامحها
أزيك يا وصال
وصلها صوته الأجش لتحرر مقبض الباب من قبضتها القوية وهي تتنحى جانباً هامسة بخفوت : أنا كويسه
التزم كلاهما الصمت للحظات هو لا يصدق أنه فعلها ويقف أمامها الأن وهي عاجزة عن إستيعاب أن يوسف يقف مقابلها الان ويسألها عن حالها
قطع مسلسل الصمت خالد وهو يقترب منها هاتفاً بمرح : وصال مين على الباب؟؟
نظرت تجاه خالد لتعيد أنظارها ليوسف من جديد ولسانها عاجز عن نطق إسمه فعقلها أبىَ أن يُصدر الامر متيقناً ان الواقف أمامها ليس إلا صورة من وحي خيالها
إبتسم بألم على حماقته فها هو يقف أمامها وهي عاجزة حتى عن نطق اسمه أيّ جنون هذا !!!
خالد : أبو نسب تعالى يا راجل واقف ليه عندك كده ...... وصال اتحركي دخلي يوسف الصالة
قالها وهو يضم يوسف في عناق أخوي ليُشير بعدها إلي صالة صغيره بجانب الباب
وصال : اه صح اتفضل يا يوسف
استنشق قدر أكبر من الهواء وهو يتبعها في هدوء ليدخل خلفها صالة السيدة سميرة التي يغلب عليها الطابع الأثري بذلك الصالون العتيق بلونه الأحمر الداكن وتلك السجادة الفخمة بلونها السكري المموج بالأحمر والتي تعكس روح سيدة سميره
أشارت بهدوء إلى كرسي منفرد ليجلس عليه بدون تعليق لتتحرك هي في الإتجاه الأخر وتجلس على أبعد كرسي لتحتمي به من جنون أفكارها التي جعلت قلبها الأحمق يرقص فرحاً لها
يوسف : أخبارك يا وصال؟؟
وصال : الحمد لله كويسه إنتَ أخبارك إيه
تمالكت أعصابي قبل أن أصرخ بها أشكو لها بؤس حالي أيُّ قلب تمتلكيه صغيرتي يجعلك تجلسين أمامي بكل هذا البرود و أنا من يكاد شوقي يقتلني إليكِ
أيّ حبٍ أحمق تغلغل بشرياني جعلني لا أقوى عن الإبتعاد عنك أيّ سحر أسود القيته عليّ يوم زفاف أختك ساحرتي الصغيره
يوسف : جيت أتكلم معاكي شويه يا وصال وأشوف آخر موضوعنا إيه؟؟
ضمّت يدها إليها وهي تنهض لتقترب من تلك النافذه وتهمس بألم : هنتكلم في إيه يا يوسف
يوسف : هنتكلم في إيه !!
هتف بها بإستنكار وهو ينهض بدوره مقترباً من تلك اللوحه التي تحتل جزء كبير من الحائط في الجهة الأخرى ليتابع بسخرية : لا ابداً مفيش حاجه نتكلم فيها لقيت نفسي فاضي قلت أجي أهذر شويه معاكي
آلمتها نبرة السخرية في صوته كم تريد أن تريحه وتذهب لتلقي بنفسها بين أحضانه وتعتذر عما سبق وتخبره بأمر صغيرها ولكن خوفها اللعين من تكرار الماضي منعها شلّ حركتها جعلها عاجزة عن التقدم خطوة واحده لتتسمر مكانها وهي تسمعه يضيف بألم
يوسف : للدرجة دي يا وصال أنا كنت عايش في وهم إنك بتحبيني للدرجة دي أنا غبي
أغلقت عينها بألم وتلك الدمعه المعلقة برومشها الكثيفة ترفض السقوط متمسكه بأهدابها بقوة لتزيد من عذابها وقلبها يصرخ بألم طالباً الرحمة
يوسف : واضح إنى غِلطت للمرة إبتسم بتهكُم وهو يترك العدد معلق ولم يُتعب عقله في عد المرات التي خذلته فيها وإتّبَع قلبه الأحمق
إستدار متبعداً عن اللوحة ليُقابل ظهرها وخصلات شعرها التي تتحررت في وجوده وكأنها شعرت به وعرفت أن مُنقذها أتى لتُحارب عقدتها الغبية التي تفرضها صاحبتها عليهم وتسقط كشلال الشوكولا على ظهرها
يوسف : مفيش أيّ حاجه عايزة تقوليها يا وصال
أغلق عينه وهو يسب قلبه الأحمق ليتحرك من الغرفة غالقاً الباب خلفه بهدوء إستدارت بسرعه لتهمس بخفوت : يوسف أنااااا.....
نظرت بصدمة أكبر للفراغ الذى خَلّفه يوسف وراء رحيله لتسقط تلك الدمعة التي خارت قواها ولم تقوى على الإمساك أكثر لتغلق عينها بألم وهي تسمح لنفسها بالسقوط على أرضيه الصالة البارده لعلها تُعيد حرارة جسدها
وضعت كفها على فمها لكتم شهقتها التي إرتفعت مع نحيبها الموجع وهي تهتف بوجع : يوسف يوسف أنا آسفه.....
لا تعلم كم مر من الوقت ولم تشعر إلا بذلك الحضن الدافي الذي كان ملاذها في الماضي وهي صغيره تعلقت بحضن والدتها ليرتفع صوت نحيبها لتهتف بلا وعي : ماما قوليله يرجع انا اسفه والله يا ماما انا بحبه
سقطت دموع ليلى وهي تشد على صغيرتها لتهمس بحنان : بس يا حبيبتي إهدي .... إهدي وكل حاجه هتتصلح بإذن الله
************************************
بابا
هتفت بها بذهول وهي تندفع لحضن والدها الذي فتح زراعه ليستقبل صغيرته ومدللته الصغيره
حسين : إزيك يا حبيبتي
براء : أنا كويسه
إبتعدت عنه مشيرةَ له باحترام ليجلس بثقته المعتاده لتجلس بجانبه وهي تسأل بإستغراب : خير يا بابا في حاجه ؟؟!!
حسين : وهو عشان جيت أشوفك يبقى لازم يكون في حاجه
جعدت حاجبها باستنكار لتضيف بأسف : لا آسفه مش قصدي أنا بس .....
رحمها من تكمله الجملة وهو يضحك بخفه ليهتف بحنان : مفيش حاجه يا حبيبتي أنا جايلك عشان طلب وأتمنى توافقي عليه
أعادت خصلات شعرها خلف أذنها وهي تسأل بهدوء :طلب إيه يا بابا
حسين : في واحد طلب إيدك وأنا وافقت وأتمنى إنك توافقي
براء : طلب إيدي إزاي يعني وبعدين أنا لسه مخلصتش كليه
إبتسم بحنان وهو يضيف بمرح : طلب إيدك زي كده هو ههههههه جالي وطلبك مني وأنا وافقت ومتخافيش دي مجرد خطوبة و إنتِ باقيلك سنة وتخلصي والجواز هيكون بعد الكلية
براء : أيوه بس
حسين : يا حبيبتي الولد لو مكنش كويس مكنتش وافقت ودي مجرد خطوبة توقف للحظة ليتابع بعدها بمكر مرح وبعدين ده مش ذنبي ده ذنب ناس رفضت إنها تتكلم من غير ما يكون في سبب
إتسعت حدقة عينها وهي تهتف بذهول : يحيى
ضحك بخفه على ملامح ابنته ليتهف بمرح : آه يحيى ما إحنا طلعنا عارفين الناس أهو
توترت بخجل ليجتاح بياض وجهها حمرة خفيفة معلنه عن خجلها الفطري تصاحبها نبرة خجوله وهي تنهض بسرعه : أنا هقوم أجيب لحضرتك حاجه تشربها
إرتفعت ضحاته وهو يرى هروب صغيرته خجلاً من أمامه لتلمع عينه ببريق خاص لأخرى كانت تهرب خجلاً بنفس الطريقة
عموووووو حسين
صرخت بها ساره وهي تدخل بسرعه للصالة التي يجلس بها حسين سلامه لتُسلم عليه بمرحها المعتاد وبسعادة لم تحاول إخفاؤها لتعكس على ملامحها إبتسامة مشعه ممزوجه بمرحها المعتاد
وأخيراً ظهرت أنا كمان شويه وكنت هنزل أنادي عليك يا ولاد الحلال محدش شاف عمو حسين أبو الواد عمر وحشني وعايزة أسلم عليه ههههههههههههههههههه
تعالت ضحكاته وهو يجاري ساره مزاحها : ياسلام يا بت هتعمليهم عليا إنتِ اللي مختفيه ولا كأني أبوكي اللي رباكي هههه
ساره : شوفت طلعت أبويا أهو أنا كنت عارفه ههههههههه
حسين : هههههههههههههههه إيه تلائيح الجت دى ..... أخبار أبوكي إيه يا ساره
ساره : الحمد لله كويس إنتَ أخبار حضرتك إيه؟؟
حسين : أنا كويس يا حبيبتي وأخبار مامتك وجدتك ؟؟
سارة : ماما بتناضل مع علم الاجتماع هههههه وجدتي بتحارب مع مسلسل تركي بقاله بتاع نص قرن شغال ههههههههه
حسين : هههههههههه إنتِ كده على طول مافيش زرار يوقفك ههههه
ضحكت بصوت مرتفع وهي تستدير لتُقابل مياده التي تقف هناك عند باب الصالة مبتسمه على الجو الأبوي الذي يَضُم كليهما
مياده : أهلاً إزيك يا عمو
إبتسم بدفئ ليكسر حاجز صدمتها قليلا وهو يُقابل يديها في منتصف الطريق ليجيب بحنان : أنا كويس يا بنتي إنتِ أخبارك إيه؟؟
مياده : أنا الحمد لله
( مياده )
كانت ضربات قلبي المرتفعه تعني أنني بخير إذاً أنا بخير يا إلهي أهذا هو نفسه زوج عمتي أهو من تركت العالم لأجله من كادت أن تفقد روحها لأنه تزوج قبلها ثلاث مرات
أهو نفسه من كتبت عنه ما يزيد عن ثلاثون خطاب
إبتسمتُ وأنا أرى مجارته لمزاح ساره المعتاد ........... لكِ كل الحق عمتي أن تغرمى برجلٍ كهذا بل أن تفقدي عمرك لأجله
لمعت عيني بفخر وأنا أراه يضحك بمرح رغم ملامحه المُتعبه علت كلمات سارة
ساره : تعالي يا مياده شوفي أهو خطيبي هههههههه
حسين : ههههههههه بس يا بت متطفشيش معجبيني أهلاً يا بنتي تعالي واقفه عندك ليه
تقدمت بخطوات متردده ليس خجلاً او خوفاً من الجالس هناك ولكن عدم تصديق أنها تقف أمام حسين سلامة أمام فارس عمتها الذي كتبت به مُعلقات شعريه
أشرق وجهي بسعادة وأنا أتقدم من ساره بهدوء فصدمة رؤية حسين سلامة لم تُزَل بعد
هل أستطيع أن أُخبره أنني أعشقه نعم هكذا وبكل بساطه أنا أعشق هذا الرجل أعشقه على عشق مياده له
لا أعرف كم مر من الوقت ولا كيف انتقلنا من حوار لأخر بهذه السلاسة وبتلك الطريقة المرحة ولكن صوت الباب أعادنا لعالمنا ولواقعنا
ده أكيد خالو
قالتها براء وهي تنهض لتفتح الباب بينما ساره تُعلق بمرح : راحت عليك يا حودة خطيبي هنا هههههههههههه
تعالت ضحكات حسين وهو يجاريها مره أُخرى بروح شاب في الخامسة والعشرون
************************************
محمود : أخباركوا يا بنات؟؟
قالها وهو يتجاوز براء ليضع نسخة مفاتيحه على البار ليتبعها بحقيبة جهازه المحمول لتجيبه براء بسعادة لم تحاول إخفاؤها
براء : إحنا كويسين وبابا هنا
إستدار بحده هاتفاً بدهشة : حسين أبوكي هنا؟؟!!!
أماءت بسعادة لتُضيف بفرح : آه جه تقريباً من ساعة عشان يشوفني وقاعد من ساره وميادة في الأوضه
إختفت دهشته لتحل محلها ملامح أُخرى عجزت براء عن ترجمتها ليهتف محمود بنبرة غريبة : طب متصلتيش وقولتيلي ليه كنت جيت بدري
براء : عادي حصل خير
كاد أن يخرج عن سيطرته لينهرها بقسوة قائلاً أنه ليس بالأمر العادي فالرجل الذي كَرّم شقيقته وأعطاها سعادةً لم يتخيلها بالداخل
أن يكون الرجل الذي عشقته ميادة وكاد هو بغباء أن يقضي عليه بالداخل ليس بالأمر العادي
لا يعرف كيف سيكون الاستقبال بعد قراءته لرسائل مياده كم يعض أصابعه ندماً أنه لم يقرؤها قبل أن يرتكب أيّ حماقة في حق هذا الرجل
أشرق وجهه بسعادة وهو يتخطي باب الصالة ليهتف بترحيب حار : والله لو أعرف إنك هنا كنت جيت من بدري
وقف حسين بهدوء راسماً على وجهه إبتسامة دافئة وهو يضم محمود في سلام أبوي حار ربما يكون فرق العمر بينهم ليس بهذا الحد ولكن مشاعر ميادة التي كانت تخبره بها كل يوم جعلته يشعر أن محمود صغيره الضائع
حسين : ولا يهمك يا راجل حصل خير
محمود : أخبارك إيه؟؟
إستدار ليجلس مقابله ليجيب حسين بهدوء وهو يعود للجلوس محله مرة اخرى: كويس الحمد لله
محمود :زعلت لما مشفتكش ساعة لما جيت المستشفي لو أعرف إنك هنا كُنت أجلت الزعل ههههههه
قالها محمود بمرح ليضحك حسين بخفه لتُعلق مياده بقلق وخوف :مستشفي إيه هو حضرتك عيان؟!!
لم يُعلق هو بل البراء التي دخلت بالضيافه هاتفه بذُعر : بعد الشر على بابا أكيد بيزور عمو أيوب هو متعود يزوره
شحبت ملامح حسين لتختفي إبتسامة محمود وهو يسمع رد إبنة أخته ، أرغم حسين نفسه على إبتسامة لا حياة فيها ليجيب بمرح كاذب : أيوه كان بيزور أيوب
جلست جانبه بعدما وضعت الصفيحه المعدنية فوق طاولة الصالون الصغيره حاملة بيدها كأس عصير لوالدها والأخر سلّمته لخالها لتُضيف بعفوية : إتفضل يا بابا بس غريبه عمو أيوب مسألش على ملامحك التعبانة دي
أخفى توتره ببراعة وهي يُضيف بإهتمام : عادي يا براء ده بس عشان الفترة اللي فاتت مرتحناش وخصوصا فرح إخواتك جه ورا بعضه
براء: أيوه صح
لاحقاً نهض حسين بهدوء هاتفاً بعفوية : يلا يا جماعة أمشي أنا بقي عشان متأخرش
محمود : تمشي تروح فين إستني إتعشي معانا
حسن : عشا إيه قلبك أبيض الساعة لسه سبعة المغرب
براء : طب أقعد شويه إتعشا معانا وبعدها إمشي
حسين : مش هينفع يا حبيبتي بجد مش هقدر ورايا مشاوير لازم أعملها
حركت رأسها بتفهم ليرتفع صوت سارة وميادة معاً في سلام دافئ لرجل كلتاهما تعشقه
نهض الجميع ليتحرك حسين برفقة محمود إلى باب الصالة
*************************************
محمود : إنتَ لسه مقولتلهومش يا حسين
إلتفت بحده ليهتف بعجلة من أمره أوعي يا محمود تقولها حاجه أنا مش عايز حد يعرف
محمود : بس...
حسين : دي رغبتي يا محمود محدش يعرف حاجه
محمود : دول ولادك يعني لازم يعرفوا
حسين : ما هو عشان ولادي مش لازم يعرفوا حاجه عايزهم بعيد عن الألم خلي بالك من براء دي وصيتي ليك والولد اللي إتقدملها وإتكلمنا عليه كويس أنا واثق فيه وموافق عليه وهو كمان أخو وصال في الرضاعة زي ما قولتك يعني هيحافظ عليها
محمود : إن شاء الله هتجوزها بنفسك
إبتسم بألم ليُجب بتفاؤل حزين : إن شاء الله سيبها على ربك إنتَ بس
محمود : ونِعَم بالله
حسين : خلي بالك من براء
أماء بخفة ليتحرك حسين مبتعداً عنه ، أغلق الباب خلفه بهدوء ليهمس بخفوت : الله يرحمك يا ميادة كان عندك حق حسين فريد من نوعه
************************************
دفعتها بخشونه مصطنعه وهي تهتف بحق : طب يلا يا فريده إتحركي بقت سبعه ونص ومجبناش حاجه
تعالت ضحكات ريناد وهي تتباطأ زراع صديقتها هاتفه بتأكيد : أيوه يا حبيبتي أنا فريده من نوعي
فطيما : يا ربي أنا إيه اللي عملته في نفسي ده ما أنا كنت مخصماكي و مرتاحه
هتفت بحنق تمثيلي لتضحك ريناد بمرح متناسيه كل المشاكل والتصرفات الحمقاء التي وضعت نفسها بها لتهتف بمرح : إيه أنا عروسة وفرحي بعد بكره يبقى تقعدي ساكته خالص
حركت رأسها بيأس وهي تُعيده للخلف لتهتف بحنق : ريناد إرحميني أولا إنتِ كل الهدوم اللي إشتريتيها للبعثة مافيش حاجه للجهاز خالص
ابتسمت باستفزاز لتجبها بهدوء وهي تحثها على التقدم : ومين قالك ان انا بفكر في جوازي اساسا فيفي الشوبنج ده للبعثة يا قلبي
فطيما : يا سلام وجوزاك اللي بعد بكره
ريناد : ماله
قالتها بهدوء وهي تسيح بانظارها بعيدا عن فطيما لتنظر الى جاكت اسود يعرض ي احد المحلات لتتابع بنفس بالم : انت عارفه ان جوازي بس عشان السفر يعني ملهاش لازمة
حركت نفسها بياس لتهتقف بحنق : انا مش عارفه انت بتفكري ازاي
ابتسمت بسخرية لتضيف بتهكم : ومين قالك اني بفكر سيبك تعالي نشوف الجاكت ده شكله عجبني
اتبعتها في صمت وهي تهتف بحنق : يلا يا اخر صبري
***************************************
كريم : جيلان متعصبينيش
جيلان: وهو أنا جيت جنبك
قالتها ببرود وهي تتجاوزه لتقترب من الدولاب الذي ينافس السرير طولا ويحتل أحد أركان الغرفة بأريحه فارضاً نفسه بقوة يُقَابله سرير من نفس اللون يحتل نصف الغرفه عرضاً وطولاً
كريم : جيلان الهبل ده كان ممكن أعديه قبل الفرح بس مش دلوقتي
تناولت منشفه جديده وهي تجيبه باستفزاز : هبل إيه ياحبيبي ما أنا حلوة أهو هههههه
ختمت جملتها بضحكة مستفزه وهي تتحرك مبتعده عن الدولاب مقتربه من تسريحتها لتطلق العنان لخُصلات شعرها وهي تسحب تلك الربطة الوردية التي كانت تجمعهم في عقدة خلفيه
شدد من قبضة يده في محاولة لضبط نفسه ربما يكون حقاً ضرب الرقم القياسي في الاستفزاز ولكن جيلان أتت وبجداره لتُحطم أرقامه بأخرى عالمية
كريم : جيجي يا قلبي ممكن تسيبي اللي في إيدك وتبصيلي
تنهدت بتعب تمثيلي وهي تضع ربطة شعرها على التسريحة لتستدير وتقابله هاتفه ببرود كاذب : خير يا كوكو إيه الموضوع المهم اللي لازم أسيب شعري عشانه
أغلق عينه بقوة ليتمتم بكلمات تهدي من روعه ليُجيبها ببرود مستفز : خير يا حبيبتي بس أفتكر إنك قلتي من شويه أنا عايزة أسافر بعد أربع أيام
تجاوزته بلا مبالاة لتجلس على السرير خلفها بهدوء هاتفةً بخفوت : أيوه فاكره و فاكره كمان إن ده كان شرطي قبل الجواز فاكر
كريم : جيلان إنتِ قولتي عايزه أسافر وأنا قولت ماشي بس ده مش معناه أن السفر يكون بعد يومين
جيلان : بعد يومين زي بعد شهر في الأخر هسافر يبقى ليه التأخير
كريم : بس فرح أختك بعد يومين
جيلان : so what الحنه بكره والفرح بعد بكره هي نفسها هتسافر بعد الفرح فمافيش مشكله
كريم : وإنتِ قولتي لباباكي
أغلقت عينها بألم أخفته بجداره لتهتف بقسوة : أيوه قولت لبابا قولتله لو إتجوزت كريم هعيش معاه في نيويورك سألته إذا كان موافق
تنفست بصعوبة لتستنشق أكبر قدر من الهواء يساعدها على محو تلك الذكرى السوداء من ذاكرتها نهضت مُقتربه من النافذه لتُتابع بألم : وهو وافق فياريت تخلص الإجراءات انهارده قبل بكرة وبخصوص الحجز متخافش أنا حجزت الطياره
تنفس بصعوبة سامحاً لألمه بالظهور وهو يهتف بنبرة غريبة : وهو ده اللي خلاكي توافقي
لم تُبالي مواجهته لتُضيف بتهكُم واضح في نبرة صوتها وهي تتابع بعينها السواد الذي أمامها : أيوه أومال إنتَ فاكر إيه
إستدارت لتتناول المنشفه الموضوعه على كرسي التسريحه لتُكمل لوحة الألم بأُخرى رسمتها : متخافش يا كوكو إنتَ أخر حد أنا ممكن أختاره بإرادتي
أمسكت بالمنشفة لتختفي خلف باب الحمام ولم تنتبه لتلك الإبتسامة المؤلمة المرسومه على ملامح زوجها
***********************************
إستنشقت أكبر قدر من الهواء وهي تضُم كتفها اليها لتحمي نفسها من نسمات الهواء الخفيفة للربيع وإبتسامة حانيه لتلك النجمات المتألقة في السماء تكسر حدة السواد وتُداري غياب القمر لتلك الليلة أيضاً
أشرق وجهها بسعادة وهي تشعر بيد علي التي تحيط خصرها من الخلف لتميل بجسدها وتستند بحملها عليه ليحمله هو بدلاً عنها بصدره العريض بسعادة
علي : بتفكري فيا ههههههه
حركت رأسها نفيا لتجيب بمكر : لا بفكر في حبيبي هههههههه
ضحكت بخفه وسعادة على ملامح علي المنزعجة لترفع يدها وتقرص خده برقه لتتابع بمرح : بفكر في بابا حبيبي بلاش أفكار سودا هههههههههههه
إبتسم بحنان ليجبها بخبث مماثل :وأنا قولت حاجه إنتِ قولتي بفكر في حبيبي فإستغربت إنك بتفكري فيا وبتقولي لا
إرتفعت ضحكتها بمرح لتقل تدريجيا وهي تهتف بقلق : بجد ياعلي أنا بفكر في بابا شكله مش عاجباني يوم ما جالي هنا قبل فرح جيلان ويوم الفرح كان شكله عيان
علي : أنا كمان شكله مكنش عاجبني أوي أوعدك أقول لبابا ياخده ويكشف عليه محدش هيقدر على أبوكي غير أبويا
حركت رأسها نفيا لتهتف بسخرية : أبويا وأنا عرفاه عنيد ومش هيسمع الكلام
ضحك بخفه وهو يهتف بمرح : إنتِ هتقوليلي ده عمي من زمان هههههه
شاركته الضحك بخفه لتبتعد عنه وهي تسأل بإستنكار : إنتَ خارج دلوقتي
إبتعد بدوره وهو يُعدل قليلاً ملابسه ليُجيب بهدوء : آه هخرج يوسف صوته معجبنيش شكل أُختك لسه بتجرب فيه جنان العيلة بتاعتكوا ههههههههه
ضحكت بخفه وهي تلكمه برقة على كتفه لتصاحبها بدلال : أنا مش مجنونة على فكرة
علي : لا لا لا أنا قولت مجنونه إنتِ اللي قولتي هههههههه يلا أنا ماشي عايزه حاجه
سما : لا يا حبيبي سلملي على يوسف أنا عارفه إن أختي مجنونة وغبيه كمان
حرك رأسه بيأس وهو يهتف بهدوء : ربنا يهديهم يلا سلام يا حبيبتي
شيّعته بإبتسامه حانيه لتلمع عينها بدفئ وهي تعود لنافذتها ونجماتها ، إتسعت إبتسامتها ليشرق وجهها بسعادة وهي تتذكر طريقة علي الراقيه لمصالحتها
*****************************************
أغلقت باب غرفتها خلفها لتتحرك في إتجاه الدولاب فجسدها يصرخ بؤساً وبحاجه ماسه إلى حمام ساجن يعيد به نشاطه بعد يوم مُتعب ولف لساعات طوال مع أخواتها
تناولت المنشفه لتدخل الحمام ولم تَعرِ أدنى إنتباه إلى تلك الجلبة التي يُحدثها علي في الخارج فليفعل ما يشاء طالما هو بعيد عنها
صرخ بها عقلها بقسوة وهي تتقدم في اتجاه الحمام ليصرخ قلبها بحنق توقفي عن تعذيبه أيتها الحمقاء تجاهلت صراخات قلبها وهي تُغلق باب الحمام خلفها
لاحقاً خرجت من الحمام وهي ترتدي رداء الحمام وردي اللون وتُنَشف شعرها بمنشفه تُماثله اللون أبعدت المنشف عن وجهها لتقع أنظارها على فستان يخطف الأنفاس بجماله رغم بساطته
تركت المنشفه لتسقط على الارض لتحمل الفستان برقه بيد والأخرى تمسك بها تلك الورقة البيضاء التي كَتب عليها علي بخط يده
<< إرتديني من فضلك فأنا لا صاحب لي ومن فضلك أسرعي فهناك أمير في إنتظارك بالخارج <<
إبتسمت برقه لتضع الورقه على السرير لتهم بإرتداء الفستان وكلمات نهلة تتردد في ذاكرتها إبدأي حياة جديدة يا سما سامحي نفسك عشان تقدري تسامحي غيرك
إبتسمت برضا لإنعكاس صورتها في المرآه وهي تترك الحرية لشعرها لينساب بأريحيه على ظهرها ختمت تألقها الساحر بعطرها المفضل لتتحرك تجاه الباب
تنفست بهدوء وهي تحث نفسها على التقدم يلا يا سما انتو الاتنين غلطوا فى حق بعض ومحتاجين فرصة لو مش عشانه عشان بابا
فتحت باب الغرفة بخفه ليصدح صوت مغنيها المفضل من جهاز علي المحمول لتبتسم برقه وهي تقترب منه بفستانها الهري لونها المفضل وطلتها الساحره
اكتفي بمد يده بباقة ورد حمراء لتمسك بها بهدوء وكأنها كانت تنتظرها منذ زمن إقترب منها أكثر لينحني قليلاً هامساً بصوته الأجش : أنا آسف يا سما
أغلقت عينها لتخفي سعادتها وهي تحاول جاهده السيطرة على ضربات قلبها المرتفعه لتهمس بخجل فطري وأنا كمان آسفه
إنسابت الكلمات بهدوء بينهم ليتمايلا معاً على أنغام الأغنية وهمسات علي العاشقه تتسلسل بسهولة لداخلها لتُغلف قلبها الغض بمشاعر جديده عليها مشاعر لم تعرفها مسبقا لم تعشها يوماً مشاعر من أجلها حافظت على قلبها بعيداً عن أعين الغازين
إستكانت برأسها على صدره لتكمل الرقصة بهدوء وهي تغلق عينها في سعادة ربما صديقتها على حق هي لم تعرف للحب طريق وها هو حُب حياتها يقف أمامها لِمَ العناد إذاً إستنشقت رائحته المُنعشه لتهمس بعدها برقه
سما : شكراً على الورد على فكره
علي : العفو على فكرة بس طلع الورد بيعمل شغل
هتف بها ضاحكاً لتلكمه بخفه على كتفه وهي تضحك رخم ملكش في الرومانسه هههههههههه
علي : لا ماليش .... معرفش هى عاملة ازاى بس شوفي يا بنتي إحتياطي إنقعي الرز هههههههههههه
إرتفعت ضحكتها عاليه وهي تميل بظهرها للخلف ليُحيط خصرها بقوة وهو يشاركها ضحكتها بأخرى أكثر سعادة وفرح
تنحنح وهو يعيدها إلي صدره ليهمس بخفوت : بَحبِك
********************************************
أخرجها صوت هاتفها رغماً عنها من تلك الحالة لتتحرك بعيداً عن نافذتها مقتربه من هاتفها المستكين فوق طاولة مستديره تتوسط صالة شقتها
إبتسمت بمرح لإسم وصال المكتوب على شاشة هاتفها لتُجيبها بسعادة : أخبار أختي الهبلة اللي مطلعة عين جوزها ههههههههههه
إختفت ملامحها المرحة وصوت وصال الباكي يصل إليها لينحر روحها : سما أنا محتجالك أوي
سما : وصال حبيبتي في إيه .... إهدى بس يا قلبي متنسيش البيبي أنا ربع ساعة مسافة السكة وأكون عندك
*************************************************
علي : مالك بقي يا يوسف من ساعة موصلت وإنتَ حالتك غريبة كده
يوسف : قولتلك ماليش أنا كويس أهو
لم يكد ينتهي من جملته حتى ظهر ياسين بملامح غاضبه ليلقي نفسه بإهمال جانب علي
إستدار علي إلى الأخير الذي إنضم الى الجلسة منذ لحظات بملامح متهكمه ليسأل بقلق : وإنتَ كمان مالك
ياسين : إتخانِقت مع نهلة وسِبت البيت وجيت
ضحك علي بخفه وهو يسأل بصورة إعتياديه : برضوا موضوع بيت أهلها
أغلق ياسين عينه بحنق وهي يتمتم بكلمات غير واضحة ليضحك يوسف بخفه
علي : وإنتِ بتضحك علي إيه إنتَ كمان
يوسف : ههههههههههه مافيش بس مبسوط شويه هههههه
علي : يا رب هتجنوني
مساء الخير يا شباب
هتف بها كريم الذي إنضم الى جلسة علي ويوسف ليجلس بجانب يوسف بطريقة إعتاد عليها في الأيام الماضيه فمنذ قدومه إلى مصر وبالتحديد منذ إرتباطه بجيلان وهو أصبح الضلع الرابع في مربع الصداقة
يوسف : طب أنا ومتجوز بقالي سنه ومراتي إتهبلت تقريبا ههههههههه والأستاذ متخانق مع المجنونة بتاعتوا وجه
قالها بسخرية وهو يشير إلى ياسين ليُتابع بنفس السخرية وهو يُشير إلى علي
والأخ المبُتسم ده واضح إن مراته هي العاقله الوحيده إنتَ بقى هنا بتعمل إيه هههههههههههههههه يا راجل ده إنتَ مكملتش 3 أيام
إرتفعت ضحكات كريم عالياً ليُضف بسُخرية مشابهه : لا أبداً بس متنساش أنا متجوز جيلان ههههههه يعني اليوم بعشر سنين جواز
إرتفعت ضحكات الجميع ليُعلق علي ساخراً : أنا عارف إيه اللي رماك على المُر هههههههههههه
يوسف : بس صدقوني أنا فاضلي تكه وأقتل صال فلو في حد مستلف منها فلوس يلحق يحاسبها ههههههههههههههه
إرتفعت ضحكات ياسين ليُشاركه كريم بسخرية بينما علي إكتفى بإبتسامه مؤلمه على حال صديقه فهو على يقين أن يوسف في تلك اللحظة يُصارع ألماً بداخله لكن لطالما كان يوسف الأقرب شبهاً لحسين سلامة يضحك من الخارج بينما يعني ألماً لا يُقَدّر بداخله
علي : يوسف تعالى معايا ياراجل نجيب حاجه ع السريع وإنتَ يلا منك ليه خليكوا هنا مسافه السكة مش هنطول
أماء ياسين بضيق ليُعلق كريم بهدوء : ماشي بس إعملوا حسابي إوعوا تنسو
علي : حاضر
تحرك علي مبتعداً ليهتف بحزم : ممكن تبطل هزار وتقولي مالك
تحولت ملامح يوسف من مبتسمة إلى أُخرى حزينه ليهتف في ألم : أنا قررت أطلق وصال
علي : ااااااااااااااااايه
******************************************************
ألقت الهاتف بجانبها وهي تضُم رجلها إليها لتنحب بوجع لا تعرف كم مر على حالتها أو كم مر على رحيل يوسف ولكن الشيء الوحيد الذي تعرفه أنها خسرت بغباءها حُبها الوحيد
أسندت رأسها على ركبتيها لتُتابع بُكائِها بألم وهي تمسح بيدها اليمني على بطنها
عرفت بدخول والدتها من تلك الرائحة التي سبقتها معلنةً عنها ، بقيت على وضعها لتجلس والدتها بجانبها في صمت
ليلى : إنتِ في الشهر الكام يا وصال
همست بها ليلى بخفوت وهي تنظر إلى نقطة وهمية في الحائط أمامها لتُجيبها بهمس دون أن ترفع رأسها مستمره في بكاء خافت : فاضل أسبوعين وأدخل التاني
حركت رأسها في ألم لتسأل من جديد : ويوسف جوزك ميعرفش
أماءت بألم من بين دموعها لتغلق ليلى عينها بقوة وقلبها يأن ألماً على منظر صغيرتها
إقتربت أكثر لتجذبها إليها لترمي وصال بحملها في حضن والدتها وصوت نحيبها يعلو ليزيد وجع والدتها
ليلي : ليه يا قلبي عملتي كده
شهقت بقوة لتجيب بألم : لأني خايفه لأنى مش عايزة يوسف يسيبني زي ما بابا سابك توقفت للحظة بسبب شقاتها المرتفعه لتتابع بعدها من بين شهقاتها لأنى مش عايزة إبني او بنتي يبعدو عني مش عايزه أبعد عن يوسف يا ماما نحبت بوجع أشد وهي تضم والدتها إليها أكثر
مالت برأسها للخلف وهي تبكي في صمت لتشد على حُضن صغيرتها أكثر في هدوء إن كان رؤية عذاب صغيرتها مؤلم فإعترافها الأخير أكثر ألماً
مسحت على رأسها هامسةً بحنان : ومين قال إن يوسف هيبعد عنك مين قال إنه هيسيبك
دست رأسها أكثر في حُضن والدتها وهي تُضيف بألم : لأن بابا سابك لما عرف إنك حامل
حركت ليلى رأسها نفياً وهي تُبعد وصال عن حُضنها لتمسك بوجهها : لا يا وصال أنا لما سبت باباكي مكنش يعرف حاجه عنك أنا نفسي مكنتش أعرف
وصال : بس
إبتسمت ليلى بألم وهي تمسح وجه صغيرتها التي أصبحت حقاً كما يقولون نسخه مصغره منها بزُرقة عينها وصفاءُها لتهمس بحنان : لا يا قلبي أنا كُنت حاجه وإنتِ حاجه أنا عارفة إني غِلطت بس أنا كُنت غير عنك باباكي مكنش يعرف أصلا إني حامل
أبعدت وجهها عن يد والدتها لتسأل بإستنكار : أومال إيه؟؟!!!
أغلقت ليلى عينها بألم لتسرد لها القصة بأكملها منذ تلك الليلة التي رأت بها كمال حتى وقت إنفصالها عن حسين برضى الطرفين
ليلى : ساعتها مكنتش قادره أعيش معاه 3 شهور وأنا بفكر في كمال وأول ما قال ننفصل وافقت لأن مكانش ينفع أظلمه أكتر من كده
حركت وصال رأسها نفياً بعدم تصديق وهي تسأل بشك : يعني بابا مكانش يعرف
ليلى : لا يا حبيبتي مكانش يعرف
أغلقت وصال عينها بألم لتُتابع ليلى بثقة : وصال أنا كنت في حياة باباكي واحدة مجرد زوجه أنا لقيت حياتي لما رجعت لحسين أنا عارفه إني غِلطت بس لو رجع بيا الزمن هغلط نفس الغلطة عشان أبقى مع كمال
لمعت زُرقه عينها بطريقة ساحرة وهي تتذكر زوجها الحنون لتضع يديها فوق يد إبنتها لتُضيف بتأكيد : بلاش تخسري كل حاجه بسبب خوف ملهوش وجود
همّت بالتعليق و السؤال لتدخل مي بسرعه وهي تقول بهدوء : ماما سما أخت وصال بره
سما جت
هتفت بها وصال بخفه لتنهض بسرعه من فوق السرير لترتمي بأحضان أختها الكُبرى وصديقتها ووالدتها الصغيرة حتى وإن أنكرت هذا فدوماً سما كانت بمثابة الأم للجميع في بيت والدها
********************************
نظرت بقسوة إلى إنعكاس صورتها في المرآة تملك ملامح والدها كما تملك إبتسامته إبتسمت رغماً عنها لتُمحى إبتسامتها بسهولة عندما يصل تفكيرها إلى تلك النقطة.... والدها
إستنشقت بقوة وهي تمسك بأحد أقلام الكُحل من أمامها لترسم عينها متجاهله ابتسامة في حفل عقد قرانها تحتل تفكيرها
تركت قلم الحكل بهدوء لتبتعد عن المرآة برشاقة وهي تهتف بداخلها : خلاص يا جيلان هو مش عايزك يعني إنتِ صح
إرتفع صوت الباب وهي تُرتِب ببساطه غرفتها لتسمح للطارق بالخول وهي تُنادي بثقة : تعالي يا مريتا ادخلى
فُتِحَ الباب ليسبق الطارق عطر أنثوي يعكس غرور وثقة ليخبرها أنها أخطأت فالطارق ليس إلا والدتها
جيهان : ينفع أدخل أنا
جيلان : أكيد طبعاً تعالي إتفضلي يا ماما
جيهان : كريم نِزل وإنتِ إتأخرتي فوق طلعت أشوفك
لا عادي أنا كُنت بستحمي وخلصت
قالتها بهدوء وهي تسحب حقيبة سفر كبيرة من جانب الدولاب لتهم بوضع ملابسها بداخلها
بتعملي إيه يا جيجي
هتفت بها جيهان وهي تجلس على طرف السرير لتُجيبها جيلان بسخرية : بلم الهدوم يا ماما
جيهان : أنا واخده بالي إنك بتلمي الهدوم يا حبيبة ماما بس ليه يا قلبي اللي أعرفه إنك رفضتي شهر العسل زي ما رفضتي حاجات كتير عرضها كريم
جيلان : أيوه بس إحنا مش مسافرين شهر عسل إحنا هنسافر عشان نستقر في نيويورك مش برضوا البلد اللي كنتوا عايشين فيها نيويورك
شحب وجه جيهان بقوة وهي تري صغيرتها تتابع إعداد حقيبتها لتسأل بشك : هتعيشوا برا ومين اللي قال كده
جيلان : أنا
قالتها بثقة وهي تبتعد من جديد لتحضر باقي أغراضها من الدولاب لتتابع بهدوء
أنا اللي قولت هو بابا مقاليكيش لما قالك على موافقتى إن أنا إتفقت معاه لو إتجوزت كريم شرطي أعيش برا مصر
أغلقت جيهان عينها بألم لتهتف بحزن : لا مقاليش
قلبت شفتها بإستياء وهمي لتُضيف بسخرية كاذبه : طب أديني قولتلك
جيلان : إخواتي مش مشكله أنا مفرقش معاهم أوي
إبتسم بتهكم لتُضيف بألم : أما بابا أنا مفرقش معاه أصلاً لا زمان قبل ما إتولدت ولا قبل فرحي ولا هفرق معاه دلوقتي
وضعت أخر قطعه من ملابسها في الحقيبة لتُغلقها بقهر غاضبه من تلك الحقيقة فها فهو والدها يتركها للمرة الثالثة
نهضت جيلان بصدمة من إعتراف إبنتها لتمسك بيديها هي تهتف بشجاع تهاب رد فعلها : بس باباكي مكانش يعرف يا جيجي باباكي مكنش يعرف بوجدوك أصلاً لحد ما كمّلتي تسع سنين
إستدارت لتُقابل والدتها وهي تهتف بحده : اييييييييييه
*****************************************
سما : إنتِ مجنونة يا وصال يا حبيبتي
هتفت بها سما بحنق بعدما إنتهت وصال من سرد ما حدث معها لتبتعد عن النافذه وتجلس على السرير بجانب وصال لتتابع بهدوء : أنا مش مصدقة إنتِ تعملي كده
أشاحت بأنظارها بعيداً وهي تمسح بباطن يديها دموعها لتهمس بألم : سما إفهميني أنا كنت خايفه كنت خايفه من كل حاجه
تبدلت ملامح سما لتمسك بيد وصال وهي تُضيف بهدوء : يا وصال يا حبيبتي ليكِ حق تخافي لو متعرفيش مشاعر يوسف بس إنتِ عارفه إن يوسف بيحبك مش من سنة ولا اتنين ده بقاله سنين
التزمت الصمت لتقترب سما وتضمها في عناق أخوي هي تمسح على ظهرها بحنان لتهمس بتفهم : يوسف يستاهل يا حبيبتي إنك تعملي كل حاجه عشانه مش بس إنك تقوليله إنك بتحبيه إنتِ أكتر حد يعرف يوسف ويعرف أد إيه هو بيحبك
شدت من عناقها لوصال لتهتف بمرح : وبعدين إنتِ بس لو قلتيله على حبيب خالته اللي هيشرف قريب هو هينسى كل هبلك ههههههه
إبتعدت وصال عن سما وهي تهتف بشك : بجد يا سما ممكن يسامحني
سما : أيوه ممكن بس لو عرف إنك بتحبيه إنه مش مجرد عدد زايد في حياتك إنه كل حاجه مش بس حاجه واحده
تنهدت وصال بتعب وهي تمسح دموعها التي تأبي أن تنصاع لأوامرها وتتوقف لتهتف بألم : بس أنا جرحته أوي وأكيد مش هيسامحني
سما : يوسف بيحبك وهيسمحك لو مكانش بيحبك مكانش ضغط على نفسه وجه يكلمك مع إنك إنتِ اللي مفروض تبدأي
من جديد إلتزمت الصمت لتُتابع سما : إثبتي ليوسف إنك تستحقي حبه يا غبيه وبطلي التخلف ده بدل ما أضربك
***********************************
نظرت برضى لإنعكاس صورتها في المرآة ولحجابها الأزرق العاكس للون عينها بسهولة لتُكمل الأناقة بذلك الحذاء المنخفض تقريباً وهي تحمل حقيبتها لتخرج من الغرفة
مي :إيه ده يا سوسو رايحه فين بدري كده
وصال : بدري من عمرك الساعة 12 الضهر ورايا مشوار وبعدها هطلع على بتنا عشان خاطر الحنه اللي قولتلك عليها بتاعت ريناد
مي : آه صح خلاص تمام أنا هبقى أجي مع ندا بالليل سلميلي على اخواتك
وصال : يوصل سلام
تحركت لتخرج من الشقه لتغلق الباب خلفها وهي تمتم بدعاء الخروج من المنزل كعادتها هي واخوتها وكعادة والدها ايضا
إبتسمت بحنان لصورة والدها التي سيطرت على عقلها لتُخرج هاتفها وتضغط أرقام والدها
إنتظرت للحظة ليصلها صوت المسجل لشركة الإتصالات أن الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح
أبعدت الهاتف عن أذنها بإستنكار وهي تَهم بفتح باب سيارتها لتندث خلف عجلة القيادة لتُعيد الإتصال مرة أخرى لتصلها نفس الرسالة الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح
شغلت المحرك لتتحرك بعيداً عن البناية وهي تُتمتم بأدعية لحفظ والدها لترى يوسف أولا وبعدها لترى موضوع والدها ربما يكون في إجتماع مهم لهذا أغلق الهاتف
ترجلت من السياره أمام شركة الرحماني لقطع السيارات لتستنشق أكبر قدر من الهواء وهي تحث نفسها للتقدم يلا يا وصال يوسف يستحق
تقدمت بخطوات متردده ليس خوفاً من مقابلته ولكن خوفاً من رد فعله لرؤيتها فبالتأكيد أصبح يكرهها الأن ولا يطيق رؤيتها ومعه حق في ذلك
إبتسمت برقة إلي مديرة مكتب زوجها وهي تُزيل النظارة الشمسيه من على عينها لتهتف بهدوء : يوسف جوه يا رحاب
أشرق وجه رحاب بقوة وهي تهتف بذهول : وصال مش معقوله فينك يا بنتي إيه الغيبه الطويله دي ههههه
إتسعت إبتسامتها وهي تقترب لتَضُم رحاب بسعادة ليتبادلا الحديث للحظات
رحاب : إتغيرتي يا بنت اللذين أخر مرة شوفتك كان فرحك تقريبا
وصال : هههههههه أنا من يومي حلوة بس إنتِ مش واخده بالك المهم يوسف هنا
رحاب : أيوه هنا بس مش طايق نفسه من الصبح شكلك مزعلاه يا مصيبه
إختفت إبتسامتها لتهتف بمرح كاذب لتخفي ألمها : أبداً ده إنتِ عرفاني من أيام ثانوي ملاك هههههههه
رحاب : آه إنتِ هتقوليي أدخل أديله خبر ولا هتدخلي على طول
إختفت ابتسامتها لتحتل زُرقة عينها خوف طبيعي وهي تهتف بثقة كاذبه : لا أنا هدخل على طول هو فاضي
رحاب : أيوه فاضي إتفضلي هخليهم يعملوا اتنين عصير عشان دم المسكين المحروق جوه ده ههههههههههه
إكتفت بإبتسامة خفيفة لا معني لها وهي تطرق على باب مكتب يوسف برقة ليصل صوته
أدخلي يا رحاب
تنفست بقوة وهي تفتح الباب لتتقدم بتوتر وهي تهمس بخفوت : وينفع أنا ادخل
*******************************
لا يعرف أيّ غباء تملك منه اليوم وجعله يأتي إلى المكتب فهو لم ينم طيله الليل وليس في مزاج يسمح له بالعمل
طرق بابا مكتب بخفوت ليغلق عينه بألم وهو يبعد تلك الأوراق من أمامه ليهتف بتعب :
أدخلي يا رحاب تعالي
وينفع أنا أدخل
نهض بحدة متجاهلاً تعبه متناسياً كل الغضب الذي بداخله من صاحبة الصوت ليهتف بذهول وقلبه الأحمق يرقص فرحاً لرؤيتها : وصال إنتِ بتعملي إيه هنا
تقدمت بخفه وهي تبتسم برقه ونظرات عينها تترقب أيّ رد فعل لتهتف بعدها لتهمس بدلال عفوي : أقدر أدخل
حرك رأسه بعدم تصديق ليهتف بذهول : بس إنتِ امـــ
إختصرت المسافة بينهم في لحظة لتضع سبابتها علي شفتيه تمنعه من الإسترسال في حديث لا جدوي منه وهي تهتف بسرعه وبطريقه عفوية أطارت بعقله قبل قلبه وجعلته ينسى كل شيء عدا ان تلك الصغيره الواقفه أمامه توجها منذ زمن ملكه على عرش قلبه ولا يستطيع ان ينحيها بعيداً عنه : والله العظيم وآسفه بجد والله آسفه إنتَ أصلاً متدنيش فرصه أرد إتكلمت ورا بعضه ورا بعض وبعدها مشيت
ضحك رغم عنه وهو يحيط خصرها بتملك ليهتف بمرح لم يحاول إخفاؤه : والله إنتِ مجنونة هههههههه
رفعت يدها لتلفها حول عنقه بتملك مماثل وهي تهتف بتذمر طفولي : أيوه أنا مجنونة وهبله وغبيه بس والله أسفه وبعدين أصلاً لو فكرت تسيبني إبنك نفسيته هتتأثر يرضيك إبنك يطلع أهبل عشان أمه مجنونه هههههه
ضحكت بخفه على ملامح يوسف المصدومة لتُتابع بدلال تعرف تأثيره جيداً على زوجها المتيم بها : أيوه أنا حامل إيه هتسبني
إبتعد عنها بسرعه ليهتف بحدة : إنتِ إيه وصال إنتِ بتتكلمي بجد بس الشريط وإنتِ
أغلقت عينها بألم : الشريط كان زمان وسيبته من فترة طويله وإنتَ متدليش فرصة أشرحلك حاجه وبعدين أنا كنت محتاجه وقت ليا أنا عشان أفهم أنا عايزة إيه
يوسف : سبتيني أتعذب أسبوعين يا مفتريه عشان عايزة وقت تفهمي
جعدت جبينها بطريقه مرحه لتهتف بجدية مصطنعه : إحمد ربك أنهم أسبوعين لأن أنا كنت محتاجه وقت اطول عشان افكر في كل حاجه هههههههه
ختمت جملتها بضحكة مرحة ليجذبها إليه بعنف وهو يهتف بحنق : والله شكلي هموتك وأرتاح منك
ضحكت برقه ليكتم ضحكتها بقبلة ناعمة أخبرتها أنه مازال يحبها بل يكاد يموت شوقاً لها
****************************************
علي علي علي علي
ضحكت سما بخفه على ملامح على المتذمرة لتتابع بمرح : علي علي علي يلا قوم يلا
علي : بس يا مزعجة عايز أنام
سما : يلا ياعلي انهارده حنة ريناد وبعدين عمر بيخلص حاجه وإنتَ لازم تقوم تشوف متعهد الحفلات أنا بس محرجه أكلم يوسف بعد كل اللي بتعمله الغبيه أختي فيه هههههههه
تغيرت ملامح علي بضيق وهو يهتف بهدوء : لا بلاش تكلمي يوسف أنا قايم بس إنتِ لابسه ورايحه فين
إستفزها سؤاله لتُجيب بسخرية : هاهاجر يا علي لابسه عشان إيه يعني ما أنا قولتلك بالليل رايحه بيتنا ع الضهر الساعة بقت واحده ونص وأنا لسه هنا ريناد هتموتني والمصيبه بتصل ببابا الموبايل مُغلق وإتصلت بالشركة مروه قالتلي إنه مجاش
أزاح الغطاء لينهض مبتعداً عن السرير وهو يهتف بهدوء : عادي يا سوسو ممكن يكون في اجتماع ولا في مشوار وموبايله فصل شحن
أماءت بهدوء لتهتف بسهولة : أيوه ممكن بس تنهدت بتعب وهي تحمل حقيبتها لتتابع بصوت أعلى ليصل إلى علي في داخل الحمام الملحق بغرفتهم : علي أنا هنزل بقي عشان اتأخرت كفاية ووصال معرفش فين
خرج من الحمام ليسألها بهدوء : طيب يا حبيبتي عايزه حاجه أنا هاستحمي وأغير هدومي وأنزل
سما : لا يا قلبي بس أبقي أتصل بوليد وشوف إيه النظام وإتصل بعمر كل شويه خليك فوق راسه أخويا وأنا عرفاه ومتنساش تشوف يوسف
علي : حاضر من عنيا
سما : ماشي سلام يا حبيبي قبلت خده فى عجلة لتختفي من أمامه في لحظات ليتناول تلك المنشفه الصغيره الموضوعه بجانب السرير ويختفي بدروه خلف باب الحمام
**********************************************
الهاتف الذي طلبته مغلق أو غير متاح
القت الهاتف على التسريحه بحنق دون ان تستمع لباقي الرسالة التسجيليه
جيلان : لسه قافل تليفونه مش عاوايده أغلقت عينها بألم لتتنهد بتعب وهي تريح جسدها على صدره لتضغط على يده الملتفه حول خصرها وهي تهتف بألم : تفكتر هيسامحني يا كريم
كريم : أيوه يا جيجي متخافيش وبعدين عمو حسين من أطيب الشخصيات اللي شوفتها في حياتي يعني متخافيش يا حبيبتي
فتحت عينها لتستدير وتُقابل وجهه دون أن تُغادر حصار يده لتهتف بأسف : كريم أنا بجد أسفه على اللي قولته إمبارح بس كنت
قبل جبينها بهدوء وهو يُزيح خصلات شعرها البنية الكثيفة من على وجهها ليهتف بحنان : خلاص يا جيجي مش قولنا هنبدء بداية جديده يبقى خلاص ملوش لازمه الإعتذار صح ولا إيه ويلا إستعدي عشان أوصلك قبل ما أروح الشركة
إبتسمت برقه لتلثم خده بقبلة مرحه وهي تفك حصار يده لتتحرك بعيداً عنه هاتفه بدلال عفوي : مش هتأخر ربع ساعة بالكتير
تحركت لتختفي من أمامه تحت نظراته الدافئه وذكرى من الأمس القريب جداً تنعاد على ذاكرته كم ألمته رؤيتها وهي بهذا الضعف والألم ، أغلق عينه ليسبح في ذاكرته
************************************
فتح باب الغرفة بهدوء خوفاً أن يوقظها فهو اعتاد على نومها قبله منذ زواجهم كانها تخبره وبثقة ان لا وجود له في عالمها ليُصدم برؤيتها بتلك الطريقة تبكي كالأطفال بل أسوء تنوح كسيده فقدت إبنها في الحرب
أسرع إليها ليجثو على ركبته أمامها ويسألها بقلق : جيلان حبيبتي في إيه؟؟!!
رفعت عينها الحمراء من أثار البكاء لساعات لا تعرف عددها لتهتف بألم : بابا مش عايز يرد عليا أكيد زِعل مني عشان إتجوزتك
جعد حاجبه بإستنكار ليضع يده على جبينها وتفاجئه حرارة جسدها ليعرف أنها تُعاني من صدمة
لا يا حبيبتي مش زعلان مِنك هو نايم شوفي الساعة كام الساعه تقربا 2 بالليل
وضع يده تحت ركبتها ليلف الأخر جيداً حول خصرها ويرفعها بسهولة لوزنها الخفيف مقارنةً مع حجمه ليضعها برفق على السرير
إرتفعت يديها لُتحيط عُنقه وهي تهمس بألم : خليك متروحش عشاني
كريم : متخافيش مش هروح في حته
خلع حذاءه بسهولة مندثا بجانبها ليضمّها بحنان إليه وهو يمسح على رأسها لتسرد حكايات لم يكن يعرفها عنها وعن أخواتها وعن والدها وهي تبتسم له بين كل جملة و الأخرى لتخبره أن والدها لم يرحل لم يتركها بل حارب من أجلها
بدت كطفله تائهة تُعاني غُربة فرضت عليها جبراً بدت كإمرأة ساحره بتلك الهالة المضيئة التي تُحيط بها بدت فتنه حقيقة وهي تتحدث بتلك الطريقه التي سلبته قلبه قبل عقله
أغلق عينه ليستنشق رائحتها المُسكره ليتوه في عالم يتوق للدخول إليه ليَصله صوتها الناعم بصدمة كارثيه وهي تهتف بهدوء : كريم أنا أسفه
فتح عينه لينظر إلى ملامحها الباكية وهو يهتف بتفهُم : أسفه على إيه؟؟
جيلان : على كل حاجه على غبائي أنا أسفه بجد إحنا ممكن نبدأ صح من الاول مش كده
اتسعت حدقة عينه بصدمة ليهتف بعدها بحنان : أيوه ممكن يا جيجي ممكن جداً كمان
ابتسمت بسعاده وكأنها كانت تنتظر تلك الإجابة لتغلق عينها في هدوء وهي تندث أكثر في حضنه لتنعم بدفئ أحضانه ولم ترأف بحال هذا الذي يكاد قلبه يقف من شدة الصدمة
*****************************
جيلان : كريم أنا خلصت هتستحمي ولا لا
رفع رأسه لينظر لصغيرته الجديده ليراها بطريقه اخرى ليراها كمراهقه على أعتاب السابعة عشر تحمّر خجلاً
إقترب ليطبع قُبلة خفيفة على شفتيها ويتجاوزها في هدوء دون أن يُعلّق بكلمة واحده ليتركها تُعاني مع ضربات قلبها المرتفعه كما عانى هو في الأمس القريب منها
********************************************
خلاص يا يوسف إمشي بقي
ضحكت بخفه على ملامح يوسف الحانقه لتتابع بدلال : يلا يا يوسف بقى والله إتأخرت هما متجمعين من 2 والساعة بقت 4 العصر سما هتعلقني هههههههههههه
يوسف : بفكر أقولك متحضريش الحنه
وصال : يوووسف
هتفت بها بحده مصطنعه ليُجاريها المزح وهو يتظاهر بخوف مصطنع : خلاص خلاص إنزلي بس خلي بالك من إبني
إستدارت تُقابله بحنق وهي تهتف بمرح : يا سلام يعني إنتَ خايف على إبنك بس
ضحك بمرح ليُتابع بإستفزاز : أيوه طبعاً كله إلا إبني
وضعت يديها على خصرها لتهتف بحنق : طيب خليني عند أهلي وإبقي تعالى خُد إبنك لما أولده
إرتفعت ضحته وهو يجذبها إليه بخفه ليهمس بتملك : إحلمي إني أسيبك ماشي
ابتسمت بحب ليشرق وجهها بسعادة ترجلت من السياره بهدوء وهي تهتف برقة : يلا يا حبيبي عايز حاجه
يوسف : لا بس خالي بالك من نفسك
وصال : حاضر
يوسف : ومتتحركيش كتير
وصال : حاضر
يوسف : ومتشليش حاجه تقيله
وصال : يوسف
ضحك بخفه وهو يدور محرك السياره ليعلو صوت هاتفه تحركت مبتعده عنه بعدما أغلقت الباب خلفها تاركه المجال ليوسف يستقبل إتصاله ولم تنتبه إلى ملامح يوسف التي تحولت للنقيض في ثانية ولم تُلاحظ تلك الابتسامة التي إنحصرت بعيداً عنه ولم ترى إتساع حدقة عينه بسرعه وهو يهمس بقلق : ايييييييييييييييييييه
*******************************
إرتفع صوت هاتفه ليبتعد عن المرآة ويمسك به قابلا الاتصال ليصبه صوت يوسف في عجاله من أمره : علي إنتَ فين
جعد حاجبه بإستنكار ليجيب بهدوء : أنا في البيت خير لابس ونازل أشوف متعهد الحفلات خير في ايه؟؟!!!
يوسف : إنزل بسرعة قابلني مافيش وقت أنا داخل عليك أهو
علي : أنزل فين وأقابلك فين وبعدين هو إيه اللي بيحصل
أجابه بصورة مباشره :عمو حسين في غيبوبه من إمبارح بالليل قابلني بس وهفهمك كل حاجه في الطريق
تسمر مكانه وكأن على رأسه الطير ليتغلب على صدمته بثبات يُحسد عليه وهو يلتقط مفاتيحه بسرعه هاتفاً بحده : إنتَ فين بالظبط أنا نازل أهو
يوسف : أنا داخل على الفلا
علي : تمام أنا نازل على السلالم
كاد ان يسقط من فوق السلالم عدة مرات بسبب تجاوزه لواحده وتخطيه للاخرى في نفس القفزة
سامية : خير يا علي يا ابني مالك نازل بتجري ليه كده
علي : خير يا ماما بابا فين
تجاهل اخر ثلاث درجات من السلم ليقف امامها قاطعاً المسافة بينهم في لحظة
ساميه : أبوك جاله إتصال من المستشفى ونزل جري خير يا بني في حاجه
لا مفيش حاجه
هتف بها بسرعة وهو يتجاوز والدته ليحسبها في عقله بعملية سريعا لتخرج الاجابة واحدة في جميع اللغات والده كان يعرف ومنذ زمن بعيد
***********************************************
هل جربتم هذا الشعور يوما ، هل عشتم تلك المشاعر من قبل
تخيل معي أنك فوق سطح أعلى بناية تعرفها نعم هكذا ..... ترى الجميع من إرتفاع أكبرهم لا يتخطى عقلة الإصبع يبدون جميعم كقطع الشطرنج وأنت اللاعب القوي هنا لا تهاب شيئ ولا تخاف أحد
افتح ذراعيك للهواء وكأنك تستقبله بعد طول إنتظار والأن أغلق عينيك وتمتع بنسمات الهواء تُداعب وجهك برفق وتتسلسل إلى خصلات شعرك رغماً عنك
إستمع إلى صوت الهواء الذي ينساب بداخلك بهدوء
والأن إستعد قِف على حافة السطح إسترخي و......... واحد ..... اثنان ... ثلاثة
أراكم في العالم الأخر
تيت تيت تتيت تيت تيت تيتت تييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يت
دكتور أيوب إلحق النبض وقف
***********************************
نهاية الفصل
|